كتاب الفصد والحجامة بين العلم والدين 2
صفحة 1 من اصل 1
كتاب الفصد والحجامة بين العلم والدين 2
2) الطبقة السفلية تشكل (45%) من حجم الدم وهي التي تمنحه ذلك الصباغ الأحمر وتتكون من: (الصفيحات ـ الكريات البيضاء ـ الكريات الحمراء).
الصفيحات platelets :
عددها (150-350) ألف/مم3 ، وحجمها (1-3) ميكرون وتنحصر مهمتها في إيقاف نزف الأوعية الدموية .
الكريات البيضاء leucocytes :
يحتوي الملليمتر المكعب على (7000) كرية ، قطر الواحدة (10-12) ميكرون ، مهمتها الأساسية هي مهاجمة الجراثيم ، إذ تنسل من جدران الشعيرات إلى الأنسجة بفضل أرجلها الكاذبة التي تمكِّنها من الحركة بحركة لولبية باتجاه الجراثيم محاولة التهامها والقضاء عليها بفضل ما تحمله من مواد مخربة للجراثيم .
الكريات الحمراء Erythrocytes :
ويحتوي الملليمتر المكعب من الدم على (5) ملايين كرية ليبلغ تعدادها حوالي (25) ألف مليار كرية في جسم الرجل البالغ في اللتر وذلك لاحتواء جسم الإنسان على (5-6) لتر من الدم .
يتجدد منها يومياً ما يعادل (250) بليون كرية وتأخذ هذه الكريات شكل العجلات ذات الدواليب المنفوخة ، قطر الواحدة منها (7) ميكرون وتميل هذه الكريات إلى الالتصاق التصاقاً مؤقتاً (السليمة الطبيعية منها) مكونة ما يشبه صفاً متراصاً من النقود المعدنية متراكبة فوق بعضها البعض Rouleaux وذلك عائد للزوجة سطحها ولدى فحص الكريات الحمراء مجهرياً وجد أنها خلايا عديمة النوى ذات مرونة تسمح لها بأن تنثني على نفسها كما أنها ذات خاصية عالية في نقل الأوكسجين .
إن الخلل الكمي والكيفي في عمل هذه الكريات الحمراء يعكس مشكلات كبرى خطيرة، شائعة آثارها بين الناس عموما ً، لذا فإن الوقاية والمعالجة بواسطة الحجامة cupping تتركَّز عليها وتدور حول الأعضاء والوظائف المرتبطة بها فهي العنصر الدموي النشيط والفعَّال الدائم والمركزي في سير دورة الحياة والمحافظة عليها لهذا الكائن البشري.. وتاريخ ميلادها يبدأ في نقي العظام ( نخاع العظام حيث
تنطلق منه ، إذ بعد نضجها تنطلق إلى مهماتها فتية نشيطة لتؤديها في الشروط الطبيعية على أكمل وجه وأتم حال.
حتى إذا ما أتمت المائة والعشرين يوماً من تاريخ ميلادها غدت هرمة قد استُهلِكت جرَّاء العمل المتواصل فيأخذ نشاطها بالذبول وحياتها نحو الاضمحلال فتفقد مرونتها وقد تحولت إلى كرية ميتة عالة على الدورة الدموية فتزوي مع البلايين من مثيلاتها إلى جدران الأوعية الدموية تتدافعها الكريات الفتية الشابة معرقلة جريان الدم مما يؤدي إلى اختلالات في الجهاز الدوري مع ضعف بسيْره بشكل عام ونقص في وظائف الأعضاء ناتج عن نقص في التروية الدموية الناجمة عن إعاقات هذه الكريات ، وتظهر جلية عند الأشخاص المتقدمين في السن لعجز أجهزتهم عن درء هذه المعضلة المتفاقمة والمترافقة بارتفاع في الضغط الدموي hypertension .
وقد تبيَّن أن ذلك يعود إلى عوامل عديدة مسببة ليس فقط لتلك الإعاقات، بل إلى تشكُّل الخثرات ( الجلطات ) الدموية thrombus وهي :
ـ لزوجة سطوح هذه الكريات.
ـ كثافتها المرتفعة .
ـ لزوجة بروتينيات بلازما الدم .
كل هذا يدفع الكريات إلى الالتصاق عشوائياً أو انتظامياً ببعضها بعضاً بشكل تراكبي Rouleaux سرعان ما يزول بفضل مرونة هذه الكريات الفتية أثناء تدافعها خلال دورة الدم .
أما الكريات الهرمة والميتة فإنها تفقد خاصية المرونة فيكون من المتعذر أن تنفصل عن بعضها ، وبوجود الألياف والصفيحات platelets تتشكل الخثرات thromubus الدموية التي بدورها تغدو مُعيقة لحركة الدم ، ونتيجة لهذه الترسبات على جدران الأوعية ونتيجة لعرقلة سير الدم يرتفع ضغط الدم.. وحالة ضغط الدم المرتفع مع وجود الترسبات المختلفة على جدران الأوعية تؤدي لتصلب الشرايين arteriosclosis الذي يؤدي بدوره لارتفاع الضغط، وهكذا فكلٌّ منهما يؤدي للآخر .
وإن وقفت حائراً لما تقرؤه متعجباً مندهشاً من أن مشاكل تصلب الشرايين الخطيرة وما ينشأ عنها كله يعود لما ذكرت من ترسبات!!.
إن حدث ذلك فما عليك إلاَّ أن تطَّلع على تعريف منظمة الصحة العالمية WHo لتصلب الشرايين العصيدي atherosclerosis ، إذ تقول Who:
(إن تصلب الشرايين العصيدي هو الحالة التي تنشأ من مجموع متغيرات استحالية تحدث في الطبقة المتوسطة والبطانة الداخلية للوعاء الدموي الشرياني Intima of arteries التي تتألف من بؤرة من المتراكمات الدهنية والكاربوهيدرات المعقدة وكذلك من مواد ذات أصل دموي وكذلك مادة الدم نفسها ونسيج ليفي، وترسب من مادة الكالسيوم). هذا الوصف للحالة ومعناه: تصلب الشرايين الإكليلية coronary ، تكاد تكون مرادفة لكلمة (عصيدة) Atheroma .
ما هو مصير الجلطات والكريات الهرمة ؟
لقد تبيَّن أن الجلطات والكريات الهرمة تبحث لها عن مناطق أقل نشاطاً وحركة لتأوي إليها ، وهكذا حتى يتركَّز معظمها في منطقة الكاهل ويحدث ذلك يومياً أثناء النوم في هذه المنطقة التي تعتبر أركد منطقة في جسم الإنسان ولِمَا تتصف به من أنها منطقة خالية من المفاصل المتحركة تماماً، فمفاصلها من نوع المفاصل نصف المتحركة.. والعضلات الموجودة فيها هي عضلات شد وتثبيت للعظام حتى أن وضعية الركوع تتم بتقوّس الجزء السفلي من العمود الفقري وتبقى هذه المنطقة بسوية واحدة .
وبما أن شبكة الشعيرات الدموية أشد ما تكون تشعباً وغزارة في منطقة الكاهل scopula فهذا ما لا يخفى أثره في أن سرعة الدم فيه تفتر وتقل .
ومثال الكريات في سلوكها في جهاز الدوران وبمنطقة الكاهل scopula خصوصاً، أشبه ما يكون بالنهر مع رسوبياته ، فالنهر يكون بأشد قوة جريانه عند المنبع يجرف أمامه كل شيء إلاَّ ما ثقل كثيراً، ثم تراه يخف تدريجياً في الوسط حتى يصبح عند مصبه هادئاً يكاد أن يكون راكداً، حيث تحط رسوبياته التي كانت عالقة بمياهه الجارية رحالها في قعره. ففي منطقة الكاهل تنخفض سرعة الدم في الأوعية السطحية لحدود دنيا (الشعرية في الجلد) وفي الأوعية الدموية العميقة منها (العضلات وطبقات الجلد العميقة) فتحط رسوبيات الدم رحالها فيها لتنخفض بذلك سرعة الدم أكثر.. وهكذا في علاقة عكسية بينهما مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الدموي في الجسم .
هذه الصفات مجتمعات تدفع الكريات الهرمة والميتة مع الشوائب الدموية والخثرات إلى الترسُّب في هذه الأوعية يومياً (وخصوصاً أثناء النوم لهدوء الدورة الدموية) . إذ أنه من المعلوم أيضاً أن الكريات الحمراء التي دنا أجلها ومع مرور الزمن يصبح من العسير عليها اجتياز الدوران الدقيق.
وقد تظهر هذه الترسبات بشكل بدائي متمثلة بتفشي آلام الظهر في منطقة الكاهل ، فنلجأ إلى التدليك الرياضي Massage لهذه المنطقة الذي يعمل مفعوله آنياً في تنشيط حركة الدم فيها وزيادة التروية الدموية لنسجها فيجرف تيار الدم المتدافع بالتدليك ما تراكم فيها من شوائب دموية وسموم ، وهي المواد الضارة (الناتجة عن عمليات استقلاب الخلايا) المسببة للألم unwanted materials (كأمثال حمض اللبن Lactique Acid) ويغذيها بالغذاء والأوكسجين الكافي .
ولعلنا نتطلع إلى أوسع من محيط هذه الآلام الظهرية فالعلة لم تُجتث من أساسها بعد، فالإنسان بجسده كلٌّ مترابط من أدنى خلية إلى أكبر وأعظم عضو منه، كما أن الدم فيه صلة الوصل بين جميع أعضائه ولهذا نرى أن الجسم أضحى عرضة لكافة الأمراض مثل آلام الرأس والعينين والظهر وجهاز الهضم والكبد والرئتين وآلام المفاصل والذبحة الصدرية والاحتشاءات ( انسداد ) القلبية cardiac infarction .
وهذا ما لاحظه الطبيب الياباني Kuakuroiwa ـ كواكورواوا.. فقد أكَّد على حقيقة واحدة استنتجها بعد أن ركَّز أبحاثه على الحجامة وهي أن الشوائب في الدم هي السبب في إصابتنا بالأمراض المختلفة.
ولا ننسى أن الحجامة تخلصنا أيضاً من لزوجة viscosity الدم الزائدة فلدى تخليص الجسم من العاطل من الكريات الحمر نكون قد خفضنا لزوجة الدم الزائدة بشكل لا يؤثر على وظائفه ، بل زالت العثرات وأتيح للدم أن يتحرك بسهولة وحرية في ظروف ضغط مثالي منتظم والقاعدة الطبية تقول: (إنه كلما نقصت لزوجة الدم كلما زادت ميوعته ( سيولته ) وزال خطر تشكل الخثرات الدموية)، وما أكثر ما يصف الأطباء مميعات ( مسيلات ) الدم لمرضى القلب .
نعم لقد أدرك كل هذا بأبعاده السحيقة طبيب الإنسانية ) محمد صلي الله عليه وسلم ) مفجِّر علوم الوقاية بفهمه العالي على ربِّه حتى أنطقه الحق بالحق يراه بالأفق المبين فكان قريباً من المولى عزَّ وجل وقريباً من خلقه ، فمن كان الإله معه كان كل شيء بين يديه من قبل أن يرتد إليه طرفه.. فأوصى صلي الله عليه وسلم أصحابه أن كل داء سببه غلبة الدم، والحجامة تنفع من كل داء ألا فاحتجموا.
لذلك أدرك صحابة الرسل الكرام ومن تابعهم بإحسان أنه من الضروري التخلُّص سنوياً من هذه الكريات الحمر الهرمة بالحجامة.
وبالحجامة فقط تستعيد الدورة الدموية نشاطها بيسر وسهولة دونما معاناة من ارتفاع في الضغط، وتستعيد كامل الأعضاء نشاطها الأمثل وهذا ما يسمونه في الطب الحديث الطب البيولوجي والذي يعتمد على تنشيط وظائف الأعضاء.
فبتطبيق وصايا الرسل الكرام بإجراء الحجامة بالربيع عاد إليك الربيع أيها الجسم وأزهرت أجهزتك السبعة، فصارت تؤتي أكلها رائعاً مستمراً وأينع ثمرها فأصبح صالحاً..
الآن قد انغسل الجسم من الأمراض غسلاً وذهبت منه الأوجاع والآلام أصلاً..
دور الكبد والطحال في تنقية الدم من الشوائب :
لعلك تقول: إنك بالغت كثيراً في موضوع تجمُّع الكريات في منطقة الكاهل وأسهبت في التركيز على دور الشوائب الدموية والكريات الهرمة والمقبلة على الهرم في حدوث معظم الأمراض بآلية مرتبطة بتنشُّؤ neoplasia ( تكوين ) وتراكم هذه
العثرات واستشهدت حتى بقول الطبيب الياباني الشهير (كواكورواوا)، لكن أما للكبد والطحال من دور أوجده الله عز وجل في ابتلاع هذه الكريات والعثرات وتحطيمها والحد من تأثيراتها السلبية على الدورة الدموية.
فلنبحث في آلية عمل الكبد والطحال لكي نكشف اللثام عن الأهمية الكبيرة لعملية الحجامة في هذا المجال وغيره من الاتجاهات لكمال صحة البدن والنفس والتي لم تخفَ عن ثاقب بصيرته صلي الله عليه وسلم ، فكان القدوة والرائد في هذا المجال.
الكبد (Liver):
ويزن (1200-1500)جرام .. وهو إنبيق عظيم تتم فيه الآلاف من العمليات الكيميائية المعقدة.
نذكر أن من وظائف الكبد التي يبلغ عددها 500 وظيفة ما يلي :
1) يرشح المواد السامة poisons من السائل الدموي ويستقلبها مبطلاً سميتها ، أو يصرِّفها عن طريق الصفراء خارج الجسم.
2) يصنع السائل المراري من نواتج تكسير الكريات الحمر التالفة.
3) يضطلع باستقلابات Metabolism السكريات وتخزينها ليحررها عند الحاجة.
4) يقوم باستقلاب البروتينات proteins واصطناعها.
5) يُوجِد المركبات التي تساعد على تجلط الدم وتخثره في وضع النزف.
6) يضطلع باستقلاب الدهون lipids والشحوم الثلاثية Triglycerides واستقلاب وتصريف الكوليسترول cholesterol بالسائل الصفراوي.
7) يعمل على استقلاب واختزان معظم أنواع الفيتامينات vitamins وعددٍ من العناصر المعدنية كالحديد وغيره.. وله وظيفة من الوجهة الهرمونية .
وللكبد أهمية كبيرة في الحياة الجنينية ، إذ يشترك مع الطحال في تكوين الدم.
9) يسهر الكبد للدفاع عن الإنسان ضد هجوم المكروبات، حيث يلتهمها ويقضي عليها أو يحد من ضررها.
الطحال (Lien):
وهو لا يقل أهمية عن الكبد ويقع تحت الحجاب الحاجز diaphragm خلف المعدة abdominal cavity وفوق الكلية اليسرى بقليل ويزن (150جرام ) تقريباً.
دورة الدم في الطحال:
إن الدم عندما يلج إلى الطحال تستقبله شبكة من حبال بيليروت Cords of Billirott يستنقع الدم في عيونها ليمس البالعات الثابتة والمتحركة والبطانية ليدخل بعدها الدم في الجيوب الوريدية المثقبة ، ثم ينتقل إلى الشعرية الوريدية فالأوردة فالوريد الطحالي.. وهذه هي النظرية المفتوحة Open Theory.
وهناك النظرية المغلقة Closed Theory:
(إن الشرايين المسماة Penicilleary تنفتح مباشرة على أشباه الجيوب). أما Kinsely فوصف شكلاً ثالثاً ، وآخرون قالوا توجد الدورتان معاً المغلقة والمفتوحة...
وظائف الطحال:
أولاً: في الدم :
1) دور تخزيني: يختزن الطحال كمية قليلة من الدم تتراوح بين (20-60)سم مكعب ، فلدى تنبيه العصب الودي sympathetic nerve في حالات النزف hemorrhage ، أو هبوط ضغط الدم، يطلق الطحال الكمية المختزنة من الدم للدوران العام بعد أن كان يختزنها في الجيوب الوريدية واللب الأحمر red pulp .
2) ودوره في بلعمة الكريات الحمراء (تحطيم الخضاب) : إن تحطيم الخضاب يتم في مجمل البدن بالجملة الشبكية البطانية إلاَّ أن نصف هذا العمل يتم في الطحال، حيث يتم تحطيم الخضاب Hemoglobin في الجملة الشبكية البطانية Reticals-endothelia فتمر الكريات من اللب pulp الطحالي إلى الجيوب بالضغط عبر مسام أصغر من قطر الكريات نفسها ، فمن يحتمل هذا الضغط ينفذ ومن لا يحتمله يتكسر ويتخرب فيتحرر الخضاب Hemoglobin ويبقى هيكل الكريات لتجري عليها (الكريات المحطمة) عمليات الهضم في الشبكة البطانية للطحال.. فمن نواتج الهضم يؤمن الطحال مخزونه من الحديد وعندما يتسارع تحطيم الكريات يطفح الطحال بالهيموسدرين ، أي أن الطحال بحالة امتلاء Siderotic.. مثال ذلك في حالة الفاقة الإنحلالية lytic deficiency . ويساعد الطحال على توليد الكريات الحمراء في حالة نقص الدم.
الصفيحات platelets :
عددها (150-350) ألف/مم3 ، وحجمها (1-3) ميكرون وتنحصر مهمتها في إيقاف نزف الأوعية الدموية .
الكريات البيضاء leucocytes :
يحتوي الملليمتر المكعب على (7000) كرية ، قطر الواحدة (10-12) ميكرون ، مهمتها الأساسية هي مهاجمة الجراثيم ، إذ تنسل من جدران الشعيرات إلى الأنسجة بفضل أرجلها الكاذبة التي تمكِّنها من الحركة بحركة لولبية باتجاه الجراثيم محاولة التهامها والقضاء عليها بفضل ما تحمله من مواد مخربة للجراثيم .
الكريات الحمراء Erythrocytes :
ويحتوي الملليمتر المكعب من الدم على (5) ملايين كرية ليبلغ تعدادها حوالي (25) ألف مليار كرية في جسم الرجل البالغ في اللتر وذلك لاحتواء جسم الإنسان على (5-6) لتر من الدم .
يتجدد منها يومياً ما يعادل (250) بليون كرية وتأخذ هذه الكريات شكل العجلات ذات الدواليب المنفوخة ، قطر الواحدة منها (7) ميكرون وتميل هذه الكريات إلى الالتصاق التصاقاً مؤقتاً (السليمة الطبيعية منها) مكونة ما يشبه صفاً متراصاً من النقود المعدنية متراكبة فوق بعضها البعض Rouleaux وذلك عائد للزوجة سطحها ولدى فحص الكريات الحمراء مجهرياً وجد أنها خلايا عديمة النوى ذات مرونة تسمح لها بأن تنثني على نفسها كما أنها ذات خاصية عالية في نقل الأوكسجين .
إن الخلل الكمي والكيفي في عمل هذه الكريات الحمراء يعكس مشكلات كبرى خطيرة، شائعة آثارها بين الناس عموما ً، لذا فإن الوقاية والمعالجة بواسطة الحجامة cupping تتركَّز عليها وتدور حول الأعضاء والوظائف المرتبطة بها فهي العنصر الدموي النشيط والفعَّال الدائم والمركزي في سير دورة الحياة والمحافظة عليها لهذا الكائن البشري.. وتاريخ ميلادها يبدأ في نقي العظام ( نخاع العظام حيث
تنطلق منه ، إذ بعد نضجها تنطلق إلى مهماتها فتية نشيطة لتؤديها في الشروط الطبيعية على أكمل وجه وأتم حال.
حتى إذا ما أتمت المائة والعشرين يوماً من تاريخ ميلادها غدت هرمة قد استُهلِكت جرَّاء العمل المتواصل فيأخذ نشاطها بالذبول وحياتها نحو الاضمحلال فتفقد مرونتها وقد تحولت إلى كرية ميتة عالة على الدورة الدموية فتزوي مع البلايين من مثيلاتها إلى جدران الأوعية الدموية تتدافعها الكريات الفتية الشابة معرقلة جريان الدم مما يؤدي إلى اختلالات في الجهاز الدوري مع ضعف بسيْره بشكل عام ونقص في وظائف الأعضاء ناتج عن نقص في التروية الدموية الناجمة عن إعاقات هذه الكريات ، وتظهر جلية عند الأشخاص المتقدمين في السن لعجز أجهزتهم عن درء هذه المعضلة المتفاقمة والمترافقة بارتفاع في الضغط الدموي hypertension .
وقد تبيَّن أن ذلك يعود إلى عوامل عديدة مسببة ليس فقط لتلك الإعاقات، بل إلى تشكُّل الخثرات ( الجلطات ) الدموية thrombus وهي :
ـ لزوجة سطوح هذه الكريات.
ـ كثافتها المرتفعة .
ـ لزوجة بروتينيات بلازما الدم .
كل هذا يدفع الكريات إلى الالتصاق عشوائياً أو انتظامياً ببعضها بعضاً بشكل تراكبي Rouleaux سرعان ما يزول بفضل مرونة هذه الكريات الفتية أثناء تدافعها خلال دورة الدم .
أما الكريات الهرمة والميتة فإنها تفقد خاصية المرونة فيكون من المتعذر أن تنفصل عن بعضها ، وبوجود الألياف والصفيحات platelets تتشكل الخثرات thromubus الدموية التي بدورها تغدو مُعيقة لحركة الدم ، ونتيجة لهذه الترسبات على جدران الأوعية ونتيجة لعرقلة سير الدم يرتفع ضغط الدم.. وحالة ضغط الدم المرتفع مع وجود الترسبات المختلفة على جدران الأوعية تؤدي لتصلب الشرايين arteriosclosis الذي يؤدي بدوره لارتفاع الضغط، وهكذا فكلٌّ منهما يؤدي للآخر .
وإن وقفت حائراً لما تقرؤه متعجباً مندهشاً من أن مشاكل تصلب الشرايين الخطيرة وما ينشأ عنها كله يعود لما ذكرت من ترسبات!!.
إن حدث ذلك فما عليك إلاَّ أن تطَّلع على تعريف منظمة الصحة العالمية WHo لتصلب الشرايين العصيدي atherosclerosis ، إذ تقول Who:
(إن تصلب الشرايين العصيدي هو الحالة التي تنشأ من مجموع متغيرات استحالية تحدث في الطبقة المتوسطة والبطانة الداخلية للوعاء الدموي الشرياني Intima of arteries التي تتألف من بؤرة من المتراكمات الدهنية والكاربوهيدرات المعقدة وكذلك من مواد ذات أصل دموي وكذلك مادة الدم نفسها ونسيج ليفي، وترسب من مادة الكالسيوم). هذا الوصف للحالة ومعناه: تصلب الشرايين الإكليلية coronary ، تكاد تكون مرادفة لكلمة (عصيدة) Atheroma .
ما هو مصير الجلطات والكريات الهرمة ؟
لقد تبيَّن أن الجلطات والكريات الهرمة تبحث لها عن مناطق أقل نشاطاً وحركة لتأوي إليها ، وهكذا حتى يتركَّز معظمها في منطقة الكاهل ويحدث ذلك يومياً أثناء النوم في هذه المنطقة التي تعتبر أركد منطقة في جسم الإنسان ولِمَا تتصف به من أنها منطقة خالية من المفاصل المتحركة تماماً، فمفاصلها من نوع المفاصل نصف المتحركة.. والعضلات الموجودة فيها هي عضلات شد وتثبيت للعظام حتى أن وضعية الركوع تتم بتقوّس الجزء السفلي من العمود الفقري وتبقى هذه المنطقة بسوية واحدة .
وبما أن شبكة الشعيرات الدموية أشد ما تكون تشعباً وغزارة في منطقة الكاهل scopula فهذا ما لا يخفى أثره في أن سرعة الدم فيه تفتر وتقل .
ومثال الكريات في سلوكها في جهاز الدوران وبمنطقة الكاهل scopula خصوصاً، أشبه ما يكون بالنهر مع رسوبياته ، فالنهر يكون بأشد قوة جريانه عند المنبع يجرف أمامه كل شيء إلاَّ ما ثقل كثيراً، ثم تراه يخف تدريجياً في الوسط حتى يصبح عند مصبه هادئاً يكاد أن يكون راكداً، حيث تحط رسوبياته التي كانت عالقة بمياهه الجارية رحالها في قعره. ففي منطقة الكاهل تنخفض سرعة الدم في الأوعية السطحية لحدود دنيا (الشعرية في الجلد) وفي الأوعية الدموية العميقة منها (العضلات وطبقات الجلد العميقة) فتحط رسوبيات الدم رحالها فيها لتنخفض بذلك سرعة الدم أكثر.. وهكذا في علاقة عكسية بينهما مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الدموي في الجسم .
هذه الصفات مجتمعات تدفع الكريات الهرمة والميتة مع الشوائب الدموية والخثرات إلى الترسُّب في هذه الأوعية يومياً (وخصوصاً أثناء النوم لهدوء الدورة الدموية) . إذ أنه من المعلوم أيضاً أن الكريات الحمراء التي دنا أجلها ومع مرور الزمن يصبح من العسير عليها اجتياز الدوران الدقيق.
وقد تظهر هذه الترسبات بشكل بدائي متمثلة بتفشي آلام الظهر في منطقة الكاهل ، فنلجأ إلى التدليك الرياضي Massage لهذه المنطقة الذي يعمل مفعوله آنياً في تنشيط حركة الدم فيها وزيادة التروية الدموية لنسجها فيجرف تيار الدم المتدافع بالتدليك ما تراكم فيها من شوائب دموية وسموم ، وهي المواد الضارة (الناتجة عن عمليات استقلاب الخلايا) المسببة للألم unwanted materials (كأمثال حمض اللبن Lactique Acid) ويغذيها بالغذاء والأوكسجين الكافي .
ولعلنا نتطلع إلى أوسع من محيط هذه الآلام الظهرية فالعلة لم تُجتث من أساسها بعد، فالإنسان بجسده كلٌّ مترابط من أدنى خلية إلى أكبر وأعظم عضو منه، كما أن الدم فيه صلة الوصل بين جميع أعضائه ولهذا نرى أن الجسم أضحى عرضة لكافة الأمراض مثل آلام الرأس والعينين والظهر وجهاز الهضم والكبد والرئتين وآلام المفاصل والذبحة الصدرية والاحتشاءات ( انسداد ) القلبية cardiac infarction .
وهذا ما لاحظه الطبيب الياباني Kuakuroiwa ـ كواكورواوا.. فقد أكَّد على حقيقة واحدة استنتجها بعد أن ركَّز أبحاثه على الحجامة وهي أن الشوائب في الدم هي السبب في إصابتنا بالأمراض المختلفة.
ولا ننسى أن الحجامة تخلصنا أيضاً من لزوجة viscosity الدم الزائدة فلدى تخليص الجسم من العاطل من الكريات الحمر نكون قد خفضنا لزوجة الدم الزائدة بشكل لا يؤثر على وظائفه ، بل زالت العثرات وأتيح للدم أن يتحرك بسهولة وحرية في ظروف ضغط مثالي منتظم والقاعدة الطبية تقول: (إنه كلما نقصت لزوجة الدم كلما زادت ميوعته ( سيولته ) وزال خطر تشكل الخثرات الدموية)، وما أكثر ما يصف الأطباء مميعات ( مسيلات ) الدم لمرضى القلب .
نعم لقد أدرك كل هذا بأبعاده السحيقة طبيب الإنسانية ) محمد صلي الله عليه وسلم ) مفجِّر علوم الوقاية بفهمه العالي على ربِّه حتى أنطقه الحق بالحق يراه بالأفق المبين فكان قريباً من المولى عزَّ وجل وقريباً من خلقه ، فمن كان الإله معه كان كل شيء بين يديه من قبل أن يرتد إليه طرفه.. فأوصى صلي الله عليه وسلم أصحابه أن كل داء سببه غلبة الدم، والحجامة تنفع من كل داء ألا فاحتجموا.
لذلك أدرك صحابة الرسل الكرام ومن تابعهم بإحسان أنه من الضروري التخلُّص سنوياً من هذه الكريات الحمر الهرمة بالحجامة.
وبالحجامة فقط تستعيد الدورة الدموية نشاطها بيسر وسهولة دونما معاناة من ارتفاع في الضغط، وتستعيد كامل الأعضاء نشاطها الأمثل وهذا ما يسمونه في الطب الحديث الطب البيولوجي والذي يعتمد على تنشيط وظائف الأعضاء.
فبتطبيق وصايا الرسل الكرام بإجراء الحجامة بالربيع عاد إليك الربيع أيها الجسم وأزهرت أجهزتك السبعة، فصارت تؤتي أكلها رائعاً مستمراً وأينع ثمرها فأصبح صالحاً..
الآن قد انغسل الجسم من الأمراض غسلاً وذهبت منه الأوجاع والآلام أصلاً..
دور الكبد والطحال في تنقية الدم من الشوائب :
لعلك تقول: إنك بالغت كثيراً في موضوع تجمُّع الكريات في منطقة الكاهل وأسهبت في التركيز على دور الشوائب الدموية والكريات الهرمة والمقبلة على الهرم في حدوث معظم الأمراض بآلية مرتبطة بتنشُّؤ neoplasia ( تكوين ) وتراكم هذه
العثرات واستشهدت حتى بقول الطبيب الياباني الشهير (كواكورواوا)، لكن أما للكبد والطحال من دور أوجده الله عز وجل في ابتلاع هذه الكريات والعثرات وتحطيمها والحد من تأثيراتها السلبية على الدورة الدموية.
فلنبحث في آلية عمل الكبد والطحال لكي نكشف اللثام عن الأهمية الكبيرة لعملية الحجامة في هذا المجال وغيره من الاتجاهات لكمال صحة البدن والنفس والتي لم تخفَ عن ثاقب بصيرته صلي الله عليه وسلم ، فكان القدوة والرائد في هذا المجال.
الكبد (Liver):
ويزن (1200-1500)جرام .. وهو إنبيق عظيم تتم فيه الآلاف من العمليات الكيميائية المعقدة.
نذكر أن من وظائف الكبد التي يبلغ عددها 500 وظيفة ما يلي :
1) يرشح المواد السامة poisons من السائل الدموي ويستقلبها مبطلاً سميتها ، أو يصرِّفها عن طريق الصفراء خارج الجسم.
2) يصنع السائل المراري من نواتج تكسير الكريات الحمر التالفة.
3) يضطلع باستقلابات Metabolism السكريات وتخزينها ليحررها عند الحاجة.
4) يقوم باستقلاب البروتينات proteins واصطناعها.
5) يُوجِد المركبات التي تساعد على تجلط الدم وتخثره في وضع النزف.
6) يضطلع باستقلاب الدهون lipids والشحوم الثلاثية Triglycerides واستقلاب وتصريف الكوليسترول cholesterol بالسائل الصفراوي.
7) يعمل على استقلاب واختزان معظم أنواع الفيتامينات vitamins وعددٍ من العناصر المعدنية كالحديد وغيره.. وله وظيفة من الوجهة الهرمونية .
وللكبد أهمية كبيرة في الحياة الجنينية ، إذ يشترك مع الطحال في تكوين الدم.
9) يسهر الكبد للدفاع عن الإنسان ضد هجوم المكروبات، حيث يلتهمها ويقضي عليها أو يحد من ضررها.
الطحال (Lien):
وهو لا يقل أهمية عن الكبد ويقع تحت الحجاب الحاجز diaphragm خلف المعدة abdominal cavity وفوق الكلية اليسرى بقليل ويزن (150جرام ) تقريباً.
دورة الدم في الطحال:
إن الدم عندما يلج إلى الطحال تستقبله شبكة من حبال بيليروت Cords of Billirott يستنقع الدم في عيونها ليمس البالعات الثابتة والمتحركة والبطانية ليدخل بعدها الدم في الجيوب الوريدية المثقبة ، ثم ينتقل إلى الشعرية الوريدية فالأوردة فالوريد الطحالي.. وهذه هي النظرية المفتوحة Open Theory.
وهناك النظرية المغلقة Closed Theory:
(إن الشرايين المسماة Penicilleary تنفتح مباشرة على أشباه الجيوب). أما Kinsely فوصف شكلاً ثالثاً ، وآخرون قالوا توجد الدورتان معاً المغلقة والمفتوحة...
وظائف الطحال:
أولاً: في الدم :
1) دور تخزيني: يختزن الطحال كمية قليلة من الدم تتراوح بين (20-60)سم مكعب ، فلدى تنبيه العصب الودي sympathetic nerve في حالات النزف hemorrhage ، أو هبوط ضغط الدم، يطلق الطحال الكمية المختزنة من الدم للدوران العام بعد أن كان يختزنها في الجيوب الوريدية واللب الأحمر red pulp .
2) ودوره في بلعمة الكريات الحمراء (تحطيم الخضاب) : إن تحطيم الخضاب يتم في مجمل البدن بالجملة الشبكية البطانية إلاَّ أن نصف هذا العمل يتم في الطحال، حيث يتم تحطيم الخضاب Hemoglobin في الجملة الشبكية البطانية Reticals-endothelia فتمر الكريات من اللب pulp الطحالي إلى الجيوب بالضغط عبر مسام أصغر من قطر الكريات نفسها ، فمن يحتمل هذا الضغط ينفذ ومن لا يحتمله يتكسر ويتخرب فيتحرر الخضاب Hemoglobin ويبقى هيكل الكريات لتجري عليها (الكريات المحطمة) عمليات الهضم في الشبكة البطانية للطحال.. فمن نواتج الهضم يؤمن الطحال مخزونه من الحديد وعندما يتسارع تحطيم الكريات يطفح الطحال بالهيموسدرين ، أي أن الطحال بحالة امتلاء Siderotic.. مثال ذلك في حالة الفاقة الإنحلالية lytic deficiency . ويساعد الطحال على توليد الكريات الحمراء في حالة نقص الدم.
مواضيع مماثلة
» كتاب الفصد والحجامة بين العلم والدين 3
» كتاب الفصد والحجامة بين العلم والدين 4
» كتاب الفصد والحجامة بين العلم والدين 5
» كتاب الفصد والحجامة بين العلم والدين 6
» كتاب الفصد و الحجامة بين العلم والدين 1
» كتاب الفصد والحجامة بين العلم والدين 4
» كتاب الفصد والحجامة بين العلم والدين 5
» كتاب الفصد والحجامة بين العلم والدين 6
» كتاب الفصد و الحجامة بين العلم والدين 1
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى