صفحات من كتاب عباقرة وعلماء غيروا وجه العالم للدكتور محمد كذلك 1
صفحة 1 من اصل 1
صفحات من كتاب عباقرة وعلماء غيروا وجه العالم للدكتور محمد كذلك 1
عباقرة غيروا وجه العالم
أسرار جديدة في سيرتهم الذاتية
محمد محمد كذلك
مقدمة أسرار جديدة في سيرتهم الذاتية
محمد محمد كذلك
تُري من هو أول من احتاج العلم وأول عالم في الوجود ؟
أنظر هناك بعيداً في الزمن حيث قابيل يجادل آدم عليه السلام ويريد أن يتزوج أخته التي شاركته رحم أمه حواء , وآدم يرفض , ويقول : أن من سيتزوجها هو هابيل , يرفض قابيل هذا الحكم , لابد له من التخلص من منافسه هابيل , يرفع قابيل الحجر , يهوي به فوق رأس هابيل , يسقط هابيل صريعاً ومعلناً حدوث أول جريمة قتل في الوجود , يقف قابيل في حيرة من أمره , هذه أول جثة في الوجود , لا يعرف قابيل كيف يتصرف في جثة أخيه , فقابيل ينقصه العلم الذي يمكنه من التصرف في مثل هذا الظرف , هنا نشأت الحاجة إلى العلم والمعرفة , فلو كان لدي قابيل قدراً من المعرفة لأمكنه أن يفكر من خلالها للبحث عن حل , لهذا كان لابد للحل أن يأتي من العالم القدير وخالق الكون ومدبره المولي سبحانه وتعالي , فيرسل أحد العلماء ليعلم قابيل كيف يتصرف في جثه أخيه , يرسل أول عالم في الوجود , غراب يتقاتل مع غراب آخر , فتعاد الجريمة التي قام بها قابيل أمام أعينه , وكما قتل قابيل أخيه هابيل , يقتل أحد الغرابين الآخر , ويهوي الغراب ميتاً , قابيل يراقب , والغراب يحفر الأرض ويجر الغراب الميت ويضعه في الحفرة ويلقي عليه التراب ليختفي الميت عن الأنظار , هنا يعلم قابيل أنه لا يعلم , ويدرك أن انعدام العلم لديه جعله عاجزاً عن التصرف الذي فعله طائر لمجرد أن الله عز وجل قد أعطاه بعض العلم .
بدا واضحاً أن البشر بحاجة إلى العلم ليواجهوا مصيرهم في الحياة , فالعلم مطلوب في كل جزيئات حياة البشر , فلكي يأكل الناس لابد لهم من علوم في الزراعة والفلاحة , ولكي ينتقل الناس عبر الفضاء لابد من علوم في الطيران ولكي يغوص الناس مع الأسماك لابد من علوم في الغوص , ولكي يلبس الناس لابد من علوم في الصناعة والنسيج , ...... الخ
خلاصة القول أن البشر بحاجة إلى العلم في شتي نواحي الحياة وأن البشر لا يمكنهم مواصلة الحياة بدون علم , ومصدر العلم في الكون هو خالق الكون ومصدر العلم في الوجود هو من أوكل الله عز وجل العلم لهم , إنهم العلماء , الذين يحترقون ويذوبون من أجل إنارة الطريق للبشرية , ويبذلون في هذا السبيل كل غالى ورخيص , يضحون بحياتهم وأموالهم من أجل إسعاد البشرية , وكثير منهم يموتون ولا يجدون ثمن الكفن , وكثير منهم يموت ولا يجد ما يقتات به , لكنهم في المقابل يُخلدون مدي الدهر , وسيرتهم الذاتية تظل نبراساً لكل من يرغب في السير على دربهم , درب الخلود .
قد يجول في ذهن البعض أن العلماء في عصرنا مهضومي الحقوق ولا ينالون حقهم وتقديرهم المتوافق مع مكانتهم في الوجود , وأن الراقصات والعوالم أكثر شهرة وأكثر نيلاً لحقوقهم من العلماء , وأنا أوافقك هذا الرأي , لكن هؤلاء العوالم لا يُخلدون كما يُخلد العلماء ولا يُحترمون كما يُحترم العلماء ولا يُقدرون كما يُقدر العلماء , ولن أقول لك أنه سيأتي زمان يكون فيه العلماء متربعين فوق قمة العالم كما هو شأن الراقصات في زماننا , ذلك أن العلماء متربعين فوق كل القمم في كل الأزمنة ولكن خصوصيتهم تجعلهم في صورة الجندي المجهول الذي يضحي بحياته ليحي أناس لا يعرفهم ولا يعرفونه , ويكفي العلماء فخراً أن نقول أنهم " علماء " .
وفي هذا الكتاب واجهت مشكلة كبيرة , فكوني أكتب عن أحد العلماء وأترك الآخر , معناه أني قد نقصت من تركت حقه , فكل العلماء في نفس المنزلة والمكانة المرموقة ولا يوجد عالم أفضل من عالم , فالعالم الذي اخترع إبرة الحياكة يحتل نفس المرتبة التي احتلها مكتشف النسبية , وكل الاختراعات و الاكتشافات التي توصل لها العلماء قد أثرت في حياة البشر بنفس القدر مع الفارق في وضوح هذا التأثير لدي العامة , ولو أني كتبت عن كل العلماء فسوف يتطلب الأمر سنوات وسنوات ومجلدات ومجلدات , لذلك رأيت أن أكتب عمن رأيت أنهم قد أحدثوا ثورات غيرت من مسار الحياة أو كانوا نواة لمن جاء بعدهم لينيروا لهم الطريق نحو المزيد من العلم , واضعين في الاعتبار أنه لا فرق بين أي منهم وأن كل العلماء لهم نفس المكانة , كما أنني رغبت فيمن اخترتهم في هذا الكتاب أن أصحح من خلالهم ما قد يلتبس علي البعض من معلومات , فالكثير من الناس يعتقد أن مخترع التلسكوب هو جاليليو جاليلي العالم الإيطالي في حين أن مخترع التلسكوب هو العالم هانز ليبرشي Hans Lippershey , وأن دارون هو الوحيد الذي نادي بالتطور في حين أن هناك منافساً آخر لدارون وضع هو الآخر نظرية التطور في نفس الوقت الذي وضع فيه دارون نظريته وهو العالم الفريد روسل والس Wallace Alfred Russel , كما أنني كتبت عن علماء ربما لم يتعرض لهم الكثير من كتبوا في سيرة العلماء , مثل العالم الذي اكتشف البناء الضوئي أو الذي اختراع آلة التصوير الضوئي التي أصبحت جزءاً من حياتنا , وغيرهم ممن أضاؤا لنا الطريق نحو المعرفة .
وقد خصصت القسم الثاني من الكتاب للحديث عن علماء العرب الذين مهدوا العالم للحضارة الحديثة وكانوا النبراس الذي اهتدى به صانعوا الحضارة الحديثة واعترف بفضلهم العدو قبل الصديق .
أرجو أن يكون كتابي هذا هادياً لمن اتخذا من البحث العلمي درباً له ليري كم لقي العلماء من نصب وجور للوصول إلى الخلود , وأن يكون هذا الكتاب إضافة جيدة للمكتبة العربية وأن يجزيني الله به خيراً.
مواضيع مماثلة
» صفحات من كتاب عباقرة وعلماء غيروا وجه العالم للدكتور محمد كذلك 2
» صفحات من كتاب عباقرة وعلماء غيروا وجه العالم للدكتور محمد كذلك 3
» صفحات من كتاب عباقرة وعلماء غيروا وجه العالم للدكتور محمد كذلك 4
» محمد كذلك يكتب ....صفحات من كتاب عباقرة علماء الرياضيات حول العالم
» صفحات من كتاب الموسوعة المصورة في تربية الحمام للدكتور محمد كذلك 1
» صفحات من كتاب عباقرة وعلماء غيروا وجه العالم للدكتور محمد كذلك 3
» صفحات من كتاب عباقرة وعلماء غيروا وجه العالم للدكتور محمد كذلك 4
» محمد كذلك يكتب ....صفحات من كتاب عباقرة علماء الرياضيات حول العالم
» صفحات من كتاب الموسوعة المصورة في تربية الحمام للدكتور محمد كذلك 1
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى