قراءة في بحث الإسرائيليات في تفسير آية الكرسي
صفحة 1 من اصل 1
قراءة في بحث الإسرائيليات في تفسير آية الكرسي
قراءة في بحث الإسرائيليات في تفسير آية الكرسي
الباحث أحمد محمد الشرقاوي وهو يدور حول إيراد الأحاديث الموصوفة بكونها إسرائيلية في تفسير الآية وتسمية الروايات المتهم اليهود بوضعها لا يجب تسميتها بالاسرائيليات لأنهم اتهام لغير من صنعها فإسرائيل رسول الله مسلم وهو لم يضع شىء من تلك الأحاديث حتى تسمى باسمه
وقد أورد الشرقاوى تلك الروايات لبيان بطلانها ونقدها فقال :
"الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي وحده نبينا ومعلمنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وبعد
فقد أورد بعض المفسرين روايات واهية ساقطة سندا ومتنا ، ومرجعها إلى الإسرائيليات ، ولقد رأيت إتماما للقائدة إيرادها لبيان بطلانها وتهافتها أمام النقد الصحيح وللتحذير منها فأقول والله المستعان"
واستهل الأحاديث بذكر الحديث في تفسير السنة والنوم فقال :
" من الدخيل الوارد في بعض كتب التفسير في تفسير قول الله - عز وجل - ( لا تأخذه سنة ولا نوم تلك المرويات المتضاربة المتهافتة التي أوردها بعض المفسرين :
ففي تفسير الطبري ( حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبدالرزاق قال ، أخبرنا معمر قال . أخبرني الحكم بن أبان ، عن عكرمة مولى ابن عباس في تفسير قوله : " لا تأخذه سنة ولا نوم " أن موسى - عليه السلام - سأل الملائكة : هل ينام الله ؟ فأوحى الله إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا ، فلا يتركوه ينام ففعلوا ، ثم أعطوه قارورتين فأمسكوه ، ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما قال : فجعل ينعس وهما في يديه ، في كل واحدة قال : فجعل ينعس وينتبه ، وينعس وينتبه ، حتى نعس نعسة فضرب بإحداهما الأخرى فكسرهما قال معمر : إنما هو مثل ضربه الله ، يقول : فكذلك السموات والأرض في يديه .
وفي تفسير الطبري أيضا : حدثنا إسحق بن أبي إسرائيل قال ، حدثنا هشام بن يوسف ، عن أمية بن شبل ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكى عن موسى - عليه السلام - على المنبر قال : وقع في نفس موسى هل ينام الله تعالى ؟ فأرسل الله إليه ملكا فأرقه ثلاثا ، ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة ، وأمره أن يحتفظ بهما . قال : فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان ، ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى . ثم نام نومة فاصطفقت يداه وانكسرت القارورتان . قال : ضرب الله له مثلا أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض.
" وفي تفسير ابن أبي حاتم : {2580} حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي حدثنا أبي عن أبيه ، ثنا الأشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - : أن بني إسرائيل قالوا : يا موسى هل ينام ربك ؟ قال : اتقوا الله . فناداه ربه : يا موسى سألوك هل ينام ربك ، فخذ زجاجتين بيديك ، فقم الليل ففعل موسى فلما ذهب من الليل ثلث ، نعس ، فسقطت الزجاجتان فانكسرتا فقال : يا موسى : لو كنت أنام لسقطت السموات والأرض ، فهلكتا كما هلكت الزجاجتين بيديك ، فأنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم - آية الكرسي .
" وفى تفسير ابن أبى حاتم أيضا {2584} حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أخبرنا عبد الرزاق عن معمر ، أخبرنا الحكم بن إبان ، عن عكرمة مولى ابن عباس ، في قوله { لا تأخذه سنة ولا نوم } أن موسى - عليه السلام - سأل الملائكة : هل ينام الله ؟ فأوحى الله إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا ، فلا يتركوه ينام ، ففعلوا ، ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما ، ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما قال : فجعل ينعس وهما في يديه ، في كل يد واحدة فجعل ينعس وينتبه ، وينعس وينتبه ، حتى نعس نعسة فضرب إحداهما بالأخرى ، فكسرهما ، قال معمر : إنما هو مثل ضربه الله ، يقول الله : فكذلك السموات والأرض في يديه .
? وفى كتاب السنة للإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل : قال حدثنى أبى أخبرنا يحيى بن يمان أخبرنا أشعث عن جعفر بن المغيرة عن سعيد قال قالت بنو إسرائيل لموسى أينام ربك قال فقال يا موسى خذ قدحين زجاجين فاملأهما وصل وهما فى يديك فانظر هل يثبتان ؟ فقام يصلى فنعس فانكسرتا فقال يا موسى لو نمت لضاعت السموات والأرض
? وفي تفسير ابن عطية { وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي عن موسى على المنبر قال { وقع في نفس موسى هل ينام الله جل ثناؤه ؟ فأرسل إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما ، قال فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى حتى نام نومة فاصطفقت فانكسرت القارورتان } قال ضرب الله مثلا أن لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض ولا يخفى ما في هذه المرويات من اضطراب واضح فهل وقع الأمر في نفس موسى ؟ أم أنه سأل الملائكة ؟ أم أن بني إسرائيل هم الذين سألوه ؟ ."
هذه الروايات متناقضة فيما بينها في التالى :
1-السائل عن نوم الله فمرات هو موسى حيث سأل الملائكة كما في قول رواية" أن موسى - عليه السلام - سأل الملائكة : هل ينام الله ؟" ومرة دار في نفسه الحديث دون أن ينطقه كما في قول رواية "وقع في نفس موسى هل ينام الله جل ثناؤه" ومرة بنى إسرائيل هم من سألوا وهو قول رواية "قالت بنو إسرائيل لموسى(ص) أينام ربك"
2- عدد الملائكة فمرة جماعة كما في رواية أن موسى - عليه السلام - سأل الملائكة" ومرة ملك واحد كما في رواية "فأرسل إليه ملكا أمره ان يؤرقه" وهو تناقض ظاهر
3- الزجاجتان من أعطاهما لموسى(ص) الملاك كما في رواية " فأرسل إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة "ومرة الملائكة أمرته ان يجلب الزجاجتين ويملأهما في رواية " فقال يا موسى خذ قدحين زجاجين فاملأهما " وهو تناقض بين اعطاء الملائكة وعدم اعطائها القارورتين
4- عدد الأوامر لموسى ففى رواية أمرين الاحتفاظ بالقارورتيين والصلاة وهو القيام كما في رواية "وصل وهما فى يديك فانظر هل يثبتان" وفى روايات الاحتفاظ بالقوارير فقط كما في رواية "ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما ، ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما "
وهذه التناقضات تثبت أن لا أصل لتلك الروايات وقد نقل الشرقاوى تعليق بن كثير على الروايات فقال :
?" هذا وللإمام العلامة الحافظ ابن كثير تعليق على هذه الإسرائيليات حيث أورد الأثر الذي رواه عبدالرزاق عن عكرمة مولى ابن عباس ،وهو مروي في تفسير عبدالرزاق ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير الطبري قال ابن كثير [ وهكذا رواه ابن جرير عن الحسن بن يحي عن عبد الرزاق فذكره وهو من أخبار بني إسرائيل وهو مما يعلم أن موسى عليه السلام لا يخفى عليه مثل هذا من أمر الله - عز وجل - وأنه منزه عنه ، وأغرب ما رواه جرير عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكى عن موسى - عليه السلام - على المنبر 000 الخ ]قال ابن كثير [وهذا حديث غريب جدا ،والأظهر أنه من إسرائيلي لا مرفوع 0والله أعلم] "
نقد ابن كثير تناول غرابة الروايات فقط دون أن يقول شىء أخر ونقل الشرقاوى عن لسان الميزان اتهام اسحاق بن إبراهيم بالنكارة فقال :
"
? وفي لسان الميزان في ترجمة أمية بن شبل [ له حديث منكر رواه عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي هريرة مرفوعا قال وقع في نفس موسى 0000 ولا يسوغ أن يكون هذا وقع في نفس موسى وإنما روى أن بني إسرائيل سألوا موسى - عليه السلام - عن ذلك ]
كما نقل الشرقاوى عن ميزان الاعتدال اتهام جعفر بن مغيرة بكونه غير قوى فقال :
" وفى ميزان الاعتدال أيضا فى ترجمة جعفر بن مغيرة [جعفر بن مغيرة القمى صاحب سعيد بن جبير وكان صدوقا روى عنه يعقوب القمى وغيره وذكره ابن أبى حاتم ،وما نقل توثيقه بل سكت ،قال ابن مندة :ليس هو بالقوى فى سعيد بن جبير ،قلت روى هشيم عن مطرف عنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فى قوله (وسع كرسيه السماوات والأرض)قال علمه قال ابن مندة لم يتابع عليه "
وأما رواية أبو هريرة فقد ضعفها البيهقى وسواه فقال :
" وفي تفسير القرطبي لقوله تعالى ( لا تأخذه سنة ولانوم ) قال والناس يذكرون في هذا الباب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي عن موسى - عليه السلام - على المنبر قال وقع في نفس موسى هل ينام الله ؟ 000000 الخ الحديث قال القرطبي : ولا يصح هذا الحديث ضعفه غير واحد منهم البيهقي"
ونقل عن الرازى تردده بين الشك والصحة فقال :
" وقال الإمام الرازي معلقا على هذا الحديث الموضوع : واعلم أن مثل هذا لا يمكن نسبته إلى موسى - عليه السلام - ، فإن من جوز النوم على الله أو كان شاكا في جوازه كان كافرا ، فكيف يجوز نسبة هذا إلى موسى بل إن صحت الرواية فالواجب نسبة هذا السؤال إلى جهال قومه"
وبين الشرقاوى أن دفاعه قائم على ضعف الأسانيد دون أن يتناول النص فقال بعدم معقولية ورود ذلك على بال موسى(ص) فقال:
"نعم لا يعقل أن يخطر ببال نبي الله موسى هذا السؤال الذي لا يصدر إلا عن الجهال ولم يصح في هذا الشأن حديث مرفوع ولا موقوف ولعل هذا السؤال صدر عن جهال بني إسرائيل فتناقلوه حتى تسرب إلى بعض كتب التفسير عن طريق الرواة الذين عرفوا بالأخذ عن الإسرائيليات دون تثبت وتمحيص ،ولقد بينا ضعف الأسانيد التي وردت إلينا هذه الروايات عن طريقها مما يدل على ضعف تلك الروايات سندا ومتنا ويؤيد ردنا لها شكلا ومضمونا ..."
وحكاية عدم المعقولية يثبتها تناقض الروايات ولكن امكانية حدوثها موجودة كما ورد على بال موسى(ص) رؤية الله وورود طلب رؤية البعث على بال إبراهيم(ص)
وتعرض الشرقاوى لروايات أخرى فقال :
"ومن الدخيل الوارد في بعض كتب التفسير أيضا ما ورد في تفسير الكرسي عن مقاتل قال :
كل قائمة من الكرسي طولها مثل السموات السبع والأرضين السبع وهو بين يدي العرش ويحمل الكرسي أربعة أملاك لكل ملك أربعة وجوه وأقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة السفلى مسيرة خمسمائة عام 0 ملك على صورة سيد البشر آدم - عليه السلام - وهو يسأل للآدميين الرزق والمطر من السنة إلى السنة 0 وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور وهو يسأل للأنعام الرزق من السنة إلى السنة وعلى وجهه غضاضة منذ عبد العجل 0 وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد يسأل للسباع الرزق من السنة إلى السنة 0 وملك على صورة سيد الطير وهو النسر ويسأل للطير الرزق من السنة إلى السنة .
" وهذه الرواية لا أساس لها من الصحة والأمور الغيبية لا سبيل لنا إلى معرفتها إلا عن طريق الكتاب والسنة الصحيحة ، هذا فضلا عما اشتملت عليه هذه الرواية من أمور غريبة لا يصدقها عقل ولا يسلم لها قلب ولا يقر بها نقل 0
وإني في الختام لأحيل القارئ الكريم إلى كتابي المقصد السني في تفسير آية الكرسي"
والرواية السابقة مناقضة لكتاب الله تماما في كون قوائم العرش طولها طول السموات والأرضين السبع فالعرش في السماء كما قال تعالى :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم "
فحملة العرش ملائكة والملائكة في السموات كما قال تعالى :
" وكم من ملك في السموات "
وهم يخافون من نزول الأرض لعدم اطمئنانهم فيها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ومن ثم فالعرش في السماء فقط مع الملائكة ولا يمتد للأرض اطلاقا والدليل أيضا قوله تعالى :
"وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "
وهى مناقضة لكتاب الله أيضا في قولها أن من يحملون العرش أربع ملائكة بينما هم ثمانية فى قوله تعالى :
" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
والخطأ أيضا قياسها المسافة المكانية بمقياس زمانى وهو خمسمائة سنة بينما المفترض قياسها بمقياس مكانى لأن الخمس مائة سنة تختلف من وسيلة ركوب إلى وسيلة أخرى بسبب اختلاف السرعات
والنص مشابه لنص في العهد الجديد في وصف الكرسى
الباحث أحمد محمد الشرقاوي وهو يدور حول إيراد الأحاديث الموصوفة بكونها إسرائيلية في تفسير الآية وتسمية الروايات المتهم اليهود بوضعها لا يجب تسميتها بالاسرائيليات لأنهم اتهام لغير من صنعها فإسرائيل رسول الله مسلم وهو لم يضع شىء من تلك الأحاديث حتى تسمى باسمه
وقد أورد الشرقاوى تلك الروايات لبيان بطلانها ونقدها فقال :
"الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي وحده نبينا ومعلمنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وبعد
فقد أورد بعض المفسرين روايات واهية ساقطة سندا ومتنا ، ومرجعها إلى الإسرائيليات ، ولقد رأيت إتماما للقائدة إيرادها لبيان بطلانها وتهافتها أمام النقد الصحيح وللتحذير منها فأقول والله المستعان"
واستهل الأحاديث بذكر الحديث في تفسير السنة والنوم فقال :
" من الدخيل الوارد في بعض كتب التفسير في تفسير قول الله - عز وجل - ( لا تأخذه سنة ولا نوم تلك المرويات المتضاربة المتهافتة التي أوردها بعض المفسرين :
ففي تفسير الطبري ( حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبدالرزاق قال ، أخبرنا معمر قال . أخبرني الحكم بن أبان ، عن عكرمة مولى ابن عباس في تفسير قوله : " لا تأخذه سنة ولا نوم " أن موسى - عليه السلام - سأل الملائكة : هل ينام الله ؟ فأوحى الله إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا ، فلا يتركوه ينام ففعلوا ، ثم أعطوه قارورتين فأمسكوه ، ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما قال : فجعل ينعس وهما في يديه ، في كل واحدة قال : فجعل ينعس وينتبه ، وينعس وينتبه ، حتى نعس نعسة فضرب بإحداهما الأخرى فكسرهما قال معمر : إنما هو مثل ضربه الله ، يقول : فكذلك السموات والأرض في يديه .
وفي تفسير الطبري أيضا : حدثنا إسحق بن أبي إسرائيل قال ، حدثنا هشام بن يوسف ، عن أمية بن شبل ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكى عن موسى - عليه السلام - على المنبر قال : وقع في نفس موسى هل ينام الله تعالى ؟ فأرسل الله إليه ملكا فأرقه ثلاثا ، ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة ، وأمره أن يحتفظ بهما . قال : فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان ، ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى . ثم نام نومة فاصطفقت يداه وانكسرت القارورتان . قال : ضرب الله له مثلا أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض.
" وفي تفسير ابن أبي حاتم : {2580} حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي حدثنا أبي عن أبيه ، ثنا الأشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - : أن بني إسرائيل قالوا : يا موسى هل ينام ربك ؟ قال : اتقوا الله . فناداه ربه : يا موسى سألوك هل ينام ربك ، فخذ زجاجتين بيديك ، فقم الليل ففعل موسى فلما ذهب من الليل ثلث ، نعس ، فسقطت الزجاجتان فانكسرتا فقال : يا موسى : لو كنت أنام لسقطت السموات والأرض ، فهلكتا كما هلكت الزجاجتين بيديك ، فأنزل الله على نبيه - صلى الله عليه وسلم - آية الكرسي .
" وفى تفسير ابن أبى حاتم أيضا {2584} حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أخبرنا عبد الرزاق عن معمر ، أخبرنا الحكم بن إبان ، عن عكرمة مولى ابن عباس ، في قوله { لا تأخذه سنة ولا نوم } أن موسى - عليه السلام - سأل الملائكة : هل ينام الله ؟ فأوحى الله إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا ، فلا يتركوه ينام ، ففعلوا ، ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما ، ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما قال : فجعل ينعس وهما في يديه ، في كل يد واحدة فجعل ينعس وينتبه ، وينعس وينتبه ، حتى نعس نعسة فضرب إحداهما بالأخرى ، فكسرهما ، قال معمر : إنما هو مثل ضربه الله ، يقول الله : فكذلك السموات والأرض في يديه .
? وفى كتاب السنة للإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل : قال حدثنى أبى أخبرنا يحيى بن يمان أخبرنا أشعث عن جعفر بن المغيرة عن سعيد قال قالت بنو إسرائيل لموسى أينام ربك قال فقال يا موسى خذ قدحين زجاجين فاملأهما وصل وهما فى يديك فانظر هل يثبتان ؟ فقام يصلى فنعس فانكسرتا فقال يا موسى لو نمت لضاعت السموات والأرض
? وفي تفسير ابن عطية { وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي عن موسى على المنبر قال { وقع في نفس موسى هل ينام الله جل ثناؤه ؟ فأرسل إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما ، قال فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى حتى نام نومة فاصطفقت فانكسرت القارورتان } قال ضرب الله مثلا أن لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض ولا يخفى ما في هذه المرويات من اضطراب واضح فهل وقع الأمر في نفس موسى ؟ أم أنه سأل الملائكة ؟ أم أن بني إسرائيل هم الذين سألوه ؟ ."
هذه الروايات متناقضة فيما بينها في التالى :
1-السائل عن نوم الله فمرات هو موسى حيث سأل الملائكة كما في قول رواية" أن موسى - عليه السلام - سأل الملائكة : هل ينام الله ؟" ومرة دار في نفسه الحديث دون أن ينطقه كما في قول رواية "وقع في نفس موسى هل ينام الله جل ثناؤه" ومرة بنى إسرائيل هم من سألوا وهو قول رواية "قالت بنو إسرائيل لموسى(ص) أينام ربك"
2- عدد الملائكة فمرة جماعة كما في رواية أن موسى - عليه السلام - سأل الملائكة" ومرة ملك واحد كما في رواية "فأرسل إليه ملكا أمره ان يؤرقه" وهو تناقض ظاهر
3- الزجاجتان من أعطاهما لموسى(ص) الملاك كما في رواية " فأرسل إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة "ومرة الملائكة أمرته ان يجلب الزجاجتين ويملأهما في رواية " فقال يا موسى خذ قدحين زجاجين فاملأهما " وهو تناقض بين اعطاء الملائكة وعدم اعطائها القارورتين
4- عدد الأوامر لموسى ففى رواية أمرين الاحتفاظ بالقارورتيين والصلاة وهو القيام كما في رواية "وصل وهما فى يديك فانظر هل يثبتان" وفى روايات الاحتفاظ بالقوارير فقط كما في رواية "ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما ، ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما "
وهذه التناقضات تثبت أن لا أصل لتلك الروايات وقد نقل الشرقاوى تعليق بن كثير على الروايات فقال :
?" هذا وللإمام العلامة الحافظ ابن كثير تعليق على هذه الإسرائيليات حيث أورد الأثر الذي رواه عبدالرزاق عن عكرمة مولى ابن عباس ،وهو مروي في تفسير عبدالرزاق ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير الطبري قال ابن كثير [ وهكذا رواه ابن جرير عن الحسن بن يحي عن عبد الرزاق فذكره وهو من أخبار بني إسرائيل وهو مما يعلم أن موسى عليه السلام لا يخفى عليه مثل هذا من أمر الله - عز وجل - وأنه منزه عنه ، وأغرب ما رواه جرير عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكى عن موسى - عليه السلام - على المنبر 000 الخ ]قال ابن كثير [وهذا حديث غريب جدا ،والأظهر أنه من إسرائيلي لا مرفوع 0والله أعلم] "
نقد ابن كثير تناول غرابة الروايات فقط دون أن يقول شىء أخر ونقل الشرقاوى عن لسان الميزان اتهام اسحاق بن إبراهيم بالنكارة فقال :
"
? وفي لسان الميزان في ترجمة أمية بن شبل [ له حديث منكر رواه عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي هريرة مرفوعا قال وقع في نفس موسى 0000 ولا يسوغ أن يكون هذا وقع في نفس موسى وإنما روى أن بني إسرائيل سألوا موسى - عليه السلام - عن ذلك ]
كما نقل الشرقاوى عن ميزان الاعتدال اتهام جعفر بن مغيرة بكونه غير قوى فقال :
" وفى ميزان الاعتدال أيضا فى ترجمة جعفر بن مغيرة [جعفر بن مغيرة القمى صاحب سعيد بن جبير وكان صدوقا روى عنه يعقوب القمى وغيره وذكره ابن أبى حاتم ،وما نقل توثيقه بل سكت ،قال ابن مندة :ليس هو بالقوى فى سعيد بن جبير ،قلت روى هشيم عن مطرف عنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فى قوله (وسع كرسيه السماوات والأرض)قال علمه قال ابن مندة لم يتابع عليه "
وأما رواية أبو هريرة فقد ضعفها البيهقى وسواه فقال :
" وفي تفسير القرطبي لقوله تعالى ( لا تأخذه سنة ولانوم ) قال والناس يذكرون في هذا الباب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي عن موسى - عليه السلام - على المنبر قال وقع في نفس موسى هل ينام الله ؟ 000000 الخ الحديث قال القرطبي : ولا يصح هذا الحديث ضعفه غير واحد منهم البيهقي"
ونقل عن الرازى تردده بين الشك والصحة فقال :
" وقال الإمام الرازي معلقا على هذا الحديث الموضوع : واعلم أن مثل هذا لا يمكن نسبته إلى موسى - عليه السلام - ، فإن من جوز النوم على الله أو كان شاكا في جوازه كان كافرا ، فكيف يجوز نسبة هذا إلى موسى بل إن صحت الرواية فالواجب نسبة هذا السؤال إلى جهال قومه"
وبين الشرقاوى أن دفاعه قائم على ضعف الأسانيد دون أن يتناول النص فقال بعدم معقولية ورود ذلك على بال موسى(ص) فقال:
"نعم لا يعقل أن يخطر ببال نبي الله موسى هذا السؤال الذي لا يصدر إلا عن الجهال ولم يصح في هذا الشأن حديث مرفوع ولا موقوف ولعل هذا السؤال صدر عن جهال بني إسرائيل فتناقلوه حتى تسرب إلى بعض كتب التفسير عن طريق الرواة الذين عرفوا بالأخذ عن الإسرائيليات دون تثبت وتمحيص ،ولقد بينا ضعف الأسانيد التي وردت إلينا هذه الروايات عن طريقها مما يدل على ضعف تلك الروايات سندا ومتنا ويؤيد ردنا لها شكلا ومضمونا ..."
وحكاية عدم المعقولية يثبتها تناقض الروايات ولكن امكانية حدوثها موجودة كما ورد على بال موسى(ص) رؤية الله وورود طلب رؤية البعث على بال إبراهيم(ص)
وتعرض الشرقاوى لروايات أخرى فقال :
"ومن الدخيل الوارد في بعض كتب التفسير أيضا ما ورد في تفسير الكرسي عن مقاتل قال :
كل قائمة من الكرسي طولها مثل السموات السبع والأرضين السبع وهو بين يدي العرش ويحمل الكرسي أربعة أملاك لكل ملك أربعة وجوه وأقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة السفلى مسيرة خمسمائة عام 0 ملك على صورة سيد البشر آدم - عليه السلام - وهو يسأل للآدميين الرزق والمطر من السنة إلى السنة 0 وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور وهو يسأل للأنعام الرزق من السنة إلى السنة وعلى وجهه غضاضة منذ عبد العجل 0 وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد يسأل للسباع الرزق من السنة إلى السنة 0 وملك على صورة سيد الطير وهو النسر ويسأل للطير الرزق من السنة إلى السنة .
" وهذه الرواية لا أساس لها من الصحة والأمور الغيبية لا سبيل لنا إلى معرفتها إلا عن طريق الكتاب والسنة الصحيحة ، هذا فضلا عما اشتملت عليه هذه الرواية من أمور غريبة لا يصدقها عقل ولا يسلم لها قلب ولا يقر بها نقل 0
وإني في الختام لأحيل القارئ الكريم إلى كتابي المقصد السني في تفسير آية الكرسي"
والرواية السابقة مناقضة لكتاب الله تماما في كون قوائم العرش طولها طول السموات والأرضين السبع فالعرش في السماء كما قال تعالى :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم "
فحملة العرش ملائكة والملائكة في السموات كما قال تعالى :
" وكم من ملك في السموات "
وهم يخافون من نزول الأرض لعدم اطمئنانهم فيها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ومن ثم فالعرش في السماء فقط مع الملائكة ولا يمتد للأرض اطلاقا والدليل أيضا قوله تعالى :
"وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "
وهى مناقضة لكتاب الله أيضا في قولها أن من يحملون العرش أربع ملائكة بينما هم ثمانية فى قوله تعالى :
" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
والخطأ أيضا قياسها المسافة المكانية بمقياس زمانى وهو خمسمائة سنة بينما المفترض قياسها بمقياس مكانى لأن الخمس مائة سنة تختلف من وسيلة ركوب إلى وسيلة أخرى بسبب اختلاف السرعات
والنص مشابه لنص في العهد الجديد في وصف الكرسى
رضا البطاوى- عضو ممتاز
-
عدد الرسائل : 3602
العمر : 56
العمل : معلم
تاريخ التسجيل : 18/07/2011
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب تفسير آية الإنذار
» نقد جزء في تفسير الباقيات الصالحات
» قراءة فى تفسير قوله تعالى (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
» قراءة في مقال فرضية الخالدي: تفسير عقائدي لظاهرة الأطباق الطائرة
» نقد كتاب المنهل القدسي في فضائل آية الكرسي
» نقد جزء في تفسير الباقيات الصالحات
» قراءة فى تفسير قوله تعالى (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
» قراءة في مقال فرضية الخالدي: تفسير عقائدي لظاهرة الأطباق الطائرة
» نقد كتاب المنهل القدسي في فضائل آية الكرسي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى