الظواهر الغامضة ... هل هي خارقه أم مجهولة السبب ؟
صفحة 1 من اصل 1
الظواهر الغامضة ... هل هي خارقه أم مجهولة السبب ؟
الظواهر الغامضة ... هل هي خارقه أم مجهولة السبب ؟
تفسير الظواهر الغامضة بين العلم والدين والفلسفة
د.صبري محمد خليل/ أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه في جامعه الخرطوم
تمهيد:هناك العديد من الظواهر الغامضة " كمثلث برمودا والإطباق الطائرة ولعنه الفراعنة وتحضير الأرواح والأشباح..." ، والتي وضع العلم افتراضات "علميه" لتفسير حركتها ،إلا انه لم يتمكن من التحقق من صحة هذه الافتراضات بالتجربة والاختبار العلميين، مما جعلها تبدو وكاْن حركتها غير منضبطة بقانون موضوعي ، أو أنها غير خاضعة للسببية ، اى تحدث بدون سبب، وقد اتخذ الباحثون والمفكرون والعلماء عده مواقف من هذه الظواهر:
الموقف الأول( الإثبات المطلق)( التمهيد للتفسير الخرافي): ويقوم على الإقرار بوجود هذه الظواهر، قبل التحقق أولا من ثبوت وجودها بالتجربة والاختبار العلميين ، مع الاعتقاد بأنها خارقه، اى أنها تحدث بانقطاع اضطراد القوانين الموضوعية التي تضبط حركه الوجود، فيتخذ منها وسيله لإنكار القوانين الموضوعية التي تضبط حركه الوجود وحتميتها .
نقد: وهذا الموقف يمهد الطريق أمام التفكير الخرافي ، القائم على قبول الفكرة المعينة دون التحقق من صحتها بالبرهان التجريبي ،وإنكار حتمية القوانين الموضوعية التي تضبط حركه الوجود.
الموقف الثاني(النفى المطلق)(النزعه العلمية المتطرفة المستندة إلى التفسير المادي للوجود): هذا الموقف هو بمثابة رد فعل للموقف الأول، فيرفض الإقرار بوجود هذه الظواهر حتى لا ينكر القوانين الموضوعية أو حتميتها، فيفتح الباب للتفكير الخرافي.
نقد: غير ان هذا الموقف يمثل نزعه علميه متطرفة، تتناقض مع العلم ذاته لأنه قائم على إنكار وجود العديد من هذه الظواهر التي ثبت وجودها بالتجربة والاختبار العلميين، وهذا الموقف يستند إلى فلسفه ماديه ترى ان الوجود يقتصر على الوجود الشهادى المحدود ولا تتجاوزه إلى وجود غيبي مطلق.
الموقف الثالثالإثبات المقيد)(التفسير العلمي): ويقوم هذا الموقف على:
أولا:الإقرار بوجود الظواهر التي ثبت وجودها بالتجربة والاختبار العلميين .
ثانيا: تقرير أن هذه الظواهر ليست خارقه،اى لا تحدث بدون سبب، بل بسبب - اى تتم على مقتضى العلاقة الحتمية بين الأسباب والمسببات - ولكننا نجهل هذا السبب.
ثالثا: فالقوانين الموضوعية التي تضبط حركه الوجود المادي تنقسم إلى قسمين:القوانين الكلية التي تضبط حركه الوجود الشامل للطبيعة والإنسان"وهى قوانين:الحركة والتغير والتأثير المتبادل"،والقوانين النوعية التي تضبط حركه نوع معين من أنواع الوجود، وطبقا لهذا فان تفسير هذه الظواهر لا يخرج عن إطار معرفتنا بهذه القوانين الكلية ، مع جهلنا بالقانون النوعي لها والذي يحدد لنا شرط فعالية هذه القوانين الكلية فيها.
رابعا: وبناء على ما سبق فان هناك نظريات "افتراضات" علميه لتفسير حركه هذه الظواهر(اى نظريات جاءت كمحصله لتطبيق المنهج العلمي في دراسة هذه ظواهر) ،إلا انه لم يتم التحقق من صحة هذه النظريات الافتراضات "العلمية" بالتجربة والاختبار العلميين، نتيجة لأسباب متعددة، من أهمها أن التطور العلمي في هذا العصر لم يتيح لعلم أمكانيه التحقق من صحة هذه النظريات.
المواقف الاسلاميه: إما في إطار الفكر الاسلامى فقد تعددت المواقف من هذه الظواهر الغامضة وتفسيرها،ولكن يمكن الاشاره إلى موقفين أساسين هما :
الموقف الأول: هناك العديد من الباحثين يعتقدون أن الموقف الاسلامى من هذه الظواهر يتطابق مع الموقف الأول (اى الإقرار بوجودها دون التحقق من ثبوت وجودها علميا، مع الاعتقاد بأنها خارقه) غير أن هذا الموقف يخالف منهج المعرفة الاسلامى، لأنه يدعو إلى التحقق والتثبت من صحة الأخبار(ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، كما أن القول بأن هذه الظواهر خارقه ،يعنى أنها تنتمي إلى الغيب المطلق الذي قرر الإسلام انه لا تتوافر للعقل أمكانيه معرفته ونهى عن الخوض فيه بدون دليلي نقلى يقيني الورود قطعي الدلالة ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ).
الموقف الثاني: ونرى أن الموقف الاسلامى الصحيح من هذه الظواهر يتسق مع موقف الثالث منها والقائم على التفسير العلمي لها، مع انطلاقه من نظريه وجود و فلسفه علم إسلاميين.
أولا: فمنهج المعرفة الاسلامى يلتقي مع هذا الموقف في الإقرار بوجود الظواهر التي ثبت وجودها بالتجربة والاختبار العلميين انطلاقا من:
ا/ تقرير القران محدودية العلم الانسانى( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )(وفوق كل ذي علم عليم)، فالعلم قد توصل إلى معرفه الكثير من الظواهر وقوانين حركتها، إلا انه لم يتوصل إلى معرفه كل هذه الظواهر.
ب/ دعوه القران إلى اتخاذ الحواس وبالتالي التجربة والاختبار العلميين كمعيار للتحقق من صحة الأفكار التي تفسر عالم الشهادة وظواهره الجزئية العينية(ولا تقف ما ليس لك به علم أن السمع والبصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا).
ثانيا: كما أن منهج المعرفة الاسلامى يتلقى مع هذا الموقف في تقرير أن هذه الظواهر" الغامضة" ليست خارقه، لأنه قائم أن هناك قوانين موضوعيه تضبط حركه الوجود عبر عنها القران بمصطلح السنن الالهيه ( قد خلت من قبلكم سنن) (سنه الله في الذين خلو من قبل) ، وان هذه القوانين أو السنن الالهيه حتمية ومضمون الحتمية تحقق السبب بتوافر المسبب وانتفائه بانتفاء المسبب، وقد عبر القران عن الحتمية بعدم التبدل( فلن تجد لسنه الله تبديلا ولن تجد لسنه الله تحويلا)( فاطر:43). ويقول ابن تيمية في معرض رده على من أنكروا كون حركة الكواكب لها أسباب حسية يجب تفسيرها بها (إنه ليس من السلف من أنكر كون حركة الكواكب قد يكون من تمام أسباب الحوادث، كما أن الله جعل هبوب الرياح ونور الشمس والقمر من أسباب الحوادث). والظواهر الخارقة الوحيدة التي اقر منهج المعرفة الاسلامى بوجودها هي معجزات الأنبياء، بما انقطاع اضطراد القوانين الموضوعية، التي تضبط حركه الوجود الشهادى ،كمحصله لظهور الفعل المطلق الذي ينفرد به لله تعالى(مضمون الربوبيه) ذاتيا (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) ، بخلاف اضطراد هذه القوانين، كمحصله لظهور الفعل المطلق الذي ينفرد به الله تعالى صفاتيا، غير انه في ذات الوقت فان منهج المعرفة الاسلامى قد قرر ان المعجزات قد انقطعت بختم النبوة بوفاة محمد (صلى الله عليه وسلم) (ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين).
ثالثا:بعبارة أخرى فان الموقف الاسلامى الصحيح من هذه الظواهر يعتبر أن هذه الظواهر تنتمي إلى الغيب النسبي، الذي يتضمن كل ما لم تتوافر للإنسان إمكانية معرفته في مرحلة معينة، مع توافر هذه الإمكانية في مرحلة تالية والذي لا ينهى الإسلام عن البحث العلمي و العقلي فيه، لأنه يقع أصلاً في نطاق عالم الشهادة{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )(فصلت:53،54).
نماذج لظواهر غامضة وتفسيرها :
أولا: مثلث برمودا:
نشاه الفكرة: مضمون الفكرة أن عددا من السفنِ والطائرات اختفت بدون تفسير في "مثلث برمودا" ،وهو مثلث وهمي غير محدد بدقه يقع في غرب المحيط الأطلنطي و يمتد من خليج المكسيك غرباً إلى جزيرة ليورد من الجنوب ثم مجموعه جزر برموداً شرقا. وقد أسست لهذه القصة كخرافه شعبية عالمية مجموعه من الأعمال أهمها : ا/ مقال كتبها الصحافي غاديز لمجلة المركب التجاري عام 1964 ، استعمل فيه لأول مرة مصطلح "مثلث برمودا" .ب/ وقد سبقه إلى تناول الموضوع الصحافي ساندز في مقال له في مجله المصير عام 1952. ج/كما ألف جون والاس سبنسر كتاب عالم نسيان المفقودين عام1969 . .
افتراضات خرافية: اقترحت عدّة كتب عده افتراضات خرافية لتفسير هذه الظاهرة،اى افتراضات حاولت تفسير ظاهره عينيه جزئيه (مثلث برمودا)، استنادا إلى أفكار غير قابله للتحقق من صدقها بالتجربة والاختبار العلميين. ومنها: ا/ أن الاختفاء كان بسبب جنس فضائي ذكي متقدم تقنيا تعيش في الفضاء أو تحت البحر ،ب/أن المثلث هو عرش الشيطان.
حقائق:المشكلة التي لم يحاول الكثير التطرق لها هي كون ذلك اللغز دعاية أكثر منه حقيقة.
ا/ في 1975 قام كوشية، بالتحرّي حول هذه الادعاءات الموجودة في المقالات والكتب. ما وجده تم نشره في كتاب مثلث برمودا- تم حل اللغز. قام كوشية بالبحث و التنقيب بعناية في السجلات التي أهملها الآخرون. و وجد أن معظم الحوادث التي وصفت بأنها غريبة لم تكن غريبة. في أغلب الأحيان، كان المؤلفون يذكرون أن سفينة أَو طائرة اختفت فيما كان البحر هادئ بصورة غير طبيعية، بينما كانت سجلات خفر السواحل تشير إلى عواصف عاتية كانت تضرب منطقة الحادثة. أو عندما يذكر البعض أن السفن اختفت بصورة غامضة و لم تظهر، بينما في الحقيقة وجدت بقايا تلك السفن و تم التعرف على سبب الغرق.
ب/ التقرير الأكثر أهمية هو تقرير إحصائيات شركة لويدز لندن لسجلات الحوادث و الذي نشر من قبل محرّر المصير في 1975؛ حيث ظهر بأنّ المثلث كان لا يمثل قسما خطرا من المحيط بصورة أكبر من أيّ قسم آخر.و سجلات خفر السواحل الأمريكية أكّدت هذا التقرير ومنذ ذلك الوقت لم يظهر أي دليل جديد يدحض تلك الإحصائيات.
ج/ بالرغم من أنّ مثلث برمودا لا يمثل لغزا حقيقيا، فإن هذه المنطقة من البحر كان لها نصيبها من الحوادث البحرية.أهمها حادثة اختفاء مجموعة طائرات الرحلة 19،ولكن اتضح من التحقيقات أن هذه الحادثة هي محصله سوء الأحوال الجوية وعطل ميكانيكي وخطا بشرى.
نظريات علميه: وهناك نظريات علميه في تفسير هذه الظاهرة ( اى نظريات جاءت كمحصله تطبيق المنهج العلمي على الظاهرة ، يصرف النظر عن كونها صحيح هاو خاطئه) ومن هذه النظريات :ا/تكون حقل كهرومغنطيسى، نتيجة لاصطدام تيارين بحريين متعارضين|، يؤثر في بوصلات السفن والطائرات .ب/ أن وكاله المخابرات الامريكيه "سى اى ايه"قد قامت بتضخيم حوادث اختفاء السفن والطائرات فى هذه المنطقة ، لتحقيق أهداف سريه.
المواقف الاسلاميه: رأى بعض المسلمين أن مثلث برمودا هو مكان اقامه الشيطان أو المسيح الدجال ، بناءا على إقرار الإسلام بوجودهم،وهذا الراى مبنى على: أولا : عدم التحقق من صحة الأمر هل هو دعاية أم حقيقة. ثانيا :عدم الالتزام بضوابط التصور الاسلامى للشيطان أو المسيح الدجال، والتي تميزه عن التصورات الأخرى ذات الجذور الخرافية. فالتصور الاسلامى للشيطان انه كائن غيبي غير موجود في مكان معين ،تقتصر فاعليته على الوسوسة اى تزيين فعل الشر للناس، يقول الإمام ابن حزم الظاهري(وإنما يلقي الشيطان في النفس يوسوس فيها ، كما قال الله تعالى " الذي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ " ( الناس: 5 ) فهذا هو فعل الشيطان فقط . وأما أن يتكلم على لسان أحد فحمق عتيق وجنون ظاهر ، فنعوذ بالله من الخذلان والتصديق بالخرافات ) ( رسائل ابن حزم الظاهري – 3 / 228 ). أما الراى القائل انه مكان اقامه المسيح الدجال فيستند إلى مذهب يرى أن المسيح الدجال موجود في مكان معين بناءا على بعض الروايات انه ولد في اليمن في زمن الرسول(صلى الله عليه وسلم)، وبفرض صحة الروايات فإنها تحدد مكانه في اليمن وليس برمودا، فضلا عن أن كثير من العلماء رفضوا هذا المذهب وقالوا انه ليس موجودا وإنما سيظهر أخر الزمان "وقيل انه لم يولد وسيولد آخر الزمان"(التذكرة، القرطبى، ،مكتبه الصفا، القاهرة ،ط1 ، 2001، ص619).
ثانيا:الأطباق الطائرة:
نشاه الفكرة : في مدينه روزول بنيومكسيكو وبالقرب من قاعدة أمريكية سقط في عام 1947م شيء ما وخلال عدة أيام تم جمع قطع مختلفة من الحطام ،أعلن ناطق من القاعدة التابعة لسلاح الجو الأمريكي أنهم سعداء الحظ حيث عثروا على قرص طائر، وقرر بعض الشهود أنهم عثروا على جثث لكائنات فضائية. وفي السبعينات بدأت بعض أطراف القضية في الحديث عن طبق طائر وجثث لمخلوقات غريبة ومؤامرة لإخفائها وصدر كتاب (المواجهة عن قرب من النوع الثالث لسبيليرج) فصارت القصة مقبولة بدون تحفظ .
افتراضات خرافية: ا/ أنها سفن فضائية حقيقية تحمل مخلوقات غريبة جاءت لاكتشاف الأرض. ب/أن مصدرها قوى روحية خارقة.
حقائق : بالنسبة لحادثه1947 فقد تدخلت إدارة السلاح الجوي وسحبت الحطام ونقل إلى مركز القيادة في تكساس،وأعلنت الإدارة أن الحطام عبارة عن منطاد جوي يستخدم للرصد الجوي، وان ما اعتبره الشهود جثثا لكائنات فضائه هي دمى. كما أتضح أن جريده محليه روجت لهذه القصة بهدف تعمير البلدة التي هجرها سكانها بعد تغيير مسار خط السكة حديد عنها، ونتج عن هذه الشائعة أن أصبحت هذه البلدة مزارا للمؤمنين بوجود الأطباق الطائرة.
نظريات علميه: ا/ أنها مجرد خداع حواس وإيحاء ذاتي مصدره الفراغ الروحي السائد في المجتمع الغربي التكنولوجي. ب/ أنها عبارة عن الأشكال التي تكون نتيجة انعكاس الاشعه الشمسية على البلورات الثلجية. ج/أن مصدر هذه الظاهرة هو قوى وأحداث الطبيعة كسحب أو توترات كهر بائية في مناطق التصدع الجيولوجي وتأين الهواء استناداً لنظرية التوتر الناتج عن حركة قشرة الأرض.د/ أنها خطه حكومية لإخفاء تكنولوجيا عسكرية ، او لصرف الأنظار عن قضايا ومشاكل واقعية، أو إعلاميه لتحقيق الربح.
تعدد أسباب الظاهرة: والواقع من الأمر أن هذه الظاهرة تتضمن عددا كبيرا من الوقائع ذات الأسباب المختلفة، فبعضها مرجعه الإيحاء الذاتي والخداع البصري ،وبعضها مرجعه الخداع كما في حاله فيلم1995والذى ثبت زيفه، وفى العديد من الحالات التي تقدم فيها عدد من الشهود بافاده برؤيتهم للأطباق الطائرة للحصول على جوائز مالية معلنه وثبت كذبهم، وبعضها مرجعه التفسير الخطى لبعض الظواهر كحاله المنطاد الجوى في حادثه عام1947،وبعضها مرجعه ظواهر مجهولة السبب.
الموقف الاسلامى: الإسلام يقول بوجود عالم غيبي وكائنات غيبيه، ولكن ينفى امكانيه معرفه هذا العالم أو هذه الكائنات لا بالوحي كإخباره بوجود الجن والملائكة والجنة والنار... و يمكن اعتبار هذا القول بمثابة تحريف للاعتقاد الصحيح بوجود عالم غيبي وكائنات غيبيه وقصه هبوط ادم عليه السلام من الجنة والذي قال به كل الأنبياء والرسل .
ثالثا: لعنه الفراعنة:
نشاه الفكرة: بدأت مع اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون على يد المنقب الإنجليزي هوارد كارتر بتمويل من اللورد كارنرفون وقد تم الكشف عن أبواب المقبرة عام 1922 ووجد كارتر رقيما خزفيا في أحدى الغرف يقول "أن الموت سوف يقضي بجناحيه على كل من يحاول أن يزعج هذا الفرعون أو يعبث بقبره."وفي يوم الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة توفي اللورد كارنافون بحمى غامضة في القاهرة.. وبعد ذلك بدأ الموت يحصد الغالبية العظمى من الذين دخلوا المقبرة ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمى الغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلى الوفاة...
نظريات علميه: ا/ تعرض الأشخاص الذين يفتحون المقابر الفرعونية لجرعة مكثفة من غاز الرادون ،وهو أحد الغارات المشعة الذي يؤدى استنشاق كمية كبيرة منه إلى تلف الرئتين ويسبب الموت بعد ذلك ، وهو موجود في التربة والصخور( الجرانيتية والفوسفاتية)، وتكون نسبة تركيزه عالية جدًا في الأماكن الصخرية أو الحجرية المغلقة، مثل أقبية المنازل والمناجم وما شابه ذلك مثل قبور الفراعنة ، وهذا بالفعل ما وجد عند قياس نسبة تركيز هذا الغاز في هذه الأماكن. ب/البكتيريا التي تنشط فوق جلد المومياء المتحلل وقد حدثت حالات وفاه مماثله عند فتح قبور أخرى في مناطق أخرى في العالم.ج/ سموم نثرها الفراعنة في مقابرهم. د/ تسرب الهواء المتعفن من مسام الوجه مما يؤدى إلى الموت وحدوث اختلالات عصبيه. ه/ صرح الكثير من علماء الآثار أن لعنة الفراعنة هذه مجرد خرافة ، وحالات الوفاة التي حدثت لا يمكن أن تتعدى الصدفة، والدليل على ذلك هو ( هاورد كارتر ) نفسه صاحب الكشف عن مقبرة الفرعون ( توت عنخ آمون )، والذي لم يحدث له أي مكروه..إلا أن الكثيرين منهم لا يجرؤون على اكتشاف قبور فرعونية أخرى..ولا حتى زيارة الآثار الفرعونية.
الموقف الاسلامى: هذه الفكرة خرافية و تتعارض مع الدين الاسلامى :ا/أن مفهوم يتعارض مع الإسلام القائم على أن النافع والضار هو الله تعالى والنهى عن التطير(العيافه والطيرة والطرق من الجبت) .ب/أن هذه الخرافة قائمه على عوده الميت إلى الحياة الارضيه بعد الموت أو قدرته على أن يضر الأحياء وهو ما يتعارض مع التصور الاسلامى"فلولا إن كنتم غير مدينين، ترجعونها إن كنتم صادقين" " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ". ج/ لذا لابد من الأخذ بتفسير علمي ، وأرجح هذه التفاسير العلمية هو وجود البكتيريا التي تنشط فوق جلد المومياء المتحلل والتي أدت إلى وفاه العديد من العلماء، ثم قام الناس بالربط بين موت العلماء الآخرين بأسباب أخرى وحالات الوفاة الأولى للسبب أعلاه.
رابعا: تحضير الأرواح:
نشاه الفكرة: أساس الفكرة هو إمكانية السيطرة على الأرواح بعد موت الجسد ، وإمكانية استحضارها في ظل طقوس معينه لتتحدث عن أحوالها في عالم الأرواح، وأيضا عن بعض الوقائع التي حدثت في الماضي أو في ستحدث في المستقبل في الدنيا. وقد بدأت فكرة تحضير الأرواح في العصر الحديث في أمريكا عام 1848، ثم انتقلت إلى أوروبا، ومنها إلى باقي إنحاء العالم، وتم بعد ذلك وضع الكثير من المؤلفات وأنشئت العديد من الجمعيات التي تدعو إلى هذه الفكرة.
حقائق :رغم اعتقاد البعض بإمكانية استحضار أرواح الموتى ،والتحدث معها والتعرف على عالمها ، إلا أنه لم يمكن حتى الآن إثبات صحة أي اتصال بالأرواح بأية وسيلة.وكوسيلة لإثبات أن تلك الفكرة خرافية أعلنت مجلة "ساينتفيك أمريكان" عن جائزة مالية ضخمة لمن يؤكد صدق هذه الظواهر الروحية، ولكنها لا تزال تنتظر ولم يفز أحد بالجائزة ..
نظريات علميه : ا/فسر بعض علماء النفس هذه الظاهرة بأن العقل الباطن هو الذي يخلق شخصية الميت ويجعلها تتكلم أو تكتب أو غير ذلك من أفعال. ب/ كما يرى بعض العلماء أن مرجعها الخداع، اى وجود شخص يتحدث من وراء باب مغلق أو ستارة مسدلة، خاصة مع وجود الإيحاءات المختلفة من إضاءة خافتة ونقل الأجسام وتحريكها بتتابع معين للإيحاء بوجود اتصال بالأرواح.
المواقف الاسلاميه من الفكرة:
ا/ هذه الفكرة تناقض مع التصور الاسلامى من جهتين:
الأولى: أن هذا التصور قائم على أن الروح أمر الهي غيبي "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلًا" فلا تتوافر للإنسان امكانيه معرفته وبالتالي السيطرة عليه أو التحكم فيه( إذ المعرفة بالشيء هي شرط للتحكم فيه) .
الثانية: أن التصور الاسلامى قائم على استحالة رجوع الميت أو روحه إلى الحياة الدنيا"فلولا إن كنتم غير مدينين، ترجعونها إن كنتم صادقين" " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ".
ب/ يرى بعض العلماء أن ما تم تحضيره هو الجن أو القرين يقول الشيخ الدكتور "عبد الحليم محمود" في كتابه "توازن الأرواح" (إن ما يحضّر في هذه الجلسات التي يعقدونها ليست أرواحا لبني البشر، وإنما هي أنواع من الجن تحضر سخرية ببني البشر، أو تضليلا لهم). غير أن القران يقرر أن الجن لا يطلع على الغيب المطلق ومنه أخبار الموتى واحولهم (وإنا لا ندرى اشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا)(الجن:10) ، بل يقرر أن الجن لا يعلم كل الغيب النسبي بل بعض منه( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ) (سبأ:14).
خامسا: الأشباح:
أساس الظاهرة: عادة ما ترتبط ظاهرة الأشباح ببقعة معينة (كالمنازل، أو السفن، وغيرها)، فقد اشتهرت العديد من المناطق أو البقع بظهور الأشباح وكثرت فيها الحوادث بصورة لا يمكن أن يتجاهلها أي متابع لتلك الظاهرة.
النظريات العلمية :ا/ يرى بعض الباحثون في (بريطانيا) – وبعد إجراء سلسلة طويلة من الدراسات حول معظم البيوت المسكونة بالأشباح - أن جميع هذه المنازل تحتوي على مجاري مائية تمر على صخور الجرانيت، وبسبب احتكاك الماء بهذه الصخور، تتولد طاقة كهرومغناطيسية تؤثر على عقول ساكني المنزل، الأمر الذي يجعلهم في حالة أشبه إلى الهلوسة، فيخيل لهم أنهم يرون أشكالا هلامية وأشباحا قد لا يكون لها وجود، ورغم أن هذا التفسير منطقي جدا - كما يرى الخبراء - وهو من أشهر التفسيرات المتعلقة بتلك الظاهرة بالفعل، غير أنه لم يفسر جميع الظواهر المتعلقة بالأشباح. ب/ ولا يستبعد الدكتور كريس فرنش من جامعة لندن أن تكون بعض هذه القصص من خيال أصحابها أو خدع مدروسة لتحقيق غايات معينة (مثل شراء العقار رخيصا).ج/ وهناك من يرجعها إلى الإيحاء الذاتي أو الخداع البصري او التفسير الخاطئ لبعض الظواهر.
المواقف الاسلاميه:
ا/ يرى بعض العلماء أن الأشباح هي الجن، ولكن يرى البعض الأخر أن الجن كائن غيبي لا يمكن رؤيته استنادا إلى قوله تعالى "إنه يراكم هو وقبيلة من حيث لا ترونهم" يقول الإمام الشافعي من ادعى أنه قد رأى الجن ردت شهادته لفسقه). وهذا التفسير يعنى أن هذه الظاهرة تنتمي إلى الغيب المطلق الذي نهى الإسلام عن الخوض فيه لان الجن تنتمي إليه.
ب/ انطلاقا من تقرير منهج المعرفة الاسلامى أن هناك قوانين موضوعيه(كليه ونوعيه) تضبط حركه الوجود عبر عنها القران بمصطلح السنن الالهيه( قد خلت من قبلكم سنن) (سنه الله في الذين خلو من قبل) ،وان هذه القوانين (أو السنن الالهيه )حتمية اى أنها قائمه على تحقق السبب بتوافر المسبب وانتفائه بانتفاء المسبب، والتي عبر عنها القران بعدم التبدل( فلن تجد لسنه الله تبديلا ولن تجد لسنه الله تحويلا)( فاطر:43). فان تفسير ظاهره رؤية الأشباح والبيوت المسكونة (بعد استبعاد الوقائع التي سببها الإيحاء الذاتي أو خداع الحواس أو الكذب أو التفسير الخاطىء لبعض الظواهر)لا يخرج عن إطار معرفتنا بالقوانين الكلية للوجود مع جهلنا بالقانون النوعي لهذه الظاهرة والذي يحدد لنا شرط فعالية هذه القوانين الكلية فيها، ، في تتم على مقتضى العلاقة الحتمية بين الأسباب والمسببات ،اى تتم بسبب ولكننا نجهل هذا السبب.
ج/ بعبارة أخرى فان هذه الظاهرة تنتمي إلى الغيب النسبي الذي مرجعه القصور المرحلي للعلم الانسانى والذي لا بنهى الإسلام عن البحث العلمي والعقلي فيه لأنه ينتمي أساسا إلى عالم الشهادة(أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها) "الحج: 46"..
سادسا: الكائنات الفضائية
نشاه الفكرة: أساس الفكرة امكانيه وجود كائنات حيه ذات ذكاء غير الإنسان في الفضاء الخارجي ( الكواكب أو المجرات الأخرى).
حقائق: لم يستطيع العلم حتى الآن إثبات صحة هذه الفكرة. (سمير شيخانى،موسوعة العجائب والغرائب،المطبعة الثقافية،بيروت،2004 )
المواقف الاسلاميه:
الموقف الأول: يرى بعض العلماء المسلمين بامكانيه وجود كائنات حيه ذات ذكاء غير الإنسان في الفضاء الخارجي بناءا على:ا/ تقرير القران أن القدرة الالهيه مطلقه" أن الله على كل شيء قدير".ب/تقرير القران وجود عوالم و كائنات غيبيه كالملائكة والجن والشيطان...ج/ تأويل بعض الآيات لإثبات صحة الفكرة كقوله تعالى"الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا وأن الله قد أحاط بكل شيء علما" (الطلاق:12)
الموقف الثاني: الاتفاق مع الموقف الأول في تقرير المقدمتين القرآنيتين "أن القدرة الالهيه مطلقه ووجود عوالم و كائنات غيبيه "لا يلزم منه الإقرار بصحة الفكرة بصوره مطلقه، بل تقييدها بضوابط نص عليه القران: ا/ تقرير القران أن الوجود غير مقصور على العالم المحسوس المحدود بالزمان والمكان(عالم الشهادة) بل يتجاوزه إلى عالم الغيب والكائنات الغيبية مقيد بأنه لا تتوافر للإنسان امكانيه معرفه هذا العالم الغيبي وهذه الكائنات الغيبية إلا بواسطة الوحي كإخبار الوحي بوجود الملائكة أو الجن..ب/من الممكن وجود كائنات غير الإنسان في عالم الشهادة المحدود بالزمان و المكان (سواء الأرض أو الكواكب أو المجرة الشمسية) ولكن هذه الامكانيه مقيده بان هذه الكائنات لا تتساوى مع( فضلا عن تجاوز)مكانه الإنسان باعتبار درجه الاستخلاف على الأرض التي خص بها الإنسان" وإذ قال ربك أنى جاعل في الأرض خليفة" ، فالكائنات غير مقصورة على الإنسان ـ،بل تضم الجماد والنبات الحيوان في حين يصر أنصار هذه الفكرة على حصر الكائنات التي يحتمل وجودها على كائن حي يماثل الإنسان
سابعا: السحر الأسود::هناك تعريفان للسحر:الأول: انه تغيير للإدراك الحسي للأشياء ،وبالتالي فهو لا يغير الحقيقة الموضوعية لهذه الأشياء ،ولا يؤدى إلى انقطاع اضطراد القوانين الموضوعية التي تضبط حركتها . الثاني: انه تغيير للحقيقة الموضوعية للأشياء ، ويقوم على انقطاع اضطراد القوانين الموضوعية التي تضبط حركتها.ويرى أنصار هذا التعريف للسحر انه قد يتم بالاستعانة بكائنات غيبيه(أرواح) لأهداف متباينة، فإذا تم بالاستعانة بأرواح خيره لنفع الناس فهو سحر ابيض وإذا تم بالاستعانة بأرواح شريرة لضرر الناس فهو سحر اسود .
المواقف الاسلاميه:
ا/ حرم الإسلام السحر بكل أنواعه تحريم قاطع. ب/ اثبت أهل السنة بفرقهم المختلفة وجود السحر، لثبوته بالقران ، وقالوا انه ينقسم إلى قسمين:الأول تخييلى: وهو قلب الأعيان بالنسبة للمعاين لا في ذاتها( اى تغيير الإدراك الحسي للأشياء) ومنه قوله تعالى( يحيل إليه من سحرهم أنها تسعى)[ طه: 66]،وكذلك وصف سحر الرسول (صلى الله عليه وسلم) فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رض أنها قالت “سحر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى كان ليخيل إليه انه ياتى النساء ولم يأتهن”. الثاني:حقيقي: وهو قلب الأعيان في ذاتها(اى تغيير الحقيقة الموضوعية للأشياء).
مذهبي تفسير السحر الحقيقي : وإذا كان لا خلاف بين أهل السنة في تفسير السحر التخييلى، فان لهم مذهبين في تفسير السحر الحقيقي :
الأول:الإثبات المطلق: اى القول بأن السحر الحقيقي هو قلب للأعيان في ذاتها (اى انه يغير الحقيقة الموضوعية للأشياء) على وجه الإطلاق ،ويعنى هذا ان القلب أو التغيير يمكن أن يتم حتى بانقطاع اطراد السنن الالهيه التي تضبط حركه الوجود،وإلغاء السببية ، اى إلغاء علاقة التلازم بين السبب والمسبب.
الثانى:الإثبات المقيد:اى إثبات وجود السحر الحقيقي مع تقييده بعدم انقطاع اطراد السنن الالهيه التي تضبط حركه الوجود، اى تفسيره بأنه قلب للأعيان التي تتيح السنن الالهيه التي تضبط حركه الوجود امكانيه قلبها اى تغيير حقيقتها الموضوعية،اى دون إلغاء السببية، بعبارة أخرى فان هذا التغيير يتم طبقا لقوانين نوعيه(هي بمثابة شرط لفاعليه القوانين الكلية) يعلمها الساحر ويجهلها غيره، اى انه يتم طبقا لأسباب يعلمها الساحر ويجهلها غيره.ونجد إشارات لهذا التفسير عند بعض العلماء: يقول القرطبي ( السحر حيل صناعية يتوصل إليها بالاكتساب، غير أنها لدقتها لا يتوصل إليها إلا آحاد الناس، ومادته الوقوف على خواص الأشياء والعلم بوجوه تركيبها وأوقاتها، وأكثرها تخييلات بغير حقيقة، وإيهامات بغير ثبوت، فيعظم عند من لا يعرف ذلك كما قال الله تعالى عن سحرة فرعون: (وجاءوا بِسِحْرٍ عظيم)(الأعراف: 116). مع أن حبالهم وعصيهم لم تخرج عن كونها حبالاً وعصيًا. ثم قال: والحق أن لبعض أصناف السحر تأثيرًا في القلوب كالحب والبغض وإلقاء الخير والشر، وفي الأبدان بالألم والسقم، وإنما المنكور أن الجماد ينقلب حيوانًا أو عكسه بسحر الساحر ونحو ذلك). ويقول الجوهري(السحر الآخذة ، وكلّ ما لَطُف مأخذه ودَقّ فهو سحر . وسحره أيضا بمعنى خدعه . وقال ابن مسعود: كنّا نُسَمّي السحر في الجاهلية العِضَة. والعضة عند العرب: شدّة البَهْت وتمويه الكذب ).
ثامنا: الباراسيكولوجي :
المصطلح: المصطلح مكون من كلمتي (Para ) وتعني ما وراء ، و ( psychology ) وتعنى علم النفس ،اى ما وراء علم النفس. ويبحث الباراسيكولوجي في عده ظواهر أهمها : 1/ التخاطر : وهو نوع من قراءة الأفكار ، عن طريق الاتصال بين عقول الأفراد ، بعيدا عن طريق الحواس الخمسة ،أي بدون الكلام أو الكتابة أو الإشارة . 2/ الاستبصار : و تعني حدة الإدراك والقدرة على رؤية كل ما هو وراء نطاق البصر. 3/ التنبؤ: اى معرفة الأحداث قبل وقوعها . 4/ التحريك من بعد: وتعني القدرة على تحريك الأشياء أو لويها بدون لمس.
المواقف المتعددة من الباراسيكولوجى: وقد اتخذ الباحثون والمفكرون والعلماء موقفين من هذه المقدرات والملكات:
الموقف الأول: ويقوم على الإقرار بوجود هذه المقدرات والملكات، قبل التحقق من ثبوت وجودها بالتجربة والاختبار العلميين ، مع الاعتقاد بأنها خارقه،اى أنها تحدث بانقطاع اضطراد القوانين الموضوعية التي تضبط حركه الوجود الطبيعي و الانسانى.
الموقف الثاني: ويقوم على نفى وجود هذه المقدرات والملكات ، حتى لا ينكر القوانين الموضوعية أو حتميتها .
الموقف الثالث: ويقوم على الإقرار بوجود المقدرات والملكات ،التي ثبت وجودها بالتجربة والاختبار العلميين ، مع تقرير أن هذه الظواهر ليست خارقه، فهي لا تحدث خارج إطار القوانين الموضوعية التي تضبط حركه الوجود الطبيعي والانسانى وحتميتها، فتفسير هذه المقدرات والملكات لا يخرج عن إطار معرفتنا بهذه القوانين الكلية ، مع جهلنا بالقانون النوعي لها ،والذي يحدد لنا شرط فعالية هذه القوانين الكلية فيها.
المواقف الاسلاميه: ونرى أن الموقف الاسلامى الصحيح من هذه المقدرات والملكات يتسق مع الموقف الأخير "الثالث".
مقارنه مع مفهوم "كرامات الأولياء": ويرى بعض الباحثين أن هذه الملكات والمقدرات تقارب مفهوم "كرامات الأولياء" ، الذي أثبته أهل السنة بفرقهم المتعددة، استنادا إلى النصوص ، غير أنهم اتخذوا مذهبين في إثباتها، وبالتالي تفسيرها:
الاول:مذهب الإثبات المطلق:اى إثبات الكرامة دون تقييد مضمونها تكوينيا ، فالكرامة يمكن أن تتم بانقطاع اضطراد السنن الالهيه التي تضبط حركه الوجود،وإلغاء السببية ، اى إلغاء علاقة التلازم بين السبب والمسبب،وهو ما عبر عنه أصحاب هذا التفسير بتعريف الكرامة بأنها ” خرق للعادة”، والمقصود بالعادة عند أصحاب هذا التفسير العادة المضطرة اى السنن الالهيه. غير أنهذا التفسير لا يوضح الفرق بين الكرامة والمعجزة، لذا رفضه عدد من متأخري الأشاعرة و المتصوفة منهم ألسبكي القائل (معاذ الله أن يتحدى نبي بكرامه تكررت على ولي، بل لا بد أن يأتي النبي بما لا يوقعه الله على يد الولي ،و إن جاز وقوعه فليس كل جائز في قضايا العقول واقعا . و لما كانت مرتبة النبي أعلى و أرفع من مرتبة الولي كان الولي ممنوعا مما يأتي به النبي على الإعجاز و التحدي، أدبا مع النبي )( طبقات الشافعية 2/320 ).
الثاني:مذهب الإثبات المقيد: اى إثبات الكرامة مع تقييد مضمونها تكوينيا بالتزام حتمية السنن الالهيه التي تضبط حركه الوجود ، وبالتالي فان الكرامة هي تكريم الله تعالى لشخص صالح ،دون انقطاع باضطراد السنن الالهيه التي تضبط حركه الوجود،ودون إلغاء السببية ، اى دون إلغاء علاقة التلازم بين السبب والمسبب، يقول الاسفرائينى (إن الكرامة لا تبلغ مبلغ خرق العادة وإنما هي إجابة دعوة أو موافاة ماء في.غير موقع المياه أو ما ضاهي ذلك، وكل ما جاز معجزة لنبي لم يجز كرامة لولي)( الاسفرائينى، الموافقات، ص25.) ، وهو يقارب رأى عدد من العلماء الذين فرقوا بين الكرامة والمعجزة بان ما جاز معجزه لنبي لا يجوز كرامه لولى ، يقول الإمام النووي (… قال وصار بعض أصحابنا إلي أن ما وقع معجزة للنبي لا يجوز تقدير وقوعه كرامه لولي فيمتنع عند هؤلاء أن ينفلق البحر وينقلب العصا ثعبان ويحي الموتى إلي غير ذلك من آيات الأنبياء كرامة لولي )( الإمام النووي، بستان العارفين، ص 30.)، و رفض أبو محمد بن أبي زيد المالكي الكرامة طبقا للتفسير الأول إلا بشرط حدوثها في المنام, وتبعه في هذا الراى عددا من العلماء منهم أبا الحسن علي القابسي (ت 403هـ) وأبا جعفر أحمد الداودي (402هـ). وجوز الإمام ابن حزم من أهل الظاهر الكرامة طبقا للتفسير الأول في حياة الرسول أما بعد موته صلى الله عليه وسلم فيرى انه لا سبيل إلى شيء من هذا (ابن حزم، الأصول والفروع،دار الكتب العلمية،بيروت،1984)،وطبقا لهذا التفسير يجوز الأخذ بالتعريف الكرامة بأنها”خرق للعادة”.بشرط أن يكون المقصود بالعادة ما اعتاد عليه الناس لا العادة المضطردة، ورد في شرح العقيدة الطحاويه(فالمعجزة في اللغة كل أمر خارق للعادة ،وكذلك الكرامة في عرف ألائمه أهل العلم المتقدمين، ولكن كثير من المتأخرين يفرقون في اللفظ بينهما…وجماعها الأمر الخارق للعادة…وإنما ينال من تلك الثلاثة بقدر ما يعطيه الله ،ويعلمه ما علمه الله إياه، ويستغنى عما أغناه الله ،ويقدر على ما اقدره الله عليه من الأمور المخالفة للعادة المضطردة أو لعاده اغلب الناس ،فجميع المعجزات والكرامات لا تخرج عن هذه الأنواع )( شرح العقيدة الطحاويه ،مكتبه الدعوة الاسلاميه،القاهرة،ص 499.)، ونحن إذ نرجح التفسير الثاني ، فإننا نرى انه بفرض صحة التفسير الأول، فانه لا يجوز القول به بعد ختم النبوة ،ونستأنس هنا بموقف الإمام ابن حزم السابق ذكره .
المراجع والمصادر:
1. ابن حزم، الأصول والفروع،دار الكتب العلمية،بيروت،1984
2. القرطبي،التذكرة، مكتبه الصفا، القاهرة ،ط1 ، 2001.
3. سمير شيخانى،موسوعة العجائب والغرائب،المطبعة الثقافية،بيروت،2004
4. شرح العقيدة الطحاويه ،مكتبه الدعوة الاسلاميه،القاهرة، بدون تاريخ.
5. الموقع الرسمي للدكتور/ صبري محمد خليل خيري | دراسات ومقالات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
تفسير الظواهر الغامضة بين العلم والدين والفلسفة
د.صبري محمد خليل/ أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه في جامعه الخرطوم
تمهيد:هناك العديد من الظواهر الغامضة " كمثلث برمودا والإطباق الطائرة ولعنه الفراعنة وتحضير الأرواح والأشباح..." ، والتي وضع العلم افتراضات "علميه" لتفسير حركتها ،إلا انه لم يتمكن من التحقق من صحة هذه الافتراضات بالتجربة والاختبار العلميين، مما جعلها تبدو وكاْن حركتها غير منضبطة بقانون موضوعي ، أو أنها غير خاضعة للسببية ، اى تحدث بدون سبب، وقد اتخذ الباحثون والمفكرون والعلماء عده مواقف من هذه الظواهر:
الموقف الأول( الإثبات المطلق)( التمهيد للتفسير الخرافي): ويقوم على الإقرار بوجود هذه الظواهر، قبل التحقق أولا من ثبوت وجودها بالتجربة والاختبار العلميين ، مع الاعتقاد بأنها خارقه، اى أنها تحدث بانقطاع اضطراد القوانين الموضوعية التي تضبط حركه الوجود، فيتخذ منها وسيله لإنكار القوانين الموضوعية التي تضبط حركه الوجود وحتميتها .
نقد: وهذا الموقف يمهد الطريق أمام التفكير الخرافي ، القائم على قبول الفكرة المعينة دون التحقق من صحتها بالبرهان التجريبي ،وإنكار حتمية القوانين الموضوعية التي تضبط حركه الوجود.
الموقف الثاني(النفى المطلق)(النزعه العلمية المتطرفة المستندة إلى التفسير المادي للوجود): هذا الموقف هو بمثابة رد فعل للموقف الأول، فيرفض الإقرار بوجود هذه الظواهر حتى لا ينكر القوانين الموضوعية أو حتميتها، فيفتح الباب للتفكير الخرافي.
نقد: غير ان هذا الموقف يمثل نزعه علميه متطرفة، تتناقض مع العلم ذاته لأنه قائم على إنكار وجود العديد من هذه الظواهر التي ثبت وجودها بالتجربة والاختبار العلميين، وهذا الموقف يستند إلى فلسفه ماديه ترى ان الوجود يقتصر على الوجود الشهادى المحدود ولا تتجاوزه إلى وجود غيبي مطلق.
الموقف الثالثالإثبات المقيد)(التفسير العلمي): ويقوم هذا الموقف على:
أولا:الإقرار بوجود الظواهر التي ثبت وجودها بالتجربة والاختبار العلميين .
ثانيا: تقرير أن هذه الظواهر ليست خارقه،اى لا تحدث بدون سبب، بل بسبب - اى تتم على مقتضى العلاقة الحتمية بين الأسباب والمسببات - ولكننا نجهل هذا السبب.
ثالثا: فالقوانين الموضوعية التي تضبط حركه الوجود المادي تنقسم إلى قسمين:القوانين الكلية التي تضبط حركه الوجود الشامل للطبيعة والإنسان"وهى قوانين:الحركة والتغير والتأثير المتبادل"،والقوانين النوعية التي تضبط حركه نوع معين من أنواع الوجود، وطبقا لهذا فان تفسير هذه الظواهر لا يخرج عن إطار معرفتنا بهذه القوانين الكلية ، مع جهلنا بالقانون النوعي لها والذي يحدد لنا شرط فعالية هذه القوانين الكلية فيها.
رابعا: وبناء على ما سبق فان هناك نظريات "افتراضات" علميه لتفسير حركه هذه الظواهر(اى نظريات جاءت كمحصله لتطبيق المنهج العلمي في دراسة هذه ظواهر) ،إلا انه لم يتم التحقق من صحة هذه النظريات الافتراضات "العلمية" بالتجربة والاختبار العلميين، نتيجة لأسباب متعددة، من أهمها أن التطور العلمي في هذا العصر لم يتيح لعلم أمكانيه التحقق من صحة هذه النظريات.
المواقف الاسلاميه: إما في إطار الفكر الاسلامى فقد تعددت المواقف من هذه الظواهر الغامضة وتفسيرها،ولكن يمكن الاشاره إلى موقفين أساسين هما :
الموقف الأول: هناك العديد من الباحثين يعتقدون أن الموقف الاسلامى من هذه الظواهر يتطابق مع الموقف الأول (اى الإقرار بوجودها دون التحقق من ثبوت وجودها علميا، مع الاعتقاد بأنها خارقه) غير أن هذا الموقف يخالف منهج المعرفة الاسلامى، لأنه يدعو إلى التحقق والتثبت من صحة الأخبار(ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، كما أن القول بأن هذه الظواهر خارقه ،يعنى أنها تنتمي إلى الغيب المطلق الذي قرر الإسلام انه لا تتوافر للعقل أمكانيه معرفته ونهى عن الخوض فيه بدون دليلي نقلى يقيني الورود قطعي الدلالة ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ).
الموقف الثاني: ونرى أن الموقف الاسلامى الصحيح من هذه الظواهر يتسق مع موقف الثالث منها والقائم على التفسير العلمي لها، مع انطلاقه من نظريه وجود و فلسفه علم إسلاميين.
أولا: فمنهج المعرفة الاسلامى يلتقي مع هذا الموقف في الإقرار بوجود الظواهر التي ثبت وجودها بالتجربة والاختبار العلميين انطلاقا من:
ا/ تقرير القران محدودية العلم الانسانى( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )(وفوق كل ذي علم عليم)، فالعلم قد توصل إلى معرفه الكثير من الظواهر وقوانين حركتها، إلا انه لم يتوصل إلى معرفه كل هذه الظواهر.
ب/ دعوه القران إلى اتخاذ الحواس وبالتالي التجربة والاختبار العلميين كمعيار للتحقق من صحة الأفكار التي تفسر عالم الشهادة وظواهره الجزئية العينية(ولا تقف ما ليس لك به علم أن السمع والبصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا).
ثانيا: كما أن منهج المعرفة الاسلامى يتلقى مع هذا الموقف في تقرير أن هذه الظواهر" الغامضة" ليست خارقه، لأنه قائم أن هناك قوانين موضوعيه تضبط حركه الوجود عبر عنها القران بمصطلح السنن الالهيه ( قد خلت من قبلكم سنن) (سنه الله في الذين خلو من قبل) ، وان هذه القوانين أو السنن الالهيه حتمية ومضمون الحتمية تحقق السبب بتوافر المسبب وانتفائه بانتفاء المسبب، وقد عبر القران عن الحتمية بعدم التبدل( فلن تجد لسنه الله تبديلا ولن تجد لسنه الله تحويلا)( فاطر:43). ويقول ابن تيمية في معرض رده على من أنكروا كون حركة الكواكب لها أسباب حسية يجب تفسيرها بها (إنه ليس من السلف من أنكر كون حركة الكواكب قد يكون من تمام أسباب الحوادث، كما أن الله جعل هبوب الرياح ونور الشمس والقمر من أسباب الحوادث). والظواهر الخارقة الوحيدة التي اقر منهج المعرفة الاسلامى بوجودها هي معجزات الأنبياء، بما انقطاع اضطراد القوانين الموضوعية، التي تضبط حركه الوجود الشهادى ،كمحصله لظهور الفعل المطلق الذي ينفرد به لله تعالى(مضمون الربوبيه) ذاتيا (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) ، بخلاف اضطراد هذه القوانين، كمحصله لظهور الفعل المطلق الذي ينفرد به الله تعالى صفاتيا، غير انه في ذات الوقت فان منهج المعرفة الاسلامى قد قرر ان المعجزات قد انقطعت بختم النبوة بوفاة محمد (صلى الله عليه وسلم) (ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين).
ثالثا:بعبارة أخرى فان الموقف الاسلامى الصحيح من هذه الظواهر يعتبر أن هذه الظواهر تنتمي إلى الغيب النسبي، الذي يتضمن كل ما لم تتوافر للإنسان إمكانية معرفته في مرحلة معينة، مع توافر هذه الإمكانية في مرحلة تالية والذي لا ينهى الإسلام عن البحث العلمي و العقلي فيه، لأنه يقع أصلاً في نطاق عالم الشهادة{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )(فصلت:53،54).
نماذج لظواهر غامضة وتفسيرها :
أولا: مثلث برمودا:
نشاه الفكرة: مضمون الفكرة أن عددا من السفنِ والطائرات اختفت بدون تفسير في "مثلث برمودا" ،وهو مثلث وهمي غير محدد بدقه يقع في غرب المحيط الأطلنطي و يمتد من خليج المكسيك غرباً إلى جزيرة ليورد من الجنوب ثم مجموعه جزر برموداً شرقا. وقد أسست لهذه القصة كخرافه شعبية عالمية مجموعه من الأعمال أهمها : ا/ مقال كتبها الصحافي غاديز لمجلة المركب التجاري عام 1964 ، استعمل فيه لأول مرة مصطلح "مثلث برمودا" .ب/ وقد سبقه إلى تناول الموضوع الصحافي ساندز في مقال له في مجله المصير عام 1952. ج/كما ألف جون والاس سبنسر كتاب عالم نسيان المفقودين عام1969 . .
افتراضات خرافية: اقترحت عدّة كتب عده افتراضات خرافية لتفسير هذه الظاهرة،اى افتراضات حاولت تفسير ظاهره عينيه جزئيه (مثلث برمودا)، استنادا إلى أفكار غير قابله للتحقق من صدقها بالتجربة والاختبار العلميين. ومنها: ا/ أن الاختفاء كان بسبب جنس فضائي ذكي متقدم تقنيا تعيش في الفضاء أو تحت البحر ،ب/أن المثلث هو عرش الشيطان.
حقائق:المشكلة التي لم يحاول الكثير التطرق لها هي كون ذلك اللغز دعاية أكثر منه حقيقة.
ا/ في 1975 قام كوشية، بالتحرّي حول هذه الادعاءات الموجودة في المقالات والكتب. ما وجده تم نشره في كتاب مثلث برمودا- تم حل اللغز. قام كوشية بالبحث و التنقيب بعناية في السجلات التي أهملها الآخرون. و وجد أن معظم الحوادث التي وصفت بأنها غريبة لم تكن غريبة. في أغلب الأحيان، كان المؤلفون يذكرون أن سفينة أَو طائرة اختفت فيما كان البحر هادئ بصورة غير طبيعية، بينما كانت سجلات خفر السواحل تشير إلى عواصف عاتية كانت تضرب منطقة الحادثة. أو عندما يذكر البعض أن السفن اختفت بصورة غامضة و لم تظهر، بينما في الحقيقة وجدت بقايا تلك السفن و تم التعرف على سبب الغرق.
ب/ التقرير الأكثر أهمية هو تقرير إحصائيات شركة لويدز لندن لسجلات الحوادث و الذي نشر من قبل محرّر المصير في 1975؛ حيث ظهر بأنّ المثلث كان لا يمثل قسما خطرا من المحيط بصورة أكبر من أيّ قسم آخر.و سجلات خفر السواحل الأمريكية أكّدت هذا التقرير ومنذ ذلك الوقت لم يظهر أي دليل جديد يدحض تلك الإحصائيات.
ج/ بالرغم من أنّ مثلث برمودا لا يمثل لغزا حقيقيا، فإن هذه المنطقة من البحر كان لها نصيبها من الحوادث البحرية.أهمها حادثة اختفاء مجموعة طائرات الرحلة 19،ولكن اتضح من التحقيقات أن هذه الحادثة هي محصله سوء الأحوال الجوية وعطل ميكانيكي وخطا بشرى.
نظريات علميه: وهناك نظريات علميه في تفسير هذه الظاهرة ( اى نظريات جاءت كمحصله تطبيق المنهج العلمي على الظاهرة ، يصرف النظر عن كونها صحيح هاو خاطئه) ومن هذه النظريات :ا/تكون حقل كهرومغنطيسى، نتيجة لاصطدام تيارين بحريين متعارضين|، يؤثر في بوصلات السفن والطائرات .ب/ أن وكاله المخابرات الامريكيه "سى اى ايه"قد قامت بتضخيم حوادث اختفاء السفن والطائرات فى هذه المنطقة ، لتحقيق أهداف سريه.
المواقف الاسلاميه: رأى بعض المسلمين أن مثلث برمودا هو مكان اقامه الشيطان أو المسيح الدجال ، بناءا على إقرار الإسلام بوجودهم،وهذا الراى مبنى على: أولا : عدم التحقق من صحة الأمر هل هو دعاية أم حقيقة. ثانيا :عدم الالتزام بضوابط التصور الاسلامى للشيطان أو المسيح الدجال، والتي تميزه عن التصورات الأخرى ذات الجذور الخرافية. فالتصور الاسلامى للشيطان انه كائن غيبي غير موجود في مكان معين ،تقتصر فاعليته على الوسوسة اى تزيين فعل الشر للناس، يقول الإمام ابن حزم الظاهري(وإنما يلقي الشيطان في النفس يوسوس فيها ، كما قال الله تعالى " الذي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ " ( الناس: 5 ) فهذا هو فعل الشيطان فقط . وأما أن يتكلم على لسان أحد فحمق عتيق وجنون ظاهر ، فنعوذ بالله من الخذلان والتصديق بالخرافات ) ( رسائل ابن حزم الظاهري – 3 / 228 ). أما الراى القائل انه مكان اقامه المسيح الدجال فيستند إلى مذهب يرى أن المسيح الدجال موجود في مكان معين بناءا على بعض الروايات انه ولد في اليمن في زمن الرسول(صلى الله عليه وسلم)، وبفرض صحة الروايات فإنها تحدد مكانه في اليمن وليس برمودا، فضلا عن أن كثير من العلماء رفضوا هذا المذهب وقالوا انه ليس موجودا وإنما سيظهر أخر الزمان "وقيل انه لم يولد وسيولد آخر الزمان"(التذكرة، القرطبى، ،مكتبه الصفا، القاهرة ،ط1 ، 2001، ص619).
ثانيا:الأطباق الطائرة:
نشاه الفكرة : في مدينه روزول بنيومكسيكو وبالقرب من قاعدة أمريكية سقط في عام 1947م شيء ما وخلال عدة أيام تم جمع قطع مختلفة من الحطام ،أعلن ناطق من القاعدة التابعة لسلاح الجو الأمريكي أنهم سعداء الحظ حيث عثروا على قرص طائر، وقرر بعض الشهود أنهم عثروا على جثث لكائنات فضائية. وفي السبعينات بدأت بعض أطراف القضية في الحديث عن طبق طائر وجثث لمخلوقات غريبة ومؤامرة لإخفائها وصدر كتاب (المواجهة عن قرب من النوع الثالث لسبيليرج) فصارت القصة مقبولة بدون تحفظ .
افتراضات خرافية: ا/ أنها سفن فضائية حقيقية تحمل مخلوقات غريبة جاءت لاكتشاف الأرض. ب/أن مصدرها قوى روحية خارقة.
حقائق : بالنسبة لحادثه1947 فقد تدخلت إدارة السلاح الجوي وسحبت الحطام ونقل إلى مركز القيادة في تكساس،وأعلنت الإدارة أن الحطام عبارة عن منطاد جوي يستخدم للرصد الجوي، وان ما اعتبره الشهود جثثا لكائنات فضائه هي دمى. كما أتضح أن جريده محليه روجت لهذه القصة بهدف تعمير البلدة التي هجرها سكانها بعد تغيير مسار خط السكة حديد عنها، ونتج عن هذه الشائعة أن أصبحت هذه البلدة مزارا للمؤمنين بوجود الأطباق الطائرة.
نظريات علميه: ا/ أنها مجرد خداع حواس وإيحاء ذاتي مصدره الفراغ الروحي السائد في المجتمع الغربي التكنولوجي. ب/ أنها عبارة عن الأشكال التي تكون نتيجة انعكاس الاشعه الشمسية على البلورات الثلجية. ج/أن مصدر هذه الظاهرة هو قوى وأحداث الطبيعة كسحب أو توترات كهر بائية في مناطق التصدع الجيولوجي وتأين الهواء استناداً لنظرية التوتر الناتج عن حركة قشرة الأرض.د/ أنها خطه حكومية لإخفاء تكنولوجيا عسكرية ، او لصرف الأنظار عن قضايا ومشاكل واقعية، أو إعلاميه لتحقيق الربح.
تعدد أسباب الظاهرة: والواقع من الأمر أن هذه الظاهرة تتضمن عددا كبيرا من الوقائع ذات الأسباب المختلفة، فبعضها مرجعه الإيحاء الذاتي والخداع البصري ،وبعضها مرجعه الخداع كما في حاله فيلم1995والذى ثبت زيفه، وفى العديد من الحالات التي تقدم فيها عدد من الشهود بافاده برؤيتهم للأطباق الطائرة للحصول على جوائز مالية معلنه وثبت كذبهم، وبعضها مرجعه التفسير الخطى لبعض الظواهر كحاله المنطاد الجوى في حادثه عام1947،وبعضها مرجعه ظواهر مجهولة السبب.
الموقف الاسلامى: الإسلام يقول بوجود عالم غيبي وكائنات غيبيه، ولكن ينفى امكانيه معرفه هذا العالم أو هذه الكائنات لا بالوحي كإخباره بوجود الجن والملائكة والجنة والنار... و يمكن اعتبار هذا القول بمثابة تحريف للاعتقاد الصحيح بوجود عالم غيبي وكائنات غيبيه وقصه هبوط ادم عليه السلام من الجنة والذي قال به كل الأنبياء والرسل .
ثالثا: لعنه الفراعنة:
نشاه الفكرة: بدأت مع اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون على يد المنقب الإنجليزي هوارد كارتر بتمويل من اللورد كارنرفون وقد تم الكشف عن أبواب المقبرة عام 1922 ووجد كارتر رقيما خزفيا في أحدى الغرف يقول "أن الموت سوف يقضي بجناحيه على كل من يحاول أن يزعج هذا الفرعون أو يعبث بقبره."وفي يوم الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة توفي اللورد كارنافون بحمى غامضة في القاهرة.. وبعد ذلك بدأ الموت يحصد الغالبية العظمى من الذين دخلوا المقبرة ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمى الغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلى الوفاة...
نظريات علميه: ا/ تعرض الأشخاص الذين يفتحون المقابر الفرعونية لجرعة مكثفة من غاز الرادون ،وهو أحد الغارات المشعة الذي يؤدى استنشاق كمية كبيرة منه إلى تلف الرئتين ويسبب الموت بعد ذلك ، وهو موجود في التربة والصخور( الجرانيتية والفوسفاتية)، وتكون نسبة تركيزه عالية جدًا في الأماكن الصخرية أو الحجرية المغلقة، مثل أقبية المنازل والمناجم وما شابه ذلك مثل قبور الفراعنة ، وهذا بالفعل ما وجد عند قياس نسبة تركيز هذا الغاز في هذه الأماكن. ب/البكتيريا التي تنشط فوق جلد المومياء المتحلل وقد حدثت حالات وفاه مماثله عند فتح قبور أخرى في مناطق أخرى في العالم.ج/ سموم نثرها الفراعنة في مقابرهم. د/ تسرب الهواء المتعفن من مسام الوجه مما يؤدى إلى الموت وحدوث اختلالات عصبيه. ه/ صرح الكثير من علماء الآثار أن لعنة الفراعنة هذه مجرد خرافة ، وحالات الوفاة التي حدثت لا يمكن أن تتعدى الصدفة، والدليل على ذلك هو ( هاورد كارتر ) نفسه صاحب الكشف عن مقبرة الفرعون ( توت عنخ آمون )، والذي لم يحدث له أي مكروه..إلا أن الكثيرين منهم لا يجرؤون على اكتشاف قبور فرعونية أخرى..ولا حتى زيارة الآثار الفرعونية.
الموقف الاسلامى: هذه الفكرة خرافية و تتعارض مع الدين الاسلامى :ا/أن مفهوم يتعارض مع الإسلام القائم على أن النافع والضار هو الله تعالى والنهى عن التطير(العيافه والطيرة والطرق من الجبت) .ب/أن هذه الخرافة قائمه على عوده الميت إلى الحياة الارضيه بعد الموت أو قدرته على أن يضر الأحياء وهو ما يتعارض مع التصور الاسلامى"فلولا إن كنتم غير مدينين، ترجعونها إن كنتم صادقين" " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ". ج/ لذا لابد من الأخذ بتفسير علمي ، وأرجح هذه التفاسير العلمية هو وجود البكتيريا التي تنشط فوق جلد المومياء المتحلل والتي أدت إلى وفاه العديد من العلماء، ثم قام الناس بالربط بين موت العلماء الآخرين بأسباب أخرى وحالات الوفاة الأولى للسبب أعلاه.
رابعا: تحضير الأرواح:
نشاه الفكرة: أساس الفكرة هو إمكانية السيطرة على الأرواح بعد موت الجسد ، وإمكانية استحضارها في ظل طقوس معينه لتتحدث عن أحوالها في عالم الأرواح، وأيضا عن بعض الوقائع التي حدثت في الماضي أو في ستحدث في المستقبل في الدنيا. وقد بدأت فكرة تحضير الأرواح في العصر الحديث في أمريكا عام 1848، ثم انتقلت إلى أوروبا، ومنها إلى باقي إنحاء العالم، وتم بعد ذلك وضع الكثير من المؤلفات وأنشئت العديد من الجمعيات التي تدعو إلى هذه الفكرة.
حقائق :رغم اعتقاد البعض بإمكانية استحضار أرواح الموتى ،والتحدث معها والتعرف على عالمها ، إلا أنه لم يمكن حتى الآن إثبات صحة أي اتصال بالأرواح بأية وسيلة.وكوسيلة لإثبات أن تلك الفكرة خرافية أعلنت مجلة "ساينتفيك أمريكان" عن جائزة مالية ضخمة لمن يؤكد صدق هذه الظواهر الروحية، ولكنها لا تزال تنتظر ولم يفز أحد بالجائزة ..
نظريات علميه : ا/فسر بعض علماء النفس هذه الظاهرة بأن العقل الباطن هو الذي يخلق شخصية الميت ويجعلها تتكلم أو تكتب أو غير ذلك من أفعال. ب/ كما يرى بعض العلماء أن مرجعها الخداع، اى وجود شخص يتحدث من وراء باب مغلق أو ستارة مسدلة، خاصة مع وجود الإيحاءات المختلفة من إضاءة خافتة ونقل الأجسام وتحريكها بتتابع معين للإيحاء بوجود اتصال بالأرواح.
المواقف الاسلاميه من الفكرة:
ا/ هذه الفكرة تناقض مع التصور الاسلامى من جهتين:
الأولى: أن هذا التصور قائم على أن الروح أمر الهي غيبي "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلًا" فلا تتوافر للإنسان امكانيه معرفته وبالتالي السيطرة عليه أو التحكم فيه( إذ المعرفة بالشيء هي شرط للتحكم فيه) .
الثانية: أن التصور الاسلامى قائم على استحالة رجوع الميت أو روحه إلى الحياة الدنيا"فلولا إن كنتم غير مدينين، ترجعونها إن كنتم صادقين" " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ".
ب/ يرى بعض العلماء أن ما تم تحضيره هو الجن أو القرين يقول الشيخ الدكتور "عبد الحليم محمود" في كتابه "توازن الأرواح" (إن ما يحضّر في هذه الجلسات التي يعقدونها ليست أرواحا لبني البشر، وإنما هي أنواع من الجن تحضر سخرية ببني البشر، أو تضليلا لهم). غير أن القران يقرر أن الجن لا يطلع على الغيب المطلق ومنه أخبار الموتى واحولهم (وإنا لا ندرى اشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا)(الجن:10) ، بل يقرر أن الجن لا يعلم كل الغيب النسبي بل بعض منه( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ) (سبأ:14).
خامسا: الأشباح:
أساس الظاهرة: عادة ما ترتبط ظاهرة الأشباح ببقعة معينة (كالمنازل، أو السفن، وغيرها)، فقد اشتهرت العديد من المناطق أو البقع بظهور الأشباح وكثرت فيها الحوادث بصورة لا يمكن أن يتجاهلها أي متابع لتلك الظاهرة.
النظريات العلمية :ا/ يرى بعض الباحثون في (بريطانيا) – وبعد إجراء سلسلة طويلة من الدراسات حول معظم البيوت المسكونة بالأشباح - أن جميع هذه المنازل تحتوي على مجاري مائية تمر على صخور الجرانيت، وبسبب احتكاك الماء بهذه الصخور، تتولد طاقة كهرومغناطيسية تؤثر على عقول ساكني المنزل، الأمر الذي يجعلهم في حالة أشبه إلى الهلوسة، فيخيل لهم أنهم يرون أشكالا هلامية وأشباحا قد لا يكون لها وجود، ورغم أن هذا التفسير منطقي جدا - كما يرى الخبراء - وهو من أشهر التفسيرات المتعلقة بتلك الظاهرة بالفعل، غير أنه لم يفسر جميع الظواهر المتعلقة بالأشباح. ب/ ولا يستبعد الدكتور كريس فرنش من جامعة لندن أن تكون بعض هذه القصص من خيال أصحابها أو خدع مدروسة لتحقيق غايات معينة (مثل شراء العقار رخيصا).ج/ وهناك من يرجعها إلى الإيحاء الذاتي أو الخداع البصري او التفسير الخاطئ لبعض الظواهر.
المواقف الاسلاميه:
ا/ يرى بعض العلماء أن الأشباح هي الجن، ولكن يرى البعض الأخر أن الجن كائن غيبي لا يمكن رؤيته استنادا إلى قوله تعالى "إنه يراكم هو وقبيلة من حيث لا ترونهم" يقول الإمام الشافعي من ادعى أنه قد رأى الجن ردت شهادته لفسقه). وهذا التفسير يعنى أن هذه الظاهرة تنتمي إلى الغيب المطلق الذي نهى الإسلام عن الخوض فيه لان الجن تنتمي إليه.
ب/ انطلاقا من تقرير منهج المعرفة الاسلامى أن هناك قوانين موضوعيه(كليه ونوعيه) تضبط حركه الوجود عبر عنها القران بمصطلح السنن الالهيه( قد خلت من قبلكم سنن) (سنه الله في الذين خلو من قبل) ،وان هذه القوانين (أو السنن الالهيه )حتمية اى أنها قائمه على تحقق السبب بتوافر المسبب وانتفائه بانتفاء المسبب، والتي عبر عنها القران بعدم التبدل( فلن تجد لسنه الله تبديلا ولن تجد لسنه الله تحويلا)( فاطر:43). فان تفسير ظاهره رؤية الأشباح والبيوت المسكونة (بعد استبعاد الوقائع التي سببها الإيحاء الذاتي أو خداع الحواس أو الكذب أو التفسير الخاطىء لبعض الظواهر)لا يخرج عن إطار معرفتنا بالقوانين الكلية للوجود مع جهلنا بالقانون النوعي لهذه الظاهرة والذي يحدد لنا شرط فعالية هذه القوانين الكلية فيها، ، في تتم على مقتضى العلاقة الحتمية بين الأسباب والمسببات ،اى تتم بسبب ولكننا نجهل هذا السبب.
ج/ بعبارة أخرى فان هذه الظاهرة تنتمي إلى الغيب النسبي الذي مرجعه القصور المرحلي للعلم الانسانى والذي لا بنهى الإسلام عن البحث العلمي والعقلي فيه لأنه ينتمي أساسا إلى عالم الشهادة(أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها) "الحج: 46"..
سادسا: الكائنات الفضائية
نشاه الفكرة: أساس الفكرة امكانيه وجود كائنات حيه ذات ذكاء غير الإنسان في الفضاء الخارجي ( الكواكب أو المجرات الأخرى).
حقائق: لم يستطيع العلم حتى الآن إثبات صحة هذه الفكرة. (سمير شيخانى،موسوعة العجائب والغرائب،المطبعة الثقافية،بيروت،2004 )
المواقف الاسلاميه:
الموقف الأول: يرى بعض العلماء المسلمين بامكانيه وجود كائنات حيه ذات ذكاء غير الإنسان في الفضاء الخارجي بناءا على:ا/ تقرير القران أن القدرة الالهيه مطلقه" أن الله على كل شيء قدير".ب/تقرير القران وجود عوالم و كائنات غيبيه كالملائكة والجن والشيطان...ج/ تأويل بعض الآيات لإثبات صحة الفكرة كقوله تعالى"الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا وأن الله قد أحاط بكل شيء علما" (الطلاق:12)
الموقف الثاني: الاتفاق مع الموقف الأول في تقرير المقدمتين القرآنيتين "أن القدرة الالهيه مطلقه ووجود عوالم و كائنات غيبيه "لا يلزم منه الإقرار بصحة الفكرة بصوره مطلقه، بل تقييدها بضوابط نص عليه القران: ا/ تقرير القران أن الوجود غير مقصور على العالم المحسوس المحدود بالزمان والمكان(عالم الشهادة) بل يتجاوزه إلى عالم الغيب والكائنات الغيبية مقيد بأنه لا تتوافر للإنسان امكانيه معرفه هذا العالم الغيبي وهذه الكائنات الغيبية إلا بواسطة الوحي كإخبار الوحي بوجود الملائكة أو الجن..ب/من الممكن وجود كائنات غير الإنسان في عالم الشهادة المحدود بالزمان و المكان (سواء الأرض أو الكواكب أو المجرة الشمسية) ولكن هذه الامكانيه مقيده بان هذه الكائنات لا تتساوى مع( فضلا عن تجاوز)مكانه الإنسان باعتبار درجه الاستخلاف على الأرض التي خص بها الإنسان" وإذ قال ربك أنى جاعل في الأرض خليفة" ، فالكائنات غير مقصورة على الإنسان ـ،بل تضم الجماد والنبات الحيوان في حين يصر أنصار هذه الفكرة على حصر الكائنات التي يحتمل وجودها على كائن حي يماثل الإنسان
سابعا: السحر الأسود::هناك تعريفان للسحر:الأول: انه تغيير للإدراك الحسي للأشياء ،وبالتالي فهو لا يغير الحقيقة الموضوعية لهذه الأشياء ،ولا يؤدى إلى انقطاع اضطراد القوانين الموضوعية التي تضبط حركتها . الثاني: انه تغيير للحقيقة الموضوعية للأشياء ، ويقوم على انقطاع اضطراد القوانين الموضوعية التي تضبط حركتها.ويرى أنصار هذا التعريف للسحر انه قد يتم بالاستعانة بكائنات غيبيه(أرواح) لأهداف متباينة، فإذا تم بالاستعانة بأرواح خيره لنفع الناس فهو سحر ابيض وإذا تم بالاستعانة بأرواح شريرة لضرر الناس فهو سحر اسود .
المواقف الاسلاميه:
ا/ حرم الإسلام السحر بكل أنواعه تحريم قاطع. ب/ اثبت أهل السنة بفرقهم المختلفة وجود السحر، لثبوته بالقران ، وقالوا انه ينقسم إلى قسمين:الأول تخييلى: وهو قلب الأعيان بالنسبة للمعاين لا في ذاتها( اى تغيير الإدراك الحسي للأشياء) ومنه قوله تعالى( يحيل إليه من سحرهم أنها تسعى)[ طه: 66]،وكذلك وصف سحر الرسول (صلى الله عليه وسلم) فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رض أنها قالت “سحر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى كان ليخيل إليه انه ياتى النساء ولم يأتهن”. الثاني:حقيقي: وهو قلب الأعيان في ذاتها(اى تغيير الحقيقة الموضوعية للأشياء).
مذهبي تفسير السحر الحقيقي : وإذا كان لا خلاف بين أهل السنة في تفسير السحر التخييلى، فان لهم مذهبين في تفسير السحر الحقيقي :
الأول:الإثبات المطلق: اى القول بأن السحر الحقيقي هو قلب للأعيان في ذاتها (اى انه يغير الحقيقة الموضوعية للأشياء) على وجه الإطلاق ،ويعنى هذا ان القلب أو التغيير يمكن أن يتم حتى بانقطاع اطراد السنن الالهيه التي تضبط حركه الوجود،وإلغاء السببية ، اى إلغاء علاقة التلازم بين السبب والمسبب.
الثانى:الإثبات المقيد:اى إثبات وجود السحر الحقيقي مع تقييده بعدم انقطاع اطراد السنن الالهيه التي تضبط حركه الوجود، اى تفسيره بأنه قلب للأعيان التي تتيح السنن الالهيه التي تضبط حركه الوجود امكانيه قلبها اى تغيير حقيقتها الموضوعية،اى دون إلغاء السببية، بعبارة أخرى فان هذا التغيير يتم طبقا لقوانين نوعيه(هي بمثابة شرط لفاعليه القوانين الكلية) يعلمها الساحر ويجهلها غيره، اى انه يتم طبقا لأسباب يعلمها الساحر ويجهلها غيره.ونجد إشارات لهذا التفسير عند بعض العلماء: يقول القرطبي ( السحر حيل صناعية يتوصل إليها بالاكتساب، غير أنها لدقتها لا يتوصل إليها إلا آحاد الناس، ومادته الوقوف على خواص الأشياء والعلم بوجوه تركيبها وأوقاتها، وأكثرها تخييلات بغير حقيقة، وإيهامات بغير ثبوت، فيعظم عند من لا يعرف ذلك كما قال الله تعالى عن سحرة فرعون: (وجاءوا بِسِحْرٍ عظيم)(الأعراف: 116). مع أن حبالهم وعصيهم لم تخرج عن كونها حبالاً وعصيًا. ثم قال: والحق أن لبعض أصناف السحر تأثيرًا في القلوب كالحب والبغض وإلقاء الخير والشر، وفي الأبدان بالألم والسقم، وإنما المنكور أن الجماد ينقلب حيوانًا أو عكسه بسحر الساحر ونحو ذلك). ويقول الجوهري(السحر الآخذة ، وكلّ ما لَطُف مأخذه ودَقّ فهو سحر . وسحره أيضا بمعنى خدعه . وقال ابن مسعود: كنّا نُسَمّي السحر في الجاهلية العِضَة. والعضة عند العرب: شدّة البَهْت وتمويه الكذب ).
ثامنا: الباراسيكولوجي :
المصطلح: المصطلح مكون من كلمتي (Para ) وتعني ما وراء ، و ( psychology ) وتعنى علم النفس ،اى ما وراء علم النفس. ويبحث الباراسيكولوجي في عده ظواهر أهمها : 1/ التخاطر : وهو نوع من قراءة الأفكار ، عن طريق الاتصال بين عقول الأفراد ، بعيدا عن طريق الحواس الخمسة ،أي بدون الكلام أو الكتابة أو الإشارة . 2/ الاستبصار : و تعني حدة الإدراك والقدرة على رؤية كل ما هو وراء نطاق البصر. 3/ التنبؤ: اى معرفة الأحداث قبل وقوعها . 4/ التحريك من بعد: وتعني القدرة على تحريك الأشياء أو لويها بدون لمس.
المواقف المتعددة من الباراسيكولوجى: وقد اتخذ الباحثون والمفكرون والعلماء موقفين من هذه المقدرات والملكات:
الموقف الأول: ويقوم على الإقرار بوجود هذه المقدرات والملكات، قبل التحقق من ثبوت وجودها بالتجربة والاختبار العلميين ، مع الاعتقاد بأنها خارقه،اى أنها تحدث بانقطاع اضطراد القوانين الموضوعية التي تضبط حركه الوجود الطبيعي و الانسانى.
الموقف الثاني: ويقوم على نفى وجود هذه المقدرات والملكات ، حتى لا ينكر القوانين الموضوعية أو حتميتها .
الموقف الثالث: ويقوم على الإقرار بوجود المقدرات والملكات ،التي ثبت وجودها بالتجربة والاختبار العلميين ، مع تقرير أن هذه الظواهر ليست خارقه، فهي لا تحدث خارج إطار القوانين الموضوعية التي تضبط حركه الوجود الطبيعي والانسانى وحتميتها، فتفسير هذه المقدرات والملكات لا يخرج عن إطار معرفتنا بهذه القوانين الكلية ، مع جهلنا بالقانون النوعي لها ،والذي يحدد لنا شرط فعالية هذه القوانين الكلية فيها.
المواقف الاسلاميه: ونرى أن الموقف الاسلامى الصحيح من هذه المقدرات والملكات يتسق مع الموقف الأخير "الثالث".
مقارنه مع مفهوم "كرامات الأولياء": ويرى بعض الباحثين أن هذه الملكات والمقدرات تقارب مفهوم "كرامات الأولياء" ، الذي أثبته أهل السنة بفرقهم المتعددة، استنادا إلى النصوص ، غير أنهم اتخذوا مذهبين في إثباتها، وبالتالي تفسيرها:
الاول:مذهب الإثبات المطلق:اى إثبات الكرامة دون تقييد مضمونها تكوينيا ، فالكرامة يمكن أن تتم بانقطاع اضطراد السنن الالهيه التي تضبط حركه الوجود،وإلغاء السببية ، اى إلغاء علاقة التلازم بين السبب والمسبب،وهو ما عبر عنه أصحاب هذا التفسير بتعريف الكرامة بأنها ” خرق للعادة”، والمقصود بالعادة عند أصحاب هذا التفسير العادة المضطرة اى السنن الالهيه. غير أنهذا التفسير لا يوضح الفرق بين الكرامة والمعجزة، لذا رفضه عدد من متأخري الأشاعرة و المتصوفة منهم ألسبكي القائل (معاذ الله أن يتحدى نبي بكرامه تكررت على ولي، بل لا بد أن يأتي النبي بما لا يوقعه الله على يد الولي ،و إن جاز وقوعه فليس كل جائز في قضايا العقول واقعا . و لما كانت مرتبة النبي أعلى و أرفع من مرتبة الولي كان الولي ممنوعا مما يأتي به النبي على الإعجاز و التحدي، أدبا مع النبي )( طبقات الشافعية 2/320 ).
الثاني:مذهب الإثبات المقيد: اى إثبات الكرامة مع تقييد مضمونها تكوينيا بالتزام حتمية السنن الالهيه التي تضبط حركه الوجود ، وبالتالي فان الكرامة هي تكريم الله تعالى لشخص صالح ،دون انقطاع باضطراد السنن الالهيه التي تضبط حركه الوجود،ودون إلغاء السببية ، اى دون إلغاء علاقة التلازم بين السبب والمسبب، يقول الاسفرائينى (إن الكرامة لا تبلغ مبلغ خرق العادة وإنما هي إجابة دعوة أو موافاة ماء في.غير موقع المياه أو ما ضاهي ذلك، وكل ما جاز معجزة لنبي لم يجز كرامة لولي)( الاسفرائينى، الموافقات، ص25.) ، وهو يقارب رأى عدد من العلماء الذين فرقوا بين الكرامة والمعجزة بان ما جاز معجزه لنبي لا يجوز كرامه لولى ، يقول الإمام النووي (… قال وصار بعض أصحابنا إلي أن ما وقع معجزة للنبي لا يجوز تقدير وقوعه كرامه لولي فيمتنع عند هؤلاء أن ينفلق البحر وينقلب العصا ثعبان ويحي الموتى إلي غير ذلك من آيات الأنبياء كرامة لولي )( الإمام النووي، بستان العارفين، ص 30.)، و رفض أبو محمد بن أبي زيد المالكي الكرامة طبقا للتفسير الأول إلا بشرط حدوثها في المنام, وتبعه في هذا الراى عددا من العلماء منهم أبا الحسن علي القابسي (ت 403هـ) وأبا جعفر أحمد الداودي (402هـ). وجوز الإمام ابن حزم من أهل الظاهر الكرامة طبقا للتفسير الأول في حياة الرسول أما بعد موته صلى الله عليه وسلم فيرى انه لا سبيل إلى شيء من هذا (ابن حزم، الأصول والفروع،دار الكتب العلمية،بيروت،1984)،وطبقا لهذا التفسير يجوز الأخذ بالتعريف الكرامة بأنها”خرق للعادة”.بشرط أن يكون المقصود بالعادة ما اعتاد عليه الناس لا العادة المضطردة، ورد في شرح العقيدة الطحاويه(فالمعجزة في اللغة كل أمر خارق للعادة ،وكذلك الكرامة في عرف ألائمه أهل العلم المتقدمين، ولكن كثير من المتأخرين يفرقون في اللفظ بينهما…وجماعها الأمر الخارق للعادة…وإنما ينال من تلك الثلاثة بقدر ما يعطيه الله ،ويعلمه ما علمه الله إياه، ويستغنى عما أغناه الله ،ويقدر على ما اقدره الله عليه من الأمور المخالفة للعادة المضطردة أو لعاده اغلب الناس ،فجميع المعجزات والكرامات لا تخرج عن هذه الأنواع )( شرح العقيدة الطحاويه ،مكتبه الدعوة الاسلاميه،القاهرة،ص 499.)، ونحن إذ نرجح التفسير الثاني ، فإننا نرى انه بفرض صحة التفسير الأول، فانه لا يجوز القول به بعد ختم النبوة ،ونستأنس هنا بموقف الإمام ابن حزم السابق ذكره .
المراجع والمصادر:
1. ابن حزم، الأصول والفروع،دار الكتب العلمية،بيروت،1984
2. القرطبي،التذكرة، مكتبه الصفا، القاهرة ،ط1 ، 2001.
3. سمير شيخانى،موسوعة العجائب والغرائب،المطبعة الثقافية،بيروت،2004
4. شرح العقيدة الطحاويه ،مكتبه الدعوة الاسلاميه،القاهرة، بدون تاريخ.
5. الموقع الرسمي للدكتور/ صبري محمد خليل خيري | دراسات ومقالات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صبرى محمد خليل خيرى- لا يوجد
عدد الرسائل : 19
العمر : 59
العمل : استاذ جامعى
تاريخ التسجيل : 12/07/2014
مواضيع مماثلة
» نظريه الأنماط المتعددة في تفسير الظواهر الغامضة
» تـــــــحــــــذيـــــر من «وافدات» يحقن «السعوديات» بحقن مجهولة المصدر
» اسطورة يومي.. المملكة الغامضة
» قراءة فى بحث جزيرة إيستر وصروحها الغامضة
» كتاب مهم يفسر الظواهر الخارقة وفق ما جاء به القرآن الكريم
» تـــــــحــــــذيـــــر من «وافدات» يحقن «السعوديات» بحقن مجهولة المصدر
» اسطورة يومي.. المملكة الغامضة
» قراءة فى بحث جزيرة إيستر وصروحها الغامضة
» كتاب مهم يفسر الظواهر الخارقة وفق ما جاء به القرآن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى