المهدي المنتظر عند الشيعة الاثني عشرية
صفحة 1 من اصل 1
المهدي المنتظر عند الشيعة الاثني عشرية
المهدي المنتظر عند الشيعة الاثني عشرية تأليف:جواد علي النيل والفرات: يتمثل المبدأ الأساسي، الذي يميز الشيعة عن بقية المسلمين، في فكرة الإمامة، أي القيادة السياسية الدينية. فالإمامة وحاملها نفسه قد نصبهما الله وحدهما عن طريق نبيه. وسلطة الإمام تشمل الأرض كلها، فهو يحكمها بلا حدود، لأن الله وكّل غليه أمرها، وكل ما يوجد فيها وفوقها، سواء أكان معدناً، أم غابة، أم حيواناً، براً أم بحراً، فالأشياء كلها ملك للإمام، وله الخمس مما يكسبه الناس من أعمالهم. إذا تولى إنسان تسيير قطعة أرض دون علم الإمام فإن من حق الإمام نزعها منه، وإذا ما عجز شخص من الأشخاص عن استغلال قطعة أرض أو تركها غير مزروعة وجاء آخر وتولى تسييرها بنفسه أو استغلها لحسابه، فإنه سيكسب حق الملكية وعليه أن يدفع الخراج للإمام. وسيبقى هذا النظام قائماً إلى أن يأتي زمان "الإمام المختفي" وعندئذ سيتولى تسيير الأرض بنفسه ويوزعها بين جميع المؤمنين. ولكن الإمام ليس بحاجة إلى خراج من هذا النوع، والناس الذين يدّعون ذلك سيوسمون بميسم الكفر، ذلك أن الشيعي يأخذ الخراج ليطهر نفسه من أدران الدنيا، وهذا التقليد يعود إلى الإمام جعفر الصادق. ثم إن الحق لا يكون إلا مع الإمام أو وكلائه، وإذا ذهب شيعي إلى حاكم دنيوي ليس شيعياً ليطلب منه حقه، فإن هذا يعد أمراً سيئاً للغاية ويكون بمثابة من يتوجه إلى الشيطان ويطلب منه ذلك، حتى ولو اتسم هذا الأمر بالعدل. إن الأئمة الذين يحكمون العالم باسم الله بعد نبيه هم علي بن أبي طالب صهر النبي صلى الله عليه وسلم وابناه الحسن والحسين، ابنا فاطمة، آل بيت النبي رضي الله عنهم، والأحفاد المباشرين للحسين إلى المهدي، صاحب الزمان الذي اختفى سنة 260 للهجرة، والشيعة ينتظرون رجوعه إلى يومنا هذا، وعلم الأنساب هذا في حوزة الشيعة الاثني عشرية. وبعد أبناء الحسن والحسين ينتهي ميراث التعاقب بين الأخوة. ولا ترتبط الإمامة بسن معينة؛ لأن المسيح بن مريم عليهما السلام، كان قد جاء بالمعجزات وهو طفل، وأن داود عليه السلام، أوحى الله إليه أن سليمان عليه السلام سيكون خليفته. وقد تمّ منذ الغيبة تأليف عدد كبير من الكتب عن موضوع الإمام المختفي، وقد ضاعت مجموعة منها، ووصلت مجموعة أخرى. لقد أورد غير الشيعيين حتى من المرتدين من اليهود والنصارى في كتبهم أساطير، وحكايات عجيبة، وروايات لطيفة وعقائد أخروية، فتحولت في بعض الأحيان إلى صور من الأشكال القصصية العجيبة، وساعدت على نشأة آداب جميلة غنية، فكان لا بد أن ينقذ أحد من الموت في الصحراء أو عند غرق السفينة، على أن يتم ذلك بصورة رائعة، كما نقرا مثلاً في "جنة المأوى" للطبرسي، وتدخلات مشابهة للمهدي في ثوب قصصي، يكون جواً ملائماً لقيام الدليل على جود الإمام المختفي ومعرفة ما وراء ذلك من أسباب، وهناك من الناس من يذكرون كتباً، وضعت قبل غيبة الإمام الثاني عشر، وتنبأت بعودته على نحو بديع، وقيل أنها تضمنت تفاصيل عن زمن الولادة والحياة والغيبة. وهذه الدراسة لجواد علي تأتي في هذا الإطار حيث تتناول مفهوم المهدي المنتظر عند الشيعة الاثني عشرية من منطلق تاريخي موضوعي وذلك ضمن الفترة الغامضة عند اختفاء الإمام الثاني عشر الذي اختلفت غيبته عن سابقيه من الأئمة الاثني عشر. لقد كان المهدي الثاني عشر متخفياً كسابقيه، على أنه لم يقطع صلته بطائفته، هذا فضلاً عن أن غيبته تفرعت إلى فرعين، الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى، ففي الصغرى يستعمل المهدي وسطاء معينين بينه وبين طائفته، يعينهم في هذا المنصب، ولا يعرف محل إقامته سوى هؤلاء النواب، ويحملون منه إلى الشيعة كل الأجوبة والأوامر والمراسيم الدينية وكل ما تحتاج إليه "دولة سرية" لتسيير شؤونها. أما في وقت الغيبة الكبرى، فلم يعد هناك نواب، لأن المهدي يظهر بنفسه بين الحسين والآخر، فإذا ما توسل إليه شخص عنده الشدّة فإنه يأخذ في يده في الحين. وهكذا يتابع المؤلف مفهوم الإمام الغائب تاريخياً، بعيداً عن الحكايا والأساطير التي كانت غنية في ذلك الإطار. يستعرض المؤلف الحقيقة السياسية والتاريخية لهذا الإمام، ملقياً الضوء على المناخات الاجتماعية والسياسية التي رافقت كل إمام، ومبيناً الخلفية الفكرية لهذا المفهوم عند علماء الشيعة. وموضحاً معنى الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى وتأثيرها على الشيعة بصورة عامة، وعلى الفكر السياسي الشيعي بصورة خاصة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
مواضيع مماثلة
» نظرات فى كتاب الأشهر الاثني عشر
» نقد كتاب علم أئمة الشيعة بالغيب
» قراءة فى كتاب الشيعة وعقيدة تأليه الائمة
» لماذا الشيعة يمارسون الجنس مع محارمهم في عاشوراء ؟
» نقد كتاب الأربعون حديثا في المهدي
» نقد كتاب علم أئمة الشيعة بالغيب
» قراءة فى كتاب الشيعة وعقيدة تأليه الائمة
» لماذا الشيعة يمارسون الجنس مع محارمهم في عاشوراء ؟
» نقد كتاب الأربعون حديثا في المهدي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى