نقد كتاب الهاجريون
صفحة 1 من اصل 1
نقد كتاب الهاجريون
نقد كتاب الهاجريون
الهاجريون كتاب من تأليف باتريشيا كرونه ومايكل كوك وهو ثلاثة فصول والكتاب ترجمه نبيل فياض وهو يدور حول استخدام الكاتبين المصادر الكفرية التابعة للكتابيين النصارى واليهود ومن ثم يقولان أنهما يقدمان رواية جديدة مختلفة تماما عن رواية المسلمين ويتناول الجزء الأول نظرية ربما تبدو جديدة للبعض ولكنها موجودة فى كتب الكفار القدامى وهى :
أن الإسلام دين تم اختراعه والمراد تخيله من قبل البشر فى عهد الأمويين وأن لا وجود فعلى لرسول الإسلام ألأخير محمد(ص)كما قالا :
" لكن بالنسبة للإسلام متخيل كديانة محمد ربما يبدو الحرم المحمدى مركزا أكثر مناسبة"ص46
وهما يستخدمان فى إثبات النظرية الفاشلة مصادر التأريخ اليهودى والنصرانى المختلفة وفى ذلك قالت المؤلفة والمؤلف فى مستهل الكتاب :
"إن روايتنا لتشكل الإسلام كدين رواية جديدة جذريا أو بدقة أكثر إنها رواية تخرج عن النمط السائد من القرن السابع الميلادى إنها تعتمد على الاستخدام المكثف لمجموعة صغيرة من المصادر غير الإسلامية المعاصرة لتلك الحقبة "ص9
وهما يعتبران تلك الحضارة القائمة على الكذب فى رايهما إنجاز فريد ليس له مثيل فى قولهما :
"لقد قدمنا الحضارة الجديدة كإنجاز ثقافى فريد إنجاز لم تقدم أسلاب أجدادنا البرابرة أى شىء يوازيه على الإطلاق"
الفصل الأول من الكتاب هو أصل الكتاب والفصلان الأخيران يدوران حول بلاد المنطقة قبل الإسلام وسبب سرعة انتشار الإسلام فيها فتارة يرجعان ذلك للسيف وتارة يرجعانها للظروف السيئة التى كانت موجودة فى تلك المجتمعات
تسمية الهاجريون :
تسمية الكتاب بالهاجريون بدلا من المسلمين فيما يسميانها بالمصادر الإسلامية استمدها المؤلفان من وثائق تأريخية عند أعداء الإسلام وهما يرجعانها إلى أولاد هاجر من إبراهيم(ص)وليس إلى هجرة مسلمى مكة من مكة للمدينة وفى هذا قالا :
" لكن مصادرنا تكشف عن تسمية للجماعة أكثر قدما من السابقة تسمية تتناسب جيدا مع سياق الأفكار التى قدمها سيبيوس تظهر هذه التسمية فى اليونانية بصيغة ماغاريتى وذلك فى بردية تعود للعام 642 أما فى السريانية فهى ماهغراى أو ماهغرايه والتى تظهر منذ البدايات أى من أربعينيات القرن السابع والمصطلح العربى المقابل هو مهاجرون"ص19
كما قالا:
"ثمة فكرتان متضمنتان هنا الأولى وهى شبه مفقودة فى التقليد الإسلامى لها علاقة بعلم الأنساب المهغرايه كما يخبرنا مرجع سريانى قديم هم المنحدرون من إبراهيم عبر هاجر"ص20
وقالا :
" أما فى السريانية فهى ماهغراى أو ماهغرايه والتى تظهر منذ البدايات أى من أربعينيات القرن السابع والمصطلح العربى المقابل هو مهاجرون"ص19
ويذكر المؤلفان أنه لا يوجد دليل على تلك الهجرة فى مصادر الأعداء وإنما الموجود هجرة الإسماعيلية أبناء النبى إسماعيل (ص) المتأخرين إلى للشام وفيها قالا :
فى التقليد الإسلامى نجد أن الخروج الذى نحن بصدده هو من مكة إلى المدينة والذى يتطابق مع بداية التقويم العربى622 لكن ما من مصدر تاريخى قديم يشهد على صحة تاريخية هذا الخروج والمصادر التى تم فحصها فى هذا الفصل تقدم بديلا معقولا ألا وهو هجرة الاسماعيلية من الجزيرة العربية إلى الأرض الموعودة "ص20
قطعا المؤلفان يستبعدان فى كتابهما تصديق أى مصدر مما ينسب للمسلمين ويصدقان أى مصدر من مصادر الأعداء بدون أى تمحيص حتى ولو كانت الوثيقة نفسها مزورة باعترافهما
التناقض فى زمن بداية الإسلام :
المؤلفان يقدمان لنا دليل على أن الإسلام ظهر فى القرن السابع وهو قولهما :
" رواية مقدمة فى تاريخ أرمينية مكتوب فى العقد السادس من القرن السابع يعزى للمطران سيبوس تبدأ القصة بخروج اللاجئين اليهود من الرها بعد أن استردها هرقل من يد الفرس عام628 تقريبا :
" لقد خرجوا إلى الصحراء وجاءوا إلى جزيرة العرب عند أبناء اسماعيل فقد التمسوا العون منهم وأفهموهم أنهم اقاربهم بحسب الكتاب المقدس ومع أنهم – الاسماعيليون- على استعداد للقبول لهذه القرابة الحميمية إلا أنهم اليهود لم يستطيعوا إقناع عامة الناس أن عباداتهم مختلفة كان هنالك فى ذلك الوقت اسماعيلى اسمه مهميت وكان يعمل تاجرا لقد قدم لهم نفسه كما لو أن الله أمره بذلك كبشير كطريق إلى الحقيقة "ص16
ومع ذلك يناقضان نفسيهما بأنه لا وجود للإسلام ولا للقرآن فى القرن السابع فى قولهما :
" لا توجد أية إشارة تدل على وجود القرآن قبل نهاية القرن السابع "ص34
ويقرران أنها بدأ فى القرن الثامن فى القول :
" ولدينا بالتالى ما يدعونا إلى افتراض أن خطوط الإسلام العريضة كما نعرفه الآن ظهرت فى بدايات القرن الثامن "ص53
وهو كلام يضرب بعضه بعضا فلا ندرى هل يصدقان رواية العدو عن مهميت أم لا وهذه العملية من عادة الغربيين فى تناول الإسلام وهو تحيير القارىء وجعل الحقيقة تائهة
التناقض فى من أخذ المسلمون الدين عنه :
المؤلفان ناقضوا أنفسهم فمرة هم من طوروا الدين من أنفسهم باستعادة ديانة إبراهيم (ص) فى قولهما :
" من نقطة البداية هذه واصل الهاجريون تطوير ديانة إبراهيمية بالمعنى الكامل للكلمة فى القرآن تبدو فكرة ديانة إبراهيم بارزة طبعا فهى تقوم بوضوح كديانة مستقلة ولا يصنف مؤسسها كنبى فحسب بل وإنه للمرة الأولى يمنح كتابا مقدسا يدعى صحف إبراهيم "ص25
وناقضوا أنفسهم فى أن الإسلام دين يهودى بابلى بيقين حيث قالوا :
" نحن متأكدون فى الواقع تماما بأن الإسلام أحرز شكله الحاخامى الكلاسيكى فى ظل اليهودية البابلية "ص54
وناقضا أنفسهم ثانية بأن التأثر باليهودية والنصرانية تم انهائه حيث استبعد الهاجريون الديانتين تماما فى قولهما :
" وهكذا وجد الهاجريون حلولا لمعظم المشكلات الملحة التى واجهوها بعد الانفصال عن اليهودية فديانتهم الإبراهيمية دكت أسس ما كانوا عليه مسيانيتهم المسيحية ساعدتهم بالتأكيد ما لم يكونوه وموقفهم من الكتاب المقدس إضافة إلى مساعدة المسيانية منحهم نوعا من المعرفة العقائدية الابتدائية شيئا يتفاخرون به كانت المشكلة أن هذه الحلول بدت متنافرة مع بعضها بالمعنى الكامل للكلمة "ص31
واعترفا بنفس الكلام بأنه لا يوجد دليل على المصادر الوثنية واليهودية والمسيحية فى الإسلام فى قولهما:
" إن الموضع الذى كان على الهاجريين الاتكال على أنفسهم فيه تمثل فى تأليف كتاب مقدس فعلى لنبيهم أقل غربة من كتاب موسى وأكثر واقعية من كتاب إبراهيم ولكن ما من مصدر قديم يلقى بأى ضوء مباشر حول كيف ومتى تم هذا " ص33
اعتبار مصادر الكفار صحيحة ومصادر المسلمين كاذبة :
فى مقدمة الكتاب قالا المؤلفان أنهما استبعدا مصادر المسلمين واعتمدا على مصادر غيرهم فقالا :
"إن روايتنا لتشكل الإسلام كدين رواية جديدة جذريا أو بدقة أكثر إنها رواية تخرج عن النمط السائد من القرن السابع الميلادى إنها تعتمد على الاستخدام المكثف لمجموعة صغيرة من المصادر غير الإسلامية المعاصرة لتلك الحقبة "ص
قطعا من يريد العدل لا يستبعد شىء وإنما عليه أن يتناول كل المصادر وينقدها مبينا ما يراه صوابا وما يراه خطأ وأما استبعاد مصادر المسلمين تماما فهو أمر لا يجوز عند النقد العادل
ونجد أن المؤلفين مثلا يقدمان دليلا فى الفقرة التالية :
"رواية مقدمة فى تاريخ أرمينية مكتوب فى العقد السادس من القرن السابع يعزى للمطران سيبوس تبدأ القصة بخروج اللاجئين اليهود من الرها بعد أن استردها هرقل من يد الفرس عام628 تقريبا :
" لقد خرجوا إلى الصحراء وجاءوا إلى جزيرة العرب عند أبناء اسماعيل فقد التمسوا العون منهم وأفهموهم أنهم اقاربهم بحسب الكتاب المقدس ومع أنهم – الاسماعيليون- على استعداد للقبول لهذه القرابة الحميمية إلا أنهم اليهود لم يستطيعوا إقناع عامة الناس أن عباداتهم مختلفة كان هنالك فى ذلك الوقت اسماعيلى اسمه مهميت وكان يعمل تاجرا لقد قدم لهم نفسه كما لو أن الله أمره بذلك كبشير كطريق إلى الحقيقة وعلمهم كيف يعرفون إله إبراهيم لأنه كان مطلعا على قصة موسى وملما بها للغاية ولأن الأمر جاء من العلى فقد توحدوا كلهم تحت سلطة رجل واحد فى ظل شرع واحد وعادوا إلى الإله الحى الذى كشف ذاته لأبيهم إبراهيم بعد أن هجروا عباداتهم حرم عليهم مهميت أكل أى حيوان ميت شرب الخمر الكذب أو الزنى لكنه أضاف لقد وعد الله بهذه الأرض لإبراهيم ونسله من بعده إلى الأبد لقد عمل بحسب وعده حين أحب إسرائيل .... وجاء كل من بقى من شعوب بنى إسرائيل لينضم إليهم حتى شكلوا جيشا عظيما ثم أرسلوا بسفير إلى امبراطوار اليونان ليقولوا لقد أعطى الله هذه الأرض إرثا لأبينا إبراهيم ونسله من بعده ونحن أبناء إبراهيم وأنت أخذت بلدنا بما فيه الكفاية تخل عنها بسلام وسوف لن نغزو بلادك وإلا فسوف نسترد ما أخذت ونزيد عليه "ص16
وقد علق المؤلفان على النص السابق فقالوا :
"كما أنها تخطئة حتما فى الدور الذى تعزوه إلى اليهود اللاجئين من الرها بعض النظر تماما عن استحالته جغرافيا مستحيل تاريخيا فعلا فهو يعنى أن دولة محمد لا يمكن أن تكون قد اسست قبل عام 628 بكثير فى حين أن لدينا دليلا وثائقيا منذ عام 643 م يفيد أن العرب كانوا يستخدمون تقويما بدأ بعام622 "ص16
الغريب أنه رغم الانتقادات السابقة للرواية إلا أنهم ناقضوا أنفسهم وجعلوها موثوقة فقالوا :
"وموثوقية هذه الرواية مؤكدة بشكل ملفت للنظر من قبل طرف غير متوقع تقريبا"ص17
وهنا نجد الظلم بين فهما يقولان بكذب رواية المصدر لاستحالتها ومع هذا يؤكدان أنه رواية موثوقة مؤكدة
ونجد أنهما يعتمدان أدلة واهية باعترافهما فى القول التالى :
" فى الموضع الثانى فإن دليلا قاصرا كالذى لدينا والذى يتعلق بالسمات ذات الصلة الهاجرية" ص54
كما نجد انهما يعتمدان وثائق متناقضة فهناك وثيقة تؤكد معرفة محمد (ص) بتاريخ موسى(ص)معرفة يقينية وهناك وثيقة أخرى تؤكد ان معرفته به سطحية وفى هذا قالا :
" تبدل التوكيد ملاحظ على نحو ممتاز فى الصيغ المتقابلة لعلاقة موسى بمحمد والتى يقدمها لنا تاريخان أرمنيان فالبنسبة لسيبيوس الأبكر تاريخا يبدو أن محمدا مطلع جيدا على قصة موسى فى حين يرى صموئيل الآبى ألأكثر تأخرا أن اطلاعه على شريعة موسى غير كامل "ص32
قطعا لا يمكن أن يكون المصدران موثوقان عند التناقض
تناقض مصادر الكفار :
من بين الوثائق التى اعتمدا عليها المؤلفان وثيقة تسمى عقيدة يعقوب وفيها قالا ناقلين إياها:
"وفى احدى نقاط الجدل يشار إلى حوادث تجرى آنئذ فى فلسطين وذلك على شكل رسالة من يهودى فلسطينى اسمه إبراهيم:
"لقد ظهر نبى كاذب بين السرسنيين إنهم يقولون إن النبى الذى ظهر مقبل مع السرسنيين وهو يعلن عن قدوم الممسوح الذى سيأتى فذهبت أنا إبراهيم إلى رجل عجوز مطلع للغاية على الأسفار المقدسة وأحلت إليه المسألة وسألته ما رأيك أيها السيد والمعلم بالنبى الذى ظهر بين السرسنيين أجاب وهو يتأوه للغاية إنه دجال وهل يأتى الأنبياء بسيف ومركبة حربية إن هذه الأحداث اليوم هى حقا هى أعمال فوضى لكن اذهب يا سيد ابراهيم واستعلم عن النبى الذى ظهر وهكذا قمت أنا إبراهيم بتحرياتى وأخبرنى أولئك الذين التقوه ليس ثمة من حقيقة يمكن أن توجد عن النبى المزعوم سوى إراقة الدماء إما ما تقوله حول امتلاكه مفاتيح الجنة فهو أمر غير قابل للتصديق"ص9
لم يناقش المؤلفان الوثيقة وصدقاها رغم أنها كلام دون لقاء ودون معايشة فإبراهيم كاتب الرسالة سأل رجل عالم عجوز عن الإسلام فأجابه أنه دين حربى أو بألفاظ اليوم إرهابى وطلب منه الاستعلام عن الدين فماذا فعل إبراهيم ؟
لقد قابل بعض الناس الذيم زعموا أنهم قابلوا محمد(ص) فقالوا له عنه أنه رجل قاتل
أين الدليل لا يوجد دليل فلم يقابل إبراهيم(ص) الكاتب خاتم النبيين لا هو ولا أصحابه واكتفى بالعنعنة وهو كلام الروايات
والغريب أن من التقوا النبى الخاتم(ص) عادوا سالمين مع أنه رجل سفاح سافك للدماء كما يقولون
وأما نص المطران سيبوس فقد قالا عنه :
"رواية مقدمة فى تاريخ أرمينية مكتوب فى العقد السادس من القرن السابع يعزى للمطران سيبوس تبدأ القصة بخروج اللاجئين اليهود من الرها بعد أن استردها هرقل من يد الفرس عام628 تقريبا :
" لقد خرجوا إلى الصحراء وجاءوا إلى جزيرة العرب عند أبناء اسماعيل فقد التمسوا العون منهم وأفهموهم أنهم اقاربهم بحسب الكتاب المقدس ومع أنهم – الاسماعيليون- على استعداد للقبول لهذه القرابة الحميمية إلا أنهم اليهود لم يستطيعوا إقناع عامة الناس أن عباداتهم مختلفة كان هنالك فى ذلك الوقت اسماعيلى اسمه مهميت وكان يعمل تاجرا لقد قدم لهم نفسه كما لو أن الله أمره بذلك كبشير كطريق إلى الحقيقة وعلمهم كيف يعرفون إله إبراهيم لأنه كان مطلعا على قصة موسى وملما بها للغاية ولأن الأمر جاء من العلى فقد توحدوا كلهم تحت سلطة رجل واحد فى ظل شرع واحد وعادوا إلى الإله الحى الذى كشف ذاته لأبيهم إبراهيم بعد أن هجروا عباداتهم حرم عليهم مهميت أكل أى حيوان ميت شرب الخمر الكذب أو الزنى لكنه أضاف لقد وعد الله بهذه الأرض لإبراهيم ونسله من بعده إلى الأبد لقد عمل بحسب وعده حين أحب إسرائيل .... وجاء كل من بقى من شعوب بنى إسرائيل لينضم إليهم حتى شكلوا جيشا عظيما ثم أرسلوا بسفير إلى امبراطوار اليونان ليقولوا لقد أعطى الله هذه الأرض إرثا لأبينا إبراهيم ونسله من بعده ونحن أبناء إبراهيم وأنت أخذت بلدنا بما فيه الكفاية تخل عنها بسلام وسوف لن نغزو بلادك وإلا فسوف نسترد ما أخذت ونزيد عليه "ص16
لم يناقش المؤلفان الرواية بما فيها من أخطاء منها وجود امبراطور يونانى فالمعروف أنه امبراطور بيزنطى أو رومى وأن مقر حكمه لم يكن فى اليونان وإنما فى القسطنطينية والامبراطورية كانت تمتد شرقا أكثر من غربا بكثير ومنها دخول يهود المنطقة كلهم الإسلام ودخولهم فى جيوش المسلمين
والغريب فى الرواية رغمها أنها رواية معادية للإسلام أن المؤلفين لم يصدقاها فى وجود محمد(ص) تاريخيا حيث يعترف سيبوس بوجود مهمين وهو محمد(ص) وهو ما نفاها المؤلفان بأن محمد شخصية لا وجود لها وأن الإسلام تم اختراعه فى القرن الثامن على يد الأمويين وأهمهم عبد الملك بن مروان وفى نفيهما لوجود محمد(ص) والقرآن فى القرن المعروف وهو السابع قالا :
" لا توجد أية إشارة تدل على وجود القرآن قبل نهاية القرن السابع "ص34
وقالا :
" وصار الدين الجديد واثقا كفاية الآن عموما فى بعده عن أصوله اليهودية بحيث يواجه اليهودية على أرضها الوطنية حين بنى عبد الملك القبة التى أذاع فيها رسالة محمد النبوية وضعها على صخرة الهيكل بالذات"ص34
ونجد المؤلفين يقبلان نصين متعارضين عن معرفة محمد(ص) بموسى فأحدهما يصفه بالمعرفة المتأكدة والثانى يصفه بالمعرفة السطحية وهو قولهما :
" تبدل التوكيد ملاحظ على نحو ممتاز فى الصيغ المتقابلة لعلاقة موسى بمحمد والتى يقدمها لنا تاريخان أرمنيان فالبنسبة لسيبيوس الأبكر تاريخا يبدو أن محمدا مطلع جيدا على قصة موسى فى حين يرى صموئيل الآبى ألأكثر تأخرا أن اطلاعه على شريعة موسى غير كامل "ص32
مكة :
يؤكد المؤلفان على عدم وجود مكة فى كتب التاريخ والجغرافيا فى المصادر اليهودية والنصرانية فى القرن السابع وحتى عندما وجد لها ذكرا فى أحد الأسفار سماه بالمنحول واعتبرا ذكر مكة فيه أمر ثانوى حيث قالا :
" ما من مصدر قديم خارج التقليد الأدبى الإسلامى يشير إلى مكة بالاسم وعلى ما يبدو فإن اقدم الإشارات هى تلك الموجودة فى احدى النسخ السريانية من سفر ميثوديوس القيامى المنحول لكن على رغم أن السفر ذاته يعود إلى نهاية القرن السابع فالاشارات إلى مكة التى تميز هذه النسخة تبدو على الأرجح ثانوية أما الإشارة المسيحية الثانية فترد فى التواصل البيزنطى العربى وهو مصدر يرجع إلى بداية حكم هشام " ص 40
وأحالنا المؤلفين إلى نص الأساطير السامرى الذى يؤكد أن بكة وهى مكة قديمة فقالا :
" مع ذلك فثمة مصدر غير مؤكد التاريخ ألا وهو النص الآرامى السامرى المعروف باسم الأساطير والذى يوحى بأن الاسم بكة قد يكون بقية مرحلة مهجورة من البحث عن حرم هاجرى وبحسب هذا النص فإن أبناء نبايوت بنوا مكة كما هو مكتوب " وأنت آت بكة نحو آشور وكان قد نزل قبالة جميع اخوته ( سفر التكوين 18:25) ص41
ويقرا بأن هناك نص يدل على أن المهاجرية كانوا يصلون للكعبة فى جهة الشرق وهم فى مصر وهو قولهما :
" من الجانب المسيحى لدينا عبارة شهيرة ليعقوب الرهاوى وهو شاهد عيان من ذلك الزمان تقول إن المهغرايه فى مصر كانوا يصلون إلى الشرق نحو الكعبة "ص44
عمر :
نجد المؤلفين يتحدثان عن عمر باعتباره الفاروق أو المسيا المنتظر فيقولا :
"التأكيد المباشر الآخر على مسيانية يعقوب يمكن أن نجده متحجرا فى التراث الإسلامى حيث يكشف لنا عرضيا عن هوية المسيا ذاته إنه عمر الخليفة الثانى وفق الترتيب الإسلامى والذى يحتفظ حتى التقليد الإسلامى بلقب مسيانى له هو الفاروق والذى يعنى المخلص فى الوقت ذاته فإن دخوله القدس هو أداء مناسب لهذا الدور فى حين يبدو ان الأسرار يجعله ينهمك فى مهمة مسيانية موازية ألا وهى اعادة بناء الهيكل"ص12
وقالا :
" لكن ليس لاسماعيل فاد فقد استمتعوا به أيام عمر الفاروق "ص61
وهذا الكلام لا وجود له فى الروايات الإسلامية فلم يطلق لقب الفاروق على عمر ولا أحد قال عنه المخلص أو المهدى ونجد أن بعض الروايات فى كتب المؤرخين المسلمين تؤكد المصادر العدوة فى أن الكتابيين من سموه الفاروق وليس الرسول الخاتم(ص) فأحدى الروايات تقول :
"عن صالح بن كيسان قال قال ابن شهاب بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم ولم يبلغنا أن رسول الله ذكر من ذلك شيئا "ابن كثير مسند الفاروق1/29 البلاذرى فى أنساب الأشراف 10/279ابن الأثير أسد الغابة 4/137 ابن سعد الطبقات الكبرى 2/205الطبرى تاريخ الطبرى 4/195 الطبرى المنتخب فى ذيل المذيل 1/11 ابن عساكر تاريخ دمشق 44/51 ابن منظور مختصر تاريخ دمشق 18-277
قطعا الكتاب هدم نفسه بنفسه من خلال تناقض أقواله ولو تحدثنا عن أخطائه من خلال القرآن لقالوا أننا نستخدم الإسلام لهدم النظرية بينما النظرية نفسها هدمتها الوثائق التى استخدمت لاثباتها
الهاجريون كتاب من تأليف باتريشيا كرونه ومايكل كوك وهو ثلاثة فصول والكتاب ترجمه نبيل فياض وهو يدور حول استخدام الكاتبين المصادر الكفرية التابعة للكتابيين النصارى واليهود ومن ثم يقولان أنهما يقدمان رواية جديدة مختلفة تماما عن رواية المسلمين ويتناول الجزء الأول نظرية ربما تبدو جديدة للبعض ولكنها موجودة فى كتب الكفار القدامى وهى :
أن الإسلام دين تم اختراعه والمراد تخيله من قبل البشر فى عهد الأمويين وأن لا وجود فعلى لرسول الإسلام ألأخير محمد(ص)كما قالا :
" لكن بالنسبة للإسلام متخيل كديانة محمد ربما يبدو الحرم المحمدى مركزا أكثر مناسبة"ص46
وهما يستخدمان فى إثبات النظرية الفاشلة مصادر التأريخ اليهودى والنصرانى المختلفة وفى ذلك قالت المؤلفة والمؤلف فى مستهل الكتاب :
"إن روايتنا لتشكل الإسلام كدين رواية جديدة جذريا أو بدقة أكثر إنها رواية تخرج عن النمط السائد من القرن السابع الميلادى إنها تعتمد على الاستخدام المكثف لمجموعة صغيرة من المصادر غير الإسلامية المعاصرة لتلك الحقبة "ص9
وهما يعتبران تلك الحضارة القائمة على الكذب فى رايهما إنجاز فريد ليس له مثيل فى قولهما :
"لقد قدمنا الحضارة الجديدة كإنجاز ثقافى فريد إنجاز لم تقدم أسلاب أجدادنا البرابرة أى شىء يوازيه على الإطلاق"
الفصل الأول من الكتاب هو أصل الكتاب والفصلان الأخيران يدوران حول بلاد المنطقة قبل الإسلام وسبب سرعة انتشار الإسلام فيها فتارة يرجعان ذلك للسيف وتارة يرجعانها للظروف السيئة التى كانت موجودة فى تلك المجتمعات
تسمية الهاجريون :
تسمية الكتاب بالهاجريون بدلا من المسلمين فيما يسميانها بالمصادر الإسلامية استمدها المؤلفان من وثائق تأريخية عند أعداء الإسلام وهما يرجعانها إلى أولاد هاجر من إبراهيم(ص)وليس إلى هجرة مسلمى مكة من مكة للمدينة وفى هذا قالا :
" لكن مصادرنا تكشف عن تسمية للجماعة أكثر قدما من السابقة تسمية تتناسب جيدا مع سياق الأفكار التى قدمها سيبيوس تظهر هذه التسمية فى اليونانية بصيغة ماغاريتى وذلك فى بردية تعود للعام 642 أما فى السريانية فهى ماهغراى أو ماهغرايه والتى تظهر منذ البدايات أى من أربعينيات القرن السابع والمصطلح العربى المقابل هو مهاجرون"ص19
كما قالا:
"ثمة فكرتان متضمنتان هنا الأولى وهى شبه مفقودة فى التقليد الإسلامى لها علاقة بعلم الأنساب المهغرايه كما يخبرنا مرجع سريانى قديم هم المنحدرون من إبراهيم عبر هاجر"ص20
وقالا :
" أما فى السريانية فهى ماهغراى أو ماهغرايه والتى تظهر منذ البدايات أى من أربعينيات القرن السابع والمصطلح العربى المقابل هو مهاجرون"ص19
ويذكر المؤلفان أنه لا يوجد دليل على تلك الهجرة فى مصادر الأعداء وإنما الموجود هجرة الإسماعيلية أبناء النبى إسماعيل (ص) المتأخرين إلى للشام وفيها قالا :
فى التقليد الإسلامى نجد أن الخروج الذى نحن بصدده هو من مكة إلى المدينة والذى يتطابق مع بداية التقويم العربى622 لكن ما من مصدر تاريخى قديم يشهد على صحة تاريخية هذا الخروج والمصادر التى تم فحصها فى هذا الفصل تقدم بديلا معقولا ألا وهو هجرة الاسماعيلية من الجزيرة العربية إلى الأرض الموعودة "ص20
قطعا المؤلفان يستبعدان فى كتابهما تصديق أى مصدر مما ينسب للمسلمين ويصدقان أى مصدر من مصادر الأعداء بدون أى تمحيص حتى ولو كانت الوثيقة نفسها مزورة باعترافهما
التناقض فى زمن بداية الإسلام :
المؤلفان يقدمان لنا دليل على أن الإسلام ظهر فى القرن السابع وهو قولهما :
" رواية مقدمة فى تاريخ أرمينية مكتوب فى العقد السادس من القرن السابع يعزى للمطران سيبوس تبدأ القصة بخروج اللاجئين اليهود من الرها بعد أن استردها هرقل من يد الفرس عام628 تقريبا :
" لقد خرجوا إلى الصحراء وجاءوا إلى جزيرة العرب عند أبناء اسماعيل فقد التمسوا العون منهم وأفهموهم أنهم اقاربهم بحسب الكتاب المقدس ومع أنهم – الاسماعيليون- على استعداد للقبول لهذه القرابة الحميمية إلا أنهم اليهود لم يستطيعوا إقناع عامة الناس أن عباداتهم مختلفة كان هنالك فى ذلك الوقت اسماعيلى اسمه مهميت وكان يعمل تاجرا لقد قدم لهم نفسه كما لو أن الله أمره بذلك كبشير كطريق إلى الحقيقة "ص16
ومع ذلك يناقضان نفسيهما بأنه لا وجود للإسلام ولا للقرآن فى القرن السابع فى قولهما :
" لا توجد أية إشارة تدل على وجود القرآن قبل نهاية القرن السابع "ص34
ويقرران أنها بدأ فى القرن الثامن فى القول :
" ولدينا بالتالى ما يدعونا إلى افتراض أن خطوط الإسلام العريضة كما نعرفه الآن ظهرت فى بدايات القرن الثامن "ص53
وهو كلام يضرب بعضه بعضا فلا ندرى هل يصدقان رواية العدو عن مهميت أم لا وهذه العملية من عادة الغربيين فى تناول الإسلام وهو تحيير القارىء وجعل الحقيقة تائهة
التناقض فى من أخذ المسلمون الدين عنه :
المؤلفان ناقضوا أنفسهم فمرة هم من طوروا الدين من أنفسهم باستعادة ديانة إبراهيم (ص) فى قولهما :
" من نقطة البداية هذه واصل الهاجريون تطوير ديانة إبراهيمية بالمعنى الكامل للكلمة فى القرآن تبدو فكرة ديانة إبراهيم بارزة طبعا فهى تقوم بوضوح كديانة مستقلة ولا يصنف مؤسسها كنبى فحسب بل وإنه للمرة الأولى يمنح كتابا مقدسا يدعى صحف إبراهيم "ص25
وناقضوا أنفسهم فى أن الإسلام دين يهودى بابلى بيقين حيث قالوا :
" نحن متأكدون فى الواقع تماما بأن الإسلام أحرز شكله الحاخامى الكلاسيكى فى ظل اليهودية البابلية "ص54
وناقضا أنفسهم ثانية بأن التأثر باليهودية والنصرانية تم انهائه حيث استبعد الهاجريون الديانتين تماما فى قولهما :
" وهكذا وجد الهاجريون حلولا لمعظم المشكلات الملحة التى واجهوها بعد الانفصال عن اليهودية فديانتهم الإبراهيمية دكت أسس ما كانوا عليه مسيانيتهم المسيحية ساعدتهم بالتأكيد ما لم يكونوه وموقفهم من الكتاب المقدس إضافة إلى مساعدة المسيانية منحهم نوعا من المعرفة العقائدية الابتدائية شيئا يتفاخرون به كانت المشكلة أن هذه الحلول بدت متنافرة مع بعضها بالمعنى الكامل للكلمة "ص31
واعترفا بنفس الكلام بأنه لا يوجد دليل على المصادر الوثنية واليهودية والمسيحية فى الإسلام فى قولهما:
" إن الموضع الذى كان على الهاجريين الاتكال على أنفسهم فيه تمثل فى تأليف كتاب مقدس فعلى لنبيهم أقل غربة من كتاب موسى وأكثر واقعية من كتاب إبراهيم ولكن ما من مصدر قديم يلقى بأى ضوء مباشر حول كيف ومتى تم هذا " ص33
اعتبار مصادر الكفار صحيحة ومصادر المسلمين كاذبة :
فى مقدمة الكتاب قالا المؤلفان أنهما استبعدا مصادر المسلمين واعتمدا على مصادر غيرهم فقالا :
"إن روايتنا لتشكل الإسلام كدين رواية جديدة جذريا أو بدقة أكثر إنها رواية تخرج عن النمط السائد من القرن السابع الميلادى إنها تعتمد على الاستخدام المكثف لمجموعة صغيرة من المصادر غير الإسلامية المعاصرة لتلك الحقبة "ص
قطعا من يريد العدل لا يستبعد شىء وإنما عليه أن يتناول كل المصادر وينقدها مبينا ما يراه صوابا وما يراه خطأ وأما استبعاد مصادر المسلمين تماما فهو أمر لا يجوز عند النقد العادل
ونجد أن المؤلفين مثلا يقدمان دليلا فى الفقرة التالية :
"رواية مقدمة فى تاريخ أرمينية مكتوب فى العقد السادس من القرن السابع يعزى للمطران سيبوس تبدأ القصة بخروج اللاجئين اليهود من الرها بعد أن استردها هرقل من يد الفرس عام628 تقريبا :
" لقد خرجوا إلى الصحراء وجاءوا إلى جزيرة العرب عند أبناء اسماعيل فقد التمسوا العون منهم وأفهموهم أنهم اقاربهم بحسب الكتاب المقدس ومع أنهم – الاسماعيليون- على استعداد للقبول لهذه القرابة الحميمية إلا أنهم اليهود لم يستطيعوا إقناع عامة الناس أن عباداتهم مختلفة كان هنالك فى ذلك الوقت اسماعيلى اسمه مهميت وكان يعمل تاجرا لقد قدم لهم نفسه كما لو أن الله أمره بذلك كبشير كطريق إلى الحقيقة وعلمهم كيف يعرفون إله إبراهيم لأنه كان مطلعا على قصة موسى وملما بها للغاية ولأن الأمر جاء من العلى فقد توحدوا كلهم تحت سلطة رجل واحد فى ظل شرع واحد وعادوا إلى الإله الحى الذى كشف ذاته لأبيهم إبراهيم بعد أن هجروا عباداتهم حرم عليهم مهميت أكل أى حيوان ميت شرب الخمر الكذب أو الزنى لكنه أضاف لقد وعد الله بهذه الأرض لإبراهيم ونسله من بعده إلى الأبد لقد عمل بحسب وعده حين أحب إسرائيل .... وجاء كل من بقى من شعوب بنى إسرائيل لينضم إليهم حتى شكلوا جيشا عظيما ثم أرسلوا بسفير إلى امبراطوار اليونان ليقولوا لقد أعطى الله هذه الأرض إرثا لأبينا إبراهيم ونسله من بعده ونحن أبناء إبراهيم وأنت أخذت بلدنا بما فيه الكفاية تخل عنها بسلام وسوف لن نغزو بلادك وإلا فسوف نسترد ما أخذت ونزيد عليه "ص16
وقد علق المؤلفان على النص السابق فقالوا :
"كما أنها تخطئة حتما فى الدور الذى تعزوه إلى اليهود اللاجئين من الرها بعض النظر تماما عن استحالته جغرافيا مستحيل تاريخيا فعلا فهو يعنى أن دولة محمد لا يمكن أن تكون قد اسست قبل عام 628 بكثير فى حين أن لدينا دليلا وثائقيا منذ عام 643 م يفيد أن العرب كانوا يستخدمون تقويما بدأ بعام622 "ص16
الغريب أنه رغم الانتقادات السابقة للرواية إلا أنهم ناقضوا أنفسهم وجعلوها موثوقة فقالوا :
"وموثوقية هذه الرواية مؤكدة بشكل ملفت للنظر من قبل طرف غير متوقع تقريبا"ص17
وهنا نجد الظلم بين فهما يقولان بكذب رواية المصدر لاستحالتها ومع هذا يؤكدان أنه رواية موثوقة مؤكدة
ونجد أنهما يعتمدان أدلة واهية باعترافهما فى القول التالى :
" فى الموضع الثانى فإن دليلا قاصرا كالذى لدينا والذى يتعلق بالسمات ذات الصلة الهاجرية" ص54
كما نجد انهما يعتمدان وثائق متناقضة فهناك وثيقة تؤكد معرفة محمد (ص) بتاريخ موسى(ص)معرفة يقينية وهناك وثيقة أخرى تؤكد ان معرفته به سطحية وفى هذا قالا :
" تبدل التوكيد ملاحظ على نحو ممتاز فى الصيغ المتقابلة لعلاقة موسى بمحمد والتى يقدمها لنا تاريخان أرمنيان فالبنسبة لسيبيوس الأبكر تاريخا يبدو أن محمدا مطلع جيدا على قصة موسى فى حين يرى صموئيل الآبى ألأكثر تأخرا أن اطلاعه على شريعة موسى غير كامل "ص32
قطعا لا يمكن أن يكون المصدران موثوقان عند التناقض
تناقض مصادر الكفار :
من بين الوثائق التى اعتمدا عليها المؤلفان وثيقة تسمى عقيدة يعقوب وفيها قالا ناقلين إياها:
"وفى احدى نقاط الجدل يشار إلى حوادث تجرى آنئذ فى فلسطين وذلك على شكل رسالة من يهودى فلسطينى اسمه إبراهيم:
"لقد ظهر نبى كاذب بين السرسنيين إنهم يقولون إن النبى الذى ظهر مقبل مع السرسنيين وهو يعلن عن قدوم الممسوح الذى سيأتى فذهبت أنا إبراهيم إلى رجل عجوز مطلع للغاية على الأسفار المقدسة وأحلت إليه المسألة وسألته ما رأيك أيها السيد والمعلم بالنبى الذى ظهر بين السرسنيين أجاب وهو يتأوه للغاية إنه دجال وهل يأتى الأنبياء بسيف ومركبة حربية إن هذه الأحداث اليوم هى حقا هى أعمال فوضى لكن اذهب يا سيد ابراهيم واستعلم عن النبى الذى ظهر وهكذا قمت أنا إبراهيم بتحرياتى وأخبرنى أولئك الذين التقوه ليس ثمة من حقيقة يمكن أن توجد عن النبى المزعوم سوى إراقة الدماء إما ما تقوله حول امتلاكه مفاتيح الجنة فهو أمر غير قابل للتصديق"ص9
لم يناقش المؤلفان الوثيقة وصدقاها رغم أنها كلام دون لقاء ودون معايشة فإبراهيم كاتب الرسالة سأل رجل عالم عجوز عن الإسلام فأجابه أنه دين حربى أو بألفاظ اليوم إرهابى وطلب منه الاستعلام عن الدين فماذا فعل إبراهيم ؟
لقد قابل بعض الناس الذيم زعموا أنهم قابلوا محمد(ص) فقالوا له عنه أنه رجل قاتل
أين الدليل لا يوجد دليل فلم يقابل إبراهيم(ص) الكاتب خاتم النبيين لا هو ولا أصحابه واكتفى بالعنعنة وهو كلام الروايات
والغريب أن من التقوا النبى الخاتم(ص) عادوا سالمين مع أنه رجل سفاح سافك للدماء كما يقولون
وأما نص المطران سيبوس فقد قالا عنه :
"رواية مقدمة فى تاريخ أرمينية مكتوب فى العقد السادس من القرن السابع يعزى للمطران سيبوس تبدأ القصة بخروج اللاجئين اليهود من الرها بعد أن استردها هرقل من يد الفرس عام628 تقريبا :
" لقد خرجوا إلى الصحراء وجاءوا إلى جزيرة العرب عند أبناء اسماعيل فقد التمسوا العون منهم وأفهموهم أنهم اقاربهم بحسب الكتاب المقدس ومع أنهم – الاسماعيليون- على استعداد للقبول لهذه القرابة الحميمية إلا أنهم اليهود لم يستطيعوا إقناع عامة الناس أن عباداتهم مختلفة كان هنالك فى ذلك الوقت اسماعيلى اسمه مهميت وكان يعمل تاجرا لقد قدم لهم نفسه كما لو أن الله أمره بذلك كبشير كطريق إلى الحقيقة وعلمهم كيف يعرفون إله إبراهيم لأنه كان مطلعا على قصة موسى وملما بها للغاية ولأن الأمر جاء من العلى فقد توحدوا كلهم تحت سلطة رجل واحد فى ظل شرع واحد وعادوا إلى الإله الحى الذى كشف ذاته لأبيهم إبراهيم بعد أن هجروا عباداتهم حرم عليهم مهميت أكل أى حيوان ميت شرب الخمر الكذب أو الزنى لكنه أضاف لقد وعد الله بهذه الأرض لإبراهيم ونسله من بعده إلى الأبد لقد عمل بحسب وعده حين أحب إسرائيل .... وجاء كل من بقى من شعوب بنى إسرائيل لينضم إليهم حتى شكلوا جيشا عظيما ثم أرسلوا بسفير إلى امبراطوار اليونان ليقولوا لقد أعطى الله هذه الأرض إرثا لأبينا إبراهيم ونسله من بعده ونحن أبناء إبراهيم وأنت أخذت بلدنا بما فيه الكفاية تخل عنها بسلام وسوف لن نغزو بلادك وإلا فسوف نسترد ما أخذت ونزيد عليه "ص16
لم يناقش المؤلفان الرواية بما فيها من أخطاء منها وجود امبراطور يونانى فالمعروف أنه امبراطور بيزنطى أو رومى وأن مقر حكمه لم يكن فى اليونان وإنما فى القسطنطينية والامبراطورية كانت تمتد شرقا أكثر من غربا بكثير ومنها دخول يهود المنطقة كلهم الإسلام ودخولهم فى جيوش المسلمين
والغريب فى الرواية رغمها أنها رواية معادية للإسلام أن المؤلفين لم يصدقاها فى وجود محمد(ص) تاريخيا حيث يعترف سيبوس بوجود مهمين وهو محمد(ص) وهو ما نفاها المؤلفان بأن محمد شخصية لا وجود لها وأن الإسلام تم اختراعه فى القرن الثامن على يد الأمويين وأهمهم عبد الملك بن مروان وفى نفيهما لوجود محمد(ص) والقرآن فى القرن المعروف وهو السابع قالا :
" لا توجد أية إشارة تدل على وجود القرآن قبل نهاية القرن السابع "ص34
وقالا :
" وصار الدين الجديد واثقا كفاية الآن عموما فى بعده عن أصوله اليهودية بحيث يواجه اليهودية على أرضها الوطنية حين بنى عبد الملك القبة التى أذاع فيها رسالة محمد النبوية وضعها على صخرة الهيكل بالذات"ص34
ونجد المؤلفين يقبلان نصين متعارضين عن معرفة محمد(ص) بموسى فأحدهما يصفه بالمعرفة المتأكدة والثانى يصفه بالمعرفة السطحية وهو قولهما :
" تبدل التوكيد ملاحظ على نحو ممتاز فى الصيغ المتقابلة لعلاقة موسى بمحمد والتى يقدمها لنا تاريخان أرمنيان فالبنسبة لسيبيوس الأبكر تاريخا يبدو أن محمدا مطلع جيدا على قصة موسى فى حين يرى صموئيل الآبى ألأكثر تأخرا أن اطلاعه على شريعة موسى غير كامل "ص32
مكة :
يؤكد المؤلفان على عدم وجود مكة فى كتب التاريخ والجغرافيا فى المصادر اليهودية والنصرانية فى القرن السابع وحتى عندما وجد لها ذكرا فى أحد الأسفار سماه بالمنحول واعتبرا ذكر مكة فيه أمر ثانوى حيث قالا :
" ما من مصدر قديم خارج التقليد الأدبى الإسلامى يشير إلى مكة بالاسم وعلى ما يبدو فإن اقدم الإشارات هى تلك الموجودة فى احدى النسخ السريانية من سفر ميثوديوس القيامى المنحول لكن على رغم أن السفر ذاته يعود إلى نهاية القرن السابع فالاشارات إلى مكة التى تميز هذه النسخة تبدو على الأرجح ثانوية أما الإشارة المسيحية الثانية فترد فى التواصل البيزنطى العربى وهو مصدر يرجع إلى بداية حكم هشام " ص 40
وأحالنا المؤلفين إلى نص الأساطير السامرى الذى يؤكد أن بكة وهى مكة قديمة فقالا :
" مع ذلك فثمة مصدر غير مؤكد التاريخ ألا وهو النص الآرامى السامرى المعروف باسم الأساطير والذى يوحى بأن الاسم بكة قد يكون بقية مرحلة مهجورة من البحث عن حرم هاجرى وبحسب هذا النص فإن أبناء نبايوت بنوا مكة كما هو مكتوب " وأنت آت بكة نحو آشور وكان قد نزل قبالة جميع اخوته ( سفر التكوين 18:25) ص41
ويقرا بأن هناك نص يدل على أن المهاجرية كانوا يصلون للكعبة فى جهة الشرق وهم فى مصر وهو قولهما :
" من الجانب المسيحى لدينا عبارة شهيرة ليعقوب الرهاوى وهو شاهد عيان من ذلك الزمان تقول إن المهغرايه فى مصر كانوا يصلون إلى الشرق نحو الكعبة "ص44
عمر :
نجد المؤلفين يتحدثان عن عمر باعتباره الفاروق أو المسيا المنتظر فيقولا :
"التأكيد المباشر الآخر على مسيانية يعقوب يمكن أن نجده متحجرا فى التراث الإسلامى حيث يكشف لنا عرضيا عن هوية المسيا ذاته إنه عمر الخليفة الثانى وفق الترتيب الإسلامى والذى يحتفظ حتى التقليد الإسلامى بلقب مسيانى له هو الفاروق والذى يعنى المخلص فى الوقت ذاته فإن دخوله القدس هو أداء مناسب لهذا الدور فى حين يبدو ان الأسرار يجعله ينهمك فى مهمة مسيانية موازية ألا وهى اعادة بناء الهيكل"ص12
وقالا :
" لكن ليس لاسماعيل فاد فقد استمتعوا به أيام عمر الفاروق "ص61
وهذا الكلام لا وجود له فى الروايات الإسلامية فلم يطلق لقب الفاروق على عمر ولا أحد قال عنه المخلص أو المهدى ونجد أن بعض الروايات فى كتب المؤرخين المسلمين تؤكد المصادر العدوة فى أن الكتابيين من سموه الفاروق وليس الرسول الخاتم(ص) فأحدى الروايات تقول :
"عن صالح بن كيسان قال قال ابن شهاب بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم ولم يبلغنا أن رسول الله ذكر من ذلك شيئا "ابن كثير مسند الفاروق1/29 البلاذرى فى أنساب الأشراف 10/279ابن الأثير أسد الغابة 4/137 ابن سعد الطبقات الكبرى 2/205الطبرى تاريخ الطبرى 4/195 الطبرى المنتخب فى ذيل المذيل 1/11 ابن عساكر تاريخ دمشق 44/51 ابن منظور مختصر تاريخ دمشق 18-277
قطعا الكتاب هدم نفسه بنفسه من خلال تناقض أقواله ولو تحدثنا عن أخطائه من خلال القرآن لقالوا أننا نستخدم الإسلام لهدم النظرية بينما النظرية نفسها هدمتها الوثائق التى استخدمت لاثباتها
رضا البطاوى- عضو ممتاز
-
عدد الرسائل : 3616
العمر : 56
العمل : معلم
تاريخ التسجيل : 18/07/2011
مواضيع مماثلة
» نقد كتاب أربعون حديثا من الجزء الرابع من كتاب الطب
» نقد كتاب حكم المراهنة في الألعاب الرياضية ملخص من كتاب الفروسية
» نقد كتاب فصل الخطاب فى تحريف كتاب رب الأرباب
» نقد كتاب كتاب الديوان في العهد النبوي
» كتاب زمش
» نقد كتاب حكم المراهنة في الألعاب الرياضية ملخص من كتاب الفروسية
» نقد كتاب فصل الخطاب فى تحريف كتاب رب الأرباب
» نقد كتاب كتاب الديوان في العهد النبوي
» كتاب زمش
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى