قراءة فى كتاب عرش الرب
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتاب عرش الرب
قراءة فى كتاب عرش الرب
صاحب الكتاب كمال غزال وهو يدور حول عرش الله وقد استهله بذكر معنى الكلمة ذاكرا الاختلاف فى معناها فقال :
"معنى العرش
العرش في التعريف اللغوي هو كرسي أو مقعد رسمي يجلس عليه الملك ليدير شؤون ولايته أو مملكته وقد يقتصر جلوسه عليه في مناسبات معينة من السنة أو في مراسم التتويج، فكيف إذا كانت المملكة تشمل جميع السماوات والأرض وسائر أرجاء الكون بمجراته وكواكبه التي لا تحصى فلا شك أن الملك هو الرب ويكون عرشه المكان الذي تصدر منه الأوامر لتنفذها الملائكة لإدارة شؤون العوالم ومخلوقاتها قد يكون للعرش معنى مجرد يشير إلى الملكية أو التاج ذاته، وقد تستخدم كلمة عرش أيضاً كناية عن السلطة المهيمنة. وتشير كلمة "ثرونوس " الإغريقية إلى العرش حيث تعني الكرسي أو المقعد وقد تعني أيضاً " القطب التي تبذل من أجله الأضاحي " في جذرها السنسكريتي، وقد استخدمها قدماء الإغريق كمصطلح يعني "دعم السماوات"."
قطعا كلمة العرش فى كتاب الله لا تقتصر معانيها على المعنى المعروف الذى ذكره غزال وإنما تعنى معانى عدة فهى تعنى البناء كما فى قوله تعالى عن النخل " ومما يعرشون" كما تعنى المكان المتواجد به البشر كما قال "وهو الذى أنشأ جنات معروشات وغير معروشات" كما تعنى الكرسى كما فى قوله تعالى " نكروا لها عرشها " كما تعنى المكان المقدس فى السماء كما فى قوله تعالى " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" وهو مقابل الكعبة فى الأرض كما تعنى الكون ككل كما فى قوله " وكان عرشه على الماء" والمراد وكان كونه من الماء كما قال " وجعلنا من الماء كل شىء حى"
وتحدث عن العروش فى الديانات الوثنية القديمة حيث كان يقام كرسى عالى مذهب أو ثمين فقال :
"عروش الآلهة
في الشرق الأدنى القديم على وجه الخصوص كانت الملوك والآلهة دائماً تصور في المنحوتات وهي جالسة على عروشها، كما في منحوتات الفراعنة حيث اعتبر الملك الفرعوني هو الإله في بعض الفترات التاريخية.
وفي المعتقدات الإغريقية كان يشار دائماً إلى عرش يجلس عليه (زيوس) كبير الآلهة في جبل الأولمب وبعرف باسم "عرش زيوس"
وقد عرف عن شعب الأخائيين (من الشعب الإغريقي) أنهم كانوا يضعون عروشاً فارغة في قصورهم الملكية وفي معابدهم لكي تجلس عليها الآلهة إن رغبت بذلك وكان من أشهرها عرش أبوللو في مدينة أميكلائي.
كذلك كان للرومان نوعان من العروش الأولى هو عروش مخصصة للإمبراطور والثانية مخصصة للألهة (روما) التي كانوا يجلسون أصنامها على هذه العروش لتكون محور أو مركز العبادة. علماً أن روما هي آلهة أنثى تجسد مدينة روما في معتقدات الرومان."
وهذه العروش كانت رمز الملك حيث لا يجلس عليها إلآ الملك وهو الحاكم وقطعا ليس هو إلها كالعنوان الخاطىء عروش الآلهة
وتحدث عن العروش فى الرسالات السماوية التى أسماها الأديان خطأ فقال :
"في الديانات السماوية
تتفق الديانات السماوية وخاصة الإبراهيمية منها كاليهودية و المسيحية والإسلامية على وجود عرش سماوي لله يجسد الهيمنة المطلقة على كل السماوات والأرض ومن فيهما من مخلوقات وهو بمثابة مركز تصدر منه الأوامر الإلهية."
حديث غزال هنا عن العرش فى الرسالات المحرفة وأولها اليهودية وفيها قال :
المعتقد اليهودي
ذكر التوارة أن للرب عرش في عدة مواضع حيث بدأ التوارة بآيات تنص على أن روح الله على الماء، وهذا قد يعني أن العرش على الماء.
- " 1 في البدء خلق الله السماوات والأرض 2 وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه " (سفر التكوين - 1)
كان مفهوم الدين اليهودي لعرش الرب يرتكز بشكل أساسي على رؤى 4 أنبياء من بني إسرائيل كانت قد ذكرت في العهد القديم من الكتاب المقدس وهم ميخا وأشعيا وحزقيال ودانيال. ويقال أن العرش يقع فوق السماء السابعة التي تدعى أرابوث Araboth.
كما ذكر في سفر الخروج أن النبي موسى ومعه عدد من القوم رأوا موطئ قدم الرب وأنه يشبه العقيق الأزرق الشفاف كما يأتي:
" 9 ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، 10 وَرَأَوْا إِلهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ، وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ " (سفر الخروج 24)
ومنذ بداية البشرية اعتبر العقيق الأزرق من الاحجار الكريمة وقد أشارت النصوص المقدسة باستمرارعلى وجوده حول العرش، كذلك كان الكهنة من قبائل اليهود يرتدونه في ملابسهم على صدورهم وكانت تحتوي الحجارة على أسماء ميخا و اشعيا وحزقيال ودانيال الذين تحدثوا عن العرش رغم أن فلاسفة مثل ساغون وابن ميمون فسروا تلك الرؤة على أنها " أمور رمزية " فقط.
- جرى ذكر العرش السماوي أيضاً في 3 مواضع من مخطوطات البحر الميت فكان لاحقاً موضوعاً ملهماً لدراسات حركات التصوف اليهودية الاولى (ميركافا).
1 - رؤيا ميخا بن يملة
كانت رؤيا ميخا أول رؤية مفصلة لحجرة عرش الرب السماوية في اليهودية وتعتبر تلك الحجرة بمثابة المحكمة الإلهية، ونجد في سفر الملوك:
" 19 وقال فاسمع اذا كلام الرب قد رايت الرب جالسا على كرسيه وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره " (سفر الملوك 1 - 22).
2 - رؤيا أشعيا بن أموص في رؤيا أشعيا نجد ذكراً لكرسي عال ووصف دقيق للملائكة التي تحمل العرش أو التي كانت بجواره، وهي طبقة أو صنف من تدعى السرافيم وكلمة سيرافيم كلمة عبرية معناها " محرقة أو متقدة بالنار "، وعمل السيرافيم هو تسبيح الله، فيقولون على الدوام " قدوس قدوس قدوس "، ولم يذكر في الكتاب المقدس أن أحداً من صنف السيرافيم قد سقط من السماء على عكس صنف الكروبيم الذي سقط منه إبليس.
حيث ورد في سفر أشعيا:
" 1 في سنة وفاة عزيا الملك رايت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع واذياله تملا الهيكل. 2 السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة اجنحة باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير 3 وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الارض 4 فاهتزت اساسات العتب من صوت الصارخ وامتلا البيت دخانا 5 فقلت ويل لي اني هلكت لاني انسان نجس الشفتين وانا ساكن بين شعب نجس الشفتين لان عيني قد راتا الملك رب الجنود". (سفر إشعيا - 6).
3 - رؤيا حزقيال
كان حزقيال أحد أنبياء بني إسرائيل وفق المعتقد اليهودي، وقد جاءته رؤاه مفصلة عن عرش يبدو أنه متحرك ويسير على ما يشبه عجلات من النور أو النار، وقد قدم وصفاً لـ 4 من الملائكة التي تسير بها، حيث وصف أن لكل منها 4 وجوه و4 أجنحة، ومن ثم سمع الرب يكلمه ليسند له مهمة هداية قوم عصوه، كما في النص التالي: " 4 فنظرت واذا بريح عاصفة جاءت من الشمال. سحابة عظيمة ونار متواصلة وحولها لمعان ومن وسطها كمنظر النحاس اللامع من وسط النار. 5 ومن وسطها شبه اربعة حيوانات وهذا منظرها لها شبه انسان. 6 ولكل واحد اربع اوجه ولكل واحد اربعة اجنحة. 7 وارجلها ارجل قائمة واقدام ارجلها كقدم رجل العجل وبارقة كمنظر النحاس المصقول. 8 وايدي انسان تحت اجنحتها على جوانبها الاربعة. ووجوهها واجنحتها لجوانبها الاربعة. 9 واجنحتها متصلة الواحد باخيه. لم تدر عند سيرها. كل واحد يسير الى جهة وجهه. 10 اما شبه وجوهها فوجه انسان ووجه اسد لليمين لاربعتها ووجه ثور من الشمال لاربعتها ووجه نسر لاربعتها. 11 فهذه اوجهها. اما اجنحتها فمبسوطة من فوق. لكل واحد اثنان متصلان احدهما باخيه واثنان يغطيان اجسامها. 12 وكل واحد كان يسير الى جهة وجهه. الى حيث تكون الروح لتسير تسير. لم تدر عند سيرها. 13 اما شبه الحيوانات فمنظرها كجمر نار متقدة كمنظر مصابيح هي سالكة بين الحيوانات. وللنار لمعان ومن النار كان يخرج برق 14 الحيوانات راكضة وراجعة كمنظر البرق. 15 فنظرت الحيوانات واذا بكرة واحدة على الارض بجانب الحيوانات باوجهها الاربعة. 16 منظر البكرات وصنعتها كمنظر الزبرجد. وللاربع شكل واحد ومنظرها وصنعتها كانها كانت بكرة وسط بكرة. 17 لما سارت سارت على جوانبها الاربعة. لم تدر عند سيرها. 18 اما اطرها فعالية ومخيفة. واطرها ملانة عيونا حواليها للاربع. 19 فاذا سارت الحيوانات سارت البكرات بجانبها واذا ارتفعت الحيوانات عن الارض ارتفعت البكرات. 20 الى حيث تكون الروح لتسير يسيرون الى حيث الروح لتسير والبكرات ترتفع معها. لان روح الحيوانات كانت في البكرات. 21 فاذا سارت تلك سارت هذه واذا وقفت تلك وقفت. واذا ارتفعت تلك عن الارض ارتفعت البكرات معها لان روح الحيوانات كانت في البكرات. 22 وعلى رؤوس الحيوانات شبه مقبب كمنظر البلور الهائل منتشرا على رؤوسها من فوق. 23 وتحت المقبب اجنحتها مستقيمة الواحد نحو اخيه. لكل واحد اثنان يغطيان من هنا ولكل واحد اثنان يغطيان من هناك اجسامها. 24 فلما سارت سمعت صوت اجنحتها كخرير مياه كثيرة كصوت القدير صوت ضجة كصوت جيش. ولما وقفت ارخت اجنحتها. 25 فكان صوت من فوق المقبب الذي على رؤوسها. اذا وقفت ارخت اجنحتها. 26 وفوق المقبب الذي على رؤوسها شبه عرش كمنظر حجر العقيق الازرق وعلى شبه العرش شبه كمنظر انسان عليه من فوق. 27 ورايت مثل منظر النحاس اللامع كمنظر نار داخله من حوله من منظر حقويه الى فوق ومن منظر حقويه الى تحت رايت مثل منظر نار ولها لمعان من حولها 28 كمنظر القوس التي في السحاب يوم مطر هكذا منظر اللمعان من حوله. هذا منظر شبه مجد الرب. ولما رايته خررت على وجهي. وسمعت صوت متكلم " (سفر حزقيال - 1)
" 1 فقال لي يا ابن ادم قم على قدميك فاتكلم معك. 2 فدخل في روح لما تكلم معي واقامني على قدمي فسمعت المتكلم معي. 3 وقال لي يا ابن ادم انا مرسلك الى بني اسرائيل الى امة متمردة قد تمردت علي. هم واباؤهم عصوا علي الى ذات هذا اليوم" (سفر حزقيال - الإصحاح 2).
- من الجدير بالذكر أن عدداً من النظريات تعتبر رؤى حزقيال دليلاً قديماً على ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو) وعلى المخلوقات الفضائية التي كانت تعبد، وهذا المفهوم ساعد في قيام حركات دينية في العصر الحديث مثل الرائيلية و جماعة مشروع البوابة وبعض أفكار السيتنولوجيا وهي تقوم على فكرة أن الجنس البشري صنيعة تجارب مخبرية أجرتها مخلوقات تعيش في كواكب بعيدة من الفضاء الخارجي.
4 - رؤيا دانيال
لم تختلف رؤيا النبي دانيال عن رؤيا حزقيال بشأن العرش المتحرك على عجلات نيرانية، لكن كانت هناك عروش مجاورة لعرش الرب في رؤيته: " 9 كنت ارى انه وضعت عروش وجلس القديم الايام. لباسه ابيض كالثلج وشعر راسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة " (حزقيال - 7)
مركبة عرش الرب
ذكرت كلمة (ميركابا) العبرية 44 مرة في العهد القديم من الكتاب المقدس ويرتبط مفهومها برؤيا حزقيال على الرغم أنها ليست مذكورة فيه كما تقدم، وهي كلمة تشير إلى مركبة عرش الرب التي تسير على 4 عجلات كما في السيارة.
تتكون المركبة من 4 من الملائكة التي تصنف في رتبة السيرافيم (المتقدة بالنور والأقرب للرب) بحيث يمكنها جرها إلى الجهات الأربع ويقود الملائكة " شبه الإنسان" الذي يجلس على عرش من الياقوت.
لكل ملاك منها 4 أجنحة و 4 وجوه هي لنسر وثور و إنسان وأسد، ويوجد في الجانب الشرقي من المركبة شبه الإنسان- والذي يقوم بدفع العربة ويجلس على عرش من الياقوت.
تلتقي أجنحة الملائكة مع ملائكة الطرف المقابل لتشكل مربعاً من الاجنحة يحيط بالمركبة وبالنسبة لعجلات المركبة فهي أقدام الملائكة وهي لا تقع تحت العربة إنما بمحيطها.
تشبه تلك الملائكة ومضات ونازلة ومستمرة من النار وهي وقود لحركة المركبة وهي الأعلى رتبة بين الملائكة لأنها الأقرب من الرب حيث تدعى السيرافيم ثم يليها صنف يدعى شاروبيم ويليه في الرتبة أورفانيم، تبقى المركبة في حالة مستمرة من الحركة والطاقة وراء تلك الحركة تستمد من التراتب الهرمي للملائكة، فحركة الأورفانيم متحكم بها من الشاروبيم وحركة الشاروبيم متحكم بها من السيارفيم. وجميع حركات الملائكة في المركبة يتحكم بها " الذي يشبه الإنسان " على العرش. - درس طلاب حركات التصوف ومنها حركة (ماسائي ميركافا) الاولى في تاريخ التصوف اليهودي ولاحقاً طلاب الـ كابالا هذه المقاطع من سفر حزيقال فبحثوا فيها عن المعاني الباطنية وأسرار الخلق وذلك في الفترة الهلنسية المتأخرة مما شجعهم على استنباط معان استعارية للآيات وذلك بعد تدمير الهيكل الثاني في عام 70 للميلاد.
- لكن أغلب الدراسين للدين عارضوا الشروع في مثل هذه الدراسات لأنه قد يساء فهم التصور مما يؤدي إلى الوقوع في الكفر أو الأفكار الوثنية. ويقولون أنه يجب عدم أخذ كلمة "مركبة " الواردة في النص الديني بمعناها الحرفي بما فيها أوصاف الملائكة وبدلاً من ذلك أن ينظر إليها كقياس أو تبسيط لأن الله لديه وسائل عديدة لإظهار نفسه في هذا الكون وهذه الأوصاف مجرد تشبيه إستعاري.
- تنظر الفلسفة الهاسادية والكابالا إلى ما يمثله كل عنصر وارد في وصف المركبة ولكن في نفس الوقت لا تقول أن الرب مكون من هذه العناصر بالمعنى الحرفي، ويتلو اليهود عادة هذه المقاطع من رؤيا حزقيال في كل عيد شفوعيت وهي ذكرى في السنة العبرية (شهر سيفان) يحتفل فيها اليهود باليوم الذي سلم فيه الرب أسفار التوارة إلى موسى ليهدي قومه من بني إسرائيل.
- ونظراً لكثرة الإعتراض التلمودي على دراسة مركبة العرش في رؤيا حزقيال فقد اقتصرت على أكثر الحكماء حنكة."
وكل هذا الكلام هو نتاج النفسية اليهودية التى تريد إله متجسد" اجعل لنا إلها كما لهم آلهة" ومن ثم تلك الأوصاف هى أوصاف كرسى عرش ملك بشرى وكذلك الكلام عن المركبة
ثم تحدث عن العرش فى المعتقد النصرانى فقال :
"المعتقد المسيحي
تحدث العهد الجديد من الكتاب المقدس عن عرش الرب بأشكال متعددة حيث نظر إلى السماء على أنها هي عرش الرب وكذلك تحدث عن عرش داوود و عرش المجد وعرش النعمة و غيرها، وفي إنجيل متى نجد:
" 22 ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه " (متى - إصحاح 23)
- ويتفق المفهوم المسيحي عن عرش الرب مع المفهوم اليهودي في كون السماء هي عرش الرب ولكن تمت إضافة مقعد ثانوي إلى يمين العرش ليجلس عليه المسيح، كما ذكر في "رسالة العبرانيين" من العهد الجديد: " 2 ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله " (الرسالة إلى العبرانيين - 12).
- تنص رؤيا يوحنا على وجود 7 أرواح للرب أمام العرش وكان يتمنى من قرائه أن تحل البركة والمجد من تلك الأرواح على 7 كنائس موجودة في آسيا وكذلك من المسيح في السماء.
يقول يوحنا أن أمام العرش ما يبدو كأنه بحر من الزجاج النقي كالكريستال وبجانب العرش يوجد الاسد و النسر الطائر و الثور و الإنسان ولكل منهم 6 اجنحة وهم مغطون بالعيون وكانوا يرددون: " قدوس .. قدوس .. قدوس، هو الله الرب القادر، هو ما كان وهو لا يزال وما سيكون " وويخرج من العرش برق و رعد وأصوات، ونجد في رؤيا يوحنا: " 1 بعد هذا نظرت واذا باب مفتوح في السماء والصوت الاول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلا اصعد الى هنا فاريك ما لا بد ان يصير بعد هذا. 2 وللوقت صرت في الروح واذا عرش موضوع في السماء وعلى العرش جالس. 3 وكان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب والعقيق وقوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد. 4 وحول العرش اربعة وعشرون عرشا. ورايت على العروش اربعة وعشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض وعلى رؤوسهم اكاليل من ذهب.5 ومن العرش يخرج بروق ورعود واصوات. وامام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة ارواح الله. 6 وقدام العرش بحر زجاج شبه البلور. وفي وسط العرش وحول العرش اربعة حيوانات مملوءة عيونا من قدام ومن وراء. 7 والحيوان الاول شبه اسد والحيوان الثاني شبه عجل والحيوان الثالث له وجه مثل وجه انسان والحيوان الرابع شبه نسر طائر. 8 والاربعة الحيوانات لكل واحد منها ستة اجنحة حولها ومن داخل مملوءة عيونا ولا تزال نهارا وليلا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الاله القادر على كل شيء الذي كان والكائن والذي ياتي. 9 وحينما تعطي الحيوانات مجدا وكرامة وشكرا للجالس على العرش الحي الى ابد الابدين 10 يخر الاربعة والعشرون شيخا قدام الجالس على العرش ويسجدون للحي الى ابد الابدين ويطرحون اكاليلهم امام العرش قائلين 11 انت مستحق ايها الرب ان تاخذ المجد والكرامة والقدرة لانك انت خلقت كل الاشياء وهي بارادتك كائنة وخلقت " (رؤيا يوحنا اللاهوتي - إصحاح 4)
المفهوم المسيحي لمركبة عرش الرب في المعتقد المسيحي ترمز الكائنات الإنسان والأسد والثور والنسر التي وردت في وصف ملائكة مركبة العرش إلى كتبة الأناجيل الأربعة التي تؤلف نصوص العهد الجديد من الكتاب المقدس وهم متى ومرقس ويوحنا ولوقا حيث كثيراً ما تشاهد في الكنائس زخرفات لتلك الكائنات و تدعى هذه الكائنات Zoe زوئي أو (تيترامورف) وتحيط عادة بعرش الرب في السماء مع 24 شيخاً كبيراً في السن و7 أرواح للرب وفقاً لرؤيا يوحنا."
قطعا المعتقد النصرانى الذى ذكره غزال مأخوذ أيضا من نفسية متعلقة بالتجسد البشرى للإله فى يسوع ومن ثم نجد أوصافها كأوصاف كراسى الملوك الجبابرة وكذلك الأمر فى المركبة وتلك الأوصاف فى المعتقدين تخالف المعتقد الإسلامى الذى يقول بعدم وجود المركبة وأن الكرسى محمول من بعض الملائكة ومحاط ببعض الملائكة كما قال تعالى :
"وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم"
وقال :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم"
وتحدث عن المعتقد الإسلامى فقال :
المعتقد الإسلامي
ذكر القرآن الكريم كلمة العرش 22 مرة في السور المكية المتأخرة والمدنية حيث يعتبر أعظم مخلوق وسقف لجميع المخلوقات ويمتد على كافة السماوات والأرض وله قوائم كقوائم السرير ويحمله 4 من أعظم الملائكة ويقع على الماء.
1 - أعظم المخلوقات
نجد في القرآن الكريم صفات العظمة والمجد لدى ذكر العرش وهذا يجعله منه أعظم المخلوقات كما في الآيات التالية:
- " فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم " (المؤمنون - 116)
- " وهو رب العرش العظيم " (التوبة - 129)
- " ذو العرش المجيد " (البروج - 15)
وقال القرطبي:" خصَّ العرش لأنه أعظم المخلوقات فيدخل فيه ما دونه "، وقال ابن كثير في تفسير " وهو رب العرش العظيم "، أي أنه مالك كل شيء وخالقه؛ لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش مقهورين بقدرة الله تعالى، وعلمه محيط بكل شيء، وقدره نافذ في كل شيء، وهو على كل شيء وكيل.
- والعرش هو سقف الجنة التي تقع فوق السماء السابعة وهو مكان مشرف عند الله.
- كذلك تقوم ملائكة (لا يعلم عددهم) بتسبيح الله من حول العرش كما في الآية التالية وهذا أيضأً دليل على عظمة العرش:
- " وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ " (الزمر - 75)"
وما قاله غزال عن عن العرش أعظم المخلوقات وأنه سقف الجنة وسقف المخلوقات كلام ليس عليه دليل من القرآن فالعرش فى الآيات التى ذكرها يعنى الكون ككل وهو السموات والأرض كما قال مفسرا فى الآية التالية:
"سبحان رب السموات والأرض رب العرش"
وتحدث عن الاستواء على العرش فقال :
2 - الإستواء على العرش
ذكر القرآن الكريم أن للرب عرش يستوي عليه: " الرحمن على العرش استوى " (طه - 5)
لكن العديد من مفسري القرآن الكريم حذروا من إساءة فهم طبيعة الإستواء أو الجلوس على العرش فأرجعوه إلى معنى استعاري ويقصد منه الهيمنة والقهر أو الإستيلاء وليس الجلوس بالمعنى الحرفي أو كما في جلوس الملوك من البشر، إلى درجة أن بعض المفسرين كانوا يلقون تهمة الكفر على كل من يعتقد بفكرة الجلوس.
ففي لُغَةِ العَرَبِ يُقالُ:" استَوى فُلانٌ على المَمَالِكِ " إذا احتَوَى على مَقَالِيدِ المُلكِ واستَعلى على الرقَابِ.
ويكون معنى قَهرِ الله للعرشِ الذي هو أعظمُ المخلوقاتِ أن العرشَ تحت تصرُّف الله هو خلقَهُ وهو يحفظهُ، يحفظُ عليهِ وجودهُ ولولا حفظُ الله تعالى له لهَوى إلى الأسفلِ فتحطَّمَ، فالله تعالى هو أوجدَهُ ثم هو حفظهُ وأبقاهُ، هذا معنى قَهَرَ العرشَ، هو سبحانَهُ قاهرُ العالم كلّه، هذه الشّمسُ والقمرُ والنّجومُ لولا أن الله يحفظُها على هذا النّظامِ الذي هي قائمةٌ عليه لكانت تهاوَت وحطَّم بعضُها بعضًا واختلَّ نظامُ العالمِ.
- ويذهب معظم العلماء إلى الفكرة التالية بخصوص الله والمكان الذي فيه:
- الله تبارك وتعالى موجود بلا مكان فلا يجوز أن يعتقد أن الله تعالى موجود في مكان أو في كل الأمكنة أو أنه موجود في السماء بذاتها أو جالس على العرش أو حال في الفضاء، تعالى الله وتنزه عن ذلك، لقوله تعالى: " ليس كمثله شىء وهو السميع البصير " - (الشورى - 11).
وقد قيل أن الإمام علي قال: " كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان "، ويقول أيضاً: " إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته ولم يتخذه مكان لذاته "."
اختلاف المفسرين فى الاستواء يعود إلى رجوعهم لكتب اللغة فالاستواء على العرش يعنى الوحى إلى الكون ولذا قال "ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها "
فالاستواء هو القول وهو الوحى فقد استوى إلى السماء أى قال للسماء وألرض ائتيا طوعا أو كرها
ومن ثم لا مجال للخلاف فى أن العرش هو السموات والأرض فى آيات الاستواء
وحدثنا عن أكذوبة يعتقدها الناس وهى تجسد الله ونزوله فى المكان تعالى عن ذلك فقال :
3 - التنزل من العرش
ذكرت الأحاديث الشريفة أن الله يتنزل عن العرش الى السماء الدنيا ليسأل المسلمين عن حاجة أو دعاء حيث ورد ذلك في أحد الأحاديث القدسية: حيث يقول محمد (ص): " ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: " من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر " - (متفق على صحته).
فلذلك يحب المسلمون صلاة آخر الليل على أوله، وفي رواية لمسلم: " إن الله عز وجل يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ "، حتى ينفجر الفجر.
وقد بين العلماء أنه نزول يليق بالله وليس مثل نزولنا، لا يعلم كيفيته إلا الله، فهو ينزل كما يشاء ولا يلزم من ذلك خلو العرش فهو نزول يليق بجلالته."
وكل أحاديث التنزل لم يقلها النبى(ص) ولا نطق بها لأنه تشبه الخالق بمخلوقيه فى وجودهم فى مكان وفى تجسدهم وهو ما يناقض قوله تعالى :
" ليس كمثله شىء"
وتحدث عن كون العرش على الماء فقال :
4 - عرش على الماء
ذكر القرآن الكريم بوضوح أن عرش الرب على الماء وذلك قبل خلق السموات والأرض ما فيهن:
- " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً " (هود - 7).
وفي الحديث الشريف نجد:
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن نَاساً مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ سألوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالوا: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: " كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ " - رواه البخاري.
فالآية والحديث إنما هما خبر عن بداية الخلق، وأن عرش الله عز وجل كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض ولا ينافي ذلك كون العرش لا يزال على الماء.
وفي حديث آخر: عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلأَى لا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الأخْرَى الْقَبْضُ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ " - رواه البخاري ومسلم."
بالطبع العرض ليس هنا كرسيا يجلس عليه وإنما العرش هو الكون الذى خلق من ماء كما قال تعالى" وجعلنا من الماء كل شىء حى"
فمعنى وكان عرشه على الماء وكان كونه سمواته وأرضه من الماء
وتحدث عن خلاف أحدثته الروايات الكاذبة بين الغرش والكرسى فقال :
5 - العرش و الكرسي
الكرسي جزء من العرش وهو موطئ القدمين بينما العرش أعظم منه بكثير، وقد ذكر في القرآن الكريم أن الكرسي وحده يضم كافة السماوات:
- " وسع كرسيه السموات والأرض " (البقرة - 255).
- وفي الحديث الشريف يقارن محمد (ص) بين الكرسي والعرش بقوله: " ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ".
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: " الكرسي موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره ". أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
- وقال الدارمي: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " ما بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وبين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله تعالى فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه ".
- و روى الأعمش عن خيثمة عنه: إن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة حتى إذا تيسر له نظر الله إليه من فوق سبع سماوات فيقول للملك: اصرفه عنه، قال: فيصرفه. قال ابن القيم: " إنه إذا كان سبحانه مبايناً للعالَم فإما أن يكون محيطا به أو لا يكون محيطا به، فإن كان محيطاً به لزِم علوّه عليه قطعاً ضرورة علو المحيط على المحاط به، ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض كانت عالية عليها، ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات كان عالياً عليها، ولما كان العرش محيطاً بالكرسي كان عالياً فما كان محيطاً بجميع ذلك كان عالياً عليه ضرورة ولا يستلزم ذلك محايثته لشيء مما هو محيط به ولا مماثلته ومشابهته له "."
والكرسى هو السموات والأرض وهو نفسه العرش لا خلاف بينهما فمعنى وسع شمل ملك الله السموات والأرض
وتحدث عن كون حملة العرش أربعة وثمانية فقال :
6 - حملة العرش
للعرش حملة يحملونه وهم 4 من ملائكة على خِلقة عظيمة.
حيث ذكر في القرآن الكريم: " الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم " (غافر - 7).
- وفي يوم القيامة يصبح عدد الملائكة الذين يحملون العرش ثمانية كما ورد في سورة الحاقة (الحاقة: أحد أسماء يوم القيامة):" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " (الحاقة - 17)
وإن كان حملة العرش ثمانية فهاك وصفًا لواحدٍ منهم، روى الطبراني في معجمه الأوسط بإسناد صححه الألباني عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أُذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش، رجلاه في الأرض السفلى (السابعة)، وعلى قرنه العرش وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام، يقول ذلك الملك: (سبحانك حيث كنت) ""
بالطبع لا ذكر فى القرآن لتلك الأربعة فالحملة كثيرون ولكن عددهم غير مذكور إلا فى القيامة
وتحدث عن حديث كاذب يقول باهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ فقال :
7 - اهتزاز العرش مع أنه لا يوجد القرآن الكريم أو في الأحاديث الشريفة ما يدل على أن عرش الرحمن يهتز لارتكاب شيء من المعاصي والذنوب كالزنا واللواط إلا أن أحد الأحاديث الشريفة أشار إلى إهتزاز العرش عند موت سعد بن معاذ (أحد الصحابة) بعد غزوة الأحزاب علي أثر جرح أصيب به، وسجلت كتب الأحاديث هذا الحدث الجلل عندما قال محمد (ص) للناس: " لقد إهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ "،
والخطأ حدوث معجزة إهتزاز العرش لموت سعد وحمل الملائكة له وهو ما يخالف أن الله منع الآيات المعجزات فى عهد النبى (ص)وبعده فقال "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ".
وكيف تحمله الملائكة فى الأرض وهى تخاف من النزول للأرض كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وحدثنا غزال عن حكاية مكذوبة فى كتب التراث عن العرش قثال :
قصة خلق العرش في التراث الإسلامي
ذكر في التراث الإسلامي أحاديث تروي قصة بدء الخلق، حيث كان الماء أول ما خلق الله قبل العرش، وقد أخرج أبو الشيخ من طريق أبي عصمة نوح ابن مريم - وهو كذاب بوضاع - عن مقاتل بن حيان عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً: " لما أراد الله عز وجل أن يخلق الماء خلق من النور ياقوتة خضراء غلظها كغلظ سبع سموات، وسبع أرضين وما فيهن وما بينهن، ثم دعاهما، فلما أن سمعت كلام الله ذابت فرقا حتى صارت ماء، فهو مرتعد من مخافة الله عز وجل إلى يوم القيامة وكذلك إذا نظرت عليه راكدا أو جاريا يرتعد، وكذلك يرتعد في الآبار من مخافة الله إلى يوم القيامة، ثم خلق الريح، فوضع الماء على الريح، ثم خلق العرش، فوضع العرش على الماء ".
الحديث الخطأ فيه خلق النور أولا وهو ما يخالف أن أى شىء خلق من الماء كمما قال تعالى " وجعلنا من الماء كل شىء حى"
وتحدث عن رؤية محمد(ص) العرش فقال :
هل رأى محمد العرش؟
لم يرد حديث يذكر بوضوح أن محمداً (ص) قد رأى العرش عندما عُرج به إلى السماوات العليا في رحلة الإسراء والمعراج فأقصى ما شاهده الجنة وإن لم يدخلها وكذلك البيت المعمور في السماء السابعة (بناء يطوف حوله الملائكة) وسدرة المنتهى (شجرة تمتد بين السماء السادسة والسابعة وأوراقها تشبه آذان الفيلة)...."
وقطعا لا يمكن لأحد معرفة لآيات التى رآها لأن الله لم يحددها فى قوله" لنريه من آياتنا الكبرى"
وتحدث عن أن ما نعلمه عن السماء هو السماء الدنيا فقال :
- ما نعلمه حالياً عن الكون وربما كان هو " السماء الدنيا " التي ذكرتها الكتب السماوية مع السماوات السبع الأخرى هو ما جمعته التلسكوبات الفضائية حيث يقدر حجمها لحد الآن بـ 350 بليون من المجرات وكل منها يوجد فيه البلايين من النجوم وأكثر من الأنظمة الكوكبية المحيطة بها والكويكبات التي لا حصر لها لأن الأرقام فلكية وأكثر بكثير ما يتصوره عقل، إضاقة إلى المادة المظلمة من الكون التي تشكل أكثر من 90% من مادته والتي لا نعلم عنها شيئاً.
وهذا يثير تساؤلاً: هل الثقوب السوداء في الكون هي بوابات إلى السماء الأولى؟"
والكلام الأخير لا علاقة له بموضوع الكتاب
صاحب الكتاب كمال غزال وهو يدور حول عرش الله وقد استهله بذكر معنى الكلمة ذاكرا الاختلاف فى معناها فقال :
"معنى العرش
العرش في التعريف اللغوي هو كرسي أو مقعد رسمي يجلس عليه الملك ليدير شؤون ولايته أو مملكته وقد يقتصر جلوسه عليه في مناسبات معينة من السنة أو في مراسم التتويج، فكيف إذا كانت المملكة تشمل جميع السماوات والأرض وسائر أرجاء الكون بمجراته وكواكبه التي لا تحصى فلا شك أن الملك هو الرب ويكون عرشه المكان الذي تصدر منه الأوامر لتنفذها الملائكة لإدارة شؤون العوالم ومخلوقاتها قد يكون للعرش معنى مجرد يشير إلى الملكية أو التاج ذاته، وقد تستخدم كلمة عرش أيضاً كناية عن السلطة المهيمنة. وتشير كلمة "ثرونوس " الإغريقية إلى العرش حيث تعني الكرسي أو المقعد وقد تعني أيضاً " القطب التي تبذل من أجله الأضاحي " في جذرها السنسكريتي، وقد استخدمها قدماء الإغريق كمصطلح يعني "دعم السماوات"."
قطعا كلمة العرش فى كتاب الله لا تقتصر معانيها على المعنى المعروف الذى ذكره غزال وإنما تعنى معانى عدة فهى تعنى البناء كما فى قوله تعالى عن النخل " ومما يعرشون" كما تعنى المكان المتواجد به البشر كما قال "وهو الذى أنشأ جنات معروشات وغير معروشات" كما تعنى الكرسى كما فى قوله تعالى " نكروا لها عرشها " كما تعنى المكان المقدس فى السماء كما فى قوله تعالى " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" وهو مقابل الكعبة فى الأرض كما تعنى الكون ككل كما فى قوله " وكان عرشه على الماء" والمراد وكان كونه من الماء كما قال " وجعلنا من الماء كل شىء حى"
وتحدث عن العروش فى الديانات الوثنية القديمة حيث كان يقام كرسى عالى مذهب أو ثمين فقال :
"عروش الآلهة
في الشرق الأدنى القديم على وجه الخصوص كانت الملوك والآلهة دائماً تصور في المنحوتات وهي جالسة على عروشها، كما في منحوتات الفراعنة حيث اعتبر الملك الفرعوني هو الإله في بعض الفترات التاريخية.
وفي المعتقدات الإغريقية كان يشار دائماً إلى عرش يجلس عليه (زيوس) كبير الآلهة في جبل الأولمب وبعرف باسم "عرش زيوس"
وقد عرف عن شعب الأخائيين (من الشعب الإغريقي) أنهم كانوا يضعون عروشاً فارغة في قصورهم الملكية وفي معابدهم لكي تجلس عليها الآلهة إن رغبت بذلك وكان من أشهرها عرش أبوللو في مدينة أميكلائي.
كذلك كان للرومان نوعان من العروش الأولى هو عروش مخصصة للإمبراطور والثانية مخصصة للألهة (روما) التي كانوا يجلسون أصنامها على هذه العروش لتكون محور أو مركز العبادة. علماً أن روما هي آلهة أنثى تجسد مدينة روما في معتقدات الرومان."
وهذه العروش كانت رمز الملك حيث لا يجلس عليها إلآ الملك وهو الحاكم وقطعا ليس هو إلها كالعنوان الخاطىء عروش الآلهة
وتحدث عن العروش فى الرسالات السماوية التى أسماها الأديان خطأ فقال :
"في الديانات السماوية
تتفق الديانات السماوية وخاصة الإبراهيمية منها كاليهودية و المسيحية والإسلامية على وجود عرش سماوي لله يجسد الهيمنة المطلقة على كل السماوات والأرض ومن فيهما من مخلوقات وهو بمثابة مركز تصدر منه الأوامر الإلهية."
حديث غزال هنا عن العرش فى الرسالات المحرفة وأولها اليهودية وفيها قال :
المعتقد اليهودي
ذكر التوارة أن للرب عرش في عدة مواضع حيث بدأ التوارة بآيات تنص على أن روح الله على الماء، وهذا قد يعني أن العرش على الماء.
- " 1 في البدء خلق الله السماوات والأرض 2 وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه " (سفر التكوين - 1)
كان مفهوم الدين اليهودي لعرش الرب يرتكز بشكل أساسي على رؤى 4 أنبياء من بني إسرائيل كانت قد ذكرت في العهد القديم من الكتاب المقدس وهم ميخا وأشعيا وحزقيال ودانيال. ويقال أن العرش يقع فوق السماء السابعة التي تدعى أرابوث Araboth.
كما ذكر في سفر الخروج أن النبي موسى ومعه عدد من القوم رأوا موطئ قدم الرب وأنه يشبه العقيق الأزرق الشفاف كما يأتي:
" 9 ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، 10 وَرَأَوْا إِلهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ، وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ " (سفر الخروج 24)
ومنذ بداية البشرية اعتبر العقيق الأزرق من الاحجار الكريمة وقد أشارت النصوص المقدسة باستمرارعلى وجوده حول العرش، كذلك كان الكهنة من قبائل اليهود يرتدونه في ملابسهم على صدورهم وكانت تحتوي الحجارة على أسماء ميخا و اشعيا وحزقيال ودانيال الذين تحدثوا عن العرش رغم أن فلاسفة مثل ساغون وابن ميمون فسروا تلك الرؤة على أنها " أمور رمزية " فقط.
- جرى ذكر العرش السماوي أيضاً في 3 مواضع من مخطوطات البحر الميت فكان لاحقاً موضوعاً ملهماً لدراسات حركات التصوف اليهودية الاولى (ميركافا).
1 - رؤيا ميخا بن يملة
كانت رؤيا ميخا أول رؤية مفصلة لحجرة عرش الرب السماوية في اليهودية وتعتبر تلك الحجرة بمثابة المحكمة الإلهية، ونجد في سفر الملوك:
" 19 وقال فاسمع اذا كلام الرب قد رايت الرب جالسا على كرسيه وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره " (سفر الملوك 1 - 22).
2 - رؤيا أشعيا بن أموص في رؤيا أشعيا نجد ذكراً لكرسي عال ووصف دقيق للملائكة التي تحمل العرش أو التي كانت بجواره، وهي طبقة أو صنف من تدعى السرافيم وكلمة سيرافيم كلمة عبرية معناها " محرقة أو متقدة بالنار "، وعمل السيرافيم هو تسبيح الله، فيقولون على الدوام " قدوس قدوس قدوس "، ولم يذكر في الكتاب المقدس أن أحداً من صنف السيرافيم قد سقط من السماء على عكس صنف الكروبيم الذي سقط منه إبليس.
حيث ورد في سفر أشعيا:
" 1 في سنة وفاة عزيا الملك رايت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع واذياله تملا الهيكل. 2 السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة اجنحة باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير 3 وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الارض 4 فاهتزت اساسات العتب من صوت الصارخ وامتلا البيت دخانا 5 فقلت ويل لي اني هلكت لاني انسان نجس الشفتين وانا ساكن بين شعب نجس الشفتين لان عيني قد راتا الملك رب الجنود". (سفر إشعيا - 6).
3 - رؤيا حزقيال
كان حزقيال أحد أنبياء بني إسرائيل وفق المعتقد اليهودي، وقد جاءته رؤاه مفصلة عن عرش يبدو أنه متحرك ويسير على ما يشبه عجلات من النور أو النار، وقد قدم وصفاً لـ 4 من الملائكة التي تسير بها، حيث وصف أن لكل منها 4 وجوه و4 أجنحة، ومن ثم سمع الرب يكلمه ليسند له مهمة هداية قوم عصوه، كما في النص التالي: " 4 فنظرت واذا بريح عاصفة جاءت من الشمال. سحابة عظيمة ونار متواصلة وحولها لمعان ومن وسطها كمنظر النحاس اللامع من وسط النار. 5 ومن وسطها شبه اربعة حيوانات وهذا منظرها لها شبه انسان. 6 ولكل واحد اربع اوجه ولكل واحد اربعة اجنحة. 7 وارجلها ارجل قائمة واقدام ارجلها كقدم رجل العجل وبارقة كمنظر النحاس المصقول. 8 وايدي انسان تحت اجنحتها على جوانبها الاربعة. ووجوهها واجنحتها لجوانبها الاربعة. 9 واجنحتها متصلة الواحد باخيه. لم تدر عند سيرها. كل واحد يسير الى جهة وجهه. 10 اما شبه وجوهها فوجه انسان ووجه اسد لليمين لاربعتها ووجه ثور من الشمال لاربعتها ووجه نسر لاربعتها. 11 فهذه اوجهها. اما اجنحتها فمبسوطة من فوق. لكل واحد اثنان متصلان احدهما باخيه واثنان يغطيان اجسامها. 12 وكل واحد كان يسير الى جهة وجهه. الى حيث تكون الروح لتسير تسير. لم تدر عند سيرها. 13 اما شبه الحيوانات فمنظرها كجمر نار متقدة كمنظر مصابيح هي سالكة بين الحيوانات. وللنار لمعان ومن النار كان يخرج برق 14 الحيوانات راكضة وراجعة كمنظر البرق. 15 فنظرت الحيوانات واذا بكرة واحدة على الارض بجانب الحيوانات باوجهها الاربعة. 16 منظر البكرات وصنعتها كمنظر الزبرجد. وللاربع شكل واحد ومنظرها وصنعتها كانها كانت بكرة وسط بكرة. 17 لما سارت سارت على جوانبها الاربعة. لم تدر عند سيرها. 18 اما اطرها فعالية ومخيفة. واطرها ملانة عيونا حواليها للاربع. 19 فاذا سارت الحيوانات سارت البكرات بجانبها واذا ارتفعت الحيوانات عن الارض ارتفعت البكرات. 20 الى حيث تكون الروح لتسير يسيرون الى حيث الروح لتسير والبكرات ترتفع معها. لان روح الحيوانات كانت في البكرات. 21 فاذا سارت تلك سارت هذه واذا وقفت تلك وقفت. واذا ارتفعت تلك عن الارض ارتفعت البكرات معها لان روح الحيوانات كانت في البكرات. 22 وعلى رؤوس الحيوانات شبه مقبب كمنظر البلور الهائل منتشرا على رؤوسها من فوق. 23 وتحت المقبب اجنحتها مستقيمة الواحد نحو اخيه. لكل واحد اثنان يغطيان من هنا ولكل واحد اثنان يغطيان من هناك اجسامها. 24 فلما سارت سمعت صوت اجنحتها كخرير مياه كثيرة كصوت القدير صوت ضجة كصوت جيش. ولما وقفت ارخت اجنحتها. 25 فكان صوت من فوق المقبب الذي على رؤوسها. اذا وقفت ارخت اجنحتها. 26 وفوق المقبب الذي على رؤوسها شبه عرش كمنظر حجر العقيق الازرق وعلى شبه العرش شبه كمنظر انسان عليه من فوق. 27 ورايت مثل منظر النحاس اللامع كمنظر نار داخله من حوله من منظر حقويه الى فوق ومن منظر حقويه الى تحت رايت مثل منظر نار ولها لمعان من حولها 28 كمنظر القوس التي في السحاب يوم مطر هكذا منظر اللمعان من حوله. هذا منظر شبه مجد الرب. ولما رايته خررت على وجهي. وسمعت صوت متكلم " (سفر حزقيال - 1)
" 1 فقال لي يا ابن ادم قم على قدميك فاتكلم معك. 2 فدخل في روح لما تكلم معي واقامني على قدمي فسمعت المتكلم معي. 3 وقال لي يا ابن ادم انا مرسلك الى بني اسرائيل الى امة متمردة قد تمردت علي. هم واباؤهم عصوا علي الى ذات هذا اليوم" (سفر حزقيال - الإصحاح 2).
- من الجدير بالذكر أن عدداً من النظريات تعتبر رؤى حزقيال دليلاً قديماً على ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو) وعلى المخلوقات الفضائية التي كانت تعبد، وهذا المفهوم ساعد في قيام حركات دينية في العصر الحديث مثل الرائيلية و جماعة مشروع البوابة وبعض أفكار السيتنولوجيا وهي تقوم على فكرة أن الجنس البشري صنيعة تجارب مخبرية أجرتها مخلوقات تعيش في كواكب بعيدة من الفضاء الخارجي.
4 - رؤيا دانيال
لم تختلف رؤيا النبي دانيال عن رؤيا حزقيال بشأن العرش المتحرك على عجلات نيرانية، لكن كانت هناك عروش مجاورة لعرش الرب في رؤيته: " 9 كنت ارى انه وضعت عروش وجلس القديم الايام. لباسه ابيض كالثلج وشعر راسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة " (حزقيال - 7)
مركبة عرش الرب
ذكرت كلمة (ميركابا) العبرية 44 مرة في العهد القديم من الكتاب المقدس ويرتبط مفهومها برؤيا حزقيال على الرغم أنها ليست مذكورة فيه كما تقدم، وهي كلمة تشير إلى مركبة عرش الرب التي تسير على 4 عجلات كما في السيارة.
تتكون المركبة من 4 من الملائكة التي تصنف في رتبة السيرافيم (المتقدة بالنور والأقرب للرب) بحيث يمكنها جرها إلى الجهات الأربع ويقود الملائكة " شبه الإنسان" الذي يجلس على عرش من الياقوت.
لكل ملاك منها 4 أجنحة و 4 وجوه هي لنسر وثور و إنسان وأسد، ويوجد في الجانب الشرقي من المركبة شبه الإنسان- والذي يقوم بدفع العربة ويجلس على عرش من الياقوت.
تلتقي أجنحة الملائكة مع ملائكة الطرف المقابل لتشكل مربعاً من الاجنحة يحيط بالمركبة وبالنسبة لعجلات المركبة فهي أقدام الملائكة وهي لا تقع تحت العربة إنما بمحيطها.
تشبه تلك الملائكة ومضات ونازلة ومستمرة من النار وهي وقود لحركة المركبة وهي الأعلى رتبة بين الملائكة لأنها الأقرب من الرب حيث تدعى السيرافيم ثم يليها صنف يدعى شاروبيم ويليه في الرتبة أورفانيم، تبقى المركبة في حالة مستمرة من الحركة والطاقة وراء تلك الحركة تستمد من التراتب الهرمي للملائكة، فحركة الأورفانيم متحكم بها من الشاروبيم وحركة الشاروبيم متحكم بها من السيارفيم. وجميع حركات الملائكة في المركبة يتحكم بها " الذي يشبه الإنسان " على العرش. - درس طلاب حركات التصوف ومنها حركة (ماسائي ميركافا) الاولى في تاريخ التصوف اليهودي ولاحقاً طلاب الـ كابالا هذه المقاطع من سفر حزيقال فبحثوا فيها عن المعاني الباطنية وأسرار الخلق وذلك في الفترة الهلنسية المتأخرة مما شجعهم على استنباط معان استعارية للآيات وذلك بعد تدمير الهيكل الثاني في عام 70 للميلاد.
- لكن أغلب الدراسين للدين عارضوا الشروع في مثل هذه الدراسات لأنه قد يساء فهم التصور مما يؤدي إلى الوقوع في الكفر أو الأفكار الوثنية. ويقولون أنه يجب عدم أخذ كلمة "مركبة " الواردة في النص الديني بمعناها الحرفي بما فيها أوصاف الملائكة وبدلاً من ذلك أن ينظر إليها كقياس أو تبسيط لأن الله لديه وسائل عديدة لإظهار نفسه في هذا الكون وهذه الأوصاف مجرد تشبيه إستعاري.
- تنظر الفلسفة الهاسادية والكابالا إلى ما يمثله كل عنصر وارد في وصف المركبة ولكن في نفس الوقت لا تقول أن الرب مكون من هذه العناصر بالمعنى الحرفي، ويتلو اليهود عادة هذه المقاطع من رؤيا حزقيال في كل عيد شفوعيت وهي ذكرى في السنة العبرية (شهر سيفان) يحتفل فيها اليهود باليوم الذي سلم فيه الرب أسفار التوارة إلى موسى ليهدي قومه من بني إسرائيل.
- ونظراً لكثرة الإعتراض التلمودي على دراسة مركبة العرش في رؤيا حزقيال فقد اقتصرت على أكثر الحكماء حنكة."
وكل هذا الكلام هو نتاج النفسية اليهودية التى تريد إله متجسد" اجعل لنا إلها كما لهم آلهة" ومن ثم تلك الأوصاف هى أوصاف كرسى عرش ملك بشرى وكذلك الكلام عن المركبة
ثم تحدث عن العرش فى المعتقد النصرانى فقال :
"المعتقد المسيحي
تحدث العهد الجديد من الكتاب المقدس عن عرش الرب بأشكال متعددة حيث نظر إلى السماء على أنها هي عرش الرب وكذلك تحدث عن عرش داوود و عرش المجد وعرش النعمة و غيرها، وفي إنجيل متى نجد:
" 22 ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه " (متى - إصحاح 23)
- ويتفق المفهوم المسيحي عن عرش الرب مع المفهوم اليهودي في كون السماء هي عرش الرب ولكن تمت إضافة مقعد ثانوي إلى يمين العرش ليجلس عليه المسيح، كما ذكر في "رسالة العبرانيين" من العهد الجديد: " 2 ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله " (الرسالة إلى العبرانيين - 12).
- تنص رؤيا يوحنا على وجود 7 أرواح للرب أمام العرش وكان يتمنى من قرائه أن تحل البركة والمجد من تلك الأرواح على 7 كنائس موجودة في آسيا وكذلك من المسيح في السماء.
يقول يوحنا أن أمام العرش ما يبدو كأنه بحر من الزجاج النقي كالكريستال وبجانب العرش يوجد الاسد و النسر الطائر و الثور و الإنسان ولكل منهم 6 اجنحة وهم مغطون بالعيون وكانوا يرددون: " قدوس .. قدوس .. قدوس، هو الله الرب القادر، هو ما كان وهو لا يزال وما سيكون " وويخرج من العرش برق و رعد وأصوات، ونجد في رؤيا يوحنا: " 1 بعد هذا نظرت واذا باب مفتوح في السماء والصوت الاول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلا اصعد الى هنا فاريك ما لا بد ان يصير بعد هذا. 2 وللوقت صرت في الروح واذا عرش موضوع في السماء وعلى العرش جالس. 3 وكان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب والعقيق وقوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد. 4 وحول العرش اربعة وعشرون عرشا. ورايت على العروش اربعة وعشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض وعلى رؤوسهم اكاليل من ذهب.5 ومن العرش يخرج بروق ورعود واصوات. وامام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة ارواح الله. 6 وقدام العرش بحر زجاج شبه البلور. وفي وسط العرش وحول العرش اربعة حيوانات مملوءة عيونا من قدام ومن وراء. 7 والحيوان الاول شبه اسد والحيوان الثاني شبه عجل والحيوان الثالث له وجه مثل وجه انسان والحيوان الرابع شبه نسر طائر. 8 والاربعة الحيوانات لكل واحد منها ستة اجنحة حولها ومن داخل مملوءة عيونا ولا تزال نهارا وليلا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الاله القادر على كل شيء الذي كان والكائن والذي ياتي. 9 وحينما تعطي الحيوانات مجدا وكرامة وشكرا للجالس على العرش الحي الى ابد الابدين 10 يخر الاربعة والعشرون شيخا قدام الجالس على العرش ويسجدون للحي الى ابد الابدين ويطرحون اكاليلهم امام العرش قائلين 11 انت مستحق ايها الرب ان تاخذ المجد والكرامة والقدرة لانك انت خلقت كل الاشياء وهي بارادتك كائنة وخلقت " (رؤيا يوحنا اللاهوتي - إصحاح 4)
المفهوم المسيحي لمركبة عرش الرب في المعتقد المسيحي ترمز الكائنات الإنسان والأسد والثور والنسر التي وردت في وصف ملائكة مركبة العرش إلى كتبة الأناجيل الأربعة التي تؤلف نصوص العهد الجديد من الكتاب المقدس وهم متى ومرقس ويوحنا ولوقا حيث كثيراً ما تشاهد في الكنائس زخرفات لتلك الكائنات و تدعى هذه الكائنات Zoe زوئي أو (تيترامورف) وتحيط عادة بعرش الرب في السماء مع 24 شيخاً كبيراً في السن و7 أرواح للرب وفقاً لرؤيا يوحنا."
قطعا المعتقد النصرانى الذى ذكره غزال مأخوذ أيضا من نفسية متعلقة بالتجسد البشرى للإله فى يسوع ومن ثم نجد أوصافها كأوصاف كراسى الملوك الجبابرة وكذلك الأمر فى المركبة وتلك الأوصاف فى المعتقدين تخالف المعتقد الإسلامى الذى يقول بعدم وجود المركبة وأن الكرسى محمول من بعض الملائكة ومحاط ببعض الملائكة كما قال تعالى :
"وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم"
وقال :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم"
وتحدث عن المعتقد الإسلامى فقال :
المعتقد الإسلامي
ذكر القرآن الكريم كلمة العرش 22 مرة في السور المكية المتأخرة والمدنية حيث يعتبر أعظم مخلوق وسقف لجميع المخلوقات ويمتد على كافة السماوات والأرض وله قوائم كقوائم السرير ويحمله 4 من أعظم الملائكة ويقع على الماء.
1 - أعظم المخلوقات
نجد في القرآن الكريم صفات العظمة والمجد لدى ذكر العرش وهذا يجعله منه أعظم المخلوقات كما في الآيات التالية:
- " فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم " (المؤمنون - 116)
- " وهو رب العرش العظيم " (التوبة - 129)
- " ذو العرش المجيد " (البروج - 15)
وقال القرطبي:" خصَّ العرش لأنه أعظم المخلوقات فيدخل فيه ما دونه "، وقال ابن كثير في تفسير " وهو رب العرش العظيم "، أي أنه مالك كل شيء وخالقه؛ لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش مقهورين بقدرة الله تعالى، وعلمه محيط بكل شيء، وقدره نافذ في كل شيء، وهو على كل شيء وكيل.
- والعرش هو سقف الجنة التي تقع فوق السماء السابعة وهو مكان مشرف عند الله.
- كذلك تقوم ملائكة (لا يعلم عددهم) بتسبيح الله من حول العرش كما في الآية التالية وهذا أيضأً دليل على عظمة العرش:
- " وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ " (الزمر - 75)"
وما قاله غزال عن عن العرش أعظم المخلوقات وأنه سقف الجنة وسقف المخلوقات كلام ليس عليه دليل من القرآن فالعرش فى الآيات التى ذكرها يعنى الكون ككل وهو السموات والأرض كما قال مفسرا فى الآية التالية:
"سبحان رب السموات والأرض رب العرش"
وتحدث عن الاستواء على العرش فقال :
2 - الإستواء على العرش
ذكر القرآن الكريم أن للرب عرش يستوي عليه: " الرحمن على العرش استوى " (طه - 5)
لكن العديد من مفسري القرآن الكريم حذروا من إساءة فهم طبيعة الإستواء أو الجلوس على العرش فأرجعوه إلى معنى استعاري ويقصد منه الهيمنة والقهر أو الإستيلاء وليس الجلوس بالمعنى الحرفي أو كما في جلوس الملوك من البشر، إلى درجة أن بعض المفسرين كانوا يلقون تهمة الكفر على كل من يعتقد بفكرة الجلوس.
ففي لُغَةِ العَرَبِ يُقالُ:" استَوى فُلانٌ على المَمَالِكِ " إذا احتَوَى على مَقَالِيدِ المُلكِ واستَعلى على الرقَابِ.
ويكون معنى قَهرِ الله للعرشِ الذي هو أعظمُ المخلوقاتِ أن العرشَ تحت تصرُّف الله هو خلقَهُ وهو يحفظهُ، يحفظُ عليهِ وجودهُ ولولا حفظُ الله تعالى له لهَوى إلى الأسفلِ فتحطَّمَ، فالله تعالى هو أوجدَهُ ثم هو حفظهُ وأبقاهُ، هذا معنى قَهَرَ العرشَ، هو سبحانَهُ قاهرُ العالم كلّه، هذه الشّمسُ والقمرُ والنّجومُ لولا أن الله يحفظُها على هذا النّظامِ الذي هي قائمةٌ عليه لكانت تهاوَت وحطَّم بعضُها بعضًا واختلَّ نظامُ العالمِ.
- ويذهب معظم العلماء إلى الفكرة التالية بخصوص الله والمكان الذي فيه:
- الله تبارك وتعالى موجود بلا مكان فلا يجوز أن يعتقد أن الله تعالى موجود في مكان أو في كل الأمكنة أو أنه موجود في السماء بذاتها أو جالس على العرش أو حال في الفضاء، تعالى الله وتنزه عن ذلك، لقوله تعالى: " ليس كمثله شىء وهو السميع البصير " - (الشورى - 11).
وقد قيل أن الإمام علي قال: " كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان "، ويقول أيضاً: " إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته ولم يتخذه مكان لذاته "."
اختلاف المفسرين فى الاستواء يعود إلى رجوعهم لكتب اللغة فالاستواء على العرش يعنى الوحى إلى الكون ولذا قال "ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها "
فالاستواء هو القول وهو الوحى فقد استوى إلى السماء أى قال للسماء وألرض ائتيا طوعا أو كرها
ومن ثم لا مجال للخلاف فى أن العرش هو السموات والأرض فى آيات الاستواء
وحدثنا عن أكذوبة يعتقدها الناس وهى تجسد الله ونزوله فى المكان تعالى عن ذلك فقال :
3 - التنزل من العرش
ذكرت الأحاديث الشريفة أن الله يتنزل عن العرش الى السماء الدنيا ليسأل المسلمين عن حاجة أو دعاء حيث ورد ذلك في أحد الأحاديث القدسية: حيث يقول محمد (ص): " ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: " من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر " - (متفق على صحته).
فلذلك يحب المسلمون صلاة آخر الليل على أوله، وفي رواية لمسلم: " إن الله عز وجل يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ "، حتى ينفجر الفجر.
وقد بين العلماء أنه نزول يليق بالله وليس مثل نزولنا، لا يعلم كيفيته إلا الله، فهو ينزل كما يشاء ولا يلزم من ذلك خلو العرش فهو نزول يليق بجلالته."
وكل أحاديث التنزل لم يقلها النبى(ص) ولا نطق بها لأنه تشبه الخالق بمخلوقيه فى وجودهم فى مكان وفى تجسدهم وهو ما يناقض قوله تعالى :
" ليس كمثله شىء"
وتحدث عن كون العرش على الماء فقال :
4 - عرش على الماء
ذكر القرآن الكريم بوضوح أن عرش الرب على الماء وذلك قبل خلق السموات والأرض ما فيهن:
- " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً " (هود - 7).
وفي الحديث الشريف نجد:
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أن نَاساً مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ سألوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالوا: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: " كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ " - رواه البخاري.
فالآية والحديث إنما هما خبر عن بداية الخلق، وأن عرش الله عز وجل كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض ولا ينافي ذلك كون العرش لا يزال على الماء.
وفي حديث آخر: عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلأَى لا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الأخْرَى الْقَبْضُ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ " - رواه البخاري ومسلم."
بالطبع العرض ليس هنا كرسيا يجلس عليه وإنما العرش هو الكون الذى خلق من ماء كما قال تعالى" وجعلنا من الماء كل شىء حى"
فمعنى وكان عرشه على الماء وكان كونه سمواته وأرضه من الماء
وتحدث عن خلاف أحدثته الروايات الكاذبة بين الغرش والكرسى فقال :
5 - العرش و الكرسي
الكرسي جزء من العرش وهو موطئ القدمين بينما العرش أعظم منه بكثير، وقد ذكر في القرآن الكريم أن الكرسي وحده يضم كافة السماوات:
- " وسع كرسيه السموات والأرض " (البقرة - 255).
- وفي الحديث الشريف يقارن محمد (ص) بين الكرسي والعرش بقوله: " ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ".
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: " الكرسي موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره ". أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
- وقال الدارمي: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " ما بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وبين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله تعالى فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه ".
- و روى الأعمش عن خيثمة عنه: إن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة حتى إذا تيسر له نظر الله إليه من فوق سبع سماوات فيقول للملك: اصرفه عنه، قال: فيصرفه. قال ابن القيم: " إنه إذا كان سبحانه مبايناً للعالَم فإما أن يكون محيطا به أو لا يكون محيطا به، فإن كان محيطاً به لزِم علوّه عليه قطعاً ضرورة علو المحيط على المحاط به، ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض كانت عالية عليها، ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات كان عالياً عليها، ولما كان العرش محيطاً بالكرسي كان عالياً فما كان محيطاً بجميع ذلك كان عالياً عليه ضرورة ولا يستلزم ذلك محايثته لشيء مما هو محيط به ولا مماثلته ومشابهته له "."
والكرسى هو السموات والأرض وهو نفسه العرش لا خلاف بينهما فمعنى وسع شمل ملك الله السموات والأرض
وتحدث عن كون حملة العرش أربعة وثمانية فقال :
6 - حملة العرش
للعرش حملة يحملونه وهم 4 من ملائكة على خِلقة عظيمة.
حيث ذكر في القرآن الكريم: " الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم " (غافر - 7).
- وفي يوم القيامة يصبح عدد الملائكة الذين يحملون العرش ثمانية كما ورد في سورة الحاقة (الحاقة: أحد أسماء يوم القيامة):" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " (الحاقة - 17)
وإن كان حملة العرش ثمانية فهاك وصفًا لواحدٍ منهم، روى الطبراني في معجمه الأوسط بإسناد صححه الألباني عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أُذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش، رجلاه في الأرض السفلى (السابعة)، وعلى قرنه العرش وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام، يقول ذلك الملك: (سبحانك حيث كنت) ""
بالطبع لا ذكر فى القرآن لتلك الأربعة فالحملة كثيرون ولكن عددهم غير مذكور إلا فى القيامة
وتحدث عن حديث كاذب يقول باهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ فقال :
7 - اهتزاز العرش مع أنه لا يوجد القرآن الكريم أو في الأحاديث الشريفة ما يدل على أن عرش الرحمن يهتز لارتكاب شيء من المعاصي والذنوب كالزنا واللواط إلا أن أحد الأحاديث الشريفة أشار إلى إهتزاز العرش عند موت سعد بن معاذ (أحد الصحابة) بعد غزوة الأحزاب علي أثر جرح أصيب به، وسجلت كتب الأحاديث هذا الحدث الجلل عندما قال محمد (ص) للناس: " لقد إهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ "،
والخطأ حدوث معجزة إهتزاز العرش لموت سعد وحمل الملائكة له وهو ما يخالف أن الله منع الآيات المعجزات فى عهد النبى (ص)وبعده فقال "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ".
وكيف تحمله الملائكة فى الأرض وهى تخاف من النزول للأرض كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وحدثنا غزال عن حكاية مكذوبة فى كتب التراث عن العرش قثال :
قصة خلق العرش في التراث الإسلامي
ذكر في التراث الإسلامي أحاديث تروي قصة بدء الخلق، حيث كان الماء أول ما خلق الله قبل العرش، وقد أخرج أبو الشيخ من طريق أبي عصمة نوح ابن مريم - وهو كذاب بوضاع - عن مقاتل بن حيان عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً: " لما أراد الله عز وجل أن يخلق الماء خلق من النور ياقوتة خضراء غلظها كغلظ سبع سموات، وسبع أرضين وما فيهن وما بينهن، ثم دعاهما، فلما أن سمعت كلام الله ذابت فرقا حتى صارت ماء، فهو مرتعد من مخافة الله عز وجل إلى يوم القيامة وكذلك إذا نظرت عليه راكدا أو جاريا يرتعد، وكذلك يرتعد في الآبار من مخافة الله إلى يوم القيامة، ثم خلق الريح، فوضع الماء على الريح، ثم خلق العرش، فوضع العرش على الماء ".
الحديث الخطأ فيه خلق النور أولا وهو ما يخالف أن أى شىء خلق من الماء كمما قال تعالى " وجعلنا من الماء كل شىء حى"
وتحدث عن رؤية محمد(ص) العرش فقال :
هل رأى محمد العرش؟
لم يرد حديث يذكر بوضوح أن محمداً (ص) قد رأى العرش عندما عُرج به إلى السماوات العليا في رحلة الإسراء والمعراج فأقصى ما شاهده الجنة وإن لم يدخلها وكذلك البيت المعمور في السماء السابعة (بناء يطوف حوله الملائكة) وسدرة المنتهى (شجرة تمتد بين السماء السادسة والسابعة وأوراقها تشبه آذان الفيلة)...."
وقطعا لا يمكن لأحد معرفة لآيات التى رآها لأن الله لم يحددها فى قوله" لنريه من آياتنا الكبرى"
وتحدث عن أن ما نعلمه عن السماء هو السماء الدنيا فقال :
- ما نعلمه حالياً عن الكون وربما كان هو " السماء الدنيا " التي ذكرتها الكتب السماوية مع السماوات السبع الأخرى هو ما جمعته التلسكوبات الفضائية حيث يقدر حجمها لحد الآن بـ 350 بليون من المجرات وكل منها يوجد فيه البلايين من النجوم وأكثر من الأنظمة الكوكبية المحيطة بها والكويكبات التي لا حصر لها لأن الأرقام فلكية وأكثر بكثير ما يتصوره عقل، إضاقة إلى المادة المظلمة من الكون التي تشكل أكثر من 90% من مادته والتي لا نعلم عنها شيئاً.
وهذا يثير تساؤلاً: هل الثقوب السوداء في الكون هي بوابات إلى السماء الأولى؟"
والكلام الأخير لا علاقة له بموضوع الكتاب
رضا البطاوى- عضو ممتاز
-
عدد الرسائل : 3616
العمر : 56
العمل : معلم
تاريخ التسجيل : 18/07/2011
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب صفات الرب جل وعلا
» قراءة في كتاب المسترجلة
» قراءة فى كتاب الرشوة2
» قراءة فى كتاب صحف إبراهيم (ص)
» قراءة فى كتاب علم نفس الغرائب
» قراءة في كتاب المسترجلة
» قراءة فى كتاب الرشوة2
» قراءة فى كتاب صحف إبراهيم (ص)
» قراءة فى كتاب علم نفس الغرائب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى