قراءة فى كتاب مجالس الأفراح
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتاب مجالس الأفراح
قراءة فى كتاب مجالس الأفراح
الكتاب من إعداد مركز نون للتأليف والترجمة وهو يدور عن أحكام الأفراح فى الإسلام وقد تحدث عن إباحة الله الأفراح بشروط فقال :
"جاء الإسلام ليرسم البسمة على شفاه الناس، ويحقق لهم السعادة الحقيقية الدائمة، لا الزائفة المؤقتة، وقد شرع الإسلام الفرح، بل حث على إدخال السرور على قلوب المؤمنين وجعل له أجرا جزيلا عند الله تعالى، وقد جاء في الرواية عن الصادق أنه سأل أحد أصحابه: "كيف مداعبة بعضكم بعضا؟ قلت: قليل، قال :هلا تفعلوا! فإن المداعبة من حسن الخلق وإنك لتدخل بها السرور على أخيك ولقد كان رسول (ص) يداعب الرجل يريد أن يسره".
وفي رواية أخرى عنه :"من سر مؤمنا فقد سرني، ومن سرني فقد سر رسول الله (ص)ومن سر رسول (ص) فقد سر الله، ومن سر الله أدخله الجنة"."
والأحاديث لا تصح فالأول يبيح المداعبة دون تحديد والمفروض أن منها مباح ومنها محرم كالمقالب التى يعملها البعض ومن الممكن أن تؤدى إلى الاغماء أو الصرع أو الموت وحتى بعض المداعبة الكلامية ككلمة بخ من الخلف قد تؤدى إلى مصيبة والثانى الخطأ فيه سرور الله فالله لا يسر لكونه لا يشبه الخلق كما قال تعالى :
" ليس كمثله شىء"
وأما ادخال السرور فنقل الحديث التالى:
"وعن الباقر قال: في ما ناجى الله موسى أن قال: "إن لي عبادا أبيحهم جنتي وأحكمهم فيها، قال موسى (ص):
من هؤلاء الذين أبحتهم جنتك وتحكمهم فيها؟ قال: من أدخل على مؤمن سرور"
والرواية لا تصح فالله لا يحكم أحد فى جنته حتى ولو كان مسلم وإنما يجعل الملائكة تجيب طلباتهم وهو ما تشتهيه الأنفس
ومما لاشك فيه أن إفراح المسلمين وإدخال السرور عليهم بالطرق المباحة مطلوب
وفى الفصل الأول تعرض لمجالس الأفراح بالتعريف فقال :
"الفصل الأول:شكل المجلس:
الضوابط الشرعية لشكل المجلس:
من أهم الضوابط التي لا بد أن تراعى في شكل مجالس الفرح:
1 - خصوصية المكان:
قد تكون للمكان خصوصيته التي تجعل الاستفادة منه في الأفراح محرمة، خصوصا إذا كان مشهورا ومعروفا بكونه مكانا للمجون والفسق والتهتك، يقول الخامنئي:
"وقد تكون لشخصية العازف أو للكلام المصحوب بالألحان أو للمكان أو لسائر الظروف الأخرى مدخلية في اندراج الموسيقى تحت الموسيقى المطربة اللهوية المحرمة أو تحت عنوان الحرام الآخر، كما إذا صارت لأجل تلك الأمور مؤدية إلى ترتب مفسدة"
فينبغي أن تكون أجواء المكان بعيدة عن الاستدراج للمعاصي، وتساعد في المحافظة على الضوابط الشرعية."
فى دولة المسلمين المفروض هو ألا توجد أماكن مجون وفساد لأن حد الحرابة هو عقاب من يقيم أو يدير أو بعمل فى تلك الأماكن وأما فى المجتمعات الحالية حيث لا حكم للإسلام فعلى المسلم اختيار مكان بعيد عن الخمارات والحانات والمراقص وأماكن الدعارة
وتحدث عن الاختلاط فقال:
"2 - اجتناب الاختلاط:
إن الاختلاط بشكل عام، هو أرض خصبة للوقوع في الكثير من الانحرافات السلوكية والنفسية، والتي قد تستدرج الإنسان على هذين المستويين (السلوكي والنفسي) لمرحلة يجد نفسه في لحظة ما قد فقد كل الدفاعات النفسية التي تحصنه من وسوسات الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.
ومن هنا علينا الحذر من عدم تهيئة المقدمات للوقوع في الحرام من حيث شكل المجلس ومنع تداخل مجالس النساء مع الرجال، مما يفسح المجال للنظر أو الاستماع المحرم وغيره، فقد ورد في الحديث عن علي :"العيون مصائد الشيطان"ومن المناسب أن يكون مجلس النساء بعيدا عن مجلس الرجال، بمقدار لا تصل أصواتهن إلى مسامع الرجال"
إذا المفروض هو أن تكون النساء فى مكان منفصل عن الرجال والرجال فى مكان منفصل عن النساء منعا للنظر المحرم واللمس المحرم
وتحدث عن ملابس الحضور فى الفرح فقال:
"3 - لباس الحضور:
ينبغي للحاضرين في مجالس الفرح والأعراس مراعاة الضوابط الشرعية المتعلقة بالمظهر الخارجي من خلال لبس الثياب التي أحلها الله تعالى لعباده، واجتناب الملابس التي حرمها والتي لا تليق بالإنسان المؤمن. وسنشير بشكل موجز إلى الأمور التي نهت الشريعة عن اتخاذها ملبسا وهي:
أ ـ الملابس الخليعة:
وهي الملابس التي تبرز تفاصيل الجسد لأجل ضيقها، أو تحكي عما تحتها، أو تظهر جزءا مما يحرم على المرأة إظهاره أمام الأجنبي، فإذا كانت المرأة في معرض رؤية الرجل الأجنبي لا يجوز لها لبس ما يكون من حيث لونه أو شكله أو كيفية لبسه مما أما إذا كانت المرأة مأمونة من نظر الرجال الأجانب ومن ترتب المفاسد فلا بأس فيه
ب ـ الغزو الثقافي:
هناك بعض اللباس الذي يتناسب مع الثقافات الغريبة والفاسدة، ونتيجة الدعاية والترويج قد يندفع المؤمن للبس مثل هذا اللباس تقليدا للغرب، وترويجا لثقافتهم وشخصياتهم من مغنين وغيرهم، فهل يجوز للمسلم أن يتبع أسلوبهم في التزين أو أن يقلدهم في اللباس أو قصات الشعر؟
إن محافظة الشباب والشابات على مظهرهم المتدين، حتى في المناسبات الخاصة كالموالد والأعراس والأفراح، هو حاجز يمنعون من خلاله الثقافة الغربية الغازية لأمتنا من الانتشار، لاسيما في هذا الزمان الذي يسعى فيه الأعداء لغزو أفكار شبابنا وفتياتنا والهيمنة على عقولهم من خلال كل الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة ووسائل الاتصالات الحديثة كالانترنت ... ، ولا شك أن ترويج الثقافة المعادية والفاسدة سيكون له تأثيره السلبي الكبير على المجتمع وعلى هويته ومستقبله، حتى ينقلب المجتمع بشكل تدريجي ليخسر حاضره ومستقبله ويصبح رهينة بيد تلك القوى الكبرى ومجرد تابع لها ومستهلك لمنتجاتها، فنصبح مصداقا لذلك الحديث القدسي المروي عن الصادق :"إنه أوحى الله إلى نبي من أنبيائه ـ و ـ قل للمؤمنين: لا تلبسوا لباس أعدائي، ولا تطعموا مطاعم أعدائي، و لا تسلكوا مسالك أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي"
ج ـ ثياب الشهرة:
وهو اللباس الذي يجعل الإنسان عرضة لكلام الناس والاستهزاء والتقول عليه، وقد أكدت روايات كثيرة على حرمة هذا النوع من اللباس، ففي الرواية أنه دخل عباد بن بكر البصري، على الصادق وعليه ثياب شهرة غلاظ، فقال :"يا عباد ما هذه الثياب؟ فقال: يا أبا عبد الله تعيب علي هذا؟ قال :نعم، قال رسول (ص)من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذل يوم القيامة"
وكذلك يحرم أن يلبس الرجل ملابس النساء وأن تلبس النساء ملابس الرجال، فقد كثرت الروايات في ذم هذا النوع من اللباس ومن يلبسها ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر قال: قال رسول (ص)"لعن الله المحلل والمحلل له، ومن تولى غير مواليه، ومن ادعى نسبا لا يعرف، والمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال"
وفي رواية أخرى عن علي :"أخرجوهم من بيوتكم فإنهم أقذر شيء"
4 – التبرج:
ظهور المرأة متبرجة أمام الأجنبي من المحرمات التي ذكرها القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى في محكم آياته: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ... }
والمعيار الشرعي في ما تضعه المرأة من المساحيق التجميلية أنه "إذا صدق على اللون انه زينة عرفا فلا يجوز إظهاره أمام الأجنبي"
ويمكن للمرأة أن تتبرج إذا لم يكن هناك ناظر أجنبي."
وملابس الأفراح تعمد على مكان النساء ومكان الرجال فإن كان المكان منفصل ومغلق كان للنساء كشف بعض العورة كالشعور والأعناق أو الأيدى على أن يغلق باب المكان تماما ومن أرادات الخروج عليها ارتداء خمارها وجلبابها ولا يجوز وضع أى شىء من المجملات كأحمر الشفاه ومحمرات الخدود ولبس أطافر فوق ألظافر أو رموش أو وضع كحل أو فير هذا مما يسمونه التزين والتجمل
وأما الرجال فعليهم أن يرتدوا ملابسهم المغطية لعوراتهم فى مكانهم وأما كشف بعض العورة فيجب عندهم غلق المكان عليهم
وتحدث عن وليمة العرس فقال :
"الوليمة في الأعراس:
من المستحبات الشرعية الأكيدة أن تصنع الوليمة في يوم الزفاف أول ليلته، فإنها من السنن المشهورة الحسنة وعن النبي (ص)"لا وليمة إلا في خمس: في عرس أو خرس أو عذرا أو وكار أو ركاز" يعنى للتزويج أو ولادة الولد أو الختان أو شراء الدار أو القدوم من مكة "
ولا وجود فى الإسلام لوليمة العرس أو غيرها من مال الرجل الذى يكون قد انتهى فى ذلك الوقت والتى يتم فيها اطعام العشرات والمئات بينما المفروض هو مساعدته
الوليمة مطلوبة من العريس إن ملك مالا لها فإن لم يملك كان على الناس إرسال الطعام لهم لكى يطعموا المدعوين
وتحدث عن شروط الوليمة فقال :
"وينبغي في الوليمة مراعاة بعض الأمور التي أكدت عليها الروايات، والتي يمكن تلخيصها بما يلي:
1 - عدم دعوة الأغنياء فقط:
فبعض الناس يخص بالدعوة الأغنياء ومن يسمون بعلية القوم، ويمتنع عن دعوة الفقراء، هذا النوع من الولائم التي تقفل أبوابها في وجه الفقراء، وتفتح للأغنياء فقط، في أسلوب يؤكد طبقية مقيتة ويضع الحواجز بين المؤمنين، مثل هذه الولائم تقع في أسفل سلم الولائم من جهة قيمتها ومحبوبيتها عند الله تعالى، وقد ورد عن رسول (ص)"شر الولائم أن يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء
2 - الإخلاص لله في الدعوة:
ففي الحديث الآخر عنه: "ومن اطعم طعاما رياء وسمعة أطعمه الله مثله من صديد جهنم، وجعل ذلك الطعام نارا في بطنه حتى يقضى بين الناس"
الحديث باطل فطعام الدنيا لن يكون موجودا فى بطون الناس فى الآخرة حتى يتم القضاء وقال :
"3 - عدم الإسراف أو التبذير في الطعام:
إذ أن بعض الناس يقوم بإعداد كمية كبيرة من الطعام بحيث تفوق حاجة الحاضرين بعدة مرات، وعند نهاية الزفاف يقومون برميها في القمامة، وهذا العمل فيه إسراف في الإنفاق وتبذير للمال، ويقول تعالى في كتابه العزيز: {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ? إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا}
ويقول تعالى في آية أخرى في وصف المؤمنين: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما}"
الوليمة إن أقامها العريس وكان معه مال أطعم من أوسط من يطعم أهله وإن أرسلها البعض لها أرسلها من أوسط ما يطعمون أهليهم كما قال تعالى :
" من أوسط ما تطعمون أهليكم"
الفصل الثاني:
استهل الفصل بتعريق الغناء ثم تحدث عن أحكامه فقال:
"أولا: الغناء:ما هو الغناء؟
"الغناء هو صوت الإنسان إذا كان مع الترجيع المطرب المتناسب مع مجالس اللهو المعصية"
والمقصود بالترجيع هو علو وانخفاض الصوت بطريقة خاصة ومتناسقة، والطرب هو حصول الخفة في الروح.
ما الحكم الشرعي للغناء؟
ـ "الغناء حرام مطلقا، ولا يجوز التغني ولا الاستماع إليه سواء كان من الرجل أم من المرأة، وسواء كان بنحو
مباشر أم على الكاسيت، وسواء كان مصحوبا باستعمال آلات اللهو أم لا
ـ وقد يظن بعض الناس أن استماع الغناء محرم فقط أمام الآخرين، وأنه لا بأس باستماعه في الخلوات حينما يكون الإنسان لوحده، أو حينما لا يتأثر بمضمونه، وهذا خطأ لأن الله حرم الغناء بكل الأحوال إلا ما استثني من غناء النساء في الزفاف.
والخلاصة أنه "يحرم الاستماع إلى الغناء مطلقا سواء سمعها في البيت وحده أم بحضور الآخرين، وسواء تأثر بها أم لا"
ـ إن كون مجلس الفرح لذكر النبي (ص)أو أهل البيت :وكون الكلمات في مدحهم لا يبرر استخدام الألحان المحرمة التي تتناسب مع مجالس اللهو والمعصية، بل "الغناء محرم شرعا مطلقا، حتى في الدعاء والقرآن والأذان والمراثي وغيره"
إن كون الغناء من المحرمات الشرعية يجعل التجارة به محرمة، والكسب الذي يحصل من خلاله سحتا أي مالا حراما، يقول الخامنئي " ... فلا يجوز بيع وشراء وتوزيع مثل هذه الأشرطة؛ فيما إذا كانت تحتوي على الغناء أو على الموسيقى اللهوية المحرمة ولا الاستماع إليه""
إذا الغناء كله محرم عدا الغناء فى الزفاف وهو تحريم ليس عليه برهان من الله فالغناء هو كلام والكلام منه الحلال ومنه الحرام فإن كان حلالا فهو مباح وإن كان حراما فهو محظور ولذا قال تعالى :
وقولوا قولا سديدا"
وقال :
" وقولوا للناس حسنا"
فالغناء إذا كان القصد منه طاعة الله فهو حلال طالما كان من رجل أمام رجال فى مكان مغلق عليهم أو من امرأة أمام نساء فى مكان مغلق عليهم وتحدث عن الغناء فى القرآن والأحاديث فقال:
"الغناء في القرآن الكريم والروايات الشريفة:
بما أن الغناء من المحرمات الشرعية، وقد حذرنا الله تعالى من التعرض له، وأمرنا بالاجتناب عنه، فقد وصف في القرآن الكريم والروايات الشريفة بعدة صفات منها:
1 ـ قول الزور:
قال الله تعالى في كتابه العزيز: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور}
وفي الرواية: سألت أبا عبد الله عن قوله عز وجل: "واجتنبوا قول الزور" قال: قول الزور: الغناء "
وهذا التفسير مخالف لتفسير الله وهو :"والذين لا يشهدون الزور"
والزور هو كل كلام باطل غناء أو قول عادى أو شهادة زور فى المحكمة ثم قال :
"2 - لهو الحديث:
ففي الرواية عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر قال: "سمعته يقول: الغناء مما وعد الله عليه النار، وتلا هذه الآية: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين} "
ولهو الحديث هو كل كلام باطل وليس الغناء وحده والحديث يقول الغناء مما أى جزء من لهو الحديث
ثم قال :
"3 ـ من عناوين الباطل:
ففي الرواية عن يونس قال: سألت الخراساني ـ أي الرضا ـ عن الغناء؟ وقلت: إن العباسي ذكر عنك أنك ترخص في الغناء فقال :"كذب الزنديق ما هكذا قلت له، سألني عن الغناء، فقلت: إن رجلا أتى أبا جعفر فسأله عن الغناء، فقال: يا فلان إذا ميز الله بين الحق والباطل فأين يكون الغناء؟ قال: مع الباطل، فقال: قد حكمت"
4 ـ الشرك الخفي:
لأن ارتكاب أي معصية من المعاصي تعتبر أخلاقيا
عبادة للهوى ولحوقا بركب الشيطان، وكذلك الغناء، ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر قال: "من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز وجل فقد عبد الله، وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان""
وكما سبق القول الغناء بعضه باطل وهو كل كلام حرام يتم اطالته وتكراره على نحو معين
وتحدث عن آثار الغناء على القلوب فقال :
"آثار الغناء على قلب الإنسان:
إن لكل عمل حرمه الله على العباد مفاسد وآثارا، ومن المفاسد التي ذكرت للغناء:
1 ـ ينبت النفاق في قلب الإنسان، ففي الرواية عن الصادق :"الغناء يورث النفاق، ويعقب الفقر"
2 ـ يورث قساوة القلب، فهو من أسباب جمود الدمعة وعدم الخشوع عند ذكر الله تعالى، ففي وصية النبي (ص)لعلي عليه السلام، قال: "يا علي ثلاثة يقسين القلب: استماع اللهو، وطلب الصيد، وإتيان باب السلطان".
كما إن الذي ينزه نفسه عن هذه المعصية خوفا من الله تعالى وحبا له فإنه سينال الأجر الذي وعد به الله تعالى المتقين له في الآخرة، ففي الرواية عن الرض قال: "من نزه نفسه عن الغناء فإن في الجنة شجرة يأمر الله عز وجل الرياح أن تحركها، فيسمع منها صوتا لم يسمع مثله، ومن لم يتنزه عنه لم يسمعه""
والحقيقة أن الغناء الطيب يحض على عمل الخير كما أن الغناء الباطل ينبت النفاق والسوء فى القلوب
وتحدث عن الملاهى وهى بيوت الغناء فقال :
"بيت الغناء:
إن البيت العامر بالمعاصي من الطبيعي أن يكون بيتا خاليا من آثار الرحمة الإلهية، كما أن الملائكة لن تدخل إلى هكذا بيت.
ولو التفتنا إلى الروايات لفتة صغيرة لوجدنا أنها تصف بيت الغناء بعديد من الأوصاف السيئة، وسنعرض في ما يلي بعض هذه الروايات:
عن الصادق :"بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة، ولا يدخله الملك"
وعنه حينما سئل عن الغناء؟ فقال :"لا تدخلوا بيوتا الله معرض عن أهله"
وعنه أيضا يقول: "الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله، وهو مما قال الله عز وجل: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} "
وفى دولة المسلمين لا وجود لبيوت الغناء وإنما الموجود هو تعليم الناس من خلال المسارح أحكام الدين والأخلاق من خلال مسرح رجالى أو نسائى قى بعض منه أغنيات
وتحدث عن الغناء فى الأعراس فقال :
الغناء في مجالس الأفراح:
إن حرمة الغناء في مجالس الأفراح تختلف بين الرجال والنساء، فالرجال لا يختلف الحكم لديهم في حرمة الغناء بين العرس وغيره، أما النساء "فلا بأس في التغني للنساء في خصوص مجالس زفاف العروس، ولا مانع من استخدامهن آلات العزف في حال التغني في خصوص تلك المجالس على النحو المتعارف فيها، وأما في غير تلك المجالس فلا يجوز بحال"
ولكن لا بد من مراعاة عدد من الأمور:
1 ـ أن يكون العرس للزفاف أي ما يسمى في عرفنا "النقلة"، ففي غير هذه المناسبة لا يجوز الغناء مطلقا.
2 ـ أن يكون التغني خاصا بالنساء فقط.
3 ـ أن لا يسمع أصواتهن الرجال.
4 ـ أن لا يتسبب الغناء في مفاسد أخرى كحصول الرقص الخليع المثير للشهوات.
ولا يجوز إستماع الأغاني والموسيقى اللهوية من خلال الأشرطة المسجلة حتى في الأعراس "
وهنا الغناء مباح فى العرس والمباح من الغناء هو الكلام الطيب وأما الأغانى المسجلة فيجوز سماع الأغانى الطيبة الكلام فيها ويحرم أى أغانى فيها كلام باطل يدعو للحرام
وتحدث معرفا الموسيقى فقال :
"ثانيا: الموسيقى:
الموسيقى لها الكثير من الأنواع وفيها المحلل، وفيها المحرم، وسنتحدث في ما يلي عن هذه الأنواع لنميز المحلل والمحرم منها، وحكم استعمال آلاتها.
الموسيقى المحرمة:
هناك الكثير من أنواع الموسيقى المتعارفة، فما هو الضابط والحد بين المحلل منها والمحرم؟
وقد أجاب الخامنئي على هذا السؤال فقال:
"ما كانت منها تعد بنظر العرف من الموسيقى اللهوية المطربة المتناسبة مع مجالس اللهو والباطل؛ فهي الموسيقى المحرمة بلا فرق في ذلك بين الموسيقى الكلاسيكية وغيرها، وتشخيص الموضوع موكول إلى نظر المكلف العرفي، والموسيقى التي ليست كذلك لا بأس بها في نفسه"
وبناء على هذا المعيار العام، لو سمعنا لحنا ما فعلينا أن نعرف هل أن هذا اللحن متناسب مع مجالس اللهو والباطل؟ وبعد أن نعرف الإجابة نكون قد شخصنا موضوع هذا اللحن الذي سمعناه، فلو كان مناسبا لمجالسهم فهو حرام، أما لو لم يكن مناسبا لمجالسهم فهو حلال.
ولو تعذر على المكلف أن يعرف إذا كان هذا اللحن مناسبا لمجالس الفسق أم لا لعدم علمه بكيفية مجالسهم وألحانهم فيمكنه أن يرجع إلى العرف ويسأل الناس، فإن العرف يميز الموسيقى اللهوية من غيرها ومن صفة الموسيقى المطربة اللهوية أنها "تخرج الإنسان نوعا عن حالته الطبيعية بسبب ما تحتويه من خصائص مما تتناسب مع مجالس اللهو والمعصية ...
الموسيقى التراثية:
هناك اعتقاد شائع بين الكثيرين، أن الموسيقى التراثية جائزة شرعا، والحقيقة أن حكم الموسيقى التراثية كحكم الموسيقى بشكل عام وتخضع للضابطة الأساسية التي ذكرت سابقا، "ما تعد عرفا من الموسيقى اللهوية المناسبة لمجالس اللهو والمعصية فهي حرام مطلقا من دون فرق ... بين التقليدية التراثية وغيره"
الموسيقى وهى عزف الآلات حرامه وحلاله مبنى على نوع الكلام المغنى معه فإن كان الكلام حلالا طيبا يدعو للحق وعمل الطاعات فالموسيقى حلال وإن كان يدعو للباطل فهو وموسيقاه حرام
وأما الموسيقى بمفردها فلا معنى لها والناس هم من يعطونها المعنى واستماعها حرام لعدم وجود المعنى فهى تدخل تحت باب تضييع الوقت فى غير طاعة
وتحدث عن حكم آلات العزف فقال :
"حكم الآلات الموسيقية:
هناك نوعان من الآلات الموسيقية:
1 ـ آلات مختصة بالحرام، أي تستعمل فقط في الموسيقى المحرمة.
2 ـ آلات مشتركة تستعمل في الحلال وفي الحرام أيضا.
ولكل من هذين النوعين من الآلات حكمه الخاص.
فأما الآلات المختصة بالحرام "كالدربكة" مثلا، فاستعمالها حرام شرعا.
أما لو كانت مشتركة بين المحلل والمحرم كآلة الكمان مثلا، فالمعيار في حلية ما يعزف عليها، كونه لا يناسب الألحان التي تعزف في مجالس اللهو والباطل
وخلاصة الأمر أن "استعمال آلات العزف والموسيقى بكيفية لهوية مطربة متناسبة مع مجالس اللهو والطرب حرام مطلق"
كل آلات الموسيقى مبنى حلالها على الكلام الطيب المغنى معها وحرامهها مبنى على الكلام الباطل المغنى معها وإذا استعملت دون غناء فاستعمالها محرم لعدم وجود معنى لتلك الأصوات
وتحدث عن بيع وشراء الآلات فقال :
"بيع وشراء الآلات الموسيقية:
بعد أن ميزنا أنواع الآلات الموسيقية والمحلل منها من المحرم، فإن من المناسب أن نتعرض لذكر حكم بيع وشراء هذه الآلات.
الآلات المختصة بالحرام: فأما الآلات المختصة بالحرام فمن الواضح أنه لا يجوز بيعها ولا شراؤها، حيث لا يستفاد منها إلا في الحرام.
الآلات المشتركة بين الحلال والحرام: لا بأس بشراء وبيع الآلات المشتركة لعزف الموسيقى غير اللهوية للأغراض المحللة ولا بأس في الاستماع إليها، ولكن يشترط أن لا يكون "الشراء بقصد الاستفادة المحرمة"
المفروض هو أن دولة المسلمين تنظم العمل بالغناء والموسيقى فلا تتركهم لأى أحد لأن الغرض من تنظيمها هو الدعوة للحق من خلال أى وسيلة ومن ثم فالمؤسسة المختصة هى تشترى أو تصنع تلك الآلات لاستخدامها فى المباحات
وتحدث عن حكم تعلم العزف فقال :
"حكم تعلم الموسيقى:
اتضح أن من الموسيقى ما هو حلال ومنها ما هو حرام، ويجوز للمكلف تعلم الموسيقى للعزف غير المحرم من قبيل إجراء الأناشيد الثورية أو الدينية، أو لإجراء البرامج الثقافية المفيدة وأمثال ذلك، مما يكون لغرض عقلائي مباح، على شرط أن لا يكون مستلزما لمفاسد أخرى
يقول الخامنئي: "لا مانع من تعلم العزف وتعليمه في نفسه لذلك"
الاشتباه في التشخيص:
قد يشتبه على البعض تشخيص بعض الأنواع من الأناشيد فيشك المكلف هل هي داخلة تحت عنوان الغناء المحرم، أو تحت عنوان النشيد الثوري، وهذا ينشأ أحيانا من كون المنشد أو الملحن من غير المتدينين، رغم كون النشيد يحتوي على المضامين الجيدة كمقاومة الاحتلال، فما هو الحكم في مثل هذه الحالة؟ إن المعيار في الحلية والحرمة هو ما ذكرناه من التناسب مع مجالس اللهو والباطل والطرب وعدم ذلك، ولهذا "إذا لم تكن الكيفية بنظر المستمع من الغناء المطرب اللهوي فلا بأس في الاستماع إليها ولا دخل لقصد ونية المغني ولا لمضمون ما يتغنى به في ذلك"
وقد يكون بعض أصحاب النوايا الحسنة ممن ينشد الأناشيد الثورية أو المدائح بمضمون سليم، ولكن اللحن الذي يستعمل يتناسب في كيفيته مع مجالس الطرب واللهو، ففي مثل هذه الحالة يكون الاستماع له محرما رغم نيته الحسنة ومضمونه السليم، لأن المعيار هو الكيفية واللحن كما يؤكد جواب الخامنئي السابق."
كما سبق القول دولة المسلمين تخصص بعض الرجال والنساء لتعلم الغناء والموسيقى لاستعمالهم فى الدعوة للحق ومن ضمنها الغناء والعزف فى الأعراس
وتحدث معرفا الرقص والتصفيق فقال :
"ثالثا: الرقص والتصفيق:
الرقص
إن الرقص من العادات التي تحصل في مجالس الفرح وخارجها منذ قديم الزمان وما زالت إلى يومنا هذا، فما هي النظرة الشرعية إلى هذا العمل؟ وما هي الحدود الشرعية فيه؟
هناك أنواع كثيرة للرقص وبعض أنواعه تراثي يعتبر من الموروثات والتقاليد في هذا البلد أو ذاك، ولا داعي لتفصيل أنواع الرقص ووضع حكم شرعي لكل منها، فهناك ميزان واحد لحلية الرقص أو حرمته، هذا الميزان نستطيع أن نطبقه على أي نوع من الرقص لنعرف حكمه، وهذا ما سيتضح في ما يلي.
الحكم الشرعي للرقص:
الرقص الذي يكون مظهرا ومشخصا للهو ففيه إشكال والأحوط وجوبا تركه, وأما الرقص الذي يكون مثيرا للشهوة أو يستلزم الحرام أو المفسدة فهذا لا إشكال في حرمته, وعلى هذا يتضح ما يلي:
إن أنواع الرقص المختلط التي قد تحصل في الحفلات وتكون بين رجل وامرأة، والتي لا تخلو من الشهوة والمفاسد، تكون محرمة.
يجوز الرقص للنساء دون اختلاط، إذا لم تترتب عليه إثارة للشهوات أو مفسدة أخرى.
الرقص التراثي، "إن كان بكيفية مثيرة للشهوة أو كان مع استعمال آلات اللهو بكيفية لهوية أو كان مما يترتب عليه الفساد، فهو حرام، وإلا فلا بأس فيه"
في لبنان رقص شعبي للرجال يسمى الدبكة وفيه يصطف الرجال جنبا إلى جنب ويرقصون مع أو بلا موسيقى.
أولا: هل هذا جائز، سواء كان مع الموسيقى أو بدونها؟
ثانيا: هل هذا جائز مع أو بلا تصفيق، وكان هناك من يقرأ موالد نبوية مع لحن؟
ثالثا: إذا جاز فهل يصح أمام النساء؟
الدبكة (رقص شعبي معروف في لبنان) إذا كانت بكيفية مثيرة للشهوة، أو كانت مع استعمال آلات اللهو بكيفية لهوية، أو كانت مما يترتب عليها الفساد، فهي حرام، وإلا فلا بأس فيها
الحركات الفلكلورية التي قد تحدث في الأعراس، بالسيف والترس تصاحبها حركات فنية "فإذا كانت بصورة لعبة رياضية ترفيهية ولم يكن فيها خوف على النفس فلا إشكال فيها بذاتها، وأما استعمال الآلات الموسيقية بكيفية لهوية مطربة فلا يجوز بحال"31.
رقص الزوجين:
هل رقص المرأة لزوجها أو الرجل لزوجته حرام؟
والجواب على هذا السؤال أنه: "إذا كان رقص الزوجة لزوجها أو العكس من دون ارتكاب محرم فلا بأس فيه"، وارتكاب المحرم مثل أن يكون الرقص على وقع غناء محرم ...
رقص النساء أمام الرجال:
عرفنا حكم رقص المرأة أمام زوجها، فيا ترى ما هو حكم رقصها أمام الأجانب؟
يقول الخامنئي إن "رقص المرأة أمام الأجانب حرام مطلق"
وحينما سئل عن حكم رقص النساء أمام الرجال في مجالس الأعراس القروية والتي تستعمل فيها الآلات الموسيقية وما هو التكليف تجاهه، أجاب سماحته أن "رقص النساء أمام الأجانب وكذلك كل رقص يؤدي إلى المفسدة وإثارة الشهوة حرام، واستعمال آلات الموسيقى والاستماع إليها إذا كان بكيفية ملهية مطربة فهو حرام أيضا. ووظيفة المكلفين في هذه الحالات هي النهي عن المنكر"."
الرقص كله محرم إلا ما كان من رقص الزوجة لزوجها أو الزوج لزوجته داخل حجرة النوم أو تعليم المرأة ابنتها قبل دخولها على زوجها الرقص لأن من المحرم مشاهدة أى رجل غريب لامرأة وهى ترقص
وتحدث عن التصفيق وحكمه فقال :
"التصفيق في المجالس:
التصفيق في مجالس الأفراح عادة معروفة، وهو ضرب راحتي اليدين ببعضهما تعبيرا عن الفرح، ويترافق
عادة مع الإنشاد أو الغناء، فما هو رأي الشريعة الإسلامية فيه؟
إن التصفيق بحد ذاته ليس من المحرمات الشرعية، "فلا إشكال في التصفيق على النحو المتعارف"ومن الأمور التي تحصل في الموالد والأفراح، أن يصل صوت تصفيق النساء إلى أسماع الرجال فهل يجوز هذا الأمر؟
يقول الخامنئي أنه يجوز "حتى وإن سمعه الأجنبي، ما لم يكن مما تترتب عليه مفسدة"فالتصفيق جائز حتى وإن سمعه الأجنبي بشرط أن لا تترتب عليه مفسدة.
لكن التصفيق ليس هو الأسلوب الأفضل للتعبير عن الفرح بل الأفضل من التصفيق "أن تعطر أجواء المجلس الديني، بالصلوات والتكبير خصوصا في المراسم التي تقام في المساجد والحسينيات وأماكن الصلاة لكي تحظى بثواب الصلوات والتكبير"
والتصفيق جائز طالما أنه لتشجيع أمر حق وأما التصفيق للباطل كالتصفيق للراقصة فمحرم لأنه تشجيع للباطل
وتحدث عن التصوير وهو نقل شكل الناس فى لحظات معينة فقال :
"الفصل الثالث: تصوير المجلس:
التصوير
إن التصوير قد شاع وانتشر بين الناس، فمن خلاله يحتفظون بذكريات عن مناسباتهم وأحبائهم، ويحتفظون بصور عن مراحل حياتهم، وبعضهم من يمارس التصوير كفن يميل إليه ويأنس به، وقد غزا التصوير حياة الإنسان حتى يكاد لا يخلو بيت من آلة تصوير"
حكم التصوير:
لا شك أن الحكم الأصلي للتصوير ـ وبعيدا عن الأمور الأخرى التي يمكن أن تلحق به ـ هو الجواز، ولا إشكال فيه، فيجوز تصوير الجمادات والنباتات والحيوانات والإنسان ...ولكن هناك ضوابط لا بد من الالتزام بها ليبقى حكم التصوير على حليته ولا ينقلب إلى الحرام، ومن هذه الضوابط:
1 ـ الإجازة بالتصرف: إن التصوير إذا كان يتضمن التصرف بأموال الغير يحتاج لإجازتهم، كالدخول إلى البيت أو المحل للتصوير داخله، أو أي تصرف آخر من نقل وغيره ...
وقد تفهم الإجازة من القوانين والضوابط الموضوعة في الأمكنة العامة، ومن هذا الباب يقول الخامنئي "لا إشكال في تصوير الأماكن المقدسة إذا لم يكن مخالفا للقوانين والضوابط الموضوعة هناك"
2 ـ عدم الأذية: لا يجوز تصوير شخص ومن دون إجازته إذا تسبب ذلك بأذيته "
بالقطع التصوير العلمى لدراسة النباتات والحيوانات والجمادات أمر مطلوب كما قال تعالى :
" فارجع البصر"
وأما تصوير الناس رجال ونساء فمنه حلال ومنه حرام وتحدثوا عن مسائل فيه فقالوا:
"تصوير الرجل للمرأة:
يجوز للرجل تصوير المرأة إذا لم يكن التصوير مستلزما للنظر المحرم إليها "
ولا يجوز للرجل الغريب أن يصور امرأة ولا ببمؤأة الغريبة أن تصور رجلا لقوله تعالى :
" وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"
وقال:
" قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
وتحدث عن مجالس التصوير فقال :
"الحضور في المجالس للتصوير:
لا شك أن التصوير سواء كان صورا أو فيلما من الأمور الجائزة، والأعمال المحللة التي يمكن للإنسان مزاولتها وكثيرا ما يتم تصوير الأعراس والاحتفالات والموالد لحفظ هذه الذكريات، وهذا التصوير يبقى جائزا ما لم يدخل فيه محرم آخر من المحرمات التي سنشرحها ضمن العناوين التالية:
الوقوع في المحرمات:
بعض الحفلات التي لا يلتزم أصحابها بالأحكام الشرعية، تحصل فيها الكثير من المعاصي والذنوب، كاستماع الغناء والموسيقى المحرمة والرقص المحرم والمختلط، فهل يجوز الحضور في مثل هذه الحفلات لتصويرها؟
لا يجوز ذلك إذا استلزم التصوير النظر بريبة، أو حصول مفاسد أخرى، أو إشاعة الفساد، كما لا يجوز الاستماع إلى الغناء أو الموسيقى المحرمة.
تصوير الرجل لمجالس النساء والعكس:
يجوز للرجل أن يصور مجالس الرجال، ويجوز للمرأة أن تصور مجالس الرجال في الأصل، ولكن يصبح ذلك محرما إذا كان مستلزما لفعل الحرام كالنظر بريبة أو أدى إلى مفاسد أخرى
ولو فرض أن العروس أرادت إلتقاط صور فوتوغرافية لها، فإنه يجوز لأحد أرحامها من الرجال كالأخ أو العم أو الخال أن يلتقط لها هذه الصور."
إذا تصوير الرجال للرجال مباح والنساء للنساء مباح وأما رجل وامرأة فمحرم إلا أن يكون رجل وامرأة مباح لهما النظر لبعضهما كالأخ والأخت أو الابنة والأب
وتحدث عن حكم تصوير الرقص فقال :
"تصوير الرقص:
لا يجوز تصوير رقص النساء إذا كان الرقص من النوع المحرم"
من المحرم تصوير الرقص أيا كان من يرقص حتى ولو كان نساء ونساء أو رجال ورجال
وتحدث عن حكم المؤثرات الصوتية فى الأفلام فقال:
"المؤثرات الصوتية في الفيلم
بعد تصوير الفيلم قد يعمد المصور إلى وضع مؤثرات صوتية له، كالموسيقى أو الغناء أو غيرها، فما هو حكم هذه الأمور؟
لا بأس باستخدام الموسيقى غير المحرمة شرعا وكذلك
المؤثرات الأخرى التي يجوز الاستماع إليها، وأما إستخدام المحرم منها كاستخدام الموسيقى المناسبة لمجالس اللهو في أفلام حفلات الزفاف فهو حرام "
والحكم هو أن تصوير الأعراس ووضع موسيقى لها محرم طالما كان من يقوم بالعملية رجل غريب يرى صور النساء أو امرأة تشاهد صور الرجال وفى كل الأحوال يكون هناك أغراب وغريبات
وتحدث عن تحميض أو طباعة الصور فقال :
"تظهير الأفلام:
الأفلام الفوتوغرافية تحتاج للتظهير عادة في ما بعد، وغالبا ما يكون العامل على تجهيز الفيلم وطبع الصور من الرجال، فما حكم تظهير الأفلام التي تتضمن صورا للنساء من دون حجاب عند الرجل الأجنبي؟
إذا كان هذا الرجل لا يعرف صاحبة الصورة فلا إشكال في ذلك، ويجوز طبعها عنده ويجوز له طبعها أيضا بشرط عدم قصد التلذذ وعدم حصول الفساد والريبة.
وأما إذا كان يعرفها فلا يجوز له النظر إلى صورتها.
نشر الصور والأفلام
ـ لا يجوز نسخ وتوزيع صور الأشخاص من دون إجازتهم إذا استوجب ذلك أذيتهم
ـ لا يجوز إنتاج ونسخ وتوزيع الصور المفسدة والمحركة للشهوات
ـ لا يجوز عرض الصور التي لا يراعى فيها الحجاب لغير المحارم، حتى لو كانوا من الأقارب "
ولا يجوز لرجل غريب القيام بتلك العملية طالما سيرى صور غريبات عنه ولا يجوز لامرأة أن تقوم بتلك العملية طالما ستشاد أغراب فى الصور
وهناك آلات تصوير موجودة من فترة تقوم بالتصوير والطباعة فى نفس الوقت وهذه إن صور بها رجل ليس من الأغراب فاستعمالها مباح وطباعتها مباحة وكذلك المرأة التى لا تصور أغرابا
الكتاب من إعداد مركز نون للتأليف والترجمة وهو يدور عن أحكام الأفراح فى الإسلام وقد تحدث عن إباحة الله الأفراح بشروط فقال :
"جاء الإسلام ليرسم البسمة على شفاه الناس، ويحقق لهم السعادة الحقيقية الدائمة، لا الزائفة المؤقتة، وقد شرع الإسلام الفرح، بل حث على إدخال السرور على قلوب المؤمنين وجعل له أجرا جزيلا عند الله تعالى، وقد جاء في الرواية عن الصادق أنه سأل أحد أصحابه: "كيف مداعبة بعضكم بعضا؟ قلت: قليل، قال :هلا تفعلوا! فإن المداعبة من حسن الخلق وإنك لتدخل بها السرور على أخيك ولقد كان رسول (ص) يداعب الرجل يريد أن يسره".
وفي رواية أخرى عنه :"من سر مؤمنا فقد سرني، ومن سرني فقد سر رسول الله (ص)ومن سر رسول (ص) فقد سر الله، ومن سر الله أدخله الجنة"."
والأحاديث لا تصح فالأول يبيح المداعبة دون تحديد والمفروض أن منها مباح ومنها محرم كالمقالب التى يعملها البعض ومن الممكن أن تؤدى إلى الاغماء أو الصرع أو الموت وحتى بعض المداعبة الكلامية ككلمة بخ من الخلف قد تؤدى إلى مصيبة والثانى الخطأ فيه سرور الله فالله لا يسر لكونه لا يشبه الخلق كما قال تعالى :
" ليس كمثله شىء"
وأما ادخال السرور فنقل الحديث التالى:
"وعن الباقر قال: في ما ناجى الله موسى أن قال: "إن لي عبادا أبيحهم جنتي وأحكمهم فيها، قال موسى (ص):
من هؤلاء الذين أبحتهم جنتك وتحكمهم فيها؟ قال: من أدخل على مؤمن سرور"
والرواية لا تصح فالله لا يحكم أحد فى جنته حتى ولو كان مسلم وإنما يجعل الملائكة تجيب طلباتهم وهو ما تشتهيه الأنفس
ومما لاشك فيه أن إفراح المسلمين وإدخال السرور عليهم بالطرق المباحة مطلوب
وفى الفصل الأول تعرض لمجالس الأفراح بالتعريف فقال :
"الفصل الأول:شكل المجلس:
الضوابط الشرعية لشكل المجلس:
من أهم الضوابط التي لا بد أن تراعى في شكل مجالس الفرح:
1 - خصوصية المكان:
قد تكون للمكان خصوصيته التي تجعل الاستفادة منه في الأفراح محرمة، خصوصا إذا كان مشهورا ومعروفا بكونه مكانا للمجون والفسق والتهتك، يقول الخامنئي:
"وقد تكون لشخصية العازف أو للكلام المصحوب بالألحان أو للمكان أو لسائر الظروف الأخرى مدخلية في اندراج الموسيقى تحت الموسيقى المطربة اللهوية المحرمة أو تحت عنوان الحرام الآخر، كما إذا صارت لأجل تلك الأمور مؤدية إلى ترتب مفسدة"
فينبغي أن تكون أجواء المكان بعيدة عن الاستدراج للمعاصي، وتساعد في المحافظة على الضوابط الشرعية."
فى دولة المسلمين المفروض هو ألا توجد أماكن مجون وفساد لأن حد الحرابة هو عقاب من يقيم أو يدير أو بعمل فى تلك الأماكن وأما فى المجتمعات الحالية حيث لا حكم للإسلام فعلى المسلم اختيار مكان بعيد عن الخمارات والحانات والمراقص وأماكن الدعارة
وتحدث عن الاختلاط فقال:
"2 - اجتناب الاختلاط:
إن الاختلاط بشكل عام، هو أرض خصبة للوقوع في الكثير من الانحرافات السلوكية والنفسية، والتي قد تستدرج الإنسان على هذين المستويين (السلوكي والنفسي) لمرحلة يجد نفسه في لحظة ما قد فقد كل الدفاعات النفسية التي تحصنه من وسوسات الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.
ومن هنا علينا الحذر من عدم تهيئة المقدمات للوقوع في الحرام من حيث شكل المجلس ومنع تداخل مجالس النساء مع الرجال، مما يفسح المجال للنظر أو الاستماع المحرم وغيره، فقد ورد في الحديث عن علي :"العيون مصائد الشيطان"ومن المناسب أن يكون مجلس النساء بعيدا عن مجلس الرجال، بمقدار لا تصل أصواتهن إلى مسامع الرجال"
إذا المفروض هو أن تكون النساء فى مكان منفصل عن الرجال والرجال فى مكان منفصل عن النساء منعا للنظر المحرم واللمس المحرم
وتحدث عن ملابس الحضور فى الفرح فقال:
"3 - لباس الحضور:
ينبغي للحاضرين في مجالس الفرح والأعراس مراعاة الضوابط الشرعية المتعلقة بالمظهر الخارجي من خلال لبس الثياب التي أحلها الله تعالى لعباده، واجتناب الملابس التي حرمها والتي لا تليق بالإنسان المؤمن. وسنشير بشكل موجز إلى الأمور التي نهت الشريعة عن اتخاذها ملبسا وهي:
أ ـ الملابس الخليعة:
وهي الملابس التي تبرز تفاصيل الجسد لأجل ضيقها، أو تحكي عما تحتها، أو تظهر جزءا مما يحرم على المرأة إظهاره أمام الأجنبي، فإذا كانت المرأة في معرض رؤية الرجل الأجنبي لا يجوز لها لبس ما يكون من حيث لونه أو شكله أو كيفية لبسه مما أما إذا كانت المرأة مأمونة من نظر الرجال الأجانب ومن ترتب المفاسد فلا بأس فيه
ب ـ الغزو الثقافي:
هناك بعض اللباس الذي يتناسب مع الثقافات الغريبة والفاسدة، ونتيجة الدعاية والترويج قد يندفع المؤمن للبس مثل هذا اللباس تقليدا للغرب، وترويجا لثقافتهم وشخصياتهم من مغنين وغيرهم، فهل يجوز للمسلم أن يتبع أسلوبهم في التزين أو أن يقلدهم في اللباس أو قصات الشعر؟
إن محافظة الشباب والشابات على مظهرهم المتدين، حتى في المناسبات الخاصة كالموالد والأعراس والأفراح، هو حاجز يمنعون من خلاله الثقافة الغربية الغازية لأمتنا من الانتشار، لاسيما في هذا الزمان الذي يسعى فيه الأعداء لغزو أفكار شبابنا وفتياتنا والهيمنة على عقولهم من خلال كل الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة ووسائل الاتصالات الحديثة كالانترنت ... ، ولا شك أن ترويج الثقافة المعادية والفاسدة سيكون له تأثيره السلبي الكبير على المجتمع وعلى هويته ومستقبله، حتى ينقلب المجتمع بشكل تدريجي ليخسر حاضره ومستقبله ويصبح رهينة بيد تلك القوى الكبرى ومجرد تابع لها ومستهلك لمنتجاتها، فنصبح مصداقا لذلك الحديث القدسي المروي عن الصادق :"إنه أوحى الله إلى نبي من أنبيائه ـ و ـ قل للمؤمنين: لا تلبسوا لباس أعدائي، ولا تطعموا مطاعم أعدائي، و لا تسلكوا مسالك أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي"
ج ـ ثياب الشهرة:
وهو اللباس الذي يجعل الإنسان عرضة لكلام الناس والاستهزاء والتقول عليه، وقد أكدت روايات كثيرة على حرمة هذا النوع من اللباس، ففي الرواية أنه دخل عباد بن بكر البصري، على الصادق وعليه ثياب شهرة غلاظ، فقال :"يا عباد ما هذه الثياب؟ فقال: يا أبا عبد الله تعيب علي هذا؟ قال :نعم، قال رسول (ص)من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذل يوم القيامة"
وكذلك يحرم أن يلبس الرجل ملابس النساء وأن تلبس النساء ملابس الرجال، فقد كثرت الروايات في ذم هذا النوع من اللباس ومن يلبسها ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر قال: قال رسول (ص)"لعن الله المحلل والمحلل له، ومن تولى غير مواليه، ومن ادعى نسبا لا يعرف، والمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال"
وفي رواية أخرى عن علي :"أخرجوهم من بيوتكم فإنهم أقذر شيء"
4 – التبرج:
ظهور المرأة متبرجة أمام الأجنبي من المحرمات التي ذكرها القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى في محكم آياته: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ... }
والمعيار الشرعي في ما تضعه المرأة من المساحيق التجميلية أنه "إذا صدق على اللون انه زينة عرفا فلا يجوز إظهاره أمام الأجنبي"
ويمكن للمرأة أن تتبرج إذا لم يكن هناك ناظر أجنبي."
وملابس الأفراح تعمد على مكان النساء ومكان الرجال فإن كان المكان منفصل ومغلق كان للنساء كشف بعض العورة كالشعور والأعناق أو الأيدى على أن يغلق باب المكان تماما ومن أرادات الخروج عليها ارتداء خمارها وجلبابها ولا يجوز وضع أى شىء من المجملات كأحمر الشفاه ومحمرات الخدود ولبس أطافر فوق ألظافر أو رموش أو وضع كحل أو فير هذا مما يسمونه التزين والتجمل
وأما الرجال فعليهم أن يرتدوا ملابسهم المغطية لعوراتهم فى مكانهم وأما كشف بعض العورة فيجب عندهم غلق المكان عليهم
وتحدث عن وليمة العرس فقال :
"الوليمة في الأعراس:
من المستحبات الشرعية الأكيدة أن تصنع الوليمة في يوم الزفاف أول ليلته، فإنها من السنن المشهورة الحسنة وعن النبي (ص)"لا وليمة إلا في خمس: في عرس أو خرس أو عذرا أو وكار أو ركاز" يعنى للتزويج أو ولادة الولد أو الختان أو شراء الدار أو القدوم من مكة "
ولا وجود فى الإسلام لوليمة العرس أو غيرها من مال الرجل الذى يكون قد انتهى فى ذلك الوقت والتى يتم فيها اطعام العشرات والمئات بينما المفروض هو مساعدته
الوليمة مطلوبة من العريس إن ملك مالا لها فإن لم يملك كان على الناس إرسال الطعام لهم لكى يطعموا المدعوين
وتحدث عن شروط الوليمة فقال :
"وينبغي في الوليمة مراعاة بعض الأمور التي أكدت عليها الروايات، والتي يمكن تلخيصها بما يلي:
1 - عدم دعوة الأغنياء فقط:
فبعض الناس يخص بالدعوة الأغنياء ومن يسمون بعلية القوم، ويمتنع عن دعوة الفقراء، هذا النوع من الولائم التي تقفل أبوابها في وجه الفقراء، وتفتح للأغنياء فقط، في أسلوب يؤكد طبقية مقيتة ويضع الحواجز بين المؤمنين، مثل هذه الولائم تقع في أسفل سلم الولائم من جهة قيمتها ومحبوبيتها عند الله تعالى، وقد ورد عن رسول (ص)"شر الولائم أن يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء
2 - الإخلاص لله في الدعوة:
ففي الحديث الآخر عنه: "ومن اطعم طعاما رياء وسمعة أطعمه الله مثله من صديد جهنم، وجعل ذلك الطعام نارا في بطنه حتى يقضى بين الناس"
الحديث باطل فطعام الدنيا لن يكون موجودا فى بطون الناس فى الآخرة حتى يتم القضاء وقال :
"3 - عدم الإسراف أو التبذير في الطعام:
إذ أن بعض الناس يقوم بإعداد كمية كبيرة من الطعام بحيث تفوق حاجة الحاضرين بعدة مرات، وعند نهاية الزفاف يقومون برميها في القمامة، وهذا العمل فيه إسراف في الإنفاق وتبذير للمال، ويقول تعالى في كتابه العزيز: {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ? إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا}
ويقول تعالى في آية أخرى في وصف المؤمنين: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما}"
الوليمة إن أقامها العريس وكان معه مال أطعم من أوسط من يطعم أهله وإن أرسلها البعض لها أرسلها من أوسط ما يطعمون أهليهم كما قال تعالى :
" من أوسط ما تطعمون أهليكم"
الفصل الثاني:
استهل الفصل بتعريق الغناء ثم تحدث عن أحكامه فقال:
"أولا: الغناء:ما هو الغناء؟
"الغناء هو صوت الإنسان إذا كان مع الترجيع المطرب المتناسب مع مجالس اللهو المعصية"
والمقصود بالترجيع هو علو وانخفاض الصوت بطريقة خاصة ومتناسقة، والطرب هو حصول الخفة في الروح.
ما الحكم الشرعي للغناء؟
ـ "الغناء حرام مطلقا، ولا يجوز التغني ولا الاستماع إليه سواء كان من الرجل أم من المرأة، وسواء كان بنحو
مباشر أم على الكاسيت، وسواء كان مصحوبا باستعمال آلات اللهو أم لا
ـ وقد يظن بعض الناس أن استماع الغناء محرم فقط أمام الآخرين، وأنه لا بأس باستماعه في الخلوات حينما يكون الإنسان لوحده، أو حينما لا يتأثر بمضمونه، وهذا خطأ لأن الله حرم الغناء بكل الأحوال إلا ما استثني من غناء النساء في الزفاف.
والخلاصة أنه "يحرم الاستماع إلى الغناء مطلقا سواء سمعها في البيت وحده أم بحضور الآخرين، وسواء تأثر بها أم لا"
ـ إن كون مجلس الفرح لذكر النبي (ص)أو أهل البيت :وكون الكلمات في مدحهم لا يبرر استخدام الألحان المحرمة التي تتناسب مع مجالس اللهو والمعصية، بل "الغناء محرم شرعا مطلقا، حتى في الدعاء والقرآن والأذان والمراثي وغيره"
إن كون الغناء من المحرمات الشرعية يجعل التجارة به محرمة، والكسب الذي يحصل من خلاله سحتا أي مالا حراما، يقول الخامنئي " ... فلا يجوز بيع وشراء وتوزيع مثل هذه الأشرطة؛ فيما إذا كانت تحتوي على الغناء أو على الموسيقى اللهوية المحرمة ولا الاستماع إليه""
إذا الغناء كله محرم عدا الغناء فى الزفاف وهو تحريم ليس عليه برهان من الله فالغناء هو كلام والكلام منه الحلال ومنه الحرام فإن كان حلالا فهو مباح وإن كان حراما فهو محظور ولذا قال تعالى :
وقولوا قولا سديدا"
وقال :
" وقولوا للناس حسنا"
فالغناء إذا كان القصد منه طاعة الله فهو حلال طالما كان من رجل أمام رجال فى مكان مغلق عليهم أو من امرأة أمام نساء فى مكان مغلق عليهم وتحدث عن الغناء فى القرآن والأحاديث فقال:
"الغناء في القرآن الكريم والروايات الشريفة:
بما أن الغناء من المحرمات الشرعية، وقد حذرنا الله تعالى من التعرض له، وأمرنا بالاجتناب عنه، فقد وصف في القرآن الكريم والروايات الشريفة بعدة صفات منها:
1 ـ قول الزور:
قال الله تعالى في كتابه العزيز: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور}
وفي الرواية: سألت أبا عبد الله عن قوله عز وجل: "واجتنبوا قول الزور" قال: قول الزور: الغناء "
وهذا التفسير مخالف لتفسير الله وهو :"والذين لا يشهدون الزور"
والزور هو كل كلام باطل غناء أو قول عادى أو شهادة زور فى المحكمة ثم قال :
"2 - لهو الحديث:
ففي الرواية عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر قال: "سمعته يقول: الغناء مما وعد الله عليه النار، وتلا هذه الآية: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين} "
ولهو الحديث هو كل كلام باطل وليس الغناء وحده والحديث يقول الغناء مما أى جزء من لهو الحديث
ثم قال :
"3 ـ من عناوين الباطل:
ففي الرواية عن يونس قال: سألت الخراساني ـ أي الرضا ـ عن الغناء؟ وقلت: إن العباسي ذكر عنك أنك ترخص في الغناء فقال :"كذب الزنديق ما هكذا قلت له، سألني عن الغناء، فقلت: إن رجلا أتى أبا جعفر فسأله عن الغناء، فقال: يا فلان إذا ميز الله بين الحق والباطل فأين يكون الغناء؟ قال: مع الباطل، فقال: قد حكمت"
4 ـ الشرك الخفي:
لأن ارتكاب أي معصية من المعاصي تعتبر أخلاقيا
عبادة للهوى ولحوقا بركب الشيطان، وكذلك الغناء، ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر قال: "من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز وجل فقد عبد الله، وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان""
وكما سبق القول الغناء بعضه باطل وهو كل كلام حرام يتم اطالته وتكراره على نحو معين
وتحدث عن آثار الغناء على القلوب فقال :
"آثار الغناء على قلب الإنسان:
إن لكل عمل حرمه الله على العباد مفاسد وآثارا، ومن المفاسد التي ذكرت للغناء:
1 ـ ينبت النفاق في قلب الإنسان، ففي الرواية عن الصادق :"الغناء يورث النفاق، ويعقب الفقر"
2 ـ يورث قساوة القلب، فهو من أسباب جمود الدمعة وعدم الخشوع عند ذكر الله تعالى، ففي وصية النبي (ص)لعلي عليه السلام، قال: "يا علي ثلاثة يقسين القلب: استماع اللهو، وطلب الصيد، وإتيان باب السلطان".
كما إن الذي ينزه نفسه عن هذه المعصية خوفا من الله تعالى وحبا له فإنه سينال الأجر الذي وعد به الله تعالى المتقين له في الآخرة، ففي الرواية عن الرض قال: "من نزه نفسه عن الغناء فإن في الجنة شجرة يأمر الله عز وجل الرياح أن تحركها، فيسمع منها صوتا لم يسمع مثله، ومن لم يتنزه عنه لم يسمعه""
والحقيقة أن الغناء الطيب يحض على عمل الخير كما أن الغناء الباطل ينبت النفاق والسوء فى القلوب
وتحدث عن الملاهى وهى بيوت الغناء فقال :
"بيت الغناء:
إن البيت العامر بالمعاصي من الطبيعي أن يكون بيتا خاليا من آثار الرحمة الإلهية، كما أن الملائكة لن تدخل إلى هكذا بيت.
ولو التفتنا إلى الروايات لفتة صغيرة لوجدنا أنها تصف بيت الغناء بعديد من الأوصاف السيئة، وسنعرض في ما يلي بعض هذه الروايات:
عن الصادق :"بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة، ولا يدخله الملك"
وعنه حينما سئل عن الغناء؟ فقال :"لا تدخلوا بيوتا الله معرض عن أهله"
وعنه أيضا يقول: "الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله، وهو مما قال الله عز وجل: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} "
وفى دولة المسلمين لا وجود لبيوت الغناء وإنما الموجود هو تعليم الناس من خلال المسارح أحكام الدين والأخلاق من خلال مسرح رجالى أو نسائى قى بعض منه أغنيات
وتحدث عن الغناء فى الأعراس فقال :
الغناء في مجالس الأفراح:
إن حرمة الغناء في مجالس الأفراح تختلف بين الرجال والنساء، فالرجال لا يختلف الحكم لديهم في حرمة الغناء بين العرس وغيره، أما النساء "فلا بأس في التغني للنساء في خصوص مجالس زفاف العروس، ولا مانع من استخدامهن آلات العزف في حال التغني في خصوص تلك المجالس على النحو المتعارف فيها، وأما في غير تلك المجالس فلا يجوز بحال"
ولكن لا بد من مراعاة عدد من الأمور:
1 ـ أن يكون العرس للزفاف أي ما يسمى في عرفنا "النقلة"، ففي غير هذه المناسبة لا يجوز الغناء مطلقا.
2 ـ أن يكون التغني خاصا بالنساء فقط.
3 ـ أن لا يسمع أصواتهن الرجال.
4 ـ أن لا يتسبب الغناء في مفاسد أخرى كحصول الرقص الخليع المثير للشهوات.
ولا يجوز إستماع الأغاني والموسيقى اللهوية من خلال الأشرطة المسجلة حتى في الأعراس "
وهنا الغناء مباح فى العرس والمباح من الغناء هو الكلام الطيب وأما الأغانى المسجلة فيجوز سماع الأغانى الطيبة الكلام فيها ويحرم أى أغانى فيها كلام باطل يدعو للحرام
وتحدث معرفا الموسيقى فقال :
"ثانيا: الموسيقى:
الموسيقى لها الكثير من الأنواع وفيها المحلل، وفيها المحرم، وسنتحدث في ما يلي عن هذه الأنواع لنميز المحلل والمحرم منها، وحكم استعمال آلاتها.
الموسيقى المحرمة:
هناك الكثير من أنواع الموسيقى المتعارفة، فما هو الضابط والحد بين المحلل منها والمحرم؟
وقد أجاب الخامنئي على هذا السؤال فقال:
"ما كانت منها تعد بنظر العرف من الموسيقى اللهوية المطربة المتناسبة مع مجالس اللهو والباطل؛ فهي الموسيقى المحرمة بلا فرق في ذلك بين الموسيقى الكلاسيكية وغيرها، وتشخيص الموضوع موكول إلى نظر المكلف العرفي، والموسيقى التي ليست كذلك لا بأس بها في نفسه"
وبناء على هذا المعيار العام، لو سمعنا لحنا ما فعلينا أن نعرف هل أن هذا اللحن متناسب مع مجالس اللهو والباطل؟ وبعد أن نعرف الإجابة نكون قد شخصنا موضوع هذا اللحن الذي سمعناه، فلو كان مناسبا لمجالسهم فهو حرام، أما لو لم يكن مناسبا لمجالسهم فهو حلال.
ولو تعذر على المكلف أن يعرف إذا كان هذا اللحن مناسبا لمجالس الفسق أم لا لعدم علمه بكيفية مجالسهم وألحانهم فيمكنه أن يرجع إلى العرف ويسأل الناس، فإن العرف يميز الموسيقى اللهوية من غيرها ومن صفة الموسيقى المطربة اللهوية أنها "تخرج الإنسان نوعا عن حالته الطبيعية بسبب ما تحتويه من خصائص مما تتناسب مع مجالس اللهو والمعصية ...
الموسيقى التراثية:
هناك اعتقاد شائع بين الكثيرين، أن الموسيقى التراثية جائزة شرعا، والحقيقة أن حكم الموسيقى التراثية كحكم الموسيقى بشكل عام وتخضع للضابطة الأساسية التي ذكرت سابقا، "ما تعد عرفا من الموسيقى اللهوية المناسبة لمجالس اللهو والمعصية فهي حرام مطلقا من دون فرق ... بين التقليدية التراثية وغيره"
الموسيقى وهى عزف الآلات حرامه وحلاله مبنى على نوع الكلام المغنى معه فإن كان الكلام حلالا طيبا يدعو للحق وعمل الطاعات فالموسيقى حلال وإن كان يدعو للباطل فهو وموسيقاه حرام
وأما الموسيقى بمفردها فلا معنى لها والناس هم من يعطونها المعنى واستماعها حرام لعدم وجود المعنى فهى تدخل تحت باب تضييع الوقت فى غير طاعة
وتحدث عن حكم آلات العزف فقال :
"حكم الآلات الموسيقية:
هناك نوعان من الآلات الموسيقية:
1 ـ آلات مختصة بالحرام، أي تستعمل فقط في الموسيقى المحرمة.
2 ـ آلات مشتركة تستعمل في الحلال وفي الحرام أيضا.
ولكل من هذين النوعين من الآلات حكمه الخاص.
فأما الآلات المختصة بالحرام "كالدربكة" مثلا، فاستعمالها حرام شرعا.
أما لو كانت مشتركة بين المحلل والمحرم كآلة الكمان مثلا، فالمعيار في حلية ما يعزف عليها، كونه لا يناسب الألحان التي تعزف في مجالس اللهو والباطل
وخلاصة الأمر أن "استعمال آلات العزف والموسيقى بكيفية لهوية مطربة متناسبة مع مجالس اللهو والطرب حرام مطلق"
كل آلات الموسيقى مبنى حلالها على الكلام الطيب المغنى معها وحرامهها مبنى على الكلام الباطل المغنى معها وإذا استعملت دون غناء فاستعمالها محرم لعدم وجود معنى لتلك الأصوات
وتحدث عن بيع وشراء الآلات فقال :
"بيع وشراء الآلات الموسيقية:
بعد أن ميزنا أنواع الآلات الموسيقية والمحلل منها من المحرم، فإن من المناسب أن نتعرض لذكر حكم بيع وشراء هذه الآلات.
الآلات المختصة بالحرام: فأما الآلات المختصة بالحرام فمن الواضح أنه لا يجوز بيعها ولا شراؤها، حيث لا يستفاد منها إلا في الحرام.
الآلات المشتركة بين الحلال والحرام: لا بأس بشراء وبيع الآلات المشتركة لعزف الموسيقى غير اللهوية للأغراض المحللة ولا بأس في الاستماع إليها، ولكن يشترط أن لا يكون "الشراء بقصد الاستفادة المحرمة"
المفروض هو أن دولة المسلمين تنظم العمل بالغناء والموسيقى فلا تتركهم لأى أحد لأن الغرض من تنظيمها هو الدعوة للحق من خلال أى وسيلة ومن ثم فالمؤسسة المختصة هى تشترى أو تصنع تلك الآلات لاستخدامها فى المباحات
وتحدث عن حكم تعلم العزف فقال :
"حكم تعلم الموسيقى:
اتضح أن من الموسيقى ما هو حلال ومنها ما هو حرام، ويجوز للمكلف تعلم الموسيقى للعزف غير المحرم من قبيل إجراء الأناشيد الثورية أو الدينية، أو لإجراء البرامج الثقافية المفيدة وأمثال ذلك، مما يكون لغرض عقلائي مباح، على شرط أن لا يكون مستلزما لمفاسد أخرى
يقول الخامنئي: "لا مانع من تعلم العزف وتعليمه في نفسه لذلك"
الاشتباه في التشخيص:
قد يشتبه على البعض تشخيص بعض الأنواع من الأناشيد فيشك المكلف هل هي داخلة تحت عنوان الغناء المحرم، أو تحت عنوان النشيد الثوري، وهذا ينشأ أحيانا من كون المنشد أو الملحن من غير المتدينين، رغم كون النشيد يحتوي على المضامين الجيدة كمقاومة الاحتلال، فما هو الحكم في مثل هذه الحالة؟ إن المعيار في الحلية والحرمة هو ما ذكرناه من التناسب مع مجالس اللهو والباطل والطرب وعدم ذلك، ولهذا "إذا لم تكن الكيفية بنظر المستمع من الغناء المطرب اللهوي فلا بأس في الاستماع إليها ولا دخل لقصد ونية المغني ولا لمضمون ما يتغنى به في ذلك"
وقد يكون بعض أصحاب النوايا الحسنة ممن ينشد الأناشيد الثورية أو المدائح بمضمون سليم، ولكن اللحن الذي يستعمل يتناسب في كيفيته مع مجالس الطرب واللهو، ففي مثل هذه الحالة يكون الاستماع له محرما رغم نيته الحسنة ومضمونه السليم، لأن المعيار هو الكيفية واللحن كما يؤكد جواب الخامنئي السابق."
كما سبق القول دولة المسلمين تخصص بعض الرجال والنساء لتعلم الغناء والموسيقى لاستعمالهم فى الدعوة للحق ومن ضمنها الغناء والعزف فى الأعراس
وتحدث معرفا الرقص والتصفيق فقال :
"ثالثا: الرقص والتصفيق:
الرقص
إن الرقص من العادات التي تحصل في مجالس الفرح وخارجها منذ قديم الزمان وما زالت إلى يومنا هذا، فما هي النظرة الشرعية إلى هذا العمل؟ وما هي الحدود الشرعية فيه؟
هناك أنواع كثيرة للرقص وبعض أنواعه تراثي يعتبر من الموروثات والتقاليد في هذا البلد أو ذاك، ولا داعي لتفصيل أنواع الرقص ووضع حكم شرعي لكل منها، فهناك ميزان واحد لحلية الرقص أو حرمته، هذا الميزان نستطيع أن نطبقه على أي نوع من الرقص لنعرف حكمه، وهذا ما سيتضح في ما يلي.
الحكم الشرعي للرقص:
الرقص الذي يكون مظهرا ومشخصا للهو ففيه إشكال والأحوط وجوبا تركه, وأما الرقص الذي يكون مثيرا للشهوة أو يستلزم الحرام أو المفسدة فهذا لا إشكال في حرمته, وعلى هذا يتضح ما يلي:
إن أنواع الرقص المختلط التي قد تحصل في الحفلات وتكون بين رجل وامرأة، والتي لا تخلو من الشهوة والمفاسد، تكون محرمة.
يجوز الرقص للنساء دون اختلاط، إذا لم تترتب عليه إثارة للشهوات أو مفسدة أخرى.
الرقص التراثي، "إن كان بكيفية مثيرة للشهوة أو كان مع استعمال آلات اللهو بكيفية لهوية أو كان مما يترتب عليه الفساد، فهو حرام، وإلا فلا بأس فيه"
في لبنان رقص شعبي للرجال يسمى الدبكة وفيه يصطف الرجال جنبا إلى جنب ويرقصون مع أو بلا موسيقى.
أولا: هل هذا جائز، سواء كان مع الموسيقى أو بدونها؟
ثانيا: هل هذا جائز مع أو بلا تصفيق، وكان هناك من يقرأ موالد نبوية مع لحن؟
ثالثا: إذا جاز فهل يصح أمام النساء؟
الدبكة (رقص شعبي معروف في لبنان) إذا كانت بكيفية مثيرة للشهوة، أو كانت مع استعمال آلات اللهو بكيفية لهوية، أو كانت مما يترتب عليها الفساد، فهي حرام، وإلا فلا بأس فيها
الحركات الفلكلورية التي قد تحدث في الأعراس، بالسيف والترس تصاحبها حركات فنية "فإذا كانت بصورة لعبة رياضية ترفيهية ولم يكن فيها خوف على النفس فلا إشكال فيها بذاتها، وأما استعمال الآلات الموسيقية بكيفية لهوية مطربة فلا يجوز بحال"31.
رقص الزوجين:
هل رقص المرأة لزوجها أو الرجل لزوجته حرام؟
والجواب على هذا السؤال أنه: "إذا كان رقص الزوجة لزوجها أو العكس من دون ارتكاب محرم فلا بأس فيه"، وارتكاب المحرم مثل أن يكون الرقص على وقع غناء محرم ...
رقص النساء أمام الرجال:
عرفنا حكم رقص المرأة أمام زوجها، فيا ترى ما هو حكم رقصها أمام الأجانب؟
يقول الخامنئي إن "رقص المرأة أمام الأجانب حرام مطلق"
وحينما سئل عن حكم رقص النساء أمام الرجال في مجالس الأعراس القروية والتي تستعمل فيها الآلات الموسيقية وما هو التكليف تجاهه، أجاب سماحته أن "رقص النساء أمام الأجانب وكذلك كل رقص يؤدي إلى المفسدة وإثارة الشهوة حرام، واستعمال آلات الموسيقى والاستماع إليها إذا كان بكيفية ملهية مطربة فهو حرام أيضا. ووظيفة المكلفين في هذه الحالات هي النهي عن المنكر"."
الرقص كله محرم إلا ما كان من رقص الزوجة لزوجها أو الزوج لزوجته داخل حجرة النوم أو تعليم المرأة ابنتها قبل دخولها على زوجها الرقص لأن من المحرم مشاهدة أى رجل غريب لامرأة وهى ترقص
وتحدث عن التصفيق وحكمه فقال :
"التصفيق في المجالس:
التصفيق في مجالس الأفراح عادة معروفة، وهو ضرب راحتي اليدين ببعضهما تعبيرا عن الفرح، ويترافق
عادة مع الإنشاد أو الغناء، فما هو رأي الشريعة الإسلامية فيه؟
إن التصفيق بحد ذاته ليس من المحرمات الشرعية، "فلا إشكال في التصفيق على النحو المتعارف"ومن الأمور التي تحصل في الموالد والأفراح، أن يصل صوت تصفيق النساء إلى أسماع الرجال فهل يجوز هذا الأمر؟
يقول الخامنئي أنه يجوز "حتى وإن سمعه الأجنبي، ما لم يكن مما تترتب عليه مفسدة"فالتصفيق جائز حتى وإن سمعه الأجنبي بشرط أن لا تترتب عليه مفسدة.
لكن التصفيق ليس هو الأسلوب الأفضل للتعبير عن الفرح بل الأفضل من التصفيق "أن تعطر أجواء المجلس الديني، بالصلوات والتكبير خصوصا في المراسم التي تقام في المساجد والحسينيات وأماكن الصلاة لكي تحظى بثواب الصلوات والتكبير"
والتصفيق جائز طالما أنه لتشجيع أمر حق وأما التصفيق للباطل كالتصفيق للراقصة فمحرم لأنه تشجيع للباطل
وتحدث عن التصوير وهو نقل شكل الناس فى لحظات معينة فقال :
"الفصل الثالث: تصوير المجلس:
التصوير
إن التصوير قد شاع وانتشر بين الناس، فمن خلاله يحتفظون بذكريات عن مناسباتهم وأحبائهم، ويحتفظون بصور عن مراحل حياتهم، وبعضهم من يمارس التصوير كفن يميل إليه ويأنس به، وقد غزا التصوير حياة الإنسان حتى يكاد لا يخلو بيت من آلة تصوير"
حكم التصوير:
لا شك أن الحكم الأصلي للتصوير ـ وبعيدا عن الأمور الأخرى التي يمكن أن تلحق به ـ هو الجواز، ولا إشكال فيه، فيجوز تصوير الجمادات والنباتات والحيوانات والإنسان ...ولكن هناك ضوابط لا بد من الالتزام بها ليبقى حكم التصوير على حليته ولا ينقلب إلى الحرام، ومن هذه الضوابط:
1 ـ الإجازة بالتصرف: إن التصوير إذا كان يتضمن التصرف بأموال الغير يحتاج لإجازتهم، كالدخول إلى البيت أو المحل للتصوير داخله، أو أي تصرف آخر من نقل وغيره ...
وقد تفهم الإجازة من القوانين والضوابط الموضوعة في الأمكنة العامة، ومن هذا الباب يقول الخامنئي "لا إشكال في تصوير الأماكن المقدسة إذا لم يكن مخالفا للقوانين والضوابط الموضوعة هناك"
2 ـ عدم الأذية: لا يجوز تصوير شخص ومن دون إجازته إذا تسبب ذلك بأذيته "
بالقطع التصوير العلمى لدراسة النباتات والحيوانات والجمادات أمر مطلوب كما قال تعالى :
" فارجع البصر"
وأما تصوير الناس رجال ونساء فمنه حلال ومنه حرام وتحدثوا عن مسائل فيه فقالوا:
"تصوير الرجل للمرأة:
يجوز للرجل تصوير المرأة إذا لم يكن التصوير مستلزما للنظر المحرم إليها "
ولا يجوز للرجل الغريب أن يصور امرأة ولا ببمؤأة الغريبة أن تصور رجلا لقوله تعالى :
" وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"
وقال:
" قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
وتحدث عن مجالس التصوير فقال :
"الحضور في المجالس للتصوير:
لا شك أن التصوير سواء كان صورا أو فيلما من الأمور الجائزة، والأعمال المحللة التي يمكن للإنسان مزاولتها وكثيرا ما يتم تصوير الأعراس والاحتفالات والموالد لحفظ هذه الذكريات، وهذا التصوير يبقى جائزا ما لم يدخل فيه محرم آخر من المحرمات التي سنشرحها ضمن العناوين التالية:
الوقوع في المحرمات:
بعض الحفلات التي لا يلتزم أصحابها بالأحكام الشرعية، تحصل فيها الكثير من المعاصي والذنوب، كاستماع الغناء والموسيقى المحرمة والرقص المحرم والمختلط، فهل يجوز الحضور في مثل هذه الحفلات لتصويرها؟
لا يجوز ذلك إذا استلزم التصوير النظر بريبة، أو حصول مفاسد أخرى، أو إشاعة الفساد، كما لا يجوز الاستماع إلى الغناء أو الموسيقى المحرمة.
تصوير الرجل لمجالس النساء والعكس:
يجوز للرجل أن يصور مجالس الرجال، ويجوز للمرأة أن تصور مجالس الرجال في الأصل، ولكن يصبح ذلك محرما إذا كان مستلزما لفعل الحرام كالنظر بريبة أو أدى إلى مفاسد أخرى
ولو فرض أن العروس أرادت إلتقاط صور فوتوغرافية لها، فإنه يجوز لأحد أرحامها من الرجال كالأخ أو العم أو الخال أن يلتقط لها هذه الصور."
إذا تصوير الرجال للرجال مباح والنساء للنساء مباح وأما رجل وامرأة فمحرم إلا أن يكون رجل وامرأة مباح لهما النظر لبعضهما كالأخ والأخت أو الابنة والأب
وتحدث عن حكم تصوير الرقص فقال :
"تصوير الرقص:
لا يجوز تصوير رقص النساء إذا كان الرقص من النوع المحرم"
من المحرم تصوير الرقص أيا كان من يرقص حتى ولو كان نساء ونساء أو رجال ورجال
وتحدث عن حكم المؤثرات الصوتية فى الأفلام فقال:
"المؤثرات الصوتية في الفيلم
بعد تصوير الفيلم قد يعمد المصور إلى وضع مؤثرات صوتية له، كالموسيقى أو الغناء أو غيرها، فما هو حكم هذه الأمور؟
لا بأس باستخدام الموسيقى غير المحرمة شرعا وكذلك
المؤثرات الأخرى التي يجوز الاستماع إليها، وأما إستخدام المحرم منها كاستخدام الموسيقى المناسبة لمجالس اللهو في أفلام حفلات الزفاف فهو حرام "
والحكم هو أن تصوير الأعراس ووضع موسيقى لها محرم طالما كان من يقوم بالعملية رجل غريب يرى صور النساء أو امرأة تشاهد صور الرجال وفى كل الأحوال يكون هناك أغراب وغريبات
وتحدث عن تحميض أو طباعة الصور فقال :
"تظهير الأفلام:
الأفلام الفوتوغرافية تحتاج للتظهير عادة في ما بعد، وغالبا ما يكون العامل على تجهيز الفيلم وطبع الصور من الرجال، فما حكم تظهير الأفلام التي تتضمن صورا للنساء من دون حجاب عند الرجل الأجنبي؟
إذا كان هذا الرجل لا يعرف صاحبة الصورة فلا إشكال في ذلك، ويجوز طبعها عنده ويجوز له طبعها أيضا بشرط عدم قصد التلذذ وعدم حصول الفساد والريبة.
وأما إذا كان يعرفها فلا يجوز له النظر إلى صورتها.
نشر الصور والأفلام
ـ لا يجوز نسخ وتوزيع صور الأشخاص من دون إجازتهم إذا استوجب ذلك أذيتهم
ـ لا يجوز إنتاج ونسخ وتوزيع الصور المفسدة والمحركة للشهوات
ـ لا يجوز عرض الصور التي لا يراعى فيها الحجاب لغير المحارم، حتى لو كانوا من الأقارب "
ولا يجوز لرجل غريب القيام بتلك العملية طالما سيرى صور غريبات عنه ولا يجوز لامرأة أن تقوم بتلك العملية طالما ستشاد أغراب فى الصور
وهناك آلات تصوير موجودة من فترة تقوم بالتصوير والطباعة فى نفس الوقت وهذه إن صور بها رجل ليس من الأغراب فاستعمالها مباح وطباعتها مباحة وكذلك المرأة التى لا تصور أغرابا
رضا البطاوى- عضو ممتاز
-
عدد الرسائل : 3616
العمر : 56
العمل : معلم
تاريخ التسجيل : 18/07/2011
مواضيع مماثلة
» قراءة في كتاب حسن الخاتمة
» قراءة فى كتاب القدر
» قراءة فى كتاب الحجاب
» قراءة فى كتاب أدب الاختلاف
» قراءة فى كتاب القوامة
» قراءة فى كتاب القدر
» قراءة فى كتاب الحجاب
» قراءة فى كتاب أدب الاختلاف
» قراءة فى كتاب القوامة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى