قراءة فى كتاب مصحف الإمام علي
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتاب مصحف الإمام علي
قراءة فى كتاب مصحف الإمام علي
مؤلف الكتاب مجمع العالمي لأهل البيت وهو يدور حول نسخة من المصحف كتبها على بن أبى طالب ولم يظهرها للناس مدة طويلة ويحدثنا المجمع عن أن النسخة لا تختلف عن المصحف الحالى فيقول :
"المقدمة
"تكاد تتفق كل نصوص الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في نهج البلاغة علي أن هذا القرآن الموجود بين أيدينا هو الكتاب الذي أنزله الله علي رسوله الأمين محمد خاتم النبيين (ص)وهو الكتاب الذي تكفل الله بحفظه وتخليده باعتباره الدليل علي خلود الرسالة التي انزل من أجل إثباتها وتثبيتها. وقد تضمن هدي الله للبشرية والدين التام الذي ارتضاه لعباده ويحتج به علي خلقه الي يوم القيامة. وقد صرحت كلماته الخالدة عن هذا الكتاب الخالد بأنه يتكلم عن القرآن الموجود بأيدينا، وهو القرآن الذي انزل علي الرسول محمد (ص)وجمع في عهده وتداوله المسلمون جيلا بعد جيل لم ينقص منه حرف أو كلمة. قال «واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب. وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدي أو نقصان من عمي واعلموا أنه ليس علي أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غني، فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به علي لاوائكم; فإن فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال، فاسألوا الله به وتوجهوا إليه بحبه» وهذه النصوص الواردة عنه، حول القرآن الكريم الموجود بأيدي المسلمين في عصره وعصرنا هذا هي التي تفسر قوله «وإن الكتاب لمعي، ما فارقته مذ صحبته» هذا هو موقف الإمام علي بن أبي طالب من كتاب الله الخالد"
وتحدث المجمع عن أن الأعداء دأبوا على ذكر أن مصحف على يخالف بقية المصاحف فقال :
"ولكن أعداء هذا الكتاب الإلهي انتهجوا لتفريق المسلمين سبلا شتي، منها: اتهام أهل البيت وهم حملة القرآن وعدله ورعاته والمفسرون لآياته كما اوحي الي الرسول (ص)وأتباعهم ـ بأنهم يزعمون أن لديهم سوي هذا القرآن قرآنا يحتفظون به زاعمين أن هناك روايات تشير الي ذلك"
ومن ثم تأليف هذا الكتاب لبيان الحق فى هذا الموضوع التاريخى الذى لا علاقة له بنصوص القرآن وفى هذا قال المجمع :
" ومن هنا ـ إيضاحا للحقيقة التي يعرفها أهل الحق، والتي يحاول الأعداء تغييبها ـ نعالج هذا الزعم لنصل الي ما ترشدنا اليه الروايات في هذا المجال، وذلك عبر ملاحظة تأريخ القرآن منذ عصر الرسول (ص)وحتي عصر الإمام علي لنقف علي حقيقة ما يسمي بمصحف الإمام علي في هذه النصوص. لا يمكن البحث في قضية مصحف الإمام علي إلا بعد معرفة تاريخ جمع القرآن ; لأن مصحف الإمام علي ما هو إلا جمع الإمام علي للقرآن الكريم وما حوله. إن ترتيب القرآن وتاريخ جمعه وتنظيم سوره، وتشكيله وتنقيطه وتفصيله الي أجزاء وأحزاب لم يكن وليد عامل واحد، ولم يكتمل في فترة زمنية قصيرة، فقد مرت عليه أدوار وأطوار ابتدأت بعهد الرسالة وانتهت بدور توحيد المصاحف علي عهد عثمان، ثم الي عهد الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي أكمل تشكيله علي ما هو بأيدينا اليوم. يري المؤرخون أن تاريخ جمع القرآن قد مر بثلاث مراحل رئيسية:
المرحلة الاولي: عهد النبي (ص)حيث جمع القرآن كتابة وحفظا في الصدور وكتب في قراطيس وألواح من الرقاع والعسب واللخاف والأكتاف فقد قال زيد بن ثابت: كنا عند رسول الله (ص)نؤلف; أي نكتب القرآن في الرقاع.
المرحلة الثانية: عهد أبي بكر، وذلك بانتساخه من العسب والرقاع وصدور الرجال
المرحلة الثالثة: عهد عثمان بن عفان حيث جمع القرآن بين دفتين وحمل الناس علي قراءة واحدة، وكتب منه عدة مصاحف أرسلها الي الأمصار، وأحرق باقي المصاحف
فحول المرحلة الاولي
يذهب بعض علماء الإمامية علي أن القرآن الكريم كان مجموعا علي عهد رسول الله (ص)وانه لم يترك دنياه الي آخرته إلا بعد أن عارض ما في صدره بما في صدور الحفظة الذين كانوا كثرة وبما في مصاحف الذين جمعوا القرآن في عهده، وتشير الي ذلك كثير من الروايات منها قوله (ص)«من قرأ القرآن حتي يستظهره ويحفظه، أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته ... » وكان رسول الله (ص)يشرف بنفسه علي ما يكتب، فعن زيد قال: فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسره فأكتب وهو يملي علي فاذا فرغت قال: إقرأه، فأقرأه، فان كان فيه سقط أقامه، ثم اخرج الي الناس وروي أن الصحابة كانوا يختمون القرآن من أوله الي آخره حتي قال (ص)«إن لصاحب القرآن عند الله لكل ختم دعوة مستجابة»
هل جمع رسول الله القرآن بنفسه أم لا؟
لقد كان لدي النبي (ص)مصحف مجموع، ففي حديث عثمان بن أبي العاص حيث جاء وفد ثقيف الي النبي (ص)قال عثمان: فدخلت علي رسول الله (ص)فسألته مصحفا كان عنده فأعطانيه بل وترك رسول الله (ص)مصحفا في بيته خلف فراشه مكتوبا في العسب والحرير والاكتاف، وقد أمر عليا بأخذه وجمعه ...
أما المرحلة الثانية من جمع القرآن التي يقال عنها أنها كانت في عهد أبي بكر فالأخبار حول هذا الجمع متضاربة، كما أنها لا ترتبط بما نحن بصدده. أما شبهة أن للإمام علي مصحفا غير هذا المصحف المتداول بين المسلمين من جهة النص فهذه شبهة لا دليل عليها ولا أساس لها من الصحة. نعم، تفيد طائفة من أحاديث الشيعة وأهل السنة أن الإمام عليا اعتزل الناس بعد وفاة رسول الله (ص)لجمع القرآن الكريم، وكان موقفه هذا بأمر رسول الله (ص)وأنه قال: لا أرتدي حتي أجمعه. وروي أنه لم يرتد إلا للصلاة حتي جمعه "
وكل هذا الكلام الذى حكاه القوم كذب تنسفه آية واحدة فلا الرسول(ص) ولا الصحابة جمعوا القرآن وإنما جامعه هو الله كما قال تعالى :
" إن علينا جمعه وقرآنه"
ومن ثم كل ما ترويه كتب التاريخ أخبار معارضة لخبر القرآن ومن ثم فكلها أحاديث موضوعة كاذبة و سواء عند السنة أو الشيعة أو غيرهم
وتحدث المجمع عن مصدر تسمية مصحف باسم مصحف على فقال :
"من أين جاءت تسمية مصحف الإمام علي؟
لقد كان للإمام مصحف كباقي المصاحف التي جمعت فيما بعد مثل مصحف زيد ومصحف ابن مسعود ومصحف ابي بن كعب ومصحف أبي موسي الأشعري ومصحف المقداد بن الأسود، كما كان لعائشة أيضا مصحف. وكان أهل الكوفة يقرأون علي مصحف عبدالله بن مسعود، وأهل البصرة يقرأون علي مصحف أبي موسي الأشعري، وأهل الشام علي مصحف أبي كعب، وأهل دمشق علي مصحف المقداد ولكن انتهي دور هذه المصاحف والقراءة فيها علي عهد عثمان عندما أرسل عليها وأحرقها أما مصحف الإمام فقد احتفظ به لنفسه وأهل بيته ولم يظهره لأحد، حفاظا علي وحدة الأمة، علي ما سنبينه فيما بعد."
ويعود المجمع إلى نفس النقطة وهى أن هناك مصاحف كثيرة سميت بأسماء بعض الصحابة ومن ثم ليست هنام إشكالية فالتسمية ثم تحدث عن الخلاف بين مصاحف الصحابة وأنه كان فى شىء واحد وهو ترتيب السور فقال :
"هل مصاحف الصحابة التي سميت بأسماء جامعيها تختلف فيما بينها؟ وهل لكل واحد منها خصوصية؟
يري المؤرخون أن فروقا من ناحية تقديم السور وتأخيرها تكتنف تلك المصاحف، فمثلا مصحف ابن مسعود نجده مؤلفا بتقديم السبع الطوال ثم المئتين ثم المثاني ثم الحواميم ثم الممتحنات ثم المفصلات. أما مصحف ابي بن كعب نجده قد قدم الأنفال وجعلها بعد سورة يونس وقبل البراءة، وقدم سورة مريم والشعراء والحج علي سورة يوسف"
وتحدث عن تاريخ كتابة على للمصحف وهو كلام هو ألآخر كاذب طبقا لآية جمع الله للقرآن فقال :
"متي جمع الإمام علي مصحفه؟
إن أول من تصدي لجمع القرآن بعد وفاة النبي (ص)مباشرة، وبوصية منه هو علي بن أبي طالب حيث قعد في بيته مشتغلا بجمع القرآن وترتيبه علي ما نزل. قال ابن النديم ـ بسند يذكره ـ: أن عليا رأي من الناس طيرة عند وفاة النبي (ص)فأقسم أن لا يضع رداءه حتي يجمع القرآن. وروي محمد بن سيرين عن عكرمة، قال: لما كان بدء خلافة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب في بيته يجمع القرآن. قال: قلت لعكرمة: هل كان تأليف غيره كما أنزل الأول فالأول؟ قال: لو اجتمعت الإنس والجن علي أن يألفوه هذا التأليف ما استطاعوه قال ابن سيرين: تطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه الي المدينة فلم أقدر عليه "
وسأل المجمع هل توجد ميزة لمصحف على فأجاب بقوله:
ما هو امتياز مصحف الإمام علي عن بقية المصاحف؟
واذا ما ثبت أن هناك مصحفا للإمام علي قد جمعه بعد وفاة الرسول (ص) فماهي صفات ذلك المصحف؟ وهل يختلف عن غيره من المصاحف الاخري التي جمعت بعد مصحفه؟
قالوا: إن الفرق بين مصحف الإمام علي والمصاحف الأخري التي اختلفت فيما بينها أيضا، هو أن الإمام رتبه علي ما نزل، كما اشتمل علي شروح وتفاسير لمواضع من الآيات مع بيان أسباب ومواقع النزول
قال «ما نزلت آية علي رسول الله (ص)إلا اقرأنيها وأملاها علي، فأكتبها بخطي. وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ودعا الله لي أن يعلمني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله، ولا علما أملاه علي فكتبته منذ دعا لي ما دعا». كما اشتمل علي جملة من علوم القرآن الكريم، مثل: المحكم والمتشابه والمنسوخ والناسخ وتفسير الآيات وتأويلها "
وما ينسبونه هنا لعلى كذب والسبب هو أنه لا يوجد تفسير منسوب لعلى وإنما ألأمر كما فى روايات الأخرين تفسير لبضع آيات ولو كان هذا التفسير الكامل موجودا لطبعوه وأظهروه وما ألف بعضهم كتبا جمع فيها عدد قليل من تفسير على للآيات والله أعلم بصحة تلك الروايات من بطلانها
وتساءل المجمع عل عرض على المصحف على الناس وأجاب فقال:
"هل عرض الإمام مصحفه علي الناس؟
نعم، بعد أن جمعه جاء به الي الناس وقال: إني لم أزل منذ قبض رسول الله (ص)مشغولا بغسله وتجهيزه ثم بالقرآن حتي جمعته كله ولم ينزل الله علي نبيه آية من القرآن إلا وقد جمعتها وعرض الإمام مصحفه علي الناس وأوضح مميزاته فقام إليه رجل من كبار القوم فنظر فيه، فقال: يا علي أردده فلا حاجة لنا فيه قال الإمام علي «أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرأوه».
"
والرواية كاذبة قطعا لأن الصحابة لا يختلفون فى كتاب الله كما قال المجمع فى بداية الكتاب لأن الخلاف يأتى من اختلاف المصحف عن غيره بزيادات أو نقص ومن ثم فلا يمكن أن يقول صحابى لأخر اردده لأنه بذلك يرد المصحف الذى لا خلاف فيه ومعاذ الله أن يكفر مؤمن بكتاب الله
وتحدث المجمع عن سبب عدم اظهر مصحف على فى عهد عثمان فقال:
"لماذا لم يخرج الإمام مصحفه في زمن الخليفة عثمان؟
خلال عهد عثمان اختلفت المصاحف، واثيرت الضجة بين المسلمين، فسأل طلحة الإمام عليا لو يخرج للناس مصحفه الذي جمعه بعد وفاة رسول الله (ص)قال: وما يمنعك ـ يرحمك الله ـ أن تخرج كتاب الله الي الناس؟! فكف عن الجواب أولا، فكرر طلحة السؤال، فقال: لا أراك يا أبا الحسن أجبتني عما سألتك من أمر القرآن، ألا تظهره للناس؟ وأوضح الإمام سبب كفه عن الجواب لطلحة مخافة أن تتمزق وحدة الامة، حيث قال: يا طلحة عمدا كففت عن جوابك فأخبرني عما كتبه القوم؟ أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال طلحة: بل قرآن كله قال إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة ... "
وهذه الرواية عن على تنقض كلام المجمع فى السؤال السابق فهو اعتراف بأن القرآن هو القرآن بينما الإجابة على السؤال قبله برد صحابى بمصحفه معناه اختلاف المصاحف بزيادات ليست فى المصحف المعروف حاليا
وتحدث المجمع عن مصير مصحف على فقال:
"مصير مصحف الإمام علي
تفيد الروايات بأن المصحف قد سلمه الإمام علي للأئمة من بعده وهم يتداولونه الواحد بعد الآخر لا يرونه لأحد كما لم يعد خبر المصحف والحديث عنه خافيا علي العلماء الباقين
ذكر ابن النديم أنه أول مصحف جمع فيه القرآن، وكان هذا المصحف عند آل جعفر، وفي قول آخر يتوارثه بنو الحسن ثم تابع ابن سيرين مصير المصحف في المدينة المنورة فلم يفلح علي حصوله، وقد صرح بخصوصية المصحف بقوله: (فلو أصبت ذلك الكتاب كان فيه علم) "
إذا لا أحد يعرف أين هذا المصحف المزعوم وعدم وجوده دليل على أنه لا يوجد مصحف خاص بعلى أو غيره وإنما هى روايات قيلت كلها كاذبة
ولخص المجمع الكتاب بأن مصحف على هو نفس المصحف الحالى مع وجود تفسيرات لأسباب النزول فيه فقط فقال:
"إذن تتلخص قصة مصحف الإمام علي بما يلي: إن الإمام جمع القرآن بعد وفاة رسول الله (ص)، وكانت سوره وآياته هي آيات وسور القرآن المتداول بين المسلمين اليوم، وكان متضمنا ترتيب السور حسب النزول والي جانبها أسباب النزول، إلا أن موقف بعض الصحابة من مصحفه كان موقفا سياسيا. ومن هنا فالأحري أن نعتبره نسخة اخري من القرآن الكريم متضمنة لسوره وآياته، وليس هو قرآن آخر سوي القرآن الكريم. وجاء الخصوم بعد ذلك ليقولوا: إن الشيعة تدعي أن للإمام علي مصحفا غير المصحف المتداول بين المسلمين ظلما ورغبة في تفريق صف الامة المسلمة "
وهذا الكلام عن أسباب النزول على أن المصحف كان تفسيرا للقرآن سمعه على من النبى(ص) فى قولهم:
" فما نسيت آية من كتاب الله، ولا علما أملاه علي فكتبته منذ دعا لي ما دعا»
مؤلف الكتاب مجمع العالمي لأهل البيت وهو يدور حول نسخة من المصحف كتبها على بن أبى طالب ولم يظهرها للناس مدة طويلة ويحدثنا المجمع عن أن النسخة لا تختلف عن المصحف الحالى فيقول :
"المقدمة
"تكاد تتفق كل نصوص الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في نهج البلاغة علي أن هذا القرآن الموجود بين أيدينا هو الكتاب الذي أنزله الله علي رسوله الأمين محمد خاتم النبيين (ص)وهو الكتاب الذي تكفل الله بحفظه وتخليده باعتباره الدليل علي خلود الرسالة التي انزل من أجل إثباتها وتثبيتها. وقد تضمن هدي الله للبشرية والدين التام الذي ارتضاه لعباده ويحتج به علي خلقه الي يوم القيامة. وقد صرحت كلماته الخالدة عن هذا الكتاب الخالد بأنه يتكلم عن القرآن الموجود بأيدينا، وهو القرآن الذي انزل علي الرسول محمد (ص)وجمع في عهده وتداوله المسلمون جيلا بعد جيل لم ينقص منه حرف أو كلمة. قال «واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب. وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدي أو نقصان من عمي واعلموا أنه ليس علي أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غني، فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به علي لاوائكم; فإن فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال، فاسألوا الله به وتوجهوا إليه بحبه» وهذه النصوص الواردة عنه، حول القرآن الكريم الموجود بأيدي المسلمين في عصره وعصرنا هذا هي التي تفسر قوله «وإن الكتاب لمعي، ما فارقته مذ صحبته» هذا هو موقف الإمام علي بن أبي طالب من كتاب الله الخالد"
وتحدث المجمع عن أن الأعداء دأبوا على ذكر أن مصحف على يخالف بقية المصاحف فقال :
"ولكن أعداء هذا الكتاب الإلهي انتهجوا لتفريق المسلمين سبلا شتي، منها: اتهام أهل البيت وهم حملة القرآن وعدله ورعاته والمفسرون لآياته كما اوحي الي الرسول (ص)وأتباعهم ـ بأنهم يزعمون أن لديهم سوي هذا القرآن قرآنا يحتفظون به زاعمين أن هناك روايات تشير الي ذلك"
ومن ثم تأليف هذا الكتاب لبيان الحق فى هذا الموضوع التاريخى الذى لا علاقة له بنصوص القرآن وفى هذا قال المجمع :
" ومن هنا ـ إيضاحا للحقيقة التي يعرفها أهل الحق، والتي يحاول الأعداء تغييبها ـ نعالج هذا الزعم لنصل الي ما ترشدنا اليه الروايات في هذا المجال، وذلك عبر ملاحظة تأريخ القرآن منذ عصر الرسول (ص)وحتي عصر الإمام علي لنقف علي حقيقة ما يسمي بمصحف الإمام علي في هذه النصوص. لا يمكن البحث في قضية مصحف الإمام علي إلا بعد معرفة تاريخ جمع القرآن ; لأن مصحف الإمام علي ما هو إلا جمع الإمام علي للقرآن الكريم وما حوله. إن ترتيب القرآن وتاريخ جمعه وتنظيم سوره، وتشكيله وتنقيطه وتفصيله الي أجزاء وأحزاب لم يكن وليد عامل واحد، ولم يكتمل في فترة زمنية قصيرة، فقد مرت عليه أدوار وأطوار ابتدأت بعهد الرسالة وانتهت بدور توحيد المصاحف علي عهد عثمان، ثم الي عهد الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي أكمل تشكيله علي ما هو بأيدينا اليوم. يري المؤرخون أن تاريخ جمع القرآن قد مر بثلاث مراحل رئيسية:
المرحلة الاولي: عهد النبي (ص)حيث جمع القرآن كتابة وحفظا في الصدور وكتب في قراطيس وألواح من الرقاع والعسب واللخاف والأكتاف فقد قال زيد بن ثابت: كنا عند رسول الله (ص)نؤلف; أي نكتب القرآن في الرقاع.
المرحلة الثانية: عهد أبي بكر، وذلك بانتساخه من العسب والرقاع وصدور الرجال
المرحلة الثالثة: عهد عثمان بن عفان حيث جمع القرآن بين دفتين وحمل الناس علي قراءة واحدة، وكتب منه عدة مصاحف أرسلها الي الأمصار، وأحرق باقي المصاحف
فحول المرحلة الاولي
يذهب بعض علماء الإمامية علي أن القرآن الكريم كان مجموعا علي عهد رسول الله (ص)وانه لم يترك دنياه الي آخرته إلا بعد أن عارض ما في صدره بما في صدور الحفظة الذين كانوا كثرة وبما في مصاحف الذين جمعوا القرآن في عهده، وتشير الي ذلك كثير من الروايات منها قوله (ص)«من قرأ القرآن حتي يستظهره ويحفظه، أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته ... » وكان رسول الله (ص)يشرف بنفسه علي ما يكتب، فعن زيد قال: فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسره فأكتب وهو يملي علي فاذا فرغت قال: إقرأه، فأقرأه، فان كان فيه سقط أقامه، ثم اخرج الي الناس وروي أن الصحابة كانوا يختمون القرآن من أوله الي آخره حتي قال (ص)«إن لصاحب القرآن عند الله لكل ختم دعوة مستجابة»
هل جمع رسول الله القرآن بنفسه أم لا؟
لقد كان لدي النبي (ص)مصحف مجموع، ففي حديث عثمان بن أبي العاص حيث جاء وفد ثقيف الي النبي (ص)قال عثمان: فدخلت علي رسول الله (ص)فسألته مصحفا كان عنده فأعطانيه بل وترك رسول الله (ص)مصحفا في بيته خلف فراشه مكتوبا في العسب والحرير والاكتاف، وقد أمر عليا بأخذه وجمعه ...
أما المرحلة الثانية من جمع القرآن التي يقال عنها أنها كانت في عهد أبي بكر فالأخبار حول هذا الجمع متضاربة، كما أنها لا ترتبط بما نحن بصدده. أما شبهة أن للإمام علي مصحفا غير هذا المصحف المتداول بين المسلمين من جهة النص فهذه شبهة لا دليل عليها ولا أساس لها من الصحة. نعم، تفيد طائفة من أحاديث الشيعة وأهل السنة أن الإمام عليا اعتزل الناس بعد وفاة رسول الله (ص)لجمع القرآن الكريم، وكان موقفه هذا بأمر رسول الله (ص)وأنه قال: لا أرتدي حتي أجمعه. وروي أنه لم يرتد إلا للصلاة حتي جمعه "
وكل هذا الكلام الذى حكاه القوم كذب تنسفه آية واحدة فلا الرسول(ص) ولا الصحابة جمعوا القرآن وإنما جامعه هو الله كما قال تعالى :
" إن علينا جمعه وقرآنه"
ومن ثم كل ما ترويه كتب التاريخ أخبار معارضة لخبر القرآن ومن ثم فكلها أحاديث موضوعة كاذبة و سواء عند السنة أو الشيعة أو غيرهم
وتحدث المجمع عن مصدر تسمية مصحف باسم مصحف على فقال :
"من أين جاءت تسمية مصحف الإمام علي؟
لقد كان للإمام مصحف كباقي المصاحف التي جمعت فيما بعد مثل مصحف زيد ومصحف ابن مسعود ومصحف ابي بن كعب ومصحف أبي موسي الأشعري ومصحف المقداد بن الأسود، كما كان لعائشة أيضا مصحف. وكان أهل الكوفة يقرأون علي مصحف عبدالله بن مسعود، وأهل البصرة يقرأون علي مصحف أبي موسي الأشعري، وأهل الشام علي مصحف أبي كعب، وأهل دمشق علي مصحف المقداد ولكن انتهي دور هذه المصاحف والقراءة فيها علي عهد عثمان عندما أرسل عليها وأحرقها أما مصحف الإمام فقد احتفظ به لنفسه وأهل بيته ولم يظهره لأحد، حفاظا علي وحدة الأمة، علي ما سنبينه فيما بعد."
ويعود المجمع إلى نفس النقطة وهى أن هناك مصاحف كثيرة سميت بأسماء بعض الصحابة ومن ثم ليست هنام إشكالية فالتسمية ثم تحدث عن الخلاف بين مصاحف الصحابة وأنه كان فى شىء واحد وهو ترتيب السور فقال :
"هل مصاحف الصحابة التي سميت بأسماء جامعيها تختلف فيما بينها؟ وهل لكل واحد منها خصوصية؟
يري المؤرخون أن فروقا من ناحية تقديم السور وتأخيرها تكتنف تلك المصاحف، فمثلا مصحف ابن مسعود نجده مؤلفا بتقديم السبع الطوال ثم المئتين ثم المثاني ثم الحواميم ثم الممتحنات ثم المفصلات. أما مصحف ابي بن كعب نجده قد قدم الأنفال وجعلها بعد سورة يونس وقبل البراءة، وقدم سورة مريم والشعراء والحج علي سورة يوسف"
وتحدث عن تاريخ كتابة على للمصحف وهو كلام هو ألآخر كاذب طبقا لآية جمع الله للقرآن فقال :
"متي جمع الإمام علي مصحفه؟
إن أول من تصدي لجمع القرآن بعد وفاة النبي (ص)مباشرة، وبوصية منه هو علي بن أبي طالب حيث قعد في بيته مشتغلا بجمع القرآن وترتيبه علي ما نزل. قال ابن النديم ـ بسند يذكره ـ: أن عليا رأي من الناس طيرة عند وفاة النبي (ص)فأقسم أن لا يضع رداءه حتي يجمع القرآن. وروي محمد بن سيرين عن عكرمة، قال: لما كان بدء خلافة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب في بيته يجمع القرآن. قال: قلت لعكرمة: هل كان تأليف غيره كما أنزل الأول فالأول؟ قال: لو اجتمعت الإنس والجن علي أن يألفوه هذا التأليف ما استطاعوه قال ابن سيرين: تطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه الي المدينة فلم أقدر عليه "
وسأل المجمع هل توجد ميزة لمصحف على فأجاب بقوله:
ما هو امتياز مصحف الإمام علي عن بقية المصاحف؟
واذا ما ثبت أن هناك مصحفا للإمام علي قد جمعه بعد وفاة الرسول (ص) فماهي صفات ذلك المصحف؟ وهل يختلف عن غيره من المصاحف الاخري التي جمعت بعد مصحفه؟
قالوا: إن الفرق بين مصحف الإمام علي والمصاحف الأخري التي اختلفت فيما بينها أيضا، هو أن الإمام رتبه علي ما نزل، كما اشتمل علي شروح وتفاسير لمواضع من الآيات مع بيان أسباب ومواقع النزول
قال «ما نزلت آية علي رسول الله (ص)إلا اقرأنيها وأملاها علي، فأكتبها بخطي. وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ودعا الله لي أن يعلمني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله، ولا علما أملاه علي فكتبته منذ دعا لي ما دعا». كما اشتمل علي جملة من علوم القرآن الكريم، مثل: المحكم والمتشابه والمنسوخ والناسخ وتفسير الآيات وتأويلها "
وما ينسبونه هنا لعلى كذب والسبب هو أنه لا يوجد تفسير منسوب لعلى وإنما ألأمر كما فى روايات الأخرين تفسير لبضع آيات ولو كان هذا التفسير الكامل موجودا لطبعوه وأظهروه وما ألف بعضهم كتبا جمع فيها عدد قليل من تفسير على للآيات والله أعلم بصحة تلك الروايات من بطلانها
وتساءل المجمع عل عرض على المصحف على الناس وأجاب فقال:
"هل عرض الإمام مصحفه علي الناس؟
نعم، بعد أن جمعه جاء به الي الناس وقال: إني لم أزل منذ قبض رسول الله (ص)مشغولا بغسله وتجهيزه ثم بالقرآن حتي جمعته كله ولم ينزل الله علي نبيه آية من القرآن إلا وقد جمعتها وعرض الإمام مصحفه علي الناس وأوضح مميزاته فقام إليه رجل من كبار القوم فنظر فيه، فقال: يا علي أردده فلا حاجة لنا فيه قال الإمام علي «أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرأوه».
"
والرواية كاذبة قطعا لأن الصحابة لا يختلفون فى كتاب الله كما قال المجمع فى بداية الكتاب لأن الخلاف يأتى من اختلاف المصحف عن غيره بزيادات أو نقص ومن ثم فلا يمكن أن يقول صحابى لأخر اردده لأنه بذلك يرد المصحف الذى لا خلاف فيه ومعاذ الله أن يكفر مؤمن بكتاب الله
وتحدث المجمع عن سبب عدم اظهر مصحف على فى عهد عثمان فقال:
"لماذا لم يخرج الإمام مصحفه في زمن الخليفة عثمان؟
خلال عهد عثمان اختلفت المصاحف، واثيرت الضجة بين المسلمين، فسأل طلحة الإمام عليا لو يخرج للناس مصحفه الذي جمعه بعد وفاة رسول الله (ص)قال: وما يمنعك ـ يرحمك الله ـ أن تخرج كتاب الله الي الناس؟! فكف عن الجواب أولا، فكرر طلحة السؤال، فقال: لا أراك يا أبا الحسن أجبتني عما سألتك من أمر القرآن، ألا تظهره للناس؟ وأوضح الإمام سبب كفه عن الجواب لطلحة مخافة أن تتمزق وحدة الامة، حيث قال: يا طلحة عمدا كففت عن جوابك فأخبرني عما كتبه القوم؟ أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال طلحة: بل قرآن كله قال إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة ... "
وهذه الرواية عن على تنقض كلام المجمع فى السؤال السابق فهو اعتراف بأن القرآن هو القرآن بينما الإجابة على السؤال قبله برد صحابى بمصحفه معناه اختلاف المصاحف بزيادات ليست فى المصحف المعروف حاليا
وتحدث المجمع عن مصير مصحف على فقال:
"مصير مصحف الإمام علي
تفيد الروايات بأن المصحف قد سلمه الإمام علي للأئمة من بعده وهم يتداولونه الواحد بعد الآخر لا يرونه لأحد كما لم يعد خبر المصحف والحديث عنه خافيا علي العلماء الباقين
ذكر ابن النديم أنه أول مصحف جمع فيه القرآن، وكان هذا المصحف عند آل جعفر، وفي قول آخر يتوارثه بنو الحسن ثم تابع ابن سيرين مصير المصحف في المدينة المنورة فلم يفلح علي حصوله، وقد صرح بخصوصية المصحف بقوله: (فلو أصبت ذلك الكتاب كان فيه علم) "
إذا لا أحد يعرف أين هذا المصحف المزعوم وعدم وجوده دليل على أنه لا يوجد مصحف خاص بعلى أو غيره وإنما هى روايات قيلت كلها كاذبة
ولخص المجمع الكتاب بأن مصحف على هو نفس المصحف الحالى مع وجود تفسيرات لأسباب النزول فيه فقط فقال:
"إذن تتلخص قصة مصحف الإمام علي بما يلي: إن الإمام جمع القرآن بعد وفاة رسول الله (ص)، وكانت سوره وآياته هي آيات وسور القرآن المتداول بين المسلمين اليوم، وكان متضمنا ترتيب السور حسب النزول والي جانبها أسباب النزول، إلا أن موقف بعض الصحابة من مصحفه كان موقفا سياسيا. ومن هنا فالأحري أن نعتبره نسخة اخري من القرآن الكريم متضمنة لسوره وآياته، وليس هو قرآن آخر سوي القرآن الكريم. وجاء الخصوم بعد ذلك ليقولوا: إن الشيعة تدعي أن للإمام علي مصحفا غير المصحف المتداول بين المسلمين ظلما ورغبة في تفريق صف الامة المسلمة "
وهذا الكلام عن أسباب النزول على أن المصحف كان تفسيرا للقرآن سمعه على من النبى(ص) فى قولهم:
" فما نسيت آية من كتاب الله، ولا علما أملاه علي فكتبته منذ دعا لي ما دعا»
رضا البطاوى- عضو ممتاز
-
عدد الرسائل : 3602
العمر : 56
العمل : معلم
تاريخ التسجيل : 18/07/2011
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب عرش الرب
» قراءة فى كتاب التبليغ خلف الإمام وما فيه من المحاذير
» قراءة في كتاب السداسيات مستخرجة من مسموعات الإمام الفراوي
» قراءة فى كتاب حق الجار
» قراءة فى كتاب العلمانية2
» قراءة فى كتاب التبليغ خلف الإمام وما فيه من المحاذير
» قراءة في كتاب السداسيات مستخرجة من مسموعات الإمام الفراوي
» قراءة فى كتاب حق الجار
» قراءة فى كتاب العلمانية2
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى