قراءة في كتيب العقاب والثواب في المجال المدرسي
صفحة 1 من اصل 1
قراءة في كتيب العقاب والثواب في المجال المدرسي
قراءة في كتيب العقاب والثواب في المجال المدرسي
المؤلف نبيل علي عبد الله وهو يدور حول العقاب البدنى تحريما وإباحة من قبل المعارضين والمبيحين وهو لم يلجأ للوحى لبيان حكم المسألة وإنما استعرض كلام الفريقين وكل منهم يعرض وجهة نظره وقد استهل الكتيب بذكر وجهة نظر المبيحين للعقاب البدنى فقال :
"اختلاف وجهات النظر حول العقاب البدني:
يرى المؤيدون
أ- إن التربية إعداد للحياة وإن الحياة التي نعد الطفل لها يمارس فيها الضرب كوسيلة من وسائل التوجيه نحو الاستقامة
ب- إن الإسلام قد أباح ضرب الأطفال بشروط خاصة إذا تقاعسوا عن أداء الصلاة
ج- إن الضرب يمارس في جميع بلدان العالم ولم تستطع القوانين أو التعليمات أن تستأصل شأنه فهو وسيلة سهلة لضبط التلاميذ تريح المعلم وتكفل له تحقيق النظام بأيسر وأقصر الطرق
د- إن معظم الرجال العظماء قد تعرضوا في حياتهم المدرسية للعقاب ولم يؤثر ذلك في الحد من طموحاتهم
ه- إن طلاب المدارس التي لا يسمح فيها بالضرب يميلون إلى التسيب وإلى عدم الجدية في تعاملهم مع زملائهم ومعلميهم
و- من الأمثال العربية المشهورة ـ العصا لمن عصا من الجنة ـ
ز- أن المعلم الذي لا يستخدم العصا يتهم بضعف الشخصية
ح- أن سوء استخدام بعض المعلمين لأسلوب العقاب البدني لا يعني أن نحكم عليه بالفساد"
وبعد أن استعرض أدلة المبيحين للضرب البدنى عرض وجهة نظر المحرمين فقال :
"أما المعارضون فيرون
أ- أن العقاب البدني يشكل خطرا جسيما على شخصية الطفل خصوصا إذا حصل أمام الزملاء
ب- أن أسلوب العقاب البدني يسبب توترا للمعلم وللمتعلم على السواء
ج- أن العقاب البدني يوجد هوة واسعة بين التلميذ ومعلمه الأمر الذي يقلل من استفادته منه
د- أن العقاب البدني قد يتسبب في كراهية الطفل للمدرسة وللعملية التعليمية وربما يؤدي به الأمر إلى التسرب أوالجنوح
ه- أن كثيرا من الأنظمة التربوية تمنع العقوبات البدنية
و- أن المعلم الذي يستخدم أسلوب الضرب يفقد حب تلاميذه له وتصبح علاقته قائمة على العداء وليس الإحترام
ز- أن الضرب يفقد أثره حين يعتاد الطفل عليه
ح- أن الضرب قد يتسبب للتلميذ في عاهة دائمة"
بالقطع ليس نحن من نحرم أو نحلل حسب وجهات نظرنا وإنما المحلل والمحرم هو الله وقد أباح الله الضرب كوسيلة عقابية للزوجات في حالة النشوز وهى عصيان أمر الله في أى موضوع مع الإصرار على العصيان فقال :
" واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا "
ومن القول نجد التالى :
-سبب الضرب هو العصيان ومن ثم فالتلميذ يضرب عند إصراره على عصيان المعلم مرات متكررة فالمعلم يعظه أولا أى يبين له المطلوب منه عدة مرات وعندما يهمل الطاعة أو يعاند
ومن ثم لا ضرب إلا بعد تكرار عصيان الأمر أو الطلب عدة مرات
-لا ضرب إلا عند العصيان المتكرر فلا ضرب مع طاعة" فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا"
-الضرب يؤلم ولا يجرح أو يكسر
بالقطع هذا الكلام في العملية التعليمية وأما في المعروف حرمته كالشغب والسب والشتم وضرب الآخرين أو جرحهم فالمعلم يبين الذنوب للتلاميذ ويبين وجود حكم العفو وحكم القصاص ويخير المضروب أو المشتوم في الاثنين فإن أراد القصاص جعله يقتص وإن عفا عفا المعلم عنه وهو تدريب للتلاميذ على الالتزام بأحكام قانون العقوبات أى قانون الجزاء في الإسلام
وأما الحديث في أمر الصلاة :
" علموا أولادكم الصلاة لعشر واضربوهم عليه لعشر"
فإن صح فالمستفاد منه :
هو ترك التلميذ ثلاث مرات بلا عقاب إن أهمل أوامر المعلم وفى الرابعة يعاقب عقاب مؤلم على اليد ولا تزيد عدد الضربات عن عشر لأن الألم يتوقف إذا ضرب الإنسان في نفس المنطقة أكثر من عشر
وحدثنا نبيل عن شروط الضرب وضوابطه فقال :
"شروط إيقاع العقاب وضوابطه
شروط العقاب :
- إن الهدف من العقاب هو منع تكرار السلوك غير المرغوب فيه
- أن يتناسب العقاب من حيث الشدة والوسيلة مع نوع الخطأ
- أن يعرف الطالب المعاقب لماذا يعاقب
- أن يقتنع الطالب بأنه قد ارتكب فعلا يستوجب العقاب
- أن معاقبة التلميذ بالواجبات المدرسية يؤدي به إلى كراهية المدرس وقد ينتهي الأمر إلى زيادة الفوضى لا إلى القضاء عليها
- تجنب أساليب التهكم والإذلال الشخصي لأنها تورث الأحقاد
- عدم اللجوء إلى العنف بأي حال من الأحوال لأن ذلك قد يعقد الأمور ولا يسويها"
والعقاب الذى ذكره نبيل هنا ليس عقابا بدنيا وإنما عقوبات غير بدنية وهو كلام كما سبق القول في آية النساء يكون هجرا والمراد خصاما حيث يأمر المعلم التلاميذ بعدم الكلام مع التلميذ المهمل حتى يترك إهماله
وتحدث عما سماه ضوابط العقاب البدنى فقال :
"في حالة اللجوء إلى العقاب يجب مراعاة الضوابط الآتية :
1- التأكد من وقوع الخطأ ومن شخص الفاعل
2- عدم الضرب وقت الغضب
3- الحرص على عدم الحاق أذى بالطفل
4- تجنب المناطق الحساسة في الجسم كالوجه
5- عدم إيقاع العقاب البدني أمام الناس لما في ذلك من جرح في الشعور
6- الحرص على عدم تكرار العقاب البدني لمحاذيره الكثيرة"
والخطأ هنا هو عدم إيقاع العقاب البدني أمام الناس والهدف من العقاب هو منغ المعاقب وغيره من ارتكاب الخطأ ولذا طلب الله من المؤمنين شهود تنفيذ العقوبة فقال :
"وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين"
فالهدف من العقاب هو ارتداع المخطىء وغيره
وتحدث نبيل عن عدم منفعة العقاب البدنى في غالب الأحيان فقال :
"وعلى المربي أن يأخذ الأمور الآتية بعين الاعتبار قبل إيقاع العقاب :
- أن العقاب البدني ضرره أكثر من نفعه
- أن النفع إذا حصل فإنه يكون آنيا قد يزول بغياب الشخص الذي يوقع العقاب
- أن العقاب قد يكون حافزا للوقوع في الخطأ
- إن الخوف من العقاب قد يدفع التلميذ للتفكير في أساليب تنجيه كالكذب والغش وغيرهما
- عدم التركيز على الجوانب السلبية للتلميذ دون الأخذ بعين الاعتبار الجوانب الإيجابية "
وهذا الكلام عن عدم نفع العقاب البدنى للتلاميذ ليس صحيحا فلو كان العقاب لا يفيد ما أمر الله غير المذنبين أن يشهدوا عقاب المذنبين في قوله :
" وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين"
وحدثنا عن العقاب في الصفوف الأولى قبل سن العاشرة فقال :
"العقاب البدني في الصفوف الأولية
سأتحدث هنا عن العقاب البدني في الصفوف المبكرة أو الصفوف الأولية من مراحل التعليم وهي الصف الأول الابتدائي والثاني والثالث وقد لمس ذلك من خلال التجربة والزيارات الميدانية للمشرفين والمربين أن العقاب البدني لتلميذ الصفوف الأولية يثير الكثير من علامات الاستفهام وردود الفعل من قبل المعلم والتلميذ وولي أمر التلميذ وهيئة التعليم ممثلة في مراكز الإشراف أو إدارات التعليم
ومما لاشك فيه أن طفل اليوم يختلف كثيرا عن طفل الأمس ومعطيات الحياة وأساليب التربية تختلف أيضا عن أساليب الأمس وكذلك أساليب الحياة ، فطفل اليوم طفل مدلل مدرك يتعاطى مع أساليب التقنية الحديثة ويعي مايدور حوله من الانفجار المعرفي وقد يفوق معلمه استخداما لهذه الأساليب مثل استخدام الحاسب الآلي أو الاجهزة الإلكترونية المعقدة وفوق هذا وذاك يكتنفه أبواه بكل ألوان الرعاية والاهتمام
يكبر الطفل ، ويحين موعد التحاقه بالصف الأول وقد يسبق ذلك مراحل رياض الأطفال أو الحضانة التي قد تسبب إنعكاسا خطيرا لدى الطفل عند دخوله إلى المدرسة وهذه قضية أخرى "
كما سبق القول أن العقاب لا يكون فوريا وإنما يترك الطفل عدة مرات قبل عقابه مع نصحه بالكلام ولكن في بعض الأمور لا يوجد ما يسمى الترك وهو الأمور المحرمة كالسب والضرب والجرح وكما قلت سابقا المعلم أو المعلمة تخير المظلوم في العقاب والعفو
وتحدث عن تلميذ الصف الأول في أول عام له بالمدرسة فقال :
"يبدأ تعامل الطفل مع بيئته الجديدة منذ يومه الأول في الاسبوع التمهيدي ويصطدم بواجهة جديدة من الانضباط والانصهار في بوتقة الجماعة ومن هذه اللحظة يظهر دور المعلم أو المربي في هذه المرحلة الجديدة
إن أي تعامل قاس مع الطفل خلال هذه المرحلة قد يفقده الكثير من توازنه ويلقي بظلال قاتمة على سيره التحصيلي والنفسي بل أنه يجب على معلم هذه المرحلة أن يكسب ثقة ضيفه الجديد محاولا تعويضه عن فقدانه ولو للحظة لرعاية والديه وقد رأينا نماذج مشرفة من هؤلاء المربين الرائعين من خلال الزيارات الميدانية
إن التعامل مع طفل هذه المرحلة بعنف غالبا يكون انعكاسا لضعف المعلم ومؤشرا إلى عدم كفايته للاضطلاع بهذه المرحلة التأسيسية المهمة جدا لأن المعلم الذي يلجأ إلى العنف مع هؤلاء الصغار يثبت أنه فقد السيطرة عليهم"
بالقطع الضرب في الأسابيع الأولى على الإهمال في اتباع أوامر المعلم يمتنع عنه المعلم حتى لا يتسبب في كراهية التلاميذ للمدرسة ولكن فيما بعدها يجب أن يعاقب التلميذ لأن عملية التعليم في الصف الأول عملية تراكمية فغن لم يحسن التلميذ جزء منه فسيظل هذا معوقا له في التعليم ومن ثم على المعلم او المعلمة أن يبذل جهدا في اقناه المهمل بالعمل من أجل مصلحته
وحدثنا عن أساليب العقاب البديلة عن الضرب في الصفوف الأولى فقال :
"البديل عن العقاب البدني في الصفوف الأولية:
إن اللجوء إلى العقاب البدني لن يمنح المعلم إلا طفلا مضطربا نفسيا تتنازعه مخاوفه في كل لحظة يومئ فيها المعلم بيده من غير قصد بل أن الانعكاسات السلبية قد تحول دون إيجاد علاقة حميمة بين المعلم ومدرسته وقد تمتد معه إلى مراحل متقدمة من التعليم ناهيك عن حالات التسرب من المدارس والتي كانت بسبب ممارسات قاسية من قبل المعلم .
وفي الصفوف المبكرة لن يعجز المعلم عن إيجاد الكثير من الأساليب التربوية المؤثرة والتي تعينه على ضبط فصله والسيطرة على تلاميذه أساليب لا تخلو من الرفق والرأفة بهؤلاء الصغار ويكفي أن يتعامل المعلم مع تلاميذه الصغار على أنهم رجالا ويمنحهم الثقة في أنفسهم لتحمل المسؤولية أو إسناد مهمات قيادية لهؤلاء الصغار الذين يحتاجون إلى تكثيف الجهد والعمل الدؤوب من خلال الاتصال بولي أمر التلميذ والمرشد الطلابي في حالات نادرة توجب تدخلهما لأن المعلم هو المعني بمجابهة كل ما قد يعترض سير أبنائه التلاميذ
قال صلى الله عليه وسلم : ( ما دخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ) .
وتحية إجلال لكل معلم ينظر إلى هؤلاء الصغار نظرة الأب الحاني العطوف "
وهذا الكلام من نبيل عن أن الضرب يجعل الطفل مضطرب نفسيا خاطىء فالاضطراب يكون بسبب تكرار العقاب مرات كثيرة أو تكرار الأفعال الخاطئة معه من قبل أهله أو غيره وأما الضرب مرة أو اثنين بعد تركه عدة مرات فلن يؤدى لذلك
وباعتبارى معلما فإنى جربت طرقا كنت أظنها عقابية ولكن للأسف الشديد زادت الفوضى في الفصل فمثلا عندما كنت أخرج الطفل ليقف في أخر الفصل أو أوله معطيا ظهره لأصحابه أو كنت أطلب منه رفع يديه لمدة دقيقتين أو ثلاثة أو أطلب منه الوقوف على رجل واحدة كنت أفاجىء بأن التلاميذ الذين لم يرتكبوا إهمالا أو شغبا يطلبون أن يخرجوا مثله ويظلون يضحكون فالأطفال لا يفهمون غالبا أن هذا عقاب وإنما لعب معهم
وحدثنا نبيل عن العقاب بالنقد والتجريح فقال :
"العقاب بالنقد والتجريح:
وهو أحكام سلبية على ما قاله الطالب أو عمله ، فعندما يطلق المعلم ردا على ما قاله الطالب أو عمله كلمات مثل : ( ضعيف ،خطأ , غير صحيح ) كان في هذا إشارة موحية إلى أن المعلم غير راض عن ما قام به الطالب ، مما يضع حدا لتفكير الطالب حول الموضوع الذي يفكر فيه ، أو السؤال الذي يحاول الإجابة عنه . وقد نخفف من أثر ذلك بأسلوب آخر ينم عن الحذق والذكاء بعيدا عن اللوم والتجريح فنقول مثلا : لقد قاربت على الإجابة الصحيحة ، أو من منكم لديه إجابة أفضل أو : لقد أجبت بما فيه الكفاية ، أو لقد قمت بما عندك .
وقد تحمل ردود الفعل السلبية هذه معنى السخرية والتهكم حين نقول يا لها من فكرة تافهة أو : لم تحسن كما يجب أن تكون ، وقد تتضمن ردودنا أحيانا تغيرا في لهجة الصوت ونبرته تنم عن الاستهزاء حين نقول من الذي يريد أن يساعدك ما دمت تجيب هكذا ؟ أو : من أين أتيت بهذه الأفكار المبدعة ؟ أو مادام هذا قد أنهى إجابته فمن الذي يعطينا الإجابة الصحيحة ؟. لقد ظهرت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع أن النقد والتقريع لا يساعد على رفع مستوى الإنجاز أو مستوى التعلم عند الطالب وفي ذلك يقول (ص) : ( لقد بعثت معلما ولم أبعث معنفا ) .
إن في استخدام اللوم والتجريح ما يخلق عند الطالب اتجاهات سلبية قد يدوم أثرها إذا ما تكررت ، وتكون عامل إحباط عنده ،وعلى تدني مستوى الإنجاز والتحصيل . إن استخدام أسلوب النقد القاسي والمباشر أو التجريح والإهمال ، ليس أسلوبا مناسبا لمعالجة المشاكل المدرسية والصفية عند الطلبة وبخاصة فيما يتعلق بالتحصيل الأكاديمي ،
فمثل هذا الأسلوب يضعف ثقة الطالب بنفسه ، ويعمل على خلق صورة ضعيفة على الذات ، والشعور بالإحباط والفشل ، وبالتالي فهو لا يشجع الطالب على أن يفكر ، أو يعمل على تقوية حافز التفكير عنده ."
وهذا الكلام من قبل نبيل غالبه ليس صحيحا فالمعلم يجب أن يبين الحلال من الحرام أو الصواب من الخطأ وإلا فإن النتيجة عند عدم القول بأن السلوك او الحل خطأ فإن بعض التلاميذ سيفهم أنه صحيح
إن سياسة التمييع بدعوى أن هذا يجرح نفس التلميذ هو من ضمن الخبل فالخطأ خطأ والصواب صواب ولكن لا يجب شتم المخطىء أو وصفه بالغباء أو البلادة أو ما شابه
وتحدث عن العلاج بالمديح والثواب فقال :
"العلاج بالمديح والثواب:
يمكن أن نعرف الثناء (المديح) بأنه نقيض للنقد والتجريح لأنه يستخدم الجوانب الإيجابية في أعمال الطلبة حين الحكم عليها . مثل قولنا : حسنا ، ممتاز ، عظيم ، وهكذا وإليك بعض العبارات الدالة على ذلك : لقد كانت هذه إجابة حسنة . لقد أبدعت في الرسم أو في كتابة موضوع الإنشاء لقد كنت متفوقا في تفكيرك . لقد كنت لطيفا في التعامل مع زملائك . لقد جئت بما هو أفضل ما جاء به طالب في الصف .... ، يؤيد العديد من المعلمين استخدام المدح والثناء لتعزيز نوع معين من السلوك وبناء التقدير الذاتي والكيان الذاتي عند الطلبة .
إن استخدام الثناء أمر مناسب في ظل ظروف معينة ، وقد يكون من المستحدث والمرغوب فيه أن لا يستخدم المعلمون الثناء إلا في ظل هذه الظروف وبشكل لا يخرج عند حد الاعتدال ، ومن أجل الهدف الذي وضع له ومن المفيد أن يستبدل المعلم الثناء أحيانا بتقارير تتناول ردود فعل المعلم على أعمال الطالب التي تقضي بشكل أكبر إلى تنمية مهارات التفكير عند الطالب . ويبدو أن أفضل استخدام الثناء يكون مع طلبة معينين وفي أعمال معينة ، وبناء على التقدم الذي يحرزه الطالب بالنسبة لا إجازته السابقة وليس بالمقارنة مع إنجازات غيره ، ففي ذلك ما يشجع الطالب على السير قدما للأمام ، وما يخلق عنده وازعا ذاتيا للقيام بالواجب والجهد المطلوب دون أن يتعرض لأية ضغوط خارجية ، أو مواقف محرجة ، إذ يجب أن نبقي عنده الأمل حيا في التقدم والتفوق وخصوصا لألئك الذين هم من متوسطي الذكاء أو من الضعيفين فيه ، فقد تمنح جائزة للفائز الأول أو الثاني مثلا وكذلك من حصل على المرتبة الأخيرة .
وفيما يلي ظروف ثلاثة يكون فيها استخدام المديح والثواب مناسبا ،
وهي :
· الطالب المتردد الذي فقد الدافعية للعمل ويعتمد على الغير حين يتعلم .
· مع طالب الصفوف الدنيا : يدرك الأطفال في مراحل حياتهم الأولى معنى الصواب ومعنى الخطأ ويميزون بينهما بما يلقونه من ثواب أو يتعرضون له من عقاب على تصرفاتهم على أيدي الكبار في البيت والمدرسة ويدركون في مرحلة لاحقة نوع تصرفاتهم ، وما إذا كانت سليمة أم لا من خلال ما تحدثه هذه التصرفات من آثار على غيرهم ، وبذلك يصبحون قادرين على إدراك حقيقة السلوك السوي الذي يتمشى مع قيم المجتمع وعاداته وتقاليده
· الأعمال المعرفية الدنيا : نحن نطرح أسئلة على الطالب في موضوع ما بهدف الوقوف على مستوى معرفته بهذا الموضوع وقد نطرح السؤال للحصول على إجابة له من خلال ما استمد الطالب من معرفة عن طريق الحواس ، أو عن طريق المعرفة المختزنة في الذاكرة فيتذكر هذه المعرفة ويسترجعها للوصول إلى الإجابة ، وقد يطرح الطالب إجابة صحيحة للسؤال من خلال توقعاته وتنبؤاته دون أن يستند على خلفية معرفية عنده
بعض الإرشادات لاستخدام الثواب والعقاب
إذا كان لا بد لنا من نستخدم الثناء والمديح ، ففيما يلي بعض الأمور التي تخفف من وحدات آثار سلبية والاتجاه نحو الاعتماد على الذات دون حاجه إلى إطراء الغير وثنائهم .
· أن نسوق المبرر الذي دفعنا لهذا الإطراء . فنقول مثلا:- لقد أحسنت . لأنك قمت بكذا وكذا.حتى يفهم الطالب السبب الذي دفعنا لهذا الإطراء مما يشجعه على القيام بإنجاز آجر ناجح
· نساعد الطالب على القيام بتحليل إجابته ، مثلا المعلم : زيد بن إربد هي كبرى المدن الاردنية ، وعمرو يقول : إن عمان هي المدينة الكبرى ، فهل لكل منكم أن يخبرنا عن عدد سكان كل من إربد وعمان بهذا الأسلوب ، هو المقارنة بين معلومتين يمكن لنا معرفة الإجابة الصحيحة ، فمن خلال المقارنة بين عدد سكان المدينتين يمكن لنا أن نحكم أيهما هي الكبرى إن مثل هذا الحوار للوصول إلى الحقيقة يغنينا عن أجزاء المديح للطالب أو أن نسوق له اللوم والتوبيخ ونساعده على البحث عن الأساليب البديلة لذلك التي تفتح الباب للطالب لزيادة معرفته وسعة إطلاعه ويميل معظم المعلمين إلى طلبتهم سوى أكان بالتصفيق وبكلمات الثناء أو بعبارات الاستحسان ويجدون المتعة في ذلك ، دون أن يعيروا في هذا الاتجاه من السلبيات إذا خرج عن حد الاعتدال ، أو قمنا به في غير محله ، ودون أن يتحرزوا في استعماله"
والثواب والمدح يتعارض مع العبارة الشهيرة :
" لا شكر على واجب "
فلا يجب أن نشكر من أدى واجبه لأن ذلك يجعله يتوقع أن يمدح في كل مرة يقوم فيها بالواجب
يمكن أن نشجعه على العمل وليس أن نمدحه بأن ما قام به طاعة لله يأخذ عليه ثواب كما يأخذ على السيئة عقاب
وحدثنا عن وسائل الإجراءات العلاجية فقال :
"وسائل الإجراء العلاجي
1- غض الطرف عن الهفوات البسيطة غير المتكررة
2- الترشيد والتوجيه
3- إظهار عدم القبول واستنكار الفعل المخالف
4- العتاب
5- اللوم
6- التأنيب على انفراد
7- الإنذار
8- التهديد بالعقاب
9- الحرمان من الإمتيازات
10- إخبار ولي الأمر
11- الطرد المحدد
12- العقاب البدني على الكفين
13- الفصل النهائي من المدرسة
مع ملاحظة عدم اللجوء إلى الإجراء النهائي إلا بعد التأكد من أن وجود الطالب في الصف قد أصبح يهدد تعلم زملائه"
وهذا الكلام المستورد من الغرب هو كلام أدى بالتعليم إلى الفساد وإلى أن يضرب التلاميذ بعضهم البعض بالسكاكين والحجارة والعصى وأن يقوم بعضهم بضرب المعلمين لأن تلك العقوبات ليت رادعة فالعقوبة شرعت لإخافة المذنب وغيره
والكلام مثلا عن الفصل من المدرسة هو من ضمن الخبل المستورد فهنا يتم الحرمان من التعليم والمطلوب هو استمرارية التعلم كما قال تعالى :
" وقل رب زدنى علما"
ومن ثم كانت العقوبة الرادعة هى الحل
وقدم نبيل ما سماه مقترحات حمائية فقال :
"مقترحات وقائية
أ- التخطيط لتدريب الطلاب في المرحلة التأسيسية على السلوك سلوكا اجتماعيا قائما على أساس من الهدى الرباني المبارك .
ب- مراعاة خصائص نمو الطلاب في مرحلة المراهقة أثناء تخطيط المناهج وذلك بالتركيز على القضايا التي من شأنها أن تشد الطلاب نحو القيم .
ج- إعادة النظر المستمر في المواد التي يتضمنها المنهاج . بحيث تبقى مناسبة لأعمار الطلاب العقلية ولاحتياجاتهم الحياتية.
د- تحديد عدد الطلاب بما لا يزيد عن خمسة وعشرين طالبا في الصف الواحد .
ه- الاهتمام بإعداد المعلمين إعدادا تربويا كافيا .
و- عقد ندوات إشرافية لتحسين تعامل المعلمين مع الطلاب .
ز- تدريب المعلمين أثناء الخدمة لرفع كفاءتهم وتحسين أدائهم .
ح- توثيق العلاقة بين المدرسة والبيت عن طريق تنشيط مجالس الآباء والمعلمين للتشاور المستمر بالمسائل المتعلقة بشؤون الطلاب .
ط- وصل حبال المودة بين المعلمين والطلاب عن طريق الرحلات والحفلات والندوات المسائية .
ي- ضرورة اعتماد بطاقات لمتابعة سلوك الطلاب من قبل المعلمين "
والمقترحات الوقائية المذكورة معظمها غير مفيد لأن المشكلة هى مشكلة مجتمع بأسره وليست تعليم فقط فمثلا اعطاء المعلمين مرتبات قليلة لا تكفيهم سبب للفشل في التعليم وعقاب مدرسى الدروس الخصوصية لبعض التلاميذ بالرسوب أو ضعف الدرجات ومثلا التفرقة في التعليم بين أولاد الفقراء وأولاد الأغنياء بقيام مدارس بنفقات
المؤلف نبيل علي عبد الله وهو يدور حول العقاب البدنى تحريما وإباحة من قبل المعارضين والمبيحين وهو لم يلجأ للوحى لبيان حكم المسألة وإنما استعرض كلام الفريقين وكل منهم يعرض وجهة نظره وقد استهل الكتيب بذكر وجهة نظر المبيحين للعقاب البدنى فقال :
"اختلاف وجهات النظر حول العقاب البدني:
يرى المؤيدون
أ- إن التربية إعداد للحياة وإن الحياة التي نعد الطفل لها يمارس فيها الضرب كوسيلة من وسائل التوجيه نحو الاستقامة
ب- إن الإسلام قد أباح ضرب الأطفال بشروط خاصة إذا تقاعسوا عن أداء الصلاة
ج- إن الضرب يمارس في جميع بلدان العالم ولم تستطع القوانين أو التعليمات أن تستأصل شأنه فهو وسيلة سهلة لضبط التلاميذ تريح المعلم وتكفل له تحقيق النظام بأيسر وأقصر الطرق
د- إن معظم الرجال العظماء قد تعرضوا في حياتهم المدرسية للعقاب ولم يؤثر ذلك في الحد من طموحاتهم
ه- إن طلاب المدارس التي لا يسمح فيها بالضرب يميلون إلى التسيب وإلى عدم الجدية في تعاملهم مع زملائهم ومعلميهم
و- من الأمثال العربية المشهورة ـ العصا لمن عصا من الجنة ـ
ز- أن المعلم الذي لا يستخدم العصا يتهم بضعف الشخصية
ح- أن سوء استخدام بعض المعلمين لأسلوب العقاب البدني لا يعني أن نحكم عليه بالفساد"
وبعد أن استعرض أدلة المبيحين للضرب البدنى عرض وجهة نظر المحرمين فقال :
"أما المعارضون فيرون
أ- أن العقاب البدني يشكل خطرا جسيما على شخصية الطفل خصوصا إذا حصل أمام الزملاء
ب- أن أسلوب العقاب البدني يسبب توترا للمعلم وللمتعلم على السواء
ج- أن العقاب البدني يوجد هوة واسعة بين التلميذ ومعلمه الأمر الذي يقلل من استفادته منه
د- أن العقاب البدني قد يتسبب في كراهية الطفل للمدرسة وللعملية التعليمية وربما يؤدي به الأمر إلى التسرب أوالجنوح
ه- أن كثيرا من الأنظمة التربوية تمنع العقوبات البدنية
و- أن المعلم الذي يستخدم أسلوب الضرب يفقد حب تلاميذه له وتصبح علاقته قائمة على العداء وليس الإحترام
ز- أن الضرب يفقد أثره حين يعتاد الطفل عليه
ح- أن الضرب قد يتسبب للتلميذ في عاهة دائمة"
بالقطع ليس نحن من نحرم أو نحلل حسب وجهات نظرنا وإنما المحلل والمحرم هو الله وقد أباح الله الضرب كوسيلة عقابية للزوجات في حالة النشوز وهى عصيان أمر الله في أى موضوع مع الإصرار على العصيان فقال :
" واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا "
ومن القول نجد التالى :
-سبب الضرب هو العصيان ومن ثم فالتلميذ يضرب عند إصراره على عصيان المعلم مرات متكررة فالمعلم يعظه أولا أى يبين له المطلوب منه عدة مرات وعندما يهمل الطاعة أو يعاند
ومن ثم لا ضرب إلا بعد تكرار عصيان الأمر أو الطلب عدة مرات
-لا ضرب إلا عند العصيان المتكرر فلا ضرب مع طاعة" فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا"
-الضرب يؤلم ولا يجرح أو يكسر
بالقطع هذا الكلام في العملية التعليمية وأما في المعروف حرمته كالشغب والسب والشتم وضرب الآخرين أو جرحهم فالمعلم يبين الذنوب للتلاميذ ويبين وجود حكم العفو وحكم القصاص ويخير المضروب أو المشتوم في الاثنين فإن أراد القصاص جعله يقتص وإن عفا عفا المعلم عنه وهو تدريب للتلاميذ على الالتزام بأحكام قانون العقوبات أى قانون الجزاء في الإسلام
وأما الحديث في أمر الصلاة :
" علموا أولادكم الصلاة لعشر واضربوهم عليه لعشر"
فإن صح فالمستفاد منه :
هو ترك التلميذ ثلاث مرات بلا عقاب إن أهمل أوامر المعلم وفى الرابعة يعاقب عقاب مؤلم على اليد ولا تزيد عدد الضربات عن عشر لأن الألم يتوقف إذا ضرب الإنسان في نفس المنطقة أكثر من عشر
وحدثنا نبيل عن شروط الضرب وضوابطه فقال :
"شروط إيقاع العقاب وضوابطه
شروط العقاب :
- إن الهدف من العقاب هو منع تكرار السلوك غير المرغوب فيه
- أن يتناسب العقاب من حيث الشدة والوسيلة مع نوع الخطأ
- أن يعرف الطالب المعاقب لماذا يعاقب
- أن يقتنع الطالب بأنه قد ارتكب فعلا يستوجب العقاب
- أن معاقبة التلميذ بالواجبات المدرسية يؤدي به إلى كراهية المدرس وقد ينتهي الأمر إلى زيادة الفوضى لا إلى القضاء عليها
- تجنب أساليب التهكم والإذلال الشخصي لأنها تورث الأحقاد
- عدم اللجوء إلى العنف بأي حال من الأحوال لأن ذلك قد يعقد الأمور ولا يسويها"
والعقاب الذى ذكره نبيل هنا ليس عقابا بدنيا وإنما عقوبات غير بدنية وهو كلام كما سبق القول في آية النساء يكون هجرا والمراد خصاما حيث يأمر المعلم التلاميذ بعدم الكلام مع التلميذ المهمل حتى يترك إهماله
وتحدث عما سماه ضوابط العقاب البدنى فقال :
"في حالة اللجوء إلى العقاب يجب مراعاة الضوابط الآتية :
1- التأكد من وقوع الخطأ ومن شخص الفاعل
2- عدم الضرب وقت الغضب
3- الحرص على عدم الحاق أذى بالطفل
4- تجنب المناطق الحساسة في الجسم كالوجه
5- عدم إيقاع العقاب البدني أمام الناس لما في ذلك من جرح في الشعور
6- الحرص على عدم تكرار العقاب البدني لمحاذيره الكثيرة"
والخطأ هنا هو عدم إيقاع العقاب البدني أمام الناس والهدف من العقاب هو منغ المعاقب وغيره من ارتكاب الخطأ ولذا طلب الله من المؤمنين شهود تنفيذ العقوبة فقال :
"وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين"
فالهدف من العقاب هو ارتداع المخطىء وغيره
وتحدث نبيل عن عدم منفعة العقاب البدنى في غالب الأحيان فقال :
"وعلى المربي أن يأخذ الأمور الآتية بعين الاعتبار قبل إيقاع العقاب :
- أن العقاب البدني ضرره أكثر من نفعه
- أن النفع إذا حصل فإنه يكون آنيا قد يزول بغياب الشخص الذي يوقع العقاب
- أن العقاب قد يكون حافزا للوقوع في الخطأ
- إن الخوف من العقاب قد يدفع التلميذ للتفكير في أساليب تنجيه كالكذب والغش وغيرهما
- عدم التركيز على الجوانب السلبية للتلميذ دون الأخذ بعين الاعتبار الجوانب الإيجابية "
وهذا الكلام عن عدم نفع العقاب البدنى للتلاميذ ليس صحيحا فلو كان العقاب لا يفيد ما أمر الله غير المذنبين أن يشهدوا عقاب المذنبين في قوله :
" وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين"
وحدثنا عن العقاب في الصفوف الأولى قبل سن العاشرة فقال :
"العقاب البدني في الصفوف الأولية
سأتحدث هنا عن العقاب البدني في الصفوف المبكرة أو الصفوف الأولية من مراحل التعليم وهي الصف الأول الابتدائي والثاني والثالث وقد لمس ذلك من خلال التجربة والزيارات الميدانية للمشرفين والمربين أن العقاب البدني لتلميذ الصفوف الأولية يثير الكثير من علامات الاستفهام وردود الفعل من قبل المعلم والتلميذ وولي أمر التلميذ وهيئة التعليم ممثلة في مراكز الإشراف أو إدارات التعليم
ومما لاشك فيه أن طفل اليوم يختلف كثيرا عن طفل الأمس ومعطيات الحياة وأساليب التربية تختلف أيضا عن أساليب الأمس وكذلك أساليب الحياة ، فطفل اليوم طفل مدلل مدرك يتعاطى مع أساليب التقنية الحديثة ويعي مايدور حوله من الانفجار المعرفي وقد يفوق معلمه استخداما لهذه الأساليب مثل استخدام الحاسب الآلي أو الاجهزة الإلكترونية المعقدة وفوق هذا وذاك يكتنفه أبواه بكل ألوان الرعاية والاهتمام
يكبر الطفل ، ويحين موعد التحاقه بالصف الأول وقد يسبق ذلك مراحل رياض الأطفال أو الحضانة التي قد تسبب إنعكاسا خطيرا لدى الطفل عند دخوله إلى المدرسة وهذه قضية أخرى "
كما سبق القول أن العقاب لا يكون فوريا وإنما يترك الطفل عدة مرات قبل عقابه مع نصحه بالكلام ولكن في بعض الأمور لا يوجد ما يسمى الترك وهو الأمور المحرمة كالسب والضرب والجرح وكما قلت سابقا المعلم أو المعلمة تخير المظلوم في العقاب والعفو
وتحدث عن تلميذ الصف الأول في أول عام له بالمدرسة فقال :
"يبدأ تعامل الطفل مع بيئته الجديدة منذ يومه الأول في الاسبوع التمهيدي ويصطدم بواجهة جديدة من الانضباط والانصهار في بوتقة الجماعة ومن هذه اللحظة يظهر دور المعلم أو المربي في هذه المرحلة الجديدة
إن أي تعامل قاس مع الطفل خلال هذه المرحلة قد يفقده الكثير من توازنه ويلقي بظلال قاتمة على سيره التحصيلي والنفسي بل أنه يجب على معلم هذه المرحلة أن يكسب ثقة ضيفه الجديد محاولا تعويضه عن فقدانه ولو للحظة لرعاية والديه وقد رأينا نماذج مشرفة من هؤلاء المربين الرائعين من خلال الزيارات الميدانية
إن التعامل مع طفل هذه المرحلة بعنف غالبا يكون انعكاسا لضعف المعلم ومؤشرا إلى عدم كفايته للاضطلاع بهذه المرحلة التأسيسية المهمة جدا لأن المعلم الذي يلجأ إلى العنف مع هؤلاء الصغار يثبت أنه فقد السيطرة عليهم"
بالقطع الضرب في الأسابيع الأولى على الإهمال في اتباع أوامر المعلم يمتنع عنه المعلم حتى لا يتسبب في كراهية التلاميذ للمدرسة ولكن فيما بعدها يجب أن يعاقب التلميذ لأن عملية التعليم في الصف الأول عملية تراكمية فغن لم يحسن التلميذ جزء منه فسيظل هذا معوقا له في التعليم ومن ثم على المعلم او المعلمة أن يبذل جهدا في اقناه المهمل بالعمل من أجل مصلحته
وحدثنا عن أساليب العقاب البديلة عن الضرب في الصفوف الأولى فقال :
"البديل عن العقاب البدني في الصفوف الأولية:
إن اللجوء إلى العقاب البدني لن يمنح المعلم إلا طفلا مضطربا نفسيا تتنازعه مخاوفه في كل لحظة يومئ فيها المعلم بيده من غير قصد بل أن الانعكاسات السلبية قد تحول دون إيجاد علاقة حميمة بين المعلم ومدرسته وقد تمتد معه إلى مراحل متقدمة من التعليم ناهيك عن حالات التسرب من المدارس والتي كانت بسبب ممارسات قاسية من قبل المعلم .
وفي الصفوف المبكرة لن يعجز المعلم عن إيجاد الكثير من الأساليب التربوية المؤثرة والتي تعينه على ضبط فصله والسيطرة على تلاميذه أساليب لا تخلو من الرفق والرأفة بهؤلاء الصغار ويكفي أن يتعامل المعلم مع تلاميذه الصغار على أنهم رجالا ويمنحهم الثقة في أنفسهم لتحمل المسؤولية أو إسناد مهمات قيادية لهؤلاء الصغار الذين يحتاجون إلى تكثيف الجهد والعمل الدؤوب من خلال الاتصال بولي أمر التلميذ والمرشد الطلابي في حالات نادرة توجب تدخلهما لأن المعلم هو المعني بمجابهة كل ما قد يعترض سير أبنائه التلاميذ
قال صلى الله عليه وسلم : ( ما دخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع من شيء إلا شانه ) .
وتحية إجلال لكل معلم ينظر إلى هؤلاء الصغار نظرة الأب الحاني العطوف "
وهذا الكلام من نبيل عن أن الضرب يجعل الطفل مضطرب نفسيا خاطىء فالاضطراب يكون بسبب تكرار العقاب مرات كثيرة أو تكرار الأفعال الخاطئة معه من قبل أهله أو غيره وأما الضرب مرة أو اثنين بعد تركه عدة مرات فلن يؤدى لذلك
وباعتبارى معلما فإنى جربت طرقا كنت أظنها عقابية ولكن للأسف الشديد زادت الفوضى في الفصل فمثلا عندما كنت أخرج الطفل ليقف في أخر الفصل أو أوله معطيا ظهره لأصحابه أو كنت أطلب منه رفع يديه لمدة دقيقتين أو ثلاثة أو أطلب منه الوقوف على رجل واحدة كنت أفاجىء بأن التلاميذ الذين لم يرتكبوا إهمالا أو شغبا يطلبون أن يخرجوا مثله ويظلون يضحكون فالأطفال لا يفهمون غالبا أن هذا عقاب وإنما لعب معهم
وحدثنا نبيل عن العقاب بالنقد والتجريح فقال :
"العقاب بالنقد والتجريح:
وهو أحكام سلبية على ما قاله الطالب أو عمله ، فعندما يطلق المعلم ردا على ما قاله الطالب أو عمله كلمات مثل : ( ضعيف ،خطأ , غير صحيح ) كان في هذا إشارة موحية إلى أن المعلم غير راض عن ما قام به الطالب ، مما يضع حدا لتفكير الطالب حول الموضوع الذي يفكر فيه ، أو السؤال الذي يحاول الإجابة عنه . وقد نخفف من أثر ذلك بأسلوب آخر ينم عن الحذق والذكاء بعيدا عن اللوم والتجريح فنقول مثلا : لقد قاربت على الإجابة الصحيحة ، أو من منكم لديه إجابة أفضل أو : لقد أجبت بما فيه الكفاية ، أو لقد قمت بما عندك .
وقد تحمل ردود الفعل السلبية هذه معنى السخرية والتهكم حين نقول يا لها من فكرة تافهة أو : لم تحسن كما يجب أن تكون ، وقد تتضمن ردودنا أحيانا تغيرا في لهجة الصوت ونبرته تنم عن الاستهزاء حين نقول من الذي يريد أن يساعدك ما دمت تجيب هكذا ؟ أو : من أين أتيت بهذه الأفكار المبدعة ؟ أو مادام هذا قد أنهى إجابته فمن الذي يعطينا الإجابة الصحيحة ؟. لقد ظهرت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع أن النقد والتقريع لا يساعد على رفع مستوى الإنجاز أو مستوى التعلم عند الطالب وفي ذلك يقول (ص) : ( لقد بعثت معلما ولم أبعث معنفا ) .
إن في استخدام اللوم والتجريح ما يخلق عند الطالب اتجاهات سلبية قد يدوم أثرها إذا ما تكررت ، وتكون عامل إحباط عنده ،وعلى تدني مستوى الإنجاز والتحصيل . إن استخدام أسلوب النقد القاسي والمباشر أو التجريح والإهمال ، ليس أسلوبا مناسبا لمعالجة المشاكل المدرسية والصفية عند الطلبة وبخاصة فيما يتعلق بالتحصيل الأكاديمي ،
فمثل هذا الأسلوب يضعف ثقة الطالب بنفسه ، ويعمل على خلق صورة ضعيفة على الذات ، والشعور بالإحباط والفشل ، وبالتالي فهو لا يشجع الطالب على أن يفكر ، أو يعمل على تقوية حافز التفكير عنده ."
وهذا الكلام من قبل نبيل غالبه ليس صحيحا فالمعلم يجب أن يبين الحلال من الحرام أو الصواب من الخطأ وإلا فإن النتيجة عند عدم القول بأن السلوك او الحل خطأ فإن بعض التلاميذ سيفهم أنه صحيح
إن سياسة التمييع بدعوى أن هذا يجرح نفس التلميذ هو من ضمن الخبل فالخطأ خطأ والصواب صواب ولكن لا يجب شتم المخطىء أو وصفه بالغباء أو البلادة أو ما شابه
وتحدث عن العلاج بالمديح والثواب فقال :
"العلاج بالمديح والثواب:
يمكن أن نعرف الثناء (المديح) بأنه نقيض للنقد والتجريح لأنه يستخدم الجوانب الإيجابية في أعمال الطلبة حين الحكم عليها . مثل قولنا : حسنا ، ممتاز ، عظيم ، وهكذا وإليك بعض العبارات الدالة على ذلك : لقد كانت هذه إجابة حسنة . لقد أبدعت في الرسم أو في كتابة موضوع الإنشاء لقد كنت متفوقا في تفكيرك . لقد كنت لطيفا في التعامل مع زملائك . لقد جئت بما هو أفضل ما جاء به طالب في الصف .... ، يؤيد العديد من المعلمين استخدام المدح والثناء لتعزيز نوع معين من السلوك وبناء التقدير الذاتي والكيان الذاتي عند الطلبة .
إن استخدام الثناء أمر مناسب في ظل ظروف معينة ، وقد يكون من المستحدث والمرغوب فيه أن لا يستخدم المعلمون الثناء إلا في ظل هذه الظروف وبشكل لا يخرج عند حد الاعتدال ، ومن أجل الهدف الذي وضع له ومن المفيد أن يستبدل المعلم الثناء أحيانا بتقارير تتناول ردود فعل المعلم على أعمال الطالب التي تقضي بشكل أكبر إلى تنمية مهارات التفكير عند الطالب . ويبدو أن أفضل استخدام الثناء يكون مع طلبة معينين وفي أعمال معينة ، وبناء على التقدم الذي يحرزه الطالب بالنسبة لا إجازته السابقة وليس بالمقارنة مع إنجازات غيره ، ففي ذلك ما يشجع الطالب على السير قدما للأمام ، وما يخلق عنده وازعا ذاتيا للقيام بالواجب والجهد المطلوب دون أن يتعرض لأية ضغوط خارجية ، أو مواقف محرجة ، إذ يجب أن نبقي عنده الأمل حيا في التقدم والتفوق وخصوصا لألئك الذين هم من متوسطي الذكاء أو من الضعيفين فيه ، فقد تمنح جائزة للفائز الأول أو الثاني مثلا وكذلك من حصل على المرتبة الأخيرة .
وفيما يلي ظروف ثلاثة يكون فيها استخدام المديح والثواب مناسبا ،
وهي :
· الطالب المتردد الذي فقد الدافعية للعمل ويعتمد على الغير حين يتعلم .
· مع طالب الصفوف الدنيا : يدرك الأطفال في مراحل حياتهم الأولى معنى الصواب ومعنى الخطأ ويميزون بينهما بما يلقونه من ثواب أو يتعرضون له من عقاب على تصرفاتهم على أيدي الكبار في البيت والمدرسة ويدركون في مرحلة لاحقة نوع تصرفاتهم ، وما إذا كانت سليمة أم لا من خلال ما تحدثه هذه التصرفات من آثار على غيرهم ، وبذلك يصبحون قادرين على إدراك حقيقة السلوك السوي الذي يتمشى مع قيم المجتمع وعاداته وتقاليده
· الأعمال المعرفية الدنيا : نحن نطرح أسئلة على الطالب في موضوع ما بهدف الوقوف على مستوى معرفته بهذا الموضوع وقد نطرح السؤال للحصول على إجابة له من خلال ما استمد الطالب من معرفة عن طريق الحواس ، أو عن طريق المعرفة المختزنة في الذاكرة فيتذكر هذه المعرفة ويسترجعها للوصول إلى الإجابة ، وقد يطرح الطالب إجابة صحيحة للسؤال من خلال توقعاته وتنبؤاته دون أن يستند على خلفية معرفية عنده
بعض الإرشادات لاستخدام الثواب والعقاب
إذا كان لا بد لنا من نستخدم الثناء والمديح ، ففيما يلي بعض الأمور التي تخفف من وحدات آثار سلبية والاتجاه نحو الاعتماد على الذات دون حاجه إلى إطراء الغير وثنائهم .
· أن نسوق المبرر الذي دفعنا لهذا الإطراء . فنقول مثلا:- لقد أحسنت . لأنك قمت بكذا وكذا.حتى يفهم الطالب السبب الذي دفعنا لهذا الإطراء مما يشجعه على القيام بإنجاز آجر ناجح
· نساعد الطالب على القيام بتحليل إجابته ، مثلا المعلم : زيد بن إربد هي كبرى المدن الاردنية ، وعمرو يقول : إن عمان هي المدينة الكبرى ، فهل لكل منكم أن يخبرنا عن عدد سكان كل من إربد وعمان بهذا الأسلوب ، هو المقارنة بين معلومتين يمكن لنا معرفة الإجابة الصحيحة ، فمن خلال المقارنة بين عدد سكان المدينتين يمكن لنا أن نحكم أيهما هي الكبرى إن مثل هذا الحوار للوصول إلى الحقيقة يغنينا عن أجزاء المديح للطالب أو أن نسوق له اللوم والتوبيخ ونساعده على البحث عن الأساليب البديلة لذلك التي تفتح الباب للطالب لزيادة معرفته وسعة إطلاعه ويميل معظم المعلمين إلى طلبتهم سوى أكان بالتصفيق وبكلمات الثناء أو بعبارات الاستحسان ويجدون المتعة في ذلك ، دون أن يعيروا في هذا الاتجاه من السلبيات إذا خرج عن حد الاعتدال ، أو قمنا به في غير محله ، ودون أن يتحرزوا في استعماله"
والثواب والمدح يتعارض مع العبارة الشهيرة :
" لا شكر على واجب "
فلا يجب أن نشكر من أدى واجبه لأن ذلك يجعله يتوقع أن يمدح في كل مرة يقوم فيها بالواجب
يمكن أن نشجعه على العمل وليس أن نمدحه بأن ما قام به طاعة لله يأخذ عليه ثواب كما يأخذ على السيئة عقاب
وحدثنا عن وسائل الإجراءات العلاجية فقال :
"وسائل الإجراء العلاجي
1- غض الطرف عن الهفوات البسيطة غير المتكررة
2- الترشيد والتوجيه
3- إظهار عدم القبول واستنكار الفعل المخالف
4- العتاب
5- اللوم
6- التأنيب على انفراد
7- الإنذار
8- التهديد بالعقاب
9- الحرمان من الإمتيازات
10- إخبار ولي الأمر
11- الطرد المحدد
12- العقاب البدني على الكفين
13- الفصل النهائي من المدرسة
مع ملاحظة عدم اللجوء إلى الإجراء النهائي إلا بعد التأكد من أن وجود الطالب في الصف قد أصبح يهدد تعلم زملائه"
وهذا الكلام المستورد من الغرب هو كلام أدى بالتعليم إلى الفساد وإلى أن يضرب التلاميذ بعضهم البعض بالسكاكين والحجارة والعصى وأن يقوم بعضهم بضرب المعلمين لأن تلك العقوبات ليت رادعة فالعقوبة شرعت لإخافة المذنب وغيره
والكلام مثلا عن الفصل من المدرسة هو من ضمن الخبل المستورد فهنا يتم الحرمان من التعليم والمطلوب هو استمرارية التعلم كما قال تعالى :
" وقل رب زدنى علما"
ومن ثم كانت العقوبة الرادعة هى الحل
وقدم نبيل ما سماه مقترحات حمائية فقال :
"مقترحات وقائية
أ- التخطيط لتدريب الطلاب في المرحلة التأسيسية على السلوك سلوكا اجتماعيا قائما على أساس من الهدى الرباني المبارك .
ب- مراعاة خصائص نمو الطلاب في مرحلة المراهقة أثناء تخطيط المناهج وذلك بالتركيز على القضايا التي من شأنها أن تشد الطلاب نحو القيم .
ج- إعادة النظر المستمر في المواد التي يتضمنها المنهاج . بحيث تبقى مناسبة لأعمار الطلاب العقلية ولاحتياجاتهم الحياتية.
د- تحديد عدد الطلاب بما لا يزيد عن خمسة وعشرين طالبا في الصف الواحد .
ه- الاهتمام بإعداد المعلمين إعدادا تربويا كافيا .
و- عقد ندوات إشرافية لتحسين تعامل المعلمين مع الطلاب .
ز- تدريب المعلمين أثناء الخدمة لرفع كفاءتهم وتحسين أدائهم .
ح- توثيق العلاقة بين المدرسة والبيت عن طريق تنشيط مجالس الآباء والمعلمين للتشاور المستمر بالمسائل المتعلقة بشؤون الطلاب .
ط- وصل حبال المودة بين المعلمين والطلاب عن طريق الرحلات والحفلات والندوات المسائية .
ي- ضرورة اعتماد بطاقات لمتابعة سلوك الطلاب من قبل المعلمين "
والمقترحات الوقائية المذكورة معظمها غير مفيد لأن المشكلة هى مشكلة مجتمع بأسره وليست تعليم فقط فمثلا اعطاء المعلمين مرتبات قليلة لا تكفيهم سبب للفشل في التعليم وعقاب مدرسى الدروس الخصوصية لبعض التلاميذ بالرسوب أو ضعف الدرجات ومثلا التفرقة في التعليم بين أولاد الفقراء وأولاد الأغنياء بقيام مدارس بنفقات
رضا البطاوى- عضو ممتاز
-
عدد الرسائل : 3616
العمر : 56
العمل : معلم
تاريخ التسجيل : 18/07/2011
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتيب حين أكتب عن أمي
» قراءة فى كتيب كيف ترق قلوبنا؟
» قراءة فى كتيب أطب مطعمك
» قراءة في كتيب حتى لا تكون مفلسا
» قراءة فى كتيب إلإ الجنة
» قراءة فى كتيب كيف ترق قلوبنا؟
» قراءة فى كتيب أطب مطعمك
» قراءة في كتيب حتى لا تكون مفلسا
» قراءة فى كتيب إلإ الجنة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى