نقد كتاب أهمية التوحيد
صفحة 1 من اصل 1
نقد كتاب أهمية التوحيد
نقد كتاب أهمية التوحيد
المؤلف أو المحاضر عثمان بن محمد بن حمد بن عبد الله بن صالح بن محمد الخميس وهو يدور حول أهمية التوحيد وقد استهله بالحديث عن انتشار تعددية الآلهة حتى بلغوا بالملايين فقال:
"أما بعد:عباد الله ...
فإن الإنسان بفطرته عابد، هكذا خلق الله تبارك وتعالى الإنسان فجعله سبحانه وتعالى عابدا بفطرته، فكل من لم يعبد الله تبارك وتعالى عبد غير الله رغما عنه، فهذه الفطرة فطر الله تبارك وتعالى الناس عليها.
حتى قيل إن في الهند في القرن السادس كان للناس أكثر من ثلاثين مليون إله هكذا، لأنهم اتبعوا أهوائهم، فكل من رأى شيئا أعجبه اتخذه إلها، حتى قال الله جل وعلا ": أرءيت من اتخذ إلهه هواه .... " حتى الهوى يتخذ إلها من دون الله تبارك وتعالى، بل إن العرب الذين تركوا دين إبراهيم (ص)، ذلك الدين .. تلك الحنيفية السمحة التي جاء بها إبراهيم (ص)؛ لما بنى بيت الله تبارك وتعالى على تلك الحنيفية جاء العرب في مكة فغيروا هذا الدين؛ حتى جعلوا ذلك البيت الذي هو بيت الله جل وعلا الذي بني على الحنيفية السمحة جعلوا في ذلك البيت وفوقه وحوله أكثر من ثلاث مئة صنم"
والخطأ فى المقدمة بناء إبراهيم(ص) للكعبة فالرجل لم يبن الكعبة لأنها موجودة منذ بداية البشرية لا يمسها أى سوء وكل ما فعله إبراهيم هوتطهيرها كما قال تعالى :
" أن طهر بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود "
وفى الآية الأخرى:
"أن طهرا"
ورفع القواعد يعنى رفع القمامة وهى التراب فى أرضيتها
والخطأ الثانى وجود الأصنام فوق الكعبة وفيها وهوما يناقض كون ذلك ممكن لأن من يقرر ارتكاب ذنب فيها يعاقب بالهلاك الفورى ومن ثم لا يقدر أحد على ارتكاب ذنب كإدخال صنم فيها كما قال تعالى:
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
وحدثنا عن عبادة قريش للأصنام المتعددة وتعديد النصارى واليهود وغيرهم للآلهة المزعومة فقال :
"فهم لما تركوا عبادة الله تبارك وتعالى هل بقوا هكذا أحرارا كما يزعمون؟
لا .. عبدوا غير الله.
عبدوا ماذا؟
عبدوا الأصنام من دون الله جل وعلا.
و لذلك لما بعث النبي (ص)وجد أن أهل مكة يعبدون الأصنام من دون الله تبارك وتعالى؛ حتى قال أبو رجاء العطاردي، يقول: لما بعث محمد (ص)، يقول: كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا حجرا هو خير منه ألقياناه وأخذنا الحجر الآخر فعبدناه من دون الله هكذا كانوا.
بل حتى الأديان السماوية لم تسلم من ذلك الشرك كما قال الله تبارك وتعالى: " وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ... "
فأشركوا بالله جل وعلا فعبدوا غيره، اليهود عبدوا العزيز و اتخذوه إلها مع الله، و النصارى عبدوا المسيح ابن مريم عليه السلام و اتخذوه إلها ثانيا مع الله جل وعلا.
بل من الناس من عبد بوذا، ومن عبد كريشنا، ومن عبد الشمس والقمر والشجر والحجر، بل والله إننا أحيانا نسمع أشياء أغرب من هذا بكثير ممن يعبد من دون الله جل وعلا، والله سبحانه وتعالى يقول: " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " "
وقد تحدث عن كون التوحيد هو سبب بعث الرسل(ص) فقال:
"إن التوحيد هو الأمر الذي من أجله بعث الله تبارك وتعالى الرسل، ومن أجله أنزل الله جل وعلا الكتب، بل ومن أجله خلق الله الثقلين، قال الله جل وعلا:" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين "
ومعنى قول الله تبارك وتعالى: (إلا ليعبدون) أي إلا ليوحدون، أي ليقيموا توحيد الله تبارك وتعالى"
ثم عرف التوحيد كالآتى:
"ومعنى توحيد الله جل وعلا هو أن يوحد الله تبارك وتعالى بأنه هو الخالق وحده، وأنه تبارك وتعالى هو الباريء، وهو المصور، وهو المدبر، وبالتالي فهو الذي يستحق العبادة دون غيره سبحانه وتعالى، كما قال جل وعلا: " ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهوعلى كل شيء وكيل "
وهم فهم خاطىء للتوحيد فالتوحيد معناه طاعة الله وحده فى كل شىء ومنه ما يسمى توحيد الذات وقد ركز القوم على معنى العقيدة وتركوا بقية الطاعات مع أنهم كل واحد لا ينفصمان
وقسم الخميس التوحيد لنوعين فقال :
"والتوحيد ينقسم إلى نوعين اثنين:
*- توحيد المعرفة و الاثبات.
*- توحيد القصد والطلب.
أما توحيد المعرفة والإثبات فإن الله جل وعلا لا يقبل من عبد إيمانا ما لم يوحد الله تبارك وتعالى ذلك التوحيد، وهو توحيد الربوبية، بأن نؤمن أن الله تبارك وتعالى هو الخالق وحده، وأن الله تبارك وتعالى ما أراده كان وما لم يرده لم يكن، وأن الله تبارك وتعالى واحد في أسمائه، واحد في صفاته، واحد في أفعاله جل وعلا، وأن نثبت لله جل وعلا ما أثبته لنفسه من أسماء وصفات سبحانه وتعالى، فهذا هو توحيد المعرفة والإثبات."
وهذا النوع هو توحيد الذات وهو حكم من ضمن الطاعات والنوع الثانى فقد صبه على بعض الطاعات فقال :
"والتوحيد الثاني وهو توحيد القصد و الطلب.
وكذلك الله تبارك وتعالى لا يقبل إيمانا من عبد حتى يوحد الله تبارك وتعالى توحيد القصد والطلب، وهو أن يفرد الله تبارك وتعالى بالعبادة .. أن يفرد الله تبارك وتعالى بالدعاء .. أن يفرد الله تبارك وتعالى بالخشية .. أن يفرد الله تبارك وتعالى بالاستعانة .. بالاستغاثة .. بالإنابة .. بالتوكل .. بالذبح .. بالنذر بالحلف، لا يعبد إلا الله جل وعلا، و هذا هو دين محمد (ص)و دين جميع الأنبياء."
وكما سبق القول التوحيد هو طاعة الله فى كل شىء وكما قلت إن القوم يركزون على العقيدة فقط فى التوحيد ولذا قال ونقل عمن قال :
"إن كلمة التوحيد التي بعث الله تبارك وتعالى بها الرسل كلهم هي (لا إله إلا الله)، هذه الكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد، و هي كلمة الإخلاص، وهي كلمة التقوى التي ذكرها الله جل وعلا في كتابه، قال جل وعلا: " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل " سورة الحج.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " لا إله إلا الله " الله هو الذي تالهه القلوب بحبها، وتخضع له، وتذل له، وتخافه، وترجوه، وتنيب إليه في شدائدها، وتتوكل عليه في جميع مصالحها.
هذا هو الإله، هذا هو المعبود، هذا معنى لا إله الا الله."
والتوحيد العقيدى وحده هو كفر واستكبار على الله ما لم يكتمل بالطاعات فليس هناك قبول لأى طاعة دون بقية الطاعات كما قال تعالى :
"أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"
ويصر الخميس على مجرد كلمة لا إله إلا الله فحكى لنا الحكاية الآتية:
"قال موسى (ص): يا رب، علمني كلمة أدعوك بها وأناديك بها.
قال الله تبارك وتعالى: يا موسى، قل لا إله إلا الله.
قال موسى (ص): يا رب، كل عبادك يقولونها.
كل الناس يقولون لا إله إلا الله.
قال: يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة و لا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله."
والحكاية السابقة لا يصح وقوعها فالله لا يريد مجرد كلمة حتى وإن صدقها الفرد فى قلبه بل يريد تصديقا وعملا صالخا وهذا هو سر تكرار الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلا إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان ونقل الرجل حديثا لا يصح فقال :
"هذه الكلمة الطيبة كما جاء في حديث النبي (ص): أنه يؤتى بعبد يوم القيامة فتوضع له سجلاته؛ فإذا هي تسعة وتسعون سجلا مد البصر من المعاصي، والعياذ بالله.
فيقال له: هل تنكر شيئا منها؟
فيقول: لا.
فيقال له: هل ظلمناك؟
فيقول: لا.
فيقول الله تبارك وتعالى: وإن لك عندنا حسنة.
فيقول الرجل: وماذا تفعل هذه الحسنة مع هذه السجلات؟
فيقول الله تبارك وتعالى له: إنك لا تظلم، إنه لا ظلم اليوم.
فيؤتى بهذه الحسنة، فإذا هي شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله.
فتوضع هذه الشهادة في كفة و السجلات تلك في كفة، فتطيش السجلات، تثقل بهن لا إله إلا الله.
فقال النبي (ص): " فلا يثقل مع لا إله إلا الله شيء أبدا "."
وهذا الحديث يخالف كتاب الله فى كون السجلات وهى الكتب كتاب واحد كما قال تعالى:
"اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"
ويصر الخميس على كون الكلمة قلبية فيقول :
"هذه الكلمة الطيبة التي من مات عليها دخل الجنة، ومن مات بدونها دخل النار هذه الكلمة الطيبة هي التي يستقبل العبد الحياة بها، فأول ما يولد يؤذن في أذن الصبي (أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله)، ثم إذا مات العبد قيل له: لا إله إلا الله عند موته، عند احتضاره.
فهي بدايته و هي نهايته (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)."
وقطعا الأحاديث السابقة لا تصح فقد قالها فرعون عند موته ودخل النار كما قال تعالى:
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين"
ويخالف كتاب الله فى كون سبب دخول الجنة العمل ككل كما قال تعالى :
" وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
ويصر الخميس على أن الرسول(ص) كانت دعوته أن يقول الناس فقد لا إله الله الله دون ان يأمرهم بأى عمل فيقول|:
هذه الكلمة الطيبة التي دعا إليها النبي (ص) في مكة ثلاث عشرة سنة، جلس في مكة صلوات الله و سلامه عليه ثلاث عشرة سنة لا يدعو إلا لهذه الكلمة، ما أمر الله بصلاة، و لا أمر الله بصيام، و لا أمر الله بزكاة، و لا بحج، و لا بجهاد، بل أمر الله تبارك وتعالى أن يقولوا لا إله إلا الله فقط."
وهو كلام من يجهل الدين فالعبادة وهى طاعة الله وحده كانت هى المطلوبة فلو أن الكلمة فقط كانت المطلوبة لقالوها بدليل أن قوم شعيب (ص) أرادوا الضحك عليه بقولها مع عدم طاعة الله فى المال وفى هذا قال تعالى :
"قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل فى أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد"
وأكمل الرجل كلامه المبنى بغير دليل على عدم فرض أى شىء على المسلمين عدة سنوات سوى قول الكلمة فقال :
"ما فرض الله الصلاة على الصحيح إلا قبل الهجرة بسنة و شهرين فقط، وما أمر الناس بصيام و لا أمروا بزكاة و لا أمروا بحج، و لا أمروا بغيرها .. إلا بلا إله إلا الله.
هكذا جلس صلوات الله و سلامه عليه يدعو إلى هذه الكلمة الطيبة، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا.
و لما هاجر صلوات الله و سلامه عليه إلى المدينة شرعت الصلاة، شرع الصيام، شرعت الزكاة، شرع الحج، شرع الجهاد، ومع هذا ما زال يدعو إلى لا إله إلا الله"
وهذا الكلام يخالف كتاب الله سواء حسب التفسير الظاهرى الخاطىء كما فى قوله تعالى " فصل لربك وانحر" وقوله " أرأيت الذى ينهى عبدا إذا صلى"أو حسب التفسير الصحيح فقد فرضت الصلاة فى أول سنة من الدعوة وعندما كثر المسلمون شيئا شيئا فرضت الزكاة وهى الحق المعلوم بقوله" والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" وكل ما تغير فى المرحلة المدنية هو زيادة مصارف الزكاة
وتعلل الخميس بأننا نقول لمن يريد الإسلام قل لا إله إلا الله فقال:
"إلى يومنا هذا إذا أراد الإنسان أن يدخل في الإسلام نقول له قل: لا إلا إلا الله، بهذه الكلمة يدخل و بدونها يخرج و العياذ بالله.
ولذلك كفار مكة فهموا معنى هذه الكلمة التي لم يفهم معناها كثير من الناس.
هذه الكلمة التي معناها " لا معبود بحق إلا الله " أو " لا يستحق العبادة إلا الله جل وعلا ".
هذه الكلمة فهم معناها كفار مكة، و لذلك قال الله عنهم: " وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب " سورة ص، علموا أن معنى لا إله إلا الله أن يترك كل ما دون الله تبارك وتعالى .. أن تترك الأصنام .. أن لا يدعى إلا الله .. ألا يخاف إلا من الله .. ألا يسجد إلا لله، ألا يطاع إلا الله جل وعلا، و أن يطاع نبيه فيما أمر لأنه المبلغ عن الله جل وعلا."
وفى الفقرة السابقة نجد الخميس وصل للمعنى الصحيح للتوحيد وهو كونه طاعة الله فى كل شىء مناقضا ما قاله قبل هذه الفقرة وعاب الخميس على مسلمى العصر عدم فهمهم للكلمة فقال :
"فهموا معنى هذه الكلمة الطيبة التي غاب معناها الصحيح عن كثير من المسلمين، فتجد المسلم اليوم يقول: لا إله إلا الله و يخاف من غير الله
يقول: لا إله إلا الله و يدعو غير الله
يقول: لا إله إلا الله و يحلف بغير الله
يقول: لا إله إلا الله و يذبح و ينذر و يتوكل و يخشى غير الله تبارك وتعالى.
كل هذا جاء من ماذا؟؟
كل هذا جاء من عدم فهمنا لهذه الكلمة الطيبة.
ولذلك لما جاء أبو جهل للنبي (ص) فقال له: يا محمد ماذا تريد؟؟
سفهت أحلامنا .. سببت آلهتنا .. آذيتنا في أنفسنا .. في أزواجنا .. في أموالنا .. في أولادنا .. ماذا تريد؟؟
تريد ملكا؟ ملكناك.
تريد جاها؟ وجهناك.
تريد زوجة؟ زوجناك.
تريد مالا؟ جمعنا لك من المال حتى تكون أغنانا .. فماذا تريد؟؟
قال: أريد كلمة.
فاستغرب أبو جهل من هذا الجواب الغريب من النبي (ص).
قال: كلمة؟؟!!
قال: كلمة.
قال: و أبيك أعطيك مئة كلمة.
قال: قولوا لا إله إلا الله.
قال: أما هذه فلا.
لماذا؟ لأنه عرف معنى هذه الكلمة الطيبة .. عرف أنه إذا قال: لا إله إلا الله أنه لن يعبد إلا الله جل وعلا وهذه الدعوة هي دعوة جميع الرسل صلوات الله و سلامه عليهم ولذلك قال الله جل وعلا: " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " "
والحكاية السابقة لا تصح إن كانت المقصود بلا إله إلا الله مجرد قول الكلمة فالكلمة تعنى الدين كله بأكمله دون ترك أى حكم
وحدثنا عن حق الله وحق العباد فقال :
"هي دعوة جميع الرسل، دعوا إلى لا إله إلا الله والتوحيد هو حق الله على عباده كما قال النبي (ص) لمعاذ بن جبل؛ وكان رديف النبي (ص) على حماره، فالتفت إليه النبي (ص) فقال: " يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ "
قال معاذ: قلت: الله و رسوله أعلم.
قال: " حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا "
قال: " يا معاذ، أتدري ما حق العباد على الله؟ "
قال: قلت: الله و رسوله أعلم.
قال: " حق العباد على الله إن هم قالوها وعبدوا الله تعالى أن يدخلهم الجنة " بهذه الكلمة."
وهذا الكلام هو عودة للمعنى الخاطىء بالقول عنها أنها كلمة وهى ليست كلمة لأنها الدين بأكمله
وحدثنا عن دعوة الرسول(ص) ملوك العالم للكلمة فقال :
"ولذلك لما أرسل النبي (ص) الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الله تبارك وتعالى كان يرسل معهم قول الله تبارك وتعالى: " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ... "
هكذا كانت دعوة النبي (ص).
و لذلك لما دخل ربعي بن خراش رضي الله تبارك وتعالى عنه على رستم قائد الفرس قال له رستم: ما جاء بكم؟قال: (جئنا وقد بعثنا الله تبارك وتعالى لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد)هكذا دعاهم الله تبارك وتعالى إلى أن يوحدوا الله جل وعلا فلا يعبد إلا الله."
وبالقطع الرسول(ص) لم يخص ملوك الشعوب بدعوة وإنما كانت دعوته للكل كما قال تعالى :
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
وتحدث عن تحقيق التوحيد فقال :
"كيف نحقق توحيد الله جل وعلا؟
نحقق هذا التوحيد
أولا / بإخلاص العبودية لله جل وعلا، أن نخلص العبودية لله جل وعلا.
قال الله جل وعلا: " قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ..... "
وقال تبارك وتعالى: " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله .... "
وقال تبارك وتعالى: " .... إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون "
إخلاص العبودية لله هذا أولها.
وأما الأمر الثاني فهو تجنب الشرك بجميع صوره.
قال تبارك وتعالى: " .... إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار "
وقال تبارك وتعالى:" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ....
أما الأمر الثالث فهو تحقيق قضية الولاء و البراء و الكفر بالطاغوت.
بهذه الأمور الثلاثة يتحقق التوحيد الصحيح.
قال الله تبارك وتعالى:" .... فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ... "
وقال تبارك وتعالى عن إبراهيم عليه السلام و أتباعه: " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده .... "
بهذه الأمور يتحقق توحيد الله تبارك وتعالى.
*- بإخلاص العبادة
*- باجتناب الشرك
*- بالكفر بالطاغوت والولاء والبراء.
لا بد من هذه الأمور، أن نوالي من أحب الله تبارك وتعالى وأطاعه، و أن نعادي من كفر بالله تبارك: " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أوعشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ... "
القصد أنه لا بد من تحقيق هذه الأمور الثلاثة، فإذا حققناها حققنا العبادة لله تبارك وتعالى."
وتحقيق الكلمة ليس بما قاله الخميس من أمور ثلاث وإنما هى أمر واحد هو طاعة الله فى كل حكم
وتحدث عن نتائج تحقيق كلمة التوحيد فقال :
"حققنا هذه العبادة، فماذا يكون لنا بعد ذلك؟
إن من حقق العبادة لله تبارك وتعالى أولا يكون شخصية متزنة .. يكون الإنسان إذا حقق العبادة الصادقة لله جل وعلا يكون بعد ذلك شخصية
متزنة، قال الله تبارك وتعالى: " ... ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار " ثم كذلك إن تحقيق العبادة لله مصدر للأمن النفسي، و ذلك أن الإنسان يعيش في أمن نفسي إذا حقق العبادة لله تبارك وتعالى.
قال جل وعلا عن إبراهيم: " وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون " سورة الأنعام.
إنه يحقق الأمن النفسي .. لماذا؟
لأنه عبد الله تبارك وتعالى وحده، كذلك تحقيق العبادة لله تبارك وتعالى يعطي المؤمن قوة ويقينا.
قال الله جل وعلا: (فلما تراءى الجمعان .... )، و ذلك لما تابع فرعون ومن معه موسى ومن معه يريدون قتلهم، هرب موسى بمن معه صلوات الله وسلامه عليه فتابعه فرعون والذين معه، يقول تبارك وتعالى: " فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون "
فماذا كان جواب موسى؟
(قال كلا إن معي ربي سيهدين "
يقين بالله جل وعلا .. لماذا؟
لأنه حقق التوحيد و حقق العبادة لله تبارك وتعالى.
ولذلك قال النبي (ص) لعبد الله بن عباس: " يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، و إذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ".
يشعر المؤمن بالقوة، يشعر المؤمن بالعزة، يشعر المؤمن باليقين؛ إذا حقق العبادة لله لأن الله تبارك وتعالى يكون بعد ذلك معه.
ثم كذلك يحقق المساواة ما بين الناس كما قال الله جل وعلا: " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ... "
بهذه الأمور يستفيد الإنسان من التوحيد"
بالقطع نتائج التوحيد هى نصر المسلمين فى الدنيا وإدخالهم الجنة فى القيامة وأما ما قاله من بعض الأمور الجزئية فليس هو سوى بعض من كل عظيم
المؤلف أو المحاضر عثمان بن محمد بن حمد بن عبد الله بن صالح بن محمد الخميس وهو يدور حول أهمية التوحيد وقد استهله بالحديث عن انتشار تعددية الآلهة حتى بلغوا بالملايين فقال:
"أما بعد:عباد الله ...
فإن الإنسان بفطرته عابد، هكذا خلق الله تبارك وتعالى الإنسان فجعله سبحانه وتعالى عابدا بفطرته، فكل من لم يعبد الله تبارك وتعالى عبد غير الله رغما عنه، فهذه الفطرة فطر الله تبارك وتعالى الناس عليها.
حتى قيل إن في الهند في القرن السادس كان للناس أكثر من ثلاثين مليون إله هكذا، لأنهم اتبعوا أهوائهم، فكل من رأى شيئا أعجبه اتخذه إلها، حتى قال الله جل وعلا ": أرءيت من اتخذ إلهه هواه .... " حتى الهوى يتخذ إلها من دون الله تبارك وتعالى، بل إن العرب الذين تركوا دين إبراهيم (ص)، ذلك الدين .. تلك الحنيفية السمحة التي جاء بها إبراهيم (ص)؛ لما بنى بيت الله تبارك وتعالى على تلك الحنيفية جاء العرب في مكة فغيروا هذا الدين؛ حتى جعلوا ذلك البيت الذي هو بيت الله جل وعلا الذي بني على الحنيفية السمحة جعلوا في ذلك البيت وفوقه وحوله أكثر من ثلاث مئة صنم"
والخطأ فى المقدمة بناء إبراهيم(ص) للكعبة فالرجل لم يبن الكعبة لأنها موجودة منذ بداية البشرية لا يمسها أى سوء وكل ما فعله إبراهيم هوتطهيرها كما قال تعالى :
" أن طهر بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود "
وفى الآية الأخرى:
"أن طهرا"
ورفع القواعد يعنى رفع القمامة وهى التراب فى أرضيتها
والخطأ الثانى وجود الأصنام فوق الكعبة وفيها وهوما يناقض كون ذلك ممكن لأن من يقرر ارتكاب ذنب فيها يعاقب بالهلاك الفورى ومن ثم لا يقدر أحد على ارتكاب ذنب كإدخال صنم فيها كما قال تعالى:
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
وحدثنا عن عبادة قريش للأصنام المتعددة وتعديد النصارى واليهود وغيرهم للآلهة المزعومة فقال :
"فهم لما تركوا عبادة الله تبارك وتعالى هل بقوا هكذا أحرارا كما يزعمون؟
لا .. عبدوا غير الله.
عبدوا ماذا؟
عبدوا الأصنام من دون الله جل وعلا.
و لذلك لما بعث النبي (ص)وجد أن أهل مكة يعبدون الأصنام من دون الله تبارك وتعالى؛ حتى قال أبو رجاء العطاردي، يقول: لما بعث محمد (ص)، يقول: كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا حجرا هو خير منه ألقياناه وأخذنا الحجر الآخر فعبدناه من دون الله هكذا كانوا.
بل حتى الأديان السماوية لم تسلم من ذلك الشرك كما قال الله تبارك وتعالى: " وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ... "
فأشركوا بالله جل وعلا فعبدوا غيره، اليهود عبدوا العزيز و اتخذوه إلها مع الله، و النصارى عبدوا المسيح ابن مريم عليه السلام و اتخذوه إلها ثانيا مع الله جل وعلا.
بل من الناس من عبد بوذا، ومن عبد كريشنا، ومن عبد الشمس والقمر والشجر والحجر، بل والله إننا أحيانا نسمع أشياء أغرب من هذا بكثير ممن يعبد من دون الله جل وعلا، والله سبحانه وتعالى يقول: " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " "
وقد تحدث عن كون التوحيد هو سبب بعث الرسل(ص) فقال:
"إن التوحيد هو الأمر الذي من أجله بعث الله تبارك وتعالى الرسل، ومن أجله أنزل الله جل وعلا الكتب، بل ومن أجله خلق الله الثقلين، قال الله جل وعلا:" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين "
ومعنى قول الله تبارك وتعالى: (إلا ليعبدون) أي إلا ليوحدون، أي ليقيموا توحيد الله تبارك وتعالى"
ثم عرف التوحيد كالآتى:
"ومعنى توحيد الله جل وعلا هو أن يوحد الله تبارك وتعالى بأنه هو الخالق وحده، وأنه تبارك وتعالى هو الباريء، وهو المصور، وهو المدبر، وبالتالي فهو الذي يستحق العبادة دون غيره سبحانه وتعالى، كما قال جل وعلا: " ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهوعلى كل شيء وكيل "
وهم فهم خاطىء للتوحيد فالتوحيد معناه طاعة الله وحده فى كل شىء ومنه ما يسمى توحيد الذات وقد ركز القوم على معنى العقيدة وتركوا بقية الطاعات مع أنهم كل واحد لا ينفصمان
وقسم الخميس التوحيد لنوعين فقال :
"والتوحيد ينقسم إلى نوعين اثنين:
*- توحيد المعرفة و الاثبات.
*- توحيد القصد والطلب.
أما توحيد المعرفة والإثبات فإن الله جل وعلا لا يقبل من عبد إيمانا ما لم يوحد الله تبارك وتعالى ذلك التوحيد، وهو توحيد الربوبية، بأن نؤمن أن الله تبارك وتعالى هو الخالق وحده، وأن الله تبارك وتعالى ما أراده كان وما لم يرده لم يكن، وأن الله تبارك وتعالى واحد في أسمائه، واحد في صفاته، واحد في أفعاله جل وعلا، وأن نثبت لله جل وعلا ما أثبته لنفسه من أسماء وصفات سبحانه وتعالى، فهذا هو توحيد المعرفة والإثبات."
وهذا النوع هو توحيد الذات وهو حكم من ضمن الطاعات والنوع الثانى فقد صبه على بعض الطاعات فقال :
"والتوحيد الثاني وهو توحيد القصد و الطلب.
وكذلك الله تبارك وتعالى لا يقبل إيمانا من عبد حتى يوحد الله تبارك وتعالى توحيد القصد والطلب، وهو أن يفرد الله تبارك وتعالى بالعبادة .. أن يفرد الله تبارك وتعالى بالدعاء .. أن يفرد الله تبارك وتعالى بالخشية .. أن يفرد الله تبارك وتعالى بالاستعانة .. بالاستغاثة .. بالإنابة .. بالتوكل .. بالذبح .. بالنذر بالحلف، لا يعبد إلا الله جل وعلا، و هذا هو دين محمد (ص)و دين جميع الأنبياء."
وكما سبق القول التوحيد هو طاعة الله فى كل شىء وكما قلت إن القوم يركزون على العقيدة فقط فى التوحيد ولذا قال ونقل عمن قال :
"إن كلمة التوحيد التي بعث الله تبارك وتعالى بها الرسل كلهم هي (لا إله إلا الله)، هذه الكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد، و هي كلمة الإخلاص، وهي كلمة التقوى التي ذكرها الله جل وعلا في كتابه، قال جل وعلا: " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل " سورة الحج.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " لا إله إلا الله " الله هو الذي تالهه القلوب بحبها، وتخضع له، وتذل له، وتخافه، وترجوه، وتنيب إليه في شدائدها، وتتوكل عليه في جميع مصالحها.
هذا هو الإله، هذا هو المعبود، هذا معنى لا إله الا الله."
والتوحيد العقيدى وحده هو كفر واستكبار على الله ما لم يكتمل بالطاعات فليس هناك قبول لأى طاعة دون بقية الطاعات كما قال تعالى :
"أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"
ويصر الخميس على مجرد كلمة لا إله إلا الله فحكى لنا الحكاية الآتية:
"قال موسى (ص): يا رب، علمني كلمة أدعوك بها وأناديك بها.
قال الله تبارك وتعالى: يا موسى، قل لا إله إلا الله.
قال موسى (ص): يا رب، كل عبادك يقولونها.
كل الناس يقولون لا إله إلا الله.
قال: يا موسى، لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة و لا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله."
والحكاية السابقة لا يصح وقوعها فالله لا يريد مجرد كلمة حتى وإن صدقها الفرد فى قلبه بل يريد تصديقا وعملا صالخا وهذا هو سر تكرار الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلا إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان ونقل الرجل حديثا لا يصح فقال :
"هذه الكلمة الطيبة كما جاء في حديث النبي (ص): أنه يؤتى بعبد يوم القيامة فتوضع له سجلاته؛ فإذا هي تسعة وتسعون سجلا مد البصر من المعاصي، والعياذ بالله.
فيقال له: هل تنكر شيئا منها؟
فيقول: لا.
فيقال له: هل ظلمناك؟
فيقول: لا.
فيقول الله تبارك وتعالى: وإن لك عندنا حسنة.
فيقول الرجل: وماذا تفعل هذه الحسنة مع هذه السجلات؟
فيقول الله تبارك وتعالى له: إنك لا تظلم، إنه لا ظلم اليوم.
فيؤتى بهذه الحسنة، فإذا هي شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله.
فتوضع هذه الشهادة في كفة و السجلات تلك في كفة، فتطيش السجلات، تثقل بهن لا إله إلا الله.
فقال النبي (ص): " فلا يثقل مع لا إله إلا الله شيء أبدا "."
وهذا الحديث يخالف كتاب الله فى كون السجلات وهى الكتب كتاب واحد كما قال تعالى:
"اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"
ويصر الخميس على كون الكلمة قلبية فيقول :
"هذه الكلمة الطيبة التي من مات عليها دخل الجنة، ومن مات بدونها دخل النار هذه الكلمة الطيبة هي التي يستقبل العبد الحياة بها، فأول ما يولد يؤذن في أذن الصبي (أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله)، ثم إذا مات العبد قيل له: لا إله إلا الله عند موته، عند احتضاره.
فهي بدايته و هي نهايته (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)."
وقطعا الأحاديث السابقة لا تصح فقد قالها فرعون عند موته ودخل النار كما قال تعالى:
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين"
ويخالف كتاب الله فى كون سبب دخول الجنة العمل ككل كما قال تعالى :
" وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
ويصر الخميس على أن الرسول(ص) كانت دعوته أن يقول الناس فقد لا إله الله الله دون ان يأمرهم بأى عمل فيقول|:
هذه الكلمة الطيبة التي دعا إليها النبي (ص) في مكة ثلاث عشرة سنة، جلس في مكة صلوات الله و سلامه عليه ثلاث عشرة سنة لا يدعو إلا لهذه الكلمة، ما أمر الله بصلاة، و لا أمر الله بصيام، و لا أمر الله بزكاة، و لا بحج، و لا بجهاد، بل أمر الله تبارك وتعالى أن يقولوا لا إله إلا الله فقط."
وهو كلام من يجهل الدين فالعبادة وهى طاعة الله وحده كانت هى المطلوبة فلو أن الكلمة فقط كانت المطلوبة لقالوها بدليل أن قوم شعيب (ص) أرادوا الضحك عليه بقولها مع عدم طاعة الله فى المال وفى هذا قال تعالى :
"قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل فى أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد"
وأكمل الرجل كلامه المبنى بغير دليل على عدم فرض أى شىء على المسلمين عدة سنوات سوى قول الكلمة فقال :
"ما فرض الله الصلاة على الصحيح إلا قبل الهجرة بسنة و شهرين فقط، وما أمر الناس بصيام و لا أمروا بزكاة و لا أمروا بحج، و لا أمروا بغيرها .. إلا بلا إله إلا الله.
هكذا جلس صلوات الله و سلامه عليه يدعو إلى هذه الكلمة الطيبة، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا.
و لما هاجر صلوات الله و سلامه عليه إلى المدينة شرعت الصلاة، شرع الصيام، شرعت الزكاة، شرع الحج، شرع الجهاد، ومع هذا ما زال يدعو إلى لا إله إلا الله"
وهذا الكلام يخالف كتاب الله سواء حسب التفسير الظاهرى الخاطىء كما فى قوله تعالى " فصل لربك وانحر" وقوله " أرأيت الذى ينهى عبدا إذا صلى"أو حسب التفسير الصحيح فقد فرضت الصلاة فى أول سنة من الدعوة وعندما كثر المسلمون شيئا شيئا فرضت الزكاة وهى الحق المعلوم بقوله" والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" وكل ما تغير فى المرحلة المدنية هو زيادة مصارف الزكاة
وتعلل الخميس بأننا نقول لمن يريد الإسلام قل لا إله إلا الله فقال:
"إلى يومنا هذا إذا أراد الإنسان أن يدخل في الإسلام نقول له قل: لا إلا إلا الله، بهذه الكلمة يدخل و بدونها يخرج و العياذ بالله.
ولذلك كفار مكة فهموا معنى هذه الكلمة التي لم يفهم معناها كثير من الناس.
هذه الكلمة التي معناها " لا معبود بحق إلا الله " أو " لا يستحق العبادة إلا الله جل وعلا ".
هذه الكلمة فهم معناها كفار مكة، و لذلك قال الله عنهم: " وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب " سورة ص، علموا أن معنى لا إله إلا الله أن يترك كل ما دون الله تبارك وتعالى .. أن تترك الأصنام .. أن لا يدعى إلا الله .. ألا يخاف إلا من الله .. ألا يسجد إلا لله، ألا يطاع إلا الله جل وعلا، و أن يطاع نبيه فيما أمر لأنه المبلغ عن الله جل وعلا."
وفى الفقرة السابقة نجد الخميس وصل للمعنى الصحيح للتوحيد وهو كونه طاعة الله فى كل شىء مناقضا ما قاله قبل هذه الفقرة وعاب الخميس على مسلمى العصر عدم فهمهم للكلمة فقال :
"فهموا معنى هذه الكلمة الطيبة التي غاب معناها الصحيح عن كثير من المسلمين، فتجد المسلم اليوم يقول: لا إله إلا الله و يخاف من غير الله
يقول: لا إله إلا الله و يدعو غير الله
يقول: لا إله إلا الله و يحلف بغير الله
يقول: لا إله إلا الله و يذبح و ينذر و يتوكل و يخشى غير الله تبارك وتعالى.
كل هذا جاء من ماذا؟؟
كل هذا جاء من عدم فهمنا لهذه الكلمة الطيبة.
ولذلك لما جاء أبو جهل للنبي (ص) فقال له: يا محمد ماذا تريد؟؟
سفهت أحلامنا .. سببت آلهتنا .. آذيتنا في أنفسنا .. في أزواجنا .. في أموالنا .. في أولادنا .. ماذا تريد؟؟
تريد ملكا؟ ملكناك.
تريد جاها؟ وجهناك.
تريد زوجة؟ زوجناك.
تريد مالا؟ جمعنا لك من المال حتى تكون أغنانا .. فماذا تريد؟؟
قال: أريد كلمة.
فاستغرب أبو جهل من هذا الجواب الغريب من النبي (ص).
قال: كلمة؟؟!!
قال: كلمة.
قال: و أبيك أعطيك مئة كلمة.
قال: قولوا لا إله إلا الله.
قال: أما هذه فلا.
لماذا؟ لأنه عرف معنى هذه الكلمة الطيبة .. عرف أنه إذا قال: لا إله إلا الله أنه لن يعبد إلا الله جل وعلا وهذه الدعوة هي دعوة جميع الرسل صلوات الله و سلامه عليهم ولذلك قال الله جل وعلا: " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " "
والحكاية السابقة لا تصح إن كانت المقصود بلا إله إلا الله مجرد قول الكلمة فالكلمة تعنى الدين كله بأكمله دون ترك أى حكم
وحدثنا عن حق الله وحق العباد فقال :
"هي دعوة جميع الرسل، دعوا إلى لا إله إلا الله والتوحيد هو حق الله على عباده كما قال النبي (ص) لمعاذ بن جبل؛ وكان رديف النبي (ص) على حماره، فالتفت إليه النبي (ص) فقال: " يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ "
قال معاذ: قلت: الله و رسوله أعلم.
قال: " حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا "
قال: " يا معاذ، أتدري ما حق العباد على الله؟ "
قال: قلت: الله و رسوله أعلم.
قال: " حق العباد على الله إن هم قالوها وعبدوا الله تعالى أن يدخلهم الجنة " بهذه الكلمة."
وهذا الكلام هو عودة للمعنى الخاطىء بالقول عنها أنها كلمة وهى ليست كلمة لأنها الدين بأكمله
وحدثنا عن دعوة الرسول(ص) ملوك العالم للكلمة فقال :
"ولذلك لما أرسل النبي (ص) الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الله تبارك وتعالى كان يرسل معهم قول الله تبارك وتعالى: " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ... "
هكذا كانت دعوة النبي (ص).
و لذلك لما دخل ربعي بن خراش رضي الله تبارك وتعالى عنه على رستم قائد الفرس قال له رستم: ما جاء بكم؟قال: (جئنا وقد بعثنا الله تبارك وتعالى لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد)هكذا دعاهم الله تبارك وتعالى إلى أن يوحدوا الله جل وعلا فلا يعبد إلا الله."
وبالقطع الرسول(ص) لم يخص ملوك الشعوب بدعوة وإنما كانت دعوته للكل كما قال تعالى :
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
وتحدث عن تحقيق التوحيد فقال :
"كيف نحقق توحيد الله جل وعلا؟
نحقق هذا التوحيد
أولا / بإخلاص العبودية لله جل وعلا، أن نخلص العبودية لله جل وعلا.
قال الله جل وعلا: " قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ..... "
وقال تبارك وتعالى: " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله .... "
وقال تبارك وتعالى: " .... إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون "
إخلاص العبودية لله هذا أولها.
وأما الأمر الثاني فهو تجنب الشرك بجميع صوره.
قال تبارك وتعالى: " .... إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار "
وقال تبارك وتعالى:" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ....
أما الأمر الثالث فهو تحقيق قضية الولاء و البراء و الكفر بالطاغوت.
بهذه الأمور الثلاثة يتحقق التوحيد الصحيح.
قال الله تبارك وتعالى:" .... فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ... "
وقال تبارك وتعالى عن إبراهيم عليه السلام و أتباعه: " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده .... "
بهذه الأمور يتحقق توحيد الله تبارك وتعالى.
*- بإخلاص العبادة
*- باجتناب الشرك
*- بالكفر بالطاغوت والولاء والبراء.
لا بد من هذه الأمور، أن نوالي من أحب الله تبارك وتعالى وأطاعه، و أن نعادي من كفر بالله تبارك: " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أوعشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ... "
القصد أنه لا بد من تحقيق هذه الأمور الثلاثة، فإذا حققناها حققنا العبادة لله تبارك وتعالى."
وتحقيق الكلمة ليس بما قاله الخميس من أمور ثلاث وإنما هى أمر واحد هو طاعة الله فى كل حكم
وتحدث عن نتائج تحقيق كلمة التوحيد فقال :
"حققنا هذه العبادة، فماذا يكون لنا بعد ذلك؟
إن من حقق العبادة لله تبارك وتعالى أولا يكون شخصية متزنة .. يكون الإنسان إذا حقق العبادة الصادقة لله جل وعلا يكون بعد ذلك شخصية
متزنة، قال الله تبارك وتعالى: " ... ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار " ثم كذلك إن تحقيق العبادة لله مصدر للأمن النفسي، و ذلك أن الإنسان يعيش في أمن نفسي إذا حقق العبادة لله تبارك وتعالى.
قال جل وعلا عن إبراهيم: " وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون " سورة الأنعام.
إنه يحقق الأمن النفسي .. لماذا؟
لأنه عبد الله تبارك وتعالى وحده، كذلك تحقيق العبادة لله تبارك وتعالى يعطي المؤمن قوة ويقينا.
قال الله جل وعلا: (فلما تراءى الجمعان .... )، و ذلك لما تابع فرعون ومن معه موسى ومن معه يريدون قتلهم، هرب موسى بمن معه صلوات الله وسلامه عليه فتابعه فرعون والذين معه، يقول تبارك وتعالى: " فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون "
فماذا كان جواب موسى؟
(قال كلا إن معي ربي سيهدين "
يقين بالله جل وعلا .. لماذا؟
لأنه حقق التوحيد و حقق العبادة لله تبارك وتعالى.
ولذلك قال النبي (ص) لعبد الله بن عباس: " يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، و إذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ".
يشعر المؤمن بالقوة، يشعر المؤمن بالعزة، يشعر المؤمن باليقين؛ إذا حقق العبادة لله لأن الله تبارك وتعالى يكون بعد ذلك معه.
ثم كذلك يحقق المساواة ما بين الناس كما قال الله جل وعلا: " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ... "
بهذه الأمور يستفيد الإنسان من التوحيد"
بالقطع نتائج التوحيد هى نصر المسلمين فى الدنيا وإدخالهم الجنة فى القيامة وأما ما قاله من بعض الأمور الجزئية فليس هو سوى بعض من كل عظيم
رضا البطاوى- عضو ممتاز
-
عدد الرسائل : 3619
العمر : 56
العمل : معلم
تاريخ التسجيل : 18/07/2011
مواضيع مماثلة
» نقد كتاب الأربعون في دلائل التوحيد
» قراءة فى كتاب تعليم الصبيان التوحيد
» نقد كتاب أربعون حديثا من الجزء الرابع من كتاب الطب
» نقد كتاب حكم المراهنة في الألعاب الرياضية ملخص من كتاب الفروسية
» نقد كتاب فصل الخطاب فى تحريف كتاب رب الأرباب
» قراءة فى كتاب تعليم الصبيان التوحيد
» نقد كتاب أربعون حديثا من الجزء الرابع من كتاب الطب
» نقد كتاب حكم المراهنة في الألعاب الرياضية ملخص من كتاب الفروسية
» نقد كتاب فصل الخطاب فى تحريف كتاب رب الأرباب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى