نظرات فى كتاب شهر رمضان ربيع القرآن
صفحة 1 من اصل 1
نظرات فى كتاب شهر رمضان ربيع القرآن
نظرات فى كتاب شهر رمضان ربيع القرآن
المؤلف عادل العلوى أو عادل علوى كما فى مقدمة الكتاب فى مكتبة الإكسير الشاملة وفى المقدمة بين فضل القرآن فقال :
"لا شك ولا ريب أن القرآن الكريم كتاب الله الحكيم، ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه هدي للمتقين، وفرقان للمؤمنين، إنه كتاب الله المجيد الذي حفظه بقدرته وعلمه من الضياع والتحريف، وإنه معجزة النبي الأعظم محمد (ص)الخالدة، وإنه واضح في ذاته وجوهريته، وبيان لكل شيء في نفسه، وفيه التبيان الأكمل، والسلوك الأفضل"
وقسم العلوى التالين للقرآن لنوعين :
الأول الفاهم العامل به والثانى المحروم من فهمه فقال:
" إلا أن التالي للقرآن ربما يكون بعيدا عن رحمة ربه، فإن الرحمة قريبة من المحسنين، فيحرم من فهمه، والغور في بحر معانيه، ودرك لطائفه وإشاراته ونكاته الظريفة والعميقة، (ورب تال للقرآن والقرآن يلعنه)
فإنه بلا شك يمنع ويحرم عن كتابة القرآن علي قلبه، وإنه لا يمس جواهره الباطنية، إذ:
(في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون)
تمنع عن معرفة الحق والحقيقة المتجسدة في القرآن الكريم."
والفهم ليس هو مناط التقسيم وإنما هو حجاب الهوى أى الشهوات فهو الذى يمنعه من تصديقه فكل الناس يفهمونه ولكن التقسيم هو حسب الإرادة كما قال تعالى:
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
والدليل هو أن اختلاف الناس فى القرآن أو أى رسالة سابقة يكون بعد العلم به والعلم يعنى الفهم لأن ألإنسان لا يكذب سوى ما يفهمه واما مالا يفهمه فلا تكذيب له للجهل به وفى هذا قال تعالى :
"وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم "
وقال أيضا:
"كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم "
وحاول أن يسبب أسباب عدم الفهم فتحدث عن العجلة فقال :
"وإذا كانت العجلة التي هي من الشيطان، ومن مظاهر الدنيا الدنية، تحجب عن فهم القرآن، بل:
(ورتل القرآن ترتيلا) فكذلك معرفة الأئمة ودرك مقامهم والإذعان لها، وقبول ولايتهم، وسلوك منهجهم، والاقتداء بهم في سيرتهم وكلامهم الذي هو من كلام الله سبحانه، إنما يكون ذلك، والانصياع لمذهبهم وودهم وحبهم لمن طابت وطهرت نطفته، وتزكي قلبه وتنور باطنه، فإن الطيبين للطيبين، وأما من خبث بالذنوب والمعاصي فلا يخرج منه إلا نكدا، ولا يحس الحقائق ولا يقف علي الدقائق، وإنما يعرف بالمعرفة الجلالية والهندسية والشكلية والظواهر، من دون الكمال والجمال والحقيقة والبواطن."
وما قاله عن الأئمة لا علاقة له بالموضوع فهو يتحدث عن الفهم وعدمه ودخل العلوى بنا إلى موضوعات لا علاقة لها بموضوع الكتاب وهى ألأضرحة فقال :
"أجل: إذا كان بصر يعقوب (عليه السلام)، يرد إليه، ويفتح وينظر الأشياء كما هي بقميص يوسف بعد أن وضعه علي عينيه، فكيف لا يفتح بصيرة من يمس بصره ويمسحه بضريح نبيه وأوليائه المقربين؟! إلا أ نه لا بد من معرفة يعقوبية نبوية، حتي تنال مثل هذه الآثار والكرامات الإلهية."
ودلف بنا إلى ضرورة أن يكون القرآن هو أساس الدراسات فى الجامعات وأماكن العلم الأخرى فقال :
"ثم من المفروض المحتم في مجتمعنا الإسلامي، في كل أبعاده ومجالاته وحقوله ـ لا سيما الحوزات العلمية والجامعات الإسلامية ـ من محورية القرآن الكريم، وتطبيق آياته في حياتنا الفردية والاجتماعية، ومعرفة القرآن وتفسيره كما هو المطلوب، من منابعه الصافية ومناهله العذبة.
كما أن التفسير وعلمه ـ وعلوم القرآن بصورة عامة ـ لا بد أن يكون من أهم الاصول في الحوزة، ولا تكون دراسة التفسير من الدروس الهامشية والجانبية."
وحدثنا عن قول بعضهم القرآن ظني الدلالة قطعي السند رافضا القول مبينا أنه خطأ فادح ممن يقولون له لأنهم أرادوا بذلك اختلاف الأمة فقال:
"وما أعجب ما يقال بأن القرآن ظني الدلالة قطعي السند، وذلك لوجود بعض المتشابهات التي نرجعها إلي المحكمات، بل القرآن أصل وبرهان ونور وفرقان وشفاء وهداية، وإرشاد ووقاية من الأمراض الاجتماعية والانحطاط الخلقي، فكيف يكون ظني الدلالة؟ فتأمل.
وإن بالقرآن الحكيم، صار سلمان المحمدي، صاحب رسول الله (صلي الله عليه وآله)، سلمان منا أهل البيت.
ومما يحرق قلب كل مسلم رسالي غيور هجران المسلمين قرآنهم الكريم: (يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) "
وتحدث عن أثر المحتلين على الأفراد فى بلادنا حيث تحولوا لحرب القرآن فقال :
"وقد انتخبتهم دوائر المستعمرين لتطبيق مخططاتها الصليبية، لتهديم وإزالة أي أثر للشريعة المحمدية السمحاء، بأساليب شرسة، وعلي مختلف الأصعدة والميادين، في محاربة القرآن الكريم، والسنة الشريفة.
ولكن أني للمستكبرين والاستعمار بمعسكريه الشرقي والغربي من الزلزال الذي زعزع عروش الطغاة، والبركان الثائر والمتفجر والصحوة الإسلامية العارمة، والنهضات والثورات الدينية المتتالية في بقاع العالم بين حين وحين، (أليس الصبح بقريب).
أجل حكومة القرآن هي حكومة الله في الأرض، وإن الأرض سيرثها عباد الله الصالحون.
وإذا حدث في فرنسا حادث للقضاء علي القرآن الكريم عند الجزائريين، فقد انتقت فرنسا عشر فتيات جزائريات ادخلن المدارس الفرنسية، وألبستهن الثياب والزي الفرنسي، ولقنتهن الثقافة واللغة الفرنسية، ليصبحن فرنسيات، وبعد جهود مضنية وسنين عشرة، هيأت حفلة تخريج رائعة لهن، دعي إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون، ليروا ما حققوه، ولكن فوجئوا بدخول الفتيات بلباسهن الإسلامي، فضجت الصحف الفرنسية وثارت، ثم تساءلت ماذا فعلت فرنسا بالجزائر بعد قرن تقريبا؟ فأجابهم وزير المستعمرات لاكويت: (ماذا أصنع إذا كان القرآن أقوي من فرنسا؟).
نعم، القرآن أقوي من كل قوي، لأ نه الكتاب المهيمن علي كل الكتب والعلم الحاكم علي كل العلوم والمعارف والفنون، لأ نه نزل من العليم القوي القدير الحكيم العزيز."
وحدثنا العلوى عن واجب المسلمين نحو القرآن فقال :
"وعلي كل مسلم ومسلمة أن يعي الدين ويفهم القرآن المبين كتاب الله الحكيم، كما يدرك معالم السنة الشريفة كما هي، فإنهما مصدر المعارف الإلهية الإنسانية، والتشريع الإسلامي الحنيف، وإن أشد داء المسلمين، والذي هوي بهم إلي الذلة والانحطاط، بعدما كانوا أعزة العالم، وإن أهم عامل في كسر شوكتهم وانحطاطهم وتأ خرهم هو جهلهم بدينهم وقرآنهم.
يقولون في الإسلام ظلما بأ نه *** يصد ذويه عن سبيل التقدم
فإن كان ذا حقا فكيف تقدمت *** أوائله في عصرها المتقدم؟
وإن كان ذنب المسلم اليوم جهله *** فماذا علي الإسلام من جهل مسلم
فلا بد لنا أن نرجع إلي إسلامنا العزيز وكتابه الكريم، ونبذل النفس والنفيس، ونجاهد ونكافح ونعد ما استطعنا من قوة، من أجل نشر دعوته السمحاء في كل ربوع الأرض، فإن الدين عند الله الإسلام، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وإن الله متم نوره ولو كره المشركون، وما النصر إلا من عند الله."
وبين العلوى أن الله يسر القرآن للفهم والطاعة وأن واجبنا الرجوع لكل شىء فى كتاب الله فقال :
"(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)
فعلينا أن نرجع إلي كتاب الله في كل شيء، فخذ منه كل شيء لكل شيء، سيما أيام الفتنة.
عن الحارث الأعور قال: دخلت علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقلت: يا أمير المؤمنين، إنا إذا كنا عندك سمعنا الذي نسد به ديننا، وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة، لا ندري ما هي؟ قال: أو قد فعلوها؟ قال: فقلت: نعم. قال: سمعت رسول الله (ص)يقول: أتاني جبرئيل فقال: يا محمد، سيكون في امتك فتنة، قلت: فما المخرج منها؟ فقال: كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم
قال رسول الله (ص)عليكم بالقرآن فاتخذوه إماما وقائدا.
وقال علي (إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه أخفي من الحق، ولا أظهر من الباطل، فالكتاب وأهله في الناس وليسا فيهم، ومعهم وليسا معهم، لأن الضلالة لا توافق الهدي، وإن اجتمعا فاجتمع القوم علي الفرقة، وافترقوا علي الجماعة كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم، فلم يبق عندهم منه إلا اسمه، ولا يعرفون إلا خطه وزبره
(أصدق القول وأبلغ الموعظة وأحسن القصص كتاب الله).
قال أمير المؤمنين (تعلموا كتاب الله تعالي فإنه أحسن الحديث وأبلغ الموعظة، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره فإنه شفاء لما في الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنه أحسن القصص.
(أحسنوا تلاوة القرآن فإنه أنفع القصص، واستشفوا به فإنه شفاء الصدور)
وعن الإمام الصادق لما سئل: ما بال القرآن لا يزداد علي النشر والدرس إلا غضاضة؟ قال: لأن الله تبارك وتعالي لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلي يوم القيامة.
قال الإمام الرضا في وصف القرآن الكريم: هو حبل الله المتين، وعروته الوثقي، وطريقته المثلي، المؤدي إلي الجنة، والمنجي من النار، لا يخلق علي الأزمنة، ولا يغث علي الألسنة، لأ نه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل البرهان، والحجة علي كل إنسان، لأ نه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد."
وما نقله المؤلف من أٌقوال عن حتمية الرجوع للقرآن فى كل شىء هو الحقيقة فهو صالح لكل العصور كحكم عادل بين الناس وهو لا يمكن تحريفه ولا تبديله حيث هو
ثم ذكر آية عن وضوح القرآن فقال:
(ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدي وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمي اولئك ينادون من مكان بعيد) "
فالقرآن كان مفهوما للكل حتى أن الكفار طلبوا أن يكون بعض منه أعجمى أى غامض حتى يقدروا على تفسير المعانى على هواهم فتم رفض طلبهم ثم نقل المؤلف أقوال أخرى عن الاستغناء بالقرآن فقال :
وقال أمير المؤمنين (اعلموا أنه ليس علي أحد بعد القرآن من فاقة،ولا لأحد قبل القرآن من غني، فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به علي لأوائكم
قال رسول الله (ص)حملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله الملبوسون بنور الله عز وجل.
«حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة».
«أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل».
والروايتين لا تصحان لأن الجنة ليس فيها عرفاء أى رؤساء ولا أشراف لأن كل من فيها اخوة كما قال تعالى :
" إخوانا على سرر متقابلين"
ثم قال :
قال أمير المؤمنين علي (أهل القرآن أهل الله وخاصته "
والرواية عن على لا تصح فليس لله خاصة أى أناس مخصوصين هم حملة القرآن فقط لأن كل رسالة من الله أهلها هم أهل الله أيضا وكذلك الملائكة
ودلف العلوى بنا إلى ما يستحب للمسلم فى شهر رمضان تجاه القرآن فقال:
"ويستحب ختم القرآن في شهر رمضان تكرارا ومرارا، فمن السلف الصالح من كان يختمه في كل يوم، ومنهم من كان يختمه أربعين مرة، ومنهم من يزيد علي ذلك، ولا بد من مراعاة آداب التلاوة كما هو مذكور في محله."
وختم القرآن هو حسب ظروف كل مسلم كما قال تعالى :
" فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
وأما حكاية كثرة ختمه فليست مطلوبة ولا محبوبة لأن سرعة القراءة تجعل القارىء مجرد أداة لترديد الألفاظ بينما المطلوب من القراءة هو تدبر القرآن أى فمهم أى دراسته لمعرفة الأحكام التى سيطيعها المسلم
وطلب من القارىء عند انهاء قراءة القرآن القول:
"وكان يقول عند ختمه القرآن: اللهم اشرح بالقرآن صدري، واستعمل بالقرآن بدني، ونور بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني، واعني عليه ما أبقيتني، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك حديث نبوي شريف، البحار 92: 184"
ثم ذكر حديثا لا يصح وهو أن الترقى فى الجنة يكون على قدر القراءة التى فسرها بالعمل فقال :
"وقد ورد في الخبر الشريف إنه يوم القيامة يأتي الخطاب للمؤمن: إقرأ وارقا، فالرقي يكون لمن يقرأ القرآن الكريم، والمراد من القراءة هنا ليس التلاوة بلا عمل بالقرآن. فاقرأ أي اقرأ ما عملت من الآيات الكريمة وارقأ"
والعمل الوحيد الذى يرفع الدرجة هو الجهاد فالقاعد مهما كان عمله كثيرا فهو لا يبلغ درجة المجاهد فى الجنة كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
المؤلف عادل العلوى أو عادل علوى كما فى مقدمة الكتاب فى مكتبة الإكسير الشاملة وفى المقدمة بين فضل القرآن فقال :
"لا شك ولا ريب أن القرآن الكريم كتاب الله الحكيم، ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه هدي للمتقين، وفرقان للمؤمنين، إنه كتاب الله المجيد الذي حفظه بقدرته وعلمه من الضياع والتحريف، وإنه معجزة النبي الأعظم محمد (ص)الخالدة، وإنه واضح في ذاته وجوهريته، وبيان لكل شيء في نفسه، وفيه التبيان الأكمل، والسلوك الأفضل"
وقسم العلوى التالين للقرآن لنوعين :
الأول الفاهم العامل به والثانى المحروم من فهمه فقال:
" إلا أن التالي للقرآن ربما يكون بعيدا عن رحمة ربه، فإن الرحمة قريبة من المحسنين، فيحرم من فهمه، والغور في بحر معانيه، ودرك لطائفه وإشاراته ونكاته الظريفة والعميقة، (ورب تال للقرآن والقرآن يلعنه)
فإنه بلا شك يمنع ويحرم عن كتابة القرآن علي قلبه، وإنه لا يمس جواهره الباطنية، إذ:
(في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون)
تمنع عن معرفة الحق والحقيقة المتجسدة في القرآن الكريم."
والفهم ليس هو مناط التقسيم وإنما هو حجاب الهوى أى الشهوات فهو الذى يمنعه من تصديقه فكل الناس يفهمونه ولكن التقسيم هو حسب الإرادة كما قال تعالى:
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
والدليل هو أن اختلاف الناس فى القرآن أو أى رسالة سابقة يكون بعد العلم به والعلم يعنى الفهم لأن ألإنسان لا يكذب سوى ما يفهمه واما مالا يفهمه فلا تكذيب له للجهل به وفى هذا قال تعالى :
"وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم "
وقال أيضا:
"كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم "
وحاول أن يسبب أسباب عدم الفهم فتحدث عن العجلة فقال :
"وإذا كانت العجلة التي هي من الشيطان، ومن مظاهر الدنيا الدنية، تحجب عن فهم القرآن، بل:
(ورتل القرآن ترتيلا) فكذلك معرفة الأئمة ودرك مقامهم والإذعان لها، وقبول ولايتهم، وسلوك منهجهم، والاقتداء بهم في سيرتهم وكلامهم الذي هو من كلام الله سبحانه، إنما يكون ذلك، والانصياع لمذهبهم وودهم وحبهم لمن طابت وطهرت نطفته، وتزكي قلبه وتنور باطنه، فإن الطيبين للطيبين، وأما من خبث بالذنوب والمعاصي فلا يخرج منه إلا نكدا، ولا يحس الحقائق ولا يقف علي الدقائق، وإنما يعرف بالمعرفة الجلالية والهندسية والشكلية والظواهر، من دون الكمال والجمال والحقيقة والبواطن."
وما قاله عن الأئمة لا علاقة له بالموضوع فهو يتحدث عن الفهم وعدمه ودخل العلوى بنا إلى موضوعات لا علاقة لها بموضوع الكتاب وهى ألأضرحة فقال :
"أجل: إذا كان بصر يعقوب (عليه السلام)، يرد إليه، ويفتح وينظر الأشياء كما هي بقميص يوسف بعد أن وضعه علي عينيه، فكيف لا يفتح بصيرة من يمس بصره ويمسحه بضريح نبيه وأوليائه المقربين؟! إلا أ نه لا بد من معرفة يعقوبية نبوية، حتي تنال مثل هذه الآثار والكرامات الإلهية."
ودلف بنا إلى ضرورة أن يكون القرآن هو أساس الدراسات فى الجامعات وأماكن العلم الأخرى فقال :
"ثم من المفروض المحتم في مجتمعنا الإسلامي، في كل أبعاده ومجالاته وحقوله ـ لا سيما الحوزات العلمية والجامعات الإسلامية ـ من محورية القرآن الكريم، وتطبيق آياته في حياتنا الفردية والاجتماعية، ومعرفة القرآن وتفسيره كما هو المطلوب، من منابعه الصافية ومناهله العذبة.
كما أن التفسير وعلمه ـ وعلوم القرآن بصورة عامة ـ لا بد أن يكون من أهم الاصول في الحوزة، ولا تكون دراسة التفسير من الدروس الهامشية والجانبية."
وحدثنا عن قول بعضهم القرآن ظني الدلالة قطعي السند رافضا القول مبينا أنه خطأ فادح ممن يقولون له لأنهم أرادوا بذلك اختلاف الأمة فقال:
"وما أعجب ما يقال بأن القرآن ظني الدلالة قطعي السند، وذلك لوجود بعض المتشابهات التي نرجعها إلي المحكمات، بل القرآن أصل وبرهان ونور وفرقان وشفاء وهداية، وإرشاد ووقاية من الأمراض الاجتماعية والانحطاط الخلقي، فكيف يكون ظني الدلالة؟ فتأمل.
وإن بالقرآن الحكيم، صار سلمان المحمدي، صاحب رسول الله (صلي الله عليه وآله)، سلمان منا أهل البيت.
ومما يحرق قلب كل مسلم رسالي غيور هجران المسلمين قرآنهم الكريم: (يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) "
وتحدث عن أثر المحتلين على الأفراد فى بلادنا حيث تحولوا لحرب القرآن فقال :
"وقد انتخبتهم دوائر المستعمرين لتطبيق مخططاتها الصليبية، لتهديم وإزالة أي أثر للشريعة المحمدية السمحاء، بأساليب شرسة، وعلي مختلف الأصعدة والميادين، في محاربة القرآن الكريم، والسنة الشريفة.
ولكن أني للمستكبرين والاستعمار بمعسكريه الشرقي والغربي من الزلزال الذي زعزع عروش الطغاة، والبركان الثائر والمتفجر والصحوة الإسلامية العارمة، والنهضات والثورات الدينية المتتالية في بقاع العالم بين حين وحين، (أليس الصبح بقريب).
أجل حكومة القرآن هي حكومة الله في الأرض، وإن الأرض سيرثها عباد الله الصالحون.
وإذا حدث في فرنسا حادث للقضاء علي القرآن الكريم عند الجزائريين، فقد انتقت فرنسا عشر فتيات جزائريات ادخلن المدارس الفرنسية، وألبستهن الثياب والزي الفرنسي، ولقنتهن الثقافة واللغة الفرنسية، ليصبحن فرنسيات، وبعد جهود مضنية وسنين عشرة، هيأت حفلة تخريج رائعة لهن، دعي إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون، ليروا ما حققوه، ولكن فوجئوا بدخول الفتيات بلباسهن الإسلامي، فضجت الصحف الفرنسية وثارت، ثم تساءلت ماذا فعلت فرنسا بالجزائر بعد قرن تقريبا؟ فأجابهم وزير المستعمرات لاكويت: (ماذا أصنع إذا كان القرآن أقوي من فرنسا؟).
نعم، القرآن أقوي من كل قوي، لأ نه الكتاب المهيمن علي كل الكتب والعلم الحاكم علي كل العلوم والمعارف والفنون، لأ نه نزل من العليم القوي القدير الحكيم العزيز."
وحدثنا العلوى عن واجب المسلمين نحو القرآن فقال :
"وعلي كل مسلم ومسلمة أن يعي الدين ويفهم القرآن المبين كتاب الله الحكيم، كما يدرك معالم السنة الشريفة كما هي، فإنهما مصدر المعارف الإلهية الإنسانية، والتشريع الإسلامي الحنيف، وإن أشد داء المسلمين، والذي هوي بهم إلي الذلة والانحطاط، بعدما كانوا أعزة العالم، وإن أهم عامل في كسر شوكتهم وانحطاطهم وتأ خرهم هو جهلهم بدينهم وقرآنهم.
يقولون في الإسلام ظلما بأ نه *** يصد ذويه عن سبيل التقدم
فإن كان ذا حقا فكيف تقدمت *** أوائله في عصرها المتقدم؟
وإن كان ذنب المسلم اليوم جهله *** فماذا علي الإسلام من جهل مسلم
فلا بد لنا أن نرجع إلي إسلامنا العزيز وكتابه الكريم، ونبذل النفس والنفيس، ونجاهد ونكافح ونعد ما استطعنا من قوة، من أجل نشر دعوته السمحاء في كل ربوع الأرض، فإن الدين عند الله الإسلام، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وإن الله متم نوره ولو كره المشركون، وما النصر إلا من عند الله."
وبين العلوى أن الله يسر القرآن للفهم والطاعة وأن واجبنا الرجوع لكل شىء فى كتاب الله فقال :
"(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)
فعلينا أن نرجع إلي كتاب الله في كل شيء، فخذ منه كل شيء لكل شيء، سيما أيام الفتنة.
عن الحارث الأعور قال: دخلت علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقلت: يا أمير المؤمنين، إنا إذا كنا عندك سمعنا الذي نسد به ديننا، وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة، لا ندري ما هي؟ قال: أو قد فعلوها؟ قال: فقلت: نعم. قال: سمعت رسول الله (ص)يقول: أتاني جبرئيل فقال: يا محمد، سيكون في امتك فتنة، قلت: فما المخرج منها؟ فقال: كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم
قال رسول الله (ص)عليكم بالقرآن فاتخذوه إماما وقائدا.
وقال علي (إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه أخفي من الحق، ولا أظهر من الباطل، فالكتاب وأهله في الناس وليسا فيهم، ومعهم وليسا معهم، لأن الضلالة لا توافق الهدي، وإن اجتمعا فاجتمع القوم علي الفرقة، وافترقوا علي الجماعة كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم، فلم يبق عندهم منه إلا اسمه، ولا يعرفون إلا خطه وزبره
(أصدق القول وأبلغ الموعظة وأحسن القصص كتاب الله).
قال أمير المؤمنين (تعلموا كتاب الله تعالي فإنه أحسن الحديث وأبلغ الموعظة، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره فإنه شفاء لما في الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنه أحسن القصص.
(أحسنوا تلاوة القرآن فإنه أنفع القصص، واستشفوا به فإنه شفاء الصدور)
وعن الإمام الصادق لما سئل: ما بال القرآن لا يزداد علي النشر والدرس إلا غضاضة؟ قال: لأن الله تبارك وتعالي لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلي يوم القيامة.
قال الإمام الرضا في وصف القرآن الكريم: هو حبل الله المتين، وعروته الوثقي، وطريقته المثلي، المؤدي إلي الجنة، والمنجي من النار، لا يخلق علي الأزمنة، ولا يغث علي الألسنة، لأ نه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل البرهان، والحجة علي كل إنسان، لأ نه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد."
وما نقله المؤلف من أٌقوال عن حتمية الرجوع للقرآن فى كل شىء هو الحقيقة فهو صالح لكل العصور كحكم عادل بين الناس وهو لا يمكن تحريفه ولا تبديله حيث هو
ثم ذكر آية عن وضوح القرآن فقال:
(ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدي وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمي اولئك ينادون من مكان بعيد) "
فالقرآن كان مفهوما للكل حتى أن الكفار طلبوا أن يكون بعض منه أعجمى أى غامض حتى يقدروا على تفسير المعانى على هواهم فتم رفض طلبهم ثم نقل المؤلف أقوال أخرى عن الاستغناء بالقرآن فقال :
وقال أمير المؤمنين (اعلموا أنه ليس علي أحد بعد القرآن من فاقة،ولا لأحد قبل القرآن من غني، فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به علي لأوائكم
قال رسول الله (ص)حملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله الملبوسون بنور الله عز وجل.
«حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة».
«أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل».
والروايتين لا تصحان لأن الجنة ليس فيها عرفاء أى رؤساء ولا أشراف لأن كل من فيها اخوة كما قال تعالى :
" إخوانا على سرر متقابلين"
ثم قال :
قال أمير المؤمنين علي (أهل القرآن أهل الله وخاصته "
والرواية عن على لا تصح فليس لله خاصة أى أناس مخصوصين هم حملة القرآن فقط لأن كل رسالة من الله أهلها هم أهل الله أيضا وكذلك الملائكة
ودلف العلوى بنا إلى ما يستحب للمسلم فى شهر رمضان تجاه القرآن فقال:
"ويستحب ختم القرآن في شهر رمضان تكرارا ومرارا، فمن السلف الصالح من كان يختمه في كل يوم، ومنهم من كان يختمه أربعين مرة، ومنهم من يزيد علي ذلك، ولا بد من مراعاة آداب التلاوة كما هو مذكور في محله."
وختم القرآن هو حسب ظروف كل مسلم كما قال تعالى :
" فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
وأما حكاية كثرة ختمه فليست مطلوبة ولا محبوبة لأن سرعة القراءة تجعل القارىء مجرد أداة لترديد الألفاظ بينما المطلوب من القراءة هو تدبر القرآن أى فمهم أى دراسته لمعرفة الأحكام التى سيطيعها المسلم
وطلب من القارىء عند انهاء قراءة القرآن القول:
"وكان يقول عند ختمه القرآن: اللهم اشرح بالقرآن صدري، واستعمل بالقرآن بدني، ونور بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني، واعني عليه ما أبقيتني، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك حديث نبوي شريف، البحار 92: 184"
ثم ذكر حديثا لا يصح وهو أن الترقى فى الجنة يكون على قدر القراءة التى فسرها بالعمل فقال :
"وقد ورد في الخبر الشريف إنه يوم القيامة يأتي الخطاب للمؤمن: إقرأ وارقا، فالرقي يكون لمن يقرأ القرآن الكريم، والمراد من القراءة هنا ليس التلاوة بلا عمل بالقرآن. فاقرأ أي اقرأ ما عملت من الآيات الكريمة وارقأ"
والعمل الوحيد الذى يرفع الدرجة هو الجهاد فالقاعد مهما كان عمله كثيرا فهو لا يبلغ درجة المجاهد فى الجنة كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
رضا البطاوى- عضو ممتاز
-
عدد الرسائل : 3616
العمر : 56
العمل : معلم
تاريخ التسجيل : 18/07/2011
مواضيع مماثلة
» نقد كتاب 12 وقفة .. مع المحتفلين بيوم 12 ربيع الأول
» نقد كتاب محنتى مع القرآن ومع الله فى القرآن
» نظرات فى كتاب إدارة الحرمين الشريفين في القرآن الكريم
» نظرات في كتاب فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن
» نظرات فى كتاب تصديق القرآن الكريم للكتب السماوية وهيمنته عليها
» نقد كتاب محنتى مع القرآن ومع الله فى القرآن
» نظرات فى كتاب إدارة الحرمين الشريفين في القرآن الكريم
» نظرات في كتاب فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن
» نظرات فى كتاب تصديق القرآن الكريم للكتب السماوية وهيمنته عليها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى