قراءة فى كتاب أصناف الجن وحضورهم وطرق تعذيبهم
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتاب أصناف الجن وحضورهم وطرق تعذيبهم
قراءة فى كتاب أصناف الجن وحضورهم وطرق تعذيبهم
الكتاب فى مكتبة الإكسير الشاملة بلا مؤلف وهو يدور حول أنواع الجن وكيفية إحضارهم وتعذيبهم وقد استهل الكاتب الكتاب بالقول:
"الجن ثلاثة أصناف: فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون" الحديث أخرجه ابن حبان والحاكم وأورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 365"
والرواية تتناقض مع أن كل الجن كانوا يستطيعون الصعود إلى أبواب السماء كما قال تعالى بسورة الجن:
"وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا"
ومن ثم كان لهم جميعا أجنحة أى أيدى زائدة وكانوا بهذا جميعا يطيرون
ثم حاول المؤلف أن يعدد لنا أنواع الجن فقال:
"ومن هذه الأصناف الثلاثة الجن الصالح والشيطان والمارد والمريد والعفريت،يقول تعالى: ((وحفظا من كل شيطان مارد)) يقول تعالى: ((ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد))
يقول تعالى: ((قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين)) ومنهم الطيار كما ورد في الحديث
ومنهم الغواص كما قال الله تعالى ((والشياطين كل بنآء وغواص))
ومن الجن من دينه الإسلام ومنهم الكافر اليهودي والنصراني والمجوسي وباقي الديانات الأخرى يقول تعالى: ((وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرآئق قددا)) يقول تعالى: ((وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا))فمنهم العاقل الذكي ومنهم المغفل الغبي (أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون))
والجن الطيار هو نوع من أنواع الجن الطيارة في الهواء كما تطير الطير في السماء يقطع المسافات بسرعة عالية والبعض يسميه الريحاني نسبة للريح وهذا النوع من الجن إذا تلبس الإنسي تجده لا يثبت في الجسد وله خفة في الحركة وهو في الغالب شرس الطبع ومع ذلك تجده يهرب من جسد المصاب إذا شعر بالخطر ما لم يكون مربوطا بسحر أو عين، وهنا تكمن الصعوبة في التعامل مع هذا النوع فتجد بعض الرقاة يربط أصابع المصاب الأربعة والبعض يربط الأصابع العشرة بغية حبس الجني وعدم تمكينه من الهرب"
والخطأ هنا وجود هذا الصنف المسمى الطيار لأن كل الجن طيار لأنهم كانوا يطلعون للسماء للتصنت كما قال تعالى :
"وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا"
ثم حكى المؤلف الحكاية التالية:
"ولعل هذه الطريقة أخذت من كتاب لقط المرجان في أحكام الجان لسيوطي نقلا عن كتاب" العرائس " لابن الجوزي
أن بعض طلبة العلم سافر فرافق شخصا في الطريق، فلما كان قريبا من المدينة التي قصدها قال له: صار لي عليك حق وزمام، أنا رجل من الجان ولي إليك حاجة قال: ما هي؟قال: إذا أتيت بمكان كذا فإنك تجد فيه دجاجا بينهن ديك أبيض، فاسأل عن صاحبه، واشتره واذبحه
قلت: يا أخي، وأنا أيضا أسألك حاجة قال: ما هي؟قال: إذا كان الشيطان ماردا لا تعمل فيه العزائم وألح بالآدمي، ما دواؤه؟ قال: يؤخذ له وتر جلد يحمور، فيشد به إبهاما المصاب من يديه شدا وثيقا، ويؤخذ من دهن السذاب البري، فيقطر في أنفه: الأيمن أربعا، والأيسر ثلاثا، فإن السالك له يموت ولا يعود إليه أحد بعده قال: فلما دخلت المدينة، أتيت إلى ذلك المكان فوجدت الديك لعجوز،فسألتها بيعه فأبت، فاشتريته بأضعاف ثمنه، فلما اشتريته تمثل لي من بعيد، وقال بالإشارة اذبحه فذبحته، فخرج غد ذلك اليوم رجال ونساء يضربن في الدف،ويقولون لي: يا ساحر قلت: لست بساحر فقالوا: إنك منذ ذبحت الديك أصيبت شابة عندنا بجني فطلبت منهم وترا من جلد يحمور، ودهن السذاب البري، فلما فعلت به ذلك، صاح وقال: إنما علمتك على نفسي، ثم قطرت في أنفه الدهن، فخر
ميتا من ساعته، وشفى الله تعالى تلك المرأة ولم يعاودها بعده شيطان وعلى العموم هذه الطريقة صحيحة ومجربة ولكن ليس مع جميع أنواع الجن فالمردة والعفاريت قد يخرجون من منافذ غير الإبهامات، وربما خرج من عين المصاب أو بطنه أو أذنه فيتلف العضو خلال خروجه، فينبغي عدم العمل فهذه الطريقة ويمكن حبس الجني بقراءة قوله تعالى: وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون
على المصاب بنية حبس الجني فلا يستطيع الهرب بإذن الله تعالى والجن والله أعلم على اختلاف أصنافهم ومراتبهم ودياناتهم يقترنون بالإنسان ولكن من خلال المتابعة لكثير من الحالات تبين أن غالبية الشياطين التي تقترن بالإنس من اليهود والذين شركوا، يقول الله سبحانه تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا "
هذا الكلام كلام مخابيل فالجن والإنس لا يوجد أى اتصال بينهما إلا ما كان فى عهد سليمان (ص) لأن الله سخرهم له وهذه آية أى معجزة من المعجزات التى أعطاها الله فقال:
"فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وأخرين مقرنين فى الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب"
ومن ثم لا يمكن وجود اتصال بين الجن والإنس فالنبى(ص) نفسه لم يعلم أن الجن سمعوه وهو يقرأ القرآن حتى أنزل الله سورة الجن فعرفه أنهم سمعوه وفى هذا قال تعالى :
" قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به"
فكل ما حدث هو أن الله أرسل هؤلاء النفر لمكان النبى(ص) ليسمعوا القرآن فقط حتى يبلغوا الرسالة الأخيرة لبقية الجن وفى هذا قال:
"وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم"
إذا الإنسان حتى النبى(ص) لم يتصل بالجن ومن ثم لا يمكن أن يوجد إتصال بين الفريقين وأقصى ما يمكن القول به هو أن الجن قد يسمعون بعض كلام الناس فقط ولكن لا يوجد أى إتصال أى كلام متبادل
ثم بين المؤلف التالى :
"والشيطان المقترن بالإنسان يتأثر كثيرا بما يلي:
1 - عند الدعاء عليه
2 - قراءة الآيات التي تحاكي في مضمونها سبب دخوله في جسد المصاب(سحر، حسد، عشق، ظلم)
3 - قراءة الآيات التي تحاكي في مضمونها أثر فعله في المصاب فلو كان الجني يؤثر على المصاب بالتفريق تقرأ عليه آيات التأليف، إذا كان
الجني يؤثر على المصاب بالضيق تقرأ عليه آيات الإنشراح الخ
4 - قراءة الآيات التي تمثل خلقته (طائر، كلب، حية) انظر باب تذكرة الإخوان
5 - قراءة الآيات التي تخاطب الشياطين والظالمين والمجرمين وما أعده الله لهم من عذاب النار والأغلال والسلاسل والزقوم
6 - رشه بالماء المقروء عليه الرقية وقت الرقية، ويتأثر الشيطان من الماء وقت الرقية ولو لم يقرأ على الماء خصوصا إذا كان الماء باردا،وتأثره وقت الرقية أشد بسبب حضوره الكلي أو الجزئي
7 - أغلب الجن تتأثر عند التعيين في الدعاء، فلو كان سحرا وحدد في الدعاء نوع السحر ومكان السحر وبلد الساحر لتأثر الجني، ولو كان التلبس بسبب الحسد وعين سبب الحسد في الدعاء لتأثر الجني
8 - قراءة الآيات التي تذكر ديانته ومعتقده يمكن معرفة ديانة ومعتقد الجان المقترن من خلال المعطيات والأحلام والرقية، فالذي به جن مسلم يقول لك إنني كثيرا ما استيقظ قبيل الفجر أو كثيرا ما اسمع الآذان أو يقول لك ‘ني كثيرا ما احلم أنني اقرأ القرآن أو يقول لك إنني أتعب عندما أسمع الغناء أو أتضايق عندما أكون مع إنسان به جن كافر الخ، والذي به جن نصراني أو يهودي أو كافر تجده في نفور عن الطاعات ويحلم بالكنائس ويسمع أصوات النواقيس ويرى الصلبان والقساوسة، أو يرى رجالا على روءسهم قبعات ولهم شعور طويله وظفائر تدله أنهم يهود،وغالب من به جن كافر تراوده شكوك في عقيدته ووساوس في صلاته،وينزعج عندما يسمع الآيات التي خاطب الكفار من اليهود او النصارى"
الكلام السابق كله تخريف ليس عليه دليل من كتاب الله وحتى الروايات لم تذكر ذلك والروايات التى وردت فى الأمر تناقض كتاب الله وحكاية التلبس والاتصال هو ترويج لبضاعة السحرة الخاسرة وهى بضاعة قائمة على الخداع ليس لها أساس والغرض منها جمع الأموال من المغفلين
ذكر المؤلف التالى:
"جاء في سنن أبي داوود عن ابن عباس أنه قال:جاء رجل إلى النبي (ص)فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة قال ابن قدامة: رد أمره مكان رد كيده "
الرواية ليس لها أى علاقة بالجن ولم يذكروا فيها وإنما هى الوسوسة والشيطان هو من يوسوس كما قال تعالى " من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس"
فهنا حتى الجن تتم لهم الوسوسة فالموسوس هو الفرد نفسه ولذا سماهم الله شياطين الجن والإنس فقال:
"وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا"
فالشياطين منهم الإنس ومنهم الجن فكل فرد يوسوس لنفسه
ثم حدثنا عن الحكمة فى التعامل مع الجن فقال:
"الحكمة في التعامل مع الجن والشياطين:
يقول الحكماء: " إن آفة القوة استضعاف الخصم "ويقولون: " النظر في العواقب نجاة "، ويقولون: " لا تقع بالعدو قبل القدرة " يقول ابن القيم: وللشجاعة حد، متى جاوزته صار تهورا، ومتى نقصت عنه صار جبنا وخورا، وحدها الإقدام في موضع الإقدام والإحجام في موضع الإحجام،كما قال معاوية لعمر بن العاص: أعياني أن أعرف أشجاعا أنت أم جبانا تقدم حتى أقول من أشجع الناس، وتجبن حتى أقول من أجبن الناس، فقال: فإن لم تكن لي فرصة فجبان شجاع إذا أمكنتني فرصة
ويقول الشاعر:
وإن كان في ساعديه قصر فلا تحقرن عدوا رماك
وتعجز عما تنال الإبر فإن السيوف تحز الرقاب
يقول ابن القيم في الطب النبوي:
الطبيب الحاذق يراعي في علاجه عشرين أمرا منها: قوة المريض وهل هي مقاومة للمرض، أم أضعف منه؟ فان كانت مقاومة للمرض، مستظهرة عليه، تركها والمرض، ولم يحرك بالدواء ساكنا ومنها ألا يكون كل قصده إزالة تلك العلة فقط، بل إزالتها على وجه يأمن معه حدوث علة أصعب منها، فمتى كانت إزالتها لا يأمن معها حدوث علة اخرى أصعب منها، أبقاها على الها، وتلطيفها هو الواجب ومنها أن ينظر في العلة، هل هي مما يمكن علاجها أم لا؟ فان لم يمكن علاجها، حفظ صناعته وحرمته، ولا يحمله الطمع على علاج لا يفيد شيئا، وإن أمكن علاجها، نظر هل يمكن زوالها أم لا؟ فان علم أنه لا يمكن زوالها، نظر هل يمكن تخفيفها وتقليلها أم لا؟ فان لم يمكن تقليلها، ورأى أن غاية الإمكان إيقافها وقطع زيادتها، قصد بالعلاج ذلك و ملاك أمر الطبيب أن يجعل علاجه وتدبيره دائرا على ستة أركان: حفظ الصحة الموجودة، ورد الصحة المفقودة بحسب الإمكان، وإزالة العلة أو تقليلها بحسب الإمكان، واحتمال أدنى المفسدتين لإزالة أعظمهما، وتفويت أدنى المصلحتين لتحصيل أعظمهما، فعلى هذه الأصول الستة مدار العلاج
ولا يوجد فيما أعلم أن هناك قاعدة ثابتة في التعامل مع الجن، حيث أن الجن لا يختلفون كثيرا عن الإنس من ناحية العقل والتميز والتكليف، فمنهم الكبير ومنهم الصغير، ومنهم العاقل ومنهم الغبي الأحمق، ومنهم الذكر ومنهم الأنثى، ومنهم لين القلب ومنهم الجبار العنيد، ومنهم القوي ومنهم الضعيف، ومنهم المسلم العاصي ومنهم الكافر والملحد، ومنهم المعلن عن نفسه ومنهم المسر، ومنهم من يحضر ويتكلم ويحاور ويجادل ومنهم من لا يقبل الحوار ولا النقاش بل منهم من لا يتكلم البتة، ومنهم من يمكنه الحضور (حضورا كاملا) على جسد الممسوس ويشتم ويعارك ويسافر ويأكل ويشرب الخ،ومنهم من اقترن سبب العين ومنهم من اقترن بسبب السحر ومنهم من اقترن بسبب العشق، ومنهم من يتأثر من العزائم والرقى ومنهم لا يتأثر تأثرا بينا في البداية، ومنهم من يتأثر بالأعشاب والأبخرة ومنهم من لا يتأثر منها كثيرا وبما أن الجن لا يمكن رؤيتهم فيكون من الصعب الكشف عن شخصية الجان الصارع، وحتى تتجلى للراقي هذه الشخصية فإنه يحتاج إلى عدة جلسات مع ملاحظة دقيقة لحركات وألفاظ الجان، فإذا ما تجلت شخصية الجان للراقي سهل التعامل معه وذلك من خلال التعرف على نقاط ضعفه وعند التعامل مع الشياطين المتفلتة ينبغي على الراقي قبل أن يقدم على محاربة الشيطان المتحصن في جسد المريض أن يتعرف على حالة المريض النفسية والبدنية والدينية والأسرية والإجتماعية ومدى تحمله لتبعات القراءة والعلاج بالأعشاب والمداومة عليها فإن لم يكن بالمستطاع قهر الجان المتفلت وإخراجه صاغرا وكان بالإمكان مصانعته واستدراجه بالتي هي أحسن حتى يخرج من جسد المريض فذلك أولى من استثارته، وليترك أمره وعقوبته لله فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار))
يقول الشاعر:
وصمم إذا أيقنت أنك عاقره وقارب إذا لم تكن لك حيلة
أما ما يفعله بعض الرقاة في هذه الأيام من إبراز العضلات وتحدي الشياطين مع كل الحالات، دونما مراعاة لما يترتب عليه هذا الفعل من آثار سيئة على بعض المرضى فإنه فعل خاطيء ينبغي التنبيه عليه، فإن الشياطين لهم عقول ولهم إدراك وإحساس، وهم أكثر عنادا من بني آدم، ولهم ردود فعل عندما يستثارون ربما أودت بحياة المريض وما دون الموت من العذاب فهو أحرى، وأنصح الراقي عند تعامله مع الشياطين المتفلته بأن يختم رقيته بآيات وأدعية تشعر الجان الصارع بأنك لا تتحداه ولا تهدده، ولا تظهر له العجز أو تشعره بأنك تهابه،
يقول أحد الحكماء:أشعروا قلوبكم الجرأة فإنها سبب الظفر، وأكثروا من ذكر الضغائن فإنها تبعث على الإقدام، كما أنصح الراقي بأن لا يتصل بالمريض ولا يتابع حالته بعد الرقية خصوصا إذا كانت فترة الجلسات متباعدة، حتى لا يتفلت الشيطان على المريض ليغيظ الراقي
وينبغي على المعالج أن يتعامل مع كل حالة مس على حسب حال المريض ونوع الجان وسبب التلبس، فإن التحدي واستثارة الجني الصارع بآيات العذاب أو بالأعشاب والكهرباء وغيرها من أساليب التعذيب يعرض المريض إلى أخطار عظيمة، فإن الشيطان لن يتردد في الفتك أو التفلت والانتقام من المريض،فمن المحتمل أن يؤذيه ببعض الأضرار التالية:
السهر وعدم القدرة على النوم لأيام التسلط عليه في منامه بالأحلام المزعجة الصداع الشديد
الوسوسة الشديدة التي سرعان ما تتحول إلى صداع وضيق وحزن وكئابة التسلط عليه بالآلام الموجعة أو بضيق النفس الوسوسة له بالانتحار، أو التسبب في قتله منع المريض من الأكل (يجعله لا يشتهي الأكل)يعري المريض من ثيابه أمام المحارم وغير المحارم منع المريض من الذهاب إلى العمل أو المدرسة ومنعه من القيام بواجباته اليومية تعريض المريض للحوادث والمواقف المحرجة صرف المريض عن الرقية وهذا لا يعني أن يحبهم أو يركن لهم ويطيعهم في كل أمر، بل يتعامل معهم على حسب الحال، ويكون الراقي مع الشياطين بين الشدة واللين يقول أبي الحسن الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين: وينبغي أن لا يكون بتأليف الأعداء لهم راكنا، وبهم واثقا، بل يكون منهم على حذر، ومن مكرهم على تحرز، فإن العداوة إذا استحكمت في الطباع صارت طبعا لا يستحيل، وجبلة لا تزول، وإنما يستكفي بالتأليف إظهارها، ويستدفع به أضرارها كالنار يستدفع بالماء إحراقها، ويستفاد به في إنضاجها، وإن كانت محرقة بطبع لا يزول، وجوهر لا يتغير يقول الشاعر: وامزح له إن المزاح وفاق إذا عجزت عن العدو فداره تعطي النضاج وطبعها الإحراق فالنار بالماء الذي هو ضدها"
كل ما سبق هو تخريف فكما سبق الاستدلال قلت باستحالة اتصال الجن والإنس ببعضهم أى إتصال سواء كلامى أو جسدى لأن كل مجتمع منهم منفصل عن الأخر تماما والاتصال بينهما كما قلت يتم بآية أى معجزة كما حدث فى عهد سليمان(ص)وقد منع الله الآيات وهى المعجزات من عهد النبى(ص) فقال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم حدثنا المؤلف عن الموالاة والعداوة فقال:
"يقول رسول الله: الحرب خدعة رواه الشيخان،ويقول الله سبحانه وتعالى:}((لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير))
يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين ثم توعد على ذلك فقال تعالى:} ((ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء))أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد برىء من الله كما قال تعالى:}((يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أوليآء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جآءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغآء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بمآأخفيتم ومآ أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سوآء السبيل))
{وقال تعالى:} ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أوليآء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا))
{وقال تعالى:} يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أوليآء بعضهم أوليآء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين))
وقال سبحانه وتعالى((والذين كفروا بعضهم أوليآء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))
{وقوله تعالى:} (إلا أن تتقوا منهم تقاة))) أي من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته كما ذكر البخاري عن أبي الدرداء أنه قال إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم "
والآيات السابقة لا علاقة لها بموضوع الكتاب وفجأة انتقل المؤلف إلى بيان علامات الجن المسلم من الكافر فقال:
"ومن علامة حضور الجن المسلم أنه يرفع يده ويشير بها الى السماء بإصبعه السبابه مع تدوير اليد أو يضم أصابعه إلا السبابة وكأنه يتشهد، أو أنه يتلفظ ويقول لا إله إلا الله حرق الجني اليهودي: قبل حرق الجني اليهودي ندعوه إلى الإسلام حتى نقيم عليه الحجة، فإن أصر على الكفر يطلب منه الخروج من جسد المصاب، فإن رفض يقرأ عليه آيات العذاب والحرق بقراءة الرقية مرة واحدة ويمهل ثلاثة أيام أو نحوها، يقرأ أو يستمع المصاب في هذه الفترة إلى سورة البقرة والمائدة، وطه، ويس، والصافات، والجن، في كل يوم، وبعد ذلك يقرأ على المصاب فإذا كان الجني لا يزال موجدا في جسد المصاب ندعوه إلى الإسلام مرة أخرى فإن أصر على الكفر يؤمر بالخروج من جسد المصاب، فان أبى يقرأ عليه قراءة مطولة بنية الحرق، فان لم يخرج تكرر هذه الطريقة حتى يهلك الجني، وينبغي على المعالج أن يقرأ مع آيات العذاب والحرق{وقال البخاري: قال الحسن التقية إلى يوم القيامة، ثم قال تعالى:} ((يحذركم الله نفسه)) أي يحذركم نقمته في مخالفته وسطوته وعذابه لمن والى أعداءه وعادى أولياءه ثم قال تعالى:} ((إلى الله المصير))أي إليه المرجع والمنقلب ليجازي كل عامل بعمله
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه فأحوالهم (أي الجن) شبيهة بأحوال الإنس ولكن الإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد، والجن أجهل وأكذب وأظلم وأغدر "
الكلام كلام مجانين حتى وإن نسب لابن تيمية فلكى تحكم على أحد بأن الجن أجهل وأكذب وأظلم وأغدر لابد أن تعايشه وابن تيمية لم يعاشر الجن ولم يرهم حتى يقول هذا
كما أنه لا يوجد أى اتصال بين العالمين حتى يمكن معرفة علامات هذا من ذاك وإنما ما يحكى هو من ترويج بضاعة السحرة اجمع أموال المغفلين ثم حدثنا المؤلف عن كيفية حرق الجنة فقال:
"حرق الجني المسلم:
قبل حرق الجني المسلم يجب أن يبين له أن اقترانه بالإنسي ظلم ويبين له والحلال والحرام ويقرأ عليه آيات الظلم والنفاق وما أعد الله لهم من العقاب الشديد، ومن ثم يمهل ثلاثة أيام أو نحوها لعله أن يتقي الله ويخرج، فإن أبى يهدد بالحرق ويقرأ عليه آيات الحرق حتى يتعذب ولكن لا تطيل في القراءة حتى لا يموت إن كان ضعيفا، وبعد القراءة يتوعده المعالج بأنه سوف يستعين بالله ويحرقه حتى الموت إن لم يخرج، ويمهله ثلاثة أيام أخرى أو نحوها ثم يرجع المصاب ويقرأ عليه فإن >وجد المعالج الجني المسلم لا يزال في جسد المريض، فيستعين بالله ويقرأ عليه قراءة مطوله (ثلاث ساعات متواصلة أو نحوها) بنية الحرق، يكرر عليه الرقية المطولة في أيام متتالية حتى يأذن الله بخروجه أو بهلاكه الجان المسلم يتأثر من آيات العذاب وآيات الإسلام وآيات الوحدانية مثل آية الكرسي ومثل قوله تعالى:} ((وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم))
{ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قآئما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)) ويتأثر كثيرا من سورة الرحمن وسورة الجن، وأول سورة طه ويتأثر من قوله تعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما {ويتأثر كثيرا من من الآيات التي تذكر أسماء الله وصفاته الآيات التي تخاطب اليهود كقوله تعالى: ((ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين
يقول تعالى: ((قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون {
يقول تعالى: ((قالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشآء وليزيدن كثيرا منهم مآ أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضآء إلى يوم القيامة كلمآ أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين {يقول تعالى: ((تجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون {ونحوها من الآيات
حرق الجني النصراني: يحرق الجني النصراني بنفس الطريقة والأسلوب السابق، مع اختلاف في قراءة السور والآيات، فالمصاب يقرأ أو يستمع إلى سورة البقرة، وآل عمران، والمائدة، ومريم، والصافات، في كل يوم، وينبغي على المعالج أن يكرر قراءة آيات العذاب والآيات التي تخاطب النصارى وآيات الألوهية والوحدانية مثل آية الكرسي وكقوله تعالى:} وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم))
وقال تعالى:} يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار)) وكذلك الآيات التي تكفر النصارى مثل قوله تعالى(قد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله بي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة وماواه النار وما للظالمين من أنصار))
، مثل هذه الآيات ونحوها تؤثر على الجني النصراني تأثيرا شديدا ومن علامات حضور الجن النصراني أنه يقبض إصبعيه البنصر والوسطى ويشير بالخنصر والإبهام والذي يليه وكأنه يقول الإله الرب، والإله الابن،وروح القدس تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، أو يقبض يديه ويرسم صورة الصليب بوضع ساعده الأيمن متقاطعا مع ساعد يده اليسرى فإذا كان سبب التلبس السحر فيتعامل مع الجني كما ذكر في باب السحر وكذلك العين،أما إذا كان سبب الاقتران أي سبب غير السحر والعين فيخير الجني بين الخروج أو الحرق، وطريقة حرق الجني بتكرار قراءة الرقية بنية الحرق عدة مرات مع التأكيد على قراءة آيات العذاب وكذلك منعه من الأكل والتضيق عليه بالعلاجات المباحة فينبغي ان لا يغفل المريض عن التسمية عند الأكل وقول بسم الله أوله وآخره إذا نسي والمحافظة على أذكار الصباح والمساء حتى يحول بين
الشياطين في الخارج وبين الجان الذي داخل جسده عن أمية بن مخشي كان رسول الله (ص) جالسا ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال بسم الله أوله وآخره فضحك النبي (ص) ثم قال ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله عز وجل استقاء ما في بطنه رواه أبو داود"
نلاحظ فى الكلام السابق خبلا ممثلا فى التالى :
الأول كون الجنى المتلبس المؤذى بعضهم مسلمون وهو كلام جنونى فإيذاء الناس ليس من صفات المسلم وإنما من صفات الكفار ومن ثم قيل المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
أقول هذا مع أنى أعلم أنهم لا يوجد شىء اسمه تلبس جنى لإنسى فهو ضرب من الوهم الغرض منه جمع أموال المغفلين أو الحصول على شىء محرم
الثانى حرق الجنى والسؤال كيف يتم حرق من هو مخلوق نارى كما يعتقد المؤلف بالنار وهى المحرقة ؟
إن النار لا تحرق نفسها وإنما تقتل أى تفنى بالماء أو غيره من مواد الإطفاء كالتراب
الثالث الرواية المذكورة عن أمية بن مخشى لم يقلها النبى(ص) لأن الشياطين كما يقول القرآن إنس وجن وهو قوله "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا"
الكتاب فى مكتبة الإكسير الشاملة بلا مؤلف وهو يدور حول أنواع الجن وكيفية إحضارهم وتعذيبهم وقد استهل الكاتب الكتاب بالقول:
"الجن ثلاثة أصناف: فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون" الحديث أخرجه ابن حبان والحاكم وأورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 365"
والرواية تتناقض مع أن كل الجن كانوا يستطيعون الصعود إلى أبواب السماء كما قال تعالى بسورة الجن:
"وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا"
ومن ثم كان لهم جميعا أجنحة أى أيدى زائدة وكانوا بهذا جميعا يطيرون
ثم حاول المؤلف أن يعدد لنا أنواع الجن فقال:
"ومن هذه الأصناف الثلاثة الجن الصالح والشيطان والمارد والمريد والعفريت،يقول تعالى: ((وحفظا من كل شيطان مارد)) يقول تعالى: ((ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد))
يقول تعالى: ((قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين)) ومنهم الطيار كما ورد في الحديث
ومنهم الغواص كما قال الله تعالى ((والشياطين كل بنآء وغواص))
ومن الجن من دينه الإسلام ومنهم الكافر اليهودي والنصراني والمجوسي وباقي الديانات الأخرى يقول تعالى: ((وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرآئق قددا)) يقول تعالى: ((وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا))فمنهم العاقل الذكي ومنهم المغفل الغبي (أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون))
والجن الطيار هو نوع من أنواع الجن الطيارة في الهواء كما تطير الطير في السماء يقطع المسافات بسرعة عالية والبعض يسميه الريحاني نسبة للريح وهذا النوع من الجن إذا تلبس الإنسي تجده لا يثبت في الجسد وله خفة في الحركة وهو في الغالب شرس الطبع ومع ذلك تجده يهرب من جسد المصاب إذا شعر بالخطر ما لم يكون مربوطا بسحر أو عين، وهنا تكمن الصعوبة في التعامل مع هذا النوع فتجد بعض الرقاة يربط أصابع المصاب الأربعة والبعض يربط الأصابع العشرة بغية حبس الجني وعدم تمكينه من الهرب"
والخطأ هنا وجود هذا الصنف المسمى الطيار لأن كل الجن طيار لأنهم كانوا يطلعون للسماء للتصنت كما قال تعالى :
"وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا"
ثم حكى المؤلف الحكاية التالية:
"ولعل هذه الطريقة أخذت من كتاب لقط المرجان في أحكام الجان لسيوطي نقلا عن كتاب" العرائس " لابن الجوزي
أن بعض طلبة العلم سافر فرافق شخصا في الطريق، فلما كان قريبا من المدينة التي قصدها قال له: صار لي عليك حق وزمام، أنا رجل من الجان ولي إليك حاجة قال: ما هي؟قال: إذا أتيت بمكان كذا فإنك تجد فيه دجاجا بينهن ديك أبيض، فاسأل عن صاحبه، واشتره واذبحه
قلت: يا أخي، وأنا أيضا أسألك حاجة قال: ما هي؟قال: إذا كان الشيطان ماردا لا تعمل فيه العزائم وألح بالآدمي، ما دواؤه؟ قال: يؤخذ له وتر جلد يحمور، فيشد به إبهاما المصاب من يديه شدا وثيقا، ويؤخذ من دهن السذاب البري، فيقطر في أنفه: الأيمن أربعا، والأيسر ثلاثا، فإن السالك له يموت ولا يعود إليه أحد بعده قال: فلما دخلت المدينة، أتيت إلى ذلك المكان فوجدت الديك لعجوز،فسألتها بيعه فأبت، فاشتريته بأضعاف ثمنه، فلما اشتريته تمثل لي من بعيد، وقال بالإشارة اذبحه فذبحته، فخرج غد ذلك اليوم رجال ونساء يضربن في الدف،ويقولون لي: يا ساحر قلت: لست بساحر فقالوا: إنك منذ ذبحت الديك أصيبت شابة عندنا بجني فطلبت منهم وترا من جلد يحمور، ودهن السذاب البري، فلما فعلت به ذلك، صاح وقال: إنما علمتك على نفسي، ثم قطرت في أنفه الدهن، فخر
ميتا من ساعته، وشفى الله تعالى تلك المرأة ولم يعاودها بعده شيطان وعلى العموم هذه الطريقة صحيحة ومجربة ولكن ليس مع جميع أنواع الجن فالمردة والعفاريت قد يخرجون من منافذ غير الإبهامات، وربما خرج من عين المصاب أو بطنه أو أذنه فيتلف العضو خلال خروجه، فينبغي عدم العمل فهذه الطريقة ويمكن حبس الجني بقراءة قوله تعالى: وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون
على المصاب بنية حبس الجني فلا يستطيع الهرب بإذن الله تعالى والجن والله أعلم على اختلاف أصنافهم ومراتبهم ودياناتهم يقترنون بالإنسان ولكن من خلال المتابعة لكثير من الحالات تبين أن غالبية الشياطين التي تقترن بالإنس من اليهود والذين شركوا، يقول الله سبحانه تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا "
هذا الكلام كلام مخابيل فالجن والإنس لا يوجد أى اتصال بينهما إلا ما كان فى عهد سليمان (ص) لأن الله سخرهم له وهذه آية أى معجزة من المعجزات التى أعطاها الله فقال:
"فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وأخرين مقرنين فى الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب"
ومن ثم لا يمكن وجود اتصال بين الجن والإنس فالنبى(ص) نفسه لم يعلم أن الجن سمعوه وهو يقرأ القرآن حتى أنزل الله سورة الجن فعرفه أنهم سمعوه وفى هذا قال تعالى :
" قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به"
فكل ما حدث هو أن الله أرسل هؤلاء النفر لمكان النبى(ص) ليسمعوا القرآن فقط حتى يبلغوا الرسالة الأخيرة لبقية الجن وفى هذا قال:
"وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم"
إذا الإنسان حتى النبى(ص) لم يتصل بالجن ومن ثم لا يمكن أن يوجد إتصال بين الفريقين وأقصى ما يمكن القول به هو أن الجن قد يسمعون بعض كلام الناس فقط ولكن لا يوجد أى إتصال أى كلام متبادل
ثم بين المؤلف التالى :
"والشيطان المقترن بالإنسان يتأثر كثيرا بما يلي:
1 - عند الدعاء عليه
2 - قراءة الآيات التي تحاكي في مضمونها سبب دخوله في جسد المصاب(سحر، حسد، عشق، ظلم)
3 - قراءة الآيات التي تحاكي في مضمونها أثر فعله في المصاب فلو كان الجني يؤثر على المصاب بالتفريق تقرأ عليه آيات التأليف، إذا كان
الجني يؤثر على المصاب بالضيق تقرأ عليه آيات الإنشراح الخ
4 - قراءة الآيات التي تمثل خلقته (طائر، كلب، حية) انظر باب تذكرة الإخوان
5 - قراءة الآيات التي تخاطب الشياطين والظالمين والمجرمين وما أعده الله لهم من عذاب النار والأغلال والسلاسل والزقوم
6 - رشه بالماء المقروء عليه الرقية وقت الرقية، ويتأثر الشيطان من الماء وقت الرقية ولو لم يقرأ على الماء خصوصا إذا كان الماء باردا،وتأثره وقت الرقية أشد بسبب حضوره الكلي أو الجزئي
7 - أغلب الجن تتأثر عند التعيين في الدعاء، فلو كان سحرا وحدد في الدعاء نوع السحر ومكان السحر وبلد الساحر لتأثر الجني، ولو كان التلبس بسبب الحسد وعين سبب الحسد في الدعاء لتأثر الجني
8 - قراءة الآيات التي تذكر ديانته ومعتقده يمكن معرفة ديانة ومعتقد الجان المقترن من خلال المعطيات والأحلام والرقية، فالذي به جن مسلم يقول لك إنني كثيرا ما استيقظ قبيل الفجر أو كثيرا ما اسمع الآذان أو يقول لك ‘ني كثيرا ما احلم أنني اقرأ القرآن أو يقول لك إنني أتعب عندما أسمع الغناء أو أتضايق عندما أكون مع إنسان به جن كافر الخ، والذي به جن نصراني أو يهودي أو كافر تجده في نفور عن الطاعات ويحلم بالكنائس ويسمع أصوات النواقيس ويرى الصلبان والقساوسة، أو يرى رجالا على روءسهم قبعات ولهم شعور طويله وظفائر تدله أنهم يهود،وغالب من به جن كافر تراوده شكوك في عقيدته ووساوس في صلاته،وينزعج عندما يسمع الآيات التي خاطب الكفار من اليهود او النصارى"
الكلام السابق كله تخريف ليس عليه دليل من كتاب الله وحتى الروايات لم تذكر ذلك والروايات التى وردت فى الأمر تناقض كتاب الله وحكاية التلبس والاتصال هو ترويج لبضاعة السحرة الخاسرة وهى بضاعة قائمة على الخداع ليس لها أساس والغرض منها جمع الأموال من المغفلين
ذكر المؤلف التالى:
"جاء في سنن أبي داوود عن ابن عباس أنه قال:جاء رجل إلى النبي (ص)فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة قال ابن قدامة: رد أمره مكان رد كيده "
الرواية ليس لها أى علاقة بالجن ولم يذكروا فيها وإنما هى الوسوسة والشيطان هو من يوسوس كما قال تعالى " من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس"
فهنا حتى الجن تتم لهم الوسوسة فالموسوس هو الفرد نفسه ولذا سماهم الله شياطين الجن والإنس فقال:
"وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا"
فالشياطين منهم الإنس ومنهم الجن فكل فرد يوسوس لنفسه
ثم حدثنا عن الحكمة فى التعامل مع الجن فقال:
"الحكمة في التعامل مع الجن والشياطين:
يقول الحكماء: " إن آفة القوة استضعاف الخصم "ويقولون: " النظر في العواقب نجاة "، ويقولون: " لا تقع بالعدو قبل القدرة " يقول ابن القيم: وللشجاعة حد، متى جاوزته صار تهورا، ومتى نقصت عنه صار جبنا وخورا، وحدها الإقدام في موضع الإقدام والإحجام في موضع الإحجام،كما قال معاوية لعمر بن العاص: أعياني أن أعرف أشجاعا أنت أم جبانا تقدم حتى أقول من أشجع الناس، وتجبن حتى أقول من أجبن الناس، فقال: فإن لم تكن لي فرصة فجبان شجاع إذا أمكنتني فرصة
ويقول الشاعر:
وإن كان في ساعديه قصر فلا تحقرن عدوا رماك
وتعجز عما تنال الإبر فإن السيوف تحز الرقاب
يقول ابن القيم في الطب النبوي:
الطبيب الحاذق يراعي في علاجه عشرين أمرا منها: قوة المريض وهل هي مقاومة للمرض، أم أضعف منه؟ فان كانت مقاومة للمرض، مستظهرة عليه، تركها والمرض، ولم يحرك بالدواء ساكنا ومنها ألا يكون كل قصده إزالة تلك العلة فقط، بل إزالتها على وجه يأمن معه حدوث علة أصعب منها، فمتى كانت إزالتها لا يأمن معها حدوث علة اخرى أصعب منها، أبقاها على الها، وتلطيفها هو الواجب ومنها أن ينظر في العلة، هل هي مما يمكن علاجها أم لا؟ فان لم يمكن علاجها، حفظ صناعته وحرمته، ولا يحمله الطمع على علاج لا يفيد شيئا، وإن أمكن علاجها، نظر هل يمكن زوالها أم لا؟ فان علم أنه لا يمكن زوالها، نظر هل يمكن تخفيفها وتقليلها أم لا؟ فان لم يمكن تقليلها، ورأى أن غاية الإمكان إيقافها وقطع زيادتها، قصد بالعلاج ذلك و ملاك أمر الطبيب أن يجعل علاجه وتدبيره دائرا على ستة أركان: حفظ الصحة الموجودة، ورد الصحة المفقودة بحسب الإمكان، وإزالة العلة أو تقليلها بحسب الإمكان، واحتمال أدنى المفسدتين لإزالة أعظمهما، وتفويت أدنى المصلحتين لتحصيل أعظمهما، فعلى هذه الأصول الستة مدار العلاج
ولا يوجد فيما أعلم أن هناك قاعدة ثابتة في التعامل مع الجن، حيث أن الجن لا يختلفون كثيرا عن الإنس من ناحية العقل والتميز والتكليف، فمنهم الكبير ومنهم الصغير، ومنهم العاقل ومنهم الغبي الأحمق، ومنهم الذكر ومنهم الأنثى، ومنهم لين القلب ومنهم الجبار العنيد، ومنهم القوي ومنهم الضعيف، ومنهم المسلم العاصي ومنهم الكافر والملحد، ومنهم المعلن عن نفسه ومنهم المسر، ومنهم من يحضر ويتكلم ويحاور ويجادل ومنهم من لا يقبل الحوار ولا النقاش بل منهم من لا يتكلم البتة، ومنهم من يمكنه الحضور (حضورا كاملا) على جسد الممسوس ويشتم ويعارك ويسافر ويأكل ويشرب الخ،ومنهم من اقترن سبب العين ومنهم من اقترن بسبب السحر ومنهم من اقترن بسبب العشق، ومنهم من يتأثر من العزائم والرقى ومنهم لا يتأثر تأثرا بينا في البداية، ومنهم من يتأثر بالأعشاب والأبخرة ومنهم من لا يتأثر منها كثيرا وبما أن الجن لا يمكن رؤيتهم فيكون من الصعب الكشف عن شخصية الجان الصارع، وحتى تتجلى للراقي هذه الشخصية فإنه يحتاج إلى عدة جلسات مع ملاحظة دقيقة لحركات وألفاظ الجان، فإذا ما تجلت شخصية الجان للراقي سهل التعامل معه وذلك من خلال التعرف على نقاط ضعفه وعند التعامل مع الشياطين المتفلتة ينبغي على الراقي قبل أن يقدم على محاربة الشيطان المتحصن في جسد المريض أن يتعرف على حالة المريض النفسية والبدنية والدينية والأسرية والإجتماعية ومدى تحمله لتبعات القراءة والعلاج بالأعشاب والمداومة عليها فإن لم يكن بالمستطاع قهر الجان المتفلت وإخراجه صاغرا وكان بالإمكان مصانعته واستدراجه بالتي هي أحسن حتى يخرج من جسد المريض فذلك أولى من استثارته، وليترك أمره وعقوبته لله فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار))
يقول الشاعر:
وصمم إذا أيقنت أنك عاقره وقارب إذا لم تكن لك حيلة
أما ما يفعله بعض الرقاة في هذه الأيام من إبراز العضلات وتحدي الشياطين مع كل الحالات، دونما مراعاة لما يترتب عليه هذا الفعل من آثار سيئة على بعض المرضى فإنه فعل خاطيء ينبغي التنبيه عليه، فإن الشياطين لهم عقول ولهم إدراك وإحساس، وهم أكثر عنادا من بني آدم، ولهم ردود فعل عندما يستثارون ربما أودت بحياة المريض وما دون الموت من العذاب فهو أحرى، وأنصح الراقي عند تعامله مع الشياطين المتفلته بأن يختم رقيته بآيات وأدعية تشعر الجان الصارع بأنك لا تتحداه ولا تهدده، ولا تظهر له العجز أو تشعره بأنك تهابه،
يقول أحد الحكماء:أشعروا قلوبكم الجرأة فإنها سبب الظفر، وأكثروا من ذكر الضغائن فإنها تبعث على الإقدام، كما أنصح الراقي بأن لا يتصل بالمريض ولا يتابع حالته بعد الرقية خصوصا إذا كانت فترة الجلسات متباعدة، حتى لا يتفلت الشيطان على المريض ليغيظ الراقي
وينبغي على المعالج أن يتعامل مع كل حالة مس على حسب حال المريض ونوع الجان وسبب التلبس، فإن التحدي واستثارة الجني الصارع بآيات العذاب أو بالأعشاب والكهرباء وغيرها من أساليب التعذيب يعرض المريض إلى أخطار عظيمة، فإن الشيطان لن يتردد في الفتك أو التفلت والانتقام من المريض،فمن المحتمل أن يؤذيه ببعض الأضرار التالية:
السهر وعدم القدرة على النوم لأيام التسلط عليه في منامه بالأحلام المزعجة الصداع الشديد
الوسوسة الشديدة التي سرعان ما تتحول إلى صداع وضيق وحزن وكئابة التسلط عليه بالآلام الموجعة أو بضيق النفس الوسوسة له بالانتحار، أو التسبب في قتله منع المريض من الأكل (يجعله لا يشتهي الأكل)يعري المريض من ثيابه أمام المحارم وغير المحارم منع المريض من الذهاب إلى العمل أو المدرسة ومنعه من القيام بواجباته اليومية تعريض المريض للحوادث والمواقف المحرجة صرف المريض عن الرقية وهذا لا يعني أن يحبهم أو يركن لهم ويطيعهم في كل أمر، بل يتعامل معهم على حسب الحال، ويكون الراقي مع الشياطين بين الشدة واللين يقول أبي الحسن الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين: وينبغي أن لا يكون بتأليف الأعداء لهم راكنا، وبهم واثقا، بل يكون منهم على حذر، ومن مكرهم على تحرز، فإن العداوة إذا استحكمت في الطباع صارت طبعا لا يستحيل، وجبلة لا تزول، وإنما يستكفي بالتأليف إظهارها، ويستدفع به أضرارها كالنار يستدفع بالماء إحراقها، ويستفاد به في إنضاجها، وإن كانت محرقة بطبع لا يزول، وجوهر لا يتغير يقول الشاعر: وامزح له إن المزاح وفاق إذا عجزت عن العدو فداره تعطي النضاج وطبعها الإحراق فالنار بالماء الذي هو ضدها"
كل ما سبق هو تخريف فكما سبق الاستدلال قلت باستحالة اتصال الجن والإنس ببعضهم أى إتصال سواء كلامى أو جسدى لأن كل مجتمع منهم منفصل عن الأخر تماما والاتصال بينهما كما قلت يتم بآية أى معجزة كما حدث فى عهد سليمان(ص)وقد منع الله الآيات وهى المعجزات من عهد النبى(ص) فقال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم حدثنا المؤلف عن الموالاة والعداوة فقال:
"يقول رسول الله: الحرب خدعة رواه الشيخان،ويقول الله سبحانه وتعالى:}((لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير))
يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين ثم توعد على ذلك فقال تعالى:} ((ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء))أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد برىء من الله كما قال تعالى:}((يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أوليآء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جآءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغآء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بمآأخفيتم ومآ أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سوآء السبيل))
{وقال تعالى:} ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أوليآء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا))
{وقال تعالى:} يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أوليآء بعضهم أوليآء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين))
وقال سبحانه وتعالى((والذين كفروا بعضهم أوليآء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))
{وقوله تعالى:} (إلا أن تتقوا منهم تقاة))) أي من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته كما ذكر البخاري عن أبي الدرداء أنه قال إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم "
والآيات السابقة لا علاقة لها بموضوع الكتاب وفجأة انتقل المؤلف إلى بيان علامات الجن المسلم من الكافر فقال:
"ومن علامة حضور الجن المسلم أنه يرفع يده ويشير بها الى السماء بإصبعه السبابه مع تدوير اليد أو يضم أصابعه إلا السبابة وكأنه يتشهد، أو أنه يتلفظ ويقول لا إله إلا الله حرق الجني اليهودي: قبل حرق الجني اليهودي ندعوه إلى الإسلام حتى نقيم عليه الحجة، فإن أصر على الكفر يطلب منه الخروج من جسد المصاب، فإن رفض يقرأ عليه آيات العذاب والحرق بقراءة الرقية مرة واحدة ويمهل ثلاثة أيام أو نحوها، يقرأ أو يستمع المصاب في هذه الفترة إلى سورة البقرة والمائدة، وطه، ويس، والصافات، والجن، في كل يوم، وبعد ذلك يقرأ على المصاب فإذا كان الجني لا يزال موجدا في جسد المصاب ندعوه إلى الإسلام مرة أخرى فإن أصر على الكفر يؤمر بالخروج من جسد المصاب، فان أبى يقرأ عليه قراءة مطولة بنية الحرق، فان لم يخرج تكرر هذه الطريقة حتى يهلك الجني، وينبغي على المعالج أن يقرأ مع آيات العذاب والحرق{وقال البخاري: قال الحسن التقية إلى يوم القيامة، ثم قال تعالى:} ((يحذركم الله نفسه)) أي يحذركم نقمته في مخالفته وسطوته وعذابه لمن والى أعداءه وعادى أولياءه ثم قال تعالى:} ((إلى الله المصير))أي إليه المرجع والمنقلب ليجازي كل عامل بعمله
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه فأحوالهم (أي الجن) شبيهة بأحوال الإنس ولكن الإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد، والجن أجهل وأكذب وأظلم وأغدر "
الكلام كلام مجانين حتى وإن نسب لابن تيمية فلكى تحكم على أحد بأن الجن أجهل وأكذب وأظلم وأغدر لابد أن تعايشه وابن تيمية لم يعاشر الجن ولم يرهم حتى يقول هذا
كما أنه لا يوجد أى اتصال بين العالمين حتى يمكن معرفة علامات هذا من ذاك وإنما ما يحكى هو من ترويج بضاعة السحرة اجمع أموال المغفلين ثم حدثنا المؤلف عن كيفية حرق الجنة فقال:
"حرق الجني المسلم:
قبل حرق الجني المسلم يجب أن يبين له أن اقترانه بالإنسي ظلم ويبين له والحلال والحرام ويقرأ عليه آيات الظلم والنفاق وما أعد الله لهم من العقاب الشديد، ومن ثم يمهل ثلاثة أيام أو نحوها لعله أن يتقي الله ويخرج، فإن أبى يهدد بالحرق ويقرأ عليه آيات الحرق حتى يتعذب ولكن لا تطيل في القراءة حتى لا يموت إن كان ضعيفا، وبعد القراءة يتوعده المعالج بأنه سوف يستعين بالله ويحرقه حتى الموت إن لم يخرج، ويمهله ثلاثة أيام أخرى أو نحوها ثم يرجع المصاب ويقرأ عليه فإن >وجد المعالج الجني المسلم لا يزال في جسد المريض، فيستعين بالله ويقرأ عليه قراءة مطوله (ثلاث ساعات متواصلة أو نحوها) بنية الحرق، يكرر عليه الرقية المطولة في أيام متتالية حتى يأذن الله بخروجه أو بهلاكه الجان المسلم يتأثر من آيات العذاب وآيات الإسلام وآيات الوحدانية مثل آية الكرسي ومثل قوله تعالى:} ((وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم))
{ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قآئما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)) ويتأثر كثيرا من سورة الرحمن وسورة الجن، وأول سورة طه ويتأثر من قوله تعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما {ويتأثر كثيرا من من الآيات التي تذكر أسماء الله وصفاته الآيات التي تخاطب اليهود كقوله تعالى: ((ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين
يقول تعالى: ((قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون {
يقول تعالى: ((قالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشآء وليزيدن كثيرا منهم مآ أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضآء إلى يوم القيامة كلمآ أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين {يقول تعالى: ((تجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون {ونحوها من الآيات
حرق الجني النصراني: يحرق الجني النصراني بنفس الطريقة والأسلوب السابق، مع اختلاف في قراءة السور والآيات، فالمصاب يقرأ أو يستمع إلى سورة البقرة، وآل عمران، والمائدة، ومريم، والصافات، في كل يوم، وينبغي على المعالج أن يكرر قراءة آيات العذاب والآيات التي تخاطب النصارى وآيات الألوهية والوحدانية مثل آية الكرسي وكقوله تعالى:} وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم))
وقال تعالى:} يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار)) وكذلك الآيات التي تكفر النصارى مثل قوله تعالى(قد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله بي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة وماواه النار وما للظالمين من أنصار))
، مثل هذه الآيات ونحوها تؤثر على الجني النصراني تأثيرا شديدا ومن علامات حضور الجن النصراني أنه يقبض إصبعيه البنصر والوسطى ويشير بالخنصر والإبهام والذي يليه وكأنه يقول الإله الرب، والإله الابن،وروح القدس تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، أو يقبض يديه ويرسم صورة الصليب بوضع ساعده الأيمن متقاطعا مع ساعد يده اليسرى فإذا كان سبب التلبس السحر فيتعامل مع الجني كما ذكر في باب السحر وكذلك العين،أما إذا كان سبب الاقتران أي سبب غير السحر والعين فيخير الجني بين الخروج أو الحرق، وطريقة حرق الجني بتكرار قراءة الرقية بنية الحرق عدة مرات مع التأكيد على قراءة آيات العذاب وكذلك منعه من الأكل والتضيق عليه بالعلاجات المباحة فينبغي ان لا يغفل المريض عن التسمية عند الأكل وقول بسم الله أوله وآخره إذا نسي والمحافظة على أذكار الصباح والمساء حتى يحول بين
الشياطين في الخارج وبين الجان الذي داخل جسده عن أمية بن مخشي كان رسول الله (ص) جالسا ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال بسم الله أوله وآخره فضحك النبي (ص) ثم قال ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله عز وجل استقاء ما في بطنه رواه أبو داود"
نلاحظ فى الكلام السابق خبلا ممثلا فى التالى :
الأول كون الجنى المتلبس المؤذى بعضهم مسلمون وهو كلام جنونى فإيذاء الناس ليس من صفات المسلم وإنما من صفات الكفار ومن ثم قيل المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
أقول هذا مع أنى أعلم أنهم لا يوجد شىء اسمه تلبس جنى لإنسى فهو ضرب من الوهم الغرض منه جمع أموال المغفلين أو الحصول على شىء محرم
الثانى حرق الجنى والسؤال كيف يتم حرق من هو مخلوق نارى كما يعتقد المؤلف بالنار وهى المحرقة ؟
إن النار لا تحرق نفسها وإنما تقتل أى تفنى بالماء أو غيره من مواد الإطفاء كالتراب
الثالث الرواية المذكورة عن أمية بن مخشى لم يقلها النبى(ص) لأن الشياطين كما يقول القرآن إنس وجن وهو قوله "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا"
رضا البطاوى- عضو ممتاز
-
عدد الرسائل : 3602
العمر : 56
العمل : معلم
تاريخ التسجيل : 18/07/2011
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب أنواع كذب الأطفال وطرق التغلب عليها
» نقد كتاب أصناف الناس في القرآن
» قراءة فى كتاب الحجاب
» نقد كتاب الغيب الذي يعلمه الجن
» نقد كتاب أماكن تمركز الجن في الجسد والسحر
» نقد كتاب أصناف الناس في القرآن
» قراءة فى كتاب الحجاب
» نقد كتاب الغيب الذي يعلمه الجن
» نقد كتاب أماكن تمركز الجن في الجسد والسحر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى