نظرات فى كتاب التبرج
صفحة 1 من اصل 1
نظرات فى كتاب التبرج
نظرات فى كتاب التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله
فى المكتبة الشاملة أن الكتاب من تأليف عبد العزيز بن عبد الله بن باز ولكن فيما يبدو أن نصفه الأول كاتبه غير المفتى فالرجل أصدر فتوى فى التبرج والعمل وهو ما جاء فى النصف الثانى من الكتاب وأما النصف الثانى فيبدو أنه أحد العاملين بوزارة الأوقاف والحج
استهل الكتاب بالحديث عن التبرج والاختلاط فقال:
"أما بعد ، فلا يخفى على كل من له معرفة ما عمت به البلوى في كثير من البلدان من تبرج الكثير من النساء وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال ، وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم الله عليهن إبداءهاولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرةومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتب على التبرج والسفور من ظهور الفواحش وارتكاب الجرائم وقلة الحياء وعموم الفساد فاتقوا الله أيها المسلمون ، وخذوا على أيدي سفهائكم ، وامنعوا نساءكم مما حرم الله عليهن ، وألزموهن التحجب والتستر ، واحذروا غضب الله سبحانه ، وعظيم عقوبته ، فقد صح عن النبي (ص)أنه قال : « إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه ، أوشك الله أن يعمهم بعقابه »وقد قال الله سبحانه في كتابه الكريم : { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون }{ كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } وفي المسند وغيره .
عن ابن مسعود « أن النبي (ص)تلا هذه الآية ثم قال : والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكرولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ثم يلعنكم كما لعنهم » وصح عن النبي (ص)أنه قال : « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان » "
وتحت عنوان وجوب الحجاب والنهي عن التبرج قال:
"وجوب الحجاب والنهي عن التبرج:
وقد أمر الله سبحانه في كتابه الكريم بتحجب النساء ولزومهن البيوت وحذر من التبرج والخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيرا من أسباب الفتنة فقال تعالى : { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا }{ وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله } نهى سبحانه في هذه الآية نساء النبي الكريم أمهات المؤمنين ، وهى من خير النساء وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال ، وهو تليين القول وترقيقه لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض شهوة الزنا ويظن أنهن يوافقنه على ذلك وأمر بلزومهن البيوت ونهاهن عن تبرج الجاهلية ، وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا ، وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن فغيرهن أولى وأولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة عصمنا الله وإياكم من مضلات الفتن ، ويدل على عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله سبحانه في هذه الآية : { وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله } فإن هذه الأوامر أحكام عامة لنساء النبي (ص)وغيرهن وقال عز وجل : { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } فهذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم ، وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة ، وأن التحجب طهارة وسلامة فيا معاشر المسلمين تأدبوا بتأديب الله ، وامتثلوا أمر الله ، وألزموا نساءكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة ."
فى الفقرة السابقة عدة أخطاء :
الأول تسمية اللباس الحجاب فلا يوجد فى الآيات لبس اسمه الحجاب وإنما الحجاب فى الآية ساتر قد يكون جدار أو ستارة أو باب مقفل يقف خلفه الرجال لطلب المتاع وهو الطعام والشراب وهو قوله "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب" وبداية الآية تتحدث عن الطعام حيث قال تعالى :
"لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه"
الثانى الاستشهاد بآيات مثل "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا" كدليل على عدم التبرج والحجاب وعدم الاختلاط استشهاد خاطىء فإباحة القول بين الرجال والنساء هنا دون خضوع مباح وهو ما يعنى أن الاختلاط لضرورة مباح
وأكمل الكاتب كلامه فقال:
"{ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما } والجلابيب جمع جلباب وهو ما تضعه المرأة على رأسها للتحجب والتستر به ، أمر الله سبحانه جميع نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيه نقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ، ويبدين عينا واحدة واحدة ، وقال محمد ابن سيرين : سألت عبيدة السلماني عن قول الله - عز وجل : { يدنين عليهن من جلابيبهن } فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى. ثم أخبر الله سبحانه أنه غفور رحيم عما سلف من التقصير في ذلك قبل الني والتحذير منه سبحانه ."
يوجد فهم خاطىء للآية فالرجل يقول أن الجلابيب هى غطاء الرأس ومن المعلوم أن الجلباب وهو ما يغطى كل الجسم عدا الرأس
والخطأ الأخر هو أن الذى يصيبه الأذى هو الرجل وهو قوله" فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيه" وليست المرأة مع أنها هى التى يتم إيذاءها لقوله تعالى" فلا يؤذين "وهو ضربها أى جلدها بسبب عدم ارتداء الجلباب هى المرأة المتعرية
والثالث هو أن المطلوب تعطيه الرأس والوجه عدا العين اليسرى ولا ندرى كيف استنبط السلمانى المذكور أو من ابتدع الرواية حكاية العين اليسرى ولا يوجد فى الآية دليل على هذا أو غيره مع أن الله طلب غض النظر من النساء وهو ما يعنى أن عيونهن كلها ظاهرة فى قوله تعالى "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
وقال الكاتب :
"وقال تعالى : { والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم } يخبر سبحانه أن القواعد من النساء وهن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحا لا جناح عليهن أن يضعن ثيابهن عن وجوهن وأيديهن إذا كن غير متبرجات بالزينة ليس لها أن تضع ثوبها عن وجهها ويديها وغير ذلك من زينتها وأن عليها جناحا في ذلك ولو كانت عجوزا ، لأن كل ساقطة لها لاقطة ، ولأن التبرج يفضي إلى الفتنة بالمتبرجة ولو كانت عجوزا فكيف يكون الحال بالشابة والجميلة إذا تبرجت لا شك أن إثمها أعظم ، والجناح عليها أشد والفتنة بها أكبر .
وشرط سبحانه في حق العجوز أن لا تكون ممن يرجو النكاح ، وما ذلك - والله أعلم - إلا أن رجاءها النكاح يدعوها إلى التجمل والتبرج بالزينة طمعا في الأزواج ، فنهيت عن وضع ثيابها عن محاسنها صيانة لها ولغيرها من الفتنة ، ثم ختم الآية سبحانه بتحريض القواعد على الاستعفاف ، وأوضح أنه خير لهن وإذا لم يتبرجن فظهر بذلك فضل التحجب والتستر بالثياب ولو من العجائز ، وأنه خير لهن من وضع الثياب فوجب أن يكون التحجب والاستعفاف عن إظهار للزينة خيرا للشباب من باب أولى ، وأبعد لهن عن أسباب الفتنة ."
نفس الفهم الخاطىء لمراد الله فالله يطلب وضع الثياب والثوب لا يعنى غطاء الرأس لأنه قال "وثيابك فطهر" فليس للرجال غطاء رأس حتى يقال الكلام السابق من وضع الثياب عن الوجوه ومعنى وضع الثياب هو تخفيف الثياب بمعنى أن المرأة تلبس ثوبين كلاهما ساتر لعورتها عند الخروج من بيتها والمطلوب من اللاتى لا يرجون نكاحا هو ارتداء ثوب واحد فقط ساتر للعورة
ثم أكمل كلامه قائلا:
"وقال تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون }{ ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } أمر الله سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار ، وحفظ الفروج وما ذلك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلين ، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة ، وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك ولهذا قال سبحانه : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون } فغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمن في الدنيا والآخرة وإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب الغضب والعذاب في الدنيا والآخرة ، وفي ذلك تحذير للمؤمن من ركوب ما حرم الله عليه ، والإعراض عما شرع الله له ، وتذكير له بأن الله سبحانه يراه ويعلم أفعاله الطيبة وغيرها كما قال تعالى : { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } وقال تعالى : { وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه } فالواجب على العبد أن يحذر ربه ، وأن يستحي منه أن يراه على معصيته أو يفقده من طاعته التي أوجب عليه .ثم قال سبحانه : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن } فأمر المؤمنات بغض البصر ، وحفظ الفرج ، كما أمر المؤمنين بذلك صيانة لهن من أسباب الفتنة ، وتحريضا لهن على أسباب العفة والسلامة ، ثم قال سبحانه : { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } قال ابن مسعود { ما ظهر منها } يعني بذلك ما ظهر من اللباس ، فإن ذلك معفو عنه ، ومراده بذلك الملابس التي ليس فيها تبرج وفتنة .
وأما ما يروى عن ابن عباس أنه فسر { ما ظهر منها } بالوجه والكفين فهو محمول على حالة النساء قبل نزول آية الحجاب ، وأما بعد ذلك فقد أوجب الله عليهن ستر الجميع ، كما سبق في الآيات الكريمات من سورة الأحزاب وغيرها ويدل على أن ابن عباس أراد ذلك ، ما رواه علي بن أبي طلحة عنه أنه قال : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة وقد نبه على ذلك ابن تيمية وغيره من أهل العلم والتحقيق وهو الحق الذي لا ريب فيه ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفين من االفساد والفتنة وقد تقدم قوله تعالى : { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } ولم يستثن شيئا ، وهي آية محكمة فوجب الأخذ بها والتعويل عليها ، وحمل ما سواها عليها ، والحكم فيها عام في نساء النبي (ص)وغيرهن من نساء المؤمنين ، وتقدم من سورة النور ما يرشد إلى ذلك ، وهو ما ذكره الله سبحانه في حق القواعد وتحرم وضعهن الثياب إلا بشرطين ، أحدهما : كونهن لا يرجون النكاح ، والثاني عدم التبرج بالزينة ، وسبق الكلام على ذلك وأن الآية المذكورة حجة ظاهرة ، وبرهان قاطع على تحريم سفور النساء وتبرجهن بالزينة .ويدل على ذلك أيضا ما ثبت عن عائشة في قصة الإفك أنها خمرت وجهها لما سمعت صوت صفوان بن المعطل السلمي وقال : إنه كان يعرفها قبل الحجاب : فدل ذلك على أن النساء بعد نزول آية الحجاب لا يعرفن بسبب تخميرهن وجوههن ، ولا يخفى ما وقع فيه النساء اليوم من التوسع في التبرج وإبداء المحاسن ، فوجب سد الذرائع وحسم الوسائل المفضية إلى الفساد وظهور الفواحش ."
نفس الفهم الخاطىء لما فى الآية فالرجل يستبعد الرأى الصحيح الوحيد وهو إظهار الوجه والكفين ويصير إلى التغطية الكاملة عدا العين الواحدة وهو كلام ينسفه قوله تعالى " لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن" وقوله" ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم"
فالإعجاب بحسن المرأة ليس له وسيلة سوى رؤية وجهها على الأخص فإذا تغطت كاملة فكيف يتم معرفة حسنها ؟
كما ينسفه قوله تعالى " "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"فأبصارهن كلها ظاهرة
الغريب أنه لا توجد آية تدل على هذا الكلام ولا حتى رواية عن النبى(ص) والمذكور عنه الرواية وهو السلمانى تابعى وليس صحابى
ثم تحدث الرجل عن الخلوة وسفر المرأة فقال:
"ومن أعظم أسباب الفساد خلوة الرجال بالنساء ، وسفرهم بهن من دون محرم وقد صح عن النبي (ص)أنه قال : « لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ، ولا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم » وقال (ص): « لا يخلون رجل بامرأة إلا أن يكون الشيطان ثالثهما » وقال (ص): « لا يبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون زوجا أو ذا محرم »
فاتقوا الله أيها المسلمون ، وخذوا على أيدي نسائكم ، وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور والتبرج وإظهار المحاسن والتشبه بأعداء الله من النصارى ومن تشبه بهم ، واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم وتعرض لغضب الله وعموم عقابه ، عافانا الله وإياكم من شر ذلك .ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال من الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر بهن بدون محرم لأن ذلك من وسائل الفتنة والفساد ، وقد صح عن النبي (ص)أنه قال : « ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء » وقال (ص): « إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء » .وقال (ص): « رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة » وقال (ص): « صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : نساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ( بضم الباء : نوع من الإبل ) لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ورجال بأيدهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس » وهذا تحذير شديد من التبرج والسفور ولبس الرقيق والقصير من الثياب ، والميل عن الحق والعفة ، وإمالة الناس إلى الباطل ، وتحذير شديد من ظلم الناس والتعدي عليهم ، ووعيد لمن فعل ذلك بحرمان دخول الجنة نسأل الله العافية من ذلك .."
الغريب فيما سبق هو أنه لا علاقة بين الخلوة والسفر وموضوع التبرج واللباس ومع هذا أدخل الرجل عليهم بعض الروايات فى التبرج واللباس وهو إدخال ليس له معنى فى الكتاب لأن الخلوة والسفر ليس لهما علاقة بالتبرج واللباس
ثم أكمل الكلام قائلا:
"ومن أعظم الفساد : تشبه الكثير من النساء بنساء الكفار من النصارى وأشباههم في لبس القصير من الثياب ، وإبداء الشعور والمحاسن ، ومشط الشعور على طريقة أهل الكفر والفسق ، ووصل الشعر ، ولبس الرؤوس الصناعية المسماة ( الباروكة )وقال (ص): « من تشبه بقوم فهو منهم » ومعلوم ما يترتب على هذا التشبه ، وهذه الملابس القصيرة التي تجعل المرأة شبه عارية من الفساد والفتنة ورقة الدين وقلة الحياء فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر ، ومنع النساء منه والشدة في ذلك ، لأن عاقبته وخيمة ، وفساده عظيم ، ولا يجوز التساهل في ذلك مع البنات الصغار لأن تربيتهن عليه يفضي إلى اعتيادهن له وكراهيتهن لما سواه إذا كبرن ، فيقع بذلك الفساد والمحذور والفتنة المخوفة التي وقع فيها الكبيرات من النساء ."
وما قاله هنا كلام سليم فلا يجب عمل ما تعمله الكافرات من تغيير خلقة الله استجابة لقول الشيطان "ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
وهنا نجد الفتوى عن مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله فقال:
"خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله:
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :فإن الدعوة إلى نزول المرأة للعمل في ميدان الرجال المؤدي إلى الاختلاط سواء كان ذلك على جهة التصريح أو التلويح بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر ومتطلبات الحضارة أمر خطير جدا له تبعاته الخطيرة وثمراته المرة وعواقبه الوخيمة رغم مصادمته للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالأعمال التي تخصها في بيتها ونحوه .
ومن أراد أن يعرف عن كثب ما جناه الاختلاط من المفاسد التي لا تحصى فلينظر إلى تلك المجتمعات التي وقعت في هذا البلاء العظيم اختيارا أو اضطرارا بإنصاف من نفسه وتجرد للحق عما عداه يجد التذمر على المستوى الفردي والجماعي والتحسر على انفلات المرأة من بيتها وتفكك الأسر ونجد ذلك واضحا على لسان كثير من الكتاب بل في جميع وسائل الإعلام وما ذلك إلا لأن هذا هدم للمجتمع وتقويض لبنائه والأدلة الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الخلوة بالأجنبية وتحريم النظر إليها وتحريم الوسائل الموصلة إلى الوقوع فيما حرم الله أدلة كثيرة قاضية بتحريم الاختلاط لأنه يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه وإخراج المرأة من بيتها الذي هو مملكتها ومنطلقها الحيوي في هذه الحياة إخراج لها عما تقتضيه فطرتها وطبيعتها التي جبلها الله عليها فالدعوة إلى نزول المرأة في الميادين التي تخص الرجال أمر خطير على المجتمع الإسلامي ومن أعظم آثاره الاختلاط الذي يعتبر من أعظم وسائل الزنى الذي يفتك بالمجتمع ويهدم قيمه وأخلاقه ومعلوم أن الله تبارك وتعالى جعل للمرأة تركيبا خاصا يختلف تماما عن تركيب الرجل هيأها به للقيام بالأعمال التي في داخل بيتها والأعمال التي بين بنات جنسها ومعنى هذا : أن اقتحام المرأة لميدان الرجال الخاص بهم يعتبر إخراجا لها عن تركيبتها وطبيعتها وفي هذا جناية كبيرة على المرأة وقضاء على معنويتها وتحطيم لشخصيتها ويتعدى ذلك إلى أولاد الجيل من ذكور وإناث لأنهم يفقدون التربية والحنان والعطف فالذي يقوم بهذا الدور وهو الأم قد فصلت منه وعزلت تماما عن مملكتها التي لا يمكن أن تجد الراحة والاستقرار والطمأنينة إلا فيها وواقع المجتمعات التي تورطت في هذا أصدق شاهد على ما نقول والإسلام جعل لكل من الزوجين واجبات خاصة على كل واحد منهما أن يقوم بدوره ليكتمل بذلك بناء المجتمع في داخل البيت وفي خارجه فالرجل يقوم بالنفقة والاكتساب والمرأة تقوم بتربية الأولاد والعطف والحنان والرضاعة والحضانة والأعمال التي تناسبها كتعليم الصغار وإدارة مدارسهم والتطبيب والتمريض لهم ونحو ذلك من الأعمال المختصة بالنساء فترك واجبات البيت من قبل المرأة يعتبر ضياعا للبيت بمن فيه ويترتب عليه تفكك الأسرة حسيا ومعنويا وعند ذلك يصبح المجتمع شكلا وصورة لا حقيقة ومعنى قال الله جل وعلا : { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم } فسنة الله في خلقه أن القوامة للرجل على المرأة وللرجل فضل عليها كما دلت الآية الكريمة على ذلك وأمر الله سبحانه للمرأة بقرارها في بيتها ونهيها عن التبرج معناه : النهي عن الاختلاط وهو : اجتماع الرجال بالنساء الأجنبيات في مكان واحد بحكم العمل أو البيع أو الشراء أو النزهة أو السفر أو نحو ذلك ، لأن اقتحام المرأة هذا الميدان يؤدي بها إلى الوقوع في المنهي عنه ، وفي ذلك مخالفة لأمر الله وتضييع لحقوقه المطلوب شرعا من المسلمة أن تقوم بها ."
فيما سبق تحدث الرجل عن مضار عمل المرأة مع الرجل وكونها مخالفة للنصوص وعمل المرأة المتزوجة بوظيفة بالتأكيد محرم وأما غير المتزوجة فيجب تدريبها على العمل بعد إتمام تعليمها حتى إذا اضطرت المسلمين الحروب أو الكوارث إلى نزول المرأة للعمل الوظيفى بسبب ثلة الرجال أو كبر حجم الكارثة تكون عارفة به من خلال تدريبها فى فترة ما قبل الزواج
وبالقطع لا يمكن الاستغناء عن عمل غير المتزوجات بالطب النسائى خاصة وبتعليم البنات فى المدارس والكليات وأيضا فى تفصيل ملابس النساء
فى المكتبة الشاملة أن الكتاب من تأليف عبد العزيز بن عبد الله بن باز ولكن فيما يبدو أن نصفه الأول كاتبه غير المفتى فالرجل أصدر فتوى فى التبرج والعمل وهو ما جاء فى النصف الثانى من الكتاب وأما النصف الثانى فيبدو أنه أحد العاملين بوزارة الأوقاف والحج
استهل الكتاب بالحديث عن التبرج والاختلاط فقال:
"أما بعد ، فلا يخفى على كل من له معرفة ما عمت به البلوى في كثير من البلدان من تبرج الكثير من النساء وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال ، وإبداء الكثير من زينتهن التي حرم الله عليهن إبداءهاولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرةومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتب على التبرج والسفور من ظهور الفواحش وارتكاب الجرائم وقلة الحياء وعموم الفساد فاتقوا الله أيها المسلمون ، وخذوا على أيدي سفهائكم ، وامنعوا نساءكم مما حرم الله عليهن ، وألزموهن التحجب والتستر ، واحذروا غضب الله سبحانه ، وعظيم عقوبته ، فقد صح عن النبي (ص)أنه قال : « إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه ، أوشك الله أن يعمهم بعقابه »وقد قال الله سبحانه في كتابه الكريم : { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون }{ كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } وفي المسند وغيره .
عن ابن مسعود « أن النبي (ص)تلا هذه الآية ثم قال : والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكرولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، ثم يلعنكم كما لعنهم » وصح عن النبي (ص)أنه قال : « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان » "
وتحت عنوان وجوب الحجاب والنهي عن التبرج قال:
"وجوب الحجاب والنهي عن التبرج:
وقد أمر الله سبحانه في كتابه الكريم بتحجب النساء ولزومهن البيوت وحذر من التبرج والخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن الفساد وتحذيرا من أسباب الفتنة فقال تعالى : { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا }{ وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله } نهى سبحانه في هذه الآية نساء النبي الكريم أمهات المؤمنين ، وهى من خير النساء وأطهرهن عن الخضوع بالقول للرجال ، وهو تليين القول وترقيقه لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض شهوة الزنا ويظن أنهن يوافقنه على ذلك وأمر بلزومهن البيوت ونهاهن عن تبرج الجاهلية ، وهو إظهار الزينة والمحاسن كالرأس والوجه والعنق والصدر والذراع والساق ونحو ذلك من الزينة لما في ذلك من الفساد العظيم والفتنة الكبيرة وتحريك قلوب الرجال إلى تعاطي أسباب الزنا ، وإذا كان الله سبحانه يحذر أمهات المؤمنين من هذه الأشياء المنكرة مع صلاحهن وإيمانهن وطهارتهن فغيرهن أولى وأولى بالتحذير والإنكار والخوف عليهن من أسباب الفتنة عصمنا الله وإياكم من مضلات الفتن ، ويدل على عموم الحكم لهن ولغيرهن قوله سبحانه في هذه الآية : { وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله } فإن هذه الأوامر أحكام عامة لنساء النبي (ص)وغيرهن وقال عز وجل : { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } فهذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم ، وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة ، وأن التحجب طهارة وسلامة فيا معاشر المسلمين تأدبوا بتأديب الله ، وامتثلوا أمر الله ، وألزموا نساءكم بالتحجب الذي هو سبب الطهارة ووسيلة النجاة ."
فى الفقرة السابقة عدة أخطاء :
الأول تسمية اللباس الحجاب فلا يوجد فى الآيات لبس اسمه الحجاب وإنما الحجاب فى الآية ساتر قد يكون جدار أو ستارة أو باب مقفل يقف خلفه الرجال لطلب المتاع وهو الطعام والشراب وهو قوله "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب" وبداية الآية تتحدث عن الطعام حيث قال تعالى :
"لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه"
الثانى الاستشهاد بآيات مثل "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا" كدليل على عدم التبرج والحجاب وعدم الاختلاط استشهاد خاطىء فإباحة القول بين الرجال والنساء هنا دون خضوع مباح وهو ما يعنى أن الاختلاط لضرورة مباح
وأكمل الكاتب كلامه فقال:
"{ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما } والجلابيب جمع جلباب وهو ما تضعه المرأة على رأسها للتحجب والتستر به ، أمر الله سبحانه جميع نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيه نقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ، ويبدين عينا واحدة واحدة ، وقال محمد ابن سيرين : سألت عبيدة السلماني عن قول الله - عز وجل : { يدنين عليهن من جلابيبهن } فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى. ثم أخبر الله سبحانه أنه غفور رحيم عما سلف من التقصير في ذلك قبل الني والتحذير منه سبحانه ."
يوجد فهم خاطىء للآية فالرجل يقول أن الجلابيب هى غطاء الرأس ومن المعلوم أن الجلباب وهو ما يغطى كل الجسم عدا الرأس
والخطأ الأخر هو أن الذى يصيبه الأذى هو الرجل وهو قوله" فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيه" وليست المرأة مع أنها هى التى يتم إيذاءها لقوله تعالى" فلا يؤذين "وهو ضربها أى جلدها بسبب عدم ارتداء الجلباب هى المرأة المتعرية
والثالث هو أن المطلوب تعطيه الرأس والوجه عدا العين اليسرى ولا ندرى كيف استنبط السلمانى المذكور أو من ابتدع الرواية حكاية العين اليسرى ولا يوجد فى الآية دليل على هذا أو غيره مع أن الله طلب غض النظر من النساء وهو ما يعنى أن عيونهن كلها ظاهرة فى قوله تعالى "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
وقال الكاتب :
"وقال تعالى : { والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم } يخبر سبحانه أن القواعد من النساء وهن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحا لا جناح عليهن أن يضعن ثيابهن عن وجوهن وأيديهن إذا كن غير متبرجات بالزينة ليس لها أن تضع ثوبها عن وجهها ويديها وغير ذلك من زينتها وأن عليها جناحا في ذلك ولو كانت عجوزا ، لأن كل ساقطة لها لاقطة ، ولأن التبرج يفضي إلى الفتنة بالمتبرجة ولو كانت عجوزا فكيف يكون الحال بالشابة والجميلة إذا تبرجت لا شك أن إثمها أعظم ، والجناح عليها أشد والفتنة بها أكبر .
وشرط سبحانه في حق العجوز أن لا تكون ممن يرجو النكاح ، وما ذلك - والله أعلم - إلا أن رجاءها النكاح يدعوها إلى التجمل والتبرج بالزينة طمعا في الأزواج ، فنهيت عن وضع ثيابها عن محاسنها صيانة لها ولغيرها من الفتنة ، ثم ختم الآية سبحانه بتحريض القواعد على الاستعفاف ، وأوضح أنه خير لهن وإذا لم يتبرجن فظهر بذلك فضل التحجب والتستر بالثياب ولو من العجائز ، وأنه خير لهن من وضع الثياب فوجب أن يكون التحجب والاستعفاف عن إظهار للزينة خيرا للشباب من باب أولى ، وأبعد لهن عن أسباب الفتنة ."
نفس الفهم الخاطىء لمراد الله فالله يطلب وضع الثياب والثوب لا يعنى غطاء الرأس لأنه قال "وثيابك فطهر" فليس للرجال غطاء رأس حتى يقال الكلام السابق من وضع الثياب عن الوجوه ومعنى وضع الثياب هو تخفيف الثياب بمعنى أن المرأة تلبس ثوبين كلاهما ساتر لعورتها عند الخروج من بيتها والمطلوب من اللاتى لا يرجون نكاحا هو ارتداء ثوب واحد فقط ساتر للعورة
ثم أكمل كلامه قائلا:
"وقال تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون }{ ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } أمر الله سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار ، وحفظ الفروج وما ذلك إلا لعظم فاحشة الزنا وما يترتب عليها من الفساد الكبير بين المسلين ، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة ، وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك ولهذا قال سبحانه : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون } فغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمن في الدنيا والآخرة وإطلاق البصر والفرج من أعظم أسباب الغضب والعذاب في الدنيا والآخرة ، وفي ذلك تحذير للمؤمن من ركوب ما حرم الله عليه ، والإعراض عما شرع الله له ، وتذكير له بأن الله سبحانه يراه ويعلم أفعاله الطيبة وغيرها كما قال تعالى : { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } وقال تعالى : { وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه } فالواجب على العبد أن يحذر ربه ، وأن يستحي منه أن يراه على معصيته أو يفقده من طاعته التي أوجب عليه .ثم قال سبحانه : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن } فأمر المؤمنات بغض البصر ، وحفظ الفرج ، كما أمر المؤمنين بذلك صيانة لهن من أسباب الفتنة ، وتحريضا لهن على أسباب العفة والسلامة ، ثم قال سبحانه : { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } قال ابن مسعود { ما ظهر منها } يعني بذلك ما ظهر من اللباس ، فإن ذلك معفو عنه ، ومراده بذلك الملابس التي ليس فيها تبرج وفتنة .
وأما ما يروى عن ابن عباس أنه فسر { ما ظهر منها } بالوجه والكفين فهو محمول على حالة النساء قبل نزول آية الحجاب ، وأما بعد ذلك فقد أوجب الله عليهن ستر الجميع ، كما سبق في الآيات الكريمات من سورة الأحزاب وغيرها ويدل على أن ابن عباس أراد ذلك ، ما رواه علي بن أبي طلحة عنه أنه قال : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة وقد نبه على ذلك ابن تيمية وغيره من أهل العلم والتحقيق وهو الحق الذي لا ريب فيه ومعلوم ما يترتب على ظهور الوجه والكفين من االفساد والفتنة وقد تقدم قوله تعالى : { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } ولم يستثن شيئا ، وهي آية محكمة فوجب الأخذ بها والتعويل عليها ، وحمل ما سواها عليها ، والحكم فيها عام في نساء النبي (ص)وغيرهن من نساء المؤمنين ، وتقدم من سورة النور ما يرشد إلى ذلك ، وهو ما ذكره الله سبحانه في حق القواعد وتحرم وضعهن الثياب إلا بشرطين ، أحدهما : كونهن لا يرجون النكاح ، والثاني عدم التبرج بالزينة ، وسبق الكلام على ذلك وأن الآية المذكورة حجة ظاهرة ، وبرهان قاطع على تحريم سفور النساء وتبرجهن بالزينة .ويدل على ذلك أيضا ما ثبت عن عائشة في قصة الإفك أنها خمرت وجهها لما سمعت صوت صفوان بن المعطل السلمي وقال : إنه كان يعرفها قبل الحجاب : فدل ذلك على أن النساء بعد نزول آية الحجاب لا يعرفن بسبب تخميرهن وجوههن ، ولا يخفى ما وقع فيه النساء اليوم من التوسع في التبرج وإبداء المحاسن ، فوجب سد الذرائع وحسم الوسائل المفضية إلى الفساد وظهور الفواحش ."
نفس الفهم الخاطىء لما فى الآية فالرجل يستبعد الرأى الصحيح الوحيد وهو إظهار الوجه والكفين ويصير إلى التغطية الكاملة عدا العين الواحدة وهو كلام ينسفه قوله تعالى " لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن" وقوله" ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم"
فالإعجاب بحسن المرأة ليس له وسيلة سوى رؤية وجهها على الأخص فإذا تغطت كاملة فكيف يتم معرفة حسنها ؟
كما ينسفه قوله تعالى " "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"فأبصارهن كلها ظاهرة
الغريب أنه لا توجد آية تدل على هذا الكلام ولا حتى رواية عن النبى(ص) والمذكور عنه الرواية وهو السلمانى تابعى وليس صحابى
ثم تحدث الرجل عن الخلوة وسفر المرأة فقال:
"ومن أعظم أسباب الفساد خلوة الرجال بالنساء ، وسفرهم بهن من دون محرم وقد صح عن النبي (ص)أنه قال : « لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ، ولا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم » وقال (ص): « لا يخلون رجل بامرأة إلا أن يكون الشيطان ثالثهما » وقال (ص): « لا يبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون زوجا أو ذا محرم »
فاتقوا الله أيها المسلمون ، وخذوا على أيدي نسائكم ، وامنعوهن مما حرم الله عليهن من السفور والتبرج وإظهار المحاسن والتشبه بأعداء الله من النصارى ومن تشبه بهم ، واعلموا أن السكوت عنهن مشاركة لهن في الإثم وتعرض لغضب الله وعموم عقابه ، عافانا الله وإياكم من شر ذلك .ومن أعظم الواجبات تحذير الرجال من الخلوة بالنساء والدخول عليهن والسفر بهن بدون محرم لأن ذلك من وسائل الفتنة والفساد ، وقد صح عن النبي (ص)أنه قال : « ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء » وقال (ص): « إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء » .وقال (ص): « رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة » وقال (ص): « صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : نساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ( بضم الباء : نوع من الإبل ) لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ورجال بأيدهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس » وهذا تحذير شديد من التبرج والسفور ولبس الرقيق والقصير من الثياب ، والميل عن الحق والعفة ، وإمالة الناس إلى الباطل ، وتحذير شديد من ظلم الناس والتعدي عليهم ، ووعيد لمن فعل ذلك بحرمان دخول الجنة نسأل الله العافية من ذلك .."
الغريب فيما سبق هو أنه لا علاقة بين الخلوة والسفر وموضوع التبرج واللباس ومع هذا أدخل الرجل عليهم بعض الروايات فى التبرج واللباس وهو إدخال ليس له معنى فى الكتاب لأن الخلوة والسفر ليس لهما علاقة بالتبرج واللباس
ثم أكمل الكلام قائلا:
"ومن أعظم الفساد : تشبه الكثير من النساء بنساء الكفار من النصارى وأشباههم في لبس القصير من الثياب ، وإبداء الشعور والمحاسن ، ومشط الشعور على طريقة أهل الكفر والفسق ، ووصل الشعر ، ولبس الرؤوس الصناعية المسماة ( الباروكة )وقال (ص): « من تشبه بقوم فهو منهم » ومعلوم ما يترتب على هذا التشبه ، وهذه الملابس القصيرة التي تجعل المرأة شبه عارية من الفساد والفتنة ورقة الدين وقلة الحياء فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر ، ومنع النساء منه والشدة في ذلك ، لأن عاقبته وخيمة ، وفساده عظيم ، ولا يجوز التساهل في ذلك مع البنات الصغار لأن تربيتهن عليه يفضي إلى اعتيادهن له وكراهيتهن لما سواه إذا كبرن ، فيقع بذلك الفساد والمحذور والفتنة المخوفة التي وقع فيها الكبيرات من النساء ."
وما قاله هنا كلام سليم فلا يجب عمل ما تعمله الكافرات من تغيير خلقة الله استجابة لقول الشيطان "ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
وهنا نجد الفتوى عن مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله فقال:
"خطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله:
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :فإن الدعوة إلى نزول المرأة للعمل في ميدان الرجال المؤدي إلى الاختلاط سواء كان ذلك على جهة التصريح أو التلويح بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر ومتطلبات الحضارة أمر خطير جدا له تبعاته الخطيرة وثمراته المرة وعواقبه الوخيمة رغم مصادمته للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها والقيام بالأعمال التي تخصها في بيتها ونحوه .
ومن أراد أن يعرف عن كثب ما جناه الاختلاط من المفاسد التي لا تحصى فلينظر إلى تلك المجتمعات التي وقعت في هذا البلاء العظيم اختيارا أو اضطرارا بإنصاف من نفسه وتجرد للحق عما عداه يجد التذمر على المستوى الفردي والجماعي والتحسر على انفلات المرأة من بيتها وتفكك الأسر ونجد ذلك واضحا على لسان كثير من الكتاب بل في جميع وسائل الإعلام وما ذلك إلا لأن هذا هدم للمجتمع وتقويض لبنائه والأدلة الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الخلوة بالأجنبية وتحريم النظر إليها وتحريم الوسائل الموصلة إلى الوقوع فيما حرم الله أدلة كثيرة قاضية بتحريم الاختلاط لأنه يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه وإخراج المرأة من بيتها الذي هو مملكتها ومنطلقها الحيوي في هذه الحياة إخراج لها عما تقتضيه فطرتها وطبيعتها التي جبلها الله عليها فالدعوة إلى نزول المرأة في الميادين التي تخص الرجال أمر خطير على المجتمع الإسلامي ومن أعظم آثاره الاختلاط الذي يعتبر من أعظم وسائل الزنى الذي يفتك بالمجتمع ويهدم قيمه وأخلاقه ومعلوم أن الله تبارك وتعالى جعل للمرأة تركيبا خاصا يختلف تماما عن تركيب الرجل هيأها به للقيام بالأعمال التي في داخل بيتها والأعمال التي بين بنات جنسها ومعنى هذا : أن اقتحام المرأة لميدان الرجال الخاص بهم يعتبر إخراجا لها عن تركيبتها وطبيعتها وفي هذا جناية كبيرة على المرأة وقضاء على معنويتها وتحطيم لشخصيتها ويتعدى ذلك إلى أولاد الجيل من ذكور وإناث لأنهم يفقدون التربية والحنان والعطف فالذي يقوم بهذا الدور وهو الأم قد فصلت منه وعزلت تماما عن مملكتها التي لا يمكن أن تجد الراحة والاستقرار والطمأنينة إلا فيها وواقع المجتمعات التي تورطت في هذا أصدق شاهد على ما نقول والإسلام جعل لكل من الزوجين واجبات خاصة على كل واحد منهما أن يقوم بدوره ليكتمل بذلك بناء المجتمع في داخل البيت وفي خارجه فالرجل يقوم بالنفقة والاكتساب والمرأة تقوم بتربية الأولاد والعطف والحنان والرضاعة والحضانة والأعمال التي تناسبها كتعليم الصغار وإدارة مدارسهم والتطبيب والتمريض لهم ونحو ذلك من الأعمال المختصة بالنساء فترك واجبات البيت من قبل المرأة يعتبر ضياعا للبيت بمن فيه ويترتب عليه تفكك الأسرة حسيا ومعنويا وعند ذلك يصبح المجتمع شكلا وصورة لا حقيقة ومعنى قال الله جل وعلا : { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم } فسنة الله في خلقه أن القوامة للرجل على المرأة وللرجل فضل عليها كما دلت الآية الكريمة على ذلك وأمر الله سبحانه للمرأة بقرارها في بيتها ونهيها عن التبرج معناه : النهي عن الاختلاط وهو : اجتماع الرجال بالنساء الأجنبيات في مكان واحد بحكم العمل أو البيع أو الشراء أو النزهة أو السفر أو نحو ذلك ، لأن اقتحام المرأة هذا الميدان يؤدي بها إلى الوقوع في المنهي عنه ، وفي ذلك مخالفة لأمر الله وتضييع لحقوقه المطلوب شرعا من المسلمة أن تقوم بها ."
فيما سبق تحدث الرجل عن مضار عمل المرأة مع الرجل وكونها مخالفة للنصوص وعمل المرأة المتزوجة بوظيفة بالتأكيد محرم وأما غير المتزوجة فيجب تدريبها على العمل بعد إتمام تعليمها حتى إذا اضطرت المسلمين الحروب أو الكوارث إلى نزول المرأة للعمل الوظيفى بسبب ثلة الرجال أو كبر حجم الكارثة تكون عارفة به من خلال تدريبها فى فترة ما قبل الزواج
وبالقطع لا يمكن الاستغناء عن عمل غير المتزوجات بالطب النسائى خاصة وبتعليم البنات فى المدارس والكليات وأيضا فى تفصيل ملابس النساء
رضا البطاوى- عضو ممتاز
-
عدد الرسائل : 3616
العمر : 56
العمل : معلم
تاريخ التسجيل : 18/07/2011
مواضيع مماثلة
» نظرات فى كتاب صلاة أبي بكر
» نظرات فى كتاب فتح القسطنطينية2
» نظرات فى كتاب التبرج2
» نظرات في كتاب المسبحة
» نظرات فى كتاب فتح القسطنطينية
» نظرات فى كتاب فتح القسطنطينية2
» نظرات فى كتاب التبرج2
» نظرات في كتاب المسبحة
» نظرات فى كتاب فتح القسطنطينية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى