نقد كتاب الإسلام برسالته الأولى لا يصلح للقرن العشرين
صفحة 1 من اصل 1
نقد كتاب الإسلام برسالته الأولى لا يصلح للقرن العشرين
نقد كتاب الإسلام برسالته الأولى لا يصلح للقرن العشرين
الكتاب هو محاضرة ألقاها منذ أكثر من نصف قرن محمود محمد طه فى عدة أماكن من السودان عندما كان يتزعم الحزب الجمهورى وفيما بعد حوكم الرجل على كتابه هذا وغيره وحكم عليه بالإعدام رغم أنه وصل لمنصب سياسى كبير
هذه المحاضرة ألقيت بالعامية ويبدو فيها محمود وكأن الصوفية والاشتراكية وغيرهم وضعوا فى خلاط فأنتجوا لنا هذا الكلام الذى يبدو فى أحيان كثيرة كفر وفى أحيان فهم عالى للإسلام
إصرار الرجل على إلقاء محاضرة بهذا العنوان الذى ظاهره ارتداد عن الإسلام هو نوع من الخطأ لأنه يثير عامة الناس عليه ومن ثم كان من الممكن أن يختار عنوانا مناسبا لمحاضرته ويشرح فى داخله ما يريد والغريب أنه قال هذا فى المقدمة :
"وأول ما يمكن أن نبدأ له هو أن بعض الناس فهموا من هذا العنوان أن الحزب الجمهورى يعتقد أن الدين لا يصلح لإنسانية القرن العشرين "ص5
العنوان لن يفهمه عامى أو مثقف إلا بتلك الكيفية إلا إذا كان يتابع كتابات ومحاضرات محمود طه قبل ذلك ولكن هؤلاء يعدون بعدة آلاف أو مئات فى ذلك الزمن
ونتيجة هذا العنوان السيىء كان عليه أن يبين مقصوده به فقال :
"ما اعتقد أن هناك موجب ليفهم مثل هذا الفهم من هذا العنوان وإلا لكان العنوان مباشرة الإسلام لا يصلح لإنسانية القرن العشرين لكن عندما يقول الإنسان الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين معناها عنده اعتماد على الإسلام لكن عنده فهم خاص للإسلام"ص5
وطه يعيدنا إلى أن ما قاله يثبت صحة حديث بدأ الإسلام غريبا فالناس لم يفهموا الإسلام فيقول " الغرابة تجىء من التوحيد دائما وأبدا لأن النفس لا تألف التوحيد وإنما تألف التعدد ...التوحيد هو الغريب عندنا ومن أجل ذلك كانت دعوة الأنبياء إلى ربنا من لدن آدم وحتى محمد لا إله إلا الله وحدوا الله اختلفوا ما اختلفوا فى شرائعهم لكن التوحيد هو العنصر الثابت فى الرسالات كلها والعبارة النبوية ...قال بدأ الإسلام غريبا"ص7
ويستعمل محمود طه ألفاظ الصوفية فى الشرح فيقول :
" هذا القاعدة فى التوحيد هى أن الموحدين بالله كلما عرفوا من أسرار خلقه فى الخارج عرفوا أسرار فعله فوحدوه فى مستوى الفعل ثم ارتفعوا إلى مستوى الصفة ومستوى الاسم لغاية ما يجوا لتوحيد الذات دى كلها ترقيات من العبادة فى الظاهر وملاحظة فى " وفى الأرض آيات للموقنين وفى أنفسكم أفلا تبصرون "ص9
فالإسلام ليس فيه مستويات الفعل والصفة والإسم والذات وهذه المستويات هى تجديد لمقولة المقامات ومقولة الأحوال وهى مقولات لم ينزلها فى كتابه ولا أمر بالكلام فيها ولا عليها وعاد مرة أهرى للكلام عن الحقيقة والطريقة والحال فقال :
"الناس سايرين إلى الله بالتوحيد هنا غرابة الدين غرابة الدين أنه يعود بالتوحيد مرة ثانية ما يعود بدراسة الفقه ولا بدراسة الشريعة ما يعود بالتبحر فى المسائل دى فى القراءة يجىء بالعمل دينا أصله دين عمل مبينا قال من عمل بما عمل أورثه الله علم ما لم يعلم ...دينا دين عمل كلما الناس عملوا لما علموا أورثهم الله علم ما لم يعلموا من عمل بالشريعة أورثه الله الحقيقة والشريعة طريق والحقيقة حال الحقيقة معرفة أسرار الله ص10
والفقرة تعبر عن كون الدين عمل وأن العمل هو من يورث العلم وهو كلام ليس صحيحا فى الغالب فلابد أولا من العلم لأن العمل يكون مبنى على العلم بالأحكام فإن لم اعلم ما المطلوب عمله فلن أعمل ولذا قال تعالى "ويعلمكم الله " وقال " ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون"
ونجد الرجل يخرف فى الفقرة التالية فيقول :
" دا حديث النبى وأنا أفتكر فى النقطة دى نحب نصحح فهم الناس اللى بقولوا أنو السنة هى فعل النبى وقول النبى واقراره دا طبعا ما درج الناس عليه على أن يدرسوه ويقولوه باستمرار لكنه دا خطأ عمل النبى هو السنة بعدين قوله ما يحكى حالته فى عمله دا سنة وما يعلم بيه أمته الشريعة واقراره على الإطلاق شريعة اقرار النبى لأصحابه على ما عملوه ما عارضهم فيه دا شريعة قوله بعضه يلحق بالسنة وبعضه يلحق بالشريعة فكأنك بتكون دقيق فى عبارتك سنة النبى هى حاله بعدين مقاله وعمله ينم عن حالة قلبه فى بعض الحديث العرفانى اللى يدل على ان السنة الحديث العرفانى مثلا نبينا لما يقول إن الله احتجب عن البصائر كما احتجب عن الأبصار وإن الملأ الأعلى ليطلبونه كما تطلبونه دا حديث عرفانى فى القمة دا حديث يفهم منه أن الملائكة ما يقابلوا الله نحن هسع بنعتقد أن جبريل يجيب القرآن من عند الله قابل الله وجا بالقرآن لنبينا لكنو قال شنو إن الله احتجب عن البصائر كما احتجب عن الأبصار وإن الملأ الأعلى ليطلبونه كما تطلبونه "ص11
وكرر الكلام فى قوله:
"وأما شريعته فهى تعليمه لأمته سنته غير شريعته لأمته سنته شريعة مؤكدة "ص36
التخريف يتمثل فى التالى :
-أنه عرف السنة بعمل النبى(ص) فقال " عمل النبى هو السنة" وأراد بهذا تصحيح المفهوم الدارج الذى يعنى العمل قولا وفعلا وسكوتا وهو قوله " نحب نصحح فهم الناس اللى بقولوا أنو السنة هى فعل النبى وقول النبى واقراره " وعرفها تهريفا مخالفا وهو أن السنة الحديث أى القول فقال" يدل على أن السنة الحديث العرفانى"
- الشريعة عنده"وما يعلم بيه أمته الشريعة واقراره على الإطلاق شريعة اقرار النبى لأصحابه على ما عملوه ما عارضهم فيه دا شريعة" ثم يعارض أن التعليم وهو قول ليس كله شريعة وإنما بعضه شريعة وبعده سنة فيقول "شريعة قوله بعضه يلحق بالسنة وبعضه يلحق بالشريعة"
وناقض نفسه فى أن الشريعة هى ما يعلم فقط فقال "وأما شريعته فهى تعليمه لأمته "
ويبين الرجل أن الشريعة ليست الدين فيقول:
"ودايما يتناقلونها أنو الشريعة هى الدين والدين هو الشريعة ودا خطأ الشريعة هى المدخل على الدين الشريعة هى بداية الدين اللى بيه انت يتسر لى الله ص19
ويعرفها بأنها بداية الدين أى المدخل إلى الدين رغم أن الله عرف الشرع بأنه الدين فهو شرع الدين فقال ""شرع لكم من الدين" فالله شرع الدين أى أنزله أى بينه أى فصل أحكامه
وأخذنا الرجل لتعريف النبى والرسول فقال:
" انو التعريف البناخدوا فى المدارس الأولية يقولوا لينا النبى رجل من البشر أوحى إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه والرسول رجل من البشر أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه والمسألة اللى أحب أن نكون فيها دقيقيين هى ألا نعتقد أنو النبى عندما يجعل رسول بيؤمر أن يبلغ شريعة نبوته دا المعنى البتبادر فى الفهم طوالى لأنه نحن بنعرف أنو ما من رسول إلا وهو نبى ففى رجل أوحى إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه يعنى أمر أن يعمل به فى خاصة نفسه فإذا أرسل تجى العبارة أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه فالفهم السريع اللى يتبادر للذهن انو التبى الرسول امر أن يلبغ شريعة النبوة ودا خطأ يحتاج لتصحيح فعلا أنو النبوة اعداد من الله للبشر ليستأهل ويستحق ويقوى على وظيفة الرسالة فإذا أرسل يبلغ الشريعة ص14
حاول الرجل التجديد أو التصحيح لمفهوم النبى والرسول فعاد لنفس الخطأ وهو أن كل رسول نبى وليس العكس وهو ما يخالف أن الرسل أنبياء والعكس كل الأنبياء رسل والأدلة على كون الرسل هم أنفسهم الأنبياء هى:
1- قوله تعالى "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين" فانظر كلمة بعث التى تعنى أرسل وأرسل من النبيين وبدليل أن الله أعاد نفس المعنى مفسرا مبينا معنى كلمة الأنبياء فوضع كلمة الرسل أو المرسلين مكان الأنبياء فقال "وما نرسل الرسل إلا مبشرين ومنذرين " وقال " وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين"
2- قوله تعالى " وكم أرسلنا من نبى فى الأولين "فهنا أرسل الله الأنبياء
3- قوله تعالى بسورة الأعراف "وما أرسلنا فى قرية من نبى "فهنا أرسلنا نبى فى كل قرية
4- قوله تعالى " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى "فهنا أرسنا نبى وقد فسر الله رسول بنبى
5- قوله تعالى " ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض "فقد فسره الله بقوله فى سورة البقرة "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض" فهنا فسر الله النبيين بالرسل
6- فسر الله القتلى من أنبياء بنى إسرائيل كما فى قوله تعالى " ويقتلون النبيين بغير حق " بأنهم رسل بقوله "لقد أخذنا ميثاق بنى إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون " فهل أنا مخطىء فى استدلالى هذا ؟
7- فسر الله النبى فى قوله تعالى " وما يأتيهم من نبى إلا كانوا به يستهزءون" بأنه الرسول بقوله " وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون" فهل أنا هنا مخطىء؟
8- بين الله لنا أن البر يؤمن بالنبيين فقال "لكن البر من آمن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين " فهل معنى هذا أن نكفر بالرسل ؟قطعا لا أنه قصد أن النبيين هم أنفسهم الرسل
9- أن الله عرف رسوله بأنه النبى الأمى فقال "فأمنوا بالله ورسوله النبى الأمى "
10- بين الله أن النبيين فى الجنة فقال " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" ولا يوجد آية تقول أن الرسل فى الجنة ولو اعتبرنا الأنبياء غير الرسل فمعنى هذا هو أن الرسل فى النار وهو كلام غير معقول
11- عرف الله المسيح (ص) بكونه رسول فقال "ما المسيح ابن مريم إلا رسول " ومع هذا عرف المسيح(ص) نفسه بكونه نبى فقال " وجعلنى نبيا "
وأكتفى بهذا القدر من الأدلة
ويجرنا محمود طه لشىء جديد وهو أن النبى(ص) مكلف بأعمال أكثر من أمته فيقول:
"الطريقة شريعة مؤكدة أكثر من الشريعة العادية دى العبارة القال بيها عملى طريقة هو عنده عمل مؤكد أكثر من أمته "ص16
هذا الكلام يخالف وحى الله فكل ما على النبى(ص) مكتوب على أمته والفارق هو كما قال تعالى " قل إنما أن بشر مثلكم يوحى إلى "
الفارق هو نزول الوحى عليه ووجوب تبليغه للناس كما قال تعالى " بلغ ما أنزل إليك من ربك " فهذا العمل هو الوحيد الذى يفرق بين النبى(ص) وبقية المسلمين
ونجد الرجل يخرف فيبين وجود شريعتين شريعة للنبى(ص) وشريعة عادية لأمته وهو ما كرره فى أقوال أخرى مثل:
"اذن الإنسان البيعرف الدين يعرف أنو فى الحقيقة فى مستويين وفيه شريعتين الشريعة العالية الأصلية نسيمها سنة النبى والشريعة الفرعية هى البنسميها شريعتنا ص28
ومحمود طه يقول بوجود مستويين من المعانى فى القرآن مستوى للنبى (ص) ومستوى للامة فيقول:
"النقطة دى برضو نحن عايزين الناس يكونوا فيها دقيقيين فى القرآن مستويين من المعانى ودى فى الحقيقة مثانى القرآن " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى" مثانى يعنى بمعنيين هنا عندنا معنى فى مستوى عمل النبى ومعنى فى مستوى عمل الأمة الآية فى المال الفى مستوى عمل النبى" يٍسألونك ماذا ينفقون قل العفو" والعفو كل ما زاد عن الحاجة الحاضرة العفو لا يمكن أن تجود به من غير مشقة فيما يخصه هو يجود بكل ما زاد عن حاجته الحاضرة بدون مشقة على نفسه ولذلك تفسيره للآية دى فى مستوى عمله ألا يدخر رزق اليوم للغد " يسألونك ماذا ينفقون قل العفو" تفسيره ليها أنو رزق اليوم ما يدخره لى باكر" ص17 وقال أيضا:
"المستوى الثانى من القرآن " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن بهم" دى فى حق الأمة شريعتهم وديك فى حق النبى شريعتهم أى بمعنى أخر سنته بعدين بعد ما أداهم المقادير فى المال قال فى المال حق غير الزكاة لكن الدقة فى الموضوع أن الزكاة ملزمة والمال الزائد عن الزكاة متروك للاختيار والتطوع والصدقة قال فى المال حق غير الزكاة "ص18
قطعا لا يوجد مستويين من المعانى بمعنى وجود شريعة للنبى(ص) وشريعة للأمة وهو ما قاله فى فقرة سابقة والغريب فى استشهاده على عمل النبى(ص) يستشهد بآية تدل على خلاف ما يقول وهى "يسألونك ماذا ينفقون قل العفو" فالسائلون هم الأمة وهم يسألون عن عملهم فيجيب النبى(ص) بأن عملهم هو العفو فكيف يكون هذا هو عمل النبى(ص)
والأغرب أنه يقول أن تفسير الآية" أنو رزق اليوم ما يدخره لى باكر" وهو كلام ليس موجودا فى الآية والعفو المراد به هنا ترك الكفر والانفاق يقصد به العمل وليس صرف المال ولو أخذنا بوجهة نظره لكان على دولة المسلمين السلام فهم يأكلون المحصول فى يوم حصاده وما باعوزا الشىء له عليهم أنه ينفقوه كله وهو ما يتعارض مع قوله تعالى ط ولا تبذر تبذيرا"
والغرب أيضا أن الرجل يعتبر الزكاة أوساخ ولذا النبى(ص) لا يأخذ منها ومن ثم يأخذ من الحق الأخر فى المال الذى لم يوضح ما هو
الغريب أنه نسى أن العاملين على الزكاة منهم النبى(ص) لأنه يأخذ بنص الآية المستشهد بها الصدقة وهى الزكاة يقوله " خذ من أموالهم صدقة" فكيف يكون له نصيب واجب باعتباره من العاملين عليها ويرفض طاعة كلام الله بأخذ نصيبه ؟
بالقطع ما قاله تخريف وقد خرج بمقولة نتيجة اعتناقه للاشتراكية وهى ان الإسلام سوف يلغى الزكاة لكونها أوساخ الناس ويضع مكانها الحق الآخر غير الزكاة باعتباره الحل لمشاكل للناس فقال:
" فإذا كنت أنت ترى انو الدين يسوق الناس إلى باحات الحرية والعزة لا يمكن أن تفتكر أنو اخر ما عندو أن يحل مشاكل الناس بالصدقة لكن دى شريعة مرحلية الشريعة المرحلية هوه عاوز يطورها يعنى يبلغ بيها مرحلة يكون حق الفقير حق موش صدقة"ص23
طبعا اخطأ الرجل الطريق فالزكاة ليست أوساخ وليس هناك حق أخر ولكن الفكرة التى أراد الله تطبيق الناس لها هى السواء أى العدل فى الاقتصاد هى توزيع الأقوات وهى منافع الأرض على سكان الأرض كلها مسلمين وغير مسلمين بقوله تعالى "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
نأتى للمسألة الأساسية وهى عنوان المحاضرة فقد شرح الرجل قصده منه فقال :
"فهنا كمال شريعتنا هى أن تخاطب المجتمع فى القرن السابع فى بعض صورها فى مستواه فى بعض صورها حسب الحاجة إليها وحسب الأوضاع بتاعة الصور فى بعض صورها مجتمعنا الحالى يحتاجها ومجتمعنا المقبل يحتاجها كما احتاجها المجتمع فى القرن السابع فى بعض الصور مجتمعنا الحاضر ما يحتاجها"ص20
الرجل هنا يقول أن بعض آيات الوحى أعمالها لم يعد لها وجود فى عصرنا كما كان فى عصر النبى(ص) كالرق ووأد البنات وتحريم بعض الأنعام على بعض الفئات وهذه لا تصلح للتطبيق الحالى وأما باقى الشريعة فصالحة للتطبيق وقد أكد الرجل هذا المعنى بألفاظ أخرى بأن فى الشريعة أحكام موقوتة أى لها وقت تطبق فيه وعندما تنتهى لن يكون هناك تطبيق لانتهاء العمل الذى كان يعمله الناس خطأ وفى هذا قال :
فالرسالة الثانية بايجاز هى فهم أصول الدين لتطوير شريعتنا من الصور اللى نزل فى القرن السابع وفيها بعض صفة الموقوتية لتلتصق بأصول الدين أكثر منها بالفروع هى انتقال من نص فرعى إلى نص أصلى ص33
هذا هو قصد الرجل من العنوان المحرم الذى عنون به محاضرته فأثار الناس فى السودان وغيره من البلدان
وجرنا نتيجة لذلك لمقولة تطور الدين فقال ان الدين لا يتطور فقال:
"ومعنى الكلام دا أنو الدين لا يتطور لكن البشر يتطوروا فى فهمه ..نتطور فى فهم الدين لكن الشريعة متطورة لانو الشريعة الحكمة فيها والكمال فيها أن تنزل لمستوى الناس" ص20
وقد سبق أن قلنا أنه يفرق بين الدين والشريعة وهما واحد ومن ثم قال أن الشريعة متطورة وضرب مثلا بجسم الحى فقال:
"نحن بنسمع الشريعة كاملة كمال الشريعة موش أن تثبت فى صورة واحدة كمال الشريعة أن تتطور باستمرار لأن الجسم الحى النامى المتطور هو الكامل موش الجماد الثابت ص20
قطعا أخطا الرجل فى هذا التشبيه فالشريعة لا تتطور مثلما يتغير الجسم النامى الذى يفسد فيما بعد ويقف نموه ويتدهور بعد النمو
وجرنا الرجل لمقولة خاطئة أخرى وهى وجود شريعة أصلية نزلت فى مكة وشريعة فرعية نزلت فى المدينة وأنه لابد فى المجتمع المسلم أن يعود لآيات الشريعة الأصلية التى يجب تطبيقها فقال :
"نحن هنا لما نقول أنو دينا فى الزكاة ذات المقادير الكلمة الأخيرة ما قالها وترك المجال لأن المجتمع المتطور ليطور تشريعه فى النقطة دى بالذات يستلهم اكبر قدر ممكن من حياة النبى قل إن كنتن تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله" دا معناه دخول فى الدين أكتر انتقال من نص فرعى اللى هو " خذ من أموالهم صدقة .. لهم" إلى نص أصلى اللى هو " يسألونك ماذا ينفقون قل العفو" أصول وفروع قرآنا بالصورة دى الحكمة فى الفروع ص25
وقال:
"لأنو إذا كان أنت بتعتقد أنو الفرع ينسخ الأصل ثم لا يكون للأصل عودة مرة ثانية كأن بتقول أرفع ما فى ديننا ينسخ بما هو دونه وده لا يقول به عاقل"ص26
وقال :"القرآن الأصل نزل فى مكة بالصورة دى "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم لمسيطر" الكلام دا يقوله ربنا للنبى على كمالات شمايله وخلقه العظيم ينهاه ان يسيطر على الناس يؤخذ من المعنى دا أنو ربنا يعو الحرية الشخصية الحرية الفردية لى الحد اللى منا يجعل عليها وصى حتى أكمل الناس أنا أفتكر دى قمة قى الديمقراطية لا يتخيلها دعاة الديمقراطية بعدين الأصل دا اصبح منسوخ فى الماضى"ص26
وقال " آية الجهاد آية فرعية آية الاسماح آية أصلية فرع من الجهاد الجهاد للمشرك فرع منها للمؤمن آية الشورى " وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله" معناها هنا أنو الناس خوطبوا فى مستوى الحرية ما استطاعوها ظهر أنهم قاصرين ظهر أنهم محتاجين لوصى فجعل النبى عليهم وصى يشاورهم ليشعرهم بكرامة أنفسهم وعزتهم ليدرجهم ويعلمهم لكن شورتهم عير ملزمة إذا كان رأيى رأى غير رأيهم " فإذا عزمت فتوكل على الله " دى آية فرعية نسخت آية الأصل "ص27
وقال"اذن الإنسان البيعرف الدين يعرف أنو فى الحقيقة فى مستويين وفيه شريعتين الشريعة العالية الأصلية نسيمها سنة النبى والشريعة الفرعية هى البنسميها شريعتنا الشريعة دى فيها صور بتحتاج إلى تطوير وفيها صورة ثابتة الصور الثابتة أو كالثابتة فى المجتمع البشرى الأرضى هنا هى القصاص والحدود والعبادة ما يدخلها من التطوير يسير جدا لكنو ما بياخد صورها ولا محتوياتها ص28
"وانو المجتمع البشرى كلما مشى لقدام يستعد بالوسايل المختلفة لن يتطور اكثر اصلح أن ندعو نحن لتطوير شريعتنا إلى أصل الدين ومطلوب الدين هو ما تطلبه البشرية فى اليوم الحاضر وحاجة الإنسان المعاصر وأنو دينا إذا عاد ولابد أن يعود يعود تعود لأنو يحب مشاكل المجتمع البشرى الحاضر ص30"
مما سبق نجد أن الرجل وصل لقناعات تخريفية وهى:
الأول وجود شريعة أصلية وشريعة فرعية وهو ما يكذبه قوله تعالى " إن الحكم إلا لله"
فكيف سنفرق الشريعتين من بعضهما إذا كان فى القرآن المكى آيات تدل على وجوب الجهاد فى المستقبل كقوله " سيهزم الجمع ويولون الدبر" وكقوله " علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وأخرون يقاتلون فى سبيل الله "
هذا قرآن مكى يشرع الجهاد فكيف يكون الجهاد فرعى طبقا لكلامه وقد نزلت فيه آيات فى مكة؟
الثانى أن معنى تطبيق القرآن المكى أن يترك المسلمون السلاح طبقا لما فهمه هو وأن يعودوا إلى الكفار كى يعذبوهم ويؤذوهم فلا يردوا عليهم ومعناه أن يترك المسلمون كل أرض أخذوها بالقتال أو بالفىء أو بغير هذا مما شرع الله معناه أن يدع المسلمون المساجد والمدارس وكافة المؤسسات التى صنعوها لكى يعودوا للمجتمعات الكافرة لكى يكونوا أعضاء فيها من النهاية معناه أن يهدم المسلمون دولتهم بأيديهم وهو كلام يخالف أن نهدم وعد الله بالتمكين فى الأرض لعبادته كما قال :
"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون"
الثالث أن الشورى غير ملزمة ولو كانت كذلك فلماذا الأمر فى قوله " وشاورهم فى الأمر" فالأمر لا يكون إلا فى شىء ملزم ولو أراد الله العكس لقال وشاورهم كما تريد زد على هذا قوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم جعل الشورى واجبة بين المسلمين
وأكد محمود طه أنه لا يوجد إسلام فى بلاد المسلمين سوى الإسلام الميت – وهو تعبير خاطىء- فقال:
"الإسلام اليوم لا وجود له إلا فى المصحف وقد تصلت حياتنا من الدين ما عليه الناس صور ميتة ومن أجل ذلك حياتنا متخلفة ومتأخرة دا عيبنا نحن موش عيب الإسلام كل ما تحتاجه البشرية موجود فى المصحف ص32
وأكد الرجل أننا نعيش فى جاهلية وعلى الناس العودة للإسلام فقال :
"أخلاقنا موش أخلاق المسلم .,, نصلى ونصوم نحج والبزكى منا بيزكى لكن ما فى أخلاق الإسلام فى الشارع وفى السوق وفى المسجد وفى المدرسة وفى المكتب ما فى.... لو نحن عرفنا أننا نحن على جاهلية وأننا يجب أن نعود للدين لنبعثه فى صدورنا من جديد ص34
وفى النهاية أكد الرجل أن كل ما تحتاجه البشرية موجود فى كتاب الله فقال :
"والحكمة فى أنو ربنا ختم النبوة أنو كل ما أراد الله تعالى ان يقوله للبشر عن طريق الوحى من لدن آدم وإلى محمد قد استقر فى الأرض بين دفتى المصحف ص33
ومن هذه المحاضرة نفهم أن محمود محمد طه أراد أن يعيد الناس للحق فأعادهم إلى باطل جديد أخطأ فى التعبير عنه وخرف كما يخرف المخرفون
الكتاب هو محاضرة ألقاها منذ أكثر من نصف قرن محمود محمد طه فى عدة أماكن من السودان عندما كان يتزعم الحزب الجمهورى وفيما بعد حوكم الرجل على كتابه هذا وغيره وحكم عليه بالإعدام رغم أنه وصل لمنصب سياسى كبير
هذه المحاضرة ألقيت بالعامية ويبدو فيها محمود وكأن الصوفية والاشتراكية وغيرهم وضعوا فى خلاط فأنتجوا لنا هذا الكلام الذى يبدو فى أحيان كثيرة كفر وفى أحيان فهم عالى للإسلام
إصرار الرجل على إلقاء محاضرة بهذا العنوان الذى ظاهره ارتداد عن الإسلام هو نوع من الخطأ لأنه يثير عامة الناس عليه ومن ثم كان من الممكن أن يختار عنوانا مناسبا لمحاضرته ويشرح فى داخله ما يريد والغريب أنه قال هذا فى المقدمة :
"وأول ما يمكن أن نبدأ له هو أن بعض الناس فهموا من هذا العنوان أن الحزب الجمهورى يعتقد أن الدين لا يصلح لإنسانية القرن العشرين "ص5
العنوان لن يفهمه عامى أو مثقف إلا بتلك الكيفية إلا إذا كان يتابع كتابات ومحاضرات محمود طه قبل ذلك ولكن هؤلاء يعدون بعدة آلاف أو مئات فى ذلك الزمن
ونتيجة هذا العنوان السيىء كان عليه أن يبين مقصوده به فقال :
"ما اعتقد أن هناك موجب ليفهم مثل هذا الفهم من هذا العنوان وإلا لكان العنوان مباشرة الإسلام لا يصلح لإنسانية القرن العشرين لكن عندما يقول الإنسان الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين معناها عنده اعتماد على الإسلام لكن عنده فهم خاص للإسلام"ص5
وطه يعيدنا إلى أن ما قاله يثبت صحة حديث بدأ الإسلام غريبا فالناس لم يفهموا الإسلام فيقول " الغرابة تجىء من التوحيد دائما وأبدا لأن النفس لا تألف التوحيد وإنما تألف التعدد ...التوحيد هو الغريب عندنا ومن أجل ذلك كانت دعوة الأنبياء إلى ربنا من لدن آدم وحتى محمد لا إله إلا الله وحدوا الله اختلفوا ما اختلفوا فى شرائعهم لكن التوحيد هو العنصر الثابت فى الرسالات كلها والعبارة النبوية ...قال بدأ الإسلام غريبا"ص7
ويستعمل محمود طه ألفاظ الصوفية فى الشرح فيقول :
" هذا القاعدة فى التوحيد هى أن الموحدين بالله كلما عرفوا من أسرار خلقه فى الخارج عرفوا أسرار فعله فوحدوه فى مستوى الفعل ثم ارتفعوا إلى مستوى الصفة ومستوى الاسم لغاية ما يجوا لتوحيد الذات دى كلها ترقيات من العبادة فى الظاهر وملاحظة فى " وفى الأرض آيات للموقنين وفى أنفسكم أفلا تبصرون "ص9
فالإسلام ليس فيه مستويات الفعل والصفة والإسم والذات وهذه المستويات هى تجديد لمقولة المقامات ومقولة الأحوال وهى مقولات لم ينزلها فى كتابه ولا أمر بالكلام فيها ولا عليها وعاد مرة أهرى للكلام عن الحقيقة والطريقة والحال فقال :
"الناس سايرين إلى الله بالتوحيد هنا غرابة الدين غرابة الدين أنه يعود بالتوحيد مرة ثانية ما يعود بدراسة الفقه ولا بدراسة الشريعة ما يعود بالتبحر فى المسائل دى فى القراءة يجىء بالعمل دينا أصله دين عمل مبينا قال من عمل بما عمل أورثه الله علم ما لم يعلم ...دينا دين عمل كلما الناس عملوا لما علموا أورثهم الله علم ما لم يعلموا من عمل بالشريعة أورثه الله الحقيقة والشريعة طريق والحقيقة حال الحقيقة معرفة أسرار الله ص10
والفقرة تعبر عن كون الدين عمل وأن العمل هو من يورث العلم وهو كلام ليس صحيحا فى الغالب فلابد أولا من العلم لأن العمل يكون مبنى على العلم بالأحكام فإن لم اعلم ما المطلوب عمله فلن أعمل ولذا قال تعالى "ويعلمكم الله " وقال " ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون"
ونجد الرجل يخرف فى الفقرة التالية فيقول :
" دا حديث النبى وأنا أفتكر فى النقطة دى نحب نصحح فهم الناس اللى بقولوا أنو السنة هى فعل النبى وقول النبى واقراره دا طبعا ما درج الناس عليه على أن يدرسوه ويقولوه باستمرار لكنه دا خطأ عمل النبى هو السنة بعدين قوله ما يحكى حالته فى عمله دا سنة وما يعلم بيه أمته الشريعة واقراره على الإطلاق شريعة اقرار النبى لأصحابه على ما عملوه ما عارضهم فيه دا شريعة قوله بعضه يلحق بالسنة وبعضه يلحق بالشريعة فكأنك بتكون دقيق فى عبارتك سنة النبى هى حاله بعدين مقاله وعمله ينم عن حالة قلبه فى بعض الحديث العرفانى اللى يدل على ان السنة الحديث العرفانى مثلا نبينا لما يقول إن الله احتجب عن البصائر كما احتجب عن الأبصار وإن الملأ الأعلى ليطلبونه كما تطلبونه دا حديث عرفانى فى القمة دا حديث يفهم منه أن الملائكة ما يقابلوا الله نحن هسع بنعتقد أن جبريل يجيب القرآن من عند الله قابل الله وجا بالقرآن لنبينا لكنو قال شنو إن الله احتجب عن البصائر كما احتجب عن الأبصار وإن الملأ الأعلى ليطلبونه كما تطلبونه "ص11
وكرر الكلام فى قوله:
"وأما شريعته فهى تعليمه لأمته سنته غير شريعته لأمته سنته شريعة مؤكدة "ص36
التخريف يتمثل فى التالى :
-أنه عرف السنة بعمل النبى(ص) فقال " عمل النبى هو السنة" وأراد بهذا تصحيح المفهوم الدارج الذى يعنى العمل قولا وفعلا وسكوتا وهو قوله " نحب نصحح فهم الناس اللى بقولوا أنو السنة هى فعل النبى وقول النبى واقراره " وعرفها تهريفا مخالفا وهو أن السنة الحديث أى القول فقال" يدل على أن السنة الحديث العرفانى"
- الشريعة عنده"وما يعلم بيه أمته الشريعة واقراره على الإطلاق شريعة اقرار النبى لأصحابه على ما عملوه ما عارضهم فيه دا شريعة" ثم يعارض أن التعليم وهو قول ليس كله شريعة وإنما بعضه شريعة وبعده سنة فيقول "شريعة قوله بعضه يلحق بالسنة وبعضه يلحق بالشريعة"
وناقض نفسه فى أن الشريعة هى ما يعلم فقط فقال "وأما شريعته فهى تعليمه لأمته "
ويبين الرجل أن الشريعة ليست الدين فيقول:
"ودايما يتناقلونها أنو الشريعة هى الدين والدين هو الشريعة ودا خطأ الشريعة هى المدخل على الدين الشريعة هى بداية الدين اللى بيه انت يتسر لى الله ص19
ويعرفها بأنها بداية الدين أى المدخل إلى الدين رغم أن الله عرف الشرع بأنه الدين فهو شرع الدين فقال ""شرع لكم من الدين" فالله شرع الدين أى أنزله أى بينه أى فصل أحكامه
وأخذنا الرجل لتعريف النبى والرسول فقال:
" انو التعريف البناخدوا فى المدارس الأولية يقولوا لينا النبى رجل من البشر أوحى إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه والرسول رجل من البشر أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه والمسألة اللى أحب أن نكون فيها دقيقيين هى ألا نعتقد أنو النبى عندما يجعل رسول بيؤمر أن يبلغ شريعة نبوته دا المعنى البتبادر فى الفهم طوالى لأنه نحن بنعرف أنو ما من رسول إلا وهو نبى ففى رجل أوحى إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه يعنى أمر أن يعمل به فى خاصة نفسه فإذا أرسل تجى العبارة أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه فالفهم السريع اللى يتبادر للذهن انو التبى الرسول امر أن يلبغ شريعة النبوة ودا خطأ يحتاج لتصحيح فعلا أنو النبوة اعداد من الله للبشر ليستأهل ويستحق ويقوى على وظيفة الرسالة فإذا أرسل يبلغ الشريعة ص14
حاول الرجل التجديد أو التصحيح لمفهوم النبى والرسول فعاد لنفس الخطأ وهو أن كل رسول نبى وليس العكس وهو ما يخالف أن الرسل أنبياء والعكس كل الأنبياء رسل والأدلة على كون الرسل هم أنفسهم الأنبياء هى:
1- قوله تعالى "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين" فانظر كلمة بعث التى تعنى أرسل وأرسل من النبيين وبدليل أن الله أعاد نفس المعنى مفسرا مبينا معنى كلمة الأنبياء فوضع كلمة الرسل أو المرسلين مكان الأنبياء فقال "وما نرسل الرسل إلا مبشرين ومنذرين " وقال " وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين"
2- قوله تعالى " وكم أرسلنا من نبى فى الأولين "فهنا أرسل الله الأنبياء
3- قوله تعالى بسورة الأعراف "وما أرسلنا فى قرية من نبى "فهنا أرسلنا نبى فى كل قرية
4- قوله تعالى " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى "فهنا أرسنا نبى وقد فسر الله رسول بنبى
5- قوله تعالى " ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض "فقد فسره الله بقوله فى سورة البقرة "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض" فهنا فسر الله النبيين بالرسل
6- فسر الله القتلى من أنبياء بنى إسرائيل كما فى قوله تعالى " ويقتلون النبيين بغير حق " بأنهم رسل بقوله "لقد أخذنا ميثاق بنى إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون " فهل أنا مخطىء فى استدلالى هذا ؟
7- فسر الله النبى فى قوله تعالى " وما يأتيهم من نبى إلا كانوا به يستهزءون" بأنه الرسول بقوله " وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون" فهل أنا هنا مخطىء؟
8- بين الله لنا أن البر يؤمن بالنبيين فقال "لكن البر من آمن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين " فهل معنى هذا أن نكفر بالرسل ؟قطعا لا أنه قصد أن النبيين هم أنفسهم الرسل
9- أن الله عرف رسوله بأنه النبى الأمى فقال "فأمنوا بالله ورسوله النبى الأمى "
10- بين الله أن النبيين فى الجنة فقال " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" ولا يوجد آية تقول أن الرسل فى الجنة ولو اعتبرنا الأنبياء غير الرسل فمعنى هذا هو أن الرسل فى النار وهو كلام غير معقول
11- عرف الله المسيح (ص) بكونه رسول فقال "ما المسيح ابن مريم إلا رسول " ومع هذا عرف المسيح(ص) نفسه بكونه نبى فقال " وجعلنى نبيا "
وأكتفى بهذا القدر من الأدلة
ويجرنا محمود طه لشىء جديد وهو أن النبى(ص) مكلف بأعمال أكثر من أمته فيقول:
"الطريقة شريعة مؤكدة أكثر من الشريعة العادية دى العبارة القال بيها عملى طريقة هو عنده عمل مؤكد أكثر من أمته "ص16
هذا الكلام يخالف وحى الله فكل ما على النبى(ص) مكتوب على أمته والفارق هو كما قال تعالى " قل إنما أن بشر مثلكم يوحى إلى "
الفارق هو نزول الوحى عليه ووجوب تبليغه للناس كما قال تعالى " بلغ ما أنزل إليك من ربك " فهذا العمل هو الوحيد الذى يفرق بين النبى(ص) وبقية المسلمين
ونجد الرجل يخرف فيبين وجود شريعتين شريعة للنبى(ص) وشريعة عادية لأمته وهو ما كرره فى أقوال أخرى مثل:
"اذن الإنسان البيعرف الدين يعرف أنو فى الحقيقة فى مستويين وفيه شريعتين الشريعة العالية الأصلية نسيمها سنة النبى والشريعة الفرعية هى البنسميها شريعتنا ص28
ومحمود طه يقول بوجود مستويين من المعانى فى القرآن مستوى للنبى (ص) ومستوى للامة فيقول:
"النقطة دى برضو نحن عايزين الناس يكونوا فيها دقيقيين فى القرآن مستويين من المعانى ودى فى الحقيقة مثانى القرآن " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى" مثانى يعنى بمعنيين هنا عندنا معنى فى مستوى عمل النبى ومعنى فى مستوى عمل الأمة الآية فى المال الفى مستوى عمل النبى" يٍسألونك ماذا ينفقون قل العفو" والعفو كل ما زاد عن الحاجة الحاضرة العفو لا يمكن أن تجود به من غير مشقة فيما يخصه هو يجود بكل ما زاد عن حاجته الحاضرة بدون مشقة على نفسه ولذلك تفسيره للآية دى فى مستوى عمله ألا يدخر رزق اليوم للغد " يسألونك ماذا ينفقون قل العفو" تفسيره ليها أنو رزق اليوم ما يدخره لى باكر" ص17 وقال أيضا:
"المستوى الثانى من القرآن " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن بهم" دى فى حق الأمة شريعتهم وديك فى حق النبى شريعتهم أى بمعنى أخر سنته بعدين بعد ما أداهم المقادير فى المال قال فى المال حق غير الزكاة لكن الدقة فى الموضوع أن الزكاة ملزمة والمال الزائد عن الزكاة متروك للاختيار والتطوع والصدقة قال فى المال حق غير الزكاة "ص18
قطعا لا يوجد مستويين من المعانى بمعنى وجود شريعة للنبى(ص) وشريعة للأمة وهو ما قاله فى فقرة سابقة والغريب فى استشهاده على عمل النبى(ص) يستشهد بآية تدل على خلاف ما يقول وهى "يسألونك ماذا ينفقون قل العفو" فالسائلون هم الأمة وهم يسألون عن عملهم فيجيب النبى(ص) بأن عملهم هو العفو فكيف يكون هذا هو عمل النبى(ص)
والأغرب أنه يقول أن تفسير الآية" أنو رزق اليوم ما يدخره لى باكر" وهو كلام ليس موجودا فى الآية والعفو المراد به هنا ترك الكفر والانفاق يقصد به العمل وليس صرف المال ولو أخذنا بوجهة نظره لكان على دولة المسلمين السلام فهم يأكلون المحصول فى يوم حصاده وما باعوزا الشىء له عليهم أنه ينفقوه كله وهو ما يتعارض مع قوله تعالى ط ولا تبذر تبذيرا"
والغرب أيضا أن الرجل يعتبر الزكاة أوساخ ولذا النبى(ص) لا يأخذ منها ومن ثم يأخذ من الحق الأخر فى المال الذى لم يوضح ما هو
الغريب أنه نسى أن العاملين على الزكاة منهم النبى(ص) لأنه يأخذ بنص الآية المستشهد بها الصدقة وهى الزكاة يقوله " خذ من أموالهم صدقة" فكيف يكون له نصيب واجب باعتباره من العاملين عليها ويرفض طاعة كلام الله بأخذ نصيبه ؟
بالقطع ما قاله تخريف وقد خرج بمقولة نتيجة اعتناقه للاشتراكية وهى ان الإسلام سوف يلغى الزكاة لكونها أوساخ الناس ويضع مكانها الحق الآخر غير الزكاة باعتباره الحل لمشاكل للناس فقال:
" فإذا كنت أنت ترى انو الدين يسوق الناس إلى باحات الحرية والعزة لا يمكن أن تفتكر أنو اخر ما عندو أن يحل مشاكل الناس بالصدقة لكن دى شريعة مرحلية الشريعة المرحلية هوه عاوز يطورها يعنى يبلغ بيها مرحلة يكون حق الفقير حق موش صدقة"ص23
طبعا اخطأ الرجل الطريق فالزكاة ليست أوساخ وليس هناك حق أخر ولكن الفكرة التى أراد الله تطبيق الناس لها هى السواء أى العدل فى الاقتصاد هى توزيع الأقوات وهى منافع الأرض على سكان الأرض كلها مسلمين وغير مسلمين بقوله تعالى "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
نأتى للمسألة الأساسية وهى عنوان المحاضرة فقد شرح الرجل قصده منه فقال :
"فهنا كمال شريعتنا هى أن تخاطب المجتمع فى القرن السابع فى بعض صورها فى مستواه فى بعض صورها حسب الحاجة إليها وحسب الأوضاع بتاعة الصور فى بعض صورها مجتمعنا الحالى يحتاجها ومجتمعنا المقبل يحتاجها كما احتاجها المجتمع فى القرن السابع فى بعض الصور مجتمعنا الحاضر ما يحتاجها"ص20
الرجل هنا يقول أن بعض آيات الوحى أعمالها لم يعد لها وجود فى عصرنا كما كان فى عصر النبى(ص) كالرق ووأد البنات وتحريم بعض الأنعام على بعض الفئات وهذه لا تصلح للتطبيق الحالى وأما باقى الشريعة فصالحة للتطبيق وقد أكد الرجل هذا المعنى بألفاظ أخرى بأن فى الشريعة أحكام موقوتة أى لها وقت تطبق فيه وعندما تنتهى لن يكون هناك تطبيق لانتهاء العمل الذى كان يعمله الناس خطأ وفى هذا قال :
فالرسالة الثانية بايجاز هى فهم أصول الدين لتطوير شريعتنا من الصور اللى نزل فى القرن السابع وفيها بعض صفة الموقوتية لتلتصق بأصول الدين أكثر منها بالفروع هى انتقال من نص فرعى إلى نص أصلى ص33
هذا هو قصد الرجل من العنوان المحرم الذى عنون به محاضرته فأثار الناس فى السودان وغيره من البلدان
وجرنا نتيجة لذلك لمقولة تطور الدين فقال ان الدين لا يتطور فقال:
"ومعنى الكلام دا أنو الدين لا يتطور لكن البشر يتطوروا فى فهمه ..نتطور فى فهم الدين لكن الشريعة متطورة لانو الشريعة الحكمة فيها والكمال فيها أن تنزل لمستوى الناس" ص20
وقد سبق أن قلنا أنه يفرق بين الدين والشريعة وهما واحد ومن ثم قال أن الشريعة متطورة وضرب مثلا بجسم الحى فقال:
"نحن بنسمع الشريعة كاملة كمال الشريعة موش أن تثبت فى صورة واحدة كمال الشريعة أن تتطور باستمرار لأن الجسم الحى النامى المتطور هو الكامل موش الجماد الثابت ص20
قطعا أخطا الرجل فى هذا التشبيه فالشريعة لا تتطور مثلما يتغير الجسم النامى الذى يفسد فيما بعد ويقف نموه ويتدهور بعد النمو
وجرنا الرجل لمقولة خاطئة أخرى وهى وجود شريعة أصلية نزلت فى مكة وشريعة فرعية نزلت فى المدينة وأنه لابد فى المجتمع المسلم أن يعود لآيات الشريعة الأصلية التى يجب تطبيقها فقال :
"نحن هنا لما نقول أنو دينا فى الزكاة ذات المقادير الكلمة الأخيرة ما قالها وترك المجال لأن المجتمع المتطور ليطور تشريعه فى النقطة دى بالذات يستلهم اكبر قدر ممكن من حياة النبى قل إن كنتن تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله" دا معناه دخول فى الدين أكتر انتقال من نص فرعى اللى هو " خذ من أموالهم صدقة .. لهم" إلى نص أصلى اللى هو " يسألونك ماذا ينفقون قل العفو" أصول وفروع قرآنا بالصورة دى الحكمة فى الفروع ص25
وقال:
"لأنو إذا كان أنت بتعتقد أنو الفرع ينسخ الأصل ثم لا يكون للأصل عودة مرة ثانية كأن بتقول أرفع ما فى ديننا ينسخ بما هو دونه وده لا يقول به عاقل"ص26
وقال :"القرآن الأصل نزل فى مكة بالصورة دى "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم لمسيطر" الكلام دا يقوله ربنا للنبى على كمالات شمايله وخلقه العظيم ينهاه ان يسيطر على الناس يؤخذ من المعنى دا أنو ربنا يعو الحرية الشخصية الحرية الفردية لى الحد اللى منا يجعل عليها وصى حتى أكمل الناس أنا أفتكر دى قمة قى الديمقراطية لا يتخيلها دعاة الديمقراطية بعدين الأصل دا اصبح منسوخ فى الماضى"ص26
وقال " آية الجهاد آية فرعية آية الاسماح آية أصلية فرع من الجهاد الجهاد للمشرك فرع منها للمؤمن آية الشورى " وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله" معناها هنا أنو الناس خوطبوا فى مستوى الحرية ما استطاعوها ظهر أنهم قاصرين ظهر أنهم محتاجين لوصى فجعل النبى عليهم وصى يشاورهم ليشعرهم بكرامة أنفسهم وعزتهم ليدرجهم ويعلمهم لكن شورتهم عير ملزمة إذا كان رأيى رأى غير رأيهم " فإذا عزمت فتوكل على الله " دى آية فرعية نسخت آية الأصل "ص27
وقال"اذن الإنسان البيعرف الدين يعرف أنو فى الحقيقة فى مستويين وفيه شريعتين الشريعة العالية الأصلية نسيمها سنة النبى والشريعة الفرعية هى البنسميها شريعتنا الشريعة دى فيها صور بتحتاج إلى تطوير وفيها صورة ثابتة الصور الثابتة أو كالثابتة فى المجتمع البشرى الأرضى هنا هى القصاص والحدود والعبادة ما يدخلها من التطوير يسير جدا لكنو ما بياخد صورها ولا محتوياتها ص28
"وانو المجتمع البشرى كلما مشى لقدام يستعد بالوسايل المختلفة لن يتطور اكثر اصلح أن ندعو نحن لتطوير شريعتنا إلى أصل الدين ومطلوب الدين هو ما تطلبه البشرية فى اليوم الحاضر وحاجة الإنسان المعاصر وأنو دينا إذا عاد ولابد أن يعود يعود تعود لأنو يحب مشاكل المجتمع البشرى الحاضر ص30"
مما سبق نجد أن الرجل وصل لقناعات تخريفية وهى:
الأول وجود شريعة أصلية وشريعة فرعية وهو ما يكذبه قوله تعالى " إن الحكم إلا لله"
فكيف سنفرق الشريعتين من بعضهما إذا كان فى القرآن المكى آيات تدل على وجوب الجهاد فى المستقبل كقوله " سيهزم الجمع ويولون الدبر" وكقوله " علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وأخرون يقاتلون فى سبيل الله "
هذا قرآن مكى يشرع الجهاد فكيف يكون الجهاد فرعى طبقا لكلامه وقد نزلت فيه آيات فى مكة؟
الثانى أن معنى تطبيق القرآن المكى أن يترك المسلمون السلاح طبقا لما فهمه هو وأن يعودوا إلى الكفار كى يعذبوهم ويؤذوهم فلا يردوا عليهم ومعناه أن يترك المسلمون كل أرض أخذوها بالقتال أو بالفىء أو بغير هذا مما شرع الله معناه أن يدع المسلمون المساجد والمدارس وكافة المؤسسات التى صنعوها لكى يعودوا للمجتمعات الكافرة لكى يكونوا أعضاء فيها من النهاية معناه أن يهدم المسلمون دولتهم بأيديهم وهو كلام يخالف أن نهدم وعد الله بالتمكين فى الأرض لعبادته كما قال :
"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون"
الثالث أن الشورى غير ملزمة ولو كانت كذلك فلماذا الأمر فى قوله " وشاورهم فى الأمر" فالأمر لا يكون إلا فى شىء ملزم ولو أراد الله العكس لقال وشاورهم كما تريد زد على هذا قوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم جعل الشورى واجبة بين المسلمين
وأكد محمود طه أنه لا يوجد إسلام فى بلاد المسلمين سوى الإسلام الميت – وهو تعبير خاطىء- فقال:
"الإسلام اليوم لا وجود له إلا فى المصحف وقد تصلت حياتنا من الدين ما عليه الناس صور ميتة ومن أجل ذلك حياتنا متخلفة ومتأخرة دا عيبنا نحن موش عيب الإسلام كل ما تحتاجه البشرية موجود فى المصحف ص32
وأكد الرجل أننا نعيش فى جاهلية وعلى الناس العودة للإسلام فقال :
"أخلاقنا موش أخلاق المسلم .,, نصلى ونصوم نحج والبزكى منا بيزكى لكن ما فى أخلاق الإسلام فى الشارع وفى السوق وفى المسجد وفى المدرسة وفى المكتب ما فى.... لو نحن عرفنا أننا نحن على جاهلية وأننا يجب أن نعود للدين لنبعثه فى صدورنا من جديد ص34
وفى النهاية أكد الرجل أن كل ما تحتاجه البشرية موجود فى كتاب الله فقال :
"والحكمة فى أنو ربنا ختم النبوة أنو كل ما أراد الله تعالى ان يقوله للبشر عن طريق الوحى من لدن آدم وإلى محمد قد استقر فى الأرض بين دفتى المصحف ص33
ومن هذه المحاضرة نفهم أن محمود محمد طه أراد أن يعيد الناس للحق فأعادهم إلى باطل جديد أخطأ فى التعبير عنه وخرف كما يخرف المخرفون
رضا البطاوى- عضو ممتاز
-
عدد الرسائل : 3602
العمر : 56
العمل : معلم
تاريخ التسجيل : 18/07/2011
مواضيع مماثلة
» نقد كتاب المحدّث في الإسلام
» نقد كتاب القيادة في الإسلام
» نقد كتاب الحرية في الإسلام
» نقد كتاب الجزية في الإسلام
» نقد كتاب آداب الغذاء في الإسلام
» نقد كتاب القيادة في الإسلام
» نقد كتاب الحرية في الإسلام
» نقد كتاب الجزية في الإسلام
» نقد كتاب آداب الغذاء في الإسلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى