الصيد المائى فى الإسلام
صفحة 1 من اصل 1
الصيد المائى فى الإسلام
الصيد المائى فى الإسلام
الصيد يطلق على أمرين :
ألأول صيد البحر وهو المذكور فى قوله تعالى :
"أحل لكم صيد البحر وطعامه "
الثانى صيد البر وهو المذكور فى قوله تعالى :
"وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما "
المراد بصيد البحر:
صيد البحر يطلق على أمور :
1-صيد اللحم الطرى ويسمونه صيد السمك صيد الحيتان.... وهو المراد بطعام البحر فى قوله تعالى :
"أحل لكم صيد البحر وطعامه "
وقوله تعالى :
" وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا"
2- الاستخراج سواء كان استخراج حلى أو غيرها من المعادن أو المواد ذات الفائدة وهو المراد بقوله تعالى:
" وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها"
ومن الاستخراج استخراج اللؤلؤ والمرجان كما فى قوله تعالى :
"مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأى آلاء ربكما تكذبان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان"
وموضوعنا هو صيد اللحم الطرى الذى يعرفه عامة الناس بالصيد ويطلقون على من يقوم به اسم الصياد أو صيد السمك وفى بلاد أخرى صيد الحيتان أو غير هذا
أسس صيد اللحم الطرى:
الأول حرمة صيد صغار اللحم الطرى ومن ثم فعلى الصيادين عند إخراج الشباك أن يفرزوا صغار اللحم الطرى- وهى الأجنة أو طور الطفولة فى أنواع اللحم الطرى – من كباره فيحتفظوا بالكبار ويعيدوا الصغار إلى الماء مرة أخرى لأن لحمه إن وجد فيه لحم وهو قليل غير يانع أى ناضج والمراد غير مفيد لجسم الآكل وهذا من باب قوله تعالى :
" انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه"
فلا يحل أكل نبات او حيوان صغير لأن تكوينه البدنى غير مفيد لمن يأكله
الثانى تقسيم مناطق الصيد بمعنى أن شاطىء البحر او النهر يتم تقسيمه بوضع علامات صخرية عند كل ميل بحرى بحيث يتم الصيد فى مسافة الميل طولا وعرضا ثم فى الميل الثانى فى اليوم الثانى والميل الثالث فى اليوم الثالث وهكذا بحيث يتم ترك مدة تنضج فيها أفراد الأنواع الصغيرة فى المسافات السابقة ثم بعد ذلك يتم تكرار دورة الصيد كل شهر مثلا أو كل شهرين حسب طول البحر أو النهر المملوك لدولة المسلمين والسبب فى التنظيم هو منع ظهور الفساد فى البحر فصيد كميات كبيرة من اللحم الطرى يفسد التنوع البحرى حيث يقضى على أنواع ويجعل أنواع أخرى تتكاثر دون أن تجد النوع الذى يحد من تكاثرها المفسد وفى هذا قال تعالى :
"ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس"
فمن ذنوب الصيادين افساد التنوع المائى
وقد ذكر الله لنا صورة من صور افساد الصيادين للتنظيم وهو :
قيام صيادى القرية حاضرة البحر بالصيد وهو العمل فى يوم تحريم العمل خوفا من نقص أموالهم أو رزقهم فقال:
"وسئلهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر إذ يعدون فى السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون"
الثالث : الالتزام بتعليمات تنظيم الصيد من خلال تنظيم منطقة الصيد اليومية لكل مجموعة ومن خلال إعادة صغار الأفراد إلى الماء بعد الفرز ومن خلال عدم الخروج للصيد فى الأيام العاصفة ذات الأمواج العالية ومن خلال تسليم كل اللحم الطرى لمؤسسة الصيد ومن خلال عدم استخدام مواد أو أدوات تفسد البيئة البحرية حتى لا يكونوا من ضمن من صدق فيهم قوله تعالى :
"ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس"
الرابع :عقاب الصيادين المكررين لمخالفات التعليمات قضائيا كما عاقب الله أهل القرية حاضرة البحر فى قوله تعالى :
"وسئلهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر إذ يعدون فى السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يهتدون فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون"
والعقاب هنا يكون من باب حرب الله وهو الفساد فى الأرض والمراد تطبيق حد الحرابة فيهم وبالقطع فى دولة العدل لا يكون هذا إلا أن يتم تطبيق العدالة ممثلة فى إعطاء الصيادين رواتب شهرية كباقى العاملين فى الدولة تكفيهم هم وأسرهم من خلال مؤسسة الصيد فى البلدة التى يقيمون بها حيث لا يكون لديهم أى حجة لمخالفة تعليمات الصيد وهو الخوف من الجوع وهو نقص الثمرات والدرس الذى أعطاه الله لصيادى الحيتان فى تلك القصة هو:
أن رزق الله لا ينال بعصيانه المتكرر وأن على الإنسان أن يغير مهنته إذا وجد أنها لن تأتيه بالرزق الكافى لمهنة أخرى تكفى حوائجه أو يصبر فينفق مما ادخره من أيام الكثرة السابقة
رضا البطاوى- عضو ممتاز
-
عدد الرسائل : 3602
العمر : 56
العمل : معلم
تاريخ التسجيل : 18/07/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى