لثمرة Fruit
صفحة 1 من اصل 1
لثمرة Fruit
الثمرة Fruit الجزء من النبات المزهر الذي يحتوي على البذور. وهذا هو تعريف علماء النبات للثمرة. وبناء عليه تشمل الثمار جوز البلوط والخيار والطماطم وحبوب القمح. ولكن الناس عادة يستخدمون كلمة فاكهة بدلاً من كلمة ثمرة للإشارة إلى تلك الثمار الحلوة أو الحمضية كثيرة العصارة التي يأكلونها طعامًا حلوًا بعد الوجبات أو طعامًا خفيفًا. وتشمل الفواكه الأكثر شهرة: التفاح والموز والعنب والبرتقال والخوخ والكمثرى والفراولة. ويتطابق هذا المفهوم مع تعريف علماء النبات للثمار. وعليه فسوف نستخدم كلمة فاكهة في هذه المقالة بهذا المضمون، وكذلك عند حديثنا عن الثمار من وجهة النظر البستانية.
وكثير من الفواكـه مغذيـة بجـانب أنهـا فاتحـة للشهية. فمثلاً يحتوي البرتقال والفراولـة على كميات كبيرة من فيتامـين (ج). ويحتـوي كثير من الفواكـه على كمية عاليـة من السكر، ولذلـك تعد مصدرًا جيدًا للطاقة. ولايمكن للفواكـه بمفردها أن توفر وجبـة متوازنة، ذلـك لأن غالبيتها مثلاً تحتوي على كمية قليلة من البروتين.
ينتج مزارعو الفاكهة في العالم ملايين الأطنان من الفاكهة سنويًا. وزراعة الفاكهة تعتبر فرعًا من علم البستنة وهو أحد مجالات الزراعة. ويشتمل أيضًا على زراعة النُقْل (ثمار الجوز واللوز وما شابههما) والزهور والجنبات (الشجيرات) والمسطحات الخضراء. ومعظم النقل هو في الواقع ثمار حقيقية كما هو الحال في ثمار الخيار والفلفل الأخضر والطماطم.
ولمنع الالتباس، يعرِّف علماء البساتين الثمار بأنها جسم حامل للبذور: 1- يتكون من أنسجة لحيمة 2- ينتج بوساطة نبات معمِّر. ويعرَّف النبات المعمر بأنه نبات يعيش لأكثر مـن سنتين دون إعادة زراعته. وبذلك فإن التعريف البستاني للثمرة يستثني ثمار النَّقل والخضراوات. فثمار النقل صلبة أكثر من كونها لبية. ومعظم الخضراوات حولية، أي أنها نباتات تعيش لموسم واحد فقط.
وفي بعض الحالات يتناقض التعريف البستاني للثمرة مع التعريف الذي يستخدمه علماء النبات، ومع الاستخدام العام. فمثلاً، البطيخ والشمام فواكه كما يعتبرهما معظم الناس كذلك، إلا أنهما ينموان على نباتات لابد من إعادة زراعتها سنويًا، ولذلك يعتبرهما علماء البساتين خضراوات. كما أن الراوند المخزني (نبات عشبي معمِّر من الفصيلة البطباطية) يعتبر أحيانًا فاكهة، ولكن الناس يأكلون الساق الورقي لنبات الراوند المخزني، وليس الجسم الحامل للبذور. ولذلك يصنف علماء البساتين الراوند المخزني مع الخضراوات.
تناقش هذه المقالة الثمار، بشكل أساسي من وجهة النظر البستانية. ويناقش القسم الأخير الثمار من وجهة نظر علم النبات.
كيف يصنف علماء البساتين الفواكه
كيف يصنف علماء البساتين الفواكه كل جسم حامل للبذور ينتجه أحد النباتات المزهرة يعتبر ثمرة. ولكن كلمة ثمرة لها معنى أكثر تحديدًا في الاستخدام العام، وفي علم البستنة، وهو أحد فروع الزراعة الذي يشتمل على زراعة الفواكه. وهكذا فإن كلمة ثمرة تجيء مرادفة لكلمة فاكهة التي تشير عادة إلى الثمار الحلوة أو الحامضة والتي هي أطعمة مألوفة ومحاصيل تزرع بشكل واسع في المزارع.
لـقـد انتشـرت كثير من الفواكـه المزروعـة اليـوم على مسافات بعيـدة عن مواطنها الأصلية؛ فقد زُرع التفـاح والكـرز والكمثرى في أوروبــا وغـربي آسيا. وزُرع المشمش والخوخ لأول مرة في الصين، والليمون والبرتقال في الصين وجنوبي شرق آسيا. وكل هذه الفواكه تزرع اليوم في أي مكان من العالم يتميز بمناخ ملائم لزراعتها.
وتحتاج أنواع الفواكه بصفة عامة إلى توافر كميات كبيرة من الرطوبة. ويعتبر التمر والزيتون من الفواكه التي يمكن زراعتها في المناطق الجافة دون ري.
ويقسم علماء البساتين أشجار الفواكه إلى ثلاث مجموعات، بناء على احتياجها لدرجة الحرارة: 1- فواكه المناطق المعتدلة، 2- فواكه المناطق شبه المدارية، 3- فواكه المناطق المدارية.
فواكه المناطق المعتدلة. لابد من توافر موسم نمو بارد سنوي لكي تنمو بصورة جيدة. وتنمو بشكل أساسي في المناطق المعتدلة؛ وهي المناطق الواقعة بين المدارين والمناطق القطبية. تأتي معظم فواكه المناطق المعتدلة من أوروبا وأمريكا الشمالية، كما أن آسيا وأستراليا تعتبران مناطق إنتاج رئيسية أيضًا. وفواكه المناطق المعتدلة الرئيسية هي: التفاح والمشمش والكرز والخوخ والكمثرى والبرقوق. بالإضافة إلى ذلك فإن معظم الفواكه الصغيرة التي تنمو على نباتات أصغر من الأشجار، تزرع أساسًا في المناطق المعتدلة. وتشمل تلك الفواكه: عنب الدب والتوت البري والكشمش الشائك والعنب والكيوي وتوت العليق، والفراولة.
فواكه المناطق شبه المدارية. يحتاج هذا النوع من الفواكه إلى درجات حرارة دافئة أو معتدلة طوال السنة، ولكنها تستطيع تحمل الصقيع الطارئ الخفيف. وتزرع بشكل رئيسي في المناطق شبه المدارية.
والفواكه شبـه المداريـة الأكثر انتشــارًا هي مجموعة الحمضـيات التي تشمل: الجريب فروت والليمون والليمون الحمضي والبرتقال. ويزرع البرتقال ـ وهو الفاكهة الحمضية الأولى في كل المناطق شبه المدارية ـ من جنوبي اليابان حتى جنوبي أوروبا. وتنتج فلوريدا بالولايـات المتحـدة وأسبـانيا كميات كبـيرة منــه. وتزرع الفواكه الحمضية، أيضًا في بعض المزارع في المناطـق المداريـة، ولكن المنـاخ الأبـرد بالمناطق شبه المداريـة ينتـج فواكه ذات طعم أفضل وشكل أكثر جاذبية. وتشمل الفواكه شبه المدارية الأخرى، التمر والتين والزيتون والبرسيمون والرمان وأنواعًا معينة من الأفوكادو.
الفواكـه المداريـة. وتُزرع بشكل أساسي، في المنطقة المدارية، ولا تستطيع مقاومة الصقيع ولو كان خفيفًا. ويزرع الموز والأناناس ـ وهما أشهر الفواكه المداريـة ـ في كـل المناطـق المدارية، ويصدر معظم الإنتاج. وتستهلك معظم الفواكه المدارية الأخرى محليًا. وتشمل تلك الفواكه الأسيرولا وثمرة الخبز والتشريمويا (القشدة) والجوافة والليتشية والمانجو وجوز الجندم والباباي والصورصوب.
زراعة الفاكهة
تنمـو معظم أنــواع الفواكه على نباتـات ذات سـاق خشبية. وتلـك النبـاتـات هي: الأشجــار والشجــيرات أو الكـروم الخشبية؛ وتشمل فواكهها: التفـاح والكـرز والليمون الحمضي، والليمون والبرتقـال والخوخ. وتنمو معظم الفواكه الصغيرة على شجيرات، ولكن العنب وفاكهة الكيوي ينمـوان على كـرمـات. كمـا أن المــوز والفراولــة ينمـوان على نباتـات لهـا سـاق عشبية أكثر من كونها ساقًا خشبية. لا تستخدم البـذور في تكاثر أشجار الفاكهـة كما هـو الحـال في معظم المحـاصيل الأخرى، حيث تختلف صفـات النباتـات الناتجـة من البذور من جيل إلى آخر.
ويحــاول المـزارعون الحفـاظ على إنتـاج نباتـات ذات ثمـار منتظمـة في الشكـل والحجم والجودة. حيث إن تلـك الثمـار تحقـق أسعـارًا أعـلى عنـد تسويقها. وتنتـج النباتـات فاكهـة ذات نوعيـة مشابهـة لـلأم إذا تم إكثـارها خضريًا أي من أجـزاء معينـة من النباتـات المرغوبـة، مثل السيقان والبراعم والجذور. وينتج الجزء المزروع أنسجة وأجزاءً جديدة مماثلة لأنسجة وأجزاء النبات الأم.
ويتم إكثار نباتات الفاكهة خضريًا بثلاث طرق رئيسية: 1- التطعيم، 2- العُقَل، 3- من بعض أجزاء النباتات الخاصة.
تتكاثر معظم أشجار الفاكهة بالتطعيم. وفي هذه العمليـة يتم لصـق برعم أو قطعة من إحدى الأشجار على أصل من شجرة أخرى. والأصل هو جذر أو جذر مع ساقـه. والشجـرة الناتجـة من عمليـة التطعيم تكون لها نفس خصائص الشجرة التي أخذ منها البرعم أو قطعة الساق تقريبًا، ولكن الأصل قد يؤثر في بعض الخصائص مثل حجم أو إنتاجية الشجرة المُطعَّمة. وتتكاثـر بعـض نباتات الفاكهة من العُقَل أو بعض الأجزاء النباتية الخاصة. فمعظم العُقَل قطع من الساق تنتج جـذورًا عندما توضع في الماء أو التربة الرطبة. أما الأجزاء الخاصة التي تستخدم في إكثار بعض النباتـات مثـل الفراولـة ـ وهي سيقان مـدّادة طويلـة ورفيعة تكونها نباتات الفراولة الناضجة على سطح الأرض عندما تزرع السيقان الجارية في التربة ـ فإنها تنمو منتجة نباتًا جديدًا.
وقد ينتج بعض مزارعي الفاكهة نباتاتهم بالتطعيم أو العُقَل أو من الأجزاء الخاصة، ولكن معظم المزارعين يقومون بشراء النباتات من المشاتل.
ويسمى فـرع علم البساتين الخاص بزراعة الفواكه، علم زراعـة الفاكهة. وقد طـور علمـاء زراعـة الفاكهة أسـاليب جيـدة ومُحَسَّنَة لزراعـة محاصيـل الفاكهـة والعنايـة بها، وتستخدم معظم مزارع الفاكهة تلك الأساليب.
هناك ثلاث خطوات رئـيـسية في زراعـة الفاكـهة: 1- الزراعة، 2- رعاية المحصول، 3- الحصاد.
الزراعة. تعدُّ محاصيل الفاكهة من النباتات المعمرة، ولذلك لا تحتاج لإعادة زراعتها سنويًا مثلما هو الحال في معظم المحاصيل الأخرى. وبعد الزراعة قد يحتاج مزارع الفاكهة لاستبدال بعض النباتات غير المنتجة فقط، وتبقى معظم نباتات الفاكهة منتجة تتراوح بين 30 و50 سنة بل وأكثر أحيانًا.
وفي المناطـق معتدلـة المنـاخ يغرس المزارعون في العادة الأشجار والشجيرات والكرمات في الخريف، أمـا في المناطـق ذات المناخ البارد، فيتم الغرس في الربيع.
تُزرع معظم الشجيرات على مسافات تبدأ من متر إلى 1,5م تقريـبًا على صفـوف تفصل بينها مسافة تتراوح بين مترين وثلاثة أمتار. أما كرمات العنب فتزرع في صفوف تكون المسافات فيما بينها ثلاثة أمتار. كان المزارعون في الماضي غالبًا ما يزرعون أشجار الفاكهة كبيرة الحجم أو ذات الحجم الكامل، على مسافات من ستة إلى اثني عشر مترًا في معظم الحالات، لتوفير ما يكفي من المساحة للنمو.أما اليوم فيفضل كثير من المزارعين زراعة الأشجار الصغيرة الحجم أو القزمية والتي يزرع بعضها قريباً من بعض. ويمكن لفروع الشجرة أن تنمو على إطار داعم يسمى التعريشة، وتمكِّن التعريشة كل الثمار من الحصول على أكبر قدر من ضوء الشمس، وبذلك ينضج المحصول بصورة أفضل وأسرع. كما أن حصاد الثمار يكون أسهل في حالة الأشجار الصغيرة أكثرمما هو عليه الحال مع الأشجار الكبيرة.
رعايـة المحصـول. يستخدم معظم مزارعي الفاكهة آلات خاصـة للتسميد والعزق والعمليات الأخرى الخاصة برعاية محاصيلهم. ولابد من تسميد تربة محاصيل الفاكهة مرة واحدة في السنة على الأقل. وتُضاف بعض الأسمدة للتربة في حين يرش بعضها على النباتات.
يعـزق معظم المزارعـين التربــة حــول نباتات الفاكهة الصغيرة بشكل دوري، وتساعد هذه العملية في السيطــرة على الحشائـش الضـارة، وبذلـك تشجــع نمو المحصول. ولابد من ري معظم محاصيل الفاكهة المزروعــة في المنـاطـق الجافــة. ويستخدم المزارعـون طرقًا عديـدة لذلك، مثل القنـوات والرشاشات لتوزيع مياه الري.
في حالات عديدة، يصبح من الضروري تقليم (تشذيب) وتوجيه نمو أغصان أشجار الفاكهة الصغيرة وتشذيبها حتى تنمو الشجرة في شكل منتظم وقوي. وقد يشتمل التوجيه على دعم الساق أو ربط الأغصان، أو قد يتكون بشكل كلي من التقليم. يقوي التقليم النبات بتخليصه من الأغصان غير المنتجة. ولابد من تقليم كل نباتات الفاكهة مرة واحدة في السنة على الأقل تقريبًا. بالإضافة إلى ذلك يقوم معظم المزارعين بإزالة بعض المحصول من الأشجار، خلال المراحل المبكرة من نمو الثمار. وتسمى تلك العملية الخف، وهي تساعد في كِبَرِ حجم الثمار المتبقية.
حاصدة الكرز الآلية تهز شجرة الكرز لِفصْل الثمار. تسقط ثمار الكرز على قطع قماش مشدودة تنقلها إلى سير ناقل يحولها بدوره إلى خزان ماء مالح. تطفو الثمار على الماء وبذلك تتفادى احتمالات الخدش.
يستخدم أغلب مزارعي الفاكهة المبيدات الكيميائية لحماية محاصيلهم من الأمراض والآفات الحشرية. ويتم رش أو تعفير معظم تلك المبيدات على المحاصيل بوساطة آلات تجرها الجرارات، أو عن طريق الطائرات الخفيفة المجهزة بطريقة خاصة أو المروحيات. كما طور علماء وراثة النبات أيضًا أنواعًا من نباتات الفاكهة المقاومة لبعض الأمراض والحشرات الضارة.
ويؤدي حدوث الصقيع المفاجئ إلى أضرار جسيمة بمحاصيل الفاكهة في المناطق المعتدلة والمناطق شبه المدارية. ويستخدم المزارعون الماء الذي توزعه الرشاشات لحماية محاصيل الفاكهة الصغيرة من الصقيع. ويُطلق الماء الحرارة عندما يتجمد. فإذا تم رشه على المحاصيل بشكل مستمر، فإنه يحمي الأزهار الغضة والثمار النامية من التجمد. ويستخدم المزارعون السخانات لحماية محاصيل الأشجار من صقيع الربيع.
الحصاد. تتعرض الفواكه للخدش بسهولة أكثر من معظم المحاصيل الأخرى، ولذلك لابد من حصادها بعناية أكثر. فمعظمها يقطف باليد. ولكن التكلفة المتزايدة للعمالة أدت إلى استخدام آلات الحصاد. ولدى بعض الآلات أذرع تهز الشجرة لإسقاط الثمار. تتجمّع الثمار المتساقطة بعد ذلك على قطع قماش مشدودة، كما أن حاصدات الفاكهة الأخرى لديها أصابع تمشط الثمار من الأشجار.
تسويق الفاكهة
تعدُّ البرازيل الدولة الرائدة في إنتاج الفاكهة في العالم. فمن بين 330 مليون طن متري من الفاكهة تم إنتاجها على نطاق العالم، في عام 1988م أنتجت البرازيل 28 مليون طن متري. ويمثل إنتاج البرازيل 30% من إنتاج العالم من البرتقال، و12% من إنتاج العالم من الموز. وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بمجمل إنتاج 26 مليون طن متري من الفاكهة في سنة 1988م. وتساهم الولايات المتحدة بما يعادل 52% من إنتاج العالم من الجريب فروت.
تؤخذ معظم ثمار الفاكهة المراد بيعها طازجة من البساتين أو الحقول بالشاحنات إلى مصانع التعبئة. ولدى كثير من مزارع الفاكهة الكبيرة مرافق التعبئة الخاصة بها. أما مرافق التعبئة التجارية فيتم وضعها بطريقة مركزية في مناطق إنتاج الفاكهة. ومعظم مرافق التعبئة الكبيرة يعتمد فيها على الآلات، حيث تقوم بغسل الفاكهة وفرزها حسب الحجم والنوعية، وتعبئة كل كمية في الحاويات المخصصة لها. بعد ذلك يتم شحن الفاكهة إلى الأسواق أو تخزينها للتوزيع مستقبلاً. وتحمل القطارات والشاحنات معظم الشحنات البرية من الفاكهة. كما تنقل معظم الشحنات الخارجية بوساطة الناقلات البحرية.
يمكن تخزين الفاكهة لفترات مختلفة من الوقت تحت ظروف محكمة، ولابد من تخزين فواكه المناطق المعتدلة تحت درجات حرارة تقترب من درجة التجمد. ويمكن الاحتفاظ ببعض أصناف التفاح طازجة لمدة سنة تقريبًا تحت ظروف تماثل تلك الظروف. ومن الناحية الأخرى، تبقى معظم الفواكه الصغيرة طازجة لأيام أو أسابيع قليلة فقط تحت التخزين البارد. ويمكن تخزين الفواكه المدارية أو شبه المدارية لأسابيع أو أشهر قليلة تحت ظروف التحكم في درجات الحرارة. فدرجات الحرارة على الرغم من برودتها، لابد أن تكون فوق درجة التجمد. وتعمل كمية الأكسجين الموجودة بشكل طبيعي في الهواء على فساد الفاكهة. ولذلك يمكن إطالة مدة التخزين لكل الفواكه بخفض كمية الأكسجين في المخازن.
يُشحَن كثير من الفاكهة مباشرة من المزارع إلى مصانع حفظ الأطعمة التي تقوم بحفظ الفاكهة بطرق مثل: التعليب والتجفيف والتجميد. انظر: الأطعمة المجمدة؛ حفظ الأغذية.
تطوير أصناف جديدة من الفاكهة
قد تظهر أحيانًا بعض الصفات المختلفة على نبات معين، فمثلاً قد تنتج إحدى أشجار الفاكهة ثمارًا ذات لون مختلف عن اللون الطبيعي، ومثل هذه الصفة يطلق عليها طفرة. وقد استخدم المزارعون هذه الطفرات لتطوير وتربية كثير من الأنواع الجديدة المزروعة من الفواكه. فقد كانت أشجار التفاح من صنف ديليشَسْ في الأساس تنتج فقط ثمارًا ذات لون باهت مخطط. ثم بدأت بعض الفروع حمل ثمار ذات لون أحمر خالص، فتمكن المزارعون من تطعيم تلك الفروع على أصول مناسبة من إنتاج أصناف التفاح ديليشس ذات الألوان الجذابة، الموجودة حاليًا.
تـؤدي النباتـات الحاملـة للطفــرة ـ غالبًا ـ دورًا مهمًا في تطـوير الأصنـاف الجديـدة من الـفاكهة، ولكن معظم الأنـواع الجديـدة يتم إنـتاجه بعملية تسمى الانتخاب. وفي عملية الانتخاب يتم فحص اختبار النباتـات المنتجـة من الـبذور للصفـات المرغــوبة المختلفة. فربما يتم تمييز نبات معين لإنتاجيته العالية أو لتفـوق لـون أو ملمس أو نكهـة ثمرتـه. وبتكاثر هذا النبات المنتخب خضريًا يمكن المحافظة على الصفة المرغوبة فيه من جيل لآخر، وإذا حافظ النبات على خواصه وصفاته الجيدة يمكن تصنيفه باعتباره صنفًا جديدًا. وبالإضافة للانتخاب يستخدم مزارعو الفاكهة أيضًا أسلوبًا يسمى التهجين، حيث يتم في هذه العملية أخذ حبوب اللقاح من نبـات سبـق اختياره لسمة مرغوبة معينة. يوضع بعد ذلك اللقاح على زهرة نبات سبق اختياره لميزة أخرى مرغوبة فيه. فقد يكون لدى بعض النباتات التي تنمو من البذور الناتجة عن ذلك التلقيح الخصائص المرغوبة لكلا الأبوين. وأحيانًا قد يثبت أحـد تلـك النباتـات جدارتـه ويصنف بوصفه صنفًا جديدًا. ولكن في معظم الحالات يصبح من الضروري إعادة كل عمليات الانتخاب عدة مرات لإنتاج صنف جديد. والتهجـين أسلـوب مفيد جـدًا لأنه يمكِّن المزارعين من إنتاج أنواع تتمتع بصفات مرغوبة أكثر.
كيف يصنِّف علماء النبات الثمار
تنمو الثمرة ـ وهي الجسم الحامل للبذور من النبات المزهر ـ من مبايض الأزهار، والمبيض هو جسم مجوف بالقرب من قاعدة الزهرة. وقد يحمل المبيض بذرة واحدة أو أكثر، اعتمادًا على نوع النبات. انظر: الشَّجرة.
لجدار مبيض الثمرة الناضجة، الذي تُكوَّن فيه البذرة ثلاث طبقات؛ تسمى الطبقة الخارجية الغلاف الخارجي، وتسمى الطبقة الوسطى الغلاف الأوسط والطبقة الداخلية الغلاف الداخلي، و تسمى الطبقات الثلاث معًا القشرة الخارجية.
يصنف علماء النبات الثمار إلى قسمين:1- الثمار البسيطة، وتتطور من مبيض واحد، 2- الثمار المركبة، وتتطور من مبيضين أو أكثر.
الثـمـار البسـيطة
الثمار البسيطة. تشكل الثمار البسيطة المجموعة الكبرى من الثمار، وتنقسم إلى قسمين اعتمادًا على ما إذا كانت قشرتها الخارجية طرية أو صلبة.
الثمار ذات القشرة الطرية. تشمل الثمار ذات القشرة الطرية معظم الأجسام الحاملة للبذور التي تعرف عادة بالثمار. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من هذه الثمار: 1ـ الثمار اللبية أو (العنبية)، 2ـ الثمار الحسلة، 3ـ الثمار التفاحية.
الثمـار اللبيـة (العنبيـة). قشرتهـا الخارجيـة طريـة بشكل كامل. ويصنف علماء النبات الموز وعنب الدُّب والعنب والفلفل الأخضر والشمام والبرتقال والطماطم والبطيخ، ثمارًا لبية. وبعض الثمار اللبية، بما فيها البطيخ والشمام تكون ذات قشرة قوية. وتسمى الثمار من هذا النوع بطيخية (بيبو). وتكون بعض الثمار اللبية الأخرى مثـل المـوالح، قشرة جلدية تسمى البرتقالية (هسبريديوم). كما أن كلاً من توت العليق والفراولة ومعظم الثمار الأخرى التي عادة ما تسمى لبية، هي في الحقيقة ثمار مركبة.
للثمار الحسلة قشرة خارجية تكون جلدًا رقيقًا. ويتطـور الغـلاف الداخلي ليكـون نـواة أو تجويفًـا، وبذلك يكـون الجـزء اللبي هـو الغلاف الأوسـط فقط. وتشمل مثل تلك الثمار: المشمش والكرز والكمثرى والبرقوق. والثمار التفاحية ثمار لبية ذات قلب ورقي، ومن هذه الثمار التفاح والخوخ.
الثمـار الجافـة البسيطـة. تشمل قرون نبات الفاصوليــا وحشيشـة اللـبن والبـازلاء وشجرة الجــراد، وحبـوب الـذرة الشاميـة والقمـح والأرز وثمــار النُقـل (الجوز)، ويعتـبر علمـاء النبـات النقــل ثمــارًا مفـردة (أحادية) البــذرة ذات غلاف خارجي صلب يسمى القشرة. وتكون البذرة هي الجزء الـذي يؤكـل. وتمثـل ثمار البلوط والكستنـاء والبنـدق ثمـار النقـل الحقيقية، ولكن كثيرًا ممـا يسمى النقـل يُصنِّفـه علمـاء النبـات بطريقــة أخرى. فمثلاً ثمار اللوز هي في الواقع بذور ثمرات (أحادية) النواة (حسلة).
الثمــار المركبــة تتكون الثمرة المركبة من مجموعة من الأجسام الحاملة للبذور، كل منها يمثل ثمرة كاملة، وتنقسم الثمار المركبة إلى مجموعتين: 1- الثمار المتجمعة 2- الثمار المتضاعفة.
الثمار المركبة. تتكون من مجموعة من المبايض الناضجة. وهناك نوعان رئيسيان من الثمار المركبة، الثمار المتجمعة والثمار المتضاعفة. وتتطور الثمار المتجمعة من أزهار مفردة، لكل منها عدد من المبايض، ويعد ثمر العليق وتوت العليق من الثمار المتجمعة. كما أن الفراولة نوع خاص من الثمار المتجمعة. فكل بذرة في الفراولة هي في الحقيقة ثمرة كاملة. وينمو اللب المحيط بالحبوب من قاعدة الزهرة بدلاً من المبايض. وتتطور الثمار المتضاعفة من مجموعة من الأزهار من ساق واحدة. فالتين والتوت والأناناس من الثمار المتضاعفة.
وكثير من الفواكـه مغذيـة بجـانب أنهـا فاتحـة للشهية. فمثلاً يحتوي البرتقال والفراولـة على كميات كبيرة من فيتامـين (ج). ويحتـوي كثير من الفواكـه على كمية عاليـة من السكر، ولذلـك تعد مصدرًا جيدًا للطاقة. ولايمكن للفواكـه بمفردها أن توفر وجبـة متوازنة، ذلـك لأن غالبيتها مثلاً تحتوي على كمية قليلة من البروتين.
ينتج مزارعو الفاكهة في العالم ملايين الأطنان من الفاكهة سنويًا. وزراعة الفاكهة تعتبر فرعًا من علم البستنة وهو أحد مجالات الزراعة. ويشتمل أيضًا على زراعة النُقْل (ثمار الجوز واللوز وما شابههما) والزهور والجنبات (الشجيرات) والمسطحات الخضراء. ومعظم النقل هو في الواقع ثمار حقيقية كما هو الحال في ثمار الخيار والفلفل الأخضر والطماطم.
ولمنع الالتباس، يعرِّف علماء البساتين الثمار بأنها جسم حامل للبذور: 1- يتكون من أنسجة لحيمة 2- ينتج بوساطة نبات معمِّر. ويعرَّف النبات المعمر بأنه نبات يعيش لأكثر مـن سنتين دون إعادة زراعته. وبذلك فإن التعريف البستاني للثمرة يستثني ثمار النَّقل والخضراوات. فثمار النقل صلبة أكثر من كونها لبية. ومعظم الخضراوات حولية، أي أنها نباتات تعيش لموسم واحد فقط.
وفي بعض الحالات يتناقض التعريف البستاني للثمرة مع التعريف الذي يستخدمه علماء النبات، ومع الاستخدام العام. فمثلاً، البطيخ والشمام فواكه كما يعتبرهما معظم الناس كذلك، إلا أنهما ينموان على نباتات لابد من إعادة زراعتها سنويًا، ولذلك يعتبرهما علماء البساتين خضراوات. كما أن الراوند المخزني (نبات عشبي معمِّر من الفصيلة البطباطية) يعتبر أحيانًا فاكهة، ولكن الناس يأكلون الساق الورقي لنبات الراوند المخزني، وليس الجسم الحامل للبذور. ولذلك يصنف علماء البساتين الراوند المخزني مع الخضراوات.
تناقش هذه المقالة الثمار، بشكل أساسي من وجهة النظر البستانية. ويناقش القسم الأخير الثمار من وجهة نظر علم النبات.
كيف يصنف علماء البساتين الفواكه
كيف يصنف علماء البساتين الفواكه كل جسم حامل للبذور ينتجه أحد النباتات المزهرة يعتبر ثمرة. ولكن كلمة ثمرة لها معنى أكثر تحديدًا في الاستخدام العام، وفي علم البستنة، وهو أحد فروع الزراعة الذي يشتمل على زراعة الفواكه. وهكذا فإن كلمة ثمرة تجيء مرادفة لكلمة فاكهة التي تشير عادة إلى الثمار الحلوة أو الحامضة والتي هي أطعمة مألوفة ومحاصيل تزرع بشكل واسع في المزارع.
لـقـد انتشـرت كثير من الفواكـه المزروعـة اليـوم على مسافات بعيـدة عن مواطنها الأصلية؛ فقد زُرع التفـاح والكـرز والكمثرى في أوروبــا وغـربي آسيا. وزُرع المشمش والخوخ لأول مرة في الصين، والليمون والبرتقال في الصين وجنوبي شرق آسيا. وكل هذه الفواكه تزرع اليوم في أي مكان من العالم يتميز بمناخ ملائم لزراعتها.
وتحتاج أنواع الفواكه بصفة عامة إلى توافر كميات كبيرة من الرطوبة. ويعتبر التمر والزيتون من الفواكه التي يمكن زراعتها في المناطق الجافة دون ري.
ويقسم علماء البساتين أشجار الفواكه إلى ثلاث مجموعات، بناء على احتياجها لدرجة الحرارة: 1- فواكه المناطق المعتدلة، 2- فواكه المناطق شبه المدارية، 3- فواكه المناطق المدارية.
فواكه المناطق المعتدلة. لابد من توافر موسم نمو بارد سنوي لكي تنمو بصورة جيدة. وتنمو بشكل أساسي في المناطق المعتدلة؛ وهي المناطق الواقعة بين المدارين والمناطق القطبية. تأتي معظم فواكه المناطق المعتدلة من أوروبا وأمريكا الشمالية، كما أن آسيا وأستراليا تعتبران مناطق إنتاج رئيسية أيضًا. وفواكه المناطق المعتدلة الرئيسية هي: التفاح والمشمش والكرز والخوخ والكمثرى والبرقوق. بالإضافة إلى ذلك فإن معظم الفواكه الصغيرة التي تنمو على نباتات أصغر من الأشجار، تزرع أساسًا في المناطق المعتدلة. وتشمل تلك الفواكه: عنب الدب والتوت البري والكشمش الشائك والعنب والكيوي وتوت العليق، والفراولة.
فواكه المناطق شبه المدارية. يحتاج هذا النوع من الفواكه إلى درجات حرارة دافئة أو معتدلة طوال السنة، ولكنها تستطيع تحمل الصقيع الطارئ الخفيف. وتزرع بشكل رئيسي في المناطق شبه المدارية.
والفواكه شبـه المداريـة الأكثر انتشــارًا هي مجموعة الحمضـيات التي تشمل: الجريب فروت والليمون والليمون الحمضي والبرتقال. ويزرع البرتقال ـ وهو الفاكهة الحمضية الأولى في كل المناطق شبه المدارية ـ من جنوبي اليابان حتى جنوبي أوروبا. وتنتج فلوريدا بالولايـات المتحـدة وأسبـانيا كميات كبـيرة منــه. وتزرع الفواكه الحمضية، أيضًا في بعض المزارع في المناطـق المداريـة، ولكن المنـاخ الأبـرد بالمناطق شبه المداريـة ينتـج فواكه ذات طعم أفضل وشكل أكثر جاذبية. وتشمل الفواكه شبه المدارية الأخرى، التمر والتين والزيتون والبرسيمون والرمان وأنواعًا معينة من الأفوكادو.
الفواكـه المداريـة. وتُزرع بشكل أساسي، في المنطقة المدارية، ولا تستطيع مقاومة الصقيع ولو كان خفيفًا. ويزرع الموز والأناناس ـ وهما أشهر الفواكه المداريـة ـ في كـل المناطـق المدارية، ويصدر معظم الإنتاج. وتستهلك معظم الفواكه المدارية الأخرى محليًا. وتشمل تلك الفواكه الأسيرولا وثمرة الخبز والتشريمويا (القشدة) والجوافة والليتشية والمانجو وجوز الجندم والباباي والصورصوب.
زراعة الفاكهة
تنمـو معظم أنــواع الفواكه على نباتـات ذات سـاق خشبية. وتلـك النبـاتـات هي: الأشجــار والشجــيرات أو الكـروم الخشبية؛ وتشمل فواكهها: التفـاح والكـرز والليمون الحمضي، والليمون والبرتقـال والخوخ. وتنمو معظم الفواكه الصغيرة على شجيرات، ولكن العنب وفاكهة الكيوي ينمـوان على كـرمـات. كمـا أن المــوز والفراولــة ينمـوان على نباتـات لهـا سـاق عشبية أكثر من كونها ساقًا خشبية. لا تستخدم البـذور في تكاثر أشجار الفاكهـة كما هـو الحـال في معظم المحـاصيل الأخرى، حيث تختلف صفـات النباتـات الناتجـة من البذور من جيل إلى آخر.
ويحــاول المـزارعون الحفـاظ على إنتـاج نباتـات ذات ثمـار منتظمـة في الشكـل والحجم والجودة. حيث إن تلـك الثمـار تحقـق أسعـارًا أعـلى عنـد تسويقها. وتنتـج النباتـات فاكهـة ذات نوعيـة مشابهـة لـلأم إذا تم إكثـارها خضريًا أي من أجـزاء معينـة من النباتـات المرغوبـة، مثل السيقان والبراعم والجذور. وينتج الجزء المزروع أنسجة وأجزاءً جديدة مماثلة لأنسجة وأجزاء النبات الأم.
ويتم إكثار نباتات الفاكهة خضريًا بثلاث طرق رئيسية: 1- التطعيم، 2- العُقَل، 3- من بعض أجزاء النباتات الخاصة.
تتكاثر معظم أشجار الفاكهة بالتطعيم. وفي هذه العمليـة يتم لصـق برعم أو قطعة من إحدى الأشجار على أصل من شجرة أخرى. والأصل هو جذر أو جذر مع ساقـه. والشجـرة الناتجـة من عمليـة التطعيم تكون لها نفس خصائص الشجرة التي أخذ منها البرعم أو قطعة الساق تقريبًا، ولكن الأصل قد يؤثر في بعض الخصائص مثل حجم أو إنتاجية الشجرة المُطعَّمة. وتتكاثـر بعـض نباتات الفاكهة من العُقَل أو بعض الأجزاء النباتية الخاصة. فمعظم العُقَل قطع من الساق تنتج جـذورًا عندما توضع في الماء أو التربة الرطبة. أما الأجزاء الخاصة التي تستخدم في إكثار بعض النباتـات مثـل الفراولـة ـ وهي سيقان مـدّادة طويلـة ورفيعة تكونها نباتات الفراولة الناضجة على سطح الأرض عندما تزرع السيقان الجارية في التربة ـ فإنها تنمو منتجة نباتًا جديدًا.
وقد ينتج بعض مزارعي الفاكهة نباتاتهم بالتطعيم أو العُقَل أو من الأجزاء الخاصة، ولكن معظم المزارعين يقومون بشراء النباتات من المشاتل.
ويسمى فـرع علم البساتين الخاص بزراعة الفواكه، علم زراعـة الفاكهة. وقد طـور علمـاء زراعـة الفاكهة أسـاليب جيـدة ومُحَسَّنَة لزراعـة محاصيـل الفاكهـة والعنايـة بها، وتستخدم معظم مزارع الفاكهة تلك الأساليب.
هناك ثلاث خطوات رئـيـسية في زراعـة الفاكـهة: 1- الزراعة، 2- رعاية المحصول، 3- الحصاد.
الزراعة. تعدُّ محاصيل الفاكهة من النباتات المعمرة، ولذلك لا تحتاج لإعادة زراعتها سنويًا مثلما هو الحال في معظم المحاصيل الأخرى. وبعد الزراعة قد يحتاج مزارع الفاكهة لاستبدال بعض النباتات غير المنتجة فقط، وتبقى معظم نباتات الفاكهة منتجة تتراوح بين 30 و50 سنة بل وأكثر أحيانًا.
وفي المناطـق معتدلـة المنـاخ يغرس المزارعون في العادة الأشجار والشجيرات والكرمات في الخريف، أمـا في المناطـق ذات المناخ البارد، فيتم الغرس في الربيع.
تُزرع معظم الشجيرات على مسافات تبدأ من متر إلى 1,5م تقريـبًا على صفـوف تفصل بينها مسافة تتراوح بين مترين وثلاثة أمتار. أما كرمات العنب فتزرع في صفوف تكون المسافات فيما بينها ثلاثة أمتار. كان المزارعون في الماضي غالبًا ما يزرعون أشجار الفاكهة كبيرة الحجم أو ذات الحجم الكامل، على مسافات من ستة إلى اثني عشر مترًا في معظم الحالات، لتوفير ما يكفي من المساحة للنمو.أما اليوم فيفضل كثير من المزارعين زراعة الأشجار الصغيرة الحجم أو القزمية والتي يزرع بعضها قريباً من بعض. ويمكن لفروع الشجرة أن تنمو على إطار داعم يسمى التعريشة، وتمكِّن التعريشة كل الثمار من الحصول على أكبر قدر من ضوء الشمس، وبذلك ينضج المحصول بصورة أفضل وأسرع. كما أن حصاد الثمار يكون أسهل في حالة الأشجار الصغيرة أكثرمما هو عليه الحال مع الأشجار الكبيرة.
رعايـة المحصـول. يستخدم معظم مزارعي الفاكهة آلات خاصـة للتسميد والعزق والعمليات الأخرى الخاصة برعاية محاصيلهم. ولابد من تسميد تربة محاصيل الفاكهة مرة واحدة في السنة على الأقل. وتُضاف بعض الأسمدة للتربة في حين يرش بعضها على النباتات.
يعـزق معظم المزارعـين التربــة حــول نباتات الفاكهة الصغيرة بشكل دوري، وتساعد هذه العملية في السيطــرة على الحشائـش الضـارة، وبذلـك تشجــع نمو المحصول. ولابد من ري معظم محاصيل الفاكهة المزروعــة في المنـاطـق الجافــة. ويستخدم المزارعـون طرقًا عديـدة لذلك، مثل القنـوات والرشاشات لتوزيع مياه الري.
في حالات عديدة، يصبح من الضروري تقليم (تشذيب) وتوجيه نمو أغصان أشجار الفاكهة الصغيرة وتشذيبها حتى تنمو الشجرة في شكل منتظم وقوي. وقد يشتمل التوجيه على دعم الساق أو ربط الأغصان، أو قد يتكون بشكل كلي من التقليم. يقوي التقليم النبات بتخليصه من الأغصان غير المنتجة. ولابد من تقليم كل نباتات الفاكهة مرة واحدة في السنة على الأقل تقريبًا. بالإضافة إلى ذلك يقوم معظم المزارعين بإزالة بعض المحصول من الأشجار، خلال المراحل المبكرة من نمو الثمار. وتسمى تلك العملية الخف، وهي تساعد في كِبَرِ حجم الثمار المتبقية.
حاصدة الكرز الآلية تهز شجرة الكرز لِفصْل الثمار. تسقط ثمار الكرز على قطع قماش مشدودة تنقلها إلى سير ناقل يحولها بدوره إلى خزان ماء مالح. تطفو الثمار على الماء وبذلك تتفادى احتمالات الخدش.
يستخدم أغلب مزارعي الفاكهة المبيدات الكيميائية لحماية محاصيلهم من الأمراض والآفات الحشرية. ويتم رش أو تعفير معظم تلك المبيدات على المحاصيل بوساطة آلات تجرها الجرارات، أو عن طريق الطائرات الخفيفة المجهزة بطريقة خاصة أو المروحيات. كما طور علماء وراثة النبات أيضًا أنواعًا من نباتات الفاكهة المقاومة لبعض الأمراض والحشرات الضارة.
ويؤدي حدوث الصقيع المفاجئ إلى أضرار جسيمة بمحاصيل الفاكهة في المناطق المعتدلة والمناطق شبه المدارية. ويستخدم المزارعون الماء الذي توزعه الرشاشات لحماية محاصيل الفاكهة الصغيرة من الصقيع. ويُطلق الماء الحرارة عندما يتجمد. فإذا تم رشه على المحاصيل بشكل مستمر، فإنه يحمي الأزهار الغضة والثمار النامية من التجمد. ويستخدم المزارعون السخانات لحماية محاصيل الأشجار من صقيع الربيع.
الحصاد. تتعرض الفواكه للخدش بسهولة أكثر من معظم المحاصيل الأخرى، ولذلك لابد من حصادها بعناية أكثر. فمعظمها يقطف باليد. ولكن التكلفة المتزايدة للعمالة أدت إلى استخدام آلات الحصاد. ولدى بعض الآلات أذرع تهز الشجرة لإسقاط الثمار. تتجمّع الثمار المتساقطة بعد ذلك على قطع قماش مشدودة، كما أن حاصدات الفاكهة الأخرى لديها أصابع تمشط الثمار من الأشجار.
تسويق الفاكهة
تعدُّ البرازيل الدولة الرائدة في إنتاج الفاكهة في العالم. فمن بين 330 مليون طن متري من الفاكهة تم إنتاجها على نطاق العالم، في عام 1988م أنتجت البرازيل 28 مليون طن متري. ويمثل إنتاج البرازيل 30% من إنتاج العالم من البرتقال، و12% من إنتاج العالم من الموز. وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بمجمل إنتاج 26 مليون طن متري من الفاكهة في سنة 1988م. وتساهم الولايات المتحدة بما يعادل 52% من إنتاج العالم من الجريب فروت.
تؤخذ معظم ثمار الفاكهة المراد بيعها طازجة من البساتين أو الحقول بالشاحنات إلى مصانع التعبئة. ولدى كثير من مزارع الفاكهة الكبيرة مرافق التعبئة الخاصة بها. أما مرافق التعبئة التجارية فيتم وضعها بطريقة مركزية في مناطق إنتاج الفاكهة. ومعظم مرافق التعبئة الكبيرة يعتمد فيها على الآلات، حيث تقوم بغسل الفاكهة وفرزها حسب الحجم والنوعية، وتعبئة كل كمية في الحاويات المخصصة لها. بعد ذلك يتم شحن الفاكهة إلى الأسواق أو تخزينها للتوزيع مستقبلاً. وتحمل القطارات والشاحنات معظم الشحنات البرية من الفاكهة. كما تنقل معظم الشحنات الخارجية بوساطة الناقلات البحرية.
يمكن تخزين الفاكهة لفترات مختلفة من الوقت تحت ظروف محكمة، ولابد من تخزين فواكه المناطق المعتدلة تحت درجات حرارة تقترب من درجة التجمد. ويمكن الاحتفاظ ببعض أصناف التفاح طازجة لمدة سنة تقريبًا تحت ظروف تماثل تلك الظروف. ومن الناحية الأخرى، تبقى معظم الفواكه الصغيرة طازجة لأيام أو أسابيع قليلة فقط تحت التخزين البارد. ويمكن تخزين الفواكه المدارية أو شبه المدارية لأسابيع أو أشهر قليلة تحت ظروف التحكم في درجات الحرارة. فدرجات الحرارة على الرغم من برودتها، لابد أن تكون فوق درجة التجمد. وتعمل كمية الأكسجين الموجودة بشكل طبيعي في الهواء على فساد الفاكهة. ولذلك يمكن إطالة مدة التخزين لكل الفواكه بخفض كمية الأكسجين في المخازن.
يُشحَن كثير من الفاكهة مباشرة من المزارع إلى مصانع حفظ الأطعمة التي تقوم بحفظ الفاكهة بطرق مثل: التعليب والتجفيف والتجميد. انظر: الأطعمة المجمدة؛ حفظ الأغذية.
تطوير أصناف جديدة من الفاكهة
قد تظهر أحيانًا بعض الصفات المختلفة على نبات معين، فمثلاً قد تنتج إحدى أشجار الفاكهة ثمارًا ذات لون مختلف عن اللون الطبيعي، ومثل هذه الصفة يطلق عليها طفرة. وقد استخدم المزارعون هذه الطفرات لتطوير وتربية كثير من الأنواع الجديدة المزروعة من الفواكه. فقد كانت أشجار التفاح من صنف ديليشَسْ في الأساس تنتج فقط ثمارًا ذات لون باهت مخطط. ثم بدأت بعض الفروع حمل ثمار ذات لون أحمر خالص، فتمكن المزارعون من تطعيم تلك الفروع على أصول مناسبة من إنتاج أصناف التفاح ديليشس ذات الألوان الجذابة، الموجودة حاليًا.
تـؤدي النباتـات الحاملـة للطفــرة ـ غالبًا ـ دورًا مهمًا في تطـوير الأصنـاف الجديـدة من الـفاكهة، ولكن معظم الأنـواع الجديـدة يتم إنـتاجه بعملية تسمى الانتخاب. وفي عملية الانتخاب يتم فحص اختبار النباتـات المنتجـة من الـبذور للصفـات المرغــوبة المختلفة. فربما يتم تمييز نبات معين لإنتاجيته العالية أو لتفـوق لـون أو ملمس أو نكهـة ثمرتـه. وبتكاثر هذا النبات المنتخب خضريًا يمكن المحافظة على الصفة المرغوبة فيه من جيل لآخر، وإذا حافظ النبات على خواصه وصفاته الجيدة يمكن تصنيفه باعتباره صنفًا جديدًا. وبالإضافة للانتخاب يستخدم مزارعو الفاكهة أيضًا أسلوبًا يسمى التهجين، حيث يتم في هذه العملية أخذ حبوب اللقاح من نبـات سبـق اختياره لسمة مرغوبة معينة. يوضع بعد ذلك اللقاح على زهرة نبات سبق اختياره لميزة أخرى مرغوبة فيه. فقد يكون لدى بعض النباتات التي تنمو من البذور الناتجة عن ذلك التلقيح الخصائص المرغوبة لكلا الأبوين. وأحيانًا قد يثبت أحـد تلـك النباتـات جدارتـه ويصنف بوصفه صنفًا جديدًا. ولكن في معظم الحالات يصبح من الضروري إعادة كل عمليات الانتخاب عدة مرات لإنتاج صنف جديد. والتهجـين أسلـوب مفيد جـدًا لأنه يمكِّن المزارعين من إنتاج أنواع تتمتع بصفات مرغوبة أكثر.
كيف يصنِّف علماء النبات الثمار
تنمو الثمرة ـ وهي الجسم الحامل للبذور من النبات المزهر ـ من مبايض الأزهار، والمبيض هو جسم مجوف بالقرب من قاعدة الزهرة. وقد يحمل المبيض بذرة واحدة أو أكثر، اعتمادًا على نوع النبات. انظر: الشَّجرة.
لجدار مبيض الثمرة الناضجة، الذي تُكوَّن فيه البذرة ثلاث طبقات؛ تسمى الطبقة الخارجية الغلاف الخارجي، وتسمى الطبقة الوسطى الغلاف الأوسط والطبقة الداخلية الغلاف الداخلي، و تسمى الطبقات الثلاث معًا القشرة الخارجية.
يصنف علماء النبات الثمار إلى قسمين:1- الثمار البسيطة، وتتطور من مبيض واحد، 2- الثمار المركبة، وتتطور من مبيضين أو أكثر.
الثـمـار البسـيطة
الثمار البسيطة. تشكل الثمار البسيطة المجموعة الكبرى من الثمار، وتنقسم إلى قسمين اعتمادًا على ما إذا كانت قشرتها الخارجية طرية أو صلبة.
الثمار ذات القشرة الطرية. تشمل الثمار ذات القشرة الطرية معظم الأجسام الحاملة للبذور التي تعرف عادة بالثمار. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من هذه الثمار: 1ـ الثمار اللبية أو (العنبية)، 2ـ الثمار الحسلة، 3ـ الثمار التفاحية.
الثمـار اللبيـة (العنبيـة). قشرتهـا الخارجيـة طريـة بشكل كامل. ويصنف علماء النبات الموز وعنب الدُّب والعنب والفلفل الأخضر والشمام والبرتقال والطماطم والبطيخ، ثمارًا لبية. وبعض الثمار اللبية، بما فيها البطيخ والشمام تكون ذات قشرة قوية. وتسمى الثمار من هذا النوع بطيخية (بيبو). وتكون بعض الثمار اللبية الأخرى مثـل المـوالح، قشرة جلدية تسمى البرتقالية (هسبريديوم). كما أن كلاً من توت العليق والفراولة ومعظم الثمار الأخرى التي عادة ما تسمى لبية، هي في الحقيقة ثمار مركبة.
للثمار الحسلة قشرة خارجية تكون جلدًا رقيقًا. ويتطـور الغـلاف الداخلي ليكـون نـواة أو تجويفًـا، وبذلك يكـون الجـزء اللبي هـو الغلاف الأوسـط فقط. وتشمل مثل تلك الثمار: المشمش والكرز والكمثرى والبرقوق. والثمار التفاحية ثمار لبية ذات قلب ورقي، ومن هذه الثمار التفاح والخوخ.
الثمـار الجافـة البسيطـة. تشمل قرون نبات الفاصوليــا وحشيشـة اللـبن والبـازلاء وشجرة الجــراد، وحبـوب الـذرة الشاميـة والقمـح والأرز وثمــار النُقـل (الجوز)، ويعتـبر علمـاء النبـات النقــل ثمــارًا مفـردة (أحادية) البــذرة ذات غلاف خارجي صلب يسمى القشرة. وتكون البذرة هي الجزء الـذي يؤكـل. وتمثـل ثمار البلوط والكستنـاء والبنـدق ثمـار النقـل الحقيقية، ولكن كثيرًا ممـا يسمى النقـل يُصنِّفـه علمـاء النبـات بطريقــة أخرى. فمثلاً ثمار اللوز هي في الواقع بذور ثمرات (أحادية) النواة (حسلة).
الثمــار المركبــة تتكون الثمرة المركبة من مجموعة من الأجسام الحاملة للبذور، كل منها يمثل ثمرة كاملة، وتنقسم الثمار المركبة إلى مجموعتين: 1- الثمار المتجمعة 2- الثمار المتضاعفة.
الثمار المركبة. تتكون من مجموعة من المبايض الناضجة. وهناك نوعان رئيسيان من الثمار المركبة، الثمار المتجمعة والثمار المتضاعفة. وتتطور الثمار المتجمعة من أزهار مفردة، لكل منها عدد من المبايض، ويعد ثمر العليق وتوت العليق من الثمار المتجمعة. كما أن الفراولة نوع خاص من الثمار المتجمعة. فكل بذرة في الفراولة هي في الحقيقة ثمرة كاملة. وينمو اللب المحيط بالحبوب من قاعدة الزهرة بدلاً من المبايض. وتتطور الثمار المتضاعفة من مجموعة من الأزهار من ساق واحدة. فالتين والتوت والأناناس من الثمار المتضاعفة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى