الحكم على مبارك.....من المستفيد؟

الحكم على مبارك .......من المستفيد ؟؟
من الضرورى النظر بإمعان إلى ما وراء الحدث بدل الإكتفاء بتلقيه على ظواهره,وبلوره الأحكام على اساس هذا الظاهر دون سبر أغوار الملابسات والحيثيات والظروف,والتى تكون مجتمعه صانعه الحدث.
فالأحداث التى تتواتر وتتوالى ليست دائما الوجه الاخر لما هو واقع فعلا.
ولنسق هنا بعض الأمثله للتوضيح:-
فى الخامس من فبراير عام 2011 تم تفجير خط الغاز المصرى فى سيناء لأول مره من قبل مجهولين,والذى يمد الكيان الصهيونى بالغاز المصرى,ثم دخول القوات المسلحه المصريه الى سيناء بأعداد كبيره ,بحجه حمايه خط الغاز وحمايه أمن المنطقه من اى عمليات تخريبيه وإرهابيه,على عكس الوضع الذى كان سائدا فى المنطقه من قبل,وعلى الرغم من وجود إتفاقيه كامب ديفيد والتى تحجم عدد القوات المسلحه ونوعيه السلاح فى سيناء.
وقتها لم تجد مصر ممانعه من أى دوله فى العالم حتى اسرائيل نفسها. لكن الواقع يقول عكس ذلك تماما,فها هو خط الغاز يفجر مرات عديده بعد دخول القوات المسلحه المصريه بأعداد كبيره,علما بأن القوات المسلحه تملك جهازا مخابراتيا يعد من أقوى أجهزه المخابرات العالميه. ولا شك أنها تملك من القدرات العسكريه واللوجيستيكيه والخبره فى التعامل مع خصوصيات المنطقه مما يجعلها قادره على منع التفجيرات التى توالت بشكل يبعث على الدهشه.
نعم الواقع يقول فى النهايه أن إتفاقيه الغاز تم الغاؤها من طرف واحد من قبل المصريين,دون أى مساءله قانونيه أو سياسيه من أى جهه خارجيه,ودون تدخل سافر من قبل الولايات المتحده الأمريكيه,والتى تتدخل فى كل صغير وكبير فى المنطقه.وهذا نجاح ساحق للقائمين على الحكم والسياسه فى البلاد.
نأتى إلى قضيه الساعه وهى الحكم على مبارك,والتى اثارت الرأى العام,وتوقع الجميع أن هذا الحكم ما هو إلا إعاده لنظام مبارك من جديد,لكنى أرى عكس هذا تماما,وأنه بهذا الحكم إنتهى مبارك ونظامه إلى الأبد.
الواقع يقول الان أن شعبيه الدكتور محمد مرسى أصبحت مرتفعه جدا وتصل إلى عنان السماء,وانهارت شعبيه الفريق أحمد شفيق بعدما كان منافسا قويا جدا,بل كانت فرصه إلى القصر الرئاسى أقرب.
الواقع يقول بعد هذا الحكم تم حشد الملايين فى الشوارع والميادين المصريه,وكأنها ثوره ثانيه فى مصر,لها مطلب واحد وهو اكتمال إسقاط نظام مبارك متمثلا ذلك (عن قصد أو دون قصد) فى صوره الفريق شفيق,وكثيرا منهم لا يدرك أن ذلك ما هو إلا تأييد مقنن للدكتور محمد مرسى حتى وإن لم يكن ظاهرا.
نعم الواقع يقول هذا الأن,وستوضح الأيام القليله المقبله ما هو واقع,متمثلا ذلك فى نتيجه الإعاده لإنتخابات الرئاسه,والتى أرى (من وجهه نظرى) أن الحكم على مبارك بهذه الصيغه والكيفيه سيكون لاعبا كبيرا .
بقلم الدكتور/على ابراهيم شحاته بدران