حمل كتاب " مؤذن الشيطان " عن بلال فضل
صفحة 1 من اصل 1
حمل كتاب " مؤذن الشيطان " عن بلال فضل
حمل كتاب " مؤذن الشيطان " عن بلال فضل
الرابط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرابط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
رد: حمل كتاب " مؤذن الشيطان " عن بلال فضل
أسمهان
صادفوها
وهى تحمى بأسودها
أبيضها
الذى يجر عليها قذى الشوارع
مأزقها:
أن الانطباعات الأولي
تدوم
كيف إذن ستغني
أسقيه بيدى قهوة؟
نظرية
البكارة
ملك الأبكار
وحدهم
حتى لو كرهوا
نظرية التملك
رومانسية
نقاوم الشجن بعصر ما بعد الصناعة
لكن مشهد عبد الحليم وأخيه
فى حكاية حب،
ينتقم للقتلي
البلياتشو
تعبنا من توالى الامتحانات،
فلماذا لا يصدق الناسُ
أن الأرض واسعة؟
لنعط أنفسنا للمفاجأة،
راضين
مرضيين
البلياتشو جاهز للوظيفة،
حتى لو شك الجميعُ
فى إجادته العمل
الأزبكية
يقسو على نفسه موبخاً: يالطخ، الجميلات لا يصح أن يصعدن السلالم وهن معلقات على ذكرى الأب الذى يظهر خفيفا فى القصص.
ظلت دعوة الشاى مؤجلة حتى ماتت التى فى مقام الأم أثناء حمى الطوائف. وقبل موتها بربع قرن اعتزلت ذمية تياترو الأزبكية ليصير لديها وقت لتناول الينسون كطيف من زمان السلطنة.
لعلنى أنا الذى فى الحديقة، أمزج الشحاذة بالغرام، مصطنعا الاعرجاج فى ساقى، والعكاز تحت الإبط، فهل أنت الواقفة فى شرفة ليلى مراد؟
طائرات
البيوت تأكلها الرطوبة،
لذلك يطلقون الطائرات الورقية
على السطوح،
ليثبَّتوا بها المنازل على الأرض
حراسة
ليس من حل أمامي
سوى أن استدعى اللهَ والأنبياءَ
ليشاركونى فى حراسة الجثة
فقد تخوننى شهوتي
أو يخذلنى النقص
طاغور
تنام متخففة من شدادة الصدر،
وعندما تصحو فى مواجهة السقف،
تلوذ بغوايش طاغور
فرقة الإنشاد،
تشنجات حلقة الذكر
تقبيل يد القطب،
هذا هو تأصيل الرغبة
تهكم الجراحون على أهل العواطف،
وعيناك ترفضان النصيحة
بسبب المنام رأتا فيه
البلطة تتدلى مكان الفلورسنت
الأندلس
أنت خائفة،
وعماد أبو صالح خائف،
والطفلة التى اتخذها النذل
ذريعة للنجاج
خائفة
يارب أعطهم الأمان
لم يتحدث أحد عن الأندلس
كل ما جري
أنك نظرتِ فى المرآة
فوق:
رمزية الترمس،
وسماء تحتَكُّ برهة بنهدين،
ثم تلتف حول نفسها مسطولة
فوق:
ونحن معلقان فى الفراغ
كان لابد أن تقال كلمة مشبوهة
قبل أن تضمحل الدول
الأحرار
الرب ليس شرطيا
حتى يمسك الجناة من قفاهم،
إنما هو قروى يزغط البط،
ويجس ضرع البقرة بأصابعه صائحا:
وافر هذا اللبن
الجناة أحرار لأنهم امتحاننا
الذى يضعه الرب آخر كلّ فصلٍ
قبل أن يؤلف سورة البقرة
الطائر
الرب ليس عسكرى مرور
ان هو إلا طائر،
وعلى كل واحد منا تجهيز العنق
لماذا تعتبين عليه رفرفته فوق الرءوس؟
هل تريدين منه
أن يمشى بعصاه
فى شارع زكريا أحمد
ينظم السير
ويعذب المرسيدس؟
صادفوها
وهى تحمى بأسودها
أبيضها
الذى يجر عليها قذى الشوارع
مأزقها:
أن الانطباعات الأولي
تدوم
كيف إذن ستغني
أسقيه بيدى قهوة؟
نظرية
البكارة
ملك الأبكار
وحدهم
حتى لو كرهوا
نظرية التملك
رومانسية
نقاوم الشجن بعصر ما بعد الصناعة
لكن مشهد عبد الحليم وأخيه
فى حكاية حب،
ينتقم للقتلي
البلياتشو
تعبنا من توالى الامتحانات،
فلماذا لا يصدق الناسُ
أن الأرض واسعة؟
لنعط أنفسنا للمفاجأة،
راضين
مرضيين
البلياتشو جاهز للوظيفة،
حتى لو شك الجميعُ
فى إجادته العمل
الأزبكية
يقسو على نفسه موبخاً: يالطخ، الجميلات لا يصح أن يصعدن السلالم وهن معلقات على ذكرى الأب الذى يظهر خفيفا فى القصص.
ظلت دعوة الشاى مؤجلة حتى ماتت التى فى مقام الأم أثناء حمى الطوائف. وقبل موتها بربع قرن اعتزلت ذمية تياترو الأزبكية ليصير لديها وقت لتناول الينسون كطيف من زمان السلطنة.
لعلنى أنا الذى فى الحديقة، أمزج الشحاذة بالغرام، مصطنعا الاعرجاج فى ساقى، والعكاز تحت الإبط، فهل أنت الواقفة فى شرفة ليلى مراد؟
طائرات
البيوت تأكلها الرطوبة،
لذلك يطلقون الطائرات الورقية
على السطوح،
ليثبَّتوا بها المنازل على الأرض
حراسة
ليس من حل أمامي
سوى أن استدعى اللهَ والأنبياءَ
ليشاركونى فى حراسة الجثة
فقد تخوننى شهوتي
أو يخذلنى النقص
طاغور
تنام متخففة من شدادة الصدر،
وعندما تصحو فى مواجهة السقف،
تلوذ بغوايش طاغور
فرقة الإنشاد،
تشنجات حلقة الذكر
تقبيل يد القطب،
هذا هو تأصيل الرغبة
تهكم الجراحون على أهل العواطف،
وعيناك ترفضان النصيحة
بسبب المنام رأتا فيه
البلطة تتدلى مكان الفلورسنت
الأندلس
أنت خائفة،
وعماد أبو صالح خائف،
والطفلة التى اتخذها النذل
ذريعة للنجاج
خائفة
يارب أعطهم الأمان
لم يتحدث أحد عن الأندلس
كل ما جري
أنك نظرتِ فى المرآة
فوق:
رمزية الترمس،
وسماء تحتَكُّ برهة بنهدين،
ثم تلتف حول نفسها مسطولة
فوق:
ونحن معلقان فى الفراغ
كان لابد أن تقال كلمة مشبوهة
قبل أن تضمحل الدول
الأحرار
الرب ليس شرطيا
حتى يمسك الجناة من قفاهم،
إنما هو قروى يزغط البط،
ويجس ضرع البقرة بأصابعه صائحا:
وافر هذا اللبن
الجناة أحرار لأنهم امتحاننا
الذى يضعه الرب آخر كلّ فصلٍ
قبل أن يؤلف سورة البقرة
الطائر
الرب ليس عسكرى مرور
ان هو إلا طائر،
وعلى كل واحد منا تجهيز العنق
لماذا تعتبين عليه رفرفته فوق الرءوس؟
هل تريدين منه
أن يمشى بعصاه
فى شارع زكريا أحمد
ينظم السير
ويعذب المرسيدس؟
رد: حمل كتاب " مؤذن الشيطان " عن بلال فضل
أصدرت محكمة القضاء الإداريّ المصريّة الثلاثاء حكماً بإلغاء ترخيص مجلة ’’إبداع’’ الأدبية التي تصدر عن الهيئة العامة للكتاب، وذلك لنشرها قصيدة ’’تسيء إلى الذات الالهية’’. وحسب وكالة ( فرنس برس )، فقد جاء في الحكم ’’أنّ المجلة الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب ويرأس تحريرها الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي قامت بنشر قصيدة بعنوان (شرفة ليلى مراد) للشاعر حلمي سالم تتضمّن إساءة للذات الالهية’’. وأكدت المحكمة في حيثيات قرارها ’’أنه ثبت لديها أن القصيدة وردت بها ألفاظ تسيء إلى رب العالمين وأن هذا الفعل يباعد بينها وبين رسالة الصحافة ومن غير المعقول أن يكون هذا العمل قد نشر عبثاً دون أن يمر على القائم على هذه المجلة الأمر الذي يؤكد أنّ بعضهم لديه القناعة والاستعداد لنشر مثل هذه الإسفافات المتطاولة على ربّ العالمين’’.
واعتبرت أنّه ’’إذا كانت الصحافة حرّة في أداء رسالتها إلاّ أنّ هذه الحرّية يجب أن تكون مسؤولة وأن لا تمسّ بالمقوّمات الأساسية للمجتمع المصري والأسرة والدين والأخلاق’’. وجاء هذا الحكم بناء على دعوى رفعها المحامي سمير صبري مطالباً بإلغاء ترخيص المجلة بسبب هذه القصيدة التي ’’تسيء للذات الالهية وتعيث في المقدّسات’’.
ومن جهته، رفع الشيخ يوسف البدري دعوى قضائية لاسترجاع قيمة جائزة التفوّق التي حصل عليها الشاعرحلمي سالم سنة 2006 واسترجاع قيمتها المادية إثر نشره قصيدة ’’شرفة ليلى مراد’’. وكان الأزهر قد أرسل تقريراً إلى المحكمة اتّهم فيه الشاعر حلمي سالم بالكفر معتبراً أنّ هذه القصيدة تتضمّن مساساً بالذات الالهية ( يشير الأزهر خاصّة لمقطعيْ: الأحرار والطائر ).
هذه صورة أخرى لما آلت إليه أوضاع الثقافة العربيّة، وقد اُبتُليتْ بأصوات منكر ونكير. أليس من المؤسف حقّا أنْ يغيب الشاعر ويحضر الرقيب والمحتسب والغريب وكلّ من ليست له الصفة: القضاء الإداريّ، المحامي صاحب الدعوى، المحتسب يوسف البدري، الأزهر..
تضامنا مع الشاعر والمجلّة وانتصارا لحرّية الإبداع ننشر مقاطع القصيدة موضوع الحكم:
شرفة ليلى مراد لحلمي سالم
- إسمهان
صادفوها
وهى تحمى بأسودها
أبيضها
الذى يجرّ عليها قذى الشوارع
مأزقها:
أنّ الانطباعات الأولي
تدوم
كيف إذن ستغني
أسقيه بيدى قهوة؟
- نظرية
البكارة
ملك الأبكار
وحدهم
حتى لو كرهوا
نظرية التملك
- رومانسية
نقاوم الشجن بعصر ما بعد الصناعة
لكن مشهد عبد الحليم وأخيه
فى حكاية حبّ،
ينتقم للقتلي
- البلياتشو
تعبنا من توالى الامتحانات،
فلماذا لا يصدّق الناسُ
أنّ الأرض واسعة؟
لنعط أنفسنا للمفاجأة،
راضين
مرضيين
البلياتشو جاهز للوظيفة،
حتى لو شك الجميعُ
فى إجادته العمل
- الأزبكية
يقسو على نفسه موبّخاً: يالطخ، الجميلات لا يصحّ أن يصعدن السلالم وهن معلّقات على ذكرى الأب الذى يظهر خفيفا فى القصص.
ظلت دعوة الشاى مؤجلة حتى ماتت التى فى مقام الأمّ أثناء حمّى الطوائف. وقبل موتها بربع قرن اعتزلت ذمية تياترو الأزبكية ليصير لديها وقت لتناول الينسون كطيف من زمان السلطنة.
لعلّنى أنا الذى فى الحديقة، أمزج الشحاذة بالغرام، مصطنعا الاعرجاج فى ساقى، والعكّاز تحت الإبط، فهل أنت الواقفة فى شرفة ليلى مراد؟
- طائرات
البيوت تأكلها الرطوبة،
لذلك يطلقون الطائرات الورقية
على السطوح،
ليثبَّتوا بها المنازل على الأرض
- حراسة
ليس من حل أمامي
سوى أن استدعى اللهَ والأنبياءَ
ليشاركونى فى حراسة الجثة
فقد تخوننى شهوتي
أو يخذلنى النقص
- طاغور
تنام متخففة من شدادة الصدر،
وعندما تصحو فى مواجهة السقف،
تلوذ بغوايش طاغور
فرقة الإنشاد،
تشنجات حلقة الذكر
تقبيل يد القطب،
هذا هو تأصيل الرغبة
تهكم الجراحون على أهل العواطف،
وعيناك ترفضان النصيحة
بسبب المنام رأتا فيه
البلطة تتدلى مكان الفلورسنت
- الأندلس
أنت خائفة،
وعماد أبو صالح خائف،
والطفلة التى اتخذها النذل
ذريعة للنجاج
خائفة
يارب أعطهم الأمان
لم يتحدث أحد عن الأندلس
كل ما جري
أنك نظرتِ فى المرآة
فوق:
رمزية الترمس،
وسماء تحتَكُّ برهة بنهدين،
ثم تلتف حول نفسها مسطولة
فوق:
ونحن معلقان فى الفراغ
كان لابد أن تقال كلمة مشبوهة
قبل أن تضمحلّ الدول
- الأحرار
الربّ ليس شرطيّا
حتى يمسك الجناة من قفاهم،
إنما هو قروى يزغط البط،
ويجس ضرع البقرة بأصابعه صائحا:
وافر هذا اللبن
الجناة أحرار لأنهم امتحاننا
الذى يضعه الرب آخر كلّ فصلٍ
قبل أن يؤلف سورة البقرة
- الطائر
الربّ ليس عسكرىَّ مرور
إن هو إلا طائر،
وعلى كل واحد منا تجهيز العنق
لماذا تعتبين عليه رفرفته فوق الرؤوس؟
هل تريدين منه
أن يمشى بعصاه
فى شارع زكريا أحمد
ينظم السير
ويعذب المرسيدس؟
واعتبرت أنّه ’’إذا كانت الصحافة حرّة في أداء رسالتها إلاّ أنّ هذه الحرّية يجب أن تكون مسؤولة وأن لا تمسّ بالمقوّمات الأساسية للمجتمع المصري والأسرة والدين والأخلاق’’. وجاء هذا الحكم بناء على دعوى رفعها المحامي سمير صبري مطالباً بإلغاء ترخيص المجلة بسبب هذه القصيدة التي ’’تسيء للذات الالهية وتعيث في المقدّسات’’.
ومن جهته، رفع الشيخ يوسف البدري دعوى قضائية لاسترجاع قيمة جائزة التفوّق التي حصل عليها الشاعرحلمي سالم سنة 2006 واسترجاع قيمتها المادية إثر نشره قصيدة ’’شرفة ليلى مراد’’. وكان الأزهر قد أرسل تقريراً إلى المحكمة اتّهم فيه الشاعر حلمي سالم بالكفر معتبراً أنّ هذه القصيدة تتضمّن مساساً بالذات الالهية ( يشير الأزهر خاصّة لمقطعيْ: الأحرار والطائر ).
هذه صورة أخرى لما آلت إليه أوضاع الثقافة العربيّة، وقد اُبتُليتْ بأصوات منكر ونكير. أليس من المؤسف حقّا أنْ يغيب الشاعر ويحضر الرقيب والمحتسب والغريب وكلّ من ليست له الصفة: القضاء الإداريّ، المحامي صاحب الدعوى، المحتسب يوسف البدري، الأزهر..
تضامنا مع الشاعر والمجلّة وانتصارا لحرّية الإبداع ننشر مقاطع القصيدة موضوع الحكم:
شرفة ليلى مراد لحلمي سالم
- إسمهان
صادفوها
وهى تحمى بأسودها
أبيضها
الذى يجرّ عليها قذى الشوارع
مأزقها:
أنّ الانطباعات الأولي
تدوم
كيف إذن ستغني
أسقيه بيدى قهوة؟
- نظرية
البكارة
ملك الأبكار
وحدهم
حتى لو كرهوا
نظرية التملك
- رومانسية
نقاوم الشجن بعصر ما بعد الصناعة
لكن مشهد عبد الحليم وأخيه
فى حكاية حبّ،
ينتقم للقتلي
- البلياتشو
تعبنا من توالى الامتحانات،
فلماذا لا يصدّق الناسُ
أنّ الأرض واسعة؟
لنعط أنفسنا للمفاجأة،
راضين
مرضيين
البلياتشو جاهز للوظيفة،
حتى لو شك الجميعُ
فى إجادته العمل
- الأزبكية
يقسو على نفسه موبّخاً: يالطخ، الجميلات لا يصحّ أن يصعدن السلالم وهن معلّقات على ذكرى الأب الذى يظهر خفيفا فى القصص.
ظلت دعوة الشاى مؤجلة حتى ماتت التى فى مقام الأمّ أثناء حمّى الطوائف. وقبل موتها بربع قرن اعتزلت ذمية تياترو الأزبكية ليصير لديها وقت لتناول الينسون كطيف من زمان السلطنة.
لعلّنى أنا الذى فى الحديقة، أمزج الشحاذة بالغرام، مصطنعا الاعرجاج فى ساقى، والعكّاز تحت الإبط، فهل أنت الواقفة فى شرفة ليلى مراد؟
- طائرات
البيوت تأكلها الرطوبة،
لذلك يطلقون الطائرات الورقية
على السطوح،
ليثبَّتوا بها المنازل على الأرض
- حراسة
ليس من حل أمامي
سوى أن استدعى اللهَ والأنبياءَ
ليشاركونى فى حراسة الجثة
فقد تخوننى شهوتي
أو يخذلنى النقص
- طاغور
تنام متخففة من شدادة الصدر،
وعندما تصحو فى مواجهة السقف،
تلوذ بغوايش طاغور
فرقة الإنشاد،
تشنجات حلقة الذكر
تقبيل يد القطب،
هذا هو تأصيل الرغبة
تهكم الجراحون على أهل العواطف،
وعيناك ترفضان النصيحة
بسبب المنام رأتا فيه
البلطة تتدلى مكان الفلورسنت
- الأندلس
أنت خائفة،
وعماد أبو صالح خائف،
والطفلة التى اتخذها النذل
ذريعة للنجاج
خائفة
يارب أعطهم الأمان
لم يتحدث أحد عن الأندلس
كل ما جري
أنك نظرتِ فى المرآة
فوق:
رمزية الترمس،
وسماء تحتَكُّ برهة بنهدين،
ثم تلتف حول نفسها مسطولة
فوق:
ونحن معلقان فى الفراغ
كان لابد أن تقال كلمة مشبوهة
قبل أن تضمحلّ الدول
- الأحرار
الربّ ليس شرطيّا
حتى يمسك الجناة من قفاهم،
إنما هو قروى يزغط البط،
ويجس ضرع البقرة بأصابعه صائحا:
وافر هذا اللبن
الجناة أحرار لأنهم امتحاننا
الذى يضعه الرب آخر كلّ فصلٍ
قبل أن يؤلف سورة البقرة
- الطائر
الربّ ليس عسكرىَّ مرور
إن هو إلا طائر،
وعلى كل واحد منا تجهيز العنق
لماذا تعتبين عليه رفرفته فوق الرؤوس؟
هل تريدين منه
أن يمشى بعصاه
فى شارع زكريا أحمد
ينظم السير
ويعذب المرسيدس؟
رد: حمل كتاب " مؤذن الشيطان " عن بلال فضل
ملف خاص بـ قضية الشاعر الكبير " حلمي سالم " عن قصيدته " شرفة ليلى مراد "
في ديوانه " في ثناء الضعف "..
كـ فلفلةٍ سريعة بين طيّات الجرائد و وقوفاً على الساحة الثقافية العربية ترقُّباً و تراكماً
فوق محنهِ الخرِبَة إلى مِحنٍ أوسع .. أو لـ نقُل تجذّر في أواصر المِحن..
حتى يحولُ الحول.. و نحنُ ليسَ كما نحنُ .. بل أقلُّ شأناً و أخرّ !
منذ البداية الأزليّة.. و منذ بدء الحداثة.. التي لا زال مُختلَف في أيّما زمنٍ ظهرت..
كانَ لـ أصحاب العقول المُتحجِّرَة و الفِكْر المُتصلِّب مكانه.. كان لها موقف وحشي جداً..
فلا نقاشٌ و لا سؤال !
لأنني أقِفُ في المُنتصف ، كـ " بداية " و جئتُ أركزُ الإبرة هـُنا ..
جعلتُ من نفسي أتجاهل كل الأطراف..
و سـ يأتي ردّي لاحقاً مع النقاش.
في الحقيقة.. يوجد تشدُّد في كلّ الطوائف.. و ربما في كلّ مكان .,
بدايةً.. لنُحيطكم علماً بالقضية .،
عن جريدة الرأي العام الكويتية بتاريخ 19 / 4 / 07:
"ورشة الزيتون ناقشت «الثناء على الضعف» تداعيات «أزمة» إبداع المصرية"
القاهرة - من دعاء فتوح:
يتعاظم تردي الأوساط الثقافية الرسمية المصرية الى سلسلة من المصادرات الفكرية والانسانية للحجر على حرية الابداع، وقولبة العقول بما يوائم أهواء البعض، ويخفي سوءة البعض الآخر، يلخصه ما حدث للاصدار الأول لمجلة «ابداع» بعد غياب اربع سنوات، في عودة أقل ما يقال عنها أنها ضعيفة، ولا تعكس روح الايقاع المعاصر، بها من الاخطاء التي كان يجب الانتباه لها بدلا من إيجاد «أساطير» و«شهداء» وأبطال من ورق.
في هذا المناخ عقدت الأسبوع الماضي في القاهرة ندوة في ورشة الزيتون لمناقشة ديوان الشاعر حلمي سالم، «الثناء على الضعف» والذي تضمن المقاطع التي عنونها سالم بـ «شرفة ليلى مراد» والتي نشرتها «ابداع» وأثارت موجات متعارضة من «الغضب» على المسؤولين عن الثقافة الرسمية، ستعاني الثقافة المصرية من توابعها لفترة ليست قصيرة، ما يجعل المثقف المصري في صورة المتهم والمدافع عن وجوده، وأعطت الفرصة لاعلان البعض «وفاة» المؤسسات والهيئات الحكومية.
أوضح حلمي سالم، في بداية الندوة، أن ما نشر في مجلة «ابداع» مقاطع تم اختيارها من الديوان، كما سبق له ان نشر مقاطع أخرى منه في مجلة «أدب ونقد» الصادرة عن حزب التجمع اليساري المعارض، تحت عنوان «الجواسيس في أتم صحة».
أما الناقد شعبان يوسف، الذي ادار الندوة فقال: «المأساة أن رئيس هيئة الكتاب الدكتور ناصر الأنصاري هو الذي أبلغ الصحف بالواقعة، وأنا أعلم انه ضابط شرطة سابق، وهذا ليس عيبا، ولكن أن يكون ضابط الشرطة ضابطا للثقافة والابداع فهذا هو العيب ذاته، وكأن هذا البلد كله خلى من المثقفين والكتاب والمفكرين لكي يأتوا بالسيد الانصاري ليصبح رئيسا لمجلس ادارة اكبر هيئة ثقافية في مصر والعالم العربي».
وأكمل: «ان المثقفين، أيضا، قد ارتكبوا الكثير من الأخطاء بالمديح والثناء على هذا الضعف الذي يكمن في الهيئات والمؤسسات الكبرى».
وقال: «اتحاد الكتاب المدجج طوال الوقت بعبارات رنانة عن الحرية ومساندة الابداع فأين هو من هذه القضية؟ ومن المفترض أن الاتحاد بمثابة النقابة، ويجب أن يكون له موقف واضح وثابت تجاة حرية الابداع والمبدعين، ولكن لا صوت, لاحركة, لا شيء على الاطلاق، فالكاتب الصحافي محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر يحل مشاكل المرضى والحرية بالموبايل. ولذلك أستطيع أن أقول ان الاتحاد والمؤسسات الرسمية «توفوا» الى الأبد وعلى المثقفين أن ينتبهوا انه لا خير في تلك المؤسسات، وأتمنى ألا يعود الشاعر الكبير احمد عبد المعطي حجازي لرئاسة تحرير هذه المجلة بهذه الكيفية».
الشاعر والناقد كريم عبد السلام ركز في مداخلته على رؤيته للديوان، وقال: «ان رحلة حلمي سالم من بدء كتاباته حتى الثناء على الضعف، بها مسارات متوازية، يسير فيها وكأنه يكتب بعدة أرواح، ولكنها ليست منفصلة جماليا على غرار فرناندو بيسوا الشاعر البرتغالي مثلا، انما هي أرواح تشترك في أساس جمالي واحد، وتنطلق الى تنويعات متباينة.
وأكمل موضحا: «ان قارئ حلمي سالم سواء أكان أديبا أو مثقفا طليعيا، محبا لزائقة اليمين الثقافية، أو شاعرا كلاسيكيا، أو من انصار قصيدة النثر الشخصية الطابع، لابد ان يعطي لنفسه الحق كل الحق في تأويل شعر سالم، وفي تقديم التفسيرات المختلفة لنصه الشعري، لأنه سالم بارع في تقديم علاقات تتسم بالغموض، تقتحمنا في قصائد تخالف معتقداتنا الجمالية، تهزنا وتتحدانا ولا نطمئن ابدا لتجاوزها».
الناقد الدكتور صلاح السروي عرض رؤيته لعالم حلمي سالم الشعري، وقال: «سأحاول أن أقدم قراءة ما فهما ما لعالم حلمي الشعري، كثيرا ما كنت أتساءل عن سر جمالية شعر حلمي سالم، أو ما هو الممتع في الشعر ذاته؟».
وأجاب: «أنا اعتبر أن الجمال بصفة عامة هو اثراء معرفة الانسان بذاته وبعالمه، فبقدر ما تستطيع ان تنفذ الى ما دون سطح الظاهر، وأن تضع يدك على العصب الرئيسي العاري الذي يحكم حركة الأشياء على نحو غير مرئي، وأن ترصد علاقات بين عناصر تبدو متباعدة ومنفردة وغير مرتبطة على الوجه الظاهري، بقدرما تقدم جمالا من نوع ما، فأنا أعتقد أن الادب كان ولايزال مرتبطا بفكرة الانسان، وتبقى القصيدة اثارة للانفعالات والاحاسيس والفكر والنظر على الوجه الاجمالي والأعم...».
ولفت السروي الى أن عثور الشاعر على صوته الخاص مع الثورة الرومانسية أعتبرها نقطة فاصلة ما بين الشعر كصنعة والشعر كفن، فذلك الذي يغوص في أغوار نفسه، وأغوار الوجود والعالم لكي يعثر لنا على لؤلؤة المستحيل الخاصة به في محاولة للاتيان بما لن يستطيعه الأولون فيصبح الشاعرعنصر اضافة وليس تراكم.
حضر الندوة العديد من الأدباء والنقاد والصحافيين وكانت لهم ردود أفعال حادة على قرار منع طرح «ابداع» للتوزيع، وأشار الروائي فتحي امبابي الى أن ما حدث في ملتقى الشعر العربي بالمجلس الأعلى للثقافة كان بداية الطريق لما يحدث الآن.
وقالت الروائية أمينة زيدان: «اننا أمام سلطة غبية، لا تفقه شيئا، ولا تعرف القراءة، وهذه سيناريوهات تاريخية مكررة».
.
.
.
يتبع ..
!
علي بن حسين غير متواجد حالياً
قديم 14-05-2007, 08:05 PM #2
علي بن حسين
موقوف
الصورة الرمزية علي بن حسين
وسام فضي: - السبب: الفوز بالمركز الثاني في مسابقة التصميم
افتراضي
و عن جريدة المستقبل - الاثنين 23 نيسان 2007
من ضمن ما تمّ تناوله في المقابله :
ما هي، برأيك، المشكلة التي تتعرض لها مجلة "ابداع" والتهديد بمحاكمتها؟
ـ صدر العدد الجديد من مجلة "ابداع" التي يرأس تحريرها الشاعر الكبير، أحمد عبد المعطي حجازي، بعد توقف دام اربع سنوات، وفيه قصيدة لي بعنوان: "شرفة ليلى مراد". رأى بعض الموظفين في الهيئة العامة للكتاب (الجهة التي تصدر المجلة)، ان في القصيدة مساساً بالذات الالهية، فأبلغوا رئيس الهيئة (د. ناصر الانصاري)، فأمر بوقف توزيع المجلة. وهناك معركة في الصحف المصرية اليوم حول هذه المصادرة. لكن طوراً جديداً طرأ منذ أيام، اذ تقدم الشيخ يوسف البدوي (أحد اقطاب الاخوان المسلمين في مصر) وبعض أعوانه ببلاغ الى النائب العام ضد حجازي باعتباره رئيساً للتحرير وضدي باعتباري صاحب القصيدة ـ الحوار الدائر في الصحافة حول هذه القصيدة ينحصر في اتجاهين: ذلك الذي يأخذ على القصيدة والشعر عموماً التعرض للأديان وازدراء الثوابت، والثاني يؤيد حرية الابداع ويستنكر النظرة الدينية الحرفية الضيقة للشعر على أساس ان الشعر مجاز لا ينبغي أن يقرأ قراءة بوليسية أو فقهية.
و اتجاهاً نحوَ جريدة المدينة المنوّرة.. تحت عنوان :
شاعر مصري يتطاول على الذّات الإلهيّة والقرآن!!
الأربعاء 23 ربيع الأول 1428 - الموافق - 11 ابريل 2007
أحمد الجمال - القاهرة
«يا أيها المغرور ليس بشاعر.. فى الجد من يخلو من الخلق الجوامع».. على هذه الوتيرة يمكن أن يكون الرد البدهي على الشاعر حلمي سالم الذي أثار جدلاً واسعاً فى الأوساط الثقافية والدينية بمصر مؤخراً عقب نشره لقصيدة فى صدر مجلة «إبداع» الأدبية تحت عنوان «شرفة ليلى مراد» متطاولا فيها على الذات الإلهية بعد عودة المجلة للصدور في أعقاب توقفها مدة تخطت الأربع سنوات تقر يباً وهى إحدى إصدارات وزارة الثقافة المصرية.ـ ويبدو واضحاً أن ما يحدث مؤخراً لــ»مجلة إبداع» التى سحبت من التوزيع فور صدورها محتوية هذه السطور الشعرية الفجة هو استمرار لمسلسل مطبوعات رسمية تابعة لوزارة الثقافة المصرية أثارت جدلاً واسعاً مما تسبب أحياناً فى عزل مسؤولي هذه السلاسل الأدبية بل امتد الأمر ليشمل إقصاء رؤساء هذه المؤسسات التي صدرت عنها تلك الطبوعات وسحب الكتب والتحفظ عليها لأسباب ترجع إلى التجاوز الأخلافى أو الديني.
قرار مرفوض
الغريب في الأمر أن الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي رئيس تحرير المجلة رفض قرار د.ناصر الأنصاري رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب بوقف توزيع المجلة مشيرا إلى انه سيصر على السماح بتوزيع بقية نسخ العدد بعد نفاد ما طرح منها بالأسواق الايام الماضية فيما اعتبر حلمي سالم رئيس تحرير مجلة «ادب ونقد» التي يصدرها حزب التجمع التقدمي الوحدوي اليساري ان قرار الانصاري «يدخل في نطاق محاكم تفتيش ليست جديدة في تاريخنا العربي» .
أزمة ”إبداع”
وبحسب الشاعر محمد رمضان المعد بقناة النيل الثقافية المصرية والذي أعد حلقة كاملة عن هذه الأزمة بالقناة، فإن »إبداع» توقفت لمدة أربع سنوات، ثم عادت مؤخرا للنشر مرة أخرى وتجاوزت الـــ 400 صفحة بتكلفة إجمالية تخطت 65 ألف جنية ثم سحبت فور طباعتها وتم التحفظ عليها بمخازن الهيئة المصرية العامة للكتاب لما نشر بها من تجاوز وخرق دينى ترفضه جميع الأديان وتعدى على الخالق عز وجل، مما يعود بنا مرة أخرى إلى مرحلة الصفر لتبدأ مرحلة أخرى من الجدل والرفض لبعض ما تقدمه المؤسسة الثقافية من خلال مطبوعاتها..
وحينما تعود بنا مجلة «إبداع» بتلك الإشكالية بدعوى أنها ليست للجمهور العادي وإنما هي للصفوة من المثقفين يدفعنا ذلك للتساؤل: هل هى مجلة للنخبة أم هى مجلة ثقافية تعبر عن جموع المثقفين والأدباء بأطيافهم الإبداعية المختلفة خاصة أن هذه المقولة »للنخبة فقط» تخلق فجوة كبيرة بين متلقى الإبداع وتقسمهم بشكل عنصرى إلى «صفوة» و »عامة» وهو ما يفسر عزوف الجمهور المثقف عن الندوات الأدبية!
مسؤول لا يعلم!
المفارقة العجيبة أن الشاعرة إيمان بكري مدير عام النشر بالهيئة العامة المصرية للكتاب قالت إن مجلة»إبداع» لم تمر عليها رغم أنها المسؤولة عن تلك الإدارة وكان لابد وأن تعرض عليها لكى تتخذ الإجراءات الإدراية والمالية اللازمة لطبع المجلة التى يرأس تحريرها الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى فيما يتقلد منصب نائب رئيس التحرير الشاعر المعروف د. حسن طلب، ولكن -والحديث لا يزال لإيمان بكرى- لأن رئيس تحرير تلك المجلة قامة بحجم عبد المعطى حجازى فكان التعامل من خلالة مباشرة مع جهات الطبع.وهكذا صدرت المجلة!! وعندما علمت بما فيها قمت باتخاذ الإجراءات اللازمة والتى يمليها على ضميرى الأخلاقى ومسؤوليتى عن النشر لكى يتسنى لنا إعادة النظر فيما قدم وحدث خلاف عليه.
ألغام متحفّزة
أما د. حسام عقل الناقد الأدبى بجامعة عين شمس المصرية فيقول معلقاً على هذه الأزمة لا شك أن مراجعة تجربة حلمى سالم وهى جزء عضوى من تجربة»إضاءة77» تشي بأن هناك قضايا وتيمات مايزال حلمي سالم متشبثاً بها فى دواوينة الأولى وقد بث بعض هذه الأراء فى كراسات إضاءة حيث إنه يعد أحد منظريها والمؤسسين لها، ولوحظ فى السنوات الأخيرة أنه كان يحتفظ فى جعبته بلغم وينوى تفجيرة فى اللحظة المناسبة، فقد نشر فى مجلة «أدب ونقد» فى شهر مارس عام 2000 مقالة بعنوان »الإرهاب والكباب» أدان فيها نقمة الرأى العام إزاء بعض الأعمال المتجاوزة من قبيل «مسافة عقل رجل» لعلاء حامد، وقصيدة عبد المنعم رمضان عام 1992 بمجلة «إبداع» مؤكداً أنه يتعين عدم إدانة هذه الأعمال مهما انطوت على التجاوز!!
ثم نشر حلمي فى مجلة العربى عام 2004 فى شهر أبريل قصيدة بعنوان «المعرى» مكونة من 34 سطراً شعرياً وكان من بين ما قالة «أهدى لحضارتكم شكاً فى التقنية وشكى فى علم الساعة والمترو والمسرح حتى تهتز الثقة العمياء» وفى ديسمبر عام 1994 نشر فى مجلة «إبداع» قصيدة بعنوان «بهلول سقط المتاع» تطاول فيها على القران الكريم ودمج فى سطورها الأية الأولى من سورة البقرة فى سياق ليس له علاقة بالاقتباس الأدبى من الكتاب الحكيم، بل جاء ذلك فى سياق تجاوزى بحت إلى غيرها من التجاوزات الأخلاقية التى تحمل فى طياتها مزيداً من الإباحية والتعرى.
وقد كشف حلمي سالم عن نيتة الخبيئة فى مقال له بعنوان» صراع المنع والمنح» نشرة فى « الهلال» فى أغسطس عام 2006 واعتبر هذا المقال تمهيداً مباشراً لقصيدتة الكارثية الأخيرة حيث ذكر في هذا لمقال أنه لم يكن مناسباً ولا لا ئقا صدور فتوى المفتي بشأن التماثيل ولم يكن لائقًا ولا مناسباً حجب الحقوق المدنية عن الطائفة البهائية ولم يكن لائقاً ولا مناسباً أن تتخذ اللجنة الثقافية بمجلس الشعب المصرى قرارها بحجب رواية »شفرة دافنشى»- لدان براون- مشيرا الى ان ثقافتنا الاسلامية لم تكن فيها للآخر وجود مستقل وأننا دأبنا على نفي الاخر ولا بد من أمر ما لوضع ثقافة المحاورة محل ثقافة المصادرة.
فخاخ “حرية الإبداع”
ويبدو من خلال مراجعة هذه اللهجة التصعيدية أن حلمي سالم كان مصراً على مفاجأة الرأى العام بعمل من هذا القبيل لا يعدو أن يكون تكراراً مستفزاً، وتمحور لغة الشعرية حول كتابة الجسد من ناحية ونزع القداسة عن الرموز الدينية من جهة أخرى بشعر معتكر ومختنق(شهد شاهد من أهلها)
ولعل عبارة « حرية الابداع» تحتاج إلى إعادة نظر فى مدلولها، فحرية التعبير تشترط مراعاة العقائد وعدم الزج بالذات الإلهية فى مثل هذه التعبيرات الشعرية المهترئة فى وضوح مدلول قولة تعالى “ فلا تضربوا لله الأمثال” ..(سورة النحل 74) والمعنى تنزيه الذات الالهية عن المشابهة والنقص وهو ما جسده قول العلماء لا يوصف الله عز وجل إلا مما وصف به نفسه أو وصفه به رسله، فما بالنا بمن يجعل الذات الالهية جزءا من صور شعرية بهذه الركاكة والفجاجة.
.
.
.
يتبع ..
!
علي بن حسين غير متواجد حالياً
قديم 14-05-2007, 08:07 PM #3
علي بن حسين
موقوف
الصورة الرمزية علي بن حسين
وسام فضي: - السبب: الفوز بالمركز الثاني في مسابقة التصميم
افتراضي
و حتى تتّضح الصورة عن قُرب و إدراك :
كتبَ " خمسة أركان مكتملة لمشهد تهافت التهافت الثقافي
ثلاثة شعراء وعامل مطبعة وضابط شرطة " هاني درويش
في المستقبل - الاحد 22 نيسان 2007
قائلاً :
يستعيد المشهد الثقافي المصري الفضائحي رونقه كالعادة، فمع كل محاولة لتكحيل العين العمشاء يبرز عماء جدير بكل المتهافتين على معادلة مفادها أن الخروج من ظل شجرة الدولة الوارفة الظلال والثمار يعني تيه العشيرة في أرباع جموع السفهاء والصعاليك. ومن ثم فنحن نهجو الدولة في المقاهي في حين لا نترفع عن تولي مناصبنا فيها. فالدولة ليست وزير الثقافة أو مؤسسته ونضالنا من داخلها نضال لقيمة سامية مترفعة إسمها الثقافة الوطنية ـ والأخيرة مصطلح سنّه منظر دولة الشجر الثقافي الوافرة د.جابر عصفور ولا يزال يروج له حتى الآن.
بمعنى أن مواجهتنا لإنقلاب الراعي (الدولة) والرعية (الجماهير) على مشروع التنوير تبدأمن الخطوط الأمامية من مؤسسات القهر الثقافية نفسها، والتي، وإن فشل مشروعنا في أن نعقلنها ونمدنها، نجد أننا قدّمنا دورنا أمام التاريخ، حتى لو باتت السلطة في غير احتياج لنا كظهير ثقافي وإكسسوار حداثي لبنيتها المشوّهة. لذا ليس غريباً أن تظل "الهيئة العامة للكتاب" القاطنة هناك على كورنيش النيل قابلة للحج والطواف الثقافي مهما كان تجهم لوائها الأنصاري في فوتوغرافيا النشرات الصحافية مقنعاً لجمع أسرة الثقافة تحت حزام السياسة، ومهما تقمص ضابط الشرطة السابق سمت المدافعين عن شرف المجتمع وعورته التي تبدأ من أسفل الذقن لتشمل العقل والقلب ومتعلقاته. فقد صحت القاهرة على معركة خفيفة وهشة من معارك المثقفين وهي أشبه بمن يشاهد مشهداً هزلياً إلى حدود البكاء. والحكاية تبدأ من شاعر فحل خرج على حدود المؤسسة ناعياً استقلاله المزعوم بعد فضيحة مؤتمر القاهرة الشعري الأخير، حينما أسس الفاشيون الجدد بقيادة أحمد عبد المعطي حجازي لمازورة شعرية أخرجت كل من هو خارج ذائقته من حدود المؤسسة الراعية للمؤتمر. خرج الشاعر حلمي سالم رافعاً لواء الثورة المتأخرة على لجنة الشعر بتنظيم فاعلية موازية أسماها "ملتقى الشعر البديل"، نظمها الرجل ونفر من زملائه المخلصين لتجمع كل ضحايا مقصلة حجازي التي لا ترحم. ومر الملتقي فيما الشاعر نفسه يشارك من بعيد لبعيد _ والله أعلم بالنوايا في إصدار مجلة "إبداع" في إصدارها الثالث المغدور ـ وللمفارقة تصدر تحت رئاسة تحرير حجازي نفسه ـ بقصيدة عنوانها "شرفة ليلي مراد" كانت قد صدرت في ديوان "في ثناء الضعف" الصادر له حديثاً عن دار المحروسة للنشر. ولأن الشاعر يدرك سقوف الحرية المنخفضة للنشر في إصدارات الدولة قام طوعياً بتغيير لفظة الله المكررة عبر ثنايا القصيدة إلى لفظة رب، متخيلاً أنه سينجو بذلك من رقابة عمال المطابع الشهيرة. لكن المتربصين فاجأوه حينما قلصوا مقياسهم الرقابي ليطارد لفظة رب هي الأخرى.
أمر الجنرال د. ناصر الأنصاري (وتعبير الجنرال ليس مبالغة لفظية فالرجل بدأ حياته الوظيفية ضابطاً بالشرطة ولم ينتهِ من تقمص روح زيّها الرسمي حتى لو خلت صوره من النسور على الأكتاف) بمصادرة العدد بعد بيع نسخ كثيرة منه بحجة ورود "تقارير" تؤكد أن القصيدة تحتوي على تطاول على الذات الإلهية، ليتصاعد الجدل الممل كالعادة عن مسؤولية الدولة ثقافياً في حفظ الأخلاق العامة، ولينبري كثيرون للتباكي على قصيدة الشاعر المغدور. لكن العدد الماضي لجريدة "أخبار الأدب" حفل بأكثر من مفاجأة خرجت بالمشهد من حدود رتابته المتوقعة، حين ارتبكت أرجاء الصورة بعدم تناغم مفزع وضعته ثلاث شهادات لثلاثة أطراف هي موضع مشهد تهافت التهافت بامتياز. المشهد الأول في صدر الصفحة الثالثة للجريدة حيث ينفي د. ناصر الأنصاري تهمة "البلاغ" في قصيدة حلمي سالم، حيث تورط الأنصاري في حديث تلفزيوني سابق فأكد أن من أبلغه بتجاوز قصيدة حلمي سالم لخط الممنوعات. وعندما حاصرته الصحافية بسؤال مفاده: هل صحيح أن شاعراً هو الذي أبلغك بمحتوي القصيدة وليس عمال المطابع، كان رده: لو كان لعمال المطبعة علاقة بالموضوع لما طبع العدد من الأساس.
إلى هنا ينتهي الاقتباس الأول الذي يؤكد أن السلطة المعطاة لعمال المطابع معترف بها على لسان الجنرال الأكبر. لكن الصحافية عادت لتصر على سؤالها: إذن هل ان من قام بالإبلاغ عن القصيدة هو أحد الشعراء؟ فرد الأنصاري: "ماقدرش أقول ده... أنا لدي لجان الفحص الخاصة بي في الهيئة... هذه اللجان تنبهت للقصيدة لكن متأخرة بعد صدور العدد". هنا لا بد من التوقف مرة أخرى حيث لا داعي للتأكيد على أن للأنصاري ما لا يقل عن مئة تصريح سابق، بدأت منذ توليه منصبه، ينفي فيه وجود أي لجان رقابية في هيئته المصونة. ثم تعود الصحافية لتؤكد في باقي التقرير أنها علمت، عبر مصادر في الهيئة، أن لجنة بحث الأزمة التي شكلها الانصاري تتكون من نائبه وحيد عبد المجيد وعضو من اللجنة الثقافية بالهيئة وعضو من هيئة تحرير المجلة، وأخيراً عضو من المطبعة حيث من المتوقع صدور المجلة بتدارك الخطأ أي بحذف قصيدة حلمي سالم.
حاول الأنصاري في إجاباته تهويم تهمة المصادرة لتبقى معلقة في فراغ المبني للمجهول. لم ينفها عن الشاعر ولا عن عمال المطابع وأعاد الخطأ لمساحة لجانه الرقابية التي لم تؤد عملها بإتقان من البداية وكفى الله المؤمنين شر القتال أو النميمة. مجرد خطأ بجرة قلم لن يوقف مسيرة قافلته.
أما العواء تحديداً فقد جاء في مؤخرة نفس العدد من أخبار الأدب عبر شهادتين: الأولى مقال تبريري فج للشاعر حسن طلب مدير تحرير "إبداع"، (تأمل الحكمة الوظيفية ونموذج مثقف النصف نصف الرائع) والثاني شهادة بكاء وعويل من العيار الاستشهادي الثقيل بقلم حلمي سالم نفسه ولنتأمل أركان الشهادتين:
يكيف الشاعر الكبير حسن طلب ـ ولا نقصد هنا "يقيف" نسبة لصنعة الترزي البلدي ـ موقفه بضبط المسافات الدقيقة من أبعاد الأزمة محاولاً تجنب المسؤولية الضمنية له في الفضيحة كمدير تحرير تمت الوشاية ضمنياً به وبذائقته الأدبية، حين يحاول أن يعطي للدكتور الأنصاري الحق المشروع في مصادرة العدد ولكن باستخدام أسلوب الناصح الأمين والمهذب حين يدبج مقدمة عصماء حول طبيعة اللغة الرمزية في الفن والشعر _ تأمل أدب المرؤوسين ـ فيعدد له سوابق اللغة والشعر التي كانت في السابق تستوعب مقطع "المجد للشيطان معبود الرياح" في قصيدة أمل دنقل الشهيرة. ويصل به رثاء الذات إلى مستوى القول الآتي: غير أن هذا لا يعني أننا ننحي باللائمة على الدكتور "ناصر" فنحن هذه المرة ينبغي ألا نلوم إلا أنفسنا ( تأمل التواضع) نحن المثقفين مذ سمحنا لضعاف المواهب والنفوس أن يندسوا بيننا مع رصفائهم من الموظفين الذين لا يعملون ويسوؤهم أن يعمل الآخرون ( أي نحن طبعاً)... لكم ساءهم بالفعل أن تظهر مجلة مصرية بهذا المستوى الرفيع، فلم يكتفوا بإبلاغ رئيس الهيئة فحسب عن المقطع ( المذكور)، وإلا لهان الأمر، ولكن تطوّعوا بإرسال البلاغات الكيدية إلى أمثالهم من صغار الصحافيين، لكي يشعلوا الفتنة ويهيجوا الرأي العام على الهيئة التي يعملون بها ( أليس عيباً الحديث هكذا على زملاء العمل؟). وحسناً فعل الدكتور الأنصاري حين أشار في حديثه التلفزيوني مساء الأحد الماضي ـ (وهو ما أنكره الأنصاري في نفس العدد) ـ إلى هذا الشاعر/ المخبر الذي أبلغه، حتى ينفضح أمره بين زملائه ( طبعاً لا يملك جرأة التصريح بإسمه) بعد أن ارتدى قناع الحداثي المتمرد على المؤسسة وهو يشاركهم ملتقى الشعر البديل بينما يقبض باليد الأخرى منحة التفرغ من المؤسسة نفسها ويجهز الآن قناع الطليعي الثائر من خلال المجلة التي يعد لها مع زملائه!
إلى هنا ينتهي البلاغ المزدوج للشاعر الكبير عن الفضيحة فهو يبرئ السلطان (الجنرال) من استماعه للوشاية ملقياً بالتهمة على شاعر مبني للمجهول ولا ينقص إلا ذكر إسمه. ولكي يكمل طلب ضربته المزدوجة عليه أن يكمل مشهد التضحية بذبح حلمي سالم على مذبح ضعف الشعرية، حيث يؤكد على ركاكة وهشاشة النص اللتين شجعتا ضعاف النفوس على التربص بالمجلة واصلاً إلى نتيجة مفادها أنه قد أخطأ من الأساس بقبول قصيدة ضعيفة لا يمكن الدفاع عنها!! ويعود ويصر على أن المجلة بنخبوية الجمهور المستهدف كانت ستمر لولا تربص المتربصين بها.
هكذا برّأ طلب نفسه ورئيسه من ألاعيب مجموعة من الشعراء النابحين ذوي النفسيات السوداء ضد إنجاز مجلته الضخم، محيلاً أجواء الأزمة لزوبعة تافهة في فنجان مجموعة من الشعراء السفهاء الذين لا يقدرون نضاله الوظيفي لتمرير الثقافة من خرم إبرة المجتمع الضيق، وهو في ذلك الدفاع الإنبطاحي هو الآخر معذور. لكن من لا عذر له فعلاً هو حلمي سالم الذي كتب شهادة جاءت في الصفحة المقابلة دون تنسيق للمواقف مع من سبقوه في نفس العدد حيث باعوه جميعاً في المزاد العلني، فيما هو أصرّ على تبرئة الجميع من دم قصيدته المهدورة محملاً ذنبها كالعادة على مشجب عمال المطابع، الأبرياء هذه المرة .
إذا كان منطق حسن طلب هو تهافت الشاعر الموظف، فإن موقف حلمي سالم هو تهافت التهافت المتأخر. فقد حسبها حلمي سالم حساباً تقليدياً حين حمل المبني للمجهول وتقديره عمال المطابع الأسطوريون شرف التحكم في الثقافة المصرية. عنون مقالته بـ"ثقافة يحكمها عمال المطابع"، حيث لم ينس في البداية توجيه الشكر لكل من باعوه، وفي مقدمتهم حجازي وطلب، مشيداً بموقفهم في الدفاع عن قيم الإستنارة والحرية وتحدث عن نفسه ككبش فداء ضخم ذبحه عمال المطابع للنيل من حجازي وهيئة تحرير المجلة. ثم ولإكمال المشهد بكامل إكسسواره الاستشهادي وضع نفسه في مسيرة شهداء التعبير بدءاً من الحطيئة وإنتهاء بمارسيل خليفة مروراً بكامل تاريخ القهر العربي للإبداع. ويصل في قمة منحنى خطاب التضحية ليؤكد ضرورة فصل الدين عن الإبداع والسياسة.
على شاكلة مناضلي الشجرة الوارفة الثمار قدم حلمي سالم شهادته المتأخرة التي لو قدر له أن يقرأ ما سبقها لتراجع عنها، لكنه لا بد سيقرأ عدد أخبار الأدب كما قرأناه ونتمنى في المرة القادمة أن يكون إخراج المشهد دون هذه الراكورات الزمنية والمواقفية، على الأقل فليبحثوا عن مخرج يعيد ترتيب مشاهد الفضيحة بدلاً من هذا الإرتجال الذي يبدو شعاره "تعظيم سلام" لكل من هو فوق في الهرم الثقافي المصري المقلوب، حيث لا مجال لبطولة زائفة، أو أحاديث مكرورة عن ثقافة مغدورة.
علي بن حسين غير متواجد حالياً
قديم 14-05-2007, 08:10 PM #4
علي بن حسين
موقوف
الصورة الرمزية علي بن حسين
وسام فضي: - السبب: الفوز بالمركز الثاني في مسابقة التصميم
افتراضي
..كما و جاء في موقع جهة الشعر الإلكتروني:
حلمي سالم، حسن طلب
الضجة التي أثارها قرار وقف توزيع مجلة 'ابداع' تطرح العديد من الأسئلة حول الواقعة نفسها وحول حدود حرية التعبير، وحول المسكوت عنه دائما في قضايا المصادرة وهو مسئولية الكاتب.
فيما يخص الواقع هناك كلام عن وشاية بالمجلة مصدرها شاعر كما يبدو في مقال الشاعر حسن طلب مدير تحرير ابداع وفي الوقت ذاته يلقي الشاعر حلمي سالم صاحب القصيدة باللائمة علي عمال المطابع، وفي المقالين نقاش حول تأويل الابداع يذهب فيه حسن طلب الي التأكيد علي أن المستوي الفني للابداع يحميه من تطفل الرقباء، وهذه في الحقيقة احدي القضايا التي تتجاوز الواقعة الحالية الي المسكوت عنه في كثير من الوقائع بكتابة البعض لنصوص تافهة لاترقي الي مستوي الشعر هدفها الصدام ولفت النظر فقط ثم تقديم البلاغات في أنفسهم لجهات الرقابة أو يتبرع غيرهم بذلك. وهو موضوع يستحق النقاش.
***
علي هامش إيقاف العدد الأول من (إبداع)
حتي لا يعود فقهاء المصادرة بهراواتهم الغليظة
حسن طلب
ربما تكون الضجة المثارة حول العدد الأول من الاصدار الثالث لمجلة (ابداع)، فرصة مواتية لايضاح بعض القضايا الملتبسة، سواء في قصيدة الشاعر 'حلمي سالم' التي تضمنها العدد وأثارت هذه الضجة، أو في طبيعة اللغة الرمزية للفن عامة، وللشعر علي وجه الخصوص.
وإذا كان الدكتور 'ناصر الأنصاري' رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب وهو الرجل الذي نحترمه جميعا ونقدره قد اتخذ قرارا بإيقاف توزيع ما تبقي من نسخ العدد مؤقتا، وهي النسخ التي كانت معدة للتوزيع الخارجي: فهذا حقه المشروع، ووجه المشروعية هنا، هو خوفه من أن يأخذ القراء ما ورد في أحد مقاطع القصيدة بالمعني الحرفي، علي أن إيقاف توزيع المجلة لا يبدو أنه الحل الأمثل في هذه الحالة، اللهم إلا إذا كان الدكتور 'ناصر' نفسه، مقتنعا بأن الشعر لا يمكن أن يحمل وراء معانيه الحرفية المباشرة، معاني ودلالات أخري توحي بها لغته الرمزية: ولاشك في إننا سنسيء إلي 'أمل دنقل' وإلي الشعر كله، لو حملنا قوله: (المجد للشيطان معبود الرياح) علي المعني الحرفي، فحكمنا عليه بالخروج علي الدين لأنه يمجد الشيطان الملعون، أما إذا ما فهمنا الشيطان هنا علي أنه مجرد رمز للمقاومة والرفض، فسنكون قد أعطينا الشعر حقه، وعصمنا أنفسنا من الفهم الخاطيء الذي سيقودنا بالضرورة الي المبالغة والتهويل في تحميل لغة الشعر غير ما تحتمل. ولعل الحل الأمثل في حالة كهذه هو الحوار العقلاني المتحضر الذي يستطيع به من يختلف مع المقطع المذكور، أن يطرح رأيه للمناقشة في (إبداع) نفسها أو في غيرها من المنابر، وهو حوار ليس بالغريب علينا، وإن كنا قد افتقدناه خلال العقود الأخيرة المظلمة، فبالأمس كان أحدنا يكتب: (لماذا أنا ملحد؟)، فيرد عليه المعارض: (لماذا أنا مؤمن؟)!
غير أن هذا لا يعني أننا ننحي باللائمة علي الدكتور 'ناصر': فنحن هذه المرة ينبغي ألا نلوم إلا أنفسنا نحن المثقفين، مذ سمحنا لضعاف المواهب والنفوس أن يندسوا بيننا مع رصفائهم من الموظفين الذين لا يعملون ويسوؤهم أن يعمل الآخرون، علي نحو ما وصفهم بحق 'طه حسين'. لكم ساءهم بالفعل أن تظهر مجلة مصرية بهذا المستوي الرفيع! فلم يكتفوا بأن يبلغوا رئيس الهيئة فحسب عن (المقطع) المذكور، وإلا لهان الأمر: ولكن تطوعوا بإرسال البلاغات الكيدية إلي أمثالهم من صغار الصحفيين، لكي يشعلوا الفتنة ويهيجوا الرأي العام علي الهيئة التي يعملون بها! وحسنا فعل الدكتور 'ناصر' حين أشار في حديثه التليفزيوني مساء الأحد الماضي إلي هذا الشاعر/ المخبر الذي أبلغه: حتي ينفضح أمره أمام زملائه، بعد أن ارتدي بالأمس قناع الحداثي المتمرد علي المؤسسة وهو يشاركهم ملتقي (الشعر البديل)، بينما يقبض باليد الأخرئ منحة التفرغ من المؤسسة ذاتها ويجهز الآن قناع الطليعي الثائر من خلال المجلة التي يعد لها مع زملائه! وسيظل علي الأرجح محتفظا بقناع الغيرة علي الدين يستخدمه وقت اللزم. وبغض النظر عن موقف هؤلاء المخبرين في المركز الإعلامي بالهيئة، وعن قرار إيقاف توزيع المجلة مؤقتا: فإن المقطع الذي ورد في القصيدة المذكورة متضمنا كلمة (الرب) في سياق بدا وكأنه غير لائق، هو مقطع تسمح لنا تقاليد تذوق الشعر بتأويله علي أنحاء شتي، ولعل الفرق الدلالي المائز بين لفظ الجلالة (الله) من جهة، وكلمة (الرب) المطلقة من جهة أخري، لا يخفي علي القاريء عامة، وقاريء الشعر خاصة، فكلمة (الرب) المقصود هنا، ينتمي إلي الديانات السابقة علي نزول (سورة البقرة)، أي السابقة علي الإسلام.
***
أعلم أن هذه القراءة ليست الوحيدة بالطبع، فقد يرفضها آخرون ممن يصرون علي القراءة الحرفية، وربما شجعتهم هشاشة النص وركاكاته علي هذا الرفض، وهم في ذلك محقون من حيث المبدأ، فنحن إلي الآن نقرأ ألوانا من خروج الشعراء الكبار قديما وحديثا، وإنا لنستمتع بها في الغالب، علي ما فيها من شطط يصدم الشعور الخلقي، أو يمس الاحساس الديني. ونحن حين نغفر لهؤلاء الشعراء الكبار تجاوزاتهم الأخلاقية والدينية، فإنما نفعل هذا بسبب ما فيها من لغة رمزية رفيعة، ومن صياغة قوية محكمة، ومن صور مبتكرة مدهشة: ألسنا نتداول إلي الآن ديوان 'المتنبي' ونقرأ فيه:
يترشفن من فمي رشفات هن فيه أحلي من التوحيد! فيعجبنا قوله ويدهشنا، ولا نطعن علي الشاعر في دينه لأننا نحمل ما قاله علي لغة الرمز: في الوقت الذي ننكر فيه المعني نفسه، إذا أتي أحدهم فنثره ليقول لنا إن طعم القبلة في شفتي الحبيب، ألذ وأحلي من طعم الشهادتين!
ومثل هذا كثير من شعر 'أبي نواس' و'أبي تمام' و'المعري' وغيرهم قديما وحديثا. وقد يأتي معترض فيقول إنه لا يجوز لنا ما جاز للقدماء وهذا قول بيٌن البطلان، لأنه يهدم فكرة الحرمة المطلقة للمقدسات، فيخضعها للنسبية التاريخية، بحيث يحل لجيل من الناس ما لا يحل لسواهم! ولعل الأوفق من ذلك أن نقول إننا نقبل من الشعر الرفيع ما لا يمكن أن نقبله من الشعر الركيك، وهذا هو الذي جعل شعر كبار المتصوفة حيا بيننا إلي اليوم، علي ما فيه من تجاوزات تتضاءل إلي جوارها تجاوزات 'حلمي سالم'، ولعل هذا أيضا هو الذي جعلنا ننتشي بقول 'أحمد شوقي' ولا نجرؤ علي أن نرميه بالشرك وهو يدعو إلي عبادة الوطن:
وجه الكنانة ليس يغضب ربكم
أن تجعلوه بينكم معبودا!
وهو بيت من قصيدة معروفة غنتها 'أم كلثوم'، واستمتع بها عامة الناس، ولكن يبدو أن العامة في الماضي القريب، لا يقارنون بالنخبة المثقفة في هذه الأيام!
هشاشة النص وركاكاته شجعت
من يصرون علي القراءة الحرفية للإبداع !
وما قيل عن 'المتنبي' و'شوقي' يمكن أن يقال عن رواد الشعر الحر، مثل 'نزار قباني' و'صلاح عبدالصبور' و'أحمد عبدالمعطي حجازي' و'أدونيس' و'محمود درويش' ومن جاء بعدهم من ذوي التجارب الروحية مثل 'محمد الشهاوي' و'وليد منير'، وغيرهم: ومن منا لم يؤخذ بالحس الصوفي العميق وبروح الطفولة البريئة في هذا المقطع:
في الماضي كان الله
يظهر لي حين تغيب الشمس
في هيئة بستاني
يتجول في الأفق الوردي
ويرش الماء علي الدنيا الخضراء
وأظن أن 'حلمي سالم' في قصيدته المذكورة، نظر إلي هذه الصورة، ولكن شتان بين (البستاني) هنا، و(القروي) هناك! فقوة الرمز في الصورة الأولي تفرض نفسها علي الحس وتفتح أبواب الخيال، بلا واسطة، أما في الثانية، فنحن نحتاج إلي محام، قد تقنعنا حجته، وقد لا تقنعنا!
والأمثلة كما يعرف قراء الشعر ومحبوه كثيرة.. كثيرة: فلم يبق إلا أن يقول المعترضون: ولكن قصيدة 'حلمي سالم' لم ترق إلي هذا المستوي الفني الرفيع، الذي يجعلنا نقبل جرأة الشاعر علي المقدسات، ونحمل تجاوزاته علي لغة الرمز. وهذا الاعتراض مقبول بلاشك: غير أنه يضعنا أمام المسألة الذوقية في الفن: حيث يختلف الناس أكثر مما يتفقون.
ومادمت قد اعترفت بأن الاعتراض مقبول: فلن أعدم من يسأل من جديد: ولم أقدمت المجلة علي نشر قصيدة كهذه تثير الشكوك، علي الأقل حول مستواها الفني؟!
وربما تكون لهذا السؤال وجاهته، لو أن صاحب القصيدة ناشيء مغمور يستوجب الحذر، أو مبتديء يحتاج إلي من يعلمه ويوجهه، غير أن صاحبها شاعر معروف مصريا وعربيا، ولئن كانت له قصائد كثيرة رديئة، فإن له مثلنا جميعا قصائد كثيرة جيدة.
ومن أجله هو وأمثاله حرصت المجلة علي أن تثبت في صدرها علي سبيل الاحتراز، وبعبارة لا تحتمل اللبس، أن المواد المنشورة تعبر عن رأي صاحبها وحده، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المجلة.
وبعد هذا كله، يأتي المتربصون من صغار الشعراء، ليتركوا المجلة كلها بصفحاتها الأربعمائة، ليتصيدوا بضعة سطور في قصيدة من بين تسع قصائد، ولم يزدهم نفاد النسخ المطروحة من السوق (مع ارتفاع الشعر نسبيا): إلا إصرارا علي الكيد ورغبة في الهدم، لا يحركهم هذا إلا شعار العاجزين في كل زمان ومكان: (إما فيها.. أو نخفيها)! لقد عميت عيونهم عن الجهد الكبير الذي بذله القائمون علي المجلة لتخرج بهذه الصورة المشرفة، وفي مقدمتهم مديرة التحرير: 'غادة الريدي' والفنانة الشاعرة 'ميسون صقر' صاحبة الرؤية الإخراجية، بالإضافة إلي بقية فريق العمل الذي لم يدخر أي منهم جهدا، سواء في مقر المجلة أو داخل الهيئة بأقسامها الفنية المختلفة.
***
وأخيرا، فقد كان علينا أن نرفض قصيدة ' حلمي سالم'، لو كنا نشرف علي مجلة واسعة الانتشار مثل كثير من مجلاتنا الاسبوعية السيارة الموجهة إلي الجمهور العريض، فنحن أول من يعلم أن ما يصلح لمجلتنا، لا يصلح بالضرورة لهذه المجلات، وما يصلح لهذه المجلات لا يصلح كذلك للجرائد اليومية. إن مجلة (إبداع) بحكم توجهها، وبحكم ما يطبع منها، تحرص علي أن تخاطب نخبة المثقفين ممن يقرأون 'ماركس' و'نيتشه' و'سارتر' فلا يتأثرون بإلحادهم، ولهؤلاء المفكرين كتب كثيرة مطبوعة في الهيئة المصرية العامة للكتاب نفسها، وفي غيرها من المؤسسات الرسمية: هذا فضلا عما تنشره الهيئة من كتب تراثية فيها من التجاوزات ما يستوجب الخوف والحذر أكثر بكثير مما تستوجبه قصيدة 'حلمي سالم' المسكين! وخير مثال نسوقه هنا هو ديوان 'ابن الرومي' بأجزائه الستة، وكتاب (الفتوحات المكية)، وتعلم الهيئة وهي تطبع هذه الكتب، أنها موجهة للنخبة من المثقفين.
يا ليتنا نتعلم من دروس الماضي البعيد والقريب، فنعرف كيف أن العمل الجيد سيبقي رغم أنوفنا، ورغم مقص الرقيب، أما العمل الرديء فسيسقط من تلقاء نفسه، هكذا بقيت كتب 'المعري' التي غسلوها في الماضي، وبقي في الحاضر (الشعر الجاهلي) و(فقه اللغة العربية) و(أولاد حارتنا)، وغيرها من الأعمال التي حاول فقهاء المصادرة بكل ما في وسعهم، أن يعدموها، فبقيت شامخة مضيئة وانجرفوا هم الي زوايا النسيان!
ثقافة يحكمها عمال المطابع
حلمي سالم
ما ان فرحنا بعودة مجلة 'ابداع' الي الصدور 'حتي ولو فصلية' بعد انقطاع أربع سنوات كاملة بنفس قيادتها السابقة: رئاسة الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي، ونائبه الشاعر الصديق حسن طلب، حتي هبط الخفاش الاسود بجناحيه الاسودين. صودرت أعداد المجلة، بعد أن طرحت في السوق لعدة أيام والسبب أن رئيس هيئة الكتاب ناصر الانصاري 'الذي كان هنأ حجازي بصدور العدد الجديد' وصلته شكاوي من عمال المطابع بهيئة الكتاب تقول ان العدد به قصيدة بعنوان 'شرفة ليلي مراد' تسيء الي الثوابت الدينية وتغض من قداسة المعتقدات والذات الإلهية.
وأود باعتباري صاحب قصيدة 'شرفة ليلي مراد' أن أعرض في هذا الصدد النقاط التالية:
1 توجيه التحية للشاعر الكبير حجازي ورفيقه طلب لانه طيلة عمله في 'ابداع' منذ 1991 لا يتواني عن نشر النصوص والفنون الحرة، التي لا يلبث أن يتهم بها: أمام القضاء تارة، وأمام التطرف الديني مرة، وأمام العقلية الجمعية السلفية تارة. وهو في كل ذلك مدافع صلب عن الحرية وحق المبدعين في الحرية، حتي وإن اختلف مع مبدعيها فكريا أو فنيا. وهو بذلك يدفع الضريبة المستحقة عليه، كمفكر تنويري، وكشاعر رائد قال ذات يوم : 'أنا اصغر فرسان الكلمة' وقال: 'أنا في صف المبدع من أي ديانة'.
2 ليس في القصيدة المذكورة ما يسيء الي قداسة الدين أو يغض من الذات الإلهية. ولعل العكس هو الصحيح، لان السطور المقصودة هي تنزيه لله عن القهر والتعسف والترصد. وهي فوق ذلك تنتقد المتواكلين الذين ينتظرون أن ينزل الله ليحل لهم مشاكلهم اليومية بنفسه، من غير أن يبذلوا هم جهدا أو سعيا. وهي الفكرة التي تقرها القاعدة الدينية نفسها حين تقول 'إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم'، ادانة للتواكل والخمول وانتظار الحلول العلوية!
3 إن تعبير 'الرب' تعبير أوسع من حصره في المنظور الديني الاسلامي وحده، فهو التعبير المستخدم في شتي الديانات السماوية وغير السماوية، وهو التعبير المستخدم في الاساطير اليونانية، بل هو التعبير المستخدم في الاشارة الي كل كبير أو مسئول أو مالك، مثل: رب الاسرة، ورب العمل، وربة البيت، وربة الصون والعفاف. ثم هو رمز الي كل مثل أعلي يتوق له البشر، وحصره في المعني الديني الاسلامي وحده ينطوي علي سوء قراءة وسوء فهم وسوء خلق.
4 القراءة التي اتهمت النص هي القراءة الضيقة المتعسفة، التي لا تصلح لتفسير الادب. فالأدب فن مجازي ينبغي أن يقرأ قراءة مجازية. وهذه القراءة المجازية لها متخصصون، هم نقاد الادب وعارفوه، والغريب أن أهل التيارات الدينية الجامدة يجأرون في وجوهنا صباحا ومساء مطالبين بألا يتحدث أحد منا في الدين، صائحين فينا 'اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون'، بينما هم يفتون فيما لا يعلمون. ونحن نصيح في وجوههم 'اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون'.
5 هذه الواقعة هي حلقة في السلسلة الطويلة التي تحاكم الفكر والادب والفنون بمعيار ديني ضيق، متجاهلة المعيار الديني الواسع، وهي التي تقيم محاكم التفتيش في الضمائر والعقول.
وهي محاكم تفتيش قديمة: بدأت بقطع لسان الحطيئة، ووصلت منذ أسبوع الي معاقبة مارسيل خليفة وقاسم حداد في البحرين بسبب عرض 'مجنون ليلي' الشعري الغنائي، وبينهما كان صلب الحلاج ونفي الطهطاوي ومصادرة طه حسين وقتل فرج فودة وحسين مروة ونفي نصر حامد أبوزيد وطعن نجيب محفوظ. هي إذن سلسلة متصلة متواصلة تسعي الي إغلاق كل نوافذ الهواء في بلادنا العربية.
6 ليست هذه هي المرة الاولي التي تواجه فيها 'ابداع' تحت قيادة حجازي هذه الريح المظلمة، فقد عانت من ذلك مرات: بسبب نشر نص للمفكر الفرنسي المسلم مكسيم رودنسون، وبسبب نشر رسوم عن آدم، وبسبب قصيدة من عبدالمنعم رمضان. كأن رأس المجلة هو المطلوب أو رأس رئيس تحريرها، أو رأس ما يرمزان اليه!
7 ان معظم المصادرات التي تمت في السنوات الاخيرة تم بسبب ابلاغ عمال المطابع في الهيئة المصرية العامة للكتاب عن كل ما لا يروق لقراءتهم الضيقة وأفهامهم المبسطة عن الدين والفن جميعا حدث هذا مع ديوان حسن طلب 'آية جيم' ومع ديوان لمحمد آدم. لقد نصب عمال المطابع في هيئة الكتاب 'وهيئة قصور الثقافة' من أنفسهم قضاة ومشرعين وفقهاء ووكلاء لله علي أرض وزارة الثقافة!
8 ولأن المناخ الديني المتعصب لا السمح صار هو المناخ السائد، فان ادارات هذه الهيئات سرعان ما ترضخ لبلاغات عمال المطابع، ممالئة للتيارات الدينية ونفاقا لها ومزايدة عليها، حتي لو كان بعض هؤلاء المسئولين مثقفين ليبراليين في الاصل. هذه الممالأة دفعت نواب الحزب الوطني الي الاصطفاف خلف الاخوان المسلمين في أزمة وزير الثقافة والحجاب حتي صاروا أكثر تطرفا منهم وأشد عنفا. هكذا صار عمال المطابع يتحكمون في مصير النشر والأدباء والثقافة المصرية.
9 صحيح أن الرقابة قد ألغيت رسميا في أواخر عهد السادات، لكن المناخ الديني المتطرف وتيارات العنف التي رباها السادات نفسه وغذاها، جعلت كل مواطن في مصر رقيبا. فظهرت هذه المفارقة العبثية: ألغيت الرقابة رسميا وقانونيا فصار عامل المطبعة رقيبا، وسواق الميكروباص رقيبا، وشيخ الزاوية رقيبا، والبقال رقيبا. لاسيما اذا كان كل هؤلاء مسنودين بما يسمي 'قانون الحسبة' الذي يعطي لكل شخص الحق في أن يرفع قضية 'من خلال النيابة' علي أي عمل فني أو فكري يراه مسيئا له شخصيا من حيث يسيء للمعتقدات أو الذوق العام أو الثوابت!
سنظل ندور في هذه الحلقة الجهنمية السوداء، ما لم يتم الغاء قانون الحسبة نهائيا، وما لم يتم الفصل بين المنظور الديني والمنظور المدني، بحيث يعزل الدين عن السياسة، لنكون بحق دولة مدنية تحكم بالقانون وحده، ويصبح الدين فيها علاقة بين العبد وربه، تطبيقا للقاعدة الدينية التي تقول: 'أنتم أدري بشئون دنياكم'.
بغير ذلك الفصل الذي لا يحق فيه لانسان أن يحكم دينيا علي انسان، بينما هو ليس أدين منه، وليس محتكرا لمفاتيح الجنة، وستظل الدولة التي تفخر بسبعة آلاف سنة حضارة دولة يحكمها عمال المطابع، يقررون لها ما ينشروما يحجب، ويخططون سياستها الثقافية، ويعينون الممنوع والمشروع للمفكرين والفلاسفة والمبدعين الذين هم قلب الامة النابض وعقلها المضيء!
'شرفة ليلي مراد' اليهودية التي أسلمت هي شرفة التسامح لا القمع، وشرفة المحاورة لا المصادرة، وشرفة الأمام لا الخلف.
.
.
.
يتبع..
!
علي بن حسين غير متواجد حالياً
قديم 14-05-2007, 08:14 PM #5
علي بن حسين
موقوف
الصورة الرمزية علي بن حسين
وسام فضي: - السبب: الفوز بالمركز الثاني في مسابقة التصميم
افتراضي
..كما أدلت الجميلة جريدة القبس الكويتية بتاريخ : 19/04/2007
جمعية التنوير تصدر بيانا.. وحجازي يتحدث عن التاريخ
أزمة مجلة إبداع تثير الحروب الدفينة وتكشف صراع المثقفين
القاهرة ـ صبحي موسى
أصدرت الجمعية المصرية للتنوير بيانا يدين مصادرة مجلة إبداع، مطالبا بضرورة ممارسة الحقوق الدستورية في حرية التفكير، والرد على الفكر بالفكر وليس المصادرة، لأن الأصل هو الحرية وليس المنع، جاء ذلك في الندوة التي عقدتها الجمعية ـ التي أسسها الراحل د. فرج فودة ـ تحت عنوان هل يكفل الدستور حرية التعبير، ودعي للمحاضرة فيها رئيس تحرير المجلة المصادرة الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، والشاعر حلمي سالم الذي أثارت قصيدته 'في شرفة ليلى مراد' هذه الأزمة، وقدم للندوة د. كمال مغيث قائلا إننا صرنا كل يوم نشهد نوعا من المصادرة، والوصاية على حرية الفكر والإبداع، أما حجازي فقد تحدث عن تاريخه الطويل والشهير مع مجلة إبداع منذ عام 1990 بعد أن ولاه سمير سرحان رئاسة تحرير المجلة خلفا للدكتور عبد القادر القط، وكيف وقف في وجه التيارات الظلامية بنشره ملفا عن مقتل فرج فوده، وملفا عن محاولة اغتيال نجيب محفوظ، وكيف توقفت المجلة بسبب لوحات محمود سعيد، ثم استمر وقفها حتى قدم استقالته منها عام 2002، وانتقل سرحان إلى رحمة الله وجاء ناصر الأنصاري الذي خاطبه منذ سبعة شهور لإصدار المجلة من جديد فوافق حجازي شريطة ألا يراجع خلفه أحد. وأضاف حجازي 'أعترف بأن الرجل التزم بهذا، وكان هناك بعض الموظفين الذي يرون أن 'إبداع' ملك لهم ولا بد أن يكونوا فيها لكننا اعتذرنا لهم.
فماذا حدث؟
هكذا تساءل حجازي، لكنه لم يجب بل دخل في تساؤلات أخرى عما ينتظر منه كرئيس تحرير مجلة أدبية، وكيف يتعامل مع الفن وتلقيه ورؤيته وتأويله ومجازاته، وضرب أمثلة بعدد من أبيات الشعر التراثية للمعري وأبي نواس وغيرهما، ولأن هذه قناعاته فقد أضاف 'لذلك بنشتغل لوجه الله 'وصرح بأن مكافأته عن صدور العدد 500 جنيه شهريا'. وانتقل إلى القصيدة المثيرة للجدل والأزمة، قائلا 'أنا لم أعجب بالقصيدة لكنها قصيدة لحلمي سالم، وهو شاعر معروف، واسمه يتحمل ما يكتبه، وأنا لو أرسلت له قصيدة فسينشرها، بغض النظر عن مدى إعجابه بها، ولو جاءني ناقد معروف موثوق منه وقدم نقدا في القصيدة فس
في ديوانه " في ثناء الضعف "..
كـ فلفلةٍ سريعة بين طيّات الجرائد و وقوفاً على الساحة الثقافية العربية ترقُّباً و تراكماً
فوق محنهِ الخرِبَة إلى مِحنٍ أوسع .. أو لـ نقُل تجذّر في أواصر المِحن..
حتى يحولُ الحول.. و نحنُ ليسَ كما نحنُ .. بل أقلُّ شأناً و أخرّ !
منذ البداية الأزليّة.. و منذ بدء الحداثة.. التي لا زال مُختلَف في أيّما زمنٍ ظهرت..
كانَ لـ أصحاب العقول المُتحجِّرَة و الفِكْر المُتصلِّب مكانه.. كان لها موقف وحشي جداً..
فلا نقاشٌ و لا سؤال !
لأنني أقِفُ في المُنتصف ، كـ " بداية " و جئتُ أركزُ الإبرة هـُنا ..
جعلتُ من نفسي أتجاهل كل الأطراف..
و سـ يأتي ردّي لاحقاً مع النقاش.
في الحقيقة.. يوجد تشدُّد في كلّ الطوائف.. و ربما في كلّ مكان .,
بدايةً.. لنُحيطكم علماً بالقضية .،
عن جريدة الرأي العام الكويتية بتاريخ 19 / 4 / 07:
"ورشة الزيتون ناقشت «الثناء على الضعف» تداعيات «أزمة» إبداع المصرية"
القاهرة - من دعاء فتوح:
يتعاظم تردي الأوساط الثقافية الرسمية المصرية الى سلسلة من المصادرات الفكرية والانسانية للحجر على حرية الابداع، وقولبة العقول بما يوائم أهواء البعض، ويخفي سوءة البعض الآخر، يلخصه ما حدث للاصدار الأول لمجلة «ابداع» بعد غياب اربع سنوات، في عودة أقل ما يقال عنها أنها ضعيفة، ولا تعكس روح الايقاع المعاصر، بها من الاخطاء التي كان يجب الانتباه لها بدلا من إيجاد «أساطير» و«شهداء» وأبطال من ورق.
في هذا المناخ عقدت الأسبوع الماضي في القاهرة ندوة في ورشة الزيتون لمناقشة ديوان الشاعر حلمي سالم، «الثناء على الضعف» والذي تضمن المقاطع التي عنونها سالم بـ «شرفة ليلى مراد» والتي نشرتها «ابداع» وأثارت موجات متعارضة من «الغضب» على المسؤولين عن الثقافة الرسمية، ستعاني الثقافة المصرية من توابعها لفترة ليست قصيرة، ما يجعل المثقف المصري في صورة المتهم والمدافع عن وجوده، وأعطت الفرصة لاعلان البعض «وفاة» المؤسسات والهيئات الحكومية.
أوضح حلمي سالم، في بداية الندوة، أن ما نشر في مجلة «ابداع» مقاطع تم اختيارها من الديوان، كما سبق له ان نشر مقاطع أخرى منه في مجلة «أدب ونقد» الصادرة عن حزب التجمع اليساري المعارض، تحت عنوان «الجواسيس في أتم صحة».
أما الناقد شعبان يوسف، الذي ادار الندوة فقال: «المأساة أن رئيس هيئة الكتاب الدكتور ناصر الأنصاري هو الذي أبلغ الصحف بالواقعة، وأنا أعلم انه ضابط شرطة سابق، وهذا ليس عيبا، ولكن أن يكون ضابط الشرطة ضابطا للثقافة والابداع فهذا هو العيب ذاته، وكأن هذا البلد كله خلى من المثقفين والكتاب والمفكرين لكي يأتوا بالسيد الانصاري ليصبح رئيسا لمجلس ادارة اكبر هيئة ثقافية في مصر والعالم العربي».
وأكمل: «ان المثقفين، أيضا، قد ارتكبوا الكثير من الأخطاء بالمديح والثناء على هذا الضعف الذي يكمن في الهيئات والمؤسسات الكبرى».
وقال: «اتحاد الكتاب المدجج طوال الوقت بعبارات رنانة عن الحرية ومساندة الابداع فأين هو من هذه القضية؟ ومن المفترض أن الاتحاد بمثابة النقابة، ويجب أن يكون له موقف واضح وثابت تجاة حرية الابداع والمبدعين، ولكن لا صوت, لاحركة, لا شيء على الاطلاق، فالكاتب الصحافي محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر يحل مشاكل المرضى والحرية بالموبايل. ولذلك أستطيع أن أقول ان الاتحاد والمؤسسات الرسمية «توفوا» الى الأبد وعلى المثقفين أن ينتبهوا انه لا خير في تلك المؤسسات، وأتمنى ألا يعود الشاعر الكبير احمد عبد المعطي حجازي لرئاسة تحرير هذه المجلة بهذه الكيفية».
الشاعر والناقد كريم عبد السلام ركز في مداخلته على رؤيته للديوان، وقال: «ان رحلة حلمي سالم من بدء كتاباته حتى الثناء على الضعف، بها مسارات متوازية، يسير فيها وكأنه يكتب بعدة أرواح، ولكنها ليست منفصلة جماليا على غرار فرناندو بيسوا الشاعر البرتغالي مثلا، انما هي أرواح تشترك في أساس جمالي واحد، وتنطلق الى تنويعات متباينة.
وأكمل موضحا: «ان قارئ حلمي سالم سواء أكان أديبا أو مثقفا طليعيا، محبا لزائقة اليمين الثقافية، أو شاعرا كلاسيكيا، أو من انصار قصيدة النثر الشخصية الطابع، لابد ان يعطي لنفسه الحق كل الحق في تأويل شعر سالم، وفي تقديم التفسيرات المختلفة لنصه الشعري، لأنه سالم بارع في تقديم علاقات تتسم بالغموض، تقتحمنا في قصائد تخالف معتقداتنا الجمالية، تهزنا وتتحدانا ولا نطمئن ابدا لتجاوزها».
الناقد الدكتور صلاح السروي عرض رؤيته لعالم حلمي سالم الشعري، وقال: «سأحاول أن أقدم قراءة ما فهما ما لعالم حلمي الشعري، كثيرا ما كنت أتساءل عن سر جمالية شعر حلمي سالم، أو ما هو الممتع في الشعر ذاته؟».
وأجاب: «أنا اعتبر أن الجمال بصفة عامة هو اثراء معرفة الانسان بذاته وبعالمه، فبقدر ما تستطيع ان تنفذ الى ما دون سطح الظاهر، وأن تضع يدك على العصب الرئيسي العاري الذي يحكم حركة الأشياء على نحو غير مرئي، وأن ترصد علاقات بين عناصر تبدو متباعدة ومنفردة وغير مرتبطة على الوجه الظاهري، بقدرما تقدم جمالا من نوع ما، فأنا أعتقد أن الادب كان ولايزال مرتبطا بفكرة الانسان، وتبقى القصيدة اثارة للانفعالات والاحاسيس والفكر والنظر على الوجه الاجمالي والأعم...».
ولفت السروي الى أن عثور الشاعر على صوته الخاص مع الثورة الرومانسية أعتبرها نقطة فاصلة ما بين الشعر كصنعة والشعر كفن، فذلك الذي يغوص في أغوار نفسه، وأغوار الوجود والعالم لكي يعثر لنا على لؤلؤة المستحيل الخاصة به في محاولة للاتيان بما لن يستطيعه الأولون فيصبح الشاعرعنصر اضافة وليس تراكم.
حضر الندوة العديد من الأدباء والنقاد والصحافيين وكانت لهم ردود أفعال حادة على قرار منع طرح «ابداع» للتوزيع، وأشار الروائي فتحي امبابي الى أن ما حدث في ملتقى الشعر العربي بالمجلس الأعلى للثقافة كان بداية الطريق لما يحدث الآن.
وقالت الروائية أمينة زيدان: «اننا أمام سلطة غبية، لا تفقه شيئا، ولا تعرف القراءة، وهذه سيناريوهات تاريخية مكررة».
.
.
.
يتبع ..
!
علي بن حسين غير متواجد حالياً
قديم 14-05-2007, 08:05 PM #2
علي بن حسين
موقوف
الصورة الرمزية علي بن حسين
وسام فضي: - السبب: الفوز بالمركز الثاني في مسابقة التصميم
افتراضي
و عن جريدة المستقبل - الاثنين 23 نيسان 2007
من ضمن ما تمّ تناوله في المقابله :
ما هي، برأيك، المشكلة التي تتعرض لها مجلة "ابداع" والتهديد بمحاكمتها؟
ـ صدر العدد الجديد من مجلة "ابداع" التي يرأس تحريرها الشاعر الكبير، أحمد عبد المعطي حجازي، بعد توقف دام اربع سنوات، وفيه قصيدة لي بعنوان: "شرفة ليلى مراد". رأى بعض الموظفين في الهيئة العامة للكتاب (الجهة التي تصدر المجلة)، ان في القصيدة مساساً بالذات الالهية، فأبلغوا رئيس الهيئة (د. ناصر الانصاري)، فأمر بوقف توزيع المجلة. وهناك معركة في الصحف المصرية اليوم حول هذه المصادرة. لكن طوراً جديداً طرأ منذ أيام، اذ تقدم الشيخ يوسف البدوي (أحد اقطاب الاخوان المسلمين في مصر) وبعض أعوانه ببلاغ الى النائب العام ضد حجازي باعتباره رئيساً للتحرير وضدي باعتباري صاحب القصيدة ـ الحوار الدائر في الصحافة حول هذه القصيدة ينحصر في اتجاهين: ذلك الذي يأخذ على القصيدة والشعر عموماً التعرض للأديان وازدراء الثوابت، والثاني يؤيد حرية الابداع ويستنكر النظرة الدينية الحرفية الضيقة للشعر على أساس ان الشعر مجاز لا ينبغي أن يقرأ قراءة بوليسية أو فقهية.
و اتجاهاً نحوَ جريدة المدينة المنوّرة.. تحت عنوان :
شاعر مصري يتطاول على الذّات الإلهيّة والقرآن!!
الأربعاء 23 ربيع الأول 1428 - الموافق - 11 ابريل 2007
أحمد الجمال - القاهرة
«يا أيها المغرور ليس بشاعر.. فى الجد من يخلو من الخلق الجوامع».. على هذه الوتيرة يمكن أن يكون الرد البدهي على الشاعر حلمي سالم الذي أثار جدلاً واسعاً فى الأوساط الثقافية والدينية بمصر مؤخراً عقب نشره لقصيدة فى صدر مجلة «إبداع» الأدبية تحت عنوان «شرفة ليلى مراد» متطاولا فيها على الذات الإلهية بعد عودة المجلة للصدور في أعقاب توقفها مدة تخطت الأربع سنوات تقر يباً وهى إحدى إصدارات وزارة الثقافة المصرية.ـ ويبدو واضحاً أن ما يحدث مؤخراً لــ»مجلة إبداع» التى سحبت من التوزيع فور صدورها محتوية هذه السطور الشعرية الفجة هو استمرار لمسلسل مطبوعات رسمية تابعة لوزارة الثقافة المصرية أثارت جدلاً واسعاً مما تسبب أحياناً فى عزل مسؤولي هذه السلاسل الأدبية بل امتد الأمر ليشمل إقصاء رؤساء هذه المؤسسات التي صدرت عنها تلك الطبوعات وسحب الكتب والتحفظ عليها لأسباب ترجع إلى التجاوز الأخلافى أو الديني.
قرار مرفوض
الغريب في الأمر أن الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي رئيس تحرير المجلة رفض قرار د.ناصر الأنصاري رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب بوقف توزيع المجلة مشيرا إلى انه سيصر على السماح بتوزيع بقية نسخ العدد بعد نفاد ما طرح منها بالأسواق الايام الماضية فيما اعتبر حلمي سالم رئيس تحرير مجلة «ادب ونقد» التي يصدرها حزب التجمع التقدمي الوحدوي اليساري ان قرار الانصاري «يدخل في نطاق محاكم تفتيش ليست جديدة في تاريخنا العربي» .
أزمة ”إبداع”
وبحسب الشاعر محمد رمضان المعد بقناة النيل الثقافية المصرية والذي أعد حلقة كاملة عن هذه الأزمة بالقناة، فإن »إبداع» توقفت لمدة أربع سنوات، ثم عادت مؤخرا للنشر مرة أخرى وتجاوزت الـــ 400 صفحة بتكلفة إجمالية تخطت 65 ألف جنية ثم سحبت فور طباعتها وتم التحفظ عليها بمخازن الهيئة المصرية العامة للكتاب لما نشر بها من تجاوز وخرق دينى ترفضه جميع الأديان وتعدى على الخالق عز وجل، مما يعود بنا مرة أخرى إلى مرحلة الصفر لتبدأ مرحلة أخرى من الجدل والرفض لبعض ما تقدمه المؤسسة الثقافية من خلال مطبوعاتها..
وحينما تعود بنا مجلة «إبداع» بتلك الإشكالية بدعوى أنها ليست للجمهور العادي وإنما هي للصفوة من المثقفين يدفعنا ذلك للتساؤل: هل هى مجلة للنخبة أم هى مجلة ثقافية تعبر عن جموع المثقفين والأدباء بأطيافهم الإبداعية المختلفة خاصة أن هذه المقولة »للنخبة فقط» تخلق فجوة كبيرة بين متلقى الإبداع وتقسمهم بشكل عنصرى إلى «صفوة» و »عامة» وهو ما يفسر عزوف الجمهور المثقف عن الندوات الأدبية!
مسؤول لا يعلم!
المفارقة العجيبة أن الشاعرة إيمان بكري مدير عام النشر بالهيئة العامة المصرية للكتاب قالت إن مجلة»إبداع» لم تمر عليها رغم أنها المسؤولة عن تلك الإدارة وكان لابد وأن تعرض عليها لكى تتخذ الإجراءات الإدراية والمالية اللازمة لطبع المجلة التى يرأس تحريرها الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى فيما يتقلد منصب نائب رئيس التحرير الشاعر المعروف د. حسن طلب، ولكن -والحديث لا يزال لإيمان بكرى- لأن رئيس تحرير تلك المجلة قامة بحجم عبد المعطى حجازى فكان التعامل من خلالة مباشرة مع جهات الطبع.وهكذا صدرت المجلة!! وعندما علمت بما فيها قمت باتخاذ الإجراءات اللازمة والتى يمليها على ضميرى الأخلاقى ومسؤوليتى عن النشر لكى يتسنى لنا إعادة النظر فيما قدم وحدث خلاف عليه.
ألغام متحفّزة
أما د. حسام عقل الناقد الأدبى بجامعة عين شمس المصرية فيقول معلقاً على هذه الأزمة لا شك أن مراجعة تجربة حلمى سالم وهى جزء عضوى من تجربة»إضاءة77» تشي بأن هناك قضايا وتيمات مايزال حلمي سالم متشبثاً بها فى دواوينة الأولى وقد بث بعض هذه الأراء فى كراسات إضاءة حيث إنه يعد أحد منظريها والمؤسسين لها، ولوحظ فى السنوات الأخيرة أنه كان يحتفظ فى جعبته بلغم وينوى تفجيرة فى اللحظة المناسبة، فقد نشر فى مجلة «أدب ونقد» فى شهر مارس عام 2000 مقالة بعنوان »الإرهاب والكباب» أدان فيها نقمة الرأى العام إزاء بعض الأعمال المتجاوزة من قبيل «مسافة عقل رجل» لعلاء حامد، وقصيدة عبد المنعم رمضان عام 1992 بمجلة «إبداع» مؤكداً أنه يتعين عدم إدانة هذه الأعمال مهما انطوت على التجاوز!!
ثم نشر حلمي فى مجلة العربى عام 2004 فى شهر أبريل قصيدة بعنوان «المعرى» مكونة من 34 سطراً شعرياً وكان من بين ما قالة «أهدى لحضارتكم شكاً فى التقنية وشكى فى علم الساعة والمترو والمسرح حتى تهتز الثقة العمياء» وفى ديسمبر عام 1994 نشر فى مجلة «إبداع» قصيدة بعنوان «بهلول سقط المتاع» تطاول فيها على القران الكريم ودمج فى سطورها الأية الأولى من سورة البقرة فى سياق ليس له علاقة بالاقتباس الأدبى من الكتاب الحكيم، بل جاء ذلك فى سياق تجاوزى بحت إلى غيرها من التجاوزات الأخلاقية التى تحمل فى طياتها مزيداً من الإباحية والتعرى.
وقد كشف حلمي سالم عن نيتة الخبيئة فى مقال له بعنوان» صراع المنع والمنح» نشرة فى « الهلال» فى أغسطس عام 2006 واعتبر هذا المقال تمهيداً مباشراً لقصيدتة الكارثية الأخيرة حيث ذكر في هذا لمقال أنه لم يكن مناسباً ولا لا ئقا صدور فتوى المفتي بشأن التماثيل ولم يكن لائقًا ولا مناسباً حجب الحقوق المدنية عن الطائفة البهائية ولم يكن لائقاً ولا مناسباً أن تتخذ اللجنة الثقافية بمجلس الشعب المصرى قرارها بحجب رواية »شفرة دافنشى»- لدان براون- مشيرا الى ان ثقافتنا الاسلامية لم تكن فيها للآخر وجود مستقل وأننا دأبنا على نفي الاخر ولا بد من أمر ما لوضع ثقافة المحاورة محل ثقافة المصادرة.
فخاخ “حرية الإبداع”
ويبدو من خلال مراجعة هذه اللهجة التصعيدية أن حلمي سالم كان مصراً على مفاجأة الرأى العام بعمل من هذا القبيل لا يعدو أن يكون تكراراً مستفزاً، وتمحور لغة الشعرية حول كتابة الجسد من ناحية ونزع القداسة عن الرموز الدينية من جهة أخرى بشعر معتكر ومختنق(شهد شاهد من أهلها)
ولعل عبارة « حرية الابداع» تحتاج إلى إعادة نظر فى مدلولها، فحرية التعبير تشترط مراعاة العقائد وعدم الزج بالذات الإلهية فى مثل هذه التعبيرات الشعرية المهترئة فى وضوح مدلول قولة تعالى “ فلا تضربوا لله الأمثال” ..(سورة النحل 74) والمعنى تنزيه الذات الالهية عن المشابهة والنقص وهو ما جسده قول العلماء لا يوصف الله عز وجل إلا مما وصف به نفسه أو وصفه به رسله، فما بالنا بمن يجعل الذات الالهية جزءا من صور شعرية بهذه الركاكة والفجاجة.
.
.
.
يتبع ..
!
علي بن حسين غير متواجد حالياً
قديم 14-05-2007, 08:07 PM #3
علي بن حسين
موقوف
الصورة الرمزية علي بن حسين
وسام فضي: - السبب: الفوز بالمركز الثاني في مسابقة التصميم
افتراضي
و حتى تتّضح الصورة عن قُرب و إدراك :
كتبَ " خمسة أركان مكتملة لمشهد تهافت التهافت الثقافي
ثلاثة شعراء وعامل مطبعة وضابط شرطة " هاني درويش
في المستقبل - الاحد 22 نيسان 2007
قائلاً :
يستعيد المشهد الثقافي المصري الفضائحي رونقه كالعادة، فمع كل محاولة لتكحيل العين العمشاء يبرز عماء جدير بكل المتهافتين على معادلة مفادها أن الخروج من ظل شجرة الدولة الوارفة الظلال والثمار يعني تيه العشيرة في أرباع جموع السفهاء والصعاليك. ومن ثم فنحن نهجو الدولة في المقاهي في حين لا نترفع عن تولي مناصبنا فيها. فالدولة ليست وزير الثقافة أو مؤسسته ونضالنا من داخلها نضال لقيمة سامية مترفعة إسمها الثقافة الوطنية ـ والأخيرة مصطلح سنّه منظر دولة الشجر الثقافي الوافرة د.جابر عصفور ولا يزال يروج له حتى الآن.
بمعنى أن مواجهتنا لإنقلاب الراعي (الدولة) والرعية (الجماهير) على مشروع التنوير تبدأمن الخطوط الأمامية من مؤسسات القهر الثقافية نفسها، والتي، وإن فشل مشروعنا في أن نعقلنها ونمدنها، نجد أننا قدّمنا دورنا أمام التاريخ، حتى لو باتت السلطة في غير احتياج لنا كظهير ثقافي وإكسسوار حداثي لبنيتها المشوّهة. لذا ليس غريباً أن تظل "الهيئة العامة للكتاب" القاطنة هناك على كورنيش النيل قابلة للحج والطواف الثقافي مهما كان تجهم لوائها الأنصاري في فوتوغرافيا النشرات الصحافية مقنعاً لجمع أسرة الثقافة تحت حزام السياسة، ومهما تقمص ضابط الشرطة السابق سمت المدافعين عن شرف المجتمع وعورته التي تبدأ من أسفل الذقن لتشمل العقل والقلب ومتعلقاته. فقد صحت القاهرة على معركة خفيفة وهشة من معارك المثقفين وهي أشبه بمن يشاهد مشهداً هزلياً إلى حدود البكاء. والحكاية تبدأ من شاعر فحل خرج على حدود المؤسسة ناعياً استقلاله المزعوم بعد فضيحة مؤتمر القاهرة الشعري الأخير، حينما أسس الفاشيون الجدد بقيادة أحمد عبد المعطي حجازي لمازورة شعرية أخرجت كل من هو خارج ذائقته من حدود المؤسسة الراعية للمؤتمر. خرج الشاعر حلمي سالم رافعاً لواء الثورة المتأخرة على لجنة الشعر بتنظيم فاعلية موازية أسماها "ملتقى الشعر البديل"، نظمها الرجل ونفر من زملائه المخلصين لتجمع كل ضحايا مقصلة حجازي التي لا ترحم. ومر الملتقي فيما الشاعر نفسه يشارك من بعيد لبعيد _ والله أعلم بالنوايا في إصدار مجلة "إبداع" في إصدارها الثالث المغدور ـ وللمفارقة تصدر تحت رئاسة تحرير حجازي نفسه ـ بقصيدة عنوانها "شرفة ليلي مراد" كانت قد صدرت في ديوان "في ثناء الضعف" الصادر له حديثاً عن دار المحروسة للنشر. ولأن الشاعر يدرك سقوف الحرية المنخفضة للنشر في إصدارات الدولة قام طوعياً بتغيير لفظة الله المكررة عبر ثنايا القصيدة إلى لفظة رب، متخيلاً أنه سينجو بذلك من رقابة عمال المطابع الشهيرة. لكن المتربصين فاجأوه حينما قلصوا مقياسهم الرقابي ليطارد لفظة رب هي الأخرى.
أمر الجنرال د. ناصر الأنصاري (وتعبير الجنرال ليس مبالغة لفظية فالرجل بدأ حياته الوظيفية ضابطاً بالشرطة ولم ينتهِ من تقمص روح زيّها الرسمي حتى لو خلت صوره من النسور على الأكتاف) بمصادرة العدد بعد بيع نسخ كثيرة منه بحجة ورود "تقارير" تؤكد أن القصيدة تحتوي على تطاول على الذات الإلهية، ليتصاعد الجدل الممل كالعادة عن مسؤولية الدولة ثقافياً في حفظ الأخلاق العامة، ولينبري كثيرون للتباكي على قصيدة الشاعر المغدور. لكن العدد الماضي لجريدة "أخبار الأدب" حفل بأكثر من مفاجأة خرجت بالمشهد من حدود رتابته المتوقعة، حين ارتبكت أرجاء الصورة بعدم تناغم مفزع وضعته ثلاث شهادات لثلاثة أطراف هي موضع مشهد تهافت التهافت بامتياز. المشهد الأول في صدر الصفحة الثالثة للجريدة حيث ينفي د. ناصر الأنصاري تهمة "البلاغ" في قصيدة حلمي سالم، حيث تورط الأنصاري في حديث تلفزيوني سابق فأكد أن من أبلغه بتجاوز قصيدة حلمي سالم لخط الممنوعات. وعندما حاصرته الصحافية بسؤال مفاده: هل صحيح أن شاعراً هو الذي أبلغك بمحتوي القصيدة وليس عمال المطابع، كان رده: لو كان لعمال المطبعة علاقة بالموضوع لما طبع العدد من الأساس.
إلى هنا ينتهي الاقتباس الأول الذي يؤكد أن السلطة المعطاة لعمال المطابع معترف بها على لسان الجنرال الأكبر. لكن الصحافية عادت لتصر على سؤالها: إذن هل ان من قام بالإبلاغ عن القصيدة هو أحد الشعراء؟ فرد الأنصاري: "ماقدرش أقول ده... أنا لدي لجان الفحص الخاصة بي في الهيئة... هذه اللجان تنبهت للقصيدة لكن متأخرة بعد صدور العدد". هنا لا بد من التوقف مرة أخرى حيث لا داعي للتأكيد على أن للأنصاري ما لا يقل عن مئة تصريح سابق، بدأت منذ توليه منصبه، ينفي فيه وجود أي لجان رقابية في هيئته المصونة. ثم تعود الصحافية لتؤكد في باقي التقرير أنها علمت، عبر مصادر في الهيئة، أن لجنة بحث الأزمة التي شكلها الانصاري تتكون من نائبه وحيد عبد المجيد وعضو من اللجنة الثقافية بالهيئة وعضو من هيئة تحرير المجلة، وأخيراً عضو من المطبعة حيث من المتوقع صدور المجلة بتدارك الخطأ أي بحذف قصيدة حلمي سالم.
حاول الأنصاري في إجاباته تهويم تهمة المصادرة لتبقى معلقة في فراغ المبني للمجهول. لم ينفها عن الشاعر ولا عن عمال المطابع وأعاد الخطأ لمساحة لجانه الرقابية التي لم تؤد عملها بإتقان من البداية وكفى الله المؤمنين شر القتال أو النميمة. مجرد خطأ بجرة قلم لن يوقف مسيرة قافلته.
أما العواء تحديداً فقد جاء في مؤخرة نفس العدد من أخبار الأدب عبر شهادتين: الأولى مقال تبريري فج للشاعر حسن طلب مدير تحرير "إبداع"، (تأمل الحكمة الوظيفية ونموذج مثقف النصف نصف الرائع) والثاني شهادة بكاء وعويل من العيار الاستشهادي الثقيل بقلم حلمي سالم نفسه ولنتأمل أركان الشهادتين:
يكيف الشاعر الكبير حسن طلب ـ ولا نقصد هنا "يقيف" نسبة لصنعة الترزي البلدي ـ موقفه بضبط المسافات الدقيقة من أبعاد الأزمة محاولاً تجنب المسؤولية الضمنية له في الفضيحة كمدير تحرير تمت الوشاية ضمنياً به وبذائقته الأدبية، حين يحاول أن يعطي للدكتور الأنصاري الحق المشروع في مصادرة العدد ولكن باستخدام أسلوب الناصح الأمين والمهذب حين يدبج مقدمة عصماء حول طبيعة اللغة الرمزية في الفن والشعر _ تأمل أدب المرؤوسين ـ فيعدد له سوابق اللغة والشعر التي كانت في السابق تستوعب مقطع "المجد للشيطان معبود الرياح" في قصيدة أمل دنقل الشهيرة. ويصل به رثاء الذات إلى مستوى القول الآتي: غير أن هذا لا يعني أننا ننحي باللائمة على الدكتور "ناصر" فنحن هذه المرة ينبغي ألا نلوم إلا أنفسنا ( تأمل التواضع) نحن المثقفين مذ سمحنا لضعاف المواهب والنفوس أن يندسوا بيننا مع رصفائهم من الموظفين الذين لا يعملون ويسوؤهم أن يعمل الآخرون ( أي نحن طبعاً)... لكم ساءهم بالفعل أن تظهر مجلة مصرية بهذا المستوى الرفيع، فلم يكتفوا بإبلاغ رئيس الهيئة فحسب عن المقطع ( المذكور)، وإلا لهان الأمر، ولكن تطوّعوا بإرسال البلاغات الكيدية إلى أمثالهم من صغار الصحافيين، لكي يشعلوا الفتنة ويهيجوا الرأي العام على الهيئة التي يعملون بها ( أليس عيباً الحديث هكذا على زملاء العمل؟). وحسناً فعل الدكتور الأنصاري حين أشار في حديثه التلفزيوني مساء الأحد الماضي ـ (وهو ما أنكره الأنصاري في نفس العدد) ـ إلى هذا الشاعر/ المخبر الذي أبلغه، حتى ينفضح أمره بين زملائه ( طبعاً لا يملك جرأة التصريح بإسمه) بعد أن ارتدى قناع الحداثي المتمرد على المؤسسة وهو يشاركهم ملتقى الشعر البديل بينما يقبض باليد الأخرى منحة التفرغ من المؤسسة نفسها ويجهز الآن قناع الطليعي الثائر من خلال المجلة التي يعد لها مع زملائه!
إلى هنا ينتهي البلاغ المزدوج للشاعر الكبير عن الفضيحة فهو يبرئ السلطان (الجنرال) من استماعه للوشاية ملقياً بالتهمة على شاعر مبني للمجهول ولا ينقص إلا ذكر إسمه. ولكي يكمل طلب ضربته المزدوجة عليه أن يكمل مشهد التضحية بذبح حلمي سالم على مذبح ضعف الشعرية، حيث يؤكد على ركاكة وهشاشة النص اللتين شجعتا ضعاف النفوس على التربص بالمجلة واصلاً إلى نتيجة مفادها أنه قد أخطأ من الأساس بقبول قصيدة ضعيفة لا يمكن الدفاع عنها!! ويعود ويصر على أن المجلة بنخبوية الجمهور المستهدف كانت ستمر لولا تربص المتربصين بها.
هكذا برّأ طلب نفسه ورئيسه من ألاعيب مجموعة من الشعراء النابحين ذوي النفسيات السوداء ضد إنجاز مجلته الضخم، محيلاً أجواء الأزمة لزوبعة تافهة في فنجان مجموعة من الشعراء السفهاء الذين لا يقدرون نضاله الوظيفي لتمرير الثقافة من خرم إبرة المجتمع الضيق، وهو في ذلك الدفاع الإنبطاحي هو الآخر معذور. لكن من لا عذر له فعلاً هو حلمي سالم الذي كتب شهادة جاءت في الصفحة المقابلة دون تنسيق للمواقف مع من سبقوه في نفس العدد حيث باعوه جميعاً في المزاد العلني، فيما هو أصرّ على تبرئة الجميع من دم قصيدته المهدورة محملاً ذنبها كالعادة على مشجب عمال المطابع، الأبرياء هذه المرة .
إذا كان منطق حسن طلب هو تهافت الشاعر الموظف، فإن موقف حلمي سالم هو تهافت التهافت المتأخر. فقد حسبها حلمي سالم حساباً تقليدياً حين حمل المبني للمجهول وتقديره عمال المطابع الأسطوريون شرف التحكم في الثقافة المصرية. عنون مقالته بـ"ثقافة يحكمها عمال المطابع"، حيث لم ينس في البداية توجيه الشكر لكل من باعوه، وفي مقدمتهم حجازي وطلب، مشيداً بموقفهم في الدفاع عن قيم الإستنارة والحرية وتحدث عن نفسه ككبش فداء ضخم ذبحه عمال المطابع للنيل من حجازي وهيئة تحرير المجلة. ثم ولإكمال المشهد بكامل إكسسواره الاستشهادي وضع نفسه في مسيرة شهداء التعبير بدءاً من الحطيئة وإنتهاء بمارسيل خليفة مروراً بكامل تاريخ القهر العربي للإبداع. ويصل في قمة منحنى خطاب التضحية ليؤكد ضرورة فصل الدين عن الإبداع والسياسة.
على شاكلة مناضلي الشجرة الوارفة الثمار قدم حلمي سالم شهادته المتأخرة التي لو قدر له أن يقرأ ما سبقها لتراجع عنها، لكنه لا بد سيقرأ عدد أخبار الأدب كما قرأناه ونتمنى في المرة القادمة أن يكون إخراج المشهد دون هذه الراكورات الزمنية والمواقفية، على الأقل فليبحثوا عن مخرج يعيد ترتيب مشاهد الفضيحة بدلاً من هذا الإرتجال الذي يبدو شعاره "تعظيم سلام" لكل من هو فوق في الهرم الثقافي المصري المقلوب، حيث لا مجال لبطولة زائفة، أو أحاديث مكرورة عن ثقافة مغدورة.
علي بن حسين غير متواجد حالياً
قديم 14-05-2007, 08:10 PM #4
علي بن حسين
موقوف
الصورة الرمزية علي بن حسين
وسام فضي: - السبب: الفوز بالمركز الثاني في مسابقة التصميم
افتراضي
..كما و جاء في موقع جهة الشعر الإلكتروني:
حلمي سالم، حسن طلب
الضجة التي أثارها قرار وقف توزيع مجلة 'ابداع' تطرح العديد من الأسئلة حول الواقعة نفسها وحول حدود حرية التعبير، وحول المسكوت عنه دائما في قضايا المصادرة وهو مسئولية الكاتب.
فيما يخص الواقع هناك كلام عن وشاية بالمجلة مصدرها شاعر كما يبدو في مقال الشاعر حسن طلب مدير تحرير ابداع وفي الوقت ذاته يلقي الشاعر حلمي سالم صاحب القصيدة باللائمة علي عمال المطابع، وفي المقالين نقاش حول تأويل الابداع يذهب فيه حسن طلب الي التأكيد علي أن المستوي الفني للابداع يحميه من تطفل الرقباء، وهذه في الحقيقة احدي القضايا التي تتجاوز الواقعة الحالية الي المسكوت عنه في كثير من الوقائع بكتابة البعض لنصوص تافهة لاترقي الي مستوي الشعر هدفها الصدام ولفت النظر فقط ثم تقديم البلاغات في أنفسهم لجهات الرقابة أو يتبرع غيرهم بذلك. وهو موضوع يستحق النقاش.
***
علي هامش إيقاف العدد الأول من (إبداع)
حتي لا يعود فقهاء المصادرة بهراواتهم الغليظة
حسن طلب
ربما تكون الضجة المثارة حول العدد الأول من الاصدار الثالث لمجلة (ابداع)، فرصة مواتية لايضاح بعض القضايا الملتبسة، سواء في قصيدة الشاعر 'حلمي سالم' التي تضمنها العدد وأثارت هذه الضجة، أو في طبيعة اللغة الرمزية للفن عامة، وللشعر علي وجه الخصوص.
وإذا كان الدكتور 'ناصر الأنصاري' رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب وهو الرجل الذي نحترمه جميعا ونقدره قد اتخذ قرارا بإيقاف توزيع ما تبقي من نسخ العدد مؤقتا، وهي النسخ التي كانت معدة للتوزيع الخارجي: فهذا حقه المشروع، ووجه المشروعية هنا، هو خوفه من أن يأخذ القراء ما ورد في أحد مقاطع القصيدة بالمعني الحرفي، علي أن إيقاف توزيع المجلة لا يبدو أنه الحل الأمثل في هذه الحالة، اللهم إلا إذا كان الدكتور 'ناصر' نفسه، مقتنعا بأن الشعر لا يمكن أن يحمل وراء معانيه الحرفية المباشرة، معاني ودلالات أخري توحي بها لغته الرمزية: ولاشك في إننا سنسيء إلي 'أمل دنقل' وإلي الشعر كله، لو حملنا قوله: (المجد للشيطان معبود الرياح) علي المعني الحرفي، فحكمنا عليه بالخروج علي الدين لأنه يمجد الشيطان الملعون، أما إذا ما فهمنا الشيطان هنا علي أنه مجرد رمز للمقاومة والرفض، فسنكون قد أعطينا الشعر حقه، وعصمنا أنفسنا من الفهم الخاطيء الذي سيقودنا بالضرورة الي المبالغة والتهويل في تحميل لغة الشعر غير ما تحتمل. ولعل الحل الأمثل في حالة كهذه هو الحوار العقلاني المتحضر الذي يستطيع به من يختلف مع المقطع المذكور، أن يطرح رأيه للمناقشة في (إبداع) نفسها أو في غيرها من المنابر، وهو حوار ليس بالغريب علينا، وإن كنا قد افتقدناه خلال العقود الأخيرة المظلمة، فبالأمس كان أحدنا يكتب: (لماذا أنا ملحد؟)، فيرد عليه المعارض: (لماذا أنا مؤمن؟)!
غير أن هذا لا يعني أننا ننحي باللائمة علي الدكتور 'ناصر': فنحن هذه المرة ينبغي ألا نلوم إلا أنفسنا نحن المثقفين، مذ سمحنا لضعاف المواهب والنفوس أن يندسوا بيننا مع رصفائهم من الموظفين الذين لا يعملون ويسوؤهم أن يعمل الآخرون، علي نحو ما وصفهم بحق 'طه حسين'. لكم ساءهم بالفعل أن تظهر مجلة مصرية بهذا المستوي الرفيع! فلم يكتفوا بأن يبلغوا رئيس الهيئة فحسب عن (المقطع) المذكور، وإلا لهان الأمر: ولكن تطوعوا بإرسال البلاغات الكيدية إلي أمثالهم من صغار الصحفيين، لكي يشعلوا الفتنة ويهيجوا الرأي العام علي الهيئة التي يعملون بها! وحسنا فعل الدكتور 'ناصر' حين أشار في حديثه التليفزيوني مساء الأحد الماضي إلي هذا الشاعر/ المخبر الذي أبلغه: حتي ينفضح أمره أمام زملائه، بعد أن ارتدي بالأمس قناع الحداثي المتمرد علي المؤسسة وهو يشاركهم ملتقي (الشعر البديل)، بينما يقبض باليد الأخرئ منحة التفرغ من المؤسسة ذاتها ويجهز الآن قناع الطليعي الثائر من خلال المجلة التي يعد لها مع زملائه! وسيظل علي الأرجح محتفظا بقناع الغيرة علي الدين يستخدمه وقت اللزم. وبغض النظر عن موقف هؤلاء المخبرين في المركز الإعلامي بالهيئة، وعن قرار إيقاف توزيع المجلة مؤقتا: فإن المقطع الذي ورد في القصيدة المذكورة متضمنا كلمة (الرب) في سياق بدا وكأنه غير لائق، هو مقطع تسمح لنا تقاليد تذوق الشعر بتأويله علي أنحاء شتي، ولعل الفرق الدلالي المائز بين لفظ الجلالة (الله) من جهة، وكلمة (الرب) المطلقة من جهة أخري، لا يخفي علي القاريء عامة، وقاريء الشعر خاصة، فكلمة (الرب) المقصود هنا، ينتمي إلي الديانات السابقة علي نزول (سورة البقرة)، أي السابقة علي الإسلام.
***
أعلم أن هذه القراءة ليست الوحيدة بالطبع، فقد يرفضها آخرون ممن يصرون علي القراءة الحرفية، وربما شجعتهم هشاشة النص وركاكاته علي هذا الرفض، وهم في ذلك محقون من حيث المبدأ، فنحن إلي الآن نقرأ ألوانا من خروج الشعراء الكبار قديما وحديثا، وإنا لنستمتع بها في الغالب، علي ما فيها من شطط يصدم الشعور الخلقي، أو يمس الاحساس الديني. ونحن حين نغفر لهؤلاء الشعراء الكبار تجاوزاتهم الأخلاقية والدينية، فإنما نفعل هذا بسبب ما فيها من لغة رمزية رفيعة، ومن صياغة قوية محكمة، ومن صور مبتكرة مدهشة: ألسنا نتداول إلي الآن ديوان 'المتنبي' ونقرأ فيه:
يترشفن من فمي رشفات هن فيه أحلي من التوحيد! فيعجبنا قوله ويدهشنا، ولا نطعن علي الشاعر في دينه لأننا نحمل ما قاله علي لغة الرمز: في الوقت الذي ننكر فيه المعني نفسه، إذا أتي أحدهم فنثره ليقول لنا إن طعم القبلة في شفتي الحبيب، ألذ وأحلي من طعم الشهادتين!
ومثل هذا كثير من شعر 'أبي نواس' و'أبي تمام' و'المعري' وغيرهم قديما وحديثا. وقد يأتي معترض فيقول إنه لا يجوز لنا ما جاز للقدماء وهذا قول بيٌن البطلان، لأنه يهدم فكرة الحرمة المطلقة للمقدسات، فيخضعها للنسبية التاريخية، بحيث يحل لجيل من الناس ما لا يحل لسواهم! ولعل الأوفق من ذلك أن نقول إننا نقبل من الشعر الرفيع ما لا يمكن أن نقبله من الشعر الركيك، وهذا هو الذي جعل شعر كبار المتصوفة حيا بيننا إلي اليوم، علي ما فيه من تجاوزات تتضاءل إلي جوارها تجاوزات 'حلمي سالم'، ولعل هذا أيضا هو الذي جعلنا ننتشي بقول 'أحمد شوقي' ولا نجرؤ علي أن نرميه بالشرك وهو يدعو إلي عبادة الوطن:
وجه الكنانة ليس يغضب ربكم
أن تجعلوه بينكم معبودا!
وهو بيت من قصيدة معروفة غنتها 'أم كلثوم'، واستمتع بها عامة الناس، ولكن يبدو أن العامة في الماضي القريب، لا يقارنون بالنخبة المثقفة في هذه الأيام!
هشاشة النص وركاكاته شجعت
من يصرون علي القراءة الحرفية للإبداع !
وما قيل عن 'المتنبي' و'شوقي' يمكن أن يقال عن رواد الشعر الحر، مثل 'نزار قباني' و'صلاح عبدالصبور' و'أحمد عبدالمعطي حجازي' و'أدونيس' و'محمود درويش' ومن جاء بعدهم من ذوي التجارب الروحية مثل 'محمد الشهاوي' و'وليد منير'، وغيرهم: ومن منا لم يؤخذ بالحس الصوفي العميق وبروح الطفولة البريئة في هذا المقطع:
في الماضي كان الله
يظهر لي حين تغيب الشمس
في هيئة بستاني
يتجول في الأفق الوردي
ويرش الماء علي الدنيا الخضراء
وأظن أن 'حلمي سالم' في قصيدته المذكورة، نظر إلي هذه الصورة، ولكن شتان بين (البستاني) هنا، و(القروي) هناك! فقوة الرمز في الصورة الأولي تفرض نفسها علي الحس وتفتح أبواب الخيال، بلا واسطة، أما في الثانية، فنحن نحتاج إلي محام، قد تقنعنا حجته، وقد لا تقنعنا!
والأمثلة كما يعرف قراء الشعر ومحبوه كثيرة.. كثيرة: فلم يبق إلا أن يقول المعترضون: ولكن قصيدة 'حلمي سالم' لم ترق إلي هذا المستوي الفني الرفيع، الذي يجعلنا نقبل جرأة الشاعر علي المقدسات، ونحمل تجاوزاته علي لغة الرمز. وهذا الاعتراض مقبول بلاشك: غير أنه يضعنا أمام المسألة الذوقية في الفن: حيث يختلف الناس أكثر مما يتفقون.
ومادمت قد اعترفت بأن الاعتراض مقبول: فلن أعدم من يسأل من جديد: ولم أقدمت المجلة علي نشر قصيدة كهذه تثير الشكوك، علي الأقل حول مستواها الفني؟!
وربما تكون لهذا السؤال وجاهته، لو أن صاحب القصيدة ناشيء مغمور يستوجب الحذر، أو مبتديء يحتاج إلي من يعلمه ويوجهه، غير أن صاحبها شاعر معروف مصريا وعربيا، ولئن كانت له قصائد كثيرة رديئة، فإن له مثلنا جميعا قصائد كثيرة جيدة.
ومن أجله هو وأمثاله حرصت المجلة علي أن تثبت في صدرها علي سبيل الاحتراز، وبعبارة لا تحتمل اللبس، أن المواد المنشورة تعبر عن رأي صاحبها وحده، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المجلة.
وبعد هذا كله، يأتي المتربصون من صغار الشعراء، ليتركوا المجلة كلها بصفحاتها الأربعمائة، ليتصيدوا بضعة سطور في قصيدة من بين تسع قصائد، ولم يزدهم نفاد النسخ المطروحة من السوق (مع ارتفاع الشعر نسبيا): إلا إصرارا علي الكيد ورغبة في الهدم، لا يحركهم هذا إلا شعار العاجزين في كل زمان ومكان: (إما فيها.. أو نخفيها)! لقد عميت عيونهم عن الجهد الكبير الذي بذله القائمون علي المجلة لتخرج بهذه الصورة المشرفة، وفي مقدمتهم مديرة التحرير: 'غادة الريدي' والفنانة الشاعرة 'ميسون صقر' صاحبة الرؤية الإخراجية، بالإضافة إلي بقية فريق العمل الذي لم يدخر أي منهم جهدا، سواء في مقر المجلة أو داخل الهيئة بأقسامها الفنية المختلفة.
***
وأخيرا، فقد كان علينا أن نرفض قصيدة ' حلمي سالم'، لو كنا نشرف علي مجلة واسعة الانتشار مثل كثير من مجلاتنا الاسبوعية السيارة الموجهة إلي الجمهور العريض، فنحن أول من يعلم أن ما يصلح لمجلتنا، لا يصلح بالضرورة لهذه المجلات، وما يصلح لهذه المجلات لا يصلح كذلك للجرائد اليومية. إن مجلة (إبداع) بحكم توجهها، وبحكم ما يطبع منها، تحرص علي أن تخاطب نخبة المثقفين ممن يقرأون 'ماركس' و'نيتشه' و'سارتر' فلا يتأثرون بإلحادهم، ولهؤلاء المفكرين كتب كثيرة مطبوعة في الهيئة المصرية العامة للكتاب نفسها، وفي غيرها من المؤسسات الرسمية: هذا فضلا عما تنشره الهيئة من كتب تراثية فيها من التجاوزات ما يستوجب الخوف والحذر أكثر بكثير مما تستوجبه قصيدة 'حلمي سالم' المسكين! وخير مثال نسوقه هنا هو ديوان 'ابن الرومي' بأجزائه الستة، وكتاب (الفتوحات المكية)، وتعلم الهيئة وهي تطبع هذه الكتب، أنها موجهة للنخبة من المثقفين.
يا ليتنا نتعلم من دروس الماضي البعيد والقريب، فنعرف كيف أن العمل الجيد سيبقي رغم أنوفنا، ورغم مقص الرقيب، أما العمل الرديء فسيسقط من تلقاء نفسه، هكذا بقيت كتب 'المعري' التي غسلوها في الماضي، وبقي في الحاضر (الشعر الجاهلي) و(فقه اللغة العربية) و(أولاد حارتنا)، وغيرها من الأعمال التي حاول فقهاء المصادرة بكل ما في وسعهم، أن يعدموها، فبقيت شامخة مضيئة وانجرفوا هم الي زوايا النسيان!
ثقافة يحكمها عمال المطابع
حلمي سالم
ما ان فرحنا بعودة مجلة 'ابداع' الي الصدور 'حتي ولو فصلية' بعد انقطاع أربع سنوات كاملة بنفس قيادتها السابقة: رئاسة الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي، ونائبه الشاعر الصديق حسن طلب، حتي هبط الخفاش الاسود بجناحيه الاسودين. صودرت أعداد المجلة، بعد أن طرحت في السوق لعدة أيام والسبب أن رئيس هيئة الكتاب ناصر الانصاري 'الذي كان هنأ حجازي بصدور العدد الجديد' وصلته شكاوي من عمال المطابع بهيئة الكتاب تقول ان العدد به قصيدة بعنوان 'شرفة ليلي مراد' تسيء الي الثوابت الدينية وتغض من قداسة المعتقدات والذات الإلهية.
وأود باعتباري صاحب قصيدة 'شرفة ليلي مراد' أن أعرض في هذا الصدد النقاط التالية:
1 توجيه التحية للشاعر الكبير حجازي ورفيقه طلب لانه طيلة عمله في 'ابداع' منذ 1991 لا يتواني عن نشر النصوص والفنون الحرة، التي لا يلبث أن يتهم بها: أمام القضاء تارة، وأمام التطرف الديني مرة، وأمام العقلية الجمعية السلفية تارة. وهو في كل ذلك مدافع صلب عن الحرية وحق المبدعين في الحرية، حتي وإن اختلف مع مبدعيها فكريا أو فنيا. وهو بذلك يدفع الضريبة المستحقة عليه، كمفكر تنويري، وكشاعر رائد قال ذات يوم : 'أنا اصغر فرسان الكلمة' وقال: 'أنا في صف المبدع من أي ديانة'.
2 ليس في القصيدة المذكورة ما يسيء الي قداسة الدين أو يغض من الذات الإلهية. ولعل العكس هو الصحيح، لان السطور المقصودة هي تنزيه لله عن القهر والتعسف والترصد. وهي فوق ذلك تنتقد المتواكلين الذين ينتظرون أن ينزل الله ليحل لهم مشاكلهم اليومية بنفسه، من غير أن يبذلوا هم جهدا أو سعيا. وهي الفكرة التي تقرها القاعدة الدينية نفسها حين تقول 'إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم'، ادانة للتواكل والخمول وانتظار الحلول العلوية!
3 إن تعبير 'الرب' تعبير أوسع من حصره في المنظور الديني الاسلامي وحده، فهو التعبير المستخدم في شتي الديانات السماوية وغير السماوية، وهو التعبير المستخدم في الاساطير اليونانية، بل هو التعبير المستخدم في الاشارة الي كل كبير أو مسئول أو مالك، مثل: رب الاسرة، ورب العمل، وربة البيت، وربة الصون والعفاف. ثم هو رمز الي كل مثل أعلي يتوق له البشر، وحصره في المعني الديني الاسلامي وحده ينطوي علي سوء قراءة وسوء فهم وسوء خلق.
4 القراءة التي اتهمت النص هي القراءة الضيقة المتعسفة، التي لا تصلح لتفسير الادب. فالأدب فن مجازي ينبغي أن يقرأ قراءة مجازية. وهذه القراءة المجازية لها متخصصون، هم نقاد الادب وعارفوه، والغريب أن أهل التيارات الدينية الجامدة يجأرون في وجوهنا صباحا ومساء مطالبين بألا يتحدث أحد منا في الدين، صائحين فينا 'اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون'، بينما هم يفتون فيما لا يعلمون. ونحن نصيح في وجوههم 'اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون'.
5 هذه الواقعة هي حلقة في السلسلة الطويلة التي تحاكم الفكر والادب والفنون بمعيار ديني ضيق، متجاهلة المعيار الديني الواسع، وهي التي تقيم محاكم التفتيش في الضمائر والعقول.
وهي محاكم تفتيش قديمة: بدأت بقطع لسان الحطيئة، ووصلت منذ أسبوع الي معاقبة مارسيل خليفة وقاسم حداد في البحرين بسبب عرض 'مجنون ليلي' الشعري الغنائي، وبينهما كان صلب الحلاج ونفي الطهطاوي ومصادرة طه حسين وقتل فرج فودة وحسين مروة ونفي نصر حامد أبوزيد وطعن نجيب محفوظ. هي إذن سلسلة متصلة متواصلة تسعي الي إغلاق كل نوافذ الهواء في بلادنا العربية.
6 ليست هذه هي المرة الاولي التي تواجه فيها 'ابداع' تحت قيادة حجازي هذه الريح المظلمة، فقد عانت من ذلك مرات: بسبب نشر نص للمفكر الفرنسي المسلم مكسيم رودنسون، وبسبب نشر رسوم عن آدم، وبسبب قصيدة من عبدالمنعم رمضان. كأن رأس المجلة هو المطلوب أو رأس رئيس تحريرها، أو رأس ما يرمزان اليه!
7 ان معظم المصادرات التي تمت في السنوات الاخيرة تم بسبب ابلاغ عمال المطابع في الهيئة المصرية العامة للكتاب عن كل ما لا يروق لقراءتهم الضيقة وأفهامهم المبسطة عن الدين والفن جميعا حدث هذا مع ديوان حسن طلب 'آية جيم' ومع ديوان لمحمد آدم. لقد نصب عمال المطابع في هيئة الكتاب 'وهيئة قصور الثقافة' من أنفسهم قضاة ومشرعين وفقهاء ووكلاء لله علي أرض وزارة الثقافة!
8 ولأن المناخ الديني المتعصب لا السمح صار هو المناخ السائد، فان ادارات هذه الهيئات سرعان ما ترضخ لبلاغات عمال المطابع، ممالئة للتيارات الدينية ونفاقا لها ومزايدة عليها، حتي لو كان بعض هؤلاء المسئولين مثقفين ليبراليين في الاصل. هذه الممالأة دفعت نواب الحزب الوطني الي الاصطفاف خلف الاخوان المسلمين في أزمة وزير الثقافة والحجاب حتي صاروا أكثر تطرفا منهم وأشد عنفا. هكذا صار عمال المطابع يتحكمون في مصير النشر والأدباء والثقافة المصرية.
9 صحيح أن الرقابة قد ألغيت رسميا في أواخر عهد السادات، لكن المناخ الديني المتطرف وتيارات العنف التي رباها السادات نفسه وغذاها، جعلت كل مواطن في مصر رقيبا. فظهرت هذه المفارقة العبثية: ألغيت الرقابة رسميا وقانونيا فصار عامل المطبعة رقيبا، وسواق الميكروباص رقيبا، وشيخ الزاوية رقيبا، والبقال رقيبا. لاسيما اذا كان كل هؤلاء مسنودين بما يسمي 'قانون الحسبة' الذي يعطي لكل شخص الحق في أن يرفع قضية 'من خلال النيابة' علي أي عمل فني أو فكري يراه مسيئا له شخصيا من حيث يسيء للمعتقدات أو الذوق العام أو الثوابت!
سنظل ندور في هذه الحلقة الجهنمية السوداء، ما لم يتم الغاء قانون الحسبة نهائيا، وما لم يتم الفصل بين المنظور الديني والمنظور المدني، بحيث يعزل الدين عن السياسة، لنكون بحق دولة مدنية تحكم بالقانون وحده، ويصبح الدين فيها علاقة بين العبد وربه، تطبيقا للقاعدة الدينية التي تقول: 'أنتم أدري بشئون دنياكم'.
بغير ذلك الفصل الذي لا يحق فيه لانسان أن يحكم دينيا علي انسان، بينما هو ليس أدين منه، وليس محتكرا لمفاتيح الجنة، وستظل الدولة التي تفخر بسبعة آلاف سنة حضارة دولة يحكمها عمال المطابع، يقررون لها ما ينشروما يحجب، ويخططون سياستها الثقافية، ويعينون الممنوع والمشروع للمفكرين والفلاسفة والمبدعين الذين هم قلب الامة النابض وعقلها المضيء!
'شرفة ليلي مراد' اليهودية التي أسلمت هي شرفة التسامح لا القمع، وشرفة المحاورة لا المصادرة، وشرفة الأمام لا الخلف.
.
.
.
يتبع..
!
علي بن حسين غير متواجد حالياً
قديم 14-05-2007, 08:14 PM #5
علي بن حسين
موقوف
الصورة الرمزية علي بن حسين
وسام فضي: - السبب: الفوز بالمركز الثاني في مسابقة التصميم
افتراضي
..كما أدلت الجميلة جريدة القبس الكويتية بتاريخ : 19/04/2007
جمعية التنوير تصدر بيانا.. وحجازي يتحدث عن التاريخ
أزمة مجلة إبداع تثير الحروب الدفينة وتكشف صراع المثقفين
القاهرة ـ صبحي موسى
أصدرت الجمعية المصرية للتنوير بيانا يدين مصادرة مجلة إبداع، مطالبا بضرورة ممارسة الحقوق الدستورية في حرية التفكير، والرد على الفكر بالفكر وليس المصادرة، لأن الأصل هو الحرية وليس المنع، جاء ذلك في الندوة التي عقدتها الجمعية ـ التي أسسها الراحل د. فرج فودة ـ تحت عنوان هل يكفل الدستور حرية التعبير، ودعي للمحاضرة فيها رئيس تحرير المجلة المصادرة الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، والشاعر حلمي سالم الذي أثارت قصيدته 'في شرفة ليلى مراد' هذه الأزمة، وقدم للندوة د. كمال مغيث قائلا إننا صرنا كل يوم نشهد نوعا من المصادرة، والوصاية على حرية الفكر والإبداع، أما حجازي فقد تحدث عن تاريخه الطويل والشهير مع مجلة إبداع منذ عام 1990 بعد أن ولاه سمير سرحان رئاسة تحرير المجلة خلفا للدكتور عبد القادر القط، وكيف وقف في وجه التيارات الظلامية بنشره ملفا عن مقتل فرج فوده، وملفا عن محاولة اغتيال نجيب محفوظ، وكيف توقفت المجلة بسبب لوحات محمود سعيد، ثم استمر وقفها حتى قدم استقالته منها عام 2002، وانتقل سرحان إلى رحمة الله وجاء ناصر الأنصاري الذي خاطبه منذ سبعة شهور لإصدار المجلة من جديد فوافق حجازي شريطة ألا يراجع خلفه أحد. وأضاف حجازي 'أعترف بأن الرجل التزم بهذا، وكان هناك بعض الموظفين الذي يرون أن 'إبداع' ملك لهم ولا بد أن يكونوا فيها لكننا اعتذرنا لهم.
فماذا حدث؟
هكذا تساءل حجازي، لكنه لم يجب بل دخل في تساؤلات أخرى عما ينتظر منه كرئيس تحرير مجلة أدبية، وكيف يتعامل مع الفن وتلقيه ورؤيته وتأويله ومجازاته، وضرب أمثلة بعدد من أبيات الشعر التراثية للمعري وأبي نواس وغيرهما، ولأن هذه قناعاته فقد أضاف 'لذلك بنشتغل لوجه الله 'وصرح بأن مكافأته عن صدور العدد 500 جنيه شهريا'. وانتقل إلى القصيدة المثيرة للجدل والأزمة، قائلا 'أنا لم أعجب بالقصيدة لكنها قصيدة لحلمي سالم، وهو شاعر معروف، واسمه يتحمل ما يكتبه، وأنا لو أرسلت له قصيدة فسينشرها، بغض النظر عن مدى إعجابه بها، ولو جاءني ناقد معروف موثوق منه وقدم نقدا في القصيدة فس
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب حديث أبي عبد الله بلال بن رباح
» نقد كتاب الشيطان عدوك الأول
» قراءة فى كتاب (ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون)
» قراءة فى كتاب الأسباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان
» نقد كتاب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم معان ، وفوائد ، وأحكام
» نقد كتاب الشيطان عدوك الأول
» قراءة فى كتاب (ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون)
» قراءة فى كتاب الأسباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان
» نقد كتاب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم معان ، وفوائد ، وأحكام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى