جائزة نوبل للأغبياء ... هل تنضم ؟

من طرف **المدير العام** السبت أكتوبر 15, 2011 8:53 am

جائزة نوبل للأغبياء ... هل تنضم ؟
بقلم / محمد محمد كذلك

لا شك أننا جميعاً ننظر إلي الحاصلين علي جائزة نوبل الرفيعة علي أنهم صفوة العقول البشرية علي الأرض لما يقدمونه من أعمال علمية وأدبية تسعد البشرية وتدفعها إلي الأمام بدون حواجز فكرية أو عقائدية أو عنصرية , فالحاصلين عليها يسعون إلي تطوير الجنس البشري علمياً وأدبياً دون النظر للكثير من المعتقدات العنصرية , وهم بعطائهم غير المحدود يسمون بالفكر البشري نحو الرقي والسلام , وإن كنا نعتبر الحاصلين علي جائزة نوبل أذكي البشر وهذا نصيبهم , فما هو نصيب الأغبياء من البشر , علي أنه إذا كان الذكاء هبة أو موهبة فالغباء أيضاً موهبة لا يتمتع بها كل البشر , فالبعض فقط من البشر يمتلك موهبة الغباء التي ربما ترفعه إلي قمم غريبة فينشر غباءه علي العالم ليعاني منه الكثير من البشر , ولأجل ذلك كانت جائزة نوبل للأغبياء والتي يطلق عليها اسم Ig Nobel , وهي الكلمة المرادفة للكلمة التي تكتب هكذا (ignoble ) وتعني في القاموس (دنيء , لئيم , وضيع النسب ) , وهناك من ينسبها إلي إجناتيوس الأسطوري الذي يقال أنه هو من اختراع نشارة الخشب , وهي محاكاة ساخرة لجائزة نوبل الحقيقة , وتمنح هذه الجائزة لمجموعة من الناس يقدمون إنجازات علمية غريبة تبعث علي الضحك وبعد أن تضحك ملء شدقيك تجذبك للتفكير والتأمل في هذه الإنجازات الغريبة .

يقدم أصحاب الجائزة عشرة جوائز للذين عملوا بشكل رائع ولافت علي تقديم أشياء غبية goofy things - البعض منهم جدير بالإعجاب والبعض الآخر خلاف ذلك – حيث كان منح جائزة نوبل للأغبياء لأول مرة في عام 1991 م , فقد قدمت عدة جوائز في ذلك العام لأغبياء قدموا اكتشافات خيالية .
شهادة ممنوحة لأحد الفائزين بجائزة نوبل للأغبياء في الكيمياء
تقدم هذه الجائزة في احتفال له مراسم خاصة في مسرح ساندرز بجامعة هارفارد , ويتم دعم هذه الجائزة بمجلة سنوية للبحوث المقدمة تتسم بالمرح والتسلية تحمل اسم Annals of Improbable Research ( أي المجلة السنوية للأبحاث غير الممكنة ) وتختصر تحت اسم (AIR ) ولا يخفي عليك أن هذا الاختصار يعني ( هواء ) وهو ذي معني ومغزى , ويشرح لنا محرر هذه المجلة ماهيتها بقوله " هناك الكثير من العلماء لا يلتفت إلي ما يقدمون من أبحاث ودراسات , ولهذا يجد الفائزين بهذه الجائزة الفرصة للفت الانتباه نحو بحوثهم التي تطرح للقارئ ليتفاعل معها , وتمنح هذه الجائزة للأعمال غير المكررة , لكن المشكلة التي قد تواجه الفائزين هي تعرضهم للنقد , فعادة ما تكون هذه الأبحاث مضحكة وغير جدية " , ويقام حفل تقديم جائزة نوبل للأغبياء برعاية جمعية حاسوبِ هارفارد و جمعية هارفارد - رادكليف للخيال العلمي و جمعية هارفارد – رادكليف لدارسي الفيزياء , وتعد هذه الجائزة محاكاة ساخرة لجائزة نوبل الحقيقية , ويحضر حفل توزيع جوائز نوبل للأغبياء جموع الفائزين بجوائز نوبل الأصلية لتمنح الجوائز علي شرف وجودهم .
لقد قدمت جائزة نوبل للسلام إلي رابين وبيريز وعلي غرار هذه الجائزة قدمت جائزة نوبل للأغبياء في مجال السلام إلي البحرية البريطانية لأنها اتخذت قراراً فريداً بمنع استخدام الذخيرة الحية في إطلاق مدافع الاحتفالات والاكتفاء بجندي يصرخ بصوت عال Bang - Bang – Bang , وفي مجال الفيزياء حصل الباحث مايكل بيري من جامعة بريستول علي جائزة نوبل للأغبياء عن بحثه الفريد في حصر النتائج المغناطيسية الناتجة من التصارع بين الضفادع ومصارعي السومو , وفي مجال الحاسوب حصل العالم كريس نيسوندر علي جائزة نوبل للأغبياء عن بحثه الرائع الذي قدم من خلاله برنامج حاسوبي يخبرك مسبقاً عن قرب قدوم القطة من لوحة الأزرار والحروف والتحكم في حاسوبك , لكن ماذا لو لم يكن لديك قطة , وفي مجال الطب حصل العالم بيتر براس الكندي الجنسية علي جائزة نوبل للأغبياء عن بحثه النادر الذي يقترح فيه معالجات مبتكرة للجراح الناتجة عن سقوط ثمرة جوز الهند على الرأس .
أما في مجال الأدب والإبداع الفني فقد فازت الاسترالية ايلين جريف بجائزة نوبل للأغبياء عن كتابها « الحياة تحت الضوء» الذي أثبتت فيه بدون أدني شك أننا نتناول أغذية لا حاجة لنا بها , ومن الجوائز الأخرى جائزة مرشاش عدم الإخلاص , من ابتكار باحث ياباني للزوجات ليساعدهم على دراسة وكشف أية متغيرات تطرأ على الملابس الداخلية للأزواج , وفي مجال الديانات أوصت اللجنة الدائمة للجائزة بطبع بحث جاك ريكسيلا من جامعة ميتشيجان الذي يثبت فيه أن الثقب الأسود هو بوابة جهنم , وفي مجال القانون نال بحث , جائزة نوبل للأغبياء , لتناوله تأثير القوانين البريطانية على سلوك النعام , وبحث أخر يتناول مدي الإثارة الجنسية لدي النعام عند مشاهدتها للبشر ..

أما في عام 2005 فقد تم منح جوائز نوبل للأغبياء مساء الخميس السادس من أكتوبر في مراسم حفل توزيع جوائز نوبل للأغبياء الخامسة عشرة في مسرحِ ساندرز بجامعة هارفارد وكانت كالتالي :
في مجال التأريخ الزراعي كانت الجائزة من نصيب العالم الإيج نوبلي جيمس واتسون من جامعة ماسي في نيوزيلندا عن بحثه الفريد تحت عنوان " أهمية الأبازيم المنفجرة لسراويل السّيدِ ريتشارد " , وقد رجع الباحث في دراسته إلي المرجع العلمي الذي يحمل عنوان " أهمية الأبازيم المنفجرة لسراويل السّيدِ ريتشارد: الانعكاسات على سمةِ التغير التكنولوجي في معاملِ ألبان نيوزيلندا بين الحروب العالميةِ، "جيمس واطسون ، تأريخ زراعي، الجزء. 78، no. 3، صيف 2004, pp. 346-60. ( بالطبع هذا مرجع متخيل ) , وفي مجال الفيزياء حصل العالم جون مينيستون وتوماس بارنيل الراحل من جامعة Queensland في استراليا علي الجائزة عن قيامه بتجربة بدأت عام 1927 حول تقطير كرة من القطران الأسود المتصلب ببطء خلال قمع وذلك بمعدل قطرة واحدة كل تسع سنوات . وفي مجال الطب حصل الباحث جريج أي . ميلير من ميسسوري علي الجائزة لاختراعه خصيات بديلِة اصطناعية للكلابِ ، متوفرة في ثلاثة حجومِ ، وثلاثة مِنْ درجاتِ الربط , ولم يتمكن الفائز من حضور مراسم الحفل وتم إرسال خطاب له بفوزه , وفي مجال السلام حصل كلاً من كلير ريند وبيتر سيمسون من جامعةِ نيوكاسل، في المملكة المتّحدةِ ، علي الجائزة لقيامه بمراقبة النشاط الكهربي لخلية الدماغ في جرادة بينما كانت تلك الجرادة تشاهد فيلم " حرب النجوم " , وفي مجال الاقتصاد نال البحث الاقتصادي جوري نندا من معهد ماساشوسيتس التكنولوجي , الجائزة عن اختراعه ساعة منبهة تقوم بالهروب والفرار فور إطلاقها جرس الاستيقاظ , وبذلك لا يستطيع الفرد العثور عليها فينهض من النوم فوراً ويهرب إلي العمل فراراً من صوت الساعة التي تلاحقه , وفي مجال الكيمياء نال الباحث الكيمائي إدوارد كوسلر من جامعةِ مينيسوتا والباحث برين جيتلفينجر من جامعة ويسكونسن الجائزة لإجرائهم تجارب حذرة ودقيقة لحسم الجدل الدائر منذ وقت طويل حول السؤال الصعب : هل السباحة في العصير أسرع من السباحة في الماء ؟ , وفي علم الأحياء نال الباحث سميث بنجامين من جامعةِ أديلَيد، أستراليا جائزة نوبل للأغبياء عن بحثه الذي قام فيه بإحصاء عدد الروائح المنبعثة من ضفدع مرهق وقد بلغ عددها 131 نوعاً مختلفاً من الروائح . بالطبع هناك العديد من الأبحاث والدراسات التي نالت هذه الجائزة فهل يطمع أحدنا في نيلها ؟.