سورة البقرة آية رقم 1
سورة البقرة آية رقم 1
سورة البقرة آية رقم 1
{الم}
إعراب الآية :
"الم": حروف لا محل لها من الإعراب.
المواضيع المشتركة في الآية الكريمة :
الألفاظ المشتركة في الآية الكريمة :
ذو
- ذو على وجهين: أحدهما: يتوصل به إلى الوصف بأسماء الأجناس والأنواع، ويضاف إلى الظاهر دون المضمر، ويثنى ويجمع، ويقال في المؤنث: ذات، وفي التثنية: ذواتا، وفي الجمع: ذوات، ولا يستعمل شيء منها إلا مضافا، قال: (ولكن الله ذو فضل( [البقرة/251]، وقال: (ذو مرة فاستوى( [النجم/6]، (وذي القربى( [البقرة/83]، (ويؤت كل ذي فضل فضله( [هود/3]، (ذوي القربى واليتامى( [البقرة/177]، (إنه عليم بذات الصدور( [الأنفال/43]، (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال( [الكهف/18]، (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم( [الأنفال/7]، وقال: (ذواتا أفنان( [الرحمن/48]، وقد استعار أصحاب المعاني الذات، فجعلوها عبارة عن عين الشيء، جوهرا كان أو عرضا، واستعملوها مفردة ومضافة إلى المضمر بالألف واللام، وأجروها مجرى النفس والخاصة، فقالوا: ذاته، ونفسه وخاصته، وليس ذلك من كلام العرب (انظر ما كتبناه في ذلك في تحقيقنا كتاب (وضح البرهان في مشكلات القرآن) للنيسابوري عند قوله تعالى: (حتى عاد كالعرجون القديم( سورة يس: آية 39). والثاني في لفظ ذو: لغة لطيئ، يستعملونه استعمال الذي، ويجعل في الرفع، والنصب والجر، والجمع، والتأنيث على لفظ واحد (وفي ذلك قال ابن مالك في ألفيته:ومن وما وأل تساوي ما ذكر *** وهكذا (ذو) عند طيىء شهر)، نحو:- 171 - وبئري ذو حفرت وذو طويت *** (هذا عجز بيت، وشطره:فإن الماء ماء أبي وجديوهو لسنان بن فحل الطائي.والبيت في الفرائد الجديدة للسيوطي 1/184؛ وشفاء العليل في إيضاح التسهيل 1/227؛ وشرح المفصل 3/147؛ والأمالي الشجرية 2/306)أي: التي حفرت والتي طويت، وأما (ذا) في (هذا) فإشارة إلى شيء محسوس، أو معقول، ويقال في المؤنث: ذه وذي وتا، فيقال: هذه وهذي، وهاتا، ولا تثنى منهن إلا هاتا، فيقال: هاتان. قال تعالى: (أرأيتك هذا الذي كرمت علي( [الإسراء/62]، (هذا ما توعدون( [ص/53]، (هذا الذي كنتم به تستعجلون( [الذاريات/14]، (إن هذان لساحران( [طه/63]، إلى غير ذلك (هذه النار التي كنتم بها تكذبون( [الطور/14]، (هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون( [الرحمن/43]، ويقال بإزاء هذا في المستبعد بالشخص أو بالمنزلة: (ذاك) و (ذلك) قال تعالى: (آلم ذلك الكتاب( [البقرة/1 - 2]، (ذلك من آيات الله( [الكهف/17]، (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى( [الأنعام/131]، إلى غير ذلك. وقولهم: (ماذا) يستعمل على وجهين: أحدهما. أن يسكون (ما) مع (ذا) بمنزلة اسم واحد، والآخر: أن يكون (ذا) بمنزلة (الذي)، فالأول نحو قولهم: عما ذا تسأل؟ فلم تحذف الألف منه لما لم يكن ما بنفسه للاستفهام، بل كان مع ذا اسما واحدا، وعلى هذا قول الشاعر:- 172 - دعي ماذا علمت سأتقيه(هذا شطر بيت، وعجزه:ولكن بالمغيب نبئينيوهو من شواهد سيبويه 1/405؛ ولم يعرف قائله، وهو في الخزانة 6/142؛ واللسان (ذا) ؛ وهمع الهوامع 1/84)أي: دعي شيئا علمته. وقوله تعالى: (ويسئلونك ماذا ينفقون( [البقرة/219] ؛ فإن من قرأ: (قل العفو( (وبها قرأ جميع القراء إلا أبا عمرو. انظر: الإتحاف ص 157) بالنصب فإنه جعل الاسمين بمنزلة اسم واحد، كأنه قال: أي شيء ينفقون؟ ومن قرأ: (قل العفو( (وهي قراءة أبي عمرو) بالرفع، فإن (ذا) بمنزلة الذي، وما للاستفهام أي: ما الذي ينفقون؟ وعلى هذا قوله تعالى: (ماذا أنزل ربكم؟ قالوا: أساطير الأولين( [النحل/24]، و (أساطير) بالرفع والنصب (وقراءة الرفع هي الصحيحة المتواترة. وبها قرأ القراء العشر، أما قراءة النصب فهي شاذة).
شبه
- الشبه والشبهه والشبيه: حقيقتها في المماثلة من جهة الكيفية، كاللون والطعم، وكالعدالة والظلم، والشبهة: هو أن لا يتميز أحد الشيئين من الآخر لما بينهما من التشابه؛ عينا كان أو معنى، قال: (وأتوا به متشابها( [البقرة/ 25]، أي: يشبه بعضه بعضا لونا لا طعما وحقيقة، وقيل: متماثلا في الكمال والجودة، وقرئ قوله: (مشتبها وغير متشابه( [الأنعام/99]، وقرئ: (متشابها( [الأنعام/141]، جميعا، ومعناها متقاربان. وقال: (إن البقر تشابه علينا( [البقرة/70]، على لفظ الماضي، فجعل لفظه مذكرا، و (تشابه) (وهي قراءة شاذة، قرأ بها الأعرج) أي: تتشابه علينا على الإدغام، وقوله: (تشابهت قلوبهم( [البقرة/118]، أي: في الغي والجهالة قال: (آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات( [آل عمران/7]. والمتشابه من القرآن: ما أشكل تفسيره لمشابهته بغيره؛ إما من حيث اللفظ، أو من حيث المعنى، فقال الفقهاء: المتشابه: ما لا ينبئ ظاهره عن مراده (انظر: بصائر ذوي التمييز 3/293؛ والتعريفات للجرجاني ص 200)، [وحقيقة ذلك أن الآيات عند اعتبار بعضها ببعض ثلاثة أضرب: محكم على الإطلاق، ومتشابه على الإطلاق، ومحكم من وجه متشابه من وجه. فالمتشابه في الجملة ثلاث أضرب: متشابه من جهة اللفظ فقط، ومتشابه من جهة المعنى فقط، ومتشابه من جهتها. والمتشابه من جهة اللفظ ضربان:أحدهما يرجع إلى الألفاظ المفردة، وذلك إما من جهة غرابته نحو: الأب (الأب : الكلأ، وقيل: الأب من المرعى للدواب، كالفاكهة للإنسان. انظر: اللسان (أب) )، ويزفون (يزفون أي: يسرعون، وأصله من: زفيف النعامة، وهو ابتداء عدوها. انظر: اللسان (زف) ) ؛ وإما من جهة مشاركة في اللفظ كاليد والعين.والثاني يرجع إلى جملة الكلام المركب، وذلك ثلاثة أضرب:ضرب لاختصار الكلام نحو: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء( [النساء/3].وضرب لبسط الكلام نحو: (ليس كمثله شيء( [الشورى/11]، لأنه لو قيل: ليس مثله شيء كان أظهر للسامع.وضرب لنظم الكلام نحو: (أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا *** قيما( [الكهف/1 - 2]، تقديره: الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، وقوله: (ولولا رجال مؤمنون( إلى قوله: (لو تزيلوا( (الآية: (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم، ليدخل الله في رحمته من يشاء، لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما( سورة الفتح: آية 25). والمتشابه من جهة المعنى: أوصاف الله تعالى، وأوصاف يوم القيامة، فإن تلك الصفات لا تتصور لنا إذ كان لا يحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسه، أو لم يكن من جنس ما نحسه. والمتشابه من جهة المعنى واللفظ جميعا خمسة أضرب:الأول: من جهة الكمية كالعموم والخصوص نحو: (اقتلوا المشركين( [التوبة/ 5].والثاني: من جهة الكيفية كالوجوب والندب، نحو: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء( [النساء/3].والثالث: من جهة الزمان كالناسخ والمنسوخ، نحو: (اتقوا الله حق تقاته( [آل عمران/102].والرابع: من جهة المكان والأمور التي نزلت فيها، نحو: (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها( [البقرة/189]، وقوله: (إنما النسيء زيادة في الكفر( [التوبة/37]، فإن من لا يعرف عادتهم في الجاهلية يتعذر عليه معرفة تفسير هذه الآية.والخامس: من جهة الشروط التي بها يصح الفعل، أو يفسد كشروط الصلاة والنكاح. وهذه الجملة إذا تصورت علم أن كل ما ذكره المفسرون في تفسير المتشابه لا يخرج عن هذه التقاسيم، نحو قول من قال: المتشابه (آلم( [البقرة /1]، وقول قتادة: المحكم: الناسخ، والمتشابه: المنسوخ (أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 2/48)، وقول الأصم (عبد الرحمن بن كيسان، أبو بكر الأصم المعتزلي، له تفسير عجيب، ينقل عنه الرازي. انظر لسان الميزان 3/427) : المحكم: ما أجمع على تأويله، والمتشابه: ما اختلف فيه. ثم جميع المتشابه على ثلاثة أضرب: ضرب لا سبيل للوقوف عليه، كوقت الساعة، وخروج دابة الأرض، وكيفية الدابة ونحو ذلك. وضرب للإنسان سبيل إلى معرفته، كالألفاظ الغريبة والأحكام الغلقة. وضرب متردد بين الأمرين يجوز أن يختص بمعرفة حقيقته بعض الراسخين في العلم، ويخفى على من دونهم، وهو الضرب المشار إليه بقوله عليه السلام في علي رضي الله عنه: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) (لم أجده، لكن جاء عن علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن لأقضي بينهم، فقلت: يا رسول الله لا علم لي بالقضاء، فضرب بيده على صدري، وقال: (اللهم اهد قلبه، وسدد لسانه). أخرجه النسائي في تهذيب خصائص علي بن أبي طالب ص 43، وهو ضعيف)، وقوله لابن عباس مثل ذلك (الحديث عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعت له وضوءا، قال: (من وضع هذا) ؟ فأخبر فقال: (اللهم فقهه في الدين). أخرجه البخاري في باب وضع الماء عند الخلاء 1/224.وقال ابن حجر: وهذه اللفظة اشتهرت على الألسنة: (اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل) حتى نسبها بعضهم للصحيحين ولم يصب، والحديث عند أحمد بهذا اللفظ، وعند الطبراني من وجهين آخرين. انظر فتح الباري 7/100 فضائل ابن عباس، ومسند أحمد 1/266، ومجمع الزوائد 9/279). وإذ عرفت هذه الجملة علم أن الوقف على قوله: (وما يعلم تأويله إلا الله( [آل عمران/7]، ووصله بقوله: (والراسخون في العلم( [آل عمران /7] جائز، وأن لكل واحد منهما وجها حسبما دل عليه التفصيل المتقدم] (ما بين [ ] نقله السيوطي بطوله في الإتقان 2/6). وقوله: (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها( [الزمر/23]، فإنه يعني ما يشبه بعضه بعضا في الأحكام، والحكمة واستقامة النظم. وقوله: (ولكن شبه لهم( (سورة النساء: آية 157. وقد نقل أكثر هذا الباب الفيروزآبادي حرفيا في البصائر 3/294 - 297) أي: مثل لهم من حسبوه إياه، والشبه من الجواهر: ما يشبه لونه لون الذهب.
كتب
- الكتب: ضم أديم إلى أديم بالخياطة، يقال: كتبت السقاء، وكتبت البغلة: جمعت بين شفريها بحلقة، وفي التعارف ضم الحروف بعضها إلى بعض بالخط، وقد يقال ذلك للمضموم بعضها إلى بعض باللفظ، فالأصل في الكتابة: النظم بالخط لكن يستعار كل واحد للآخر، ولهذا سمي كلام الله - وإن لم يكتب - كتابا كقوله: (آلم * ذلك الكتاب( [البقرة/1 - 2]، وقوله: (قال إني عبد الله آتاني الكتاب( [مريم/30].والكتاب في الأصل مصدر، ثم سمي المكتوب فيه كتابا، والكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيه، وفي قوله: (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء( [النساء/ 153] فإنه يعني صحيفة فيها كتابة، ولهذا قال: (ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس( الآية [الأنعام/7].ويعبر عن الإثبات والتقدير والإيجاب والفرض والعزم بالكتابة، ووجه ذلك أن الشيء يراد، ثم يقال، ثم يكتب، فالإرادة مبدأ، والكتابة منتهى. ثم يعبر عن المراد الذي هو المبدأ إذا أريد توكيده بالكتابة التي هي المنتهى، قال: (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي( [المجادلة/ 21]، وقال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا( [التوبة/51]، (لبرز الذين كتب عليهم القتل( [آل عمران/154]، وقال: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله( [الأنفال/75] أي: في حكمه، وقوله: (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس( [المائدة/45] أي: أوجبنا وفرضنا، وكذلك قوله: (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت( [البقرة/180]، وقوله: (كتب عليكم الصيام( [البقرة/183]، (لم كتبت علينا القتال( [النساء/77]، (ما كتبناها عليهم( [الحديد/27]، (لولا أن كتب الله عليهم الجلاء( [الحشر/3] أي: لولا أن أوجب الله عليهم الإخلاء لديارهم، ويعبر بالكتابة عن القضاء الممضى، وما يصير في حكم الممضى، وعلى هذا حمل قوله: (بلى ورسلنا لديهم يكتبون( [الزخرف/80] قيل: ذلك مثل قوله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت( [الرعد/39]، وقوله: (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه( [المجادلة/22] فإشارة منه إلى أنهم بخلاف من وصفهم بقوله: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا( [الكهف/28] ؛ لأن معنى (أغفلنا) من قولهم: أغفلت الكتاب: إذا جعلته خاليا من الكتابة ومن الإعجام، وقوله: (فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون( [الأنبياء/94] فإشارة إلى أن ذلك مثبت له ومجازى به.وقوله: (فاكتبنا مع الشاهدين( [آل عمران/53] أي: اجعلنا في زمرتهم إشارة إلى قوله: (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم... ( الاية [النساء/69] وقوله: (مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها( [الكهف/49] فقيل إشارة إلى ما أثبت فيه أعمال العباد. وقوله: (إلا في كتاب من قبل أن نبرأها( [الحديد/22] قيل: إشارة إلى اللوح المحفوظ، وكذا قوله: (إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير( [الحج/70]، وقوله: (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين( [الأنعام/59]، (في الكتاب مسطورا( [الإسراء/58]، (لولا كتاب من الله سبق( [الأنفال/68] يعني به ما قدره من الحكمة، وذلك إشارة إلى قوله: (كتب ربكم على نفسه الرحمة( [الأنعام/54] وقيل: إشارة إلى قوله: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم( [الأنفال/33]، وقوله: (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا( [التوبة/51] يعني: ما قدره وقضاه، وذكر (لنا) ولم يقل (علينا) تنبيها أن كل ما يصيبنا نعده نعمة لنا، ولا نعده نقمة علينا، وقوله: (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم( [المائدة/21] قيل: معنى ذلك وهبها الله لكم، ثم حرمها عليكم بامتناعكم من دخولها وقبولها، وقيل: كتب لكم بشرط أن تدخلوها، وقيل: أوجبها عليكم، وإنما قال: (لكم) ولم يقل: (عليكم) لأن دخولهم إياها يعود عليهم بنفع عاجل وآجل، فيكون ذلك لهم لا عليهم، وذلك كقولك لمن يرى تأذيا بشيء لا يعرف نفع مآله: هذا الكلام لك لا عليك، وقوله: (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا( [التوبة/40] جعل حكمهم وتقديرهم ساقطا مضمحلا، وحكم الله عاليا لا دافع له ولا مانع، وقال تعالى: (وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث( [الروم/56] أي: في علمه وإيجابه وحكمه، وعلى ذلك قوله: (لكل أجل كتاب( [الرعد/38]، وقوله: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله( [التوبة/36] أي: في حكمه.ويعبر بالكتاب عن الحجة الثابتة من جهة الله نحو: (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير( [الحج/8]، (أم آتيناهم كتابا من قبله( [الزخرف/21]، (فأتوا بكتابكم( [الصافات/157]، (وأوتوا الكتاب( [البقرة/144] (الآية: (وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون( )، (كتاب الله( [النساء /24]، (أم آتيناهم كتابا( [فاطر/40]، (فهم يكتبون( [الطور/41] فذلك إشارة إلى العلم والتحقق والاعتقاد، وقوله: (وابتغوا ما كتب الله لكم( [البقرة/187] إشارة في تحري النكاح إلى لطيفة، وهي أن الله جعل لنا شهوة النكاح لنتحرى طلب النسل الذي يكون سببا لبقاء نوع الإنسان إلى غاية قدرها، فيجب للإنسان أن يتحرى بالنكاح ما جعل الله له على حسب مقتضى العقل والديانة، ومن تحرى بالنكاح حفظ النسل وحصانة النفس على الوجه المشروع فقد ابتغى ما كتب الله له، وإلى هذا أشار من قال: عنى بما كتب الله لكم الولد (وهو قول ابن عباس.انظر: الدر المنثور 1/479)، ويعبر عن الإيجاد بالكتابة، وعن الإزالة والإفناء بالمحو. قال: (لكل أجل كتاب( [الرعد/38]، (يمحو الله ما يشاء ويثبت( [الرعد/39] نبه أن لكل وقت إيجادا، وهو يوجد ما تقتضي الحكمة إيجاده ويزيل ما تقتضي الحكمة إزالته، ودل قوله: (لكل أجل كتاب( [الرعد/38] على نحو ما دل عليه قوله: (كل يوم هو في شأن( [الرحمن/29] وقوله: [(وعنده أم الكتاب( [الرعد/ 39]، وقوله: (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب( [آل عمران/78] فالكتاب الأول: ما كتبوه بأيديهم المذكور في قوله: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم( [البقرة/79]. والكتاب الثاني: التوراة، والثالث: لجنس كتب الله، أي: ما هو من شيء من كتب الله سبحانه وتعالى وكلامه] (ما بين [ ] نقله الزركشي في البرهان 4/97)، وقوله: (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان( [البقرة/53] فقد قيل: هما عبارتا عن التوراة، وتسميتها كتابا اعتبارا بما أثبت فيها من الأحكام، وتسميتها فرقانا اعتبارا بما فيها من الفرق بين الحق والباطل.وقوله: (وما كان لنفس أن تموت إلا بأذن الله كتابا مؤجلا( [آل عمران/145] أي: حكما (لولا كتاب من الله سبق لمسكم( [الأنفال/68]، وقوله: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله( [التوبة/36] كل ذلك حكم منه. وأما قوله: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم( [البقرة/79] فتنبيه أنهم يختلقونه ويفتعلونه، وكما نسب الكتاب المختلق إلى أيديهم نسب المقال المختلق إلى أفواههم، فقال: (ذلك قولهم بأفواههم( [لتوبة/30] والاكتتاب متعارف في المختلق نحو قوله: (أساطير الأولين اكتتبها( [الفرقان/5].وحيثما ذكر الله تعالى أهل الكتاب فإنما أراد بالكتاب التوراة والإنجيل، أو إياهما جميعا، وقوله: (وما كان هذا القرآن أن يفترى( إلى قوله: (وتفصيل الكتاب( [يونس/37] (الآية: (وما كان هذا القرآن أن يفتري من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين( )، فإنما أراد بالكتاب ههنا ما تقدم من كتب الله دون القرآن؛ ألا ترى أنه جعل القرآن مصدقا له، وقوله: (وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا( [الأنعام/114] فمنهم من قال: هو القرآن، ومنهم من قال: هو القرآن وغيره من الحجج والعلم والعقل (أخرج ابن أبي حاتم من طريق مالك بن أنس عن ربيعة قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل الكتاب، وتررك فيه موضعا للسنة، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك فيها موضعا للرأي. انظر: الدر المنثور 3/344)، وكذلك قوله: (فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به( [العنكبوت/47]، وقوله: (قال الذي عنده علم من الكتاب( [النمل/40] فقد قيل: أريد به علم الكتاب، وقيل: علم من العلوم التي آتاها الله سليمان في كتابه المخصوص به، وبه سخر له كل شيء، وقوله: (وتؤمنون بالكتاب كله( [آل عمران/119] أي: بالكتب المنزلة، فوضع ذلك موضع الجمع؛ إما لكونه جنسا كقولك: كثر الدرهم في أيدي الناس، أو لكونه في الإصل مصدرا نحو: عدل، وذلك كقوله: (يؤمنون بما أنزل إليك من قبلك( [البقرة/4] وقيل: يعني أنهم ليسوا كمن قيل فيهم: (ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض( [النساء/150]. وكتابة العبد: ابتياع نفسه من سيده بما يؤديه من كسبه، قال: (والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم( [النور/33] واشتقاقها يصح أن يكون من الكتابة التي هي الإيجاب، وأن يكون من الكتب الذي هو النظم والإنسان يفعل ذلك.
تفسير القرطبي :
سورة البقرة : وأول مبدوء به الكلام في نزولها وفضلها وما جاء فيها ; وهكذا كل سورة إن وجدنا لها ذلك ; فنقول : سورة البقرة مدنية , نزلت في مدد شتى . وقيل : هي أول سورة نزلت بالمدينة , إلا قوله تعالى : " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله " [ البقرة : 281 ] فإنه آخر آية نزلت من السماء , ونزلت يوم النحر في حجة الوداع بمنى ; وآيات الربا أيضا من أواخر ما نزل من القرآن . وهذه السورة فضلها عظيم وثوابها جسيم . ويقال لها : فسطاط القرآن ; قاله خالد بن معدان . وذلك لعظمها وبهائها , وكثرة أحكامها ومواعظها . وتعلمها عمر رضي الله عنه بفقهها وما تحتوي عليه في اثنتي عشرة سنة , وابنه عبد الله في ثماني سنين كما تقدم . قال ابن العربي : سمعت بعض أشياخي يقول : فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر . وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذوو عدد وقدم عليهم أحدثهم سنا لحفظه سورة البقرة , وقال له : ( اذهب فأنت أميرهم ) أخرجه الترمذي عن أبي هريرة وصححه . وروى مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة ) , قال معاوية : بلغني أن البطلة : السحرة . وروي أيضا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) . وروى الدارمي عن عبد الله قال : ما من بيت يقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه الشيطان وله ضراط . وقال : إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة , وإن لكل شيء لبابا وإن لباب القرآن المفصل . قال أبو محمد الدارمي . اللباب : الخالص . وفي صحيح البستي عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة ومن قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام ) . قال أبو حاتم البستي : قوله صلى الله عليه وسلم : ( لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام ) أراد : مردة الشياطين . وروى الدارمي في مسنده عن الشعبي قال قال عبد الله : من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة حتى يصبح ; أربعا من أولها وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاثا خواتيمها , أولها : " لله ما في السموات " [ البقرة : 284 ] . وعن الشعبي عنه : لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه , ولا يقرأن على مجنون إلا أفاق . وقال المغيرة بن سبيع - وكان من أصحاب عبد الله - : لم ينس القرآن . وقال إسحاق بن عيسى : لم ينس ما قد حفظ . قال أبو محمد الدارمي : منهم من يقول : المغيرة بن سميع . وفي كتاب الاستيعاب لابن عبد البر : وكان لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من شعراء الجاهلية , أدرك الإسلام فحسن إسلامه وترك قول الشعر في الإسلام , وسأله عمر في خلافته عن شعره واستنشده ; فقرأ سورة البقرة ; فقال : إنما سألتك عن شعرك ; فقال : ما كنت لأقول بيتا من الشعر بعد إذ علمني الله البقرة وآل عمران ; فأعجب عمر قوله ; وكان عطاؤه ألفين فزاده خمسمائة . وقد قال كثير من أهل الأخبار : إن لبيدا لم يقل شعرا منذ أسلم . وقال بعضهم : لم يقل في الإسلام إلا قوله : الحمد لله إذ لم يأتني أجلي حتى اكتسيت من الإسلام سربالا قال ابن عبد البر : وقد قيل إن هذا البيت لقردة بن نفاثة السلولي , وهو أصح عندي . وقال غيره : بل البيت الذي قال في الإسلام : ما عاتب المرء الكريم كنفسه والمرء يصلحه القرين الصالح وسيأتي ما ورد في آية الكرسي وخواتيم البقرة , ويأتي في أول سورة آل عمران زيادة بيان لفضل هذه السورة ; إن شاء الله تعالى . اختلف أهل التأويل في الحروف التي في أوائل السورة ; فقال عامر الشعبي وسفيان الثوري وجماعة من المحدثين : هي سر الله في القرآن , ولله في كل كتاب من كتبه سر . فهي من المتشابه الذي انفرد الله تعالى بعلمه , ولا يجب أن يتكلم فيها , ولكن نؤمن بها ونقرأ كما جاءت . وروي هذا القول عن أبي بكر الصديق وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما . وذكر أبو الليث السمرقندي عن عمر وعثمان وابن مسعود أنهم قالوا : الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر . وقال أبو حاتم : لم نجد الحروف المقطعة في القرآن إلا في أوائل السور , ولا ندري ما أراد الله جل وعز بها . قلت : ومن هذا المعنى ما ذكره أبو بكر الأنباري : حدثنا الحسن بن الحباب حدثنا أبو بكر بن أبي طالب حدثنا أبو المنذر الواسطي عن مالك بن مغول عن سعيد بن مسروق عن الربيع بن خثيم قال : إن الله تعالى أنزل هذا القرآن فاستأثر منه بعلم ما شاء , وأطلعكم على ما شاء , فأما ما استأثر به لنفسه فلستم بنائليه فلا تسألوا عنه , وأما الذي أطلعكم عليه فهو الذي تسألون عنه وتخبرون به , وما بكل القرآن تعلمون , ولا بكل ما تعلمون تعملون . قال أبو بكر : فهذا يوضح أن حروفا من القرآن سترت معانيها عن جميع العالم , اختبارا من الله عز وجل وامتحانا ; فمن آمن بها أثيب وسعد , ومن كفر وشك أثم وبعد . حدثنا أبو يوسف بن يعقوب القاضي حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن عمارة عن حريث بن ظهير عن عبد الله قال : ما آمن مؤمن أفضل من إيمان بغيب , ثم قرأ : " الذين يؤمنون بالغيب " [ البقرة : 3 ] . قلت : هذا القول في المتشابه وحكمه , وهو الصحيح على ما يأتي بيانه في ( آل عمران ) إن شاء الله تعالى . وقال جمع من العلماء كبير : بل يجب أن نتكلم فيها , ونلتمس الفوائد التي تحتها , والمعاني التي تتخرج عليها ; واختلفوا في ذلك على أقوال عديدة ; فروي عن ابن عباس وعلي أيضا : أن الحروف المقطعة في القرآن اسم الله الأعظم , إلا أنا لا نعرف تأليفه منها . وقال قطرب والفراء وغيرهما : هي إشارة إلى حروف الهجاء أعلم الله بها العرب حين تحداهم بالقرآن أنه مؤتلف من حروف هي التي منها بناء كلامهم ; ليكون عجزهم عنه أبلغ في الحجة عليهم إذ لم يخرج عن كلامهم . قال قطرب : كانوا ينفرون عند استماع القرآن , فلما سمعوا : " الم " و " المص " استنكروا هذا اللفظ , فلما أنصتوا له صلى الله عليه وسلم أقبل عليهم بالقرآن المؤتلف ليثبته في أسماعهم وآذانهم ويقيم الحجة عليهم . وقال قوم : روي أن المشركين لما أعرضوا عن سماع القرآن بمكة وقالوا : " لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه " [ فصلت : 26 ] نزلت ليستغربوها فيفتحون لها أسماعهم فيسمعون القرآن بعدها فتجب عليهم الحجة . وقال جماعة : هي حروف دالة على أسماء أخذت منها وحذفت بقيتها ; كقول ابن عباس وغيره : الألف من الله , واللام من جبريل , والميم من محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : الألف مفتاح اسمه الله , واللام مفتاح اسمه لطيف , والميم مفتاح اسمه مجيد . وروى أبو الضحى عن ابن عباس في قوله : " الم " قال : أنا الله أعلم , " الر " أنا الله أرى , " المص " أنا الله أفصل . فالألف تؤدي عن معنى أنا , واللام تؤدي عن اسم الله , والميم تؤدي عن معنى أعلم . واختار هذا القول الزجاج وقال : أذهب إلى أن كل حرف منها يؤدي عن معنى ; وقد تكلمت العرب بالحروف المقطعة نظما لها ووضعا بدل الكلمات التي الحروف منها , كقوله : فقلت لها قفي فقالت قاف أراد : قالت وقفت . وقال زهير : بالخير خيرات وإن شرا فشر ولا أريد الشر إلا أن تا أراد : وإن شرا فشر . وأراد : إلا أن تشاء . وقال آخر : نادوهم ألا الجموا ألا تا قالوا جميعا كلهم ألا فا أراد : ألا تركبون , قالوا : ألا فاركبوا . وفي الحديث : ( من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة ) قال شقيق : هو أن يقول في اقتل : اق ; كما قال عليه السلام ( كفى بالسيف شا ) معناه : شافيا . وقال زيد بن أسلم : هي أسماء للسور . وقال الكلبي : هي أقسام أقسم الله - تعالى - بها لشرفها وفضلها , وهي من أسمائه ; عن ابن عباس أيضا , ورد بعض العلماء هذا القول فقال : لا يصح أن يكون قسما لأن القسم معقود على حروف مثل : إن وقد ولقد وما ; ولم يوجد ها هنا حرف من هذه الحروف , فلا يجوز أن يكون يمينا . والجواب أن يقال : موضع القسم قوله تعالى : " لا ريب فيه " فلو أن إنسانا حلف فقال : والله هذا الكتاب لا ريب فيه ; لكان الكلام سديدا , وتكون " لا " جواب القسم . فثبت أن قول الكلبي وما روي عن ابن عباس سديد صحيح . فإن قيل : ما الحكمة في القسم من الله تعالى , وكان القوم في ذلك الزمان على صنفين : مصدق , ومكذب ; فالمصدق يصدق بغير قسم , والمكذب لا يصدق مع القسم ؟ . قيل له : القرآن نزل بلغة العرب ; والعرب إذا أراد بعضهم أن يؤكد كلامه أقسم على كلامه ; والله تعالى أراد أن يؤكد عليهم الحجة فأقسم أن القرآن من عنده . وقال بعضهم : " الم " أي أنزلت عليك هذا الكتاب من اللوح المحفوظ . وقال ابتعثك في قوله : " الم " قال اسم من أسماء القرآن . وروي عن محمد بن علي الترمذي أنه قال : إن الله تعالى أودع جميع ما في تلك السورة من الأحكام والقصص في الحروف التي ذكرها في أول السورة , ولا يعرف ذلك إلا نبي أو ولي , ثم بين ذلك في جميع السورة ليفقه الناس . وقيل غير هذا من الأقوال ; فالله أعلم . والوقف على هذه الحروف على السكون لنقصانها إلا إذا أخبرت عنها أو عطفتها فإنك تعربها . واختلف : هل لها محل من الإعراب ؟ فقيل : لا ; لأنها ليست أسماء متمكنة , ولا أفعالا مضارعة ; وإنما هي بمنزلة حروف التهجي فهي محكية . هذا مذهب الخليل وسيبويه . ومن قال : إنها أسماء السور فموضعها عنده الرفع على أنها عنده خبر ابتداء مضمر ; أي هذه " الم " ; كما تقول : هذه سورة البقرة . أو تكون رفعا على الابتداء والخبر ذلك ; كما تقول : زيد ذلك الرجل . وقال ابن كيسان النحوي : " الم " في موضع نصب ; كما تقول : اقرأ " الم " أو عليك " الم " . وقيل : في موضع خفض بالقسم ; لقول ابن عباس : إنها أقسام أقسم الله بها .
الترجمة الإنجليزية
1 - A. L. M.
الترجمة الفرنسية :
1 - Alif, Lam, Mim.
الترجمة الإيطالية :
1 - Alif, Lâm, Mîm .
الترجمة الألمانية :
1 - Alif Lلm Mيm.
الترجمة الهولندية :
1 - Alif Laam Miem.
الترجمة التركية :
1 - Elif. Lâm. Mîm.
الترجمة البوسنية :
1 - Alif. Lam. Mim.
الترجمة الإندونيسية :
1 - Alif Laam Miim.
{الم}
إعراب الآية :
"الم": حروف لا محل لها من الإعراب.
المواضيع المشتركة في الآية الكريمة :
الألفاظ المشتركة في الآية الكريمة :
ذو
- ذو على وجهين: أحدهما: يتوصل به إلى الوصف بأسماء الأجناس والأنواع، ويضاف إلى الظاهر دون المضمر، ويثنى ويجمع، ويقال في المؤنث: ذات، وفي التثنية: ذواتا، وفي الجمع: ذوات، ولا يستعمل شيء منها إلا مضافا، قال: (ولكن الله ذو فضل( [البقرة/251]، وقال: (ذو مرة فاستوى( [النجم/6]، (وذي القربى( [البقرة/83]، (ويؤت كل ذي فضل فضله( [هود/3]، (ذوي القربى واليتامى( [البقرة/177]، (إنه عليم بذات الصدور( [الأنفال/43]، (ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال( [الكهف/18]، (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم( [الأنفال/7]، وقال: (ذواتا أفنان( [الرحمن/48]، وقد استعار أصحاب المعاني الذات، فجعلوها عبارة عن عين الشيء، جوهرا كان أو عرضا، واستعملوها مفردة ومضافة إلى المضمر بالألف واللام، وأجروها مجرى النفس والخاصة، فقالوا: ذاته، ونفسه وخاصته، وليس ذلك من كلام العرب (انظر ما كتبناه في ذلك في تحقيقنا كتاب (وضح البرهان في مشكلات القرآن) للنيسابوري عند قوله تعالى: (حتى عاد كالعرجون القديم( سورة يس: آية 39). والثاني في لفظ ذو: لغة لطيئ، يستعملونه استعمال الذي، ويجعل في الرفع، والنصب والجر، والجمع، والتأنيث على لفظ واحد (وفي ذلك قال ابن مالك في ألفيته:ومن وما وأل تساوي ما ذكر *** وهكذا (ذو) عند طيىء شهر)، نحو:- 171 - وبئري ذو حفرت وذو طويت *** (هذا عجز بيت، وشطره:فإن الماء ماء أبي وجديوهو لسنان بن فحل الطائي.والبيت في الفرائد الجديدة للسيوطي 1/184؛ وشفاء العليل في إيضاح التسهيل 1/227؛ وشرح المفصل 3/147؛ والأمالي الشجرية 2/306)أي: التي حفرت والتي طويت، وأما (ذا) في (هذا) فإشارة إلى شيء محسوس، أو معقول، ويقال في المؤنث: ذه وذي وتا، فيقال: هذه وهذي، وهاتا، ولا تثنى منهن إلا هاتا، فيقال: هاتان. قال تعالى: (أرأيتك هذا الذي كرمت علي( [الإسراء/62]، (هذا ما توعدون( [ص/53]، (هذا الذي كنتم به تستعجلون( [الذاريات/14]، (إن هذان لساحران( [طه/63]، إلى غير ذلك (هذه النار التي كنتم بها تكذبون( [الطور/14]، (هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون( [الرحمن/43]، ويقال بإزاء هذا في المستبعد بالشخص أو بالمنزلة: (ذاك) و (ذلك) قال تعالى: (آلم ذلك الكتاب( [البقرة/1 - 2]، (ذلك من آيات الله( [الكهف/17]، (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى( [الأنعام/131]، إلى غير ذلك. وقولهم: (ماذا) يستعمل على وجهين: أحدهما. أن يسكون (ما) مع (ذا) بمنزلة اسم واحد، والآخر: أن يكون (ذا) بمنزلة (الذي)، فالأول نحو قولهم: عما ذا تسأل؟ فلم تحذف الألف منه لما لم يكن ما بنفسه للاستفهام، بل كان مع ذا اسما واحدا، وعلى هذا قول الشاعر:- 172 - دعي ماذا علمت سأتقيه(هذا شطر بيت، وعجزه:ولكن بالمغيب نبئينيوهو من شواهد سيبويه 1/405؛ ولم يعرف قائله، وهو في الخزانة 6/142؛ واللسان (ذا) ؛ وهمع الهوامع 1/84)أي: دعي شيئا علمته. وقوله تعالى: (ويسئلونك ماذا ينفقون( [البقرة/219] ؛ فإن من قرأ: (قل العفو( (وبها قرأ جميع القراء إلا أبا عمرو. انظر: الإتحاف ص 157) بالنصب فإنه جعل الاسمين بمنزلة اسم واحد، كأنه قال: أي شيء ينفقون؟ ومن قرأ: (قل العفو( (وهي قراءة أبي عمرو) بالرفع، فإن (ذا) بمنزلة الذي، وما للاستفهام أي: ما الذي ينفقون؟ وعلى هذا قوله تعالى: (ماذا أنزل ربكم؟ قالوا: أساطير الأولين( [النحل/24]، و (أساطير) بالرفع والنصب (وقراءة الرفع هي الصحيحة المتواترة. وبها قرأ القراء العشر، أما قراءة النصب فهي شاذة).
شبه
- الشبه والشبهه والشبيه: حقيقتها في المماثلة من جهة الكيفية، كاللون والطعم، وكالعدالة والظلم، والشبهة: هو أن لا يتميز أحد الشيئين من الآخر لما بينهما من التشابه؛ عينا كان أو معنى، قال: (وأتوا به متشابها( [البقرة/ 25]، أي: يشبه بعضه بعضا لونا لا طعما وحقيقة، وقيل: متماثلا في الكمال والجودة، وقرئ قوله: (مشتبها وغير متشابه( [الأنعام/99]، وقرئ: (متشابها( [الأنعام/141]، جميعا، ومعناها متقاربان. وقال: (إن البقر تشابه علينا( [البقرة/70]، على لفظ الماضي، فجعل لفظه مذكرا، و (تشابه) (وهي قراءة شاذة، قرأ بها الأعرج) أي: تتشابه علينا على الإدغام، وقوله: (تشابهت قلوبهم( [البقرة/118]، أي: في الغي والجهالة قال: (آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات( [آل عمران/7]. والمتشابه من القرآن: ما أشكل تفسيره لمشابهته بغيره؛ إما من حيث اللفظ، أو من حيث المعنى، فقال الفقهاء: المتشابه: ما لا ينبئ ظاهره عن مراده (انظر: بصائر ذوي التمييز 3/293؛ والتعريفات للجرجاني ص 200)، [وحقيقة ذلك أن الآيات عند اعتبار بعضها ببعض ثلاثة أضرب: محكم على الإطلاق، ومتشابه على الإطلاق، ومحكم من وجه متشابه من وجه. فالمتشابه في الجملة ثلاث أضرب: متشابه من جهة اللفظ فقط، ومتشابه من جهة المعنى فقط، ومتشابه من جهتها. والمتشابه من جهة اللفظ ضربان:أحدهما يرجع إلى الألفاظ المفردة، وذلك إما من جهة غرابته نحو: الأب (الأب : الكلأ، وقيل: الأب من المرعى للدواب، كالفاكهة للإنسان. انظر: اللسان (أب) )، ويزفون (يزفون أي: يسرعون، وأصله من: زفيف النعامة، وهو ابتداء عدوها. انظر: اللسان (زف) ) ؛ وإما من جهة مشاركة في اللفظ كاليد والعين.والثاني يرجع إلى جملة الكلام المركب، وذلك ثلاثة أضرب:ضرب لاختصار الكلام نحو: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء( [النساء/3].وضرب لبسط الكلام نحو: (ليس كمثله شيء( [الشورى/11]، لأنه لو قيل: ليس مثله شيء كان أظهر للسامع.وضرب لنظم الكلام نحو: (أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا *** قيما( [الكهف/1 - 2]، تقديره: الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، وقوله: (ولولا رجال مؤمنون( إلى قوله: (لو تزيلوا( (الآية: (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم، ليدخل الله في رحمته من يشاء، لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما( سورة الفتح: آية 25). والمتشابه من جهة المعنى: أوصاف الله تعالى، وأوصاف يوم القيامة، فإن تلك الصفات لا تتصور لنا إذ كان لا يحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسه، أو لم يكن من جنس ما نحسه. والمتشابه من جهة المعنى واللفظ جميعا خمسة أضرب:الأول: من جهة الكمية كالعموم والخصوص نحو: (اقتلوا المشركين( [التوبة/ 5].والثاني: من جهة الكيفية كالوجوب والندب، نحو: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء( [النساء/3].والثالث: من جهة الزمان كالناسخ والمنسوخ، نحو: (اتقوا الله حق تقاته( [آل عمران/102].والرابع: من جهة المكان والأمور التي نزلت فيها، نحو: (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها( [البقرة/189]، وقوله: (إنما النسيء زيادة في الكفر( [التوبة/37]، فإن من لا يعرف عادتهم في الجاهلية يتعذر عليه معرفة تفسير هذه الآية.والخامس: من جهة الشروط التي بها يصح الفعل، أو يفسد كشروط الصلاة والنكاح. وهذه الجملة إذا تصورت علم أن كل ما ذكره المفسرون في تفسير المتشابه لا يخرج عن هذه التقاسيم، نحو قول من قال: المتشابه (آلم( [البقرة /1]، وقول قتادة: المحكم: الناسخ، والمتشابه: المنسوخ (أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 2/48)، وقول الأصم (عبد الرحمن بن كيسان، أبو بكر الأصم المعتزلي، له تفسير عجيب، ينقل عنه الرازي. انظر لسان الميزان 3/427) : المحكم: ما أجمع على تأويله، والمتشابه: ما اختلف فيه. ثم جميع المتشابه على ثلاثة أضرب: ضرب لا سبيل للوقوف عليه، كوقت الساعة، وخروج دابة الأرض، وكيفية الدابة ونحو ذلك. وضرب للإنسان سبيل إلى معرفته، كالألفاظ الغريبة والأحكام الغلقة. وضرب متردد بين الأمرين يجوز أن يختص بمعرفة حقيقته بعض الراسخين في العلم، ويخفى على من دونهم، وهو الضرب المشار إليه بقوله عليه السلام في علي رضي الله عنه: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) (لم أجده، لكن جاء عن علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن لأقضي بينهم، فقلت: يا رسول الله لا علم لي بالقضاء، فضرب بيده على صدري، وقال: (اللهم اهد قلبه، وسدد لسانه). أخرجه النسائي في تهذيب خصائص علي بن أبي طالب ص 43، وهو ضعيف)، وقوله لابن عباس مثل ذلك (الحديث عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعت له وضوءا، قال: (من وضع هذا) ؟ فأخبر فقال: (اللهم فقهه في الدين). أخرجه البخاري في باب وضع الماء عند الخلاء 1/224.وقال ابن حجر: وهذه اللفظة اشتهرت على الألسنة: (اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل) حتى نسبها بعضهم للصحيحين ولم يصب، والحديث عند أحمد بهذا اللفظ، وعند الطبراني من وجهين آخرين. انظر فتح الباري 7/100 فضائل ابن عباس، ومسند أحمد 1/266، ومجمع الزوائد 9/279). وإذ عرفت هذه الجملة علم أن الوقف على قوله: (وما يعلم تأويله إلا الله( [آل عمران/7]، ووصله بقوله: (والراسخون في العلم( [آل عمران /7] جائز، وأن لكل واحد منهما وجها حسبما دل عليه التفصيل المتقدم] (ما بين [ ] نقله السيوطي بطوله في الإتقان 2/6). وقوله: (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها( [الزمر/23]، فإنه يعني ما يشبه بعضه بعضا في الأحكام، والحكمة واستقامة النظم. وقوله: (ولكن شبه لهم( (سورة النساء: آية 157. وقد نقل أكثر هذا الباب الفيروزآبادي حرفيا في البصائر 3/294 - 297) أي: مثل لهم من حسبوه إياه، والشبه من الجواهر: ما يشبه لونه لون الذهب.
كتب
- الكتب: ضم أديم إلى أديم بالخياطة، يقال: كتبت السقاء، وكتبت البغلة: جمعت بين شفريها بحلقة، وفي التعارف ضم الحروف بعضها إلى بعض بالخط، وقد يقال ذلك للمضموم بعضها إلى بعض باللفظ، فالأصل في الكتابة: النظم بالخط لكن يستعار كل واحد للآخر، ولهذا سمي كلام الله - وإن لم يكتب - كتابا كقوله: (آلم * ذلك الكتاب( [البقرة/1 - 2]، وقوله: (قال إني عبد الله آتاني الكتاب( [مريم/30].والكتاب في الأصل مصدر، ثم سمي المكتوب فيه كتابا، والكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيه، وفي قوله: (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء( [النساء/ 153] فإنه يعني صحيفة فيها كتابة، ولهذا قال: (ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس( الآية [الأنعام/7].ويعبر عن الإثبات والتقدير والإيجاب والفرض والعزم بالكتابة، ووجه ذلك أن الشيء يراد، ثم يقال، ثم يكتب، فالإرادة مبدأ، والكتابة منتهى. ثم يعبر عن المراد الذي هو المبدأ إذا أريد توكيده بالكتابة التي هي المنتهى، قال: (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي( [المجادلة/ 21]، وقال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا( [التوبة/51]، (لبرز الذين كتب عليهم القتل( [آل عمران/154]، وقال: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله( [الأنفال/75] أي: في حكمه، وقوله: (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس( [المائدة/45] أي: أوجبنا وفرضنا، وكذلك قوله: (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت( [البقرة/180]، وقوله: (كتب عليكم الصيام( [البقرة/183]، (لم كتبت علينا القتال( [النساء/77]، (ما كتبناها عليهم( [الحديد/27]، (لولا أن كتب الله عليهم الجلاء( [الحشر/3] أي: لولا أن أوجب الله عليهم الإخلاء لديارهم، ويعبر بالكتابة عن القضاء الممضى، وما يصير في حكم الممضى، وعلى هذا حمل قوله: (بلى ورسلنا لديهم يكتبون( [الزخرف/80] قيل: ذلك مثل قوله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت( [الرعد/39]، وقوله: (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه( [المجادلة/22] فإشارة منه إلى أنهم بخلاف من وصفهم بقوله: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا( [الكهف/28] ؛ لأن معنى (أغفلنا) من قولهم: أغفلت الكتاب: إذا جعلته خاليا من الكتابة ومن الإعجام، وقوله: (فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون( [الأنبياء/94] فإشارة إلى أن ذلك مثبت له ومجازى به.وقوله: (فاكتبنا مع الشاهدين( [آل عمران/53] أي: اجعلنا في زمرتهم إشارة إلى قوله: (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم... ( الاية [النساء/69] وقوله: (مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها( [الكهف/49] فقيل إشارة إلى ما أثبت فيه أعمال العباد. وقوله: (إلا في كتاب من قبل أن نبرأها( [الحديد/22] قيل: إشارة إلى اللوح المحفوظ، وكذا قوله: (إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير( [الحج/70]، وقوله: (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين( [الأنعام/59]، (في الكتاب مسطورا( [الإسراء/58]، (لولا كتاب من الله سبق( [الأنفال/68] يعني به ما قدره من الحكمة، وذلك إشارة إلى قوله: (كتب ربكم على نفسه الرحمة( [الأنعام/54] وقيل: إشارة إلى قوله: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم( [الأنفال/33]، وقوله: (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا( [التوبة/51] يعني: ما قدره وقضاه، وذكر (لنا) ولم يقل (علينا) تنبيها أن كل ما يصيبنا نعده نعمة لنا، ولا نعده نقمة علينا، وقوله: (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم( [المائدة/21] قيل: معنى ذلك وهبها الله لكم، ثم حرمها عليكم بامتناعكم من دخولها وقبولها، وقيل: كتب لكم بشرط أن تدخلوها، وقيل: أوجبها عليكم، وإنما قال: (لكم) ولم يقل: (عليكم) لأن دخولهم إياها يعود عليهم بنفع عاجل وآجل، فيكون ذلك لهم لا عليهم، وذلك كقولك لمن يرى تأذيا بشيء لا يعرف نفع مآله: هذا الكلام لك لا عليك، وقوله: (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا( [التوبة/40] جعل حكمهم وتقديرهم ساقطا مضمحلا، وحكم الله عاليا لا دافع له ولا مانع، وقال تعالى: (وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث( [الروم/56] أي: في علمه وإيجابه وحكمه، وعلى ذلك قوله: (لكل أجل كتاب( [الرعد/38]، وقوله: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله( [التوبة/36] أي: في حكمه.ويعبر بالكتاب عن الحجة الثابتة من جهة الله نحو: (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير( [الحج/8]، (أم آتيناهم كتابا من قبله( [الزخرف/21]، (فأتوا بكتابكم( [الصافات/157]، (وأوتوا الكتاب( [البقرة/144] (الآية: (وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون( )، (كتاب الله( [النساء /24]، (أم آتيناهم كتابا( [فاطر/40]، (فهم يكتبون( [الطور/41] فذلك إشارة إلى العلم والتحقق والاعتقاد، وقوله: (وابتغوا ما كتب الله لكم( [البقرة/187] إشارة في تحري النكاح إلى لطيفة، وهي أن الله جعل لنا شهوة النكاح لنتحرى طلب النسل الذي يكون سببا لبقاء نوع الإنسان إلى غاية قدرها، فيجب للإنسان أن يتحرى بالنكاح ما جعل الله له على حسب مقتضى العقل والديانة، ومن تحرى بالنكاح حفظ النسل وحصانة النفس على الوجه المشروع فقد ابتغى ما كتب الله له، وإلى هذا أشار من قال: عنى بما كتب الله لكم الولد (وهو قول ابن عباس.انظر: الدر المنثور 1/479)، ويعبر عن الإيجاد بالكتابة، وعن الإزالة والإفناء بالمحو. قال: (لكل أجل كتاب( [الرعد/38]، (يمحو الله ما يشاء ويثبت( [الرعد/39] نبه أن لكل وقت إيجادا، وهو يوجد ما تقتضي الحكمة إيجاده ويزيل ما تقتضي الحكمة إزالته، ودل قوله: (لكل أجل كتاب( [الرعد/38] على نحو ما دل عليه قوله: (كل يوم هو في شأن( [الرحمن/29] وقوله: [(وعنده أم الكتاب( [الرعد/ 39]، وقوله: (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب( [آل عمران/78] فالكتاب الأول: ما كتبوه بأيديهم المذكور في قوله: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم( [البقرة/79]. والكتاب الثاني: التوراة، والثالث: لجنس كتب الله، أي: ما هو من شيء من كتب الله سبحانه وتعالى وكلامه] (ما بين [ ] نقله الزركشي في البرهان 4/97)، وقوله: (وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان( [البقرة/53] فقد قيل: هما عبارتا عن التوراة، وتسميتها كتابا اعتبارا بما أثبت فيها من الأحكام، وتسميتها فرقانا اعتبارا بما فيها من الفرق بين الحق والباطل.وقوله: (وما كان لنفس أن تموت إلا بأذن الله كتابا مؤجلا( [آل عمران/145] أي: حكما (لولا كتاب من الله سبق لمسكم( [الأنفال/68]، وقوله: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله( [التوبة/36] كل ذلك حكم منه. وأما قوله: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم( [البقرة/79] فتنبيه أنهم يختلقونه ويفتعلونه، وكما نسب الكتاب المختلق إلى أيديهم نسب المقال المختلق إلى أفواههم، فقال: (ذلك قولهم بأفواههم( [لتوبة/30] والاكتتاب متعارف في المختلق نحو قوله: (أساطير الأولين اكتتبها( [الفرقان/5].وحيثما ذكر الله تعالى أهل الكتاب فإنما أراد بالكتاب التوراة والإنجيل، أو إياهما جميعا، وقوله: (وما كان هذا القرآن أن يفترى( إلى قوله: (وتفصيل الكتاب( [يونس/37] (الآية: (وما كان هذا القرآن أن يفتري من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين( )، فإنما أراد بالكتاب ههنا ما تقدم من كتب الله دون القرآن؛ ألا ترى أنه جعل القرآن مصدقا له، وقوله: (وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا( [الأنعام/114] فمنهم من قال: هو القرآن، ومنهم من قال: هو القرآن وغيره من الحجج والعلم والعقل (أخرج ابن أبي حاتم من طريق مالك بن أنس عن ربيعة قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل الكتاب، وتررك فيه موضعا للسنة، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك فيها موضعا للرأي. انظر: الدر المنثور 3/344)، وكذلك قوله: (فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به( [العنكبوت/47]، وقوله: (قال الذي عنده علم من الكتاب( [النمل/40] فقد قيل: أريد به علم الكتاب، وقيل: علم من العلوم التي آتاها الله سليمان في كتابه المخصوص به، وبه سخر له كل شيء، وقوله: (وتؤمنون بالكتاب كله( [آل عمران/119] أي: بالكتب المنزلة، فوضع ذلك موضع الجمع؛ إما لكونه جنسا كقولك: كثر الدرهم في أيدي الناس، أو لكونه في الإصل مصدرا نحو: عدل، وذلك كقوله: (يؤمنون بما أنزل إليك من قبلك( [البقرة/4] وقيل: يعني أنهم ليسوا كمن قيل فيهم: (ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض( [النساء/150]. وكتابة العبد: ابتياع نفسه من سيده بما يؤديه من كسبه، قال: (والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم( [النور/33] واشتقاقها يصح أن يكون من الكتابة التي هي الإيجاب، وأن يكون من الكتب الذي هو النظم والإنسان يفعل ذلك.
تفسير القرطبي :
سورة البقرة : وأول مبدوء به الكلام في نزولها وفضلها وما جاء فيها ; وهكذا كل سورة إن وجدنا لها ذلك ; فنقول : سورة البقرة مدنية , نزلت في مدد شتى . وقيل : هي أول سورة نزلت بالمدينة , إلا قوله تعالى : " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله " [ البقرة : 281 ] فإنه آخر آية نزلت من السماء , ونزلت يوم النحر في حجة الوداع بمنى ; وآيات الربا أيضا من أواخر ما نزل من القرآن . وهذه السورة فضلها عظيم وثوابها جسيم . ويقال لها : فسطاط القرآن ; قاله خالد بن معدان . وذلك لعظمها وبهائها , وكثرة أحكامها ومواعظها . وتعلمها عمر رضي الله عنه بفقهها وما تحتوي عليه في اثنتي عشرة سنة , وابنه عبد الله في ثماني سنين كما تقدم . قال ابن العربي : سمعت بعض أشياخي يقول : فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر . وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذوو عدد وقدم عليهم أحدثهم سنا لحفظه سورة البقرة , وقال له : ( اذهب فأنت أميرهم ) أخرجه الترمذي عن أبي هريرة وصححه . وروى مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة ) , قال معاوية : بلغني أن البطلة : السحرة . وروي أيضا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) . وروى الدارمي عن عبد الله قال : ما من بيت يقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه الشيطان وله ضراط . وقال : إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة , وإن لكل شيء لبابا وإن لباب القرآن المفصل . قال أبو محمد الدارمي . اللباب : الخالص . وفي صحيح البستي عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة ومن قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام ) . قال أبو حاتم البستي : قوله صلى الله عليه وسلم : ( لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام ) أراد : مردة الشياطين . وروى الدارمي في مسنده عن الشعبي قال قال عبد الله : من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة حتى يصبح ; أربعا من أولها وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاثا خواتيمها , أولها : " لله ما في السموات " [ البقرة : 284 ] . وعن الشعبي عنه : لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه , ولا يقرأن على مجنون إلا أفاق . وقال المغيرة بن سبيع - وكان من أصحاب عبد الله - : لم ينس القرآن . وقال إسحاق بن عيسى : لم ينس ما قد حفظ . قال أبو محمد الدارمي : منهم من يقول : المغيرة بن سميع . وفي كتاب الاستيعاب لابن عبد البر : وكان لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من شعراء الجاهلية , أدرك الإسلام فحسن إسلامه وترك قول الشعر في الإسلام , وسأله عمر في خلافته عن شعره واستنشده ; فقرأ سورة البقرة ; فقال : إنما سألتك عن شعرك ; فقال : ما كنت لأقول بيتا من الشعر بعد إذ علمني الله البقرة وآل عمران ; فأعجب عمر قوله ; وكان عطاؤه ألفين فزاده خمسمائة . وقد قال كثير من أهل الأخبار : إن لبيدا لم يقل شعرا منذ أسلم . وقال بعضهم : لم يقل في الإسلام إلا قوله : الحمد لله إذ لم يأتني أجلي حتى اكتسيت من الإسلام سربالا قال ابن عبد البر : وقد قيل إن هذا البيت لقردة بن نفاثة السلولي , وهو أصح عندي . وقال غيره : بل البيت الذي قال في الإسلام : ما عاتب المرء الكريم كنفسه والمرء يصلحه القرين الصالح وسيأتي ما ورد في آية الكرسي وخواتيم البقرة , ويأتي في أول سورة آل عمران زيادة بيان لفضل هذه السورة ; إن شاء الله تعالى . اختلف أهل التأويل في الحروف التي في أوائل السورة ; فقال عامر الشعبي وسفيان الثوري وجماعة من المحدثين : هي سر الله في القرآن , ولله في كل كتاب من كتبه سر . فهي من المتشابه الذي انفرد الله تعالى بعلمه , ولا يجب أن يتكلم فيها , ولكن نؤمن بها ونقرأ كما جاءت . وروي هذا القول عن أبي بكر الصديق وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما . وذكر أبو الليث السمرقندي عن عمر وعثمان وابن مسعود أنهم قالوا : الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر . وقال أبو حاتم : لم نجد الحروف المقطعة في القرآن إلا في أوائل السور , ولا ندري ما أراد الله جل وعز بها . قلت : ومن هذا المعنى ما ذكره أبو بكر الأنباري : حدثنا الحسن بن الحباب حدثنا أبو بكر بن أبي طالب حدثنا أبو المنذر الواسطي عن مالك بن مغول عن سعيد بن مسروق عن الربيع بن خثيم قال : إن الله تعالى أنزل هذا القرآن فاستأثر منه بعلم ما شاء , وأطلعكم على ما شاء , فأما ما استأثر به لنفسه فلستم بنائليه فلا تسألوا عنه , وأما الذي أطلعكم عليه فهو الذي تسألون عنه وتخبرون به , وما بكل القرآن تعلمون , ولا بكل ما تعلمون تعملون . قال أبو بكر : فهذا يوضح أن حروفا من القرآن سترت معانيها عن جميع العالم , اختبارا من الله عز وجل وامتحانا ; فمن آمن بها أثيب وسعد , ومن كفر وشك أثم وبعد . حدثنا أبو يوسف بن يعقوب القاضي حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن عمارة عن حريث بن ظهير عن عبد الله قال : ما آمن مؤمن أفضل من إيمان بغيب , ثم قرأ : " الذين يؤمنون بالغيب " [ البقرة : 3 ] . قلت : هذا القول في المتشابه وحكمه , وهو الصحيح على ما يأتي بيانه في ( آل عمران ) إن شاء الله تعالى . وقال جمع من العلماء كبير : بل يجب أن نتكلم فيها , ونلتمس الفوائد التي تحتها , والمعاني التي تتخرج عليها ; واختلفوا في ذلك على أقوال عديدة ; فروي عن ابن عباس وعلي أيضا : أن الحروف المقطعة في القرآن اسم الله الأعظم , إلا أنا لا نعرف تأليفه منها . وقال قطرب والفراء وغيرهما : هي إشارة إلى حروف الهجاء أعلم الله بها العرب حين تحداهم بالقرآن أنه مؤتلف من حروف هي التي منها بناء كلامهم ; ليكون عجزهم عنه أبلغ في الحجة عليهم إذ لم يخرج عن كلامهم . قال قطرب : كانوا ينفرون عند استماع القرآن , فلما سمعوا : " الم " و " المص " استنكروا هذا اللفظ , فلما أنصتوا له صلى الله عليه وسلم أقبل عليهم بالقرآن المؤتلف ليثبته في أسماعهم وآذانهم ويقيم الحجة عليهم . وقال قوم : روي أن المشركين لما أعرضوا عن سماع القرآن بمكة وقالوا : " لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه " [ فصلت : 26 ] نزلت ليستغربوها فيفتحون لها أسماعهم فيسمعون القرآن بعدها فتجب عليهم الحجة . وقال جماعة : هي حروف دالة على أسماء أخذت منها وحذفت بقيتها ; كقول ابن عباس وغيره : الألف من الله , واللام من جبريل , والميم من محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : الألف مفتاح اسمه الله , واللام مفتاح اسمه لطيف , والميم مفتاح اسمه مجيد . وروى أبو الضحى عن ابن عباس في قوله : " الم " قال : أنا الله أعلم , " الر " أنا الله أرى , " المص " أنا الله أفصل . فالألف تؤدي عن معنى أنا , واللام تؤدي عن اسم الله , والميم تؤدي عن معنى أعلم . واختار هذا القول الزجاج وقال : أذهب إلى أن كل حرف منها يؤدي عن معنى ; وقد تكلمت العرب بالحروف المقطعة نظما لها ووضعا بدل الكلمات التي الحروف منها , كقوله : فقلت لها قفي فقالت قاف أراد : قالت وقفت . وقال زهير : بالخير خيرات وإن شرا فشر ولا أريد الشر إلا أن تا أراد : وإن شرا فشر . وأراد : إلا أن تشاء . وقال آخر : نادوهم ألا الجموا ألا تا قالوا جميعا كلهم ألا فا أراد : ألا تركبون , قالوا : ألا فاركبوا . وفي الحديث : ( من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة ) قال شقيق : هو أن يقول في اقتل : اق ; كما قال عليه السلام ( كفى بالسيف شا ) معناه : شافيا . وقال زيد بن أسلم : هي أسماء للسور . وقال الكلبي : هي أقسام أقسم الله - تعالى - بها لشرفها وفضلها , وهي من أسمائه ; عن ابن عباس أيضا , ورد بعض العلماء هذا القول فقال : لا يصح أن يكون قسما لأن القسم معقود على حروف مثل : إن وقد ولقد وما ; ولم يوجد ها هنا حرف من هذه الحروف , فلا يجوز أن يكون يمينا . والجواب أن يقال : موضع القسم قوله تعالى : " لا ريب فيه " فلو أن إنسانا حلف فقال : والله هذا الكتاب لا ريب فيه ; لكان الكلام سديدا , وتكون " لا " جواب القسم . فثبت أن قول الكلبي وما روي عن ابن عباس سديد صحيح . فإن قيل : ما الحكمة في القسم من الله تعالى , وكان القوم في ذلك الزمان على صنفين : مصدق , ومكذب ; فالمصدق يصدق بغير قسم , والمكذب لا يصدق مع القسم ؟ . قيل له : القرآن نزل بلغة العرب ; والعرب إذا أراد بعضهم أن يؤكد كلامه أقسم على كلامه ; والله تعالى أراد أن يؤكد عليهم الحجة فأقسم أن القرآن من عنده . وقال بعضهم : " الم " أي أنزلت عليك هذا الكتاب من اللوح المحفوظ . وقال ابتعثك في قوله : " الم " قال اسم من أسماء القرآن . وروي عن محمد بن علي الترمذي أنه قال : إن الله تعالى أودع جميع ما في تلك السورة من الأحكام والقصص في الحروف التي ذكرها في أول السورة , ولا يعرف ذلك إلا نبي أو ولي , ثم بين ذلك في جميع السورة ليفقه الناس . وقيل غير هذا من الأقوال ; فالله أعلم . والوقف على هذه الحروف على السكون لنقصانها إلا إذا أخبرت عنها أو عطفتها فإنك تعربها . واختلف : هل لها محل من الإعراب ؟ فقيل : لا ; لأنها ليست أسماء متمكنة , ولا أفعالا مضارعة ; وإنما هي بمنزلة حروف التهجي فهي محكية . هذا مذهب الخليل وسيبويه . ومن قال : إنها أسماء السور فموضعها عنده الرفع على أنها عنده خبر ابتداء مضمر ; أي هذه " الم " ; كما تقول : هذه سورة البقرة . أو تكون رفعا على الابتداء والخبر ذلك ; كما تقول : زيد ذلك الرجل . وقال ابن كيسان النحوي : " الم " في موضع نصب ; كما تقول : اقرأ " الم " أو عليك " الم " . وقيل : في موضع خفض بالقسم ; لقول ابن عباس : إنها أقسام أقسم الله بها .
الترجمة الإنجليزية
1 - A. L. M.
الترجمة الفرنسية :
1 - Alif, Lam, Mim.
الترجمة الإيطالية :
1 - Alif, Lâm, Mîm .
الترجمة الألمانية :
1 - Alif Lلm Mيm.
الترجمة الهولندية :
1 - Alif Laam Miem.
الترجمة التركية :
1 - Elif. Lâm. Mîm.
الترجمة البوسنية :
1 - Alif. Lam. Mim.
الترجمة الإندونيسية :
1 - Alif Laam Miim.
مواضيع مماثلة
» تفسير جزء من سورة البقرة
» معاني كلمات سورة البقرة
» سورة الغاشية - سورة 88 - عدد آياتها 26
» سورة الفيل - سورة 105 - عدد آياتها 5
» سورة الفجر - سورة 89 - عدد آياتها 30
» معاني كلمات سورة البقرة
» سورة الغاشية - سورة 88 - عدد آياتها 26
» سورة الفيل - سورة 105 - عدد آياتها 5
» سورة الفجر - سورة 89 - عدد آياتها 30
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى