المسيح عيسي بن مريم أول من خلق بالإستنساخ وآخر من يخلق به ...
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المسيح عيسي بن مريم أول من خلق بالإستنساخ وآخر من يخلق به ...
المسيح عيسي بن مريم أول من خلق بلإستنساخ وآخر من يخلق به ...
الاستنساخ في القرآن
منذ بدء الخليقة حتي مولد المسيح عليه السلام
********************************
الباحث د / محمد محمد كذلك
مقــــدمـــة
الاستنساخ قضية من القضايا المصيرية في حياة الجنس البشري لما يتبعها من مشاكل اجتماعية و فكرية و دينية و أخلاقية و القرآن كتاب الله العظيم الذي يقول الله فيه :
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) ( الروم )
فمن غير المعقول أن يترك الله عز و جل قضية مثل الاستنساخ و لا يشير إليها، و بحثنا هذا نشير فيه إلي أن القرآن لم يترك الأمر علي عواهنه بل ذكر قضية الاستنساخ واضحة جلية و لنا في خلق عيسى المثل الأعلي علي ذلك و قد ضرب الله هذا المثل ليذكر الإنسان أن ما من شيء في الكون إلا و الله عز و جل يعلمه غيبا و ظاهرا ، فالله عز وجل خلق عيسى بطريقة فريدة من أم بدون أب فما الداعي الفعلي لذلك ؟ و عيسي عليه السلام رسول مثل باقي الرسل و لم تكن طريقة خلقه جزء مؤثر في دعوته فيهدي الناس إلي عبادة الله الواحد الأحد مثله مثل باقي الرسل ، فلماذا خلق الله عز و جل عيسى عليه السلام بهذه الطريقة ، و لماذا رفعه إلي السماء ، إن كل الأحداث المرتبطة بخلق عيسي و حياته و طريقة مغادرته للأرض قد أحدثت بلبلة شديدة بين تابعيه و أضلتهم عن طريق الوحدانية و سارت بهم نحو طريق التثليث .
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) ( النساء )
و قد سار بهم هذا التثليث نحو الكفر في الوقت الذي كانت دعوة عيسى عليه السلام تهدف إلي الوحدانية
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)
و قد جعلوا لهذا التثليث قواعد و قوانين ساروا عليها في طريق الضلال ، فعيسى عليه السلام رسول مثل باقي الرسل .
مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) ( المائدة )
فطريقة خلقه لم تكن عنصرا مؤثرا في دعوته فلماذا جاء خلقه بهذه الطريقة ؟
بالطبع لا بد من سبب و سبب يحمل الحكمة بقدر حكمة خالق السبب ، و اليوم مع ظهور الاستنساخ يتجلي بعض نور هذه الحكمة الربانية ليظهر الله عز وجل للإنسان أنه الوحيد القادر علي استنساخ الإنسان و تغيير جنس النسخة عن جنس الأصل و ليرفع آياته عنده لتظل خالدة حتي قيام الساعة و يقول الله عز و جل :
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58)
ففي القرآن ذكر لكل مثال في الكون و الأمثلة المقصودة هي الأمور الهامة التي تؤثر علي مسار البشرية ، الأمور ذات الخطر العظيم التي قد تتسبب في تغيير مسار الحياة علي الأرض بالدمار و الهلاك و الأمور التي لو اتبعتها البشرية لنجت ووصلت إلي بر الأمان ، ففي القرآن ذكر للأمور العظيمة الشأن ، و لعل من أكثر الأمور خطورة و أهمية هو موضوع الاستنساخ بما يحمله من مخاطر علي البشرية فلو فرضنا أن هذا الأمر قد تمكن البشر من الإتيان به و أصبح في قدرة الإنسان نسخ ذاته فكيف نسمي النسخة الجديدة هل هي أخ أو أخت للنسخة الأصلية أو هل هي ابن أو ابنة للنسخة الأصلية ، فما هي علاقة النسخة الجديدة بالنسخة الأصلية ، و ما هي حقوق ميراث النسخة الجديدة و لو ماتت النسخة الأصلية هل تحتل النسخة الجديدة مكان النسخة الأصلية ، إن الكثير من المشاكل الدينية و الاجتماعية و الأخلاقية سوف تنشأ من جراء حدوث استنساخ البشر فهو أمر أكثر من خطير و من غير المعقول أن يترك الله أمرا مثل هذا و لا يشير إليه في كتابه العزيز أو أن يترك البشر يعبثون في الكون كيف شاءوا ، و الذين يدعون أنه يمكن استنساخ العلماء و العباقرة لفائدة البشرية نقول لهم و هم يعلمون ذلك أن صفات الإنسان تأتي من الصفات الوراثية المبرمجة علي الكروموسومات و من البيئة و تفاعل الإنسان معها و قد يحدث أثناء مراحل النمو داخل الرحم طفرات بسبب التعرض لظروف بيئية مختلفة من موجات صوتية و إشعاعات و أدوية و غيرها الأمر الذي يصعب معه الحصول علي نسخة متطابقة تماما مع النسخة الأصلية ، ثم ما هو الغرض من عملية نسخ الإنسان ، إنه عبث لا طائل من ورائه ، ندعو الله أن يهدينا إلي الصراط المستقيم .
البـاحث
د.محمد محمد كذلك
ملخص البحث
يستعرض هذا البحث أساليب و طرق و أنواع الاستنساخ الموجودة في الكون منذ بدء الخليقة فالاستنساخ موجود في أصغر الوحدات البنائية المكونة لجسم الكائن الحي و هي الخلية الجسدية بل هو موجود في خلايا البكتريا و في النباتات عن طريق التكاثر الخضري بأنواعه المختلفة التي ينتج منها في النهاية أفراد نباتية مشابهة تماما في صفاتها الشكلية و التركيبية للنبات الأم ، و الاستنساخ أيضا في الحشرات و أبرز مثال علي ذلك هو حشرة نحل العسل التي سميت سورة كاملة في القرآن الكريم باسمها و هي سورة النحل و التي ذكر فيها النحل الذي ينتج الغذاء الشافي للأمراض فهل تسمي أحد سور القرآن باسم النحل و يذكر في عدة آيات لمجرد أنه ينتج غذاء يشفي من بعض الأمراض علي الرغم من وجود مئات من النباتات الطبية الشافية لعديد من الأمراض و لم يتعرض القرآن لأي منها بالذكر و لم يسمي سورة منها باسم أحد النباتات ، و عليه يكون ذكر النحل في القرآن يحمل معني خافيا علي الأذهان ، كما أن الاستنساخ موجود في الكائنات البحرية مثل الشعاب المرجانية و نجوم البحر و غيرها ،ثم يأتي استعراض ناموس الزواج و الزوجية و أن الله عز وجل جعل وجود الإنسان لا يأتي إلا من لقاء رجل و امرأة و أن الأشياء في الكون كلها أزواج و من الآيات ما ينص علي ذكر هذا و أن خلق الإنسان يتم علي مراحل ثابتة لا تتغير حتي قيام الساعة فالنطفة أساس خلق الإنسان و هو نفس أساس خلق عيسى عليه السلام فقد خلقه الله من نطفة و النطفة هي ماء الرجل أو ماء المرأة و من نطفة مريم خلق عيسى سواء كانت هذه النطفة بويضة أو كانت خلية جسدية فهي من مريم و عليه خاطب الله المسلمين عند ذكر عيسى بقوله الدائم : " عيسى بن مريم "مؤكدا علي نسب عيسى بن مريم و أن النطفة التي خلق منها عيسى عليه السلام قد جاءت من مريم ، و لكن عيسى عليه السلام جاء مغايرا في جنسه (ذكر) عن جنس أمه (الأنثي) و هذا الأمر موجود في الكون قبل خلق عيسى ففي الطيور و الأسماك يحمل الذكر تركيب وراثي (xx) و تحمل الأنثي تركيب وراثي (xy) و هذا يفسر كيف ينشأ من خلية جسدية تحمل التركيب الوراثي (xx) فردا ذكرا يحمل التركيب الوراثي (xx) لتصبح معجزة خلق عيسى مركبة فهو خلق من أم بلا أب و هو خلق من خلية تحمل التركيب الوراثي (xx) المميز للأنثي و بالرغم من ذلك كان ذكرا و هو لم يمت بل رفعه الله عز و جل إليه ليظل باقيا حتي قيام الساعة شاهدا علي عدم قدرة الإنسان علي الخلق أو استنساخ نسخ من ذاته فطريقة خلق عيسى لا تحمل معني خاصا في دعوته و لم تكن أحد أركان رسالته بل إن طريقة خلقه و رفعه قد أثرت بالسلب علي دعوته و أدت إلي الفرقة و نشوء مبدأ التثليت الذي أصبح أساس عقيدة المسيحية بعد رفع عيسى إذا لا بد من حكمة لخلق عيسى عليه السلام بهذا الأسلوب ، و يبدو أن الوقت قد حان لظهور هذه الحكمة ، و عليه فالاستنساخ في عالم النبات مفيد للإنسان و في عالم الحيوان قد يساعد علي توفير الغذاء الحيواني للبشرية و لكن ما هو الغرض من نسخ الإنسان ، لا فائدة من ذلك و رفع عيسى و عدم زواجه قبل رفعه يشير إلي عدم إمكانية نسخ الإنسان مهما كانت المحاولات الرامية إلي ذلك فخلق عيسى كان معجزة و المعجزة لا تتكرر و ليس للبشر القدرة علي الإتيان بها ، فليوجه العلماء أبحاثهم نحو أمور أكثر فائدة للإنسان .
الاستنسـاخ في اللغــة
نسخ و نسخت الكتاب نسخا من باب نفع ، نقلته و انتسخته . كذلك قال ابن فارس و كل شيء خلف شيئا فقد انتسخه فيقال انتسخت الشمس الظل و الشيب و الشباب و الظل الشمس أي أزاله ، و كتاب منسوخ و منتسخ منقول ، و النسخة الكتاب المنقول و الجمع نسخ مثل غرفة و غرف ، فتارة يفهم منه الإزالة و تارة يفهم منه الإثبات و تارة يفهم منه الأمران ، و النسخ الشرعي إزالة ما كان ثابتا بنص شرعي و يكون في اللفظ و الحكم و في أحدهما سواء فعل كما في أكثر الأحكام أو لم يفعل مثل ذبح إسماعيل بالفداء ، و نسخ الكتاب إزالة الحكم بحكم يعقبه .
قال تعالي :
مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)
و نسخ الكتاب نقل صورته المجردة إلي كتاب آخر و ذلك لا يقتضي إزالة الصورة الأولي بل يقتضي إثبات مثلها في مادة أخري كاتخاذ نقش الخاتم في شمع كثير ، و الاستنساخ التقدم بنسخ الشيء و الترشح للنسخ و قد يعبر عن النسخ بالاستنساخ قال تعالي :
هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29)
و تناسخ الأزمنة و القرون مضي قوم بعد قوم يخلفهم و القائلون بالتناسخ قوم ينكرون البعث .
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58)
الاستنسـاخ داخــل الخليــة
من تعريف الاستنساخ السابق يبدو واضحا للعيان أن الاستنساخ هو عمل صورة مطابقة للأصل المنسوخ في كل جزئياتها ، أي أن النسخة الجديدة تحمل نفس صفات النسخة الأصلية بكل دقائقها و خواصها و صفاتها الشكلية و التركيبية ، و الاستنساخ موجود في الكون منذ بدء الخليقة ، فالخالق قد خلق السموات و الأرض و ما ومن في الأرض جميعا من نباتات و حيوانات و حشرات و كائنات دقيقة مثل البكتريا و الطحالب و الفيروسات .......إلخ
و الآيات القرآنية تشير إلي ترتيب الخلق فالحق يقول :
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) ( التغابن )
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) ( السجدة )
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) ( البقرة )
فالسماوات قد خلقت قبل الأرض ، فكلمة السماء دائما تسبق الأرض في الكثير من الآيات ( التغابن -3) (الجاثية – 3) ( الزخرف – 82) (السجدة 30) ( النمل 75) ثم خلق الله الأرض و بث فيها كل المخلوقات .
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) ( البقرة )
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) ( السجدة )
ثم خلق الإنسان .................
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) ( البقرة )
فخلق النباتات و الحيوانات و غيرهامن الكائنات التي عمرت الأرض كان قبل خلق آدم عليه السلام ، أي أن الخلية النباتية و الحيوانات قد وجدت قبل خلق آدم ، و تلك الخلية التي خلقت في بداية الكون حدث فيها و بداخلها أول عملية استنساخ في الكون ، فالخلية المفردة الوحيدة التي نطلق عليها اليوم اسم البكتريا تتكاثر أساسا بالاستنساخ حيث تستطيل الخلية البكترية و تنحصر في وسطها و يستمر هذا التخصر حتي تنفصل الخلية إلي خليتين فما الذي حدث داخل خلية البكترية ، لقد انقسمت نواة الخلية إلي نصفين متشابهين تماما لتكون خليتين متشابهتين تماما في الشكل و التركيب فهي نسخة طبق الأصل من الخلية الأصلية و تستمر عملية النسخ هذه مكونة الآلاف من الخلايا المتشابهة و هذا النوع من الاستنساخ يتم في خلايا البكتريا و الطحالب و الفطريات و نطلق عليه الانقسام البسيط و في الحقيقة أن استنساخ الخلايا يحدث داخل كل خلية عملية نسخ حتي يتضاعف عدد الخلايا لتبني جسم النبات ، فالخلية النباتية تتكون من حزئين أساسيين هما البروتوبلاست protoplast و الجدار الخلوي Cell wall و البروتوبلاست هو المادة الحية التي تعرف " بالجبلة " أو البروتوبلازم ، و بالخلية الكثير من العضيات التي تقوم بكل مهام الخلية ، و من أكثر العضيات أهمية النواة التي تحتوي داخلها الصبغيات Chromosomes، و كل صبغي منها يتكون من جزئين كل منها يسمي كروماتيدة . و هاتان الكروماتيدتات صورة طبق الأصل من بعضها في الشكل و التركيب ، و بهذه الكروماتيدة توجد الجينات التي تتكون من الأحماض النووية و التي تحمل كل صفات الكائن الحسي مثل طول النبات و شكل الورقة و لون الأزهار و شكل الثمار و محتوي الثمار من السكر و أسلوب التفريع .. و غيرها من الصفات الخاصة بكل نوع من النباتات ، و حتي تظل صفات كل نبات ثابتة علي مر الأجيال و غير عرضة للتغير فقد وجد الاستنساخ داخل الخلية لتتكون خلايا مماثلة للخلية الأصلية و تظل هوية النبات ثابتة راسخة ، و في النباتات الراقية يحدث نوع من النسخ نطلق عليه الانقسام غير المباشر Mitosis و الذي يحدث علي عدة خطوات أو أطوار هي :
1- الطور التمهيدي prophase
2- الطور الاستوائي Metaphase
3- الطور الانفصالي Anaphase
4- الطور الختامي Telophase
و في مرحلة الطور الانفصالي تنفصل الكروماتيداتان الشقيقتان عن بعضهما البعض عند منطقة الاتصال المسماة السنترومير ، و تتحرك إلي أقطاب الخلية حيث يتضاعف تركيب الـ DNA المكون للجينات مكنا نسخة طبق الأصل من النصف الآخر ( الكروماتيدة ) بحيث ينتج في النهاية ضعف عدد الكروموسومات في الخلية التي لا تلبث أن تنقسم إلي خليتين متشابهتين في الشكل و التركيب و كافة الصفات المميزة لها ، أي يحدث تضاعف لعدد الصبغيات و عدد الخلايا من خلال عمل نسخ مطابقة للخلية الأم و السر في النسخ المتطابق يكمن في الـ DNA
الذي يحمل كافة تعليمات الخلية .
لقد قامت الخلية بنسخ نفسها بعمل صورة مماثلة لها ، و في كل خلية من خلايا الجسم سواء كان نبات أو حيوان توجد الإمكانية كاملة لتكوين الجسم كله إلا في خلايا الحيوانات المنوية و البويضات فهي ليست خلايا كاملة حيث تحمل أساسا نصف العدد الكلي من الصبغيات أو بالأخري نصف عدد الجينات و هذا العدد النصفي لا يمكن من خلاله عمل نسخ متشابهة في ظل القوانين السائدة في الكون ، و لكننا سوف نجد طرقا لهذا الناموس بتكوين أفراد كاملة من البويضات ذات العدد النصفي من الصبغيات عندما نتحدث عن الاستنساخ في النحل .
وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75) ( النمل )
إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) ( الجاثية )
الاستنسـاخ في النبــات
خلقت النباتات بصفات و تراكيب أرادها الخالق لفائدة الإنسان الذي قدر الله خلقه بعد خلق الأرض
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) ( البقرة )
و لو تركت النباتات تلقحها الحشرات و الحيوانات و الرياح .
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) ( الحجر)
لتغيرت صفات كل الكائنات النباتية عن الهيئة التي خلقت عليها و هو بالتأكيد ما حدث من إجراء عملية التلقيح و الإخصاب و لهذا فكان لا بد من وسيلة تحفظ لنا التراكيب الوراثية الأصلية علي مدار عمر الأرض الذي قدره العلماء بنحو 400-500 مليون عام ، فالرياح سوف تنقل حبوب اللقاح من نبات لآخر لتكون بذور تحمل صفات مشتركة لكل من حبة اللقاح و البويضة المكونة للبذرة و مع الأخذ في الاعتبار حدوث الطفرات و الانعزالات الوراثية و طول المدة من خلق الأرض حتي ظهور الإنسان فسوف تكون النتيجة تغيير كافة أشكال النباتات و تراكيبها الوراثية عن الشكل الأصلي ، إذا فالسبيل الوحيد للحفاظ علي التراكيب الوراثية الأصلية هو اللجوء إلي الاستنساخ ، وذلك بنسخ نباتات كاملة فكيف يحدث ذلك في الطبيعة ؟
الأمر بسيط فالرياح تتحرك و تكسر فروع الشجر و الحيوانات تفعل نفس الفعل فتسقط الفروع المحطمة إلي الأرض و كذا الأوراق و تدفن في التربة و هنا يسقط المطر
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) ( الحجر)
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) ( النحل )
و يبدأ فعل الأكسين Quxin و هو الهرمون النباتي الذي يدفع الخلايا المدفونة في التربة إلي الاستطالة و التكاثر لتكون جذور لأسفل و فروع لأعلي لتنشأ نسخة طبق الأصل من النبات الذي سقط منه الفرع أو الورقة أو الحيوانات تقيم جحورا تحت التربة فتقرص جذور النبات و يبدأ عمل الأكسين لتنمو قطع الجذور مكونة نبات جديد و كذا الحشرات القارضة و غيرها لتظل لدينا نسخ أصلية من النباتات ، و الإنسان يستخدم هذا الأسلوب في النسخ في إكثار النباتات بالعديد من الطرق مثل التكاثر بالعقلة – بالورقة – بالجذور – بالترقيد و بزراعة الأنسجة بأخذ قطعة صغيرة من النبات تحتوي علي عدة خلايا و ربما خلية واحدة لعمل نسخة من النبات الأم .. إلخ و كلها أساليب نسخ مختلفة غرضها إنتاج أفراد نباتية ذات صفات وراثية مطابقة تماما لصفات النبات الأم .
و إذا كان هذا هو الحال في النباتات المعمرة القادرة علي تكوين نسخ مماثلة مع الأم فما هو الحال في النباتات العشبية الحولية التي تبقي حية عدة شهور ثم تموت ؟ مثل هذه النباتات يتكاثر بالبذرة الناتجة من التلقيح و الإخصاب و بالتالي تنتج بذور تحمل صفات مختلطة من كلا الأبوين ، و طبيعة هذه النباتات لا تمكنها من عمل نسخ خضرية لذلك جعل الخالق التلقيح فيها ذاتي أي أن النبات يلقح نفسه بنفسه حيث تسقط حبوب لقاح الزهرة ميسم نفس الزهرة و تتكرر هذه العملية باستمرار دون خلط لتحافظ علي الصفات الأصلية ثابتة و ذلك بعمل نسخ بذرية مطابقة للنبات الأم ، و حتي في النباتات التي تلقحها الحشرات و الرياح و الحيوانات فهناك نسبة من هذه النباتات يكون التلقيح فيها ذاتي لتظل النسخ الأصلية موجودة ، إن بقاء النباتات بصفاتها الأصلية اعتمد علي الاستنساخ ، فهذا هو ناموس الخلق الأول .
النحل و الاستنساخ
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) ( النحل )
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) ( القمر )
يخبرنا الله عز و جل أنه ما ترك في الكون شيء من القضايا الكبري التي تغير من مسار البشرية إلا و ذكر في القرآن
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58 ) ( الروم )
و طلب الله عز و جل من الناس أن يطلبوا العلم من القرآن و غيره
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) ( القمر )
فهل ذكر الاستنساخ في القرآن و هو من القضايا التي قد تحمل خيرا للبشرية أو تحمل دمارا و خرابا لا قبل لنا به ؟
إن الآية رقم 68-69 من سورة النحل توضح لنا أن الله أمر النحل بسكن الجبال و الشجر و أن يأكل النحل من كل الثمرات و الواضح من الآية أن أهمية النحل تكمن في الشراب الشافي ( العسل) من الأمراض و من قيام النحل بتلقيح أزهار النباتات و لكن هذه الفوائد الجليلة يشترك فيها النحل مع مخلوقات أخري ، فهناك أنواع من الزنابير تنتج العسل و أغلب الحشرات يقوم بنقل حبوب اللقاح بين الأزهار ، و الشراب الشافي مثله مثل العديد من النباتات الطبية التي خلقها الله عز و جل و هناك كائنات بحرية عديدة لها فوائد علاجية مثل الحوت الذي يستخرج من كبدة الزيت المعروف بفوائده الطبية ، إذن لو كانت فائدة النحل كما ذكرت في القرآن هي الشفاء من الأمراض لما كان هناك داعي لقوله تعالي : " إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون " فالله عز و جل قد ذكر فائدة النحل فما الداعي للتفكير في ذلك و ما الداعي لوصف الرحمن ذلك بأنه آية ؟ فالنحل أحد الآلاف من الحشرات التي منها أيضا المفيد مثل دودة القز التي تنتج الحرير و حشرة أبو العيد – الفداليا – خنفساء الكلوسوما التي تستخدم في مقاومة الحشرات الضارة التي تصيب المزروعات و بكتريا التخمر التي تستخدم في صناعة الزبادي ، و كلها و غيرها كائنات مفيدة ، إذن دعوة الحق جل و علا للتفكير تفيد بوجود آية يغفل عنها البشر فبالبحث في حياة النحل سوف نجد أن ذكر النحل هو فرد في سلسلة من النسخ المتطابقة ، ففي كل خلية نحل تكون الملكة هي الأنثي الوحيدة الخصبة و عندما يلقحها الذكر في الهواء الطلق نجدها تدخل حيوانتها المنوية إلي داخل جسدها في حين يموت الذكر ، و تضع الملكة بيض مخصب ينتج عنه شغالات ، و هذا البيض يحتوي علي 32 كروموسوم ، و تضع الملكة أيضا بيضا غير مخصب ينتج عنه ذكور : و هذا البيض غير المخصب يحتوي علي 16 كروموسوم ، أي أن البيضة التي تنتج منها الذكر هي بيضة لها بها نصف عدد كروموسومات الخلية الجسدية للنحلة و علي الرغم من ذلك تمكنت هذه البيضة من تكوين خلايا جسدية بها 32 كروموسوم أي أن البيضة تمكنت بأسلوب ما من مضاعفة عدد الكروموسومات بخلاياها الجسدية من 16 بخلية البيضة إلي 32 بخلية الجسد ، و الآية 69 في سورة النحل تدعونا للتفكير في ذلك ، فالطريقة التي يتكاثر بها الذكور من النحل لم يدخل فيها التلقيح و الإخصاب بل هي بويضات وضعتها الملكة وكلها ذات تركيب وراثي واحد و كلها تنتج نسخ متشابهة من الذكور ، فملكة النحل قد وهبها الله القدرة علي إنتاج أفراد بلطريق العادي ( التلقيح الإخصاب ) و أفراد أخري بالاستنساخ لبويضات تحمل نصف العدد الصبغي ، فالإعجاز في الخلق هنا قد فاق كل الحدود ، فإنتاج نسخ من الذكور حدث من نصف عدد الصبغيات و هي بدورها تكون خلايا جسدية بها العدد الكامل من الصبغيات إنه استنساخ مضاعف ، استنساخ تم فيه نسخ الصبغيات من النصف العدد إلي العدد الكامل ثم نسخ أفراد خلايا النحل لكي تغلق علي نفسها باب التباين في التراكيب الوراثية لتظل متحفظة بصفاتها ثابتة عبر العصور لتكون آية و علامة و معجزة و لتحمل لنا رسالة عبر ملايين السنين تقول إن الاستنساخ موجود منذ بدء الخليقة و ما ستصلون له في يوم ما قد أوجده الله عز و جل منذ 500 مليون عام وذكره لنا منذ 1420 عام مضت فهو الله الذي يعلم ما في السماوات و الأرض .
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3) ( سبأ )
وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61) ( يونس )
الاستنسـاخ في عالــم الحيــوان
النطفة في اللغة : ( الماء ينطف من باب قتل سال و قال أبو زيد نطفت القربة ينطف و تنطف نطفا إذا قطرت من وهي أو سرب أو سخف و النطفة ماء الرجل و المرأة و جمعها نطف و نطاف )
الاستنساخ في الحيوان أكثر جاذبية و غرابة من الاستنساخ في النبات ، و تأتي غرابة استنساخ الحيوان من جعل أمر الاستنساخ أكثر قربا لاستنساخ الإنسان و في عالم الحيوان نوعين من الاستنساخ . الأول هو الاستنساخ الجنسي و الثاني هو الاستنساخ الجسدي ، ففي الاستنساخ الجنسي يحدث اللقاء بين الحيوان المنوي بالبويضة و كل منهما يحمل نصف عدد الكروموسومات كي يكتمل العدد في النطفة المخصبة .
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)( الإنسان )
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)( فاطر )
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) ( غافر)
و عندما تبدأ الخلية في الانقسام إلي خلتين يحيط بها غشاء يسمي : زونابيلوسيدا Zonapellucida ثم تضاف إنزيمات معينة لإذابة هذا الغشاء الذي يجمع الخليتين داخله و تكون النتيجة نطفتين متطابقتين أو توأما سياميا متطابقان ثم بعد ذلك تضاف مادة جديدة لهاتين النطفتين تشابهان تماما الغشاء المسمي Zonapellucida ليتكون جنين ينقسم كل منهما بعد ذلك ليكون جنينا كاملا ، و إذا ترك الانقسام الأولي يمكننا استنساخ أي عدد من الأجنة و من تطبيقات هذا النوع من الاستنساخ ما أعلن عنه في ولاية أوريجون الأمريكية عن استنساخ توأم لقرد الريزوس في مارس عام 1997 و نجاح ولادته و من قبل ذلك نجحت عمليات استنساخ أخري في الفئران من أجنة مخصبة عام 1970 و استنساخ جنس لأغنام عام 1979و استنساخ ماشية عام 1980. و الاستنساخ الجنسي في الحيوان يطابق آيات الخلق السابقة ، فالنطفة أساس الاستنساخ الجنسي في الحيوان عدا أن عملية اللقاء بين الحيوان المنوي و البويضة تتم خارج جسم الحيوان و الاستنساخ في عالم الحيوان مفيد و غير ضار بل هو أحد السبل لتوفير الغذاء الحيواني للإنسان فيمكننا من خلال ذلك أن نحصل علي عدد كبير من الأجنة الحيوانية في الماشية أو الأغنام بدلا من الحصول علي حيوان واحد بطريقة التلقيح و الإخصاب العادية و ذلك للحصول علي صفات متميزة في الحيوانات و الماشية مثل الحصول علي لحوم أكثر أو ألبان أكثر و حفظ الأنواع المعرضة للانقراض من الحيوانات النادرة و إنتاج الأدوية التي يصعب انتاجها بعيدا عن جسم الحيوان مثل هرمونات النمو و بعض البوتينات و عوامل التجلط الدموي و الكثير من الأدوية التي تعالج العديد من الأمراض من تليف الرئة الحوصلي و مرض نزيف الدم و إنتاج الأنسولين و أدوية السكتة القلبية و ذلك عن طريق إدخال الجين المسئول عن إنتاج مثل هذه الأدوية إلي النطفة المستنسخة قبل وضع الجنين في رحم الأم بحيث يفوز البروتين المطلوب في ثدي أنثي الحيوان و التطبيقات في ذلك كثيرة و قائمة و تساهم في إنقاذ الإنسان من كثير من الأمراض .
و الاستنساخ الجنسي يحقق التنوع لاختلاف التراكيب الوراثية في كل الحيوانات يمثل حلا لكثير من مشاكل الغذاء الحيواني في العالم ، فهو في خير البشرية .
أما الاستنساخ الجسدي فهو يتم باستخدام خلية من خلايا الجسد تحتوي علي العدد الكامل من الكروموسومات حيث يتم دمج هذه الخلية الجسدية ببويضة أزيلت منها المادة الوراثية مأخوذة من أنثي عن طريق مجالات كهربية ثم زرع هذه الخلية المدمجة في رحم أنثي لتلد فردا متطابقا في الشكل و الصفات الوراثية مع الفرد المأخوذ منه الخلية الجسدية و المثال الشهير لذلك هو النعجة دوللي التي نتجت من خلية ثديية لإحدي النعاج ، و أهمية هذا الحدث لا تكمن في كونه نصرا علميا فقط و لا لفائدته في استنساخ حيوانات مفيدة للإنسان أو حماية حيوانات نادرة من الانقراض فهو في هذا الجانب أيضا عمل مفيد للبشرية و لكن الرعب الذي صاحب ذلك الحدث هو تصور الكثير من الناس أن استنساخ الإنسان أصبح وشيك الوقوع . و الاستنساخ الجسدي في الحيوان موجود منذ الخليقة فكثير من أنواع الشعاب المرجانية و نجوم البحر و غيرها من الحيوانات البحرية تتكاثر بانفصال قطع من جسم الحيوان تنمو لتكون كائن كامل في صورة من صور الاستنساخ الجسدي .
و عليه فحديثنا السابق عن الاستنساخ يوضح أن الاستنساخ بكل صوره موجود في الكون فهو في الخلية و في النبات و في الحشرات و في الحيوانات
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) ( الروم )
و لكن هل هناك مثال لاستنساخ الإنسان ؟نعم المثال موجود و مذكور في القرآن و لكنه آية و معجزة لن تكرر..!
الاستنساخ و الازدواج و التزاوج
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)( الأنعام )
**
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) ( الرعد )
**
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) ( آل عمران )
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72) ( النحل )
**
وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) ( النجم )
**
وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) ( الذاريات )
**
وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) ( الزخرف )
**
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) ( لقمان )
**
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) ( القيامة )
**
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) ( مريم )
**
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) ( الروم )
الآيات السابقة و غيرها تقر بأمر واحد أرساه الله عز و جل في الكون ألا و هو الزوجية أو الازدواج و التزاوج فالازدواج يعني في اللغة وجود فردين ( زوجين) كل منهما مكمل للأخر و من نفس جنة ( خلق الزوجين الذكر و الأنثي ) فالرجل زوج و المرأة زوج و الله عز و جل خلق من كل شيء في الكون زوجين و هذان الزوجان مكملان لبعضهما البعض فالنباتات المذكر منها و المؤنث و كذا الحيوانات و الحشرات و الطيور و الكائنات البحرية و غيرها وصول إلي الإنسان ( الآيات) ، إذن الازدواج و الزوجية ناموس أزلي من نواميس الكون
( الآيات) و جعل الله الكثير من الأشياء المادية في صورة زوجية و لنأخذ الإنسان الذي هو محور قضية الاستنساخ الأصلي ، فللإنسان يدين ، قدمين ، عينين ، أذنين ، و الأنف مقسم إلي جزأين و به فتحتان و اللسان مقسم إلي قسمين يشعران نفس مذاق الأشياء علي اليمين و اليسار ، و للإنسان رئتين و كليتين و خصيتين و مبيضين و للفرج في الأنثي شفران ، و فم الإنسان من شفتين ، و أصابع اليدين زوجين زوجين ، و كذا أصابع القدمين ، و في القلب أذينين و بطينين و هناك الذكر و الأنثي في كل الكائنات و هناك الكهرباء السالبة و الموجبة ، و القطب المغناطيسي السالب و الآخر الموجب و هناك الأيون السالب ( الأنيون) و الأيون الموجب ( الكاتيون) و هناك الصلب و السائل ، و في داخل الخلية نجد الكرموسوم مكون من زوجين من الكروماتيدات و الجينات أزواج و القواعد النتروجينية في الأحماض النووية زوجية ( انظر الآيات) و في الصفات هناك الجميل و القبيح و الحار و البارد و القوي و الضعيف و الأعلي و الأسفل و غير ذلك من الأزواج ، فالزوجية ناموس كوني لا تبديل فيه و لا تغيير حتي قيام الساعة . و لكن كيف يكون الحال لو وجد شيء ما في صورة فردية ؟!
هل سيكون هذا نقدا و هدما لناموس الزوجية في الكون ؟!
نعم سيكون هذا نقدا و لكنه لا يهدم ناموس الزوجية .......
فالفردية في هذا الموضع خروج عن الناموس و الخروج لا يأتي إلا من واضع هذا الناموس ليجعل من هذا الخروج آية و معجزة يتحدث عنها البشر و أول هذه الآيات المعجزة الفردية هي أن الله عز و جل فرد صمد واحد أحد :
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)( الإخلاص )
لا زوجة له و لا ولد :
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ( الأنعام )
و قد جعل الله الزوجية ناموس الكون الأزلي فكان له ما قدر .
و قد وضع الله عز و جل ناموس آخر في الكون ألا و هو ناموس التزاوج ، فلا ذرية و لا أبناء و لا خلفاء ، و لا بنين و لا بنات إلا من الزواج ، من ذكر و أنثي ، من زوجين مختلفين في الجنس من رجل و امرأة :
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ( الأنعام )
**
قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) ( مريم )
**
ففي هذه الآية وضع الله عز وجل صيغة هذا القانون الأزلي عندما وجه سؤالا إلي الذين يدعون أن له ولد ، فكيف يكون له ولد ، إذن الولد و الذرية في عالم البشر لا يكون إلا من ذكر و أنثي إلا من رجل و امرأة ، و كانت السيدة مريم عليها و علي ولدها السلام تعلم أن هذا هو ناموس الخلق ، فعندما بشرت بالولد قالت :
قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) ( آل عمران )
فهي تقر بعلمها الأرضي أنه لا بد من ذكر و أنثي ليكون هناك ذرية و الله عز و جل أقر لها ذلك و أنه قادر علي اختراق الناموس فهو خالق كل نواميس الكون (الآيات) و هذا الاختراق لا يكون إلا لهدف أراده الله . فما هو هذا الهدف ؟!
المــــاء أســـاس الوجــود
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) ( الأنبياء )
أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) ( المرسلات )
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ( ( الطارق )
ناموس آخر من نواميس الكون وضعه الله عز و جل ليكون نبراسا يهدي به كل من يريدون خرق قوانين الكون
وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) ( سبأ )
و الماء هو ذلك السائل المعروف الذي يتكون من أكسجين و هيدروجين و هو المقصود في الآية 30 من سورة الأنبياء و الذي منه خلق الله كل الأحياء من نبات و حيوان و بشر و جعله أساس الحياة فلا تقوم حياة كائن إلا به و في وجوده و هو يمثل نسبة كبيرة من تركيب أجساد كافة المخلوقات تزيد عن 90% و علي الماء تعتمد كل العمليات الحيوية داخل أجسام كافة الكائنات فمن الماء خلقت الكائنات و به تحفظ حياتها و لأجل هذا جعل الله ثلاثة أرباع مساحة الأرض من الماء و لأجل حفظه من التلف جعله مالحا حتي لا تنمو فيه الكائنات المفسدة له و حتي لا يتحكم فيه الطامعون جعله وفيرا ، و المعني الثاني للماء هو ذلك الماء الذي يخرج من الرجل و المرأة و هما ماءان جعلهما ماء واحد لأنهما يختلطان معا فماء الرجل به الحيوانات المنوية و ماء المرأأة به البويضات و كلاهما معا يكونان أولي مراحل خلق الإنسان :
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ( ( الطارق )
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) ( القيامة )
إذن الله عز و جل يخبرنا أن الإنسان خلق من ماء الرجل و ماء المرأة و لا سبيل إلي خلق الإنسان بغير ذلك و بغير الذكر و الأنثي و بغير الزواج فلو حدث خرق لهذا الناموس فهو معجزة أريد منها أمرا ما !!
التـراب ، النطـفة ، العلـقة ، الوالـدين أسـاس خلق الإنسـان
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)( الانسان )
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) ( القيامة )
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) ( غافر )
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)( فاطر)
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) ( السجدة )
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) ( يس )
قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) ( عبس )
خلق الله آدم من تراب :
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)( آل عمران )
فكان هذا أساسا لمخلق ذرية آدم ، فكانت عناصر التراب من كالسيوم و ماغنيسوم و حديد وزنك و فسفور و نتروجين و غيرهما مما نطلق عليه اسم الفلزات و اللافلزات ، و أيضا عناصر الماء من أكسجين و هيدروجين ، كلهما داخلة في تركيب جسم الإنسان و عليها استمر الخلق ، ثم كانت النطفة الممثلة في ماء الذكر و الأنثي و منها تتكون العلقة التي تنقسم خلاياها لتكون المضغة ثم العظام ثم اللحم :
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)( المؤمنون )
فخطوات الخلق ثابتة لا تبديل فيها و لا تغيير و هذا الثبات في الخلق يتحكم فيه الله عز و جل فالناموس قائم و لكن تحول اللحم إلي إنسان كامل خاضع لإرادة الله عز و جل :
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) ( التغابن )
فطريقة خلقه كانت مخالفة للناموس و تسميته كانت مخالفة للآية :
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) ( الشورى )
) إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)( لقمان )
اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (( الرعد )
اثبات بنوة عيسي عليه السلام للسيدة مريم ودلالة ذلك !
و تسميته بأنه بن مريم هو في ذاته أية و هذه التسمية تؤكد أن النطفة التي خلق منها عيسى جاءت من مريم
( آيــــ
الاستنساخ في القرآن
منذ بدء الخليقة حتي مولد المسيح عليه السلام
********************************
الباحث د / محمد محمد كذلك
مقــــدمـــة
الاستنساخ قضية من القضايا المصيرية في حياة الجنس البشري لما يتبعها من مشاكل اجتماعية و فكرية و دينية و أخلاقية و القرآن كتاب الله العظيم الذي يقول الله فيه :
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) ( الروم )
فمن غير المعقول أن يترك الله عز و جل قضية مثل الاستنساخ و لا يشير إليها، و بحثنا هذا نشير فيه إلي أن القرآن لم يترك الأمر علي عواهنه بل ذكر قضية الاستنساخ واضحة جلية و لنا في خلق عيسى المثل الأعلي علي ذلك و قد ضرب الله هذا المثل ليذكر الإنسان أن ما من شيء في الكون إلا و الله عز و جل يعلمه غيبا و ظاهرا ، فالله عز وجل خلق عيسى بطريقة فريدة من أم بدون أب فما الداعي الفعلي لذلك ؟ و عيسي عليه السلام رسول مثل باقي الرسل و لم تكن طريقة خلقه جزء مؤثر في دعوته فيهدي الناس إلي عبادة الله الواحد الأحد مثله مثل باقي الرسل ، فلماذا خلق الله عز و جل عيسى عليه السلام بهذه الطريقة ، و لماذا رفعه إلي السماء ، إن كل الأحداث المرتبطة بخلق عيسي و حياته و طريقة مغادرته للأرض قد أحدثت بلبلة شديدة بين تابعيه و أضلتهم عن طريق الوحدانية و سارت بهم نحو طريق التثليث .
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) ( النساء )
و قد سار بهم هذا التثليث نحو الكفر في الوقت الذي كانت دعوة عيسى عليه السلام تهدف إلي الوحدانية
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)
و قد جعلوا لهذا التثليث قواعد و قوانين ساروا عليها في طريق الضلال ، فعيسى عليه السلام رسول مثل باقي الرسل .
مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) ( المائدة )
فطريقة خلقه لم تكن عنصرا مؤثرا في دعوته فلماذا جاء خلقه بهذه الطريقة ؟
بالطبع لا بد من سبب و سبب يحمل الحكمة بقدر حكمة خالق السبب ، و اليوم مع ظهور الاستنساخ يتجلي بعض نور هذه الحكمة الربانية ليظهر الله عز وجل للإنسان أنه الوحيد القادر علي استنساخ الإنسان و تغيير جنس النسخة عن جنس الأصل و ليرفع آياته عنده لتظل خالدة حتي قيام الساعة و يقول الله عز و جل :
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58)
ففي القرآن ذكر لكل مثال في الكون و الأمثلة المقصودة هي الأمور الهامة التي تؤثر علي مسار البشرية ، الأمور ذات الخطر العظيم التي قد تتسبب في تغيير مسار الحياة علي الأرض بالدمار و الهلاك و الأمور التي لو اتبعتها البشرية لنجت ووصلت إلي بر الأمان ، ففي القرآن ذكر للأمور العظيمة الشأن ، و لعل من أكثر الأمور خطورة و أهمية هو موضوع الاستنساخ بما يحمله من مخاطر علي البشرية فلو فرضنا أن هذا الأمر قد تمكن البشر من الإتيان به و أصبح في قدرة الإنسان نسخ ذاته فكيف نسمي النسخة الجديدة هل هي أخ أو أخت للنسخة الأصلية أو هل هي ابن أو ابنة للنسخة الأصلية ، فما هي علاقة النسخة الجديدة بالنسخة الأصلية ، و ما هي حقوق ميراث النسخة الجديدة و لو ماتت النسخة الأصلية هل تحتل النسخة الجديدة مكان النسخة الأصلية ، إن الكثير من المشاكل الدينية و الاجتماعية و الأخلاقية سوف تنشأ من جراء حدوث استنساخ البشر فهو أمر أكثر من خطير و من غير المعقول أن يترك الله أمرا مثل هذا و لا يشير إليه في كتابه العزيز أو أن يترك البشر يعبثون في الكون كيف شاءوا ، و الذين يدعون أنه يمكن استنساخ العلماء و العباقرة لفائدة البشرية نقول لهم و هم يعلمون ذلك أن صفات الإنسان تأتي من الصفات الوراثية المبرمجة علي الكروموسومات و من البيئة و تفاعل الإنسان معها و قد يحدث أثناء مراحل النمو داخل الرحم طفرات بسبب التعرض لظروف بيئية مختلفة من موجات صوتية و إشعاعات و أدوية و غيرها الأمر الذي يصعب معه الحصول علي نسخة متطابقة تماما مع النسخة الأصلية ، ثم ما هو الغرض من عملية نسخ الإنسان ، إنه عبث لا طائل من ورائه ، ندعو الله أن يهدينا إلي الصراط المستقيم .
البـاحث
د.محمد محمد كذلك
ملخص البحث
يستعرض هذا البحث أساليب و طرق و أنواع الاستنساخ الموجودة في الكون منذ بدء الخليقة فالاستنساخ موجود في أصغر الوحدات البنائية المكونة لجسم الكائن الحي و هي الخلية الجسدية بل هو موجود في خلايا البكتريا و في النباتات عن طريق التكاثر الخضري بأنواعه المختلفة التي ينتج منها في النهاية أفراد نباتية مشابهة تماما في صفاتها الشكلية و التركيبية للنبات الأم ، و الاستنساخ أيضا في الحشرات و أبرز مثال علي ذلك هو حشرة نحل العسل التي سميت سورة كاملة في القرآن الكريم باسمها و هي سورة النحل و التي ذكر فيها النحل الذي ينتج الغذاء الشافي للأمراض فهل تسمي أحد سور القرآن باسم النحل و يذكر في عدة آيات لمجرد أنه ينتج غذاء يشفي من بعض الأمراض علي الرغم من وجود مئات من النباتات الطبية الشافية لعديد من الأمراض و لم يتعرض القرآن لأي منها بالذكر و لم يسمي سورة منها باسم أحد النباتات ، و عليه يكون ذكر النحل في القرآن يحمل معني خافيا علي الأذهان ، كما أن الاستنساخ موجود في الكائنات البحرية مثل الشعاب المرجانية و نجوم البحر و غيرها ،ثم يأتي استعراض ناموس الزواج و الزوجية و أن الله عز وجل جعل وجود الإنسان لا يأتي إلا من لقاء رجل و امرأة و أن الأشياء في الكون كلها أزواج و من الآيات ما ينص علي ذكر هذا و أن خلق الإنسان يتم علي مراحل ثابتة لا تتغير حتي قيام الساعة فالنطفة أساس خلق الإنسان و هو نفس أساس خلق عيسى عليه السلام فقد خلقه الله من نطفة و النطفة هي ماء الرجل أو ماء المرأة و من نطفة مريم خلق عيسى سواء كانت هذه النطفة بويضة أو كانت خلية جسدية فهي من مريم و عليه خاطب الله المسلمين عند ذكر عيسى بقوله الدائم : " عيسى بن مريم "مؤكدا علي نسب عيسى بن مريم و أن النطفة التي خلق منها عيسى عليه السلام قد جاءت من مريم ، و لكن عيسى عليه السلام جاء مغايرا في جنسه (ذكر) عن جنس أمه (الأنثي) و هذا الأمر موجود في الكون قبل خلق عيسى ففي الطيور و الأسماك يحمل الذكر تركيب وراثي (xx) و تحمل الأنثي تركيب وراثي (xy) و هذا يفسر كيف ينشأ من خلية جسدية تحمل التركيب الوراثي (xx) فردا ذكرا يحمل التركيب الوراثي (xx) لتصبح معجزة خلق عيسى مركبة فهو خلق من أم بلا أب و هو خلق من خلية تحمل التركيب الوراثي (xx) المميز للأنثي و بالرغم من ذلك كان ذكرا و هو لم يمت بل رفعه الله عز و جل إليه ليظل باقيا حتي قيام الساعة شاهدا علي عدم قدرة الإنسان علي الخلق أو استنساخ نسخ من ذاته فطريقة خلق عيسى لا تحمل معني خاصا في دعوته و لم تكن أحد أركان رسالته بل إن طريقة خلقه و رفعه قد أثرت بالسلب علي دعوته و أدت إلي الفرقة و نشوء مبدأ التثليت الذي أصبح أساس عقيدة المسيحية بعد رفع عيسى إذا لا بد من حكمة لخلق عيسى عليه السلام بهذا الأسلوب ، و يبدو أن الوقت قد حان لظهور هذه الحكمة ، و عليه فالاستنساخ في عالم النبات مفيد للإنسان و في عالم الحيوان قد يساعد علي توفير الغذاء الحيواني للبشرية و لكن ما هو الغرض من نسخ الإنسان ، لا فائدة من ذلك و رفع عيسى و عدم زواجه قبل رفعه يشير إلي عدم إمكانية نسخ الإنسان مهما كانت المحاولات الرامية إلي ذلك فخلق عيسى كان معجزة و المعجزة لا تتكرر و ليس للبشر القدرة علي الإتيان بها ، فليوجه العلماء أبحاثهم نحو أمور أكثر فائدة للإنسان .
الاستنسـاخ في اللغــة
نسخ و نسخت الكتاب نسخا من باب نفع ، نقلته و انتسخته . كذلك قال ابن فارس و كل شيء خلف شيئا فقد انتسخه فيقال انتسخت الشمس الظل و الشيب و الشباب و الظل الشمس أي أزاله ، و كتاب منسوخ و منتسخ منقول ، و النسخة الكتاب المنقول و الجمع نسخ مثل غرفة و غرف ، فتارة يفهم منه الإزالة و تارة يفهم منه الإثبات و تارة يفهم منه الأمران ، و النسخ الشرعي إزالة ما كان ثابتا بنص شرعي و يكون في اللفظ و الحكم و في أحدهما سواء فعل كما في أكثر الأحكام أو لم يفعل مثل ذبح إسماعيل بالفداء ، و نسخ الكتاب إزالة الحكم بحكم يعقبه .
قال تعالي :
مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)
و نسخ الكتاب نقل صورته المجردة إلي كتاب آخر و ذلك لا يقتضي إزالة الصورة الأولي بل يقتضي إثبات مثلها في مادة أخري كاتخاذ نقش الخاتم في شمع كثير ، و الاستنساخ التقدم بنسخ الشيء و الترشح للنسخ و قد يعبر عن النسخ بالاستنساخ قال تعالي :
هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29)
و تناسخ الأزمنة و القرون مضي قوم بعد قوم يخلفهم و القائلون بالتناسخ قوم ينكرون البعث .
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58)
الاستنسـاخ داخــل الخليــة
من تعريف الاستنساخ السابق يبدو واضحا للعيان أن الاستنساخ هو عمل صورة مطابقة للأصل المنسوخ في كل جزئياتها ، أي أن النسخة الجديدة تحمل نفس صفات النسخة الأصلية بكل دقائقها و خواصها و صفاتها الشكلية و التركيبية ، و الاستنساخ موجود في الكون منذ بدء الخليقة ، فالخالق قد خلق السموات و الأرض و ما ومن في الأرض جميعا من نباتات و حيوانات و حشرات و كائنات دقيقة مثل البكتريا و الطحالب و الفيروسات .......إلخ
و الآيات القرآنية تشير إلي ترتيب الخلق فالحق يقول :
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) ( التغابن )
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) ( السجدة )
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) ( البقرة )
فالسماوات قد خلقت قبل الأرض ، فكلمة السماء دائما تسبق الأرض في الكثير من الآيات ( التغابن -3) (الجاثية – 3) ( الزخرف – 82) (السجدة 30) ( النمل 75) ثم خلق الله الأرض و بث فيها كل المخلوقات .
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) ( البقرة )
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4) ( السجدة )
ثم خلق الإنسان .................
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) ( البقرة )
فخلق النباتات و الحيوانات و غيرهامن الكائنات التي عمرت الأرض كان قبل خلق آدم عليه السلام ، أي أن الخلية النباتية و الحيوانات قد وجدت قبل خلق آدم ، و تلك الخلية التي خلقت في بداية الكون حدث فيها و بداخلها أول عملية استنساخ في الكون ، فالخلية المفردة الوحيدة التي نطلق عليها اليوم اسم البكتريا تتكاثر أساسا بالاستنساخ حيث تستطيل الخلية البكترية و تنحصر في وسطها و يستمر هذا التخصر حتي تنفصل الخلية إلي خليتين فما الذي حدث داخل خلية البكترية ، لقد انقسمت نواة الخلية إلي نصفين متشابهين تماما لتكون خليتين متشابهتين تماما في الشكل و التركيب فهي نسخة طبق الأصل من الخلية الأصلية و تستمر عملية النسخ هذه مكونة الآلاف من الخلايا المتشابهة و هذا النوع من الاستنساخ يتم في خلايا البكتريا و الطحالب و الفطريات و نطلق عليه الانقسام البسيط و في الحقيقة أن استنساخ الخلايا يحدث داخل كل خلية عملية نسخ حتي يتضاعف عدد الخلايا لتبني جسم النبات ، فالخلية النباتية تتكون من حزئين أساسيين هما البروتوبلاست protoplast و الجدار الخلوي Cell wall و البروتوبلاست هو المادة الحية التي تعرف " بالجبلة " أو البروتوبلازم ، و بالخلية الكثير من العضيات التي تقوم بكل مهام الخلية ، و من أكثر العضيات أهمية النواة التي تحتوي داخلها الصبغيات Chromosomes، و كل صبغي منها يتكون من جزئين كل منها يسمي كروماتيدة . و هاتان الكروماتيدتات صورة طبق الأصل من بعضها في الشكل و التركيب ، و بهذه الكروماتيدة توجد الجينات التي تتكون من الأحماض النووية و التي تحمل كل صفات الكائن الحسي مثل طول النبات و شكل الورقة و لون الأزهار و شكل الثمار و محتوي الثمار من السكر و أسلوب التفريع .. و غيرها من الصفات الخاصة بكل نوع من النباتات ، و حتي تظل صفات كل نبات ثابتة علي مر الأجيال و غير عرضة للتغير فقد وجد الاستنساخ داخل الخلية لتتكون خلايا مماثلة للخلية الأصلية و تظل هوية النبات ثابتة راسخة ، و في النباتات الراقية يحدث نوع من النسخ نطلق عليه الانقسام غير المباشر Mitosis و الذي يحدث علي عدة خطوات أو أطوار هي :
1- الطور التمهيدي prophase
2- الطور الاستوائي Metaphase
3- الطور الانفصالي Anaphase
4- الطور الختامي Telophase
و في مرحلة الطور الانفصالي تنفصل الكروماتيداتان الشقيقتان عن بعضهما البعض عند منطقة الاتصال المسماة السنترومير ، و تتحرك إلي أقطاب الخلية حيث يتضاعف تركيب الـ DNA المكون للجينات مكنا نسخة طبق الأصل من النصف الآخر ( الكروماتيدة ) بحيث ينتج في النهاية ضعف عدد الكروموسومات في الخلية التي لا تلبث أن تنقسم إلي خليتين متشابهتين في الشكل و التركيب و كافة الصفات المميزة لها ، أي يحدث تضاعف لعدد الصبغيات و عدد الخلايا من خلال عمل نسخ مطابقة للخلية الأم و السر في النسخ المتطابق يكمن في الـ DNA
الذي يحمل كافة تعليمات الخلية .
لقد قامت الخلية بنسخ نفسها بعمل صورة مماثلة لها ، و في كل خلية من خلايا الجسم سواء كان نبات أو حيوان توجد الإمكانية كاملة لتكوين الجسم كله إلا في خلايا الحيوانات المنوية و البويضات فهي ليست خلايا كاملة حيث تحمل أساسا نصف العدد الكلي من الصبغيات أو بالأخري نصف عدد الجينات و هذا العدد النصفي لا يمكن من خلاله عمل نسخ متشابهة في ظل القوانين السائدة في الكون ، و لكننا سوف نجد طرقا لهذا الناموس بتكوين أفراد كاملة من البويضات ذات العدد النصفي من الصبغيات عندما نتحدث عن الاستنساخ في النحل .
وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75) ( النمل )
إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) ( الجاثية )
الاستنسـاخ في النبــات
خلقت النباتات بصفات و تراكيب أرادها الخالق لفائدة الإنسان الذي قدر الله خلقه بعد خلق الأرض
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) ( البقرة )
و لو تركت النباتات تلقحها الحشرات و الحيوانات و الرياح .
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) ( الحجر)
لتغيرت صفات كل الكائنات النباتية عن الهيئة التي خلقت عليها و هو بالتأكيد ما حدث من إجراء عملية التلقيح و الإخصاب و لهذا فكان لا بد من وسيلة تحفظ لنا التراكيب الوراثية الأصلية علي مدار عمر الأرض الذي قدره العلماء بنحو 400-500 مليون عام ، فالرياح سوف تنقل حبوب اللقاح من نبات لآخر لتكون بذور تحمل صفات مشتركة لكل من حبة اللقاح و البويضة المكونة للبذرة و مع الأخذ في الاعتبار حدوث الطفرات و الانعزالات الوراثية و طول المدة من خلق الأرض حتي ظهور الإنسان فسوف تكون النتيجة تغيير كافة أشكال النباتات و تراكيبها الوراثية عن الشكل الأصلي ، إذا فالسبيل الوحيد للحفاظ علي التراكيب الوراثية الأصلية هو اللجوء إلي الاستنساخ ، وذلك بنسخ نباتات كاملة فكيف يحدث ذلك في الطبيعة ؟
الأمر بسيط فالرياح تتحرك و تكسر فروع الشجر و الحيوانات تفعل نفس الفعل فتسقط الفروع المحطمة إلي الأرض و كذا الأوراق و تدفن في التربة و هنا يسقط المطر
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) ( الحجر)
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) ( النحل )
و يبدأ فعل الأكسين Quxin و هو الهرمون النباتي الذي يدفع الخلايا المدفونة في التربة إلي الاستطالة و التكاثر لتكون جذور لأسفل و فروع لأعلي لتنشأ نسخة طبق الأصل من النبات الذي سقط منه الفرع أو الورقة أو الحيوانات تقيم جحورا تحت التربة فتقرص جذور النبات و يبدأ عمل الأكسين لتنمو قطع الجذور مكونة نبات جديد و كذا الحشرات القارضة و غيرها لتظل لدينا نسخ أصلية من النباتات ، و الإنسان يستخدم هذا الأسلوب في النسخ في إكثار النباتات بالعديد من الطرق مثل التكاثر بالعقلة – بالورقة – بالجذور – بالترقيد و بزراعة الأنسجة بأخذ قطعة صغيرة من النبات تحتوي علي عدة خلايا و ربما خلية واحدة لعمل نسخة من النبات الأم .. إلخ و كلها أساليب نسخ مختلفة غرضها إنتاج أفراد نباتية ذات صفات وراثية مطابقة تماما لصفات النبات الأم .
و إذا كان هذا هو الحال في النباتات المعمرة القادرة علي تكوين نسخ مماثلة مع الأم فما هو الحال في النباتات العشبية الحولية التي تبقي حية عدة شهور ثم تموت ؟ مثل هذه النباتات يتكاثر بالبذرة الناتجة من التلقيح و الإخصاب و بالتالي تنتج بذور تحمل صفات مختلطة من كلا الأبوين ، و طبيعة هذه النباتات لا تمكنها من عمل نسخ خضرية لذلك جعل الخالق التلقيح فيها ذاتي أي أن النبات يلقح نفسه بنفسه حيث تسقط حبوب لقاح الزهرة ميسم نفس الزهرة و تتكرر هذه العملية باستمرار دون خلط لتحافظ علي الصفات الأصلية ثابتة و ذلك بعمل نسخ بذرية مطابقة للنبات الأم ، و حتي في النباتات التي تلقحها الحشرات و الرياح و الحيوانات فهناك نسبة من هذه النباتات يكون التلقيح فيها ذاتي لتظل النسخ الأصلية موجودة ، إن بقاء النباتات بصفاتها الأصلية اعتمد علي الاستنساخ ، فهذا هو ناموس الخلق الأول .
النحل و الاستنساخ
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) ( النحل )
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) ( القمر )
يخبرنا الله عز و جل أنه ما ترك في الكون شيء من القضايا الكبري التي تغير من مسار البشرية إلا و ذكر في القرآن
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58 ) ( الروم )
و طلب الله عز و جل من الناس أن يطلبوا العلم من القرآن و غيره
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) ( القمر )
فهل ذكر الاستنساخ في القرآن و هو من القضايا التي قد تحمل خيرا للبشرية أو تحمل دمارا و خرابا لا قبل لنا به ؟
إن الآية رقم 68-69 من سورة النحل توضح لنا أن الله أمر النحل بسكن الجبال و الشجر و أن يأكل النحل من كل الثمرات و الواضح من الآية أن أهمية النحل تكمن في الشراب الشافي ( العسل) من الأمراض و من قيام النحل بتلقيح أزهار النباتات و لكن هذه الفوائد الجليلة يشترك فيها النحل مع مخلوقات أخري ، فهناك أنواع من الزنابير تنتج العسل و أغلب الحشرات يقوم بنقل حبوب اللقاح بين الأزهار ، و الشراب الشافي مثله مثل العديد من النباتات الطبية التي خلقها الله عز و جل و هناك كائنات بحرية عديدة لها فوائد علاجية مثل الحوت الذي يستخرج من كبدة الزيت المعروف بفوائده الطبية ، إذن لو كانت فائدة النحل كما ذكرت في القرآن هي الشفاء من الأمراض لما كان هناك داعي لقوله تعالي : " إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون " فالله عز و جل قد ذكر فائدة النحل فما الداعي للتفكير في ذلك و ما الداعي لوصف الرحمن ذلك بأنه آية ؟ فالنحل أحد الآلاف من الحشرات التي منها أيضا المفيد مثل دودة القز التي تنتج الحرير و حشرة أبو العيد – الفداليا – خنفساء الكلوسوما التي تستخدم في مقاومة الحشرات الضارة التي تصيب المزروعات و بكتريا التخمر التي تستخدم في صناعة الزبادي ، و كلها و غيرها كائنات مفيدة ، إذن دعوة الحق جل و علا للتفكير تفيد بوجود آية يغفل عنها البشر فبالبحث في حياة النحل سوف نجد أن ذكر النحل هو فرد في سلسلة من النسخ المتطابقة ، ففي كل خلية نحل تكون الملكة هي الأنثي الوحيدة الخصبة و عندما يلقحها الذكر في الهواء الطلق نجدها تدخل حيوانتها المنوية إلي داخل جسدها في حين يموت الذكر ، و تضع الملكة بيض مخصب ينتج عنه شغالات ، و هذا البيض يحتوي علي 32 كروموسوم ، و تضع الملكة أيضا بيضا غير مخصب ينتج عنه ذكور : و هذا البيض غير المخصب يحتوي علي 16 كروموسوم ، أي أن البيضة التي تنتج منها الذكر هي بيضة لها بها نصف عدد كروموسومات الخلية الجسدية للنحلة و علي الرغم من ذلك تمكنت هذه البيضة من تكوين خلايا جسدية بها 32 كروموسوم أي أن البيضة تمكنت بأسلوب ما من مضاعفة عدد الكروموسومات بخلاياها الجسدية من 16 بخلية البيضة إلي 32 بخلية الجسد ، و الآية 69 في سورة النحل تدعونا للتفكير في ذلك ، فالطريقة التي يتكاثر بها الذكور من النحل لم يدخل فيها التلقيح و الإخصاب بل هي بويضات وضعتها الملكة وكلها ذات تركيب وراثي واحد و كلها تنتج نسخ متشابهة من الذكور ، فملكة النحل قد وهبها الله القدرة علي إنتاج أفراد بلطريق العادي ( التلقيح الإخصاب ) و أفراد أخري بالاستنساخ لبويضات تحمل نصف العدد الصبغي ، فالإعجاز في الخلق هنا قد فاق كل الحدود ، فإنتاج نسخ من الذكور حدث من نصف عدد الصبغيات و هي بدورها تكون خلايا جسدية بها العدد الكامل من الصبغيات إنه استنساخ مضاعف ، استنساخ تم فيه نسخ الصبغيات من النصف العدد إلي العدد الكامل ثم نسخ أفراد خلايا النحل لكي تغلق علي نفسها باب التباين في التراكيب الوراثية لتظل متحفظة بصفاتها ثابتة عبر العصور لتكون آية و علامة و معجزة و لتحمل لنا رسالة عبر ملايين السنين تقول إن الاستنساخ موجود منذ بدء الخليقة و ما ستصلون له في يوم ما قد أوجده الله عز و جل منذ 500 مليون عام وذكره لنا منذ 1420 عام مضت فهو الله الذي يعلم ما في السماوات و الأرض .
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3) ( سبأ )
وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61) ( يونس )
الاستنسـاخ في عالــم الحيــوان
النطفة في اللغة : ( الماء ينطف من باب قتل سال و قال أبو زيد نطفت القربة ينطف و تنطف نطفا إذا قطرت من وهي أو سرب أو سخف و النطفة ماء الرجل و المرأة و جمعها نطف و نطاف )
الاستنساخ في الحيوان أكثر جاذبية و غرابة من الاستنساخ في النبات ، و تأتي غرابة استنساخ الحيوان من جعل أمر الاستنساخ أكثر قربا لاستنساخ الإنسان و في عالم الحيوان نوعين من الاستنساخ . الأول هو الاستنساخ الجنسي و الثاني هو الاستنساخ الجسدي ، ففي الاستنساخ الجنسي يحدث اللقاء بين الحيوان المنوي بالبويضة و كل منهما يحمل نصف عدد الكروموسومات كي يكتمل العدد في النطفة المخصبة .
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)( الإنسان )
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)( فاطر )
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) ( غافر)
و عندما تبدأ الخلية في الانقسام إلي خلتين يحيط بها غشاء يسمي : زونابيلوسيدا Zonapellucida ثم تضاف إنزيمات معينة لإذابة هذا الغشاء الذي يجمع الخليتين داخله و تكون النتيجة نطفتين متطابقتين أو توأما سياميا متطابقان ثم بعد ذلك تضاف مادة جديدة لهاتين النطفتين تشابهان تماما الغشاء المسمي Zonapellucida ليتكون جنين ينقسم كل منهما بعد ذلك ليكون جنينا كاملا ، و إذا ترك الانقسام الأولي يمكننا استنساخ أي عدد من الأجنة و من تطبيقات هذا النوع من الاستنساخ ما أعلن عنه في ولاية أوريجون الأمريكية عن استنساخ توأم لقرد الريزوس في مارس عام 1997 و نجاح ولادته و من قبل ذلك نجحت عمليات استنساخ أخري في الفئران من أجنة مخصبة عام 1970 و استنساخ جنس لأغنام عام 1979و استنساخ ماشية عام 1980. و الاستنساخ الجنسي في الحيوان يطابق آيات الخلق السابقة ، فالنطفة أساس الاستنساخ الجنسي في الحيوان عدا أن عملية اللقاء بين الحيوان المنوي و البويضة تتم خارج جسم الحيوان و الاستنساخ في عالم الحيوان مفيد و غير ضار بل هو أحد السبل لتوفير الغذاء الحيواني للإنسان فيمكننا من خلال ذلك أن نحصل علي عدد كبير من الأجنة الحيوانية في الماشية أو الأغنام بدلا من الحصول علي حيوان واحد بطريقة التلقيح و الإخصاب العادية و ذلك للحصول علي صفات متميزة في الحيوانات و الماشية مثل الحصول علي لحوم أكثر أو ألبان أكثر و حفظ الأنواع المعرضة للانقراض من الحيوانات النادرة و إنتاج الأدوية التي يصعب انتاجها بعيدا عن جسم الحيوان مثل هرمونات النمو و بعض البوتينات و عوامل التجلط الدموي و الكثير من الأدوية التي تعالج العديد من الأمراض من تليف الرئة الحوصلي و مرض نزيف الدم و إنتاج الأنسولين و أدوية السكتة القلبية و ذلك عن طريق إدخال الجين المسئول عن إنتاج مثل هذه الأدوية إلي النطفة المستنسخة قبل وضع الجنين في رحم الأم بحيث يفوز البروتين المطلوب في ثدي أنثي الحيوان و التطبيقات في ذلك كثيرة و قائمة و تساهم في إنقاذ الإنسان من كثير من الأمراض .
و الاستنساخ الجنسي يحقق التنوع لاختلاف التراكيب الوراثية في كل الحيوانات يمثل حلا لكثير من مشاكل الغذاء الحيواني في العالم ، فهو في خير البشرية .
أما الاستنساخ الجسدي فهو يتم باستخدام خلية من خلايا الجسد تحتوي علي العدد الكامل من الكروموسومات حيث يتم دمج هذه الخلية الجسدية ببويضة أزيلت منها المادة الوراثية مأخوذة من أنثي عن طريق مجالات كهربية ثم زرع هذه الخلية المدمجة في رحم أنثي لتلد فردا متطابقا في الشكل و الصفات الوراثية مع الفرد المأخوذ منه الخلية الجسدية و المثال الشهير لذلك هو النعجة دوللي التي نتجت من خلية ثديية لإحدي النعاج ، و أهمية هذا الحدث لا تكمن في كونه نصرا علميا فقط و لا لفائدته في استنساخ حيوانات مفيدة للإنسان أو حماية حيوانات نادرة من الانقراض فهو في هذا الجانب أيضا عمل مفيد للبشرية و لكن الرعب الذي صاحب ذلك الحدث هو تصور الكثير من الناس أن استنساخ الإنسان أصبح وشيك الوقوع . و الاستنساخ الجسدي في الحيوان موجود منذ الخليقة فكثير من أنواع الشعاب المرجانية و نجوم البحر و غيرها من الحيوانات البحرية تتكاثر بانفصال قطع من جسم الحيوان تنمو لتكون كائن كامل في صورة من صور الاستنساخ الجسدي .
و عليه فحديثنا السابق عن الاستنساخ يوضح أن الاستنساخ بكل صوره موجود في الكون فهو في الخلية و في النبات و في الحشرات و في الحيوانات
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) ( الروم )
و لكن هل هناك مثال لاستنساخ الإنسان ؟نعم المثال موجود و مذكور في القرآن و لكنه آية و معجزة لن تكرر..!
الاستنساخ و الازدواج و التزاوج
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)( الأنعام )
**
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) ( الرعد )
**
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) ( آل عمران )
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72) ( النحل )
**
وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) ( النجم )
**
وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) ( الذاريات )
**
وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) ( الزخرف )
**
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) ( لقمان )
**
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) ( القيامة )
**
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) ( مريم )
**
وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) ( الروم )
الآيات السابقة و غيرها تقر بأمر واحد أرساه الله عز و جل في الكون ألا و هو الزوجية أو الازدواج و التزاوج فالازدواج يعني في اللغة وجود فردين ( زوجين) كل منهما مكمل للأخر و من نفس جنة ( خلق الزوجين الذكر و الأنثي ) فالرجل زوج و المرأة زوج و الله عز و جل خلق من كل شيء في الكون زوجين و هذان الزوجان مكملان لبعضهما البعض فالنباتات المذكر منها و المؤنث و كذا الحيوانات و الحشرات و الطيور و الكائنات البحرية و غيرها وصول إلي الإنسان ( الآيات) ، إذن الازدواج و الزوجية ناموس أزلي من نواميس الكون
( الآيات) و جعل الله الكثير من الأشياء المادية في صورة زوجية و لنأخذ الإنسان الذي هو محور قضية الاستنساخ الأصلي ، فللإنسان يدين ، قدمين ، عينين ، أذنين ، و الأنف مقسم إلي جزأين و به فتحتان و اللسان مقسم إلي قسمين يشعران نفس مذاق الأشياء علي اليمين و اليسار ، و للإنسان رئتين و كليتين و خصيتين و مبيضين و للفرج في الأنثي شفران ، و فم الإنسان من شفتين ، و أصابع اليدين زوجين زوجين ، و كذا أصابع القدمين ، و في القلب أذينين و بطينين و هناك الذكر و الأنثي في كل الكائنات و هناك الكهرباء السالبة و الموجبة ، و القطب المغناطيسي السالب و الآخر الموجب و هناك الأيون السالب ( الأنيون) و الأيون الموجب ( الكاتيون) و هناك الصلب و السائل ، و في داخل الخلية نجد الكرموسوم مكون من زوجين من الكروماتيدات و الجينات أزواج و القواعد النتروجينية في الأحماض النووية زوجية ( انظر الآيات) و في الصفات هناك الجميل و القبيح و الحار و البارد و القوي و الضعيف و الأعلي و الأسفل و غير ذلك من الأزواج ، فالزوجية ناموس كوني لا تبديل فيه و لا تغيير حتي قيام الساعة . و لكن كيف يكون الحال لو وجد شيء ما في صورة فردية ؟!
هل سيكون هذا نقدا و هدما لناموس الزوجية في الكون ؟!
نعم سيكون هذا نقدا و لكنه لا يهدم ناموس الزوجية .......
فالفردية في هذا الموضع خروج عن الناموس و الخروج لا يأتي إلا من واضع هذا الناموس ليجعل من هذا الخروج آية و معجزة يتحدث عنها البشر و أول هذه الآيات المعجزة الفردية هي أن الله عز و جل فرد صمد واحد أحد :
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)( الإخلاص )
لا زوجة له و لا ولد :
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ( الأنعام )
و قد جعل الله الزوجية ناموس الكون الأزلي فكان له ما قدر .
و قد وضع الله عز و جل ناموس آخر في الكون ألا و هو ناموس التزاوج ، فلا ذرية و لا أبناء و لا خلفاء ، و لا بنين و لا بنات إلا من الزواج ، من ذكر و أنثي ، من زوجين مختلفين في الجنس من رجل و امرأة :
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ( الأنعام )
**
قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) ( مريم )
**
ففي هذه الآية وضع الله عز وجل صيغة هذا القانون الأزلي عندما وجه سؤالا إلي الذين يدعون أن له ولد ، فكيف يكون له ولد ، إذن الولد و الذرية في عالم البشر لا يكون إلا من ذكر و أنثي إلا من رجل و امرأة ، و كانت السيدة مريم عليها و علي ولدها السلام تعلم أن هذا هو ناموس الخلق ، فعندما بشرت بالولد قالت :
قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) ( آل عمران )
فهي تقر بعلمها الأرضي أنه لا بد من ذكر و أنثي ليكون هناك ذرية و الله عز و جل أقر لها ذلك و أنه قادر علي اختراق الناموس فهو خالق كل نواميس الكون (الآيات) و هذا الاختراق لا يكون إلا لهدف أراده الله . فما هو هذا الهدف ؟!
المــــاء أســـاس الوجــود
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) ( الأنبياء )
أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) ( المرسلات )
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ( ( الطارق )
ناموس آخر من نواميس الكون وضعه الله عز و جل ليكون نبراسا يهدي به كل من يريدون خرق قوانين الكون
وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (38) ( سبأ )
و الماء هو ذلك السائل المعروف الذي يتكون من أكسجين و هيدروجين و هو المقصود في الآية 30 من سورة الأنبياء و الذي منه خلق الله كل الأحياء من نبات و حيوان و بشر و جعله أساس الحياة فلا تقوم حياة كائن إلا به و في وجوده و هو يمثل نسبة كبيرة من تركيب أجساد كافة المخلوقات تزيد عن 90% و علي الماء تعتمد كل العمليات الحيوية داخل أجسام كافة الكائنات فمن الماء خلقت الكائنات و به تحفظ حياتها و لأجل هذا جعل الله ثلاثة أرباع مساحة الأرض من الماء و لأجل حفظه من التلف جعله مالحا حتي لا تنمو فيه الكائنات المفسدة له و حتي لا يتحكم فيه الطامعون جعله وفيرا ، و المعني الثاني للماء هو ذلك الماء الذي يخرج من الرجل و المرأة و هما ماءان جعلهما ماء واحد لأنهما يختلطان معا فماء الرجل به الحيوانات المنوية و ماء المرأأة به البويضات و كلاهما معا يكونان أولي مراحل خلق الإنسان :
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ( ( الطارق )
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) ( القيامة )
إذن الله عز و جل يخبرنا أن الإنسان خلق من ماء الرجل و ماء المرأة و لا سبيل إلي خلق الإنسان بغير ذلك و بغير الذكر و الأنثي و بغير الزواج فلو حدث خرق لهذا الناموس فهو معجزة أريد منها أمرا ما !!
التـراب ، النطـفة ، العلـقة ، الوالـدين أسـاس خلق الإنسـان
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)( الانسان )
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) ( القيامة )
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) ( غافر )
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)( فاطر)
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9) ( السجدة )
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) ( يس )
قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) ( عبس )
خلق الله آدم من تراب :
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)( آل عمران )
فكان هذا أساسا لمخلق ذرية آدم ، فكانت عناصر التراب من كالسيوم و ماغنيسوم و حديد وزنك و فسفور و نتروجين و غيرهما مما نطلق عليه اسم الفلزات و اللافلزات ، و أيضا عناصر الماء من أكسجين و هيدروجين ، كلهما داخلة في تركيب جسم الإنسان و عليها استمر الخلق ، ثم كانت النطفة الممثلة في ماء الذكر و الأنثي و منها تتكون العلقة التي تنقسم خلاياها لتكون المضغة ثم العظام ثم اللحم :
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)( المؤمنون )
فخطوات الخلق ثابتة لا تبديل فيها و لا تغيير و هذا الثبات في الخلق يتحكم فيه الله عز و جل فالناموس قائم و لكن تحول اللحم إلي إنسان كامل خاضع لإرادة الله عز و جل :
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) ( التغابن )
فطريقة خلقه كانت مخالفة للناموس و تسميته كانت مخالفة للآية :
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) ( الشورى )
) إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)( لقمان )
اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (( الرعد )
اثبات بنوة عيسي عليه السلام للسيدة مريم ودلالة ذلك !
و تسميته بأنه بن مريم هو في ذاته أية و هذه التسمية تؤكد أن النطفة التي خلق منها عيسى جاءت من مريم
( آيــــ
عدل سابقا من قبل المدير العام في الأربعاء أبريل 06, 2011 7:31 am عدل 1 مرات
رد: المسيح عيسي بن مريم أول من خلق بالإستنساخ وآخر من يخلق به ...
في إحداى الآيات وعند استجواب الله للمسيح بقوله ماذا قلت للناس أجاب المسيح قلت أعبدو الله ..... وعندما استوفيتني . وقد اوقفتني هذه الكلمة فقد توفاه الله وبغير مكان لم يتوفاه. لم يذكر القرآن أي من أقوال المسيح ؟؟ فقد قال أحبو أعدائكم وقال أحب لعدوك ما تحب لنفسك . وقال لصالبيه أغفر لهم ياربي لأنهم لايدرون ماذا يفعلون. وقال القرآن : قاتلو أعدائكم وقال قاتلو أهل الكتاب إن لم يؤمنو واقتلوهم . فهل ربنا ليس له رأي ثابت تاره يحول الماء إلى خمر وتاره يبعدنا عنه . كفانا كلاماً باسم الله فلا أحد ولاأنبياءه عرفه ليتكم عنه ، وماكتب إنما هو كتاب كاتبه فالكتب كتاب موسى وكتاب المسيح وكتاب محمد . فالله لم يتصل مع أحد بشكل حسي ولا حتى مع أنبياءه وإنما هو إلهام . وإلهام الإنسان قد يكون صواب وقد يكون خطأ. وإن الله لايخلق هذا الكون بهذا النظام المتكامل ليخالفه حتى يثبت وجوده فلا وجود للمعجزات ولا لخلق إنسان بما يخالف نظامه فالمسيح أتى من أب اسمه يوسف ومن أم اسمها مريم ولكن روما البسته ردائها ، رداء آلهتها والاسرة الإلهية حتى قبلت برسالة المحبة التي نادى بها .وعندما صمم على نشر دعوته في مركز من مراكزروما العسكرية علم أنه يجازف بحياته وكأي إنسان يؤمن بمبدأ قبل التضحية وأخبر تلاميذه خذو وكلو هذا هو جسدي وخذو واشربو هذا هو دمي، ويعني هنا انه ذاهب للتضحية بحياته من أجل أن يعلم البشرية الفداء بالذات من اجل المبدأ ومن أجل نشرالمحب بين الناس . ولكن محمداً اللذي ازمع العزم على هزيمة روما وتوحيد العرب لهذه الغاية وجد أن اسلوب المسيح لايناسب هذه المهمة فنكر تضحية المسيح وفداءه وعلم الناس القتال والجهاد.
efmnwz- شهادة الهندسة
عدد الرسائل : 9
العمر : 69
العمل : مهندس
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
أين الفائدة البشرية من هذا الموضوع
إن عدد أحرف اللغة محدد وعدد الكلمات التي يمكن أن تؤلفها اللغة غير محدد وكذلك يكون معاني الجمل التي تؤلفها الكلمات . فإذا كان كتاب محمد يصف لنا الاستنساخ بهذا الشكل (مع احترامي للكاتب) اللامرئي واللذي لا يمت للموضوع بصلة تشبيه مجازية أو تعبيرية بشكل من الأشكال فهذه إساءة غير مقصودة لمحمد ؟ . لأنه كان إنساناً ذكياً واثقاً معبراً عن فكره بأجمل التعابير ، وكان تاجراً ناجحاً موضع ثقة بين معارفه وعاش في زمن الشعراء ويتكلم بلغة الفصاحة. فلو كان يقصد هذا المعنى لعبر عنه بجملة واضحة .فاللغة تتضمن مفرداتها معاني واضحة ، ونقول عن إنسان أنه أصاب المعنى عندما يعبر عن ما يريد بأجمل وأقل المفردات وبأدق الصور . فما بالنا بإنسان شكل فكراً مطوراً لسابقه بشكل من الأشكال و قد استطاع بهذا الفكر هزيمة أقوى الإمبراطوريات . إنه إساءة بكل ما في الكلمة من معنى . ولنأخذ مثلاً أنه كان يرغب بأن يقول لنا إن الإنسان سيتمكن في المستقبل من الطيران كما فعل ليوناردو دافنشي فلكان عبر عن ذلك بالرسم أو كان سيقول بجملة واضحة مثل سيتمكن الإنسان من (ملامسة السحاب كصورة مثلاً) ولكنه لن يقول سيزحف الإنسان في السماء . فكلمة زحف مرتبطة حكماً بالأرض لايمكن لها الطيران . أما كلمة ملامسة السحاب تعبر عن إمكانية الوصول له إما بإنشاء بناء عالي يصل للسحاب أو الطيران معه. وحتى إن أصر على استخدام هذه الكلمة فيستطيع الوصول للمعنى بمساعدة كلمات أخرى .
يريد الكاتب أن يشارك الكثيرين الذين يرون في كتاب محمد أنه يتضمن معرفة أو تلميحاً لكل ما عرفته وما ستعرفه البشرية مستقبلاً . وأسأله إذا أردت لابنك دراسة هذا العلم الحديث والمشاركة في أبحاثه فستدخله كلية العلوم وبعدها سيتخصص في البحث العلمي في هذا المجال فهل ترى إلزامه بقراءة كتاب محمد سيكون مفيداً له بهذا المجال ، فإن قلت لا وهو الجواب الصحيح فماذا يفيد هذا البحث . وإن قلت نعم ، فأسألك هل يجوز أن توازي جهد علماء عديدين للوصول إلى نتيجة مرحلة من مراحل العلم مع جملة في كتاب ، إنك بهذا كمن قال وما حاجتنا للتعب والجهد نحتاج طائرة نطلبها من الغرب وإذا احتجنا طعاماً نطلبه من الصين فلماذا نتعب ونزرع .
لماذا يسعى الكاتب إلى إيجاد هذه الصلة بين كتاب محمد والمكتشفات العلمية ؟؟ . وأين هي الفائدة البشرية من هذا السعي ؟؟ .. وإن كان يبغي فائدة بشرية ، اليس أجدى له وللبشرية أن يشارك بشكل علمي بالقيام بالدراسة والتجريب وإعطاء نتائج ملموسة تقبل بها البشرية في هذا الزمن . ألا يرى أنه يشارك في حملة الحفاظ على الجهل في بلادنا . ليس عيباً أن يقول لا علم لي بهذا الموضوع ولكن كل العيب أن تدعي المعرفة وتساهم في تعريف اللامعرف إلى من يرغب بالمعرفة .
إنني أبحث عن جملة مفيدة في كتاب محمد تزيد من معرفتي فلا أجد سوى مهاجمة للشعب اليهودي . ولا أرى سوى وعيداً وتهديداً . فأرجوك إن كان في كتابه جملة لها معنى مفيداً لهذا الزمن فأنا في انتظار إطلاعي عليها .
يقول آمنوا بالله الواحد فإني أرى الله أكثر بكثير إنه يشكل كل أجزاء الكون وكواكبه . إنه خالق ومخلوق وواجب البشرية أن تستمر بالسعي لمعرفته كيف فعل ويفعل .
يقول أن محمداً رسوله فأقول أن الله لم يكلم بشراً ولم يتصل ببشراً لا بالصوت ولا بالواسطة.
يقول أنه خاتم الأنبياء فأقول إن معرفة الله علم وكل من تحدث عنه واصفاً إياه أو متحدثاً عن مشيئته فهو مساهماً في هذا العلم، وما عبادة الشمس والقمر والنار كانوا بعيدين جداً عن الحقيقة فهم عبدوا أجزاءه، ومن واجبنا أن نضع تعريفاً ووصفاً له في هذا الزمن يتوافق كلياً مع المعرفة العلمية الحالية.
يقول وإنما خلقنا الإنس والجن ليعبدون . فأقول إن الله خلقنا لنتعرف عليه من خلال معرفة أجزاءه فكفا ضياعاً للوقت وإقلاقاً للراحة الفكرية وما هذه الصلوات سوى هلوسة فكرية لا علاقة لها بالخالق بشيء .
يقول هو اللذي يصوركم في الأرحام كما يشاء، أقول أعطانا الحرية بالتحكم بخلقه وفق ما نصل إليه من معرفة فإذا أردناه ذكراً كان وإن كان أنثى كان .
يقول إن الله عليم خبير وعلى كل شيء قدير، فأقول إنه لم ولن يصنع المعجزات فكل شيء منظم ، فما نضعه في وعاء لتفاعل كيماوي سيؤدي إلى نتاجه الكيماوي وإن حدث ونتج مركب يخالف معرفتنا فهذا فركة إذن لنا يقول ابحث أكثر . وإن أتى وليداً مشوهاً فهذا ليس عقاب والديه عن أخطاء لهم وإنما رسالة تقول تعلم كيف تصلح ما ترى من شواذ .وأحياناً ترى قمة الجمال مترافقة مع بعض الشواذ .
يتحدث عن يوم القيامة كأنها حدث قادم أكيد ، فأقول بأنه إن حدث وتم فناء للبشرية فسيكون من أخطاء سببها البشر ، وعجزنا عن أن نكون من يريده أن تتسع معرفتنا له وسيتم تطوير غيرنا للقيام بهذه المهمة.
يتحدث عن الثواب والعقاب ، وأقول بأنه أعطانا الوسيلة لصياغة القوانين الناظمة لحياتنا وتطويرها. ومبدأه الرئيسي أنه لايوجد خطأ مطلق للإنسان عدا القتل وعلينا وضع القوانين لتهذيب غرائزنا وتشذيبها وتوجيهها.
كان شقيقي الأكبر اللذي اقتنع بالإسلام واسلم منذ أن كان بعمر العشر سنوات يطلب الهداية لي كلما كان يغادر منزلي . وفي آخر زيارة له لي طلبت له الهداية ولست أعلم هل استطعت أم لا.
يريد الكاتب أن يشارك الكثيرين الذين يرون في كتاب محمد أنه يتضمن معرفة أو تلميحاً لكل ما عرفته وما ستعرفه البشرية مستقبلاً . وأسأله إذا أردت لابنك دراسة هذا العلم الحديث والمشاركة في أبحاثه فستدخله كلية العلوم وبعدها سيتخصص في البحث العلمي في هذا المجال فهل ترى إلزامه بقراءة كتاب محمد سيكون مفيداً له بهذا المجال ، فإن قلت لا وهو الجواب الصحيح فماذا يفيد هذا البحث . وإن قلت نعم ، فأسألك هل يجوز أن توازي جهد علماء عديدين للوصول إلى نتيجة مرحلة من مراحل العلم مع جملة في كتاب ، إنك بهذا كمن قال وما حاجتنا للتعب والجهد نحتاج طائرة نطلبها من الغرب وإذا احتجنا طعاماً نطلبه من الصين فلماذا نتعب ونزرع .
لماذا يسعى الكاتب إلى إيجاد هذه الصلة بين كتاب محمد والمكتشفات العلمية ؟؟ . وأين هي الفائدة البشرية من هذا السعي ؟؟ .. وإن كان يبغي فائدة بشرية ، اليس أجدى له وللبشرية أن يشارك بشكل علمي بالقيام بالدراسة والتجريب وإعطاء نتائج ملموسة تقبل بها البشرية في هذا الزمن . ألا يرى أنه يشارك في حملة الحفاظ على الجهل في بلادنا . ليس عيباً أن يقول لا علم لي بهذا الموضوع ولكن كل العيب أن تدعي المعرفة وتساهم في تعريف اللامعرف إلى من يرغب بالمعرفة .
إنني أبحث عن جملة مفيدة في كتاب محمد تزيد من معرفتي فلا أجد سوى مهاجمة للشعب اليهودي . ولا أرى سوى وعيداً وتهديداً . فأرجوك إن كان في كتابه جملة لها معنى مفيداً لهذا الزمن فأنا في انتظار إطلاعي عليها .
يقول آمنوا بالله الواحد فإني أرى الله أكثر بكثير إنه يشكل كل أجزاء الكون وكواكبه . إنه خالق ومخلوق وواجب البشرية أن تستمر بالسعي لمعرفته كيف فعل ويفعل .
يقول أن محمداً رسوله فأقول أن الله لم يكلم بشراً ولم يتصل ببشراً لا بالصوت ولا بالواسطة.
يقول أنه خاتم الأنبياء فأقول إن معرفة الله علم وكل من تحدث عنه واصفاً إياه أو متحدثاً عن مشيئته فهو مساهماً في هذا العلم، وما عبادة الشمس والقمر والنار كانوا بعيدين جداً عن الحقيقة فهم عبدوا أجزاءه، ومن واجبنا أن نضع تعريفاً ووصفاً له في هذا الزمن يتوافق كلياً مع المعرفة العلمية الحالية.
يقول وإنما خلقنا الإنس والجن ليعبدون . فأقول إن الله خلقنا لنتعرف عليه من خلال معرفة أجزاءه فكفا ضياعاً للوقت وإقلاقاً للراحة الفكرية وما هذه الصلوات سوى هلوسة فكرية لا علاقة لها بالخالق بشيء .
يقول هو اللذي يصوركم في الأرحام كما يشاء، أقول أعطانا الحرية بالتحكم بخلقه وفق ما نصل إليه من معرفة فإذا أردناه ذكراً كان وإن كان أنثى كان .
يقول إن الله عليم خبير وعلى كل شيء قدير، فأقول إنه لم ولن يصنع المعجزات فكل شيء منظم ، فما نضعه في وعاء لتفاعل كيماوي سيؤدي إلى نتاجه الكيماوي وإن حدث ونتج مركب يخالف معرفتنا فهذا فركة إذن لنا يقول ابحث أكثر . وإن أتى وليداً مشوهاً فهذا ليس عقاب والديه عن أخطاء لهم وإنما رسالة تقول تعلم كيف تصلح ما ترى من شواذ .وأحياناً ترى قمة الجمال مترافقة مع بعض الشواذ .
يتحدث عن يوم القيامة كأنها حدث قادم أكيد ، فأقول بأنه إن حدث وتم فناء للبشرية فسيكون من أخطاء سببها البشر ، وعجزنا عن أن نكون من يريده أن تتسع معرفتنا له وسيتم تطوير غيرنا للقيام بهذه المهمة.
يتحدث عن الثواب والعقاب ، وأقول بأنه أعطانا الوسيلة لصياغة القوانين الناظمة لحياتنا وتطويرها. ومبدأه الرئيسي أنه لايوجد خطأ مطلق للإنسان عدا القتل وعلينا وضع القوانين لتهذيب غرائزنا وتشذيبها وتوجيهها.
كان شقيقي الأكبر اللذي اقتنع بالإسلام واسلم منذ أن كان بعمر العشر سنوات يطلب الهداية لي كلما كان يغادر منزلي . وفي آخر زيارة له لي طلبت له الهداية ولست أعلم هل استطعت أم لا.
efmnwz- شهادة الهندسة
عدد الرسائل : 9
العمر : 69
العمل : مهندس
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: المسيح عيسي بن مريم أول من خلق بالإستنساخ وآخر من يخلق به ...
جزاك الله عنا كل خير
belgharbi.abdelkrim- لا
عدد الرسائل : 3
العمر : 67
العمل : سائق شاحنة
تاريخ التسجيل : 14/12/2013
مواضيع مماثلة
» إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد
» قراءة في بحث هل المسيح الدجال هو السامري ؟
» قراءة في بحث هل المسيح الدجال هو السامري ؟
» نقد الخطبة الإلهامية من أدلة صدق المسيح الموعود
» نظرات فى محاضرة المسيح(ص) وأمه معالم وبراهين
» قراءة في بحث هل المسيح الدجال هو السامري ؟
» قراءة في بحث هل المسيح الدجال هو السامري ؟
» نقد الخطبة الإلهامية من أدلة صدق المسيح الموعود
» نظرات فى محاضرة المسيح(ص) وأمه معالم وبراهين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى