تنظيم القاعدة في أرض الكنانة".. هل سقطت برحيل الحكايمة؟!
منتديات العلم والعلماء والمخترعين والمبتكرين .... :: المنتدي السياسي ( قضايا وطني مصر ) Political forum
صفحة 1 من اصل 1
تنظيم القاعدة في أرض الكنانة".. هل سقطت برحيل الحكايمة؟!
القاعدة في أرض الكنانة".. هل سقطت برحيل الحكايمة؟!
في الوقت الذي كانت «القاعدة» تُطلق فرعها في «بلاد الحرمين» عام 2003 ..... ثم فرعها في «بلاد الرافدين» بعد انضمام الزرقاوي عام 2004، كانت محاولات أخرى تُبذل لإطلاق مشاريع مماثلة في مناطق أخرى حول العالم. وكان طبيعياً أن تكون مصر، «أرض الكنانة»، واحدة من الدول التي سعت «القاعدة» إلى مد نشاطها إليها..............
رست مهمة مد نشاط «القاعدة» إلى مصر على القيادي من جيل الوسط في «الجماعة الإسلامية» محمد خليل الحكايمة. وهو كان عنصراً ناشطاً في الجماعة في صعيد مصر، لكنه لم يكن من قياداتها البارزة. فقد كان يعمل بعيداً من الأضواء في إطار نشاطات قادة هذه الجماعة في المنفى. في البدء، كان مرتبطاً، على ما يقال، بطلعت فؤاد قاسم (أبو طلال) القيادي الكبير في الجماعة المقيم في الدنمارك والذي خُطف في كرواتيا خلال توجّهه إلى البوسنة عام 1995 ولم يُعثر له على أثر. بعد سنتين من اختفاء قاسم، تعرّضت «الجماعة الإسلامية» لانشقاق خطير عندما أطلق قادتها في السجون المصرية مبادرة لوقف العنف عام 1997، وهو أمر رفضه عدد من قيادات الخارج تزعّمهم رفاعي طه.
كان الأخير من قيادات الجماعة المتمسكين بمواصلة العمليات المسلحة في مصر، وهو أثار حنق قادة جماعته المسجونين عندما بادر في تشرين الثاني (نوفمبر) 1997 إلى تبنّي «مذبحة الأقصر» التي نفّذها ستة من عناصر الجماعة – على رغم «المبادرة السلمية» التي أُطلقت قبل ذلك بشهور – والتي أوقعت عشرات القتلى من السيّاح الأجانب، إضافة إلى رجال أمن مصريين.
وأثار رفاعي مرة ثانية حنق جماعته عندما وقّع باسمها بيان إطلاق «الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين» في أفغانستان في شباط 1998، وهو تصرّف أرغمته جماعته على إصدار توضيح في شأنه يؤكد فيه أنه وقّع البيان الذي أصدره أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري (مع قادة جماعات إسلامية أخرى) باسمه الشخصي وليس باسم «الجماعة الإسلامية» المصرية.
لم يكن الحكايمة حتى ذلك التاريخ من القيادات البارزة في «الجماعة»، لكنه كان محسوباً على خط رفاعي طه الذي اضطر في نهاية المطاف إلى تقديم استقالته من رئاسة «مجلس شورى» الجماعة في المنفى لمصلحة رفيقه مصطفى حمزة الذي وافق على السير في السياسة السلمية لقيادة الداخل. ومع تراجع نفوذ رفاعي في «الجماعة»، قرر الحكايمة طلب اللجوء السياسي في الغرب، كما فعل كثيرون غيره من قيادات الجماعات الإسلامية العربية. وقع اختياره على بريطانيا التي جاء إليها في عام 1999، لكنه لم يبق فيها طويلاً. «بقي هنا حتى عام 2001»، كما يقول نعمان بن عثمان، و «غادر بمحض إرادته. فقد شعر بأنه لا يمكنه البقاء هنا في بلاد الكفار، بل يجب أن يخرج ليقيم في أفغانستان كونه يرى أن حكومة «طالبان» تحكم بالشريعة الإسلامية. لكنني أعتقد أنه استُقطب. تم التأثير فيه كي ينتقل إلى مكان يكون فيه قريباً من رفاعي طه. لم يكن مرتاحاً منذ البداية إلى مشروع «المبادرة السلمية» وكان أقرب إلى رفاعي في هذا الشأن».
ظل الحكايمة في الظل حتى عام 2006. فجأة ظهر إلى السطح في مكان غير محدد وبدأ يُجري اتصالات برفاقه القدامى. أحدهم كان الدكتور هاني السباعي وهو أحد القيادات «الجهادية» المصرية في بريطانيا ومعروف بمواقفه المؤيدة لما يعتبره «جهاداً» يحصل في كثير من دول العالم، وعلى رأسها أفغانستان والعراق.
اتصل الحكايمة، بلا شك، بكثيرين غيره في تلك الفترة. فقد كان يريد إعادة فتح قنوات اتصال، خصوصاً مع الإسلاميين المصريين الذين يمكن أن تكون لهم خطوط اتصالات ومعارف – من أصدقاء أو أقرباء - في بلدهم على وجه الخصوص. لم يكن جميع من اتصل بهم يعرف مقصده بالطبع ولا المهمة التي كانت موكلة إليه. لكن لم تمر فترة طويلة حتى اتضحت أهدافه. ففي أيار (مايو) 2006 أعلن الدكتور أيمن الظواهري في شريط فيديو أن جناحاً في «الجماعة الإسلامية» المصرية قد انضم إلى «القاعدة».
كان الظواهري حريصاً على التوضيح أن الذين انضموا يمثّلون فقط «جناحاً» في الجماعة التي كانت قيادتها في مصر متمسكة بالمبادرة السلمية وأصدرت لها تأصيلات شرعية دانت فيها بشدة أفكار «القاعدة» وممارساتها. قال الظواهري في شريطه: «نبشّر الأمة الإسلامية بأن جناحاً كبيراً من فرسان الجماعة الإسلامية... توحّد مع تنظيم القاعدة». وظهر الحكايمة في الشريط يقرأ بيان الانضمام في ظل أشجار النخيل، ما أعطى الانطباع أنه في مناطق القبائل الباكستانية أو في أفغانستان نفسها. والأرجح أنه كان في وزيرستان حيث يمكنه من هناك إجراء اتصالات مع العالم الخارجي ويكون قريباً في الوقت عينه من قيادات «القاعدة» الذين بات الآن واحداً منهم.
وتولى الحكايمة عند التحاقه بـ «القاعدة» مسؤولية اللجنة الأمنية، لكن جهده الأكبر كان منصبّاً على «إحياء الحالة الجهادية» في مصر وليس تنفيذ عمليات مسلحة (شهدت مصر بين عامي 2004 و2006 ثلاث هجمات ضخمة استهدفت مواقع سياحية في شرم الشيخ وطابا ودهب، لكن تنظيم القاعدة لم يعلن مسؤوليته رسمياً عن أي منها، بل صدرت بيانات زعمت مسؤولية جماعة تُطلق على نفسها اسم «كتائب عبدالله عزام»). ويقول: «عندما التحق الحكايمة بالتنظيم كانت المسؤولية الأولى التي تولاها هي تعيينه مسؤول اللجنة الأمنية في القاعدة».
كانت «القاعدة» قد «خسرت» المسؤول الأصلي عن هذه اللجنة «أبو محمد الزيات» – أحد قيادات «جماعة الجهاد» المصرية – في أعقاب هجمات 11 سبتمبر. فقد كان الزيات معارضاً في شدة لتنفيذ مثل هذا الهجوم، إذ اعتبره يمثّل «معصية» كونه يُنفّذ من دون أخذ إذن الملا عمر. تسبب موقف الزيات، وهو من جيل الرعيل الأول في «الجهاد» وكان ناشطاً في أوساط «الجهاديين العرب» مع بن لادن والظواهري في السودان في منتصف التسعينات، في فتور علاقته بزعيم «القاعدة». انتقل الزيات إلى إيران، مع مئات غيره من «النازحين» من أفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، وقد «علق» هناك مثل كثيرين من قيادات «القاعدة» الذين وضعتهم السلطات الإيرانية إما في السجون أو في إقامات رسمية تُشرف عليها أجهزة الأمن.
وفي إطار مسؤولياته في اللجنة الأمنية في «القاعدة»، تولى الحكايمة خصوصاً مهمة إعادة «إحياء الحالة الجهادية» في مصر. فأنشأ نواة لتنظيم جديد باسم «القاعدة في أرض الكنانة» وبدأ ينشط عبر موقع على شبكة الإنترنت باسم «الثابتون على العهد» (في «الجماعة الإسلامية») بهدف استقطاب عناصر جديدة، وتحديداً من أبناء «التيار الجهادي». لكن تحرّكه لم يلقَ النجاح السريع الذي ربما كان يأمل بتحقيقه. فـ «الساحة الجهادية» المصرية في عامي 2006 و2007 لم تكن هي الحالة نفسها التي كانت سائدة في تسعينات القرن الماضي عندما كانت «الجماعة الإسلامية» و "جماعة الجهاد» قادرتين على شن هجمات باستمرار على الأراضي المصرية.
سعى الحكايمة في البدء إلى التعامل في شكل هادئ مع «مراجعات» رفاقه «الجهاديين» المصريين. وقد رد على هذه المراجعات والدراسات من خلال مواقف نشرها على موقعه على شبكة الانترنت – «الثابتون على العهد» – وبدا فيها حريصاً على أن يؤثر في عناصر جماعته السابقة – «الجماعة الإسلامية» – كي يعودوا إلى مسارهم القديم ويتمسكوا بخطهم السابق الذي يعتبر الحكم المصري مرتداً.
«سعى الحكايمة إلى إحياء التنظيم الجهادي في مصر من طريق «القاعدة في أرض الكنانة». بدأ اتصالات، بعضها من خلال استخدام الانترنت، محاولاً أن يعيد الاتصال خصوصاً بالأعضاء القدامى في الجماعة الاسلامية الذين خرجوا من السجون نتيجة المبادرة السلمية أو من خلال الاتصال بناشطين قدامى لم يتم كشفهم. كان يحاول جمعهم في إطار تحرّك لإطلاق مشروع «القاعدة في أرض الكنانة»، ولكن ليس من خلال الطريقة التنظيمية السابقة والقائمة على نظام الشبكات. كان يريد أولاً أن يشتغل على الصعيد التعبوي. هذا شغله الأول. فقد كان يركّز دائماً على ضرورة أن «تعودوا إلى الطريق الأول» وأن «تعودوا إلى عهدكم»، وعلى ضرورة أن «تنظّموا أنفسكم وتقوموا ببناء الخلايا» قبل التفكير في القيام بأعمال مسلحة. وهذه الطريقة في العمل تنم عن ذكاء. في المرحلة الأولى لا بد من إعادة بناء التنظيم. كان يريد إيجاد الحالة قبل البدء في العمل. وهو كونه من أعضاء الجماعة الإسلامية بدأ يعطي النصائح ويصدر توجيهات... لكن المشروع فشل لأن القائمين عليه كانوا بعيدين عما يحصل على الأرض في الساحة المصرية. معلوماتهم كانت قديمة جداً. كما أن وضع الحالة الجهادية في مصر كان قد تغيّر جوهرياً وتحديداً منذ أن خرجت الجماعة الإسلامية من الصراع».
وقد تعرّضت جهود بناء «القاعدة في أرض الكنانة» إلى نكسة شديدة في آب (أغسطس) 2008، عندما قُتل الحكايمة في غارة أميركية بطائرة بلا طيّار في مناطق القبائل الباكستانية. لم تُعلن «القاعدة» رسمياً مقتله بُعيد حصوله، لكنها أقرت به بعد فترة طويلة (في 2010) من دون أن تعلن تنصيب أمير جديد لفرعها في «أرض الكنانة» ولا اسم المسؤول الذي انتقلت إليه مسؤولية «اللجنة الأمنية» بعد رحيل الحكايمة. وهي قد تكون فعلاً أجرت مثل هذه التعيينات لكن ذلك لم يُعلن بعد في شكل رسمي، فهل تشهد الأيام القادمة نموا لفرع القاعدة في أرض الكنانة أم ان الحديث عنه لا يزال ضربا من الخيال؟!
في الوقت الذي كانت «القاعدة» تُطلق فرعها في «بلاد الحرمين» عام 2003 ..... ثم فرعها في «بلاد الرافدين» بعد انضمام الزرقاوي عام 2004، كانت محاولات أخرى تُبذل لإطلاق مشاريع مماثلة في مناطق أخرى حول العالم. وكان طبيعياً أن تكون مصر، «أرض الكنانة»، واحدة من الدول التي سعت «القاعدة» إلى مد نشاطها إليها..............
رست مهمة مد نشاط «القاعدة» إلى مصر على القيادي من جيل الوسط في «الجماعة الإسلامية» محمد خليل الحكايمة. وهو كان عنصراً ناشطاً في الجماعة في صعيد مصر، لكنه لم يكن من قياداتها البارزة. فقد كان يعمل بعيداً من الأضواء في إطار نشاطات قادة هذه الجماعة في المنفى. في البدء، كان مرتبطاً، على ما يقال، بطلعت فؤاد قاسم (أبو طلال) القيادي الكبير في الجماعة المقيم في الدنمارك والذي خُطف في كرواتيا خلال توجّهه إلى البوسنة عام 1995 ولم يُعثر له على أثر. بعد سنتين من اختفاء قاسم، تعرّضت «الجماعة الإسلامية» لانشقاق خطير عندما أطلق قادتها في السجون المصرية مبادرة لوقف العنف عام 1997، وهو أمر رفضه عدد من قيادات الخارج تزعّمهم رفاعي طه.
كان الأخير من قيادات الجماعة المتمسكين بمواصلة العمليات المسلحة في مصر، وهو أثار حنق قادة جماعته المسجونين عندما بادر في تشرين الثاني (نوفمبر) 1997 إلى تبنّي «مذبحة الأقصر» التي نفّذها ستة من عناصر الجماعة – على رغم «المبادرة السلمية» التي أُطلقت قبل ذلك بشهور – والتي أوقعت عشرات القتلى من السيّاح الأجانب، إضافة إلى رجال أمن مصريين.
وأثار رفاعي مرة ثانية حنق جماعته عندما وقّع باسمها بيان إطلاق «الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين» في أفغانستان في شباط 1998، وهو تصرّف أرغمته جماعته على إصدار توضيح في شأنه يؤكد فيه أنه وقّع البيان الذي أصدره أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري (مع قادة جماعات إسلامية أخرى) باسمه الشخصي وليس باسم «الجماعة الإسلامية» المصرية.
لم يكن الحكايمة حتى ذلك التاريخ من القيادات البارزة في «الجماعة»، لكنه كان محسوباً على خط رفاعي طه الذي اضطر في نهاية المطاف إلى تقديم استقالته من رئاسة «مجلس شورى» الجماعة في المنفى لمصلحة رفيقه مصطفى حمزة الذي وافق على السير في السياسة السلمية لقيادة الداخل. ومع تراجع نفوذ رفاعي في «الجماعة»، قرر الحكايمة طلب اللجوء السياسي في الغرب، كما فعل كثيرون غيره من قيادات الجماعات الإسلامية العربية. وقع اختياره على بريطانيا التي جاء إليها في عام 1999، لكنه لم يبق فيها طويلاً. «بقي هنا حتى عام 2001»، كما يقول نعمان بن عثمان، و «غادر بمحض إرادته. فقد شعر بأنه لا يمكنه البقاء هنا في بلاد الكفار، بل يجب أن يخرج ليقيم في أفغانستان كونه يرى أن حكومة «طالبان» تحكم بالشريعة الإسلامية. لكنني أعتقد أنه استُقطب. تم التأثير فيه كي ينتقل إلى مكان يكون فيه قريباً من رفاعي طه. لم يكن مرتاحاً منذ البداية إلى مشروع «المبادرة السلمية» وكان أقرب إلى رفاعي في هذا الشأن».
ظل الحكايمة في الظل حتى عام 2006. فجأة ظهر إلى السطح في مكان غير محدد وبدأ يُجري اتصالات برفاقه القدامى. أحدهم كان الدكتور هاني السباعي وهو أحد القيادات «الجهادية» المصرية في بريطانيا ومعروف بمواقفه المؤيدة لما يعتبره «جهاداً» يحصل في كثير من دول العالم، وعلى رأسها أفغانستان والعراق.
اتصل الحكايمة، بلا شك، بكثيرين غيره في تلك الفترة. فقد كان يريد إعادة فتح قنوات اتصال، خصوصاً مع الإسلاميين المصريين الذين يمكن أن تكون لهم خطوط اتصالات ومعارف – من أصدقاء أو أقرباء - في بلدهم على وجه الخصوص. لم يكن جميع من اتصل بهم يعرف مقصده بالطبع ولا المهمة التي كانت موكلة إليه. لكن لم تمر فترة طويلة حتى اتضحت أهدافه. ففي أيار (مايو) 2006 أعلن الدكتور أيمن الظواهري في شريط فيديو أن جناحاً في «الجماعة الإسلامية» المصرية قد انضم إلى «القاعدة».
كان الظواهري حريصاً على التوضيح أن الذين انضموا يمثّلون فقط «جناحاً» في الجماعة التي كانت قيادتها في مصر متمسكة بالمبادرة السلمية وأصدرت لها تأصيلات شرعية دانت فيها بشدة أفكار «القاعدة» وممارساتها. قال الظواهري في شريطه: «نبشّر الأمة الإسلامية بأن جناحاً كبيراً من فرسان الجماعة الإسلامية... توحّد مع تنظيم القاعدة». وظهر الحكايمة في الشريط يقرأ بيان الانضمام في ظل أشجار النخيل، ما أعطى الانطباع أنه في مناطق القبائل الباكستانية أو في أفغانستان نفسها. والأرجح أنه كان في وزيرستان حيث يمكنه من هناك إجراء اتصالات مع العالم الخارجي ويكون قريباً في الوقت عينه من قيادات «القاعدة» الذين بات الآن واحداً منهم.
وتولى الحكايمة عند التحاقه بـ «القاعدة» مسؤولية اللجنة الأمنية، لكن جهده الأكبر كان منصبّاً على «إحياء الحالة الجهادية» في مصر وليس تنفيذ عمليات مسلحة (شهدت مصر بين عامي 2004 و2006 ثلاث هجمات ضخمة استهدفت مواقع سياحية في شرم الشيخ وطابا ودهب، لكن تنظيم القاعدة لم يعلن مسؤوليته رسمياً عن أي منها، بل صدرت بيانات زعمت مسؤولية جماعة تُطلق على نفسها اسم «كتائب عبدالله عزام»). ويقول: «عندما التحق الحكايمة بالتنظيم كانت المسؤولية الأولى التي تولاها هي تعيينه مسؤول اللجنة الأمنية في القاعدة».
كانت «القاعدة» قد «خسرت» المسؤول الأصلي عن هذه اللجنة «أبو محمد الزيات» – أحد قيادات «جماعة الجهاد» المصرية – في أعقاب هجمات 11 سبتمبر. فقد كان الزيات معارضاً في شدة لتنفيذ مثل هذا الهجوم، إذ اعتبره يمثّل «معصية» كونه يُنفّذ من دون أخذ إذن الملا عمر. تسبب موقف الزيات، وهو من جيل الرعيل الأول في «الجهاد» وكان ناشطاً في أوساط «الجهاديين العرب» مع بن لادن والظواهري في السودان في منتصف التسعينات، في فتور علاقته بزعيم «القاعدة». انتقل الزيات إلى إيران، مع مئات غيره من «النازحين» من أفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، وقد «علق» هناك مثل كثيرين من قيادات «القاعدة» الذين وضعتهم السلطات الإيرانية إما في السجون أو في إقامات رسمية تُشرف عليها أجهزة الأمن.
وفي إطار مسؤولياته في اللجنة الأمنية في «القاعدة»، تولى الحكايمة خصوصاً مهمة إعادة «إحياء الحالة الجهادية» في مصر. فأنشأ نواة لتنظيم جديد باسم «القاعدة في أرض الكنانة» وبدأ ينشط عبر موقع على شبكة الإنترنت باسم «الثابتون على العهد» (في «الجماعة الإسلامية») بهدف استقطاب عناصر جديدة، وتحديداً من أبناء «التيار الجهادي». لكن تحرّكه لم يلقَ النجاح السريع الذي ربما كان يأمل بتحقيقه. فـ «الساحة الجهادية» المصرية في عامي 2006 و2007 لم تكن هي الحالة نفسها التي كانت سائدة في تسعينات القرن الماضي عندما كانت «الجماعة الإسلامية» و "جماعة الجهاد» قادرتين على شن هجمات باستمرار على الأراضي المصرية.
سعى الحكايمة في البدء إلى التعامل في شكل هادئ مع «مراجعات» رفاقه «الجهاديين» المصريين. وقد رد على هذه المراجعات والدراسات من خلال مواقف نشرها على موقعه على شبكة الانترنت – «الثابتون على العهد» – وبدا فيها حريصاً على أن يؤثر في عناصر جماعته السابقة – «الجماعة الإسلامية» – كي يعودوا إلى مسارهم القديم ويتمسكوا بخطهم السابق الذي يعتبر الحكم المصري مرتداً.
«سعى الحكايمة إلى إحياء التنظيم الجهادي في مصر من طريق «القاعدة في أرض الكنانة». بدأ اتصالات، بعضها من خلال استخدام الانترنت، محاولاً أن يعيد الاتصال خصوصاً بالأعضاء القدامى في الجماعة الاسلامية الذين خرجوا من السجون نتيجة المبادرة السلمية أو من خلال الاتصال بناشطين قدامى لم يتم كشفهم. كان يحاول جمعهم في إطار تحرّك لإطلاق مشروع «القاعدة في أرض الكنانة»، ولكن ليس من خلال الطريقة التنظيمية السابقة والقائمة على نظام الشبكات. كان يريد أولاً أن يشتغل على الصعيد التعبوي. هذا شغله الأول. فقد كان يركّز دائماً على ضرورة أن «تعودوا إلى الطريق الأول» وأن «تعودوا إلى عهدكم»، وعلى ضرورة أن «تنظّموا أنفسكم وتقوموا ببناء الخلايا» قبل التفكير في القيام بأعمال مسلحة. وهذه الطريقة في العمل تنم عن ذكاء. في المرحلة الأولى لا بد من إعادة بناء التنظيم. كان يريد إيجاد الحالة قبل البدء في العمل. وهو كونه من أعضاء الجماعة الإسلامية بدأ يعطي النصائح ويصدر توجيهات... لكن المشروع فشل لأن القائمين عليه كانوا بعيدين عما يحصل على الأرض في الساحة المصرية. معلوماتهم كانت قديمة جداً. كما أن وضع الحالة الجهادية في مصر كان قد تغيّر جوهرياً وتحديداً منذ أن خرجت الجماعة الإسلامية من الصراع».
وقد تعرّضت جهود بناء «القاعدة في أرض الكنانة» إلى نكسة شديدة في آب (أغسطس) 2008، عندما قُتل الحكايمة في غارة أميركية بطائرة بلا طيّار في مناطق القبائل الباكستانية. لم تُعلن «القاعدة» رسمياً مقتله بُعيد حصوله، لكنها أقرت به بعد فترة طويلة (في 2010) من دون أن تعلن تنصيب أمير جديد لفرعها في «أرض الكنانة» ولا اسم المسؤول الذي انتقلت إليه مسؤولية «اللجنة الأمنية» بعد رحيل الحكايمة. وهي قد تكون فعلاً أجرت مثل هذه التعيينات لكن ذلك لم يُعلن بعد في شكل رسمي، فهل تشهد الأيام القادمة نموا لفرع القاعدة في أرض الكنانة أم ان الحديث عنه لا يزال ضربا من الخيال؟!
مواضيع مماثلة
» تنظيم القاعده في ارض الكنانة
» تنظيم القاعدة والجيش اليمنى
» تنظيم القاعدة النسائى بقيادة عزة ونجلاء ::: مجدى dd.dy
» انتقام القاعدة من الجزائر
» تنظيم أسواق البلدات فى الإسلام
» تنظيم القاعدة والجيش اليمنى
» تنظيم القاعدة النسائى بقيادة عزة ونجلاء ::: مجدى dd.dy
» انتقام القاعدة من الجزائر
» تنظيم أسواق البلدات فى الإسلام
منتديات العلم والعلماء والمخترعين والمبتكرين .... :: المنتدي السياسي ( قضايا وطني مصر ) Political forum
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى