الكيماويات فى العمل

تلعب المواد الكيميائية دورا هاما فى حياةِ كُلّ شخصِ. فلقد عرف العالم ما لا يقل عن خمسة إلى سبعة مليون مادة كيمياويةِ مختلفةِ ،ينتج منها حوالى 400 مليون طنّ مِنْ المواد الكيمياويةِ كُلّ سَنَة و ذلك للإستخدام الزراعى و كإضافات غذاءِ، مواد صيدلانية، وقود لإنتاجِ الكهرباء، منتجات إستهلاكية كيميائية، الخ.و تشير تقارير منظمة العمل الدولية أن هناك على الأقل 1,200 مادة كيمياوية جديدة كُلّ سَنَة في أمريكا الشمالية وحدها.

و الخطير فى هذا الموضوع أن المعلومات حول التأثيرات الصحية لهذه الكيماويات الجديدة التى يقومون بإنتاجها أو تداولها قليل أو غير معروف ،و بالتالى يستمر العمال فى التعرض للسموم الكيميائية بدون حماية، و فى بلاد أخرى قد لايتعرض للخطر العمال فقط و لكن المجتمع و الأقليم الذى يعيشون فيه . أما فى الدول النامية فإن كثيرا ما يصدر إليها الكيماويات التى منعت فى البلدان المتطورة بسبب أضرارهامثل الكيماويات المستخدمة فى مبيدات الأعشاب والحشرات ، أما تأثير تلك المواد على البيئة من هواء و ماء و نباتات وغيرها فلا يخفى على أحد مما يتطلب وعيا أكثر من الجمهور و صرامة أكثر فى التنفيذ .

ولأن المواد الكيميائية تدخل فى كل الأنشطة الإقتصادية ، فإن كل المهن يتعرضون لمخاطرها من تعدين و صناعة و زراعة و بناء ، من عمل فى المكتب أو المصنع ، و بالتالى تصبح الوقاية من مخاطرها من متطلبات كل مهنة و كل عمل سواء أكان ذلك العمل فى المصنع أو المزرعة أو المكتب .و الطريق الآمن للوقاية هو المعرفة ، فمن خلال التعرف على نوعية الخطر و خصائصه ستتمكن من تقييم الموقف و إتخاذ الإجراء التصحيحى للوقاية من المخاطر . المعرفة هى طريق الوقاية لك و لزملائك فى العمل و لأسرتك فى المنزل .

كيف تدخل الكيماويات إلى جسم الإنسان و تؤثر فيه ؟

توجد أنواع مختلفة من الكيماويات التى تستخدم فى العمل بأشكال مختلفة أيضا فمنها الأتربة والسوائل ومنها الأبخرة و الغازات و الأدخنة ،و تدخل تلك الكيماويات إلى جسم الإنسان عن طريق:

1. الإستنشاق خلال الرئتينِ .

2. الإمتصاص خلال الجلدِ .

3. الإبتلاع خلال الفمِّ.

و عندما تَدْخلُ المواد الكيميائية إلى ُجسم الإنسان ،فإنها قد تتسبب فى إصابته بالعديد من التأثيراتِ الضارّةِ، التى قد يظهر تأثيرها الفوريِ (حادّة التأثيرات ) أو يظهر التاثير بعد فترة زمنية طويلةالمدى ( تأثيرات مُزمنة) ، و قد تنتج المواد الكيمياوية السامّة تأثيراتَ موضعية اوشاملةَ ً، إعتِماد على طبيعةِ المادة الكيميائيةِ وطريقِة التعرّضِ لها .

ما تأثيراتِ المواد الكيميائية السامّة ؟

يعتمد التأثيرِ الكيميائى السام للمواد الكيميائية على الجسم ،على عدد مِنْ العواملِ التي منها ِما يلى :

1- التركيبَ الكيميائيَ للمادةِ الخطرةِ (بَعْض الموادِ أكثر ضرراً بسبب تركيبِها الكيميائيِ)؛

2- الشكل الطبيعي للمادة الكيميائيةِ (غبار، بخار، سائل، الخ. )؛

3- طريقة دخولِ المادة الكيميائيةَ للجسمَ ( بَعْض المواد الكيميائيةِ قد تَدْخلَ الجسمَ من أكثر مِنْ طريق ، و قد تختلف التأثيرات الصحةِ حسب طريقِ الدخولِ)

4- الأنسجة والأعضاء التى تتجمع فيها المادة الكيميائية .

5- تركيزالمادة ، وطول فترة التعرّضِ؛ وعدد مرات التعرض .

6- القابلية الشخصية للفرد تجاه المادة الكيميائيةِ، وقد يظهر العمال إستجابات فسيولوجية مختلفة للكيماويات مثلما بظهر بعض الأفراد إستجابات مختلفة للأدوية و الأطعمة .

أمثلة من المواد الكيميائية السامة .

يعرض الجدول التالى أنواع من التأثيراتِ السامّةِ لبَعْض المواد الكيمياويةِ المستخدمة فى الصناعة ،و يتضمن الجدول الخواص السامة للمادة الكيميائية ( مثل إذا ما كانت المادة مسببة للسرطان أو للحساسية ، الخ. )،كما يتضمن الجدول جزء الجسمِ المستهدف للمادة الكيميائيةِ،و فترة التعرض إبتداء من تاريخ التعرض حتى ظهور الحالة المرضية ، والتأثيراتِ التي تسببها تلك المادة الكيميائيةِ .

الخواص السامة	جزء الجسم المستهدف	فترة التعرض	التأثيرات	أمثلة
مسبب لإلتهابات أو للتآكل	الجلد –العين – الرئتين .	من عدة دقائق إلى عدة أيام .	إلتهابات وحروق وبثور فى المساحة المعرضة من الجلد . قد يؤدى التعرض المزمن إلى ضرر دائم .	أمونيا –حمض الكبرتيك –أكاسيد نتروجينية – الصودا الكاوية .
مسبب لتكوين الألياف .	الرئتين	سنوات	. يؤدى التراكم التدريجى إلى فقد وظائف الرئة مما يؤدى إلى الإعاقة الدائمة فى حالة التعرض المزمن .	أتربة البوكسيت و الأسبستوس و الباجاس
مسبب للحساسية	غالبا ما تكون الرئتين و الجلد و أى أجزاء أخرى .	من عدة أيام حتى بضع سنين .	. قد تسبب تلك الكيماويات فى الرئتين أمراضا مزمنة تشبة الربو قد تؤدى للعجز الدائم ، وقد تسبب فى حالة الجلد إلتهابات جلدية مهنية	التولوين ، ثنائى أيزوسيانيد( TDI)) أمينات تصلد راتنجيات الإيبوكسى
إلتهابات جلدية .	الجلد	من عدة أيام حتى بضع سنين .	إلتهابات الجلد و تقشيرة ،ظهور طفح جلدى التعرض المزمن للكيماويات المهيجة و المسببة للحساسية و للمذيبات و للمنظفات قد يتسبب فى ظهور طفح و إلتهابات جلدية و فى تقشر الجلد ..	أحماض قوية ، القلويات ، منظفات ، رابع كلوريد الكربون ، ثلاثى كلوريد الإيثلين .
مسرطنة	غالبا ما تكون الجلد و الرئتين و الحالب و أى أجزاء أخرى .	من 10 حتى 40 عاما	.ظهور سرطان فى عضو أو نسيح الجسم ، مما قد يتسبب فى النهاية فى الوفاة المبكرة.	2- نفثيل أمين ، بعض الزيوت و القطران ، بنزيدين ، أسبستوس
سامة	غالبا ما تكون الكبد وو المخ و الكليتين و أى أجزاء أخرى	من عدة دقائق حتى بضع سنين	موت لخلايا الأعضاء الحيوية مما قد يسبب فى فشل اعضاء الجسم فى القيام بوظائفها الحيوية ، مما يؤدى فى النهاية إلى حدوث الوفاة .	رابع كلوريد الكربون ، الزئبق ، الكادميوم ، أول أكسيد الكربون ، سيانيد الهيدروجين .
مسببة للإختناق	الرئتين	دقائق	تحل الغازات محل اكسيجين الهواء .	أسيتلين ، ثانى أكسيد الكربون .

For more details on the effects, see IPCS: Chemical Safety Training Modules: chlorine, [url=http://science.creaforum.net/file:///D:/ILO/chem.workplace/ctm5.htm#AMMONIUM NITRATE FERTILIZERS]ammonium nitrate fertilizers[/url], [url=http://science.creaforum.net/file:///D:/ILO/chem.workplace/ctm5.htm#LIQUEFIED HYDROCARBON GASES]liquefied hydrocarbon gases[/url], benzene, [url=http://science.creaforum.net/file:///D:/ILO/chem.workplace/ctm6.htm#HALOGENATED HYDROCARBON SOLVENTS]halogenated hydrocarbon solvents[/url], lead, [url=http://science.creaforum.net/file:///D:/ILO/chem.workplace/ctm7.htm#CHROMIUM AND CHROMIUM COMPOUNDS]chromium and chromium compounds[/url],



ُإن البيانات الموضحة فى الجدول هى لإيضاح كيفية دخول الكيماويات الجسم و تأثيراتها المختلفة علي الإنسان ، و معرفة تلك المعلومات ضرورية للوقاية ، و هى لا يجب أن يستخدمها أصحاب الأعمال للحد من الوظائف ، إذ يميل بعض اصحاب الأعمال إلى إختيار عمال سوبر ذو مناعة من كل الأمراص ، قادرون على تحمل أعراض المخاطر بلا شكوى ، كما يرفض السيدات الحوامل بحجة تأثر الجنين ، و هذا صحيح ، و لكن الصحيح أيضا هو أن من مسئولية صاحب العمل هو توفير بيئة عمل آمنة و صحية و السيطرة على كل مخاطر المهنة بهدف حماية جميع العاملين.

و يجب على النقابات العمالية أن تعمل على حِماية العُمّالِ منّ الأخطارِ الكيميائيةِ و تتعاون مع أطراف العمل الأخرى لتوفير بيئةِ عمل آمنة و صحية لكُلّ العُمّال — بدون تمييز بين الرجال و النساء ، و إذا ما كان هناك من يشتكى من تأثير التعرض للكيماويات فيجب العناية بصحته من خلال الفحوص الطبية المنتظمة و ليس من خلال الحرمان من حق العمل اللآئق .