فكرة جديدة

كنا ونحن طلاب نعشق الذهاب الى وسط البلد فى القاهرة ..منطقة شارع فؤاد والعتبه وسور الكتب على حديقة الأزبكية..وندخل أحلى الأفلام فى دور السينما ..ونأكل ساندويتشات الشاويرما والحواوشى..ونشرب العصير والآيس كريم المثلج..هى متعة ما بعدها متعة ..بالأضافة الى زيارتنا للمراكز الثقافية الأجنبية والمعارض الفنية ..ومتعة التسوق والشراء وكان ارتباطنا بالمكان وما يحيطه من طرز معمارية عريقة يمثل لنا متحفا مفتوحالذاكرة التاريخ المصرى...
استعرضت ما سبق من مقدمة لأطرح فكرة أحلم بها منذ وقت بعيد وهى خيال
ولكن قد يأتى يوما فيعمل أحد أصحاب القرار والفكر ما سأذكره ....
1- ماذا لو منعنا السيارات من الدخول الى منطقة وسط البلد !!!؟
2 - ماذا لو أعدنا تجديد كل البنايات الى ما كانت عليه من طرز عالمية؟
3- ماذا لو عمل المخططون والمعماريون على تطوير وسط البلد كمتحف مفتوح
ومزار سياحى وثقافى وتجارى له الطابع المتفرد لكافة الأنشطة التى يحتاجها زواره...؟
نستطيع ولو كانت البداية يوم أو يومين فى الأسبوع ندعوا فيها الناس والسياح
الى التنقل بحرية فى جماليات وسط البلد....ونوقف ضجيج السيارات..فهل من مجيب ؟..وهل من متبنى للفكرة ؟.. والا ما كان هناك تطوير ..وسيزداد وسط البلد اختناقا ..حتى يلفظ زواره...

شاهدت فى عام 1965 مشروع تطوير واقامة المدن الجديده والطريق الدائرى للقاهرة الكبرى وهذه المدن وهى الآن ما تسمى -6 اكتوبر- 15 مايو - 10رمضان
وكان ذلك بمبنى محافظة الجيزة والمفترض أن يتم المشروع فى عشرسنوات ..ولكنه امتد الى وقتنا هذا ولكنة كان حلما وتحقق........ماذا لو أن كل محافظة فى مصر عملت باستقلالية مع بيوت الخبرة لأنشاء مدن جديدة وتعمير الصحارى بدراسة علمية فى التخطيط العمرانى مع شبكة الطرق التى تربطها مع المحافظة الأم وتكون هذه التجمعات نواة لمدينة جديدة بكل مقوماتها ...وما يحدث اليوم من اقامة تجمعات سكنية لحل مشكلات وقتية للتكدس السكانى ليس بالحلول الجيدة وانما هو ترقيع وزيادة فى الضغط على المحافظات وتشويه حضارى واستنزاف للرقعة الزراعية ...لن يكون لدينا مدنا جديدة ..الا اذا دأبت المحافظات واداراتها فى تبنى اقامة نواه لمدن جديدة كامتداد طبيعى للتزايد السكانى بها ومثال
على ذلك تستطيع محافظة الواحات اقامة مدينتين حولها ومرسى مطروح يمكن اقامة مدينتين جنوبها وفى محافظة قنا يمكن اقامة مدينة كبيرة غرب النيل فى الظهير الصحراوى....الخ ..أضرب مثالا فى احدى دول الخليج كان هناك طريقا
صحراوى يمتد ما بين امارة و امارة أخرى وقرر الحاكم منح الأراضى المحيطة بالطريق للمستثمرين بأسعار زهيدة مع ملكية الأرض للدولة ومنحهم فترة 6 أشهر لأقامة مشروعاتهم ..وكنت وقتها قد عدت الى مصر لقضاء ثلاث اشهر كأجازة
وحينما رجعت شاهدت هذا الطريق وقد تغيرت معالمة وأنه غابة من الخرسانات والأبراج المرتفعة ..مع رصف للشوارع ....الخ ان ماأحدثكم عنه هو شارع الوحدة بامارة الشارقة وهو يماثل شارع الحمراء فى بيروت وهوالآن مدينة متكاملة.ان مصر تحتاج الى وقفه من أصحاب القرار المخلصين لهذا البلد .