شيء ما تجسد خلف نافذتي
صفحة 1 من اصل 1
شيء ما تجسد خلف نافذتي
شيء ما تجسد خلف نافذتي
قضيت
طفولتي في منزل في أحد أحياء دمشق, وكان للمنزل حديقة كبيرة مليئة
بالأشجار, كانت هذه الحديقة عالمي بحيث كنت أقضي معظم أوقاتي أعتني بها
وأصنع مخيلتي بها, كنت أتشارك غرفة النوم أنا وأخي الذي يكبرني بعامين
وكانت نافذة غرفتنا تطل على حديقتي, في أحد ليالي أرقي وبينما كنت مستلقياً
أحاول النوم نظرت إلى النافذة واذا بي أرى تجسيداً لشكل بشري ينظر لي من
خلف النافذة ويتأملني, أغمضت عيني وفتحتهما وهذا التجسيد لا يزال يراقبني,
بالرغم من أنه لا عينين له فقط سواد وكان نحيلاً بشكل غريب..في الصباح
التالي أطلقت على ما رأيته حلم مزعج فلا تفسير لطفل بعمري على ما شاهده,
بعد عدة أيام دخلت هذه الرؤيا إلى حياتي ثانية, الشكل ذاته, عيني غائرتين
لا حياة فيها, وحيداً...حزيناً..يقبع خلف هذه النافذة ..وترافقت هذه الرؤيا
أكثر من مرة إلى أن أصبحت مشغولاً في دراستي أكثر وأنام باكراً, ولم أعد
أراه أبداً بالرغم من أنني أتذكره من حين لآخر, بعد خمسة عشر عاماً تقريباً
من هذه الحادثة, بينما كنت أجتمع برفقة أخي واثنين من أصدقائنا, انقطعت
الكهرباء..فجلسنا بملل منتظرين عودة الكهرباء, حينها اقترح أحد الأصدقاء أن
نتكلم عن مخاوفنا, فوافقنا على الفكرة وبدأنا هذا النوع من الحديث الشاعري
المليء بالمجهول, وعندما حان دوري بالكلام حاولت أن أتذكر أعمق أعماق
مخاوفي, فوجدتها في طفولتي..عند تلك الحادثة ...فأخذت أسرد تفاصيلها بدقة
واستوقفني أخي وهو في حالة ذهول, وأخذ يصف لي شكله..وتفاجئت أن أخي متورط
في هذه الرؤياً, حتى أنها أثرت به لسنوات طويلة, وفكرنا كثيراً وفتشنا عن
السبب ولم نجد سبباً لما شاهدناه, وبما أنني أثق بالعلم جداً..خرجت بنظرية
أن تكون هذه رؤيا فيزيائية وقتية لا أكثر, لكن بيني وبين نفسي لم أقتنع
بنظريتي وما زلت لا أملك الاجابة..أكثر ما أخافني في الأمر هو أنني فكرت في
أحد الأيام أنه لربما يكون هذا التجسيد هو أنا....لربما تهت من أثير
المستقبل وعدت إلى سراب الماضي أراقب طفولتي بمزيد من الوحدة والحزن.
قضيت
طفولتي في منزل في أحد أحياء دمشق, وكان للمنزل حديقة كبيرة مليئة
بالأشجار, كانت هذه الحديقة عالمي بحيث كنت أقضي معظم أوقاتي أعتني بها
وأصنع مخيلتي بها, كنت أتشارك غرفة النوم أنا وأخي الذي يكبرني بعامين
وكانت نافذة غرفتنا تطل على حديقتي, في أحد ليالي أرقي وبينما كنت مستلقياً
أحاول النوم نظرت إلى النافذة واذا بي أرى تجسيداً لشكل بشري ينظر لي من
خلف النافذة ويتأملني, أغمضت عيني وفتحتهما وهذا التجسيد لا يزال يراقبني,
بالرغم من أنه لا عينين له فقط سواد وكان نحيلاً بشكل غريب..في الصباح
التالي أطلقت على ما رأيته حلم مزعج فلا تفسير لطفل بعمري على ما شاهده,
بعد عدة أيام دخلت هذه الرؤيا إلى حياتي ثانية, الشكل ذاته, عيني غائرتين
لا حياة فيها, وحيداً...حزيناً..يقبع خلف هذه النافذة ..وترافقت هذه الرؤيا
أكثر من مرة إلى أن أصبحت مشغولاً في دراستي أكثر وأنام باكراً, ولم أعد
أراه أبداً بالرغم من أنني أتذكره من حين لآخر, بعد خمسة عشر عاماً تقريباً
من هذه الحادثة, بينما كنت أجتمع برفقة أخي واثنين من أصدقائنا, انقطعت
الكهرباء..فجلسنا بملل منتظرين عودة الكهرباء, حينها اقترح أحد الأصدقاء أن
نتكلم عن مخاوفنا, فوافقنا على الفكرة وبدأنا هذا النوع من الحديث الشاعري
المليء بالمجهول, وعندما حان دوري بالكلام حاولت أن أتذكر أعمق أعماق
مخاوفي, فوجدتها في طفولتي..عند تلك الحادثة ...فأخذت أسرد تفاصيلها بدقة
واستوقفني أخي وهو في حالة ذهول, وأخذ يصف لي شكله..وتفاجئت أن أخي متورط
في هذه الرؤياً, حتى أنها أثرت به لسنوات طويلة, وفكرنا كثيراً وفتشنا عن
السبب ولم نجد سبباً لما شاهدناه, وبما أنني أثق بالعلم جداً..خرجت بنظرية
أن تكون هذه رؤيا فيزيائية وقتية لا أكثر, لكن بيني وبين نفسي لم أقتنع
بنظريتي وما زلت لا أملك الاجابة..أكثر ما أخافني في الأمر هو أنني فكرت في
أحد الأيام أنه لربما يكون هذا التجسيد هو أنا....لربما تهت من أثير
المستقبل وعدت إلى سراب الماضي أراقب طفولتي بمزيد من الوحدة والحزن.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى