منتديات العلم والعلماء والمخترعين والمبتكرين ....
حشرات 3 101215

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات العلم والعلماء والمخترعين والمبتكرين ....
حشرات 3 101215
منتديات العلم والعلماء والمخترعين والمبتكرين ....
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حشرات 3

اذهب الى الأسفل

حشرات 3 Empty حشرات 3

مُساهمة من طرف دكتور / الخميس نوفمبر 27, 2008 4:39 am

دكتور / هاني أسعد مدرس الحشرات جامعة الإسكندرية
الحواس في الحشرات
خلق الله للحشرات ـ مثل بقية الحيوانات ـ أعضاء تمكّنها من الرؤية والسمع واللّمس والتذوق والشّم، بل إن كثيرًا منها لها حواس أكثر تقدمًا من مثيلاتها في معظم الحيوانات الأخرى.

النظر. لمعظم أنواع الحشرات زوج من العيون المركبة الضخمة التي تحتل معظم رأس الحشرة. وتتكون كل عين من العديد من العُدَيْسات سداسية الشكل متجمعة حول بعضها في تركيبة تشبه خلايا عسل النحل. ويتفاوت عدد العديسات ما بين نحو الست في بعض شغالات النّمل و30,000 عُديسة في بعض أنواع اليعاسيب. وتدخل كلّ عُدَيسة صورة جزيء صغير من المنظر الكامل الذي تراه الحشرة، حيث تتحد كل الجزيئات التي تراها العديسات منفردة، مع بعضها، مكونة الصورة الكاملة.

لا تستطيع الحشرات تحريك أو ضبط بؤر عيونها، ونظرها حاد لمسافة قصيرة فقط، ولا ترى بوضوح أي جسم يبعد عنها أكثر من متر واحد. ولكن تستطيع الحشرات تمييز الحركة بسرعة، وكثير منها يستطيع أن يميز الألوان، كما يستطيع كثير من الحشرات أن يرى مدى أوسع من أشعة الضوء، أكثر مماتراه العيون البشرية. فمثلاً تستطيع بعض الخنافس رؤية الأشعة تحت الحمراء، وكذلك معظم الحشرات تستطيع أن ترى الأشعة فوق البنفسجية، وكلا النوعين من الأشعة لا تراه العين البشرية. وليس لدى الحشرات جفون فأعينها دائمًا مفتوحة.

لدى الكثير من الحشرات المكتملة ثلاث أعين بسيطة تسمّى العُيَيْنات متجمعة بشكل مثلّث بين العيون المركبة، ولا تستطيع العيينات تكوين الصور وكلّ ما في إمكانها هو التمييز بين النور والظلام. وليس لدى الكثير من صغار الحشرات عيون مركبة، ولكن لديها ما بين عين بسيطة واحدة إلى ست عيون بسيطة أو أكثر على كل جانب من جانبي الرأس. وهناك أنواع عديدة من الحشرات ساكنة الكهوف، مثل: الشغالات في مستعمرات النمل الأبيض (الأرضة) فقدت عيونها وصارت عمياء تمامًا.

السمع. للحشرات مدى واسع من السمع، حيث يستطيع بعض منها أن يسمع الموجات فوق الصوتية بمدى أكثر من اثنتين من الوحدات الثمانية التي تستطيع أن تسمعها الأذن البشرية. بينما تسمع أنواع أخرى أصواتًا ذات ترددات منخفضة جدًا لا تستطيع الأذن البشرية التقاطها. وبالرغم من ذلك، فإن القليل، فقط من أنواع الحشرات ليس لديه أعضاء سمع حقيقيّة، أو آذان. وتلك الآذان موزعة على كلّ أنحاء الجسم تقريبًا، ولكنها لا توجد في الرأس. وهي تتكون من أغشية رقيقة منبسطة تهتزّ حينما تضربها الموجات الصوتية، مثلما تفعل طبلة الأذن في البشر تمامًا. وتوجد آذان كل من الجنادب قصيرة القرون، والجراد، وزيز الحصاد وكثير من العثّات، على جانبي الجسم، أما الجنادب طويلة القرون والجداجد (صراصير الحقل) فتوجد آذانها على أرجلها الأمامية.

غالبية الحشرات ليس لها آذان، ولكنها تسمع عن طريق الشعيرات الرقيقة الموجودة على قرون استشعارها، أو في أماكن أخرى من أجسامها، فتلك الشعيرات تستجيب للموجات الصوتية، مثل استجابتها لأي تحركات أخرى في الهواء. فلدى ذكور البعوض شعيرات طويلة على قرون استشعارها تجعل قرون الاستشعار تتذبذب بسرعة من الموجات الصوتية، كما يسمع بعض النمل ـ أيضًا ـ عن طريق الشعيرات الموجودة على قرون استشعاره، بينما تسمع الصراصير بوساطة الشعيرات الموجودة على قرونها الشرجيّة (زوج من اللوامس يوجد في آخر حلقة من حلقات البطن) أما اليساريع فتسمع بوساطة الشعيرات المبعثرة فوق كل أجسامها.


ورغم أن الحشرات تسمع، لكن ليس لديها أصوات حقيقية، فمعظمها يصدر أصواتا بحك بعض أجزاء من جسمها ببعض. ومن أكثر الحشرات ضوضاء الجنادب، والجداجد، وزيز الحصاد، والذكور فقط هي التي تحدث الصوت، وذلك لجذب الإناث التي غالبًا لا تحدث أيّ صوت. وتحدث الجنادب قصيرة القرون الصوت بحك أرجلها الخلفية بأحد العروق في الأجنحة الأمامية مثل عزف آلة الكمان تمامًا. وتحدث الجداجد الصوت بحك أجنحتها الأمامية الجلديّة بعضها ببعض. وفي البرتغال واليابان والصين وبعض الأقطار الأخرى، يحتفظ الناس بالجداجد في أقفاص ليستمتعوا بأصواتها الجميلة. ولدى زيز الحصاد طبلتان في البطن يهزهما بوساطة عضلاتٍ داخل جسمه لتحدث الصوت.

كما يحدث العديد من الخنافس أصواتًا بحك بعض أجزاء من أجسامها ببعض إضافة إلى ذلك فهي تحدث أصواتًا دوامة وأزيزًا بوساطة أجنحتها، كما تحدث صفيرًا بدفع الهواء فجأة إلى الخارج من شبكة القصبات الهوائية عبر الثغور التنفسية. أما طنين الذباب والنحل فتحدثه حركة أجنحتها السريعة، وذكور البعوض حسّاسة جدّا للأصوات التي تحدثها الإناث بأجنحتها.

اللمس. الحشرات شديدة الحساسية للمس وهي أكثر إحساسًا للمس من البشر. وتتكون أعضاء اللمس في الحشرات من شعيرات وأشواك تغطي جسم الحشرة حتى عيونها، وتكثر تلك الشعيرات على قرون الاستشعار. وعندما يحدث أي ضغط فإنه يحرك تلك الشعيرات محدثا نبضات عصبية ترسل إلى الدماغ. وبعض الشعيرات ذات حساسيّة مفرطة لدرجة أن أرقَّ نسمة من الهواء تثيرها، وأن الإنسان مهما تأنى في تحريك يده نحو ذبابة ما، فإنها تحس بذلك عن طريق شعيراتها التي تخبرها أن الهواء قد حُرِّك، ولذا تطير مسرعة بعيدًا عنه.


التذوق. يستطيع كثير من الحشرات التمييز بين الطُّعوم الأربعة التي يميزها البشر وهي: الحلاوة، والحموضة، والملوحة، والمرارة. وتتفاوت مقدرة التذوق من حشرة إلى أخرى حسب النوع، فبعض الحشرات لديها حاسّة ذوقٍ قويّة، فمثلاً يجب أن يزاد تركيز السكَّر في الماء الذي تستطيع الفراشة الملكة تذوقه2,000 مرة حتى يستطيع الإنسان أن يتذوقه.

توجد أعضاء التذوق في معظم الحشرات في أجزاء الفم، وبعض الحشرات مثل: النمل والنحل والزنابير لها ـ أيضًا ـ أعضاء تذوق في قرون استشعارها. فهي تلمس الطعام بقرني استشعارها، فإذا راق لها طعمه التهمته، بينما تتذوق بعض الحشرات الأخرى مثل: الفراشات وبعض العثات، والذباب، ونحل العسل عن طريق أرجلها، ولذلك فهي تمدّ خرطومها للتغذية، حالما تطأ شيئًا ذا طعم شهي. وبعض أنواع الزّنابير والجداجد لها أعضاء تذوق في آلة وضع البيض، تستعملها لتذوق الأماكن التي سوف تضع بيضها فيها، حيث يوجد الغذاء المناسب لصغارها.


الشم. يوجد الإحساس بالشم في الحشرات أساسًا في قرون الاستشعار. ولكثير من الحشرات حاسّة شم قوية تستعملها لتحديد مواقع الطعام ولتحديد اتجاهاتها في تجوالها، وكذلك لتحديد أماكن وضع بيضها. وتُستعمل تلك الحاسّة ـ أيضا ـ للتعرف على الحشرات الأخرى من نفس نوعها، ولتحديد الرفيق للتزاوج. ويحدد النحل والنمل أفراد مستعمرته عن طريق الرائحة. ويطرد النمل أفراد النمل الغريبة عن مستعمرته، بل يقتلها إذا حاولت الدخول في المستعمرة. وتعتمد ذكور العثات أساسًا على حاسة الشم في التعرف على رفاقها من الإناث للتزاوج. ويمكن أن تنجذب إلى رائحة الإناث من مسافة كيلومترين تقريبًا ولكنها تفقد أيّ اهتمام بالإناث إذا أُزيلت عنها قرون استشعارها.


دورة حياة الحشرات
تبدأ كل حشرة تقريبًا حياتها من البيضة، وبعد الفقس تبدأ الحشرة في النمو والتحور إلى الطور المكتمل، وخلال تلك الفترة تمر معظم الحشرات بسلسلة من التغيرات الشكلية. وتستغرق دورة الحياة كلّها ـ من البيضة حتى الطور المكتمل ـ فترة تتراوح بين أيام قليلة في بعض الأنواع و17 عامًا في أنواع أخرى. وتعيش الحشرات في الطور المكتمل لمدة قصيرة فقط، فأنواع قليلة ـ فقط ـ تعيش في ذلك الطور أكثر من عام، ولعل أقصرها عمرًا أطوار ذباب مايو المكتملة التي تعيش أيامًا أو ساعات قلائل. ومن ناحية أخرى، فقد تعيش ملكات النمل الأبيض (الأرضة) أكثر من 50 عامًا، وتنتج بعض أنواع الحشرات أجيالاً عديدة تعيش، وتموت خلال العام الواحد وهناك أنواع تنتج جيلاً واحدًا ـ فقط ـ في العام.


التّكاثر. يتكون كائن جديد، في معظم أنواع الحشرات، حينما تخصِّب نطفة الذكر بييضة الأنثى، فتتلقى الأنثى النطفة عند التزاوج وتخزنها في منطقة البطن، وعندما تضع الأنثى بيضها بعد ذلك، تخصِّب تلك النطف البييضات عند مغادرتها لجسم الأنثى.

ولكثير من الحشرات طرق غير عادية في التكاثر فمثلاً: تلد بعض الصراصير والذباب والخنافس وبعض الحشرات الأخرى صغارًا أحياء؛ لأن البييضات تبقى في جسم الأنثى حتى تفقس، وتخرج الصغار من جسم الأم. كما تتكاثر بعض الحشرات مثل: إناث قمل النبات، والزّنابير مكونة الأورام والتربس، وأنواع كثيرة من الحشرات الأخرى تكاثرًا عذريًا دون إخصاب الذكور إياها. وحقيقة الأمر أن الذكور نادرة الوجود جدا في بعض الأنواع أو غير موجودة إطلاقًا. هذا وتحصل بعض الإناث؛ بما فيها ملكات نحل العسل، على كلّ ما يحتجنه من نطف طوال حياتها من تزاوج واحدٍ فقط. وإذا أنتجت الملكة بيضًا مخصبًا ينشأ عنه إناث، وإذا أنتجت بيضًا غير مخصب ينشأ عنه ذكور فقط.

لبيض الحشرات العديد من الأشكال والألوان، ولكن معظمه بيضيّ أو مستدير، ولونه باهت أو (كريمي) اللون. ويمكن رؤية بيض أصغر الحشرات تحت المجهر فقط، بينما تضع أكبر الحشرات بيضًا يتراوح طوله، بين خمسة وخمسة عشر ملم. كما تتفاوت كميّة البيض التي تضعها الحشرات من نوع لآخر، وربما يبلغ متوسط ماتضعه الأنثى من الحشرات بين 100 و200 بيضة خلال حياتها. وتضع بعض الإناث كميات قليلة من البيض فقط، بينما يضع البعض الآخر أكثر من بليون بيضة. والنمل الأبيض هو الأكثر وضعًا للبيض بين الحشرات، فبعد التزاوج تمتلئ ملكة النمل الأبيض بالبيض، إلى درجة تصبح معها عاجزة عن الحركة تمامًا، فهي تنتج البيض بمعدل يتراوح بين 10,000 و30,000 بيضة في اليوم الواحد وتضع الحشرات بيضها فرادى، أو في مجموعات ـ غالبًا ـ قرب الطعام الذي تتغذى به الصغار بعد فقسها.

هناك العديد من القصص حول المقدرة التناسليّة الكبيرة للحشرات، وعمّا سيحدث إذا لم يمت أيّ من الصغار التي تنتجها الحشرات، ففي خلال أربعة أشهر فقط، يستطيع زوج من الذباب المنزلي أن ينتج نحو 190,000,000,000,000,000,000 من الأنجال إذا عاشت كلها. ولكن هذا لا يمكن أن يحدث، لأن الطفيليّات والمفترسات وكميّة الغذاء المتاحة والعديد من العوامل الأخرى لا تسمح بحدوث مثل هذا الانفجار الهائل في أعداد الحشرات، مثلما تفعل ـ تمامًا ـ في الحيوانات الأخرى.


النمو والتحور. بعد أن تخرج الحشرة من البيضة، فإنها تتّبع واحدًا من ثلاثة أنماط من النمو والتحور حسب النوع. ويوجد أبسط الأنماط في بعض أنواع الحشرات البدائية عديمة الأجنحة، بما في ذلك لاحسة السكر وذوات الذيل القافز. فعندما تخرج صغار تلك الحشرات، فإنها تكون مشابهـة ـ تمامًا ـ لآبائها في كل شيء، ما عدا حجمها الصغير، ثم تنمو بعد ذلك وتصل إلى الطّور المكتمل وذلك بعد شقها لهيكلها الخارجي القديم، بعد أن يضيق عليها لتزحف خارجة منه، ثم بعد وصولها لمرحلة معينة من النمو تكتمل أعضاؤها التناسلية، وتستطيع أن تتزاوج. ومنذ خروجها من البيض إلى موتها، لا تتغيّر تلك الحشرات إلا قليلاً، وفي النمو وزيادة الحجم فقط.

ولبعض الحشرات نمط من النمو والتحور مختلف تمام الاختلاف عن النمط السابق، حيث تختلف الصغار ـ التي تدعى حوريات أو يرقات ـ عن آبائها تمامًا. ومن ثم تتغير في الشكل حتى تتحور إلى الطور المكتمل، ويسمى هذا التغير التشكل (التحول). وتمر الحشرة بنوع من نوعي التشكل، وهما: تشكل غير مكتمل وتشكل مكتمل.

التشكل غير المكتمل يتم هذا النوع من التشكل في حشرات من مثل: الجنادب، وذباب مايو، والصراصير، والسرمان، واليعاسيب، وزيز الحصاد، وحشرات الحنطة، حيث تمر تلك الحشرات بالمراحل التالية 1- البيضة 2- الحورية 3- الطور المكتمل.

تبدو الحوريات مثل آبائها في حالة الجنادب وحشرات الحنطة ولكنها بدون أجنحة، وتظهر الأجنحة على شكل وسائد صغيرة بعد عدّة انسلاخات للحشرة، وتكبر الأجنحة بعد كل انسلاخ بعد ذلك، ثم بعد الانسلاخ الأخير يخرج الطور الكامل للحشرة بأجنحة مكتملة. وغالبًا ما تعيش الحوريات في الأماكن نفسها التي تعيش فيها الحشرات المكتملة، وتستهلك الغذاء نفسه الذي تستعمله تلك الأطوار.

أما في حالة اليعاسيب والسرمان، فتختلف الحوريات تمامًا عن آبائها، فالحشرات في طورها المكتمل هي حشرات مجنّحة جميلة، تمضي أغلب وقتها في الطيران، بينما الحوريات عديمة الأجنحة تعيش في الماء، حيث تتنفس عن طريق الخياشيم، وغالبًا ما تسمى النَّيادات أو حوريات الماء. وعندما تصل إلى آخر مراحل النمو، تزحف خارجة من الماء إلى جذع نبات أو صخرة حيث تنسلخ آخر انسلاخ لها وتصير حشرات مكتملة مجنحة.

التشكل المكتمل يتم هذا النمط في معظم أنواع الحشرات بما في ذلك الفراشات والعثات والخنافس والذباب والنحل والزنابير والنمل، حيث تمر تلك الحشرات بأربع مراحل هي: 1- البيضة 2- اليرقة 3- الخادرة 4- الطور المكتمل. ويرقات هذه الحشرات دودية الشكل ولا تشبه آباءها إطلاقًا، وفي أغلب الأنواع، تعيش اليرقات في أماكن مختلفة وتتغذى بغذاء يختلف عن غذاء الآباء. وليس لها عيون مركبة ولا أجنحة كالتي لآبائها. ومعظم اليرقات لها أجزاء فم قارضة، بينما يكون لآبائها أجزاء فم ماصة وبعض اليرقات ليس لها أرجل، بينما توجد لأنواعٍ أخرى زوائد كثيرة شبيهة بالأرجل توجد في منطقة البطن. ولليرقات بعض أسماء خاصة، فمثلا تدعى يرقات الفراشات والعثات اليساريع، ويرقات الذباب اليرقة القطعاء ويرقات الخنافس الدويدة، ويرقات البعوض الشولات أو الحراقص. وما على اليرقات إلا التغذية والنمو والانسلاخ لعدة مرات عندما يضيق الجلد عليها. وقد يأكل اليسروع في اليوم الواحد من أوراق النباتات ما يفوق وزنه عدة مرات.

تتوقف اليرقة عن الأكل فقط عند اكتمال نموها، حيث تصير خادرة، وقد تغزل بعض اليرقات شرانق تغطي بها أجسامها، أو تفرز حول أجسامها أغطية كإعداد لمرحلة الخادرة. ويتحول اليسروع إلى نوع من الخادرة تسمى المذهبة، تبقى معظم الخادرات ساكنة وتبدو وكأنها ميتة، ولكن هناك أنشطة كبيرة تجري داخل الغطاء الواقي للخادرات، حيث تُدَمَّر تراكيب اليرقات وتحول غالبًا إلى سائل، حيث يعاد تكوينها أعضاء للطور المكتمل، ثم ينكسر الغطاء الواقي للخادرة بعد اكتمال النمو وتخرج منه الحشرة الكاملة. انظر: التحول.

طرق حياة الحشرات

حياة الحشرة مليئة بالأخطار، فقد تأكلها حشرة، أو طائر، أو أي حيوان آخر. أو قد يسحقها النّاس أو يحرقونها أو يسممّونها. وقد يتغذى بها أحد الطفيليات، أو قد تصيبها بعض الأمراض. وقد تُهْلِك موجة من الجفاف النباتات التي تتغذى بها الحشرات مما يؤدي إلى جوعها كما قد يهلكها الجو البارد. وإذا نجت الحشرة وكثير من نوعها من تلك الأخطار، فسينفد الغذاء الذي تتغذى به ـ وسوف تموت الحشرة على أية حال.

ولذلك نشأت للحشرات طرق حياة عديدة خلال معركتها المستمرة من أجل البقاء. فلقد تأقلمت الحشرات على المعيشة تحت كلّ الظروف البيئية المعروفة. ونشأ لديها العديد من الوسائل للهروب من أعدائها. فالكثير من أنواع الحشرات يعتمد اعتمادًا كليّا على درجة تكاثره العالية للتغلب على مخاطر الحياة. وفي الحقيقة، تمضي غالبية الحشرات وقتها في الأكل والتكاثر، وكلِّ ما تفعله له صلة بهذين النشاطين تقريبًا.


التودّد. تجذب الحشرات رفاقها للتزاوج بوساطة العديد من الطرق. فتنبعث من إناث الكثير من أنواع العثّات روائح تجذب الذكور عبر مسافات طويلة في الغالب، كما أن لذكور أنواع عديدة من الفراشات أعضاء شم تستعملها لجذب الإناث، بينما تغني ذكور الجنادب، والجداجد، وزيز الحصاد، والجنادب الأمريكيّة لجذب الإناث، كما تفرز ذكور صراصير الأشجار سائلاً من خلف أجنحتها تتغذى به الإناث، وتجلب ذكور الذباب الراقص هدايا لإناثها من الحشرات التي تصطادها، بينما تجذب إناث بعض أنواع اليراعات الذكور بإصدار وميض على شكل شفرة معيّنة، فتستجيب ذكور بعض الأنواع بإرسال ومضات ضوئية وتنتظر من الإناث إرسال استجابات ضوئية.


الحياة الأسرية. ليس لدى العديد من الحشرات أية حياة أسرية، حيث يتلاقى الأبوان ـ فقط ـ للتزاوج، ثم بعد ذلك تضع الأنثى بيضها في مكان يتوفر فيه الغذاء للصغار وتتركه. ويخزن كثير من الزنابير والنمل الغذاء مع بيضه، بينما تضع الزّنابير الطفيليّة والذباب الطفيلي بيضها على الحشرات والحيوانات الأخرى أو قربها.

أما النغفة فتلصق بيضها بشعر الخيل، حيث تلحسها الخيل؛ لتفقس وتنمو يرقاتها داخل معدة الخيل، ثم تُطرح اليرقات كاملة النمو إلى الخارج مع فضلات الخيل. وتعتني إناث بعض الأنواع ببيضها، فمثلاً تُبقي حشرة إبرة العجوز بيضها نظيفًا وتحرسه إلى أن يفقس، ثم ترعى الصغار، كما تبقى بعض أنواع الخنافس مع صغارها لتحميها وتطعمها.

ولكنّ الحشرات ذات الحياة الأسرية الحقيقيّة هي الحشرات الاجتماعية، ومن بينها: كلّ أنواع النمل الأبيض (الأرضة)، وكل أنواع النمل والعديد من النحل وبعض أنواع الزنابير. فهي تعيش في مجتمعات منظمة يعتمد كلّ فرد فيها على الأفراد الآخرين، وما تلك المجتمعات إلا أسر كثيرة الأفراد. فمثلاً توجد ما يقرب من 60,000 إلى 80,000 حشرة من النحل في مستعمرة نحل واحدة، تنحدر جميعها من ملكة واحدة. وكذلك ملايين الأفراد الموجودين في مستعمرة نمل أبيض واحدة. فوظيفة الملكة ببساطة وضع البيض، بينما تقوم الحشرات ذات الأطوار المكتملة الأخرى في المستعمرة بمهمة التغذية والعناية بالصغار، وغالبية الحشرات ذات الأطوار المكتملة في المستعمرة لا تستطيع التكاثر وتسمّى الشغَّالات. وللنمل الأبيض شغالات من الجنسين كما يوجد بكل مستعمرة من مستعمراته ذكر دائم للتكاثر يدعى الملك. ولكن تكون كل الشغالات في حالة النمل والنحل والزنابير من الإناث، كما يوجد في مستعمرات تلك الحشرات ذكور لأوقات معينة ـ فقط ـ وظيفتها الوحيدة التزاوج مع الملكة. وتموت بعد ذلك مباشرة، فللشغَّالات في المستعمرة أعباء مختلفة، حيث تقوم الحاضنات برعاية الصغار، وتقوم الحارسات بالدفاع عن المستعمرة من هجمات الأعداء، بينما تبحث بعض الشغالات عن الطعام، وتقوم أخريات بنظافة وتوسيع العش.

ولعل النمل من أنجح الحشرات الاجتماعية، إذ لديه العديد من طرق الحياة. فبعض النمل يربي حشرات قمل النبات وبعض اليساريع والحشرات الأخرى لكي يمتص منها سوائلها الحلوة. بينما يقوم النمل الحاصد بجمع الحبوب وتخزينها في بيوته، وتقوم بعض من أنواع النمل، مثل النمل قاطع الأوراق بزراعة طعامه بنفسه، حيث يزرع مزارع فطرٍ صغيرة داخل بيوتها. ويقوم النمل اللص بسرقة الطعام من أعشاش غيره، بينما تهاجم أنواع من النمل بيوت النمل الأخرى وتسرق الصغار وتربيها في بيوتها كعبيد لها. ويعيش نمل الجيوش أساسًا على صيد الحشرات الأخرى، فهي تزحف على الأرض في مئات الآلاف، وتأكل كل الحشرات التي تقابلها في طريقها، كما تهاجم أيضًا الفئران والسّحالي أو أية حيوانات أخرى، وذلك بالالتفاف حولها في تشكيلات عديدة كذراعي كماشة، فإذا لم يستطع الحيوان الهروب من حلقة النمل التي تضيق عليه باستمرار، فإنه يُمزَّق بسرعة إلى قطع صغيرة.

تتصل الحشرات الاجتماعية فيما بينها عن طريق الصوت واللّمس والرّائحة، ويستخدم نحل العسل الرقص لإخطار بقيّة أفراد الخليّة عن اتجاه ومسافة مصدر الغذاء.
دكتور / هاني أسعد مدرس الحشرات جامعة الإسكندرية

دكتور /
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى