دمياط بين فوضي عصر المتنحي وعصر اللواء فليفل ....

دمياط بين فوضي عصر المتنحي وعصر اللواء فليفل

محافظة دمياط هي المحافظة الوحيدة في مصر التي لا تنتمي إليها البطالة من قريب ولكن ربما من بعيد .... وعلي مدار الزمن لم يأتي محافظ واحد لدمياط وأحدث فيها تطويرا من أي نوع أو من أي شكل سوي هدم سور كورنيش النيل وإعادة بناءه ... ولا أعلم لماذا يعتقد كافة محافظي دمياط أن سلتطهم الوحيدة لا تتعدي سور كورنيش النيل ... واليوم وبعد ثورة يناير وبعد الفوضي العارمة التي تشهدها مصر نجد دمياط تلك القلعة الصناعية العظمي من أكثر المحافظات فوضي وفساد وإهمال , فاليوم نجد الإنفلات الأمني في كل مكان خاصة في القري التابعة للمحافظة والتي تبدأ من العدلية والحوراني وشرباص وكفر العرب والشناوي وصولأ إلي مدينة الزرقاء وما بعدها من قري .
ودعنا نستعرض الأسباب والمواصفات التي تتسم بها الفوضي في دمياط :
محافظ دمياط ... إلي أين ؟
يبدو جليا أن محافظ دمياط عندما يطل من نافذة مكتبه المكيف ويري النيل الحزين والأشجار علي الضفة الأخري منكسة الهامة ويري عسكري مرور واحد يتميم مزعور وخائف يعتقد أن دمياط بخير , فقد كان حسني مبارك باني مصر القديمة يذهب إلي شرم الشيخ فيري البحر فيعتقد أن مصر بلا سكان . وهكذا محافظ دمياط فالفوضي في كل مكان وهو جالس في مكتبه مطمئن البال وهادئ ينتظر الفرج .
أفرد الشرطة ... موظفون تحت القانون ...
الشرطة مجرد جهاز أمني عادي جدا أثبتت الثورة أنه أضعف من أن يتولي مسؤلية حماية أمن مصر وهم يعتقدون علي وجه الخطأ أنهم يربون الشعب بعدم تأديتهم للأعمالهم , وأن عدم قيامهم بعملهم هو عقاب للثورة والثوار , ولكن الحقيقة أن دور فرد الشرطة لا يتعدي كونه موظف عادي لديه عمل عليه أن يؤديه لكي يتقاضي عن راتبا ... وفي حالة الرفض عليه أن يستقيل أو يفصل من عمله , إننا قادرون علي إعداد جهاز شرطة من شباب مصر أفضل مليون مرة من هذا الجهاز المهترئ , فعلي المجلس العسكري التعامل بحزم مع أفراد الشرطة وتطبيق قانون الوظائف العامة علي كافة أفراد الشرطة والبدء في عملية فصل من يتراخي في تأدية عمله ..... وكفانا ما لاقيناه من الشرطة في عصر المتنحي .....
القمامة في كل مكان ... حق للسكان ...
في زمن مبارك الأسود كان لدينا حجة في قبول الأوضاع السيئة , فكنا نقول نحن في عصر مبارك ونقصد بذلك أنه عصر قذر لرجل فاشل , ولكن اليوم وبعد الثورة يبدو أن الأمور قد صارات أسواء , فالجهاز الإداري بكل غبائه مازال موجودا والناس هم هم والغباء هو هو والزبالة في كل مكان وفي حديث مع رئيس إحدي القري حيث أكوام الزبالة فوق الحد قال بالحرف أنه منذ عشرة سنوات لم يتلقي المجلس المحلي ولا قرش صاغ واحد , فقلت وأين أموال رسوم النظافة فقال أن المحافظة تأخذها و ترد منها إلا النذر اليسير ( هذه القرية هي قرية شرباص ) , لقد أصحبت القمامة حق لكل مواطن وله نصيب فيها وهناك مجالس قروية تبذل جهدا منها مجلس قروي قرية الشناوي ولكنهم يعانون من عدم وجود أماكن لوضع القمامة فيها فتجدها منتشرة علي جوانب الطريق بين شرباص والشناوي الكائن بموازة النيل , والحقيقة أن الحل بسيط فلدينا جهاز يسمي ( المكبس ) والذي يستخدم في كبس قش الأرز ولو أننا من خلال أموال رسوم النظافة المنهوبة قمنا بشراء مكبس لكل وحدة محلية تقوم بكبس الزبالة فيه وتحويلها إلي بالة من الزبالة لقل حجمها وأصبحت مجمعة في وحدات يسهل نقلها وبالتالي تخصص المحافظة قطعة أرض في صحراء دمياط أو بجوار مصنع القمامة في اسكندرية الجديدة تجمع فيها هذه البالات علي مستوي المحافظة لأصبحت المحافظة أنظف من منازلنا لكن إقتراح مثل هذا سوف يواجه من قبل الموظفين راسبي الإعدادية ( حملة البلومات الفنية ) المسيطرين علي الأمور الإدارية في مصر وسوف تجهض هذه الفكرة لتولد ميتة كدأب كل الأمور في مصر الحزينة .
خبز الحمير والكلاب .... من أجل البشر
لأنني رجل مقنع بالمثل الذي يقول ( هين قرشك ولا تهين نفسك ) توجهت إلي استهلاك الخبز الطباقي ( الرغيف بعشرة قروش ) والحق أنني جربت كل أفران محافظة دمياط وقراها ولم أجد فرن يقدم خبز آدمي بنسبة 95 % إلي فرون واحد في قرية اسمها ( عزبة الجندي ) متفرعة من مركز فارسكور , أما باقي الأفران التي تبيع الرغيف بعشرة قروش فما تقدمه ليس سوي علف للحمير والكلاب , ليس خبزا تحت أي مسمي وكما مخبز قذر في قرية ( شرباص ) يقدم خبزا لا يوصف علي أقل تقدير إلا بأنه ( زبالة ) , أما الخبز الذي يباع بخمسة قروش فهذا النوع الذي تقدمه عدة أفران في مركز فارسكور ( مدينة اللصوص والبلطجية ) فهو لا يصلح حتي للكلاب أو الحمير خاصة ذلك الفرن المجاور للإدارة التعليمية بفارسكور , أما في مدينة دمياط حيث يسكن المحافظ ومدير الأمن فالأمور أفضل , فما زال حسني مبارك يحكم مصر حتي الآن !
إن رفع الدعم كن كافة السلع وتحوليه لدعم نقدي هو المحرك الأساسي نحو العدالة والجودة .
فارسكور …. مدينة اللصوص والبلطجية والتوكتوك
عندما أجلس مع نفسي وأتخيل نفسي مسؤلا عن أمور العباد أقول في نفسي ( وهذا سر ) يجب القضاء علي التوكتوك في كل مصر وخاصة في مدينة اللصوص والبطجية وخريجي السجون ( فارسكور ) , فالتوكتوك في مصر كارثة يجب أن يحاكم عليها من من ساهم في إدخاله إلي مصر بتهمة الخيانة العظمي , إنه كارثة أكبر من كارثة سرقة المال العام , فقد قدمنا بأيدينا وسلة للدعارة وتجارة المخدرات والسرقة وخطف البنات ...... الخ والكثير من الأعمال الخارجة علي القانون التي يمارسها سائق التوكتوك وتهدد الأمن والسلام الإجتماعي وفي غارسكور بسكل خاص قدمنا للصوص والبلطجية والنشالين وسيلة تساعدهم علي أعمال الفسق والفجور , وهذه الظاهرة ليست في فارسكور بل في قرية الشناوي وكفر العرب وباقي القري والجميع ساكن وساكت .... إنها مصر مبارك .... ولو كان الأمر بيدي لنسفت كل توتوك في مصر ....
مكروفونات في كل مكان .... الصداع بلا مقابل
لم أعلم عن دولة غير مصر المحروسة يستخدم فيها الباعة الجائلين بكافة أطيافهم ( بياع خضر – فاكهة – سمك – بيض وحلاوة – صابون سائل وكلور – روبابيكيا – قصب – كرنب – خبز – جرجير وفجل - ....الخ ) ميكروفونات تصدجر أصواتا تيقظ إبليس من غفلته , فأنا في دمياط أسكن في شارع في قرية بائسة رغبة مني في البحث عن الهدوء ولكن العكس هو ما وجدت ففي هذا الشارع وفي كل المحافظة والقري التابعة لها يمر هؤلاء الباعة بالترتيب ويعيدون الكرة مرة ومرة ويأتي غيرهم وغيرهم ينادون بأعلي صوت عبر مكبرات الصوت , وفي زمن رجل مصر العظيم الرئيس أنور السادات اذكر أنني وفي كل مرة أسمع فيها صوت مبر للصوت أتصل بالشرطة فتأتي مسرعة وتقبض علي المزعج و...و...و... لقد كنا في آمان .... أما في زمن المتنحي فلم يكن هناك قانون ولك تكن هناك شرطة واليوم وبعد الثورة وفي زمن محافظ دمياط اللواء فليفل فلا قانون ولا شرطة ولا حد عنده دم ولاشيئ سوي الفوضي ..... ناهيك عن الكارثة الكبري وهو ميكروفونات الجوامع التي تهدم الإسلام السمح , فالسلفيون يتمسكون بالسلف قولا وحالهم غير ذلك فعلا , ففي كل صلاة تجد صوت مكبر الصوت يعلوا ويعلوا وكان يخاطبون إبليس ليتوب ويعود إلي الإسلام وإبليس يأبي لأنه يعلم أن عدد المسلمين اللذين يتركون الإسلام بسبب مكبرات الصوت كبير وهذا الأمر في صالحه فلا يوجد في الإسلام مكبر للصوت خاصة في صلاة الفجر تشعر أن المؤذن يريد إيقاظ الموتي وهذه الظاهرة منتشرة بشكل مرعب في القري حيث لا قانون ولا عرف ولكن مجموعة من الأغبياء والمعتوهين .....
محلات ترعة الشرقاية
هلي تريد لحما ... هل تريد فاكهة ...هل تريد غسيل السيارة .... هلي تريد رمل وزلط .... هل تريد تغيير زيت السيارة .... هل تريد وتريد وتريد ...؟ لدينا كل شيئ تحتاجه علي الطريق بجوار ترعة الشرقاوية الممتدة من دمياط إلي محافظة الدقهلية ..... فقد استغل البلطجية الإنفلات الأمني ونوم المسؤولين في العسل وأنشؤا مئات المحلات في حرم الطريق الموازي للترعة حتي أن بعضهم في طريق كفر العرب والشناوي بجوار الترعة قام بتبليط أرض الطريق وأنشا شادر للفاكهة وآخر أنشأ مغسلة للسيارات ..... وأما شوادر اللحوم ففي شرباص تحديدا ومن العدلية إلي المنصورة بشكل عام , حتي أننا لم نجد مكان نسير فيه عوضا عن تجار الرمل والزلط ..... انها دمياط في زمن المحافظ الجديد ....وبعد زمن المتنحي ....
مرور دمياط ضد الشرفاء فقط
في زمن المتنحي أذكر أنني وجدت ثلاثة من أمناء الشرطة علي الطريق يبحثون عن توصيلة وكنت بمفردي في السيارة وهو أمر نادر الحدوث , لكن الإسلام اللذي أعلمه يوجب علي مساعتدهم , فأشاروا للسيارة طالبين الركوب حتي مركز فارسكور وفي الطريق عند الكوبري العلوي وجدت حملة مرورية تقوم بتمرير سيارت الروماني والأجرة المخالفة والتي يقودها أفطفال دون العاشرة علي اعتبار أن الأطفال أحباب الله عز وجل ويأتي ضابط المرور ( محمد ربيع ) ويوقف السيارت الملاكي المنضبطة ومنهم سيارتي وهو يقول بصوت علي لجندي المرور ( هو مركب معاه حماية ... هات رخصه ...) وبدأت رحلة الرذالة ... هو لون العربية دي مش حلو ليه ... انت لابس لون مش ماشي مع لون العربية ... الخ ......انهم ضد الشرفاء ومع البلطيجة دوما .... انه عصر المتنحي .... واليوم بعد الثورة وغياب أفرد المرور .... مازال الناس يسيرون علي اليمين .... يعبرون الطريق بنظام تام .... لا حاجة لنا بأفراد الشرطة والمرور ....
الموت قابع فوق العمود ....
سألني مرة أحد الأصدقاء قائلا ( إننا نسير في هذا الشارع منذ عقود ... فهل رفعت رأسك مرة لأهلي لتري سماء الشارع ؟ ) ... والحقيقة أنه أمر لا أعتقد أنه قد خطر علي عقل أحد ... كنا في القاهرة ... رفعت رأسي فشاهدت ما يشيب له شعر الوليد غابة من الأسلاك الكهربائية في كل مكان خارجة من الأعمدة ومتجهة إلي البيوت ومن البيوت إلي البيوت الأخري وإلي الأعمدة .... لا تستطيع أن تتبع سلك واحد .... كلها متداخلة ...عارية ... مؤهلة للسقوط عند أقل هبة نسيم .... وفي دمياط إذا نظرت إلي أعلي في أي شارع في المدينة أو الريف سوف تساهد غابات من الأسلاك العارية القاتلة من أسلاك الكهلاباء والتليفونات ووصلات الدش ووصلات الإنترنت ..... والجميع ينظر ويمضي ...مواطن أو مسؤول .... فنحن دولة لا تتحرك إلا في زمن الأزمة ... وعليك إذن أن تصنع أزمة .... فدعنا نصنع أزمة ....
مطب وتريلة ( تريلاطب ) لكل مواطن ... ملاكي أو ايجار ...
أعتقد أنه من الأفضل تغيير اسم محافظة دمياط إلي محافظة تريلاطب ( وهو تركيب لغوي من كلمة تريلا أي قطارة ومقطورة وكلمة مطب ) , فعلي مسافة 60 – 70 كيلو متر هي طول المسافة بين دمياط والدقهلية نجد أكثر من 730 مطب صناعي مختلفة الأشكال والألوان والأحجام , إذ يبدو أن المواطن الدمياطي يري أن وجود مطب أمام منزله أمر تراثي يعبر عن إنتمائه إلي عصر الفراعنة العظام وعندما يولد للدمياطي طفل فهو ينشأ له مطب أمام المنزل ويطلق عليه اسمه حتي نجول الطريق إلي مجرد مطب كبير تتخلله مسافت قصيرة جدا تمكن السيارات من عبورها بشق الأنفس , والحق أقول أنني لم أشاهد هذه المطبات في أي دولة عربية أو أروبية بل شاهدات إشارات مرور يحترمها الجميع , وقد قمت بقياس متوسط سرعة السيارة علي طول الطريق بين دمياط والدقهلية فكانت 5 كيلو متر في الساعة أي سرعة شخص يسير بمفرده ..... إنه إنجاز حضاري يجب أن يدرس في جامعات العالم .........
وبجانب كل هذه المطبات نجد التريلات التي تستغل جوانب الطرق بجوار ترعة الشرقاوية وداخل القري كموقف تعيق به حركة السير وتدمر الطرق غير المصصمة للحمولاتت الثقيلة ......
هذه بعضا من مشكلات إحدي محافظات مصر ناهيك عن مشاكل الصحة والمياه والكهرباء وفساد عملية التدريب علي الرخصة الدولية وإنتل في مديرية التربية والتعليم بدمياط ... و ...و....و...و....و...و.. ...... الخ
فهل سنجد أذن تسمع وعقلا يفكر ويد تصلح ...؟
الحق أقول : لا , لن نجد , فمبارك مازال يحكم مصر ...

[/center][/size][/font]