منتديات العلم والعلماء والمخترعين والمبتكرين ....
الملوك الرعاة Hyksos 101215

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات العلم والعلماء والمخترعين والمبتكرين ....
الملوك الرعاة Hyksos 101215
منتديات العلم والعلماء والمخترعين والمبتكرين ....
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملوك الرعاة Hyksos

اذهب الى الأسفل

الملوك الرعاة Hyksos Empty الملوك الرعاة Hyksos

مُساهمة من طرف المدير العام الأحد أبريل 29, 2012 5:02 am


الملوك الرعاة Hyksos
الملوك الرعاة Hyksos Hyksos10

الهكسوس أو الملوك الرعاة Hyksos (بالهيروغلوفية heqa khasewet, "الحكام الأجانب"; باليونانيةὙκσώς, Ὑξώς، هم شعوب بدائية وبدوية من أصول مختلفة دخلت مصر من الشرق في فترة ضعف خلال نهاية حكم الدولة الوسطى تقريباً في نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر. لم يتفق خبراء التاريخ على أصلهم. ولكن الراجح أن أصلهم هو غرب ووسط آسيا ومنها انتقلوا إلى بلاد الشام ومصر.
استمر احتلال الهكسوس لمصر حوالي مائة عام، ولم تكن إقامتهم فيها هادئة؛ بل قوبلت بكثير من الثورات والمقاومة من الشعب المصري.
لم تضف فترة احتلال الهكسوس إلى التاريخ المصري شيئاً يذكر؛ بل كانت فترة سلب ونهب وتخريب. طرد الهكسوس بدأ بحرب شرسة شنها عليهم المصريون وانتهت بطردهم نهائياً على يد الملك أحمس الأول في عصر الاسرة الحديثة، ولم تقم لهم في تاريخ البشرية قائمة بعد ذلك.
بداية احتلال الهكسوس لمصر
بعد حرب شرسة مع المصريين اتخذ الهكسوس عاصمة لهم في شرق الدلتا أطلقوا عليها اسم "زوان" والتي كانت تعرف ب أورايس، وتركزت مملكة الهكسوس بشكل أساسي في الدلتا ومنتصف مصر. وساد الهكسوس تدريجياً لا بشكل مباشر، وكانت مصر السفلى (في شمال مصر) تخضع لحكمهم المباشر، أما مصر العليا (طيبة) وبلاد النوبة، فكانتا تخضعان للحكم المصري.
إزاحة الهكسوس عن الحكم
في عهد الملك سقنن رع الثاني نحو(1580 ق.م) كانت طيبة قد بلغت من القوة والمكانة السياسية شأناً جعل الصدام مع الهكسوس أمراً لا مفر منه. وهذا ما دفع ملك الهكسوس «أبوبي» إِلى اختلاق الأعذار لبدء الصراع. وحقق سقنن رع في هذا الصراع بعض النجاح إِلا أنه سقط فيه صريعاً (1575 ق.م)، في معركة خاضها مع الهكسوس وقد لوحظ وجود جروح وإصابات قاتلة في جمجمته.

الملوك الرعاة Hyksos Joseph10

وخلفه في عرش طيبة ابنه الأكبر كاموس (1560- 1570 ق.م)، وهو آخر ملوك الأسرة السابعة عشرة، وإمتد حكمه خمس سنوات فقط تابع فيها الحرب التي شرعها أبوه فشن هجوماً مفاجئاً على معاقل الهكسوس المتاخمة لحدوده بقوات من الجيش وأسطول نيلي كبير، وراح يتقدم شمالاً حتى بلغ عاصمة الهكسوس نفسها. وتتحدث النصوص القديمة التي تعود إِلى عهده عن استيلائه على ثلاثمئة مركب مصنوعة من خشب الأرز مشحونة بالأسلحة والذهب والفضة والمؤن، كما تتحدث عن بطشه بالمصريين الذين كانوا يهادنون العدو. وقبض رجاله في تلك الأثناء على رسول بعث به ملك الهكسوس إِلى أمير النوبة في كوش يحثه على مهاجمة أراضي طيبة من الجنوب، فلم يتردد كاموس في إرسال قوة إحتلت واحة البحرية محبطاً خطط أعدائه، ثم ارتد عائداً إِلى طيبة بانتهاء موسم الحملات بعد أن قضى على تمرد قام به أحد أتباعه. وتذكر النصوص اسم كاموس وأخيه أحمس -الذي جاء بعده- عند الشلال الثاني في النوبة، مما يحتمل توغل كاموس في أراضي النوبة حتى ذلك الموقع.
بعد مقتل الملك سقنن رع في حروبه ضد الهكسوس، وكانت دولة مصر العليا المصرية محاصرة من الهكسوس شمالاً ومن ملوك النوبيين جنوباً وبعد قتل الملك كامس، ثم انتقل الحكم إلى أحمس الأول الذي لم يكن يبلغ إلا 10 أعوام وقامت والدته بحثه على التدرب على القتال مع المحاربيين القدامى، وعندما بلغ ال 19 قام بعض من رجاله بالتقاط رسالة مبعوثة من ملك الهكسوس إلى ملوك النوبة يحثونهم بالزحف على الطيبة مما أدى إلى قيام أحمس بالهجوم على الهكسوس وهزمهم في عدة معارك، وقام بشن عدة هجمات خارجية عليهم في أراضيهم الأصلية، ولم تقتصر جهود أحمس الحربية على مقاتلة الهكسوس, فقد تحول بعدها إِلى جنوب مصر فقاد ثلاث حملات كبيرة متوالية استهدف فيها بلاد النوبة لتأديب أميرها الذي تعاون مع الهكسوس عليه وبذلك أصبحت الحضارة المصرية القديمة تحت حكم ملوك طيبة المصريين.
الملوك الرعاة Hyksos Hyksos11
ما بعد الهكسوس
تغيرت العقيدة القتالية المصرية من الدفاع إلى الهجوم والغزو وذلك بعدما اتضح لهم أن جيرانهم من الشعوب الأخرى يريدون احتلال أرضهم ولذلك يجب الدفاع عن مصر بخلق بُعد استراتيجى لها في أراضي أخرى مما جعل الدولة الحديثة التي أسسها كامس الأخ الأكبر لأحمس تؤسس جيشاً نظامياً محترفاً ومدرباً لأول مرة في مصر وقد حدث من أسلحته مما جعلهم يوسعون حدود مصر ويقيمون أول وأكبر إمبراطورية في العالم آنذاك من الأناضول شمالاً إالى القرن الأفريقي جنوباً ومن الصحراء الليبية غرباً إلى الفرات شرقاً. وهذا الجيش الجديد كان يعاونه الأسلحة المشتركة وأسطول بحري، لأن الجيش المصري أيام حكم الفراعنة الآوائل وحتى الهكسوس كان من المشاة لأن الفروسية كانت الحصان والعربة.
الملوك الرعاة Hyksos 9063-c10
امتدت حدود مصر في آسيا لأول مرة أيام الفتوحات الخارجية كحرب وقائية ضدها حتى الفرات بالعراق أيام الملك تحتمس الأول وحفيده الملك تحتمس الثالث قام بتوسعة الإمبراطورية المصرية إلى أقصى اتساع وصلت إليها من حدود إيران شرقاً إلى حدود تونس غرباً حالياً ومن جنوب تركيا إلى القرن الأفريقي وكذلك الملك رمسيس الثاني الذي هزم الحيثيين. بعد نهاية حكم الهكسوس بدأ عصر النهضة الثاني في مصر وكان بداية الشروق للإمبراطورية المصرية والتي عرفت أقصى امتداد لها في عصر الملك العظيم تحتمس الثالثالعراق إلى ليبيا ومن تركيا إلى الجندل الرابع في السودان حالياً. حيث تحولت الإسترتيجية المصرية من الدفاع داخل الأرض المصرية إلى الدفاع من خارجها، فامتدت الدولة المصرية من

الملوك الرعاة Hyksos Img00810
********************************
"وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وآخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون" (يوسف‏:43)،‏ هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في بدايات الثلث الثاني من سورة يوسف‏، هي سورة مكية‏، وآياتها‏(111)‏ بعد البسملة‏)، وقد سبق لنا استعراض هذه السورة المباركة‏، وتلخيص ما جاء فيها من أسس العقيدة‏، والإشارات الكونية‏، ونركز هنا على الدلالات التاريخية والعلمية التي جاءت في الآية الثالثة والأربعين من سورة يوسف‏، وهي الآية التي اتخذناها عنوانا لهذا المقال‏:‏
من الدلالات التاريخية والعلمية للآية الكريمة:
أولا‏:‏ في قوله تعإلى (‏:‏ وقال الملك‏...:‏
يعجب قارئ القرآن الكريم من وصف حاكم مصر في زمن نبي الله يوسف‏(‏ عليه السلام‏)‏ بلقب الملك الذي جاء في خمسة مواضع من سورة يوسف‏، بينما جاء وصفه في زمن موسي‏(‏ عليه السلام‏)‏ بلقب فرعون مصر أو الفرعون‏، وقد أورد القرآن الكريم لقب فرعون أربعا وسبعين‏(74)‏ مرة في عرض قصة نبي الله موسي‏(‏ عليه السلام‏)، والسبب في ذلك أن نبي الله يوسف‏(‏ عليه السلام‏)‏ عاش في مصر أيام حكم الهكسوس‏(‏ أي الملوك الرعاة‏)، وذلك في الفترة من‏(1730‏ ق‏.‏م‏)‏ إلى‏(1580‏ ق‏.‏م‏)، وكان حكام الهكسوس يلقبون بالملوك وليس بالفراعنة‏، بينما عاش نبي الله موسي‏(‏ عليه السلام‏)‏ في زمن رمسيس الثاني من الأسرة التاسعة عشرة المعروف باسم فرعون الاضطهاد‏، أو فرعون التسخير‏، الذي حكم مصر في الفترة من‏(1301‏ ق‏.‏م‏)‏ إلى‏(1234‏ ق‏.‏م‏)، ومات ونبي الله موسي في مدين عند أصهاره نبي الله شعيب‏(‏ عليه السلام‏)‏ وآله‏، وخلف رمسيس الثاني ولده الثالث عشر منفتاح‏(‏ أو منفتا‏)‏ المعروف باسم فرعون الخروج‏، وحكم مصر في الفترة من‏(1234‏ ق‏.‏م‏)‏ إلى‏(1224‏ ق‏.‏م‏)، ومات غارقا في أثناء مطاردته لنبي الله موسي‏(‏ عليه السلام‏)‏ كما أخبر القرآن الكريم‏.‏
ومع العلم بأن الذين خرجوا مع موسي من بني إسرائيل تاهوا أربعين سنة‏، وأن وفاة موسي‏(‏ عليه السلام‏)‏ جاءت بعد انتهاء فترة التيه بقليل‏، لأن من الثابت أنه لم يدخل أرض فلسطين‏، فإن وفاته كانت في حدود سنة‏(1184‏ ق‏.‏م‏)، وبما أنه عاش في مدين عشر سنوات‏، وعاش في بيت فرعون قرابة عشرين سنة‏، فإن مولده‏(‏ عليه السلام‏)‏ كان في حدود سنة‏(1264‏ ق‏.‏م‏)، أي أنه عاش نحو ثمانين سنة‏(1264‏ ق‏.‏م‏)‏ إلى‏(1184‏ ق‏.‏م‏)، وفي هذه الفترة كان يطلق على حكام مصر لقب الفراعنة‏، ومن هنا جاء ذكرهم في القرآن الكريم بهذا اللقب‏.‏
أما نبي الله يوسف‏(‏ عليه السلام‏)، فقد عاش في حدود الفترة من‏(1730‏ ق‏.‏م‏)‏ إلى‏(1580‏ ق‏.‏م‏)، وكان حاكم مصر ملكا من العمالقة يعرف باسم الريان بن الوليد‏، كما ذكره مؤرخو العرب‏، ووجد اسمه منقوشا على بعض الآثار المصرية القديمة‏(‏ انظر مؤتمر تفسير سورة يوسف للشيخ عبدالله العلمي‏)، وكان ذلك في الأسرة الخامسة عشرة‏، أو السادسة عشرة لدولة الهكسوس الرعاة في مصر‏، وكانت السلالة السابقة عليها في حكم مصر‏، وهي الأسرة الرابعة عشرة من الفراعنة المصريين‏، الذين حكموا في وادي النيل سنة‏(2000‏ ق‏.‏م‏)، بينما كانت السلالة الرعوية المعروفة باسم شاسو أو الهكسوس‏، أي البدو الرعاة‏، يتنقلون في شرقي مصر على حدود البادية فيما يعرف إليوم باسم محافظة الشرقية‏(‏ أرض جاسان في الكتب القديمة‏)،
وكانوا يتكلمون لغة سامية متفرعة عن اللغة العربية‏، وكانت قريبة جدا منها‏، وكان الهكسوس يترقبون ضعف الفراعنة ليغزوهم‏، وكان الفراعنة حريصين على مسالمتهم والاستعانة بهم في حروبهم لشجاعتهم‏، وشدتهم‏، وجلدهم‏، وقوة أبدانهم‏، شأن البدو في كل العصور‏، وظل الصراع بين ملوك الرعاة وفراعنة مصر حتى سنحت الفرصة لهؤلاء الرعاة بالانتصار عليهم‏، فاستولوا على دلتا مصر وحكموها باسم ملوك الهكسوس في أثناء فترة الاضطرابات والفتن في أواخر عهد الأسرة الرابعة عشرة‏، واستعمروا الوجه البحري كله وبعض أجزاء صعيد مصر‏، واستولوا على مدينة‏(‏ منف أو منفيس‏)‏ وولوا على الأراضي التي احتلوها ملكا من بينهم‏، وانحسر حكم الفراعنة إلى جنوب مصر‏، الذي كانت عاصمته مدينة طيبة الأقصر‏، وحكم الهكسوس أغلب شمال مصر‏، ودامت سيطرتهم عليه لنحو خمسة قرون‏، حتى قام الفراعنة بإسقاط ملكهم في أوائل القرن السادس عشر قبل الميلاد‏، وعاد الفراعنة لحكم كل من شمال وجنوب مصر من جديد‏، موحدين أرض مصر تحت حكمهم مرة ثانية‏.‏
وفي فترة دخول نبي الله يوسف‏(‏ عليه السلام‏)‏ إلى مصر كانت مملكة الهكسوس في دور انحسارها الذي تقلصت مساحتها فيه إلى مثلث تألفت رؤوسه من منيا القمح وبوبسطة القريبة من مدينة الزقازيق‏، وبلدة صان الحجر‏.‏
ولم يجد يوسف‏(‏ عليه السلام‏)‏ صعوبة في التحدث مع الهكسوس الذين كانوا يتكلمون لغة سامية قريبة من لغته‏، ومن هنا تأتي ومضة الإعجاز التاريخي في الآية الكريمة التي نحن بصددها في قول ربنا ـ تبارك وتعالى ـ‏:‏ وقال الملك‏...‏ ولم يقل‏:‏ وقال فرعون‏، لأن يوسف‏(‏ عليه السلام‏)‏ لم يعمل لدى أحد من فراعنة مصر‏، الذين كان ملكهم في زمن وجوده بمصر قد انحسر إلى جنوب البلاد‏، وكانت عاصمتهم طيبة الأقصر‏، وكانت لغتهم الهيروغليفية المصرية القديمة التي لم يكن يوسف‏(‏ عليه السلام‏)‏ يعرفها‏.‏
وهذه اللمحة المعجزة ـ على بساطتها ـ هي من جملة البراهين على أن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية‏، بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه على خاتم أنبيائه ورسله‏، وحفظه بعهده الذي قطعه على ذاته العلية‏، في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)، وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا ليبقى القرآن الكريم شاهدا على الخلق أجمعين إلى يوم الدين بأنه كلام رب العالمين‏، وشاهدا للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة‏.‏
وهذا الوصف الدقيق لحاكم مصر في زمن نبي الله يوسف ـ عليه السلام ـ بوصف الملك هو من الأدلة الناطقة على الدقة المطلقة لكل حرف‏، وكلمة‏، وآية أوردها القرآن الكريم‏، ولكل قاعدة عقدية‏، أو أمر تعبدي‏، أو دستور أخلاقي‏، أو تشريع سلوكي‏، أو خبر تاريخي‏، أو إشارة علمية‏، أو خطاب إلى النفس الإنسانية أو غير ذلك من القضايا المحكمة التي جاءت في ثنايا الآيات المتعلقة بركائز الدين الأساسية من العقيدة‏، والعبادة‏، والأخلاق‏، والمعاملات في هذا الكتاب العزيز‏.‏
ومن الثابت أن رسول الله‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏)‏ بعث خاتما للأنبياء والمرسلين في سنة‏(610‏ م‏)، أي بعد أكثر من‏(2200‏ سنة‏)‏ من وفاة أخيه يوسف بن يعقوب‏(‏ عليهما السلام‏)، فمن غير الله الخالق ـ سبحانه وتعالى يمكن أن يكون قد أخبره بتفاصيل قصة يوسف‏(‏ عليه السلام‏)‏ بهذه الدقة والشمول‏، والإيجاز المعجز دون ترك شيء من التفاصيل ؟ وإن قيل إنه كان لليهود بعض الجيوب في الجزيرة العربية على عهده‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏)‏ فإن التاريخ يثبت أن غالبية هؤلاء اليهود كانوا من البدو الذين لم يكونوا على قدر كاف من الثقافة الدينية أو الدنيوية‏، وكانت صحفهم قد تعرضت للكثير من التغيير‏، وإن بقيت بها بعض بقايا الحق القديم‏.‏
ثانيا‏:‏ في قوله ـ تعالى ـ على لسان ملك مصر‏:..
‏ إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات‏:‏
هذه الرؤيا المنامية رآها ملك مصر على عهد نبي الله يوسف‏(‏ عليه السلام‏)‏ في زمن حكم الهكسوس الرعاة العماليق لشمال مصر‏، وانحسار حكم الفراعنة إلى الجنوب‏، وكانت عاصمتهم طيبة الأقصر‏.‏
ولكون المصطفى‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏)‏ لم يكن يحسن القراءة أو الكتابة‏، وكان ذلك لحكمة يعلمها الله ـ سبحانه وتعالى ـ منها ألا يصدق على هذا الرسول الخاتم دعاوى النقل عن كتب السابقين‏، وفي ذلك يقول له ربنا ـ تبارك وتعالى ـ‏:‏ وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون‏(‏ العنكبوت‏:48).‏
والمتتبع لقصة نبي الله يوسف‏(‏ عليه السلام‏)، كما جاءت في القرآن الكريم يدرك بوضوح وحدة رسالة السماء المنطلقة من وحدانية الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ‏، كما يدرك دقة حفظ الوحي السماوي في صورته الخاتمة كما جاءت في القرآن الكريم الذي تعهد ربنا ـ تبارك وتعالى ـ بحفظه فحفظ على مدى يزيد على أربعة عشر قرنا في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)، وسيظل محفوظا كذلك إلى ما شاء الله تحقيقا لوعده الذي قطعه على ذاته العلية‏.‏ فقال ـ عز من قائل ـ‏:‏ "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون‏"(‏الحجر‏:9).‏
ثالثا‏:‏ في قوله ـ تعالى ـ‏:"... ‏يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون‏" من المسلمات أنه لا يوجد ملك بدون حاشية له‏، وقد عبّر القرآن الكريم عن هذه الحاشية بتعبير الملأ‏، أي الجماعة‏، وجمعه أملاء‏، والملأ جماعة يجتمعون على رأي فيملأون العيون بمجرد الاستماع إليهم‏، أو هم على قدر من الهيبة بحيث يملأون العيون بمجرد النظر إليهم‏، وعلى ذلك يكون ملأ بمعني مالئ أو مليء أو مملوء‏، لأن لفظة ملأ لا تطلق إلا على النخبة المختارة من مثل الحاشية التي تختار لبلاط الملوك من العلماء‏، والحكماء‏، والأدباء‏، وأهل الرأي في كل أمر من الأمور‏.‏
ومن المنطقي أن يتوجه الملك أول ما يتوجه بالسؤال إلى خاصته وحاشيته في كل أمر من الأمور التي تعرض له‏، ولذلك قال ـ تعالى ـ على لسان ملك مصر‏:"...‏ يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون" ‏(‏يوسف‏:43).‏
فالحمد لله على نعمة الإسلام العظيم‏، والحمد لله على نعمة القرآن الكريم‏، والحمد لله على بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين‏)، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏..‏
***********************************
سيدنا يوسف عاش هنا !!!
فى الصورة هل هذا الرجل الاسيوى الملامح ذو الذقن هو نفسة سيدنا يوسف علية السلام الذى وفد الى مصر فى عهد سنوسرت الثانى فرعون مصر
هذا المشهد الميلودرامي العجيب الذي صوره القرآن الكريم فأبدع تصويره وحواره وإختيار كلماته‏..‏ وسبحان الله فهذا هو كلام الخالق عز وجل في بديع بيانه ومهاب عباراته ورائع فكره وعظيم درسه وغرسه ونصحه وكامل حكمته‏..‏

هذا المشهد القرآني الذي عاشه نبي الله يوسف عليه السلام وشاركته فيه امرأة العزيز‏..‏ أجمل نساء عصرها بعد أن شغفها حبا‏..‏

وقائع المشهد كما تصورها آيات كتاب الله‏:‏
وراودته التي هو في بيتها عن نفسه‏,‏ وغلقت الأبواب وقالت هيت لك‏,‏ قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون‏,‏ ولقد همت به وهم بها لولا أن رأي برهان ربه‏,‏ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين‏,‏ واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدي الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم‏.‏

قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين‏,‏ وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين‏,‏ فلما رأي قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم‏,‏ يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين‏.‏

وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه‏,‏ قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين‏,‏ فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكئا وأتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم‏.‏

قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه‏,‏ فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين‏.‏

قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين‏,‏ فاستجاب له ربه‏,‏ فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم‏.‏

هذا المشهد الميلودرامي القرآني البالغ الروعة والحبكة والعظة والحكمة جري علي أرض مصر‏.‏

واليوم عثروا علي المكان الذي جري فيه بعد مشوار ضارب في أعماق الزمن نحو سبعة وثلاثين قرنا بحالها‏..‏

والمكان ليس بالقطع بيت العزيز الذي يعرفه المؤرخون باسم فوطيفار وامرأته زليخة‏..‏ وإنما هو المكان الذي عاش فيه سيدنا يوسف زمنا ليس بالقصير‏..‏ فيه تعلم القراءة والكتابة والحكمة‏..‏ وفيه جاءه وحي الله وأصبح نبيا‏..‏ وفيه حمل اسما مصريا جديدا هو صفنات فعنبح وفيه تزوج من أسنات ابنه فوطيفارع كاهن أون وفيه أنجب ابنيه منسيا وأفرايم‏.‏

والمكان الذي عاش فيه يوسف وتعلم وتزوج قالت عنه التوراة أن اسمه أون أول عاصمة دينية وحضارية لمصر‏..‏ خرجت إلي الوجود قبل‏60‏ قرنا من الزمان واليوم تحمل اسم تل الحصن علي مسافة نصف ساعة بالسيارة من ميدان التحرير في مكان تحيطه المزارع وبيوت الفلاحين علي أعتاب حي المطرية شرق القاهرة‏!‏

...................‏
‏..................‏

لأن رفيق الطريق والدرب والاكتشافات التاريخية علي مدي نحو ثلاثين عاما ـ صاحب القبعة الشهيرة التي يقيمون في أمريكا المزاد عليها كل سنة ليذهب إيراد المزاد إلي متاحف الصغار في بلدنا ـ مشغول لشوشته في الأحاديث التليفزيونية والإذاعية والصحفية‏..‏ فقد تركني أذهب وحدي إلي مدينة أون أم الحضارات قبل ستة آلاف عام والتي تعلم فيها أرسطو وأفلاطون بل وفيثاغورس نفسه صاحب المعادلة الهندسية الحسابية الشهيرة التي كنا ندرسها في المدارس الثانوية‏..‏ تلك المدينة نفسها التي عاش فيها وتعلم علي أيدي وفكر وعلم كهانها وحكمائها وفلاسفتها العظام‏..‏

المكان في قلب القري والمزارع وحقول الحنطة والأذرة وبيوت من المسلح والحديد تحيط بها وتتربص بنا عيونها الشيطانية ونياتها العدوانية من كل جانب‏.‏

نحن الآن في مدينة أون العظيمة‏..‏ التي تحولت بفعل الزمان والإنسان إلي أطلال عابرة وأتذكر وأنا صائم أنشودة عبدالوهاب‏..‏ أين يا أطلال جند الغابرين‏..‏ أين آمون وصوت الراهب؟

أبحث بين أطلال أون عن منزل سيدنا يوسف عليه السلام‏..‏
أسأل عبر الموبايل حامي حمي الحضارة المصرية المعروف باسم زاهي حواس‏:‏ هو فين يا أخويا بيت سيدنا يوسف؟

هو بدهشة‏:‏ هو بيت سيدنا يوسف لسه عايش لحد النهارده بعد‏3700‏ سنة ويمكن أكثر‏..‏ ده بيت يا سيد موش معبد واللا مقبرة أثرية واللا مسلة واللا حتي تمثال‏..‏ ده بيت من الطوب اللبن ومن بيوت الفلاحين بتوع بلدك القناطر الخيرية‏..‏ لكن ممكن أطلال أو بقايا أي بيت قدامك يكون هو بيت يوسف عليه السلام‏..‏ دور كده‏..‏ واديني خبر‏!‏

قلت وأنا أخطو بضع خطوات فوق التراب والطين والحصي والغبار‏:‏ أمامي حجرات من الطوب اللبن‏..‏ هي في تصوري بيوت دنيوية للكهان الذين رفعوا كلمة الدين في معابد الشمس المعروفة باسم أون‏..‏

وأذكر أنني قبل تسعة وعشرين عاما زرت الموقع نفسه مع مكتشفه أستاذنا د‏.‏ عبدالعزيز صالح عالم الآثار الشهير‏..‏ وعندما قلت له‏:‏ قد يكون أحد هذه المنازل القديمة هو المنزل الذي عاش فيه سيدنا يوسف عليه السلام وتزوج من أسنات ابنة فوطيفارع كاهن أون الأكبر‏..‏ وفيه أيضا أنجب ولديه منسيا وأفرايم‏.‏

قال دون أن يرتسم علي وجهه علامة تعجب أو دهشة‏:‏ هو حق وصدق‏..‏ وأن يوسف عليه السلام قد جاء إلي هنا وتزوج من ابنة الكاهن الأكبر‏..‏ فهذا المكان يضم بالقطع بعضا من مخلفاته‏..‏ ما هي أو أين هي لا أحد يعرف حتي الآن‏!‏

قال رفيق الطريق‏:‏ كلام د‏.‏ عبدالعزيز صالح أستاذي‏..‏ هو حق وصدق‏.‏

..............‏
‏.............‏

مازلنا نخطو فوق تراب أقدم مدينة علي وجه الأرض التي تخرج في جامعاتها ومعابدها أشهر فلاسفة من علماء التاريخ‏.‏

*‏ المكان‏:‏ نفس المكان الذي تصعد فيه وتهبط معاول العمال‏..‏ ولكن قبل أن يتحول إلي أطلال لا أثر فيها للحياة والناس‏..‏ إنها مدينة أون العظيمة التي ذكرتها صحف موسي عليه السلام في التوراة‏.‏

*‏ الزمان‏:‏ لا أحد يعرف علي وجه التحديد‏..‏ ولكن من المرجح أن هذا المشهد جري قبل نحو‏2600‏ سنة وقبل سنة واحدة من سنوات القحط والجوع التي غمرت مصر كلها‏.‏

*‏ المنظر‏:‏ حجرة كبير كهان مدينة أونز واسمه فوطيفارع أو كما يطلق عليه المصريون وقتها بادي بارع أي عطية الإله رع‏.‏

*‏ الوجوه‏:‏ أمامنا مباشرة تحت النافذة الضيقة فوطيفارع كبير الكهان‏..‏ وبرغم أن اسمه فارع فإنه لم يكن طويلا بل هو أقرب إلي القصر‏..‏ في عينيه غموض ولكن الذكاء والفطنة يكادان يشعان منهما طوال الوقت‏,‏ أما هذا الجالس أمامه والذي لا نري وجهه‏..‏ إنه يوسف عليه السلام نبي الله بطلعته البهية التي شغفت به حبا زليخة زوجة فوطيفار رئيس شركة الفرعون أو عزيز مصر كما جاء ذكره في القرآن الكريم‏..‏ والتي بسببها دخل يوسف السجن‏..‏ والحجرة يلفها جو مقدس عامر بالإيمان بالله الواحد الأحد‏.‏ إيمان كبير كهنة أونو بالإله الواحد انوم رع خالق كل شيء‏..‏ وعقيدة نبي الله يوسف الذي يعبد الله وحده ورسوله إلي بني البشر‏..‏ يوسف اسمه الآن صفنات فعنبح وهو اسم مصري ويعني مخلص العالم‏..‏ الباب مغلق عليها وحدهما والكلام بينهما يكاد يكون همسا‏..‏

فوطيفارع كبير الكهان‏:‏ أنت الآن يايوسف قد أصبحت مصريا تماما لقد خلصك الإله من سجن طويل عانيت فيه كثيرا‏..‏ وقد خلصتك منه زليخة زوجة فوطيفار بعد موته مثلما أدخلتك السجن بعد أن شهدت أمام الفرعون بأنها قد أتت شيئا فريا وقالت إنها راودتك عن نفسك وإنك لمن الصادقين‏..‏ وقد منحك الفرعون اسما مصريا صفنات فعنبح وجعلك خازنا علي خزائن مصر كلها والمتصرف في كل الشئون المالية في البلاد‏..‏ وها أنت تخزن الحنطة والشعير في مخازن متفرقة علي طول الوادي بعد أن قمت بمهمة تفسير حلم الفرعون الذي شاهده وحار في تفسيره الكهان والسحرة‏..‏ وكان حلم الفرعون أنه شاهد سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات‏..‏ وها قد مضي‏6‏ سنوات من السنوات السبع الأولي التي يملأ الخير فيها أرض مصر بالزرع والحياة والخضرة وبقيت سنة واحدة علي السنوات السبع العجاف التي سينتشر فيها القحط والجوع في ربوع البلاد‏..‏ فهل أنت مستعد لمواجهة الأزمة الكبري؟

قال يوسف عليه السلام‏:‏ نعم كل الاستعداد‏,‏ فخزائني والحمد لله مليئة بخيرات الله‏..‏

فوطيفارع‏:‏ قل لي يا صفنات هل علمت أن زليخة قد أخلصت في عبادة الله وأنها رفضت طلب الفرعون بأن تصبح واحدة من حريمه‏..‏ لماذا لا تتزوجها وقد أنقذتك من سجنك الطويل أم أنك مازلت تحمل لها ذكري أيام سوداء في قلبك؟

قال يوسف عليه السلام‏:‏ معاذ الله‏..‏ أنا لا أحمل ضغينة أو غلا لأحد‏..‏ فالله هو مخلصي وملاذي من شرور البشر‏..‏ ليغفر لها الله فقد سامحتها حتي وأنا في غيابة السجن‏..‏ أما زواجي فهو من عند الله‏.‏

فوطيفارع‏:‏ بقي أن تكون لك أسرة وأولاد يحملون اسمك من بعدك‏..‏ أين أهلك وذووك؟

قال يوسف عليه السلام‏:‏ يكفيني الآن أنني قد أرسلت إلي أبي يعقوب وأخوتي لكي يحضروا إلي مصر‏..‏ وقد تعرفت علي أخوتي عندما جاءوا إلي يريدون حنطة وشعيرا وقد نسيت تماما ما فعلوه بي عندما ألقوني في غيابة الجب وأنا بعد صغير في الثالثة عشرة من عمري ولكنها إرادة الله‏.‏

فوطيفارع‏:‏ أما آن لك أن تتزوج؟
قال يوسف عليه السلام‏:‏ ذلك ما جئتك من أجله‏..‏ زوجني إحدي بناتك‏..‏ فوالله إنك لمن الصالحين‏..‏

فوطيفارع‏:‏ نعم النسب والشرف‏..‏ وليس عندي أعز من أسنات ابنتي أزوجها لك‏.‏

**‏ تقول التوراة‏:‏ عاش يوسف عليه السلام في أون وأنجب ولديه منسيا وأفرايم وقال إنه أطلق علي ولده البكر اسم منسيا لأن الله أنساني تعبي في بيت أبي وأطلق علي الثاني اسم افرايم لأن الله جعلني منمرا في أرض مذلتي كما جاء في التوراة‏.‏

................‏
‏...............‏

من هو فرعون يوسف؟

ولكن يبقي السؤال‏:‏ من هو فرعون سيدنا يوسف؟

قال لي الدكتور عطية القوصي أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة‏:‏ لا أعتقد أن سيدنا يوسف عليه السلام قد عاش في عصر ما قبل الهكسوس أو ما بعد الهكسوس‏,‏ وإنما عاش في عهد الهكسوس أنفسهم‏,‏ وأن فرعون مصر بالتالي لابد أن يكون أحد ملوك الهكسوس الرعاة وليس فرعون مصريا من صميم الحياة المصرية‏!‏

*‏ كيف؟
ـ إن قراءة فاحصة لآيات سورة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم تدلنا علي أن الله عز وجل لم يذكر في الآيات كلها اسم‏(‏ الفرعون‏)‏ أبدا‏,‏ بل قال الملك طوال الوقت قال الحق‏:‏ وقال الملك إني أري سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخري يابسات‏.‏

وقال الحق تعالي في نفس السورة‏:‏ وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلي ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن؟‏.‏

وقال الحق في مكان آخر‏:‏ وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين آمين‏.‏ قال اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم‏,‏ وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء‏.‏

وهكذا لم يذكر الله اسم الفرعون في آيات سورة يوسف وإنما قال الملك‏.‏

بينما في السورة التي ورد الحديث فيها عن موسي عليه السلام ذكر الله اسم الفرعون واضحا صريحا ولم يقل الملك أبدا‏.‏

قال الحق تعالي مخاطبا موسي‏:‏ اذهب أنت واخوتك بآياتي ولا تنيا في ذكري اذهبا إلي فرعون إنه طغي‏.‏

وقال الله عز وجل‏:‏ وقال موسي يا فرعون إني رسول من رب العالمين‏.‏

وقال تعالي‏:‏ قال فرعون وما رب العالمين‏,‏ قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين‏.‏

وقال الحق‏:‏ وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب‏.‏

وهنا ذكر الله اسم فرعون واضحا صريحا‏..‏ ونخرج من ذلك كله بأن الجالس علي عرش مصر في أيام يوسف عليه السلام لم يكن من الفراعنة وإنما كان ملكا غريبا عن البلاد من الهكسوس الرعاة أو من العرب العماليق‏..‏ المهم أنه لم يكن مصريا‏..‏ بينما كان فرعون موسي من أهل مصر الذين يطلقون علي ملوكهم لقب الفراعنة‏.‏

وهكذا فضلا القرآن الكريم في القضية كلها وأعلن أن فرعون يوسف لم يكن مصريا ولابد أن يكون من الملوك الغرباء الذين حكموا مصر‏.‏

وقد قالت التوراة نفس الكلام عندما صورت لنا هذا الأمير العبراني ـ يوسف عليه السلام ـ وزيرا قويا لجنس من الملوك قدموا من هضاب آسيا مثله تماما وذلك يثبت أن يوسف عاش ومات في عهد الملوك الرعاة الذين يحملون اسم الهكسوس وكما يقول يوسيبوس المؤرخ اليهودي‏:‏ إن زعيم آخر أسر الهكسوس هو ساتيسي أو سيتافيتي‏,‏ وقد حكموا‏103‏ سنوات ولكن أويقانوس المؤرخ المعروف يقول إنهم حكموا‏151‏ سنة‏,‏ الأمر الذي يؤكد أن قيام الأسرة السابعة عشرة آخر عهد الهكسوس في نحو سنة‏1720‏ قبل الميلاد‏,‏ والمعروف أن الهكسوس حكموا مصر نحو‏430‏ سنة حسب تقديرات أصدق المؤرخين‏.‏

....................‏

مسألة أخري ترجح أن سيدنا يوسف قد عاش في عهد الملوك الرعاة من الهكسوس أنه بعد أن تحررت مصر علي يد أحمس الأول وقام ملك مصري جديد علي عرش مصر لم يكن يعرف يوسف ـ كما جاء في سفر الخروج‏1:8‏ ـ فاستبعدوا بني إسرائيل بعنف وهم أبناء وأحفاد يوسف واخوته في مصر‏,‏ ودمروا كل ما لديهم من بيوت وعمائر‏..‏ ومن هنا فإننا لم نعثر حتي الآن علي أي أثر من الآثار عليه اسم يوسف أو أحد من اخوته لأن المصريين الذين جاءوا بعد يوسف لم يكونوا يعرفون فضله في إنقاذ البلاد من المجاعة‏..‏ وإنما اعتبروه واحدا من أعوان الملك الرعاة الذين اغتصبوا عرش البلاد نحو‏4‏ قرون من الزمان‏!‏

مسألة ثالثة عندما جاء أبوالأنبياء إلي مصر وقابل الملك الجالس علي العرش وأهداه جارية من عنده وهي أميرة مصرية ـ إحدي أميرات البيت الفرعوني في منف ـ وهذا يعني أن الجالس علي العرش أيامها لم يكن مصريا بل أجنبي وغريب عن مصر‏,‏ وهذا يعني أن سيدنا إبراهيم عليه السلام جاء إلي مصر في عهد الملوك الرعاة الذي استمر بعد ذلك نحو‏420‏ سنة‏,‏ فلحق به يوسف بن يعقوب بن اسحق ابن إبراهيم‏.‏

ولكن ماذا تقول التوارة هنا؟

تقول التوارة‏:‏ إن يوسف قد جاء إلي مصر‏,‏ وهي مازالت تحت حكم الملوك الرعاة‏,‏ وقد جاء في سفر التكوين وعد صريح لإبراهيم عليه السلام اعلم يقينا أن نسلك سيكون غريبا في أرض ليست لهم ويستعبدون لهم فيذلونهم أربعمائة سنة تكوين‏15:13.‏

وكذلك جاء في سفر الخروج عبارة صريحة أيضا إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في مصر كانت أربعمائة وثلاثين سنة‏,‏ وكان عند نهاية أربعمائة وثلاثين يوما في ذلك اليوم مهنة خرجت جميع أخبار الرب من أرض مصر‏.[‏ خروج‏12:41]‏

وإذا كان الخروج قد تم في أواخر أيام الأسرة التاسعة عشرة‏,‏ فإن الأربعمائة وثلاثين سنة التي ذكرها السفر المقدس تأخذنا إلي بداية الأسرة الأخيرة من عصر الملوك الرعاة وملكها ساتيس‏..‏ فهل هو فرعون يوسف؟

ومن الدلائل الأثرية التي تؤيد ذلك أن الأثريين قد عثروا في صان ـ وهي صوعن القديمة ـ علي نقش حجري قديم أقيم في عهد رمسيس الثاني‏,‏ أقامه أحد ضباطه وهو حاكم الحدود الآسيوية‏,‏ إحياء لذكري زيارة قام بها لحاكم مدينة صان في اليوم الرابع من شهر ميسوري في السنة الــ‏400‏ من حكم ملك مصر العليا والسفلي سيتاخيتي ابن إله الشمس ست نيتي كما يطلقون عليه‏,‏ وكما كان سبت أو سوتيك هوإله العكسوس‏.‏

ولما كانت صان أو صوعن القديمة هي عاصمة الهكسوس‏,‏ فيبدو أن هذا الأمير هو أحد أمراء الرعاة الذي حكم مصر‏,‏ و فلابد لنا هنا ـ حسبما جاء في الكتب المقدسة وتفسير العلماء لآياتها ـ أن نبحث عن اسم فرعون يوسف بين الملوك الرعاة‏!‏
المدير العام
المدير العام
عضو ممتاز
عضو ممتاز

الملوك الرعاة Hyksos Tmqn310

.....
الباحث عن الحقيقة
الملوك الرعاة Hyksos 1-6010
.....
الملوك الرعاة Hyksos 1684-110

****************************
الملوك الرعاة Hyksos 111

---------------------------------------
الملوك الرعاة Hyksos Us120014

----------------------------------------
عدد الرسائل : 4202
العمر : 65
العمل : باحث وكاتب في العلوم ومقارنة الآديان
تاريخ التسجيل : 13/08/2008

http://science.creaforum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى